انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المختار الثقفي»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ٢٠٤: سطر ٢٠٤:
وقد بعث المختار إلى كل من [[عبد الله بن عمر]] صهره على أخته صفية بنت أبي عبيد، وإلى [[محمد بن الحنفية]] و[[عبد الله بن عباس]] بهدايا فقبلوا ذلك منه. <ref>ابن أثير، أسد الغابة، ج ‏4، ص 347.</ref>
وقد بعث المختار إلى كل من [[عبد الله بن عمر]] صهره على أخته صفية بنت أبي عبيد، وإلى [[محمد بن الحنفية]] و[[عبد الله بن عباس]] بهدايا فقبلوا ذلك منه. <ref>ابن أثير، أسد الغابة، ج ‏4، ص 347.</ref>


== المختار في مرويات أهل البيت==
==المختار في مرويات أهل البيت==
[[الأحاديث]] المروية عن [[أهل البيت]] {{هم}} في خصوص [[المختار]] تتوزع على طائفتين: طائفة منها تذم الرجل وتشير إلى الموقف السلبي منه، في حين نرى الطائفة الثانية تثني عليه وتعده من الرجال المقبولين عند أئمة [[أهل البيت]] {{هم}}. وقد استعرض [[السيد الخوئي|السيد آية الله أبو القاسم الخوئي]] الطائفتين مرجحاً [[الروايات]] المادحة على الذامة. <ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج18، ص94. </ref>
[[الأحاديث]] المروية عن [[أهل البيت]] {{هم}} في خصوص المختار تتوزع على طائفتين: طائفة منها تذم الرجل وتشير إلى الموقف السلبي منه، في حين نرى الطائفة الثانية تثني عليه وتعده من الرجال المقبولين عند أئمة [[أهل البيت]] {{هم}}. وقد استعرض [[السيد الخوئي|السيد آية الله أبو القاسم الخوئي]] الطائفتين مرجحاً [[الروايات]] المادحة على الذامة. <ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 18، ص 94. </ref>


=== الروايات المادحة ===
===الروايات المادحة===
* روي عن [[الإمام السجاد]] {{ع}} أنه قال: جزى الله [[المختار]] خيراً. <ref>الكشي، رجال الكشي، ص127. المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص204. </ref>
*روي عن [[الإمام السجاد]] {{ع}} أنه قال: جزى الله المختار خيراً. <ref>الكشي، رجال الكشي، ص 127؛ المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 204.</ref>
* روي عن [[الإمام الباقر]] {{ع}} أنه ولما أتاه [[أبو الحكم بن المختار الثقفي|أبو الحكم]] ولد [[المختار]] أكرمه وقربه حتى كاد يقعده في حجره. فسأله أبو الحكم عن أبيه وقال: إن الناس قد أكثروا في أبي والقول قولك، فمدحه الإمام وترحم عليه. <ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص205. </ref> ومن هنا ذهب '''المامقاني''' إلى القول بصحة عقيدة [[المختار]] ويقول إن رضا الإمام {{ع}} تابع لرضا الباري تعالى مما يكشف عن صحة معتقد الرجل. <ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص205. </ref>
*روي عن [[الإمام الباقر]] إنه لما أتاه [[أبو الحكم بن المختار الثقفي|أبو الحكم]] ولد المختار أكرمه وقربه حتى كاد يقعده في حجره. فسأله أبو الحكم عن أبيه وقال: إن الناس قد أكثروا في أبي والقول قولك، فمدحه الإمام وترحم عليه.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 205.</ref> ومن هنا ذهب '''المامقاني''' إلى القول بصحة عقيدة المختار]] ويقول إن رضا الإمام {{ع}} تابع لرضا الباري تعالى مما يكشف عن صحة معتقد الرجل.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 205. </ref>
* وروي عن [[الإمام الصادق عليه السلام|أبي عبد الله الصادق]] {{ع}} أنه قال عندما أرسل [[المختار]] برأس [[عبيد الله بن زياد]] و [[عمر بن سعد]] إلى [[المدينة]]: إن [[المختار]] أدخل السرور على [[أهل البيت]] {{هم}}. ثم قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث [[المختار]] إلينا برؤوس الذين قتلوا [[الإمام الحسين|الحسين]] {{ع}}. <ref>الكشي، رجال الكشي، ص127. </ref>
*وروي عن [[الإمام الصادق عليه السلام|أبي عبد الله الصادق]] {{ع}} أنه قال عندما أرسل المختار برأس [[عبيد الله بن زياد]] و[[عمر بن سعد]] إلى [[المدينة]]: إن المختار أدخل السرور على [[أهل البيت]]{{هم}}. ثم قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث المختار إلينا برؤوس الذين قتلوا [[الإمام الحسين|الحسين]] {{ع}}. <ref>الكشي، رجال الكشي، ص 127.</ref>


=== الروايات الذامة ===
=== الروايات الذامة ===
*روي عن [[أبو جعفر الباقر|أبي جعفر الباقر]] {{ع}} قال: كتب [[المختار بن أبي عبيدة الثقفي|المختار بن أبي عبيدة]] إلى [[علي بن الحسين]] {{ع}} وبعث إليه بهدايا من [[العراق]]، فلما وقفوا على باب [[علي بن الحسين]] {{ع}} دخل الآذن يستأذن لهم فخرج إليهم رسوله فقال: أميطوا عن بابي فإنّي لا أقبل هدايا الكذابين، ولا أقرأ كتبهم. إلاّ أنّ الرواية كما يقول [[السيد الخوئي]] ضعيفة [[الإسناد]] جداً. <ref>الخوئي، معجم الرجال، ج18، ص96. </ref>
*روي عن [[أبو جعفر الباقر|أبي جعفر الباقر]] {{ع}} قال: كتب [[المختار بن أبي عبيدة الثقفي|المختار بن أبي عبيدة]] إلى [[علي بن الحسين]] {{ع}} وبعث إليه بهدايا من [[العراق]]، فلما وقفوا على بابه{{ع}} دخل الآذن يستأذن لهم فخرج إليهم رسوله فقال: أميطوا عن بابي فإنّي لا أقبل هدايا الكذابين، ولا أقرأ كتبهم. إلاّ أنّ الرواية كما يقول [[السيد الخوئي]] ضعيفة [[الإسناد]] جداً. <ref>الخوئي، معجم الرجال، ج 18، ص 96.</ref>
* وروي عن [[الإمام الصادق]] {{ع}} أنه قال: كان [[المختار]] يكذب على [[علي بن الحسين]] {{ع}}. <ref>الكشي، رجال الكشي، ص125. </ref> وهذه الرواية هي الأخرى ضعيفة السند. <ref>الخوئي، معجم الرجال، ج18، ص96. </ref>
*وروي عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} أنه قال: كان [[المختار]] يكذب على علي بن الحسين{{ع}}.<ref>الكشي، رجال الكشي، ص 125.</ref> وهذه الرواية هي الأخرى ضعيفة السند.<ref>الخوئي، معجم الرجال، ج 18، ص 96.</ref>
* روى [[الشيخ الصدوق|الصدوق]] مرسلاً أن [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] {{ع}} لما صار في مظلم [[ساباط]]، ضربه أحدهم بخنجر مسموم، فعمل فيه الخنجر، فأمر {{ع}} أن يعدل به إلى بطن جريحي، وعليها عمّ [[المختار بن أبي عبيدة الثقفي|المختار بن أبي عبيدة]] مسعود بن قيلة، فقال [[المختار]] لعمّه: تعال حتى نأخذ [[الحسن (ع)|الحسن]] {{ع}} ونسلمه إلى [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] فيجعل لنا [[العراق]]. <ref>الكفعمي، علل الشرائع، ج‏1، ص221. </ref> وقد ناقش السيد الخوئي الرواية بقوله:
*روى [[الشيخ الصدوق|الصدوق]] مرسلاً أن [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]]{{ع}} لما صار في مظلم [[ساباط]]، ضربه أحدهم بخنجر مسموم، فعمل فيه الخنجر، فأمر {{ع}} أن يعدل به إلى بطن جريحي، وعليها عمّ المختار بن أبي عبيدة مسعود بن قيلة، فقال المختار لعمّه: تعال حتى نأخذ [[الحسن (ع)|الحسن]] {{ع}} ونسلمه إلى [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] فيجعل لنا [[العراق]].<ref>الكفعمي، علل الشرائع، ج‏ 1، ص 221.</ref> وقد ناقش السيد الخوئي الرواية بقوله:


::وهذه [[الرواية]] لإرسالها غير قابلة للاعتماد عليها، على أنّها لو صحت لأمكن أن يقال: إنّ طلب [[المختار]] هذا لم يكن طلباً جدياً وإنما أراد بذلك أن يستكشف رأي عمّه، فإن علم أن عمّه يريد ذلك لقام باستخلاص [[الإمام الحسن السبط|الحسن]] {{ع}}، فكان قوله هذا شفقة منه على [[الحسن (ع)|الحسن]] {{ع}}. <ref>الخوئي، معجم الرجال، ج18، ص97. </ref> وقد ذهب [[السيد محسن الأمين]] إلى نفس التبرير وأنّ [[المختار]] إنما أراد اختبار موقف عمّه في هذه القضية. <ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج7، ص230. </ref>
::وهذه [[الرواية]] لإرسالها غير قابلة للاعتماد عليها، على أنّها لو صحت لأمكن أن يقال: إنّ طلب المختار هذا لم يكن طلباً جدياً وإنما أراد بذلك أن يستكشف رأي عمّه، فإن علم أن عمّه يريد ذلك لقام باستخلاص [[الإمام الحسن السبط|الحسن]] {{ع}}، فكان قوله هذا شفقة منه على الحسن {{ع}}.<ref>الخوئي، معجم الرجال، ج 18، ص 97.</ref> وقد ذهب [[السيد محسن الأمين]] إلى نفس التبرير وأنّ المختار إنما أراد اختبار موقف عمّه في هذه القضية.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 230.</ref>
* وجاء في [[الرواية|رواية]] أخرى نقلها [[الشيخ الطوسي|الشيخ]] في [[تهذيب الأحكام]] أنّ [[المختار]] من أصحاب النار، ولكنه يخرج منها بشفاعة [[الإمام الحسين]] {{ع}}. <ref>الطوسي، تهذيب الأحكام، ج‏1، ص466. </ref> إلا أنّ [[الرواية]] ضعيفة عند علماء [[علم الرجال|الرجال]]. <ref>الخوئي، معجم الرجال، ج18، ص97. </ref>
*وجاء في [[الرواية|رواية]] أخرى نقلها [[الشيخ الطوسي|الشيخ]] في [[تهذيب الأحكام]] أنّ المختار من أصحاب النار، ولكنه يخرج منها بشفاعة [[الإمام الحسين]] {{ع}}.<ref>الطوسي، تهذيب الأحكام، ج ‏1، ص 466.</ref> إلا أنّ [[الرواية]] ضعيفة عند علماء [[علم الرجال|الرجال]]. <ref>الخوئي، معجم الرجال، ج 18، ص 97.</ref>


=== المختار عند علماء الإمامية ===
===المختار عند علماء الإمامية===
ذهب أكثر علماء [[الإمامية]] إلى القول بأن [[المختار]] كان سليم الطريقة مشكور الموقف والعمل، نعم ورد عن بعض الأعلام منهم التوقف في حقه ك[[العلامة المجلسي]]. ومن تلك المواقف:
ذهب أكثر علماء [[الإمامية]] إلى القول بأن [[المختار]] كان سليم الطريقة مشكور الموقف والعمل، نعم ورد عن بعض الأعلام منهم التوقف في حقه ك[[العلامة المجلسي]]. ومن تلك المواقف:
==== المختار عند ابن نما الحلي ====
==== المختار عند ابن نما الحلي ====
مستخدم مجهول