مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فطرس»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Abo baker (تصحيح أخطاء إملائية) |
imported>Abo baker لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''فطرس'''، هو ملك طُرد من الجنة، وهبط إلى الأرض، ولمّا أن وُلد [[الإمام الحسين]] {{عليه السلام}} تشفّع به إلى [[رسول الله]] {{صل}} | '''فطرس'''، هو ملك طُرد من الجنة، وهبط إلى الأرض، ولمّا أن وُلد [[الإمام الحسين]] {{عليه السلام}} تشفّع به إلى [[رسول الله]] {{صل}} ليشفع له عند الله تعالى لما صدر منه من تقصير في عبادته. من ذلك الحين صارت وظيفة فطرس إبلاغ [[الإمام الحسين]] {{عليه السلام}} السلام من المؤمنين المسلمين عليه. يسمى (عتيق الحسين) وأيضاً صلصائيل كما في بعض الأخبار. | ||
==ملاحظة== | ==ملاحظة== | ||
الروايات الواردة عن [[أهل البيت]] (عليهم السلام) في قضية فطرس | الروايات الواردة عن [[أهل البيت]] (عليهم السلام) في قضية فطرس المَلَك مستفيضة، وهذا يوجب الاطمئنان في الجملة، لكن لا يمكن القول بصحّة التفاصيل التي تختصّ بها كلُّ رواية من الروايات الناقلة لها إلاّ أنَّ المضامين المشتركة بينها هي المصحح للوثوق بأصل الحادثة. | ||
وهناك مجموعة من القرائن يمكن من خلالها تقوية الرواية أيضاً ومنها: أنّ الرواية وردت في كتبنا المعتبرة [[بصائر الدرجات|كبصائر الدرجات]] و [[كامل الزيارات]] و [[أمالي الصدوق]] بأسانيد مختلفة متعددة، وورد ذكر الملك واستعاذته [[الإمام الحسين|بالحسين]] في كتب الأدعية ومنها: [[مصباح المتهجد]] و [[إقبال الأعمال]]. | وهناك مجموعة من القرائن يمكن من خلالها تقوية الرواية أيضاً ومنها: أنّ الرواية وردت في كتبنا المعتبرة [[بصائر الدرجات|كبصائر الدرجات]] و [[كامل الزيارات]] و [[أمالي الصدوق]] بأسانيد مختلفة متعددة، وورد ذكر الملك واستعاذته [[الإمام الحسين|بالحسين]] في كتب الأدعية ومنها: [[مصباح المتهجد]] و [[إقبال الأعمال]]. | ||
سطر ١٠: | سطر ١٠: | ||
==قصة فطرس== | ==قصة فطرس== | ||
روي أنّ فطرساً كان من الحمَله، بعثه الله (عزّ وجل) في شيء فأبطأ، فخيّره الجبّار تعالى بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختار الأول <ref>ابن إدريس الحلي، مستطرفات السرائر ص 115 حديث 44 مستطرفات جامع البزنطي .</ref>، <ref>ضامن بن شدقم، تحفة الأزهار ج 2 ص 32.</ref> فكسر جناحه وألقاه في جزيرة في البحر، فعبد الله (تبارك وتعالى) فيها خمسمائة وقيل سبعمائة عام، حتى ولد [[الإمام الحسين|الحسين بن علي]] {{عليه السلام}} ، فأمر الله (عزّ وجل) جبرئيل أن يهبط في | روي أنّ فطرساً كان من الحمَله، بعثه الله (عزّ وجل) في شيء فأبطأ، فخيّره الجبّار تعالى بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختار الأول <ref>ابن إدريس الحلي، مستطرفات السرائر ص 115 حديث 44 مستطرفات جامع البزنطي .</ref>، <ref>ضامن بن شدقم، تحفة الأزهار ج 2 ص 32.</ref> فكسر جناحه وألقاه في جزيرة في البحر، فعبد الله (تبارك وتعالى) فيها خمسمائة وقيل سبعمائة عام، حتى ولد [[الإمام الحسين|الحسين بن علي]] {{عليه السلام}} ، فأمر الله (عزّ وجل) جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكه فيهنئ [[رسول الله]] {{صل}} من الله ومن جبرئيل. | ||
فهبط جبرئيل فمرّ على جزيرة في البحر فيها الملك فطرس فقال الملك لجبرئيل: يا جبرئيل | فهبط جبرئيل فمرّ على جزيرة في البحر فيها الملك فطرس فقال الملك لجبرئيل: يا جبرئيل اين تريد؟ | ||
قال: | قال: إن الله (عزّ وجل) أنعم على [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} بنعمة فبُعثت أهنئه من الله ومني. | ||
فقال: يا جبرئيل، يا جبرئيل قد مكثت في هذه الجزيرة سبعمائة سنة وقد ضاق صدري وعيل صبري أريد أن تحملني معك إليه لعل [[النبي محمد|محمداً]] {{صل}} يدعو لي بالعافية ويشفع لي عند الله تعالى . | فقال: يا جبرئيل، يا جبرئيل قد مكثت في هذه الجزيرة سبعمائة سنة وقد ضاق صدري وعيل صبري أريد أن تحملني معك إليه لعل [[النبي محمد|محمداً]] {{صل}} يدعو لي بالعافية ويشفع لي عند الله تعالى . | ||
قال: فحمله معه على طرف جناحه حتى دخل به على النبي {{صل}} | قال: فحمله معه على طرف جناحه حتى دخل به على النبي {{صل}} فهناه جبرئيل من الله تعالى وأخبره بحال الملك فطرس، فقال النبي {{صل}} «فيا جبرئيل، قل له يقوم ويمسح جناحه بهذا المولود وعد إلي» . | ||
قال: فقام الملك ومسح جناحه المكسور بالحسين {{عليه السلام}} فعوفي من ساعته وصار كما كان . | قال: فقام الملك ومسح جناحه المكسور بالحسين {{عليه السلام}} فعوفي من ساعته وصار كما كان . | ||
وفي رواية | وفي رواية أن [[رسول الله]] {{صل}} دعا له فتقبّل الله ما أقسم به عليه وغفر له. | ||
فقال الملك فطرس: يا [[رسول الله]] ، أعلم | فقال الملك فطرس: يا [[رسول الله]] ، أعلم أن أمّتك تقتل ولدك هذا ـ يعني الحسين {{عليه السلام}} وله عليّ مكافأة ـ يا محمد ـ لا يزوره زائرٌ إلاّ بلّغته الزيارة، ولا يسلّم عليه مسلم إلاّ بلّغته السلام، ولا يصلّي عليه مصلٍّ إلا بلّغته الصلاة، ثم ارتفع طائراً إلى السماء. | ||
==ألقابه== | ==ألقابه== | ||
===عتيق الحسين=== | ===عتيق الحسين=== | ||
ورد في بعض الأخبار تسمية فطرس باسم '''عتيق''' [[الإمام الحسين|'''الحسين''']] <ref>المسعودي، إثبات الوصية ص۱۶۴ .</ref>، <ref>الطبري الإمامي، دلائل الإمامة ص۱۹۰ .</ref>، <ref>الطبري الإمامي، نوادر المعجزات ص 60 .</ref> وذلك لما حصل عليه من الشفاء ببركة الإمام {{عليه السلام}} ، | ورد في بعض الأخبار تسمية فطرس باسم '''عتيق''' [[الإمام الحسين|'''الحسين''']] <ref>المسعودي، إثبات الوصية ص۱۶۴ .</ref>، <ref>الطبري الإمامي، دلائل الإمامة ص۱۹۰ .</ref>، <ref>الطبري الإمامي، نوادر المعجزات ص 60 .</ref> وذلك لما حصل عليه من الشفاء ببركة الإمام {{عليه السلام}} ، ولعل ذلك أيضاً مأخوذ من قوله: «من مثلي و أنا عتيق الحسين و أبوه علي بن بي طالب وأمّه فاطمة وجدّه رسول الله {{صل}}» <ref>ضامن بن شدقم، تحفة الأزهار ج 2 ص 32.</ref> . | ||
وفي رواية [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] | وفي رواية [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] أنه يسمى مولى الحسين <ref>ضامن بن شدقم، تحفة الأزهار ج 2 ص 32.</ref> . | ||
===صلصائيل=== | ===صلصائيل=== | ||
في بعض الروايات | في بعض الروايات يسمى أيضاً '''صلصائيل''' <ref>الخصيبي، الهداية الكبرى ص 441 .</ref> وقد استعمل [[رسول الله]] {{صل}} هذا اللقب في دعائه له، قال: اللهم إني أسألك بحق ابني | ||
الحسين أن تغفر لصلصائيل خطيئته ، وتجبر كسر جناحه ، وترده إلى مقامه مع الملائكة المقربين ،اللهم إني أسألك بحق ابني الحسين أن تغفر لصلصائيل خطيئته ، وتجبر كسر جناحه ، وترده إلى مقامه مع الملائكة المقربين» <ref>المجلسي، بحار الأنوار ج 43 ص 259 ذيل حديث 47 .</ref>. | الحسين أن تغفر لصلصائيل خطيئته ، وتجبر كسر جناحه ، وترده إلى مقامه مع الملائكة المقربين ،اللهم إني أسألك بحق ابني الحسين أن تغفر لصلصائيل خطيئته ، وتجبر كسر جناحه ، وترده إلى مقامه مع الملائكة المقربين» <ref>المجلسي، بحار الأنوار ج 43 ص 259 ذيل حديث 47 .</ref>. | ||
سطر ٤٦: | سطر ٤٦: | ||
==إشكال وجواب== | ==إشكال وجواب== | ||
* '''قد يقال''': هل يمكن للملك أن يخالف ويعصي الله تعالى؟ إذا لم يكن ما صدر عن هذا الملَك معصيةً فكيف صحَّت معاقبته، أليس من الظلم | * '''قد يقال''': هل يمكن للملك أن يخالف ويعصي الله تعالى؟ إذا لم يكن ما صدر عن هذا الملَك معصيةً فكيف صحَّت معاقبته، أليس من الظلم ان يُعاقب المكلَّف دون أن يرتكب معصية؟ | ||
'''والجواب عن هذا''': لا ريب عندنا نحن | '''والجواب عن هذا''': لا ريب عندنا نحن الامامية في عصمة الملائكة لقوله تعالى يصف الملائكة: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} <ref>سورة التحريم، الآية 6 .</ref> لا ان ما صدر عن فطرس الملَك لم يكن سوى الإبطاء عن امتثال الأمر الإلهي بحسب المقدار الثابت من الروايات، والإبطاء ليس معصية حتى منافياً للعصمة، نعم الإبطاء في مقام الامتثال منافٍ لما هو الأولى، فكان ينبغي لفطرس المسارعة في الامتثال. | ||
إلا انَّ عدم التزامه بما هو الأولى لا ينافي العصمة، إذ من المقطوع به | إلا انَّ عدم التزامه بما هو الأولى لا ينافي العصمة، إذ من المقطوع به انَّ مخالفة الأولى يمكن صدوره من المعصوم، فقد يترك المعصوم ما هو مستحب في حالاتٍ نادرة، وقد أفاد القرآن الكريم انَّ المخالفة للأولى قد صدرت عن بعض الأنبياء كنبيِّ الله آدم {{عليه السلام}} ونبيِّ الله يونس {{عليه السلام}}. | ||
* '''وقد يقال''': إذا لم يكن الإبطاء معصيةً فلماذا عُوقب بكسر جناحه؟ | * '''وقد يقال''': إذا لم يكن الإبطاء معصيةً فلماذا عُوقب بكسر جناحه؟ | ||
'''وجوابه''': | '''وجوابه''': أن كسر الجناح ليس بمعنى تهشيمه أو إعطابه، فإن ذلك من شئون الجناح المادي والحال انَّ الملائكة من المجردات، فالتعبير بالكسر إنما هو لتقريب المعنى للذهن، فمعنى انه تعالى كسر جناحه هو انه سلبه القدرة على التحليق، وذلك ليس من العقوبة التي هي جزاءٌ على الذنب حتى يقال انَّه ظلمٌ لانه لم يرتكب ذنباً، فالتحليق منحة إلهية أعطاها الله تعالى للملَك ثم سلبها منه لمخالفته الأولى، فلم يكن مستحقاً على الله انْ يهبه القدرة على التحليق حتى يكون سلبه إياها دون ذنب عقوبةً على غير استحقاق وإنما كانت منحةً ابتدائية منحها إياه ثم اقتضت حكمته البالغة ان يسلبها منه لمخالفته للأولى. وهذا هو شان الله تعالى في عباده، فقد يمنح أحداً من الناس رزقاً وافراً ثم يسلبه منه لانه لم يتصدق مثلاً صدقة مستحبة. | ||
== | ==فطر في الشعر== | ||
[[علي بن حماد العبدي]] أحد شعراء [[أهل البيت]] (عليهم السلام) في القرن الرابع الهجري، ذكر فطرس في قصيدة له يرثي بها [[الإمام الحسين]] {{عليه السلام}} <ref>العلامة الأميني، الغدير الغدير، ج 7 ص 263 .</ref>: | [[علي بن حماد العبدي]] أحد شعراء [[أهل البيت]] (عليهم السلام) في القرن الرابع الهجري، ذكر فطرس في قصيدة له يرثي بها [[الإمام الحسين]] {{عليه السلام}} <ref>العلامة الأميني، الغدير الغدير، ج 7 ص 263 .</ref>: | ||
سطر ٨٣: | سطر ٨٣: | ||
[[fa:فطرس]] | [[fa:فطرس]] | ||
[[تصنيف:فضائل أهل البيت عليهم السلام]] | [[تصنيف:فضائل أهل البيت عليهم السلام]] | ||
[[تصنيف:فضائل الإمام الحسين عليه السلام]] | [[تصنيف:فضائل الإمام الحسين عليه السلام]] |