مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آل حرفوش»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ameli |
imported>Ameli لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{تطوير مقال}} | {{تطوير مقال}} | ||
'''آل حرفوش''' هي سلالة شيعية تضمّ عدداً من الأمراء الذين حكموا في [[سوريا]] في العهد الاقطاعي، فكان تحت حكمهم بلاد [[بعلبك]] و[[البقاع]] و[[حمص]] وغيرها، وكانوا [[الإمامية|شيعةً اثني عشرية]]. سكنوا | '''آل حرفوش''' هي سلالة شيعية تضمّ عدداً من الأمراء الذين حكموا في [[سوريا]] في العهد الاقطاعي، فكان تحت حكمهم بلاد [[بعلبك]] و[[البقاع]] و[[حمص]] وغيرها، وكانوا [[الإمامية|شيعةً اثني عشرية]]. سكنوا | ||
قلعة [[بعلبك]]، وبنوا فيها وفي المدينة الأبنية الفاخرة، ودار | قلعة [[بعلبك]]، وبنوا فيها وفي المدينة الأبنية الفاخرة، ودار يونس بجانب | ||
القلعة هي مثال القوة والعظمة والاتقان. ولهم في بعلبك مقبرة | القلعة هي مثال القوة والعظمة والاتقان. ولهم في بعلبك مقبرة | ||
عليها قبة شامخة باقية إلى اليوم. والتجأ إليهم جماعة من أهل [[جبل عامل]] حين | عليها قبة شامخة باقية إلى اليوم. والتجأ إليهم جماعة من أهل [[جبل عامل]] حين | ||
فروا من [[أحمد باشا الجزار|الجزار]] وتفرقوا في البلاد، فحموهم | فروا من [[أحمد باشا الجزار|الجزار]] وتفرقوا في البلاد، فحموهم | ||
وأكرموا وفادتهم. وأرسل [[أحمد باشا الجزار|الجزار]] مرة إلى | وأكرموا وفادتهم. وأرسل [[أحمد باشا الجزار|الجزار]] مرة إلى الحرفوشي ولعله بعد ما ملك | ||
الشام يطلب منه الأموال المقررة على امارته للسلطنة فملأ أكياسا من نعال | الشام يطلب منه الأموال المقررة على امارته للسلطنة فملأ أكياسا من نعال | ||
الخيل من الحديد وحملها على البغال فظنها نقودا فلما فتح الأكياس وجد نعال | الخيل من الحديد وحملها على البغال فظنها نقودا فلما فتح الأكياس وجد نعال | ||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
[[ملف:نادرة1.jpg|350px|تصغير|صورة قديمة لمدينة بعلبك وقد بدا سهل البقاع في أعلى الصورة وقلعة بعلبك في وسطها]] | [[ملف:نادرة1.jpg|350px|تصغير|صورة قديمة لمدينة بعلبك وقد بدا سهل البقاع في أعلى الصورة وقلعة بعلبك في وسطها]] | ||
ومن أمرائهم | ومن أمرائهم | ||
وشعرائهم | وشعرائهم موسى بن علي، ومن عظماء أمرائهم يونس، ومنهم ولده | ||
أحمد، و جهجاه، و شلهوم، و سلمان، و محمد، | |||
وغيرهم. فتكت بهم [[الدولة العثمانية]] ونفتهم إلى | وغيرهم. فتكت بهم [[الدولة العثمانية]] ونفتهم إلى | ||
الروم في حدود سنة 1286 هـ. وعينت لهم معاشات ثم سكنوا | الروم في حدود سنة 1286 هـ. وعينت لهم معاشات ثم سكنوا | ||
سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
وقد أهمل المؤرخون [[لبنان|اللبنانيون]] عموما أخبار الحرافشة باعتبارهم خارج الإطار اللبناني المتعارف عليه في أيامهم، و الذي لم يكن يتجاوز جغرافيا جبل الشوف و [[جبل لبنان]] و ساحلهما. من جهة ثانية كان تشيعهم يصنفهم خارج الملة التي ينتمي إليها هؤلاء المؤرخون، و جلهم من رجال الدين الذين لم يبذلوا جهدا كبيرا في إخفاء تجاهلهم و تحاملهم على أخبار الحرافشة ، كما فعلوا مع الحماديين رغم انتمائهم إلى جبل لبنان نفسه.<ref>حمادة، سعدون، تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص259.</ref> | وقد أهمل المؤرخون [[لبنان|اللبنانيون]] عموما أخبار الحرافشة باعتبارهم خارج الإطار اللبناني المتعارف عليه في أيامهم، و الذي لم يكن يتجاوز جغرافيا جبل الشوف و [[جبل لبنان]] و ساحلهما. من جهة ثانية كان تشيعهم يصنفهم خارج الملة التي ينتمي إليها هؤلاء المؤرخون، و جلهم من رجال الدين الذين لم يبذلوا جهدا كبيرا في إخفاء تجاهلهم و تحاملهم على أخبار الحرافشة ، كما فعلوا مع الحماديين رغم انتمائهم إلى جبل لبنان نفسه.<ref>حمادة، سعدون، تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص259.</ref> | ||
==نسب آل حرفوش== | ==نسب آل حرفوش== | ||
الشايع بين الأهالي عن أصل هذه العائلة، ان | الشايع بين الأهالي عن أصل هذه العائلة، ان حرفوش الخزاعي جدّ هذه العائلة عقدت له راية بقيادة فرقة في حملة أبو عبيدة بن الجراح على [[بعلبك]]، واستوطن بعدئذ المدينة و كثر نسله، و كانوا من أعظم الأعيان فيها إلى أن تيسر لهم الاستقلال في المدينة وأقليمها فسادوا وحكموا. [[ملف:شجرة آل 1حرفوش.jpg|تصغير|شجرة نسب آل حرفوش]] <ref>تاريخ بعلبك ألوف ص ٣٢.</ref> | ||
ويمكن تأكيد الانتماء الخزاعي لهذه العائلة و ارتباط ابنائها بعلاقة ما مع خزاعل العراق، نظرا إلى تواصل هذه العلاقات بينهما على امتداد قرون عدة، ربما آخرها في منتصف القرن التاسع عشر عند حصول نزاع بينهم و بين الحماديين، كان له انعكاس عشائري في جنوب العراق في لواء الديوانية حيث كانت مضارب الخزاعل و لا تزال. <ref>حمادة، سعدون، تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص262،261.</ref> | ويمكن تأكيد الانتماء الخزاعي لهذه العائلة و ارتباط ابنائها بعلاقة ما مع خزاعل العراق، نظرا إلى تواصل هذه العلاقات بينهما على امتداد قرون عدة، ربما آخرها في منتصف القرن التاسع عشر عند حصول نزاع بينهم و بين الحماديين، كان له انعكاس عشائري في جنوب العراق في لواء الديوانية حيث كانت مضارب الخزاعل و لا تزال. <ref>حمادة، سعدون، تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص262،261.</ref> | ||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
===علي بن موسى الحرفوشي (١۵٣٧-١۵٩٠م)=== | ===علي بن موسى الحرفوشي (١۵٣٧-١۵٩٠م)=== | ||
[[ملف:آل حرفوش.jpg|تصغير|خريطة بلاد بعلبك والبقاع في الحقبة العثمانية]] | [[ملف:آل حرفوش.jpg|تصغير|خريطة بلاد بعلبك والبقاع في الحقبة العثمانية]] | ||
إن الوثائق العثمانية الرسمية تؤكد أنه كان من أعظم أمراء [[بلاد الشام]] سلطاناً و نفوذا في عصره، وربما في العصور العثمانية اللاحقة. وقد توصل إلى أن يفرض شروطاً على [[اسطنبول]]، لقاء قبوله بحكم مناطق واسعة لم يصل أمير محلي واحد إلى حكمها من بعده، وكان من شروطه على الباب العالي أن يتحول إقطاعه الواسع إلى ما يشبه إدارة مستقلة تلحق رأساً ب[[اسطنبول]]، ويكون هو بيكلريك<ref> لقب تركي بمعنى بك البكوات أو الحاكم العام وملك الأمراء أو أمير الأمراء أخذه العثمانيون عن السلاجقة ثم ضعف شأنه مع الأيام ويكون حامله عادة يحمل رتبة وزير. </ref> على رأسها، وأن يستثني سكان إقطاعاته من الجندية، وأن يكون جميع الحكام الآخرين، من موظفيه وأتباعه، بمن فيهم [[فخر الدين المعني]]. ولعل ما وصل إليه من قوةٍ وصولةٍ ونفوذ هي التي عجلت في نهايته على يد السلطان العثماني، بعد أن سهلت دسائس | إن الوثائق العثمانية الرسمية تؤكد أنه كان من أعظم أمراء [[بلاد الشام]] سلطاناً و نفوذا في عصره، وربما في العصور العثمانية اللاحقة. وقد توصل إلى أن يفرض شروطاً على [[اسطنبول]]، لقاء قبوله بحكم مناطق واسعة لم يصل أمير محلي واحد إلى حكمها من بعده، وكان من شروطه على الباب العالي أن يتحول إقطاعه الواسع إلى ما يشبه إدارة مستقلة تلحق رأساً ب[[اسطنبول]]، ويكون هو بيكلريك<ref> لقب تركي بمعنى بك البكوات أو الحاكم العام وملك الأمراء أو أمير الأمراء أخذه العثمانيون عن السلاجقة ثم ضعف شأنه مع الأيام ويكون حامله عادة يحمل رتبة وزير. </ref> على رأسها، وأن يستثني سكان إقطاعاته من الجندية، وأن يكون جميع الحكام الآخرين، من موظفيه وأتباعه، بمن فيهم [[فخر الدين المعني]]. ولعل ما وصل إليه من قوةٍ وصولةٍ ونفوذ هي التي عجلت في نهايته على يد السلطان العثماني، بعد أن سهلت دسائس المعني لوالي الشام، التمكن منه غيلةً وغدراً. | ||
بعد سقوط أول أمير حرفوشي قتيلاً بيد [[العثمانيون|العثمانيين]] الفاتحين، تَسْكت المراجع فترة وجيزة عن أخبار الحرافشة. ولكن يمكننا أن نستنتج من ترجمة الغزي لعلي بن موسى الحرفوش، أن والده | بعد سقوط أول أمير حرفوشي قتيلاً بيد [[العثمانيون|العثمانيين]] الفاتحين، تَسْكت المراجع فترة وجيزة عن أخبار الحرافشة. ولكن يمكننا أن نستنتج من ترجمة الغزي لعلي بن موسى الحرفوش، أن والده موسى كان أميراً على [[بعلبك]] قبل سنة 1537م ثم خلفه ولده علي قبل أن يقدّم أبو علي بن قنبر (الشهير بالأقرع) في نفس العام، رشوة للدفتردار محمود قدرها خمسة عشر ألف دينار، مقابل عزل علي الحرفوش وتعيينه حاكما على [[بعلبك]]. مما أدى إلى خرابها و رحيل معظم أهلها وتعطل الأحكام الشرعية والحياة العادية فيها، بعد أن عتا ابن الأقرع وأتباعه وصادر الأموال والمحاصيل ليجمع الأموال التي التزم بها للسلطنة. | ||
«فعزم جماعة من أقارب | «فعزم جماعة من أقارب علي الحرفوش صاحب [[بعلبك]]، أن ينزعوا حكومتها من يد الأقرع لأنه من غير أولاد الأمراء، وحكومة [[بعلبك]] متوارثة لبني الحرفوش. فجاءه ألفا رجل جمعهم بنو حرفوش من كسروان والشوف، وأرادوه أن يخرج بعياله حيث شاء، ورغم أن الحرافشة انهزموا في هذه المعركة وسقط من عسكرهم ألفا وثمانون قتيلا، فقد استطاع علي بن موسى أن يقتل الأقرع بعد حين، مما أغضب والي [[دمشق]] والصدر الأعظم». | ||
امتد حكم هذا | امتد حكم هذا ، حتى مقتله (١۵٨٩ م) ، أكثر من نصف قرن، وهو يقاوم دسائس ولاة [[بلاد الشام|الشام]] وحكام الشوف حتى قبض عليه علي باشا بن علوان والي الشام، وساقه مع منصور بن فريخ وقانصوه الغزواي إلى [[إسلامبول]] (١۵٨۵ م) . | ||
ولكن السلطان مراد أطلقهم أحرارا وعادوا إلى بلادهم أمراء. كما فشل والي [[بلاد الشام|الشام]] الجديد سنان باشا (١۵٨۶ م) في القضاء عليه قبل أن يصبح صدرا أعظم ويخلفه في ولاية دمشق ابنه محمد باشا. | ولكن السلطان مراد أطلقهم أحرارا وعادوا إلى بلادهم أمراء. كما فشل والي [[بلاد الشام|الشام]] الجديد سنان باشا (١۵٨۶ م) في القضاء عليه قبل أن يصبح صدرا أعظم ويخلفه في ولاية دمشق ابنه محمد باشا. | ||
و«في يوم الجمعة في ثامن عشر من شهر ذي القعدة سنة (٩٩٨ ه-١۵٨٩ م) دخل | و«في يوم الجمعة في ثامن عشر من شهر ذي القعدة سنة (٩٩٨ ه-١۵٨٩ م) دخل علي بصحبة يانظ إبراهيم وجماعة من الينكرجية فاجتمع بمحمد باشا وبن سنان باشا وكان يومئذ نائب الشام فأكرمه وهرع إليه الناس للسلام عليه ونزل في بيت يانظ إبراهيم ثم قبض عليه بعد عشرة أيام وحبس وعرض الباشا فيه إلى أبيه وهو الوزير الأعظم وكان أبوه حين كان في الشام نائبا أراد القبض عليه فهرب منه فلما علم بإمساكه أنهى إلى حضرة السلطان أنه من العصاة فأمر بقتله فضربت عنقه داخل قلعة [[دمشق]] بعد صلاة العشاء ليلة السبت في ثاني عشر من شهر محرم سنة (٩٩٩ ه-١۵٩٠ م) وأرسل رأسه إلى التخت السلطاني ودفن جسده في مقبرة الفراديس بدمشق وقد تم قتله بدسيسة [[فخر الدين المعني]]» <ref> الكواكب السائرة، الغزي ج3 ص 194، نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج1، ص265 </ref>. | ||
كان علي بن موسى الحرفوشي أمين [[بعلبك]] وأمير لواء [[حمص]]، وأمير لواء تدمر، ويبدو ان [[كسروان]] والشوف كانت قد دخلت في إقطاعه فترة ما، وكذلك بيروت. كما تدل هوية المقاتلين الذين استعاد بهم حكم [[بعلبك]] من أحمد الأقرع، والخلاف الناشب بينه وبين | كان علي بن موسى الحرفوشي أمين [[بعلبك]] وأمير لواء [[حمص]]، وأمير لواء تدمر، ويبدو ان [[كسروان]] والشوف كانت قد دخلت في إقطاعه فترة ما، وكذلك بيروت. كما تدل هوية المقاتلين الذين استعاد بهم حكم [[بعلبك]] من أحمد الأقرع، والخلاف الناشب بينه وبين سيف الدين على بعض الأملاك في مدينة بيروت. حضر إلى [[اسطنبول]] سنة ١۵٨۵ م، حيث جرت مفاوضات ترمي إلى تلزيمه لمدة أربع سنوات مقاطعات ابن معن في مدينة صيدا، والمقاطعات التابعة لها، ومقاطعات محمد بن شرف الدين ٢، بما في ذلك القرى وحصن الأكراد، على ان يدفع مئة ألف فلوري بزيادة خمسة وعشرين ألفا عن مبلغ التزامها المعتاد. لكنه اشترط لقبول ذلك ما يلي: | ||
#تحويل الولاية المذكورة إلى «بيكلريك» <ref>لبنان و الإمارة الدرزية، أبو حسين ص ١٠٨، نقلاً عن: نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج1، ص265</ref> | #تحويل الولاية المذكورة إلى «بيكلريك» <ref>لبنان و الإمارة الدرزية، أبو حسين ص ١٠٨، نقلاً عن: نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج1، ص265</ref> | ||
#تخصيص علي بك -وهو اسم علي الحرفوشي في المراسلات الرسمية بالإضافة إلى لقب الإمارة- بمبلغ ثمانماية ألف أقجة من عوائد الضرائب. | #تخصيص علي بك -وهو اسم علي الحرفوشي في المراسلات الرسمية بالإضافة إلى لقب الإمارة- بمبلغ ثمانماية ألف أقجة من عوائد الضرائب. | ||
سطر ٥١: | سطر ٥١: | ||
#إعفاء الزعماء وأرباب التيمار من الحروب الهمايونية طالما استمروا في أداء واجباتهم المحلية <ref>يقصد فيها الإعفاء من الخدمة العسكرية أو الجندية و لم تخضع بلاد بعلبك و اقطاعات الحرافشة للقرعة العسكرية طالما بقيت تحت سلطتهم و خرق هذا الامتياز كان من أهم أسباب ثورتهم سنة ١٨۵٠ م و توجههم إلى دمشق. </ref>. | #إعفاء الزعماء وأرباب التيمار من الحروب الهمايونية طالما استمروا في أداء واجباتهم المحلية <ref>يقصد فيها الإعفاء من الخدمة العسكرية أو الجندية و لم تخضع بلاد بعلبك و اقطاعات الحرافشة للقرعة العسكرية طالما بقيت تحت سلطتهم و خرق هذا الامتياز كان من أهم أسباب ثورتهم سنة ١٨۵٠ م و توجههم إلى دمشق. </ref>. | ||
وينتهي الأمر السلطاني الذي فصل كل هذه الأمور بالقول «إذا لم تقبل كافة هذه الشروط فإن علي بك لا يوافق على زيادة مبلغ الإلتزام» <ref>حول دعوة | وينتهي الأمر السلطاني الذي فصل كل هذه الأمور بالقول «إذا لم تقبل كافة هذه الشروط فإن علي بك لا يوافق على زيادة مبلغ الإلتزام» <ref>حول دعوة علي إلى اسطمبول و مفاوضاته مع الباب العالي و الأحكام السلطانية الصادرة بشأنه. راجع لبنان و الإمارة الدرزية، أبو حسين ص ١٠٩. إن ابراهيم باشا قائد الحملة العثمانية و صهر السلطان نقل إدارة شؤون البلاد بكاملها إلى علي الحرفوش سنة ١۵٨۵ م، و توجههم إلى دمشق. فخر الدين و معاصروه، «فوستنفلد ص ١٠۴» نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج1، ص265. </ref>. | ||
رغم المناصب المهمة التي وصل إليها علي الحرفوشي، ورغم زيارته إلى اسطنبول، والمفاوضات التي أجراها مع الباب العالي، كانت [[الدولة العثمانية|السلطات العثمانية]] حتى قبل ذلك التاريخ، تنظر إليه بريبة وشك، وتنتظر الفرصة المناسبة للقضاء عليه. كما يدل على هذا الأمر السلطاني الصادر إلى والي دمشق وقاضيها (في ١٩ جمادي الثاني ١٩٩٢ ه-٢٨ حزيران ١۵٨۴ م ) وقد جاء فيه: | رغم المناصب المهمة التي وصل إليها علي الحرفوشي، ورغم زيارته إلى اسطنبول، والمفاوضات التي أجراها مع الباب العالي، كانت [[الدولة العثمانية|السلطات العثمانية]] حتى قبل ذلك التاريخ، تنظر إليه بريبة وشك، وتنتظر الفرصة المناسبة للقضاء عليه. كما يدل على هذا الأمر السلطاني الصادر إلى والي دمشق وقاضيها (في ١٩ جمادي الثاني ١٩٩٢ ه-٢٨ حزيران ١۵٨۴ م ) وقد جاء فيه: | ||
"لقد أعطي لواء تدمر سابقاً إلى | "لقد أعطي لواء تدمر سابقاً إلى علي بن حرفوش، أمين [[بعلبك]] التابعة ل[[دمشق]]. وقد توالى وصول الأنباء التي تفيد أنه يقوم بمساعدة أهل الفساد باستمرار، وأنه شخصياً لا يخلو من الفساد. أجل، لقد صدر الأمر، أنه بعد حسن التدبير، فإنه يجب إلقاء القبض على المذكور، سواء كان في [[دمشق]] أو في منطقة أخرى، و عموما حيثما وجد، يجب إلقاء القبض عليه و حبسه و عرض حالته. آمر، عند وصول رجب أحد متفرقة عتبتي المعلاة، أن تقوم بإلقاء القبض عليه و حبسه ثم عرض الأمر و قد كتب هذا الأمر بهذا الخصوص".<ref> الإمارة الدرزية ص ١٨٠. </ref> | ||
و يبدو أن هذه الفرصة المناسبة لم تسنح قبل سنة (٩٩٨ ه-١۵٩٠ م) ، عندما استدرجه والي [[بلاد الشام|الشام]] وابن الصدر الأعظم إلى [[دمشق]] حيث كانت نهايته. بعد أن أرسلت [[اسطنبول]] هذا الحكم الحاسم إلى [[دمشق]] المؤرخ في ١۵ ذي الحجة ٩٩٨ ه-١٠ تشرين الأول/أكتوبر ١۵٩٠ م. | و يبدو أن هذه الفرصة المناسبة لم تسنح قبل سنة (٩٩٨ ه-١۵٩٠ م) ، عندما استدرجه والي [[بلاد الشام|الشام]] وابن الصدر الأعظم إلى [[دمشق]] حيث كانت نهايته. بعد أن أرسلت [[اسطنبول]] هذا الحكم الحاسم إلى [[دمشق]] المؤرخ في ١۵ ذي الحجة ٩٩٨ ه-١٠ تشرين الأول/أكتوبر ١۵٩٠ م. | ||
كان من المرجح أن تفشل المفاوضات بين | كان من المرجح أن تفشل المفاوضات بين علي والدولة العثمانية. فرغم أن الشروط التي وضعها كان فيها قدر من سعة السلطان والاستقلالية الإدارية، لم تألفه السياسة [[الدولة العثمانية|العثمانية]] في [[سوريا]] منذ أن أصبحت ايالات [أي ولاية] في الإمبراطورية، فهو لم يكن في أي وقت حاكما عثمانيا مطيعا حتى عندما نقل ابراهيم باشا، قائد الجيوش العثمانية و صهر السلطان إدارة شؤون البلاد بكاملها إليه سنة 1585م <ref>فخر الدين و معاصروه فوستنفلد، ص104. </ref>فالأحكام السلطانية التي تناولته في دفتر المهمة العثماني تزخر بأخبار شقاوته و تمرده و إغارته على مختلف الأنحاء فليس غريبا أن تحاول السلطة استجلاب طاعته بهذا الثمن المرتفع. | ||
وفي تموز 1576م أرسل قاضي الزبداني إلى العاصمة طلبا عاجلا للمساعدة في الدفاع عن بلدته من غارات الحرفوشي مع سبعين أو ثمانين فارسا من رجاله وبعد سنوات قليلة صدر أمر سلطاني إلى حاكم دمشق باتخاذ تدابير عسكرية رادعه ضده بعد أن أغار على قرى عديدة خارجة عن سيطرته في بعلبك و إعادة الممتلكات المنهوبة و بعد أشهر في نفس العام تلقى والي طرابلس أوامر بمواجهة | وفي تموز 1576م أرسل قاضي الزبداني إلى العاصمة طلبا عاجلا للمساعدة في الدفاع عن بلدته من غارات الحرفوشي مع سبعين أو ثمانين فارسا من رجاله وبعد سنوات قليلة صدر أمر سلطاني إلى حاكم دمشق باتخاذ تدابير عسكرية رادعه ضده بعد أن أغار على قرى عديدة خارجة عن سيطرته في بعلبك و إعادة الممتلكات المنهوبة و بعد أشهر في نفس العام تلقى والي طرابلس أوامر بمواجهة المتمرد و الذي يتلقى من فخر الدين مساعدات في ثورته في بعلبك ونقل السلطة على البقاع إلى الإيالة المستحدثة في طرابلس، تسهيلا للقضاء عليه إلا أن هذا التدبير لم يستمر طويلا و أعيد إلحاق البقاع بولاية دمشق كما كانت دائما. | ||
نلاحظ من حكم سلطاني صدر في أيلول 1583م أن لهجة الباب العالي قد اختلفت عن السابق نحو علي بعد أن هاجمت عصابات بدوية و تركمانية بعلبك فبادر أميرها للدفاع عن مقاطعته و حماية سكانها فوصلت الأوامر إلى والي دمشق لمساعدة | نلاحظ من حكم سلطاني صدر في أيلول 1583م أن لهجة الباب العالي قد اختلفت عن السابق نحو علي بعد أن هاجمت عصابات بدوية و تركمانية بعلبك فبادر أميرها للدفاع عن مقاطعته و حماية سكانها فوصلت الأوامر إلى والي دمشق لمساعدة هذه المرة من أجل استعادة النظام و السلم. | ||
ان سكوت الدولة عن عدوها القديم يعود بدون شك إلى القلاقل و الاضطرابات التي سادت مناطق حكمه في هذه الفترة و حاجتها إليه لإعادة الأمن و مقاومة العابثين به. و يتأكد ذلك في انذار و جهته اسطمبول إلى حاكم جبلة. | ان سكوت الدولة عن عدوها القديم يعود بدون شك إلى القلاقل و الاضطرابات التي سادت مناطق حكمه في هذه الفترة و حاجتها إليه لإعادة الأمن و مقاومة العابثين به. و يتأكد ذلك في انذار و جهته اسطمبول إلى حاكم جبلة. | ||
ومن الواضح أن الحكومة المركزية كانت تنتظر الفرصة المناسبة للقضاء على | ومن الواضح أن الحكومة المركزية كانت تنتظر الفرصة المناسبة للقضاء على الحرفوشي و قد سنحت لها عند زيارة طوعية قام بها إلى والي دمشق و ذكرت الأسباب رسميا بأنها مخالفاته الضريبية. وليس هناك ما يؤكد الإتهامات التي وجهت إلى دسائس فخر الدين ومدى مساهمتها في مقتله. | ||
و يبدو البروفسور أبو حسين غير مقتنع بالمبررات العثمانية و لا بدور | و يبدو البروفسور أبو حسين غير مقتنع بالمبررات العثمانية و لا بدور المعني في إعدامه، فانه يعتقد أن هرطقته المتشددة، و علاقاته المفترضة مع [[الدولة الصفوية|الصفوية]] الإيرانية هما المسؤولان عن نهايته.<ref> الامارات الشيعية ص85.</ref> | ||
===موسى بن علي (١۵٩٠-١۶٠٧) م=== | ===موسى بن علي (١۵٩٠-١۶٠٧) م=== | ||
خلف | خلف موسى والده في جميع مناصبه بما فيها أمانة [[بعلبك]] وإمارة لواء [[حمص]] ١. | ||
و ليس القرب من التسنن الذي ألصقته به الدولة و أجهزتها و أوساط الباشا في دمشق الا حجة واهية قصدت بها تبرير عجزها عن منع موسى من خلافة والده المقتول على تشيعه. | و ليس القرب من التسنن الذي ألصقته به الدولة و أجهزتها و أوساط الباشا في دمشق الا حجة واهية قصدت بها تبرير عجزها عن منع موسى من خلافة والده المقتول على تشيعه. | ||
وكان بنو فريخ يتقاسمون حكم [[البقاع]] مع [[آل حرفوش|الحرافشة]]. فتحالف | وكان بنو فريخ يتقاسمون حكم [[البقاع]] مع [[آل حرفوش|الحرافشة]]. فتحالف موسى مع فخر الدين للقضاء على قرقماز بن الفريخ. و تم له ذلك اثر انتصاره في زينون سنة ١۵٩۴ م حيث كانت نهاية بني فريخ. | ||
واستمر هذا التحالف بين | واستمر هذا التحالف بين ين بوجه يوسف سيفا والي [[طرابلس]] و عدو والي دمشق محمد باشا المنتقل من ولاية [[مصر]] سنة ١۵٩٨ م. | ||
و انهزم السيفي في معركة جرت بينهما في نهر الكلب كما يقول معظم المؤرخين بينما يؤكد غيرهم أنها جرت في أعزاز الواقعة في ولاية [[حلب]]. ثم قام موسى بهجوم أخر على السيفي قريبا من مركز ولايته فدهم جبة بشري في حزيران ١۶٠٢ م و نهبها بينما كان أهلها في الساحل يعملون بحل الحرير ٢. | و انهزم السيفي في معركة جرت بينهما في نهر الكلب كما يقول معظم المؤرخين بينما يؤكد غيرهم أنها جرت في أعزاز الواقعة في ولاية [[حلب]]. ثم قام موسى بهجوم أخر على السيفي قريبا من مركز ولايته فدهم جبة بشري في حزيران ١۶٠٢ م و نهبها بينما كان أهلها في الساحل يعملون بحل الحرير ٢. | ||
سطر ٨٤: | سطر ٨٤: | ||
ولما بلغ يوسف باشا ذلك جمع سكمانيته و أهل الناحية، و هم أكثر من خمسة آلاف نفس، فكبسوا بعلبك في حزيران/يونيو ١۶٠٢ م. و نهبوا المدينة فهرب أهلها إلى الشام. و التجأ شلهوب بن نبعة مع جماعة من بيت الحرفوش إلى قلعة بعلبك، و كان معهم من أهل البلاد ما يزيد على ألف رجل غير النساء و الأولاد٣. و لم تأت المصادر على ذكر موسى أثناء الهجوم، مما يرجح أنه كان غائبا لسبب غير معلوم. | ولما بلغ يوسف باشا ذلك جمع سكمانيته و أهل الناحية، و هم أكثر من خمسة آلاف نفس، فكبسوا بعلبك في حزيران/يونيو ١۶٠٢ م. و نهبوا المدينة فهرب أهلها إلى الشام. و التجأ شلهوب بن نبعة مع جماعة من بيت الحرفوش إلى قلعة بعلبك، و كان معهم من أهل البلاد ما يزيد على ألف رجل غير النساء و الأولاد٣. و لم تأت المصادر على ذكر موسى أثناء الهجوم، مما يرجح أنه كان غائبا لسبب غير معلوم. | ||
=== | === يونس=== | ||
حكم [[ | حكم [[ يونس الحرفوشي| يونس]] من سنة 1016 الى1035هـ. وكان سياسيا محنكا، إذ استطاع أن يوجد نوع من الوحدة والصداقة مع أمراء جبل لبنان في وجه [[العثمانيين|السلطة العثمانية]] في ما يخص أمور [[بعلبك]] و[[البقاع]]. وهذا الاجتهاد من قبل [[ يونس الحرفوشي| يونس]] أغضب السلطان [[العثمانيين|العثماني]] [[أحمد]] الذي حكم من 1012 -1026هـ. ولهذا أعطى أمرا الى والي [[دمشق]] [[حافظ باشا]] ليهاجم [[بعلبك]] ويقتل [[ يونس الحرفوشي| يونس]]. ولكن [[ فخر الدين المعنى]] أمير [[بيروت]] استطاع أن ينقذ [[ يونس الحرفوشي| يونس]].<ref>أحمد خالد الصفدي، لبنان في عهد فخر الدين المعنى الثاني، ص:5، 7</ref> | ||
كان [[ | كان [[ يونس الحرفوشي|يونس]] يجتهد كثيرا كي يبني حكومة [[الشيعة|شيعية]] تمتد من [[حمص]] الى [[بعلبك]] وتشمل [[الكرك]] و[[جبل عامل]]، وهذا ماجعله يصطدم [[ فخر الدين المعنى|ب فخر الدين المعنى]]. <ref>أحمد خالد الصفدي، لبنان في عهد فخرالدين المعنى الثاني، ص:66-67</ref> | ||
وكان [[ | وكان [[ يونس الحرفوشي|يونس]] أول من بنى مسجدا خاصا [[الشيعة|للشيعة]] في [[بعلبك]] وكان هذا في سنة 1026هـ. وكان هذا المسجد قريبا من النهر ولهذا كان يعرف بمسجد النهر. <ref>حسن نصر الله، تاريخ بعلبك ج1، ص:321</ref> | ||
كان [[ | كان [[ يونس الحرفوشي| يونس]] يقدم المساعدة الى [[فخر الدين المعنى]] ضد الحكومة [[العثمانيين|العثمانية]]-كما في سنة1028هـ- حتى مع الضغط الذي كان يمارسه [[فخر الدين المعنى|المعنى]] على [[الشيعة]] في [[جبل عامل]] وفرار أغلب وجهاء [[جبل عامل]] [[الشيعة]] اليه. <ref>أحمد خالد الصفدي، لبنان في عهد فخر الدين المعنى الثاني، ص:77</ref> | ||
ولكن العلاقة الودية بين [[ | ولكن العلاقة الودية بين [[ يونس الحرفوشي| يونس]] و[[فخر الدين المعنى]] سرعان ما إنتهت في سنة 1032 هـ. بسبب سعاية [[ يونس الحرفوشي| يونس]] لدى [[حمزة بيگ]] قائد جيش [[بلاد الشام|الشام]] وإطلاع [[ فخر الدين المعنى| فخر الدين]] على هذه السعاية. | ||
وفي الأول من [[محرم الحرام|محرم]] من سنة 1033هـ. وفي منطقة [[ميسلون]] التحق [[ | وفي الأول من [[محرم الحرام|محرم]] من سنة 1033هـ. وفي منطقة [[ميسلون]] التحق [[ يونس الحرفوشي|يونس]] بالجيش [[العثمانيين|العثماني]] ثم إلتحمت قواتهم مع جيش [[فخر الدين المعنى|فخر الدين]] في منطقة [[عنجر]]. | ||
وانتهت هذه المعركة بخسارة [[ | وانتهت هذه المعركة بخسارة [[ يونس الحرفوشي|يونس]] كما إن حليفه [[مصطفى باشا]] الوالي [[العثمانيين|العثماني]] على [[دمشق]] وقع تحت الأسر عند [[ فخر الدين المعنى]]. <ref>تاريخ الأمراء الشهابيين، ص:65-67</ref> | ||
وفي الثاني عشر من [[محرم الحرام|شهر محرم الحرام]] سنة 1033هـ. سيطرت جيوش [[فخر الدين المعنى|فخر الدين]] على [[بعلبك]]. أما [[ | وفي الثاني عشر من [[محرم الحرام|شهر محرم الحرام]] سنة 1033هـ. سيطرت جيوش [[فخر الدين المعنى|فخر الدين]] على [[بعلبك]]. أما [[ يونس الحرفوشي| يونس]] ذهب الى [[حمص]] ومنها الى [[حماة]] [[حلب|فحلب]]، ومن هناك راسل السلطان [[العثمانيين|العثماني]] [[مراد الرابع]] يشتكي فيها ماجرى له، ثم أرسل إبن عمه [[ شلهوب الحرفوشي]] الى [[بعلبك]] ، ولكن إبن عمه خانه وإلتحق [[فخر الدين المعنى|بفخر الدين]]. <ref>طنوس الشدياق، أخبار الأعيان في جبل لبنان ج2، ص:92-93</ref> | ||
أما [[ | أما [[ فخر الدين المعنى| فخر الدين]] فبعد أن أخذ رشوة كبيرة وخرب [[بعلبك]] خرج من هذه المدينة في الأول من شعبان 1033هـ. ورجع [[ يونس الحرفوشي| يونس]] الى [[بعلبك]]، واستطاع أن يرشي والي [[دمشق]] وأن يأخذ إبن عمه [[ شلهوب الحرفوشي|شلهوب]] ويقتله. <ref>طنوس الشدياق، أخبار الأعيان في جبل لبنان ج2، ص:98</ref> وفي سنة 1035هـ. قتل [[ يونس الحرفوشي| يونس]] بتواطئ من قبل [[فخر الدين المعنى|فخر الدين]]. <ref>ميخائيل ألوف بعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:94</ref> | ||
===حكام آخرين من آل حرفوش=== | ===حكام آخرين من آل حرفوش=== | ||
بعد مقتل [[ | بعد مقتل [[ يونس الحرفوشي| يونس]] السياسي المقتدر أفل نجم [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] وسادت فيما بين أمرائهم المنازعات والأختلافات. | ||
ومن بين هؤلاء الأمراء [[ | ومن بين هؤلاء الأمراء [[ علي الحرفوشي]] الذي حكم سنة1082هـ. والذي قاتل أبناء عمه [[ عمر الحرفوشي| عمر]] و[[ شديد الحرفوشي| شديد]] و[[ يونس]] واستطاع أن ينتصر عليهم ويهزمهم بمساعد الوالي [[العثمانيين|العثماني]] في [[دمشق]] ومن ثم بث سيطرته على [[بعلبك]]. <ref>محسن الأمين، أعيان الشيعة ج7، ص:334</ref> | ||
وفي بداية القرن الثاني عشر حكم [[ | وفي بداية القرن الثاني عشر حكم [[ حسين الحرفوشي]] [[بعلبك]] حتى قتل سنة 1136هـ. وحكم بعده خليفته [[إسماعيل بن شديد الحرفوشي]]. <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:96 </ref> | ||
وبعد إنتهاء المنازعات بين [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] انتقلت حكومة [[بعلبك]] من ا[[لأمير حيدر الحرفوشي|لأمير حيدر]] الى أخيه [[ | وبعد إنتهاء المنازعات بين [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] انتقلت حكومة [[بعلبك]] من ا[[لأمير حيدر الحرفوشي|لأمير حيدر]] الى أخيه [[ حسين الحرفوشي| حسين]]. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، القسم الأول، ص:38</ref> | ||
وفي سنة 1164هـ قتل [[ | وفي سنة 1164هـ قتل [[ حسين الحرفوشي| حسين]] من قبل عملاء أخيه [[ حيدر الحرفوشي| حيدر]]، فأصبح [[حيدر الحرفوشي|حيدر]] حاكما [[بعلبك|لبعلبك]] الى سنة 1168هـ حيث عزل [[حيدر الحرفوشي|حيدر]] عن الحكم من قبل الوالي [[العثمانيين|العثماني]] في [[دمشق]]، وجعل إبن عمه [[حسين الحرفوشي|حسين]] مكانه. <ref>حسن نصرالله، تاريخ بعلبك ج1، ص:284-285</ref> | ||
وفي سنة 1172هـ قام [[إسماعيل بن شديد الحرفوشي]] بإعطاء رشوة استطاع من خلالها أن يصبح حاكما لـ [[بعلبك]]، وبعد موته سنة 1177هـ أصبح [[حيدر الحرفوشي]] أميرا على [[بعلبك]] مرة أخرى وبقي في الحكم الى وفاته سنة 1188هـ. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج3، ص:999</ref> | وفي سنة 1172هـ قام [[إسماعيل بن شديد الحرفوشي]] بإعطاء رشوة استطاع من خلالها أن يصبح حاكما لـ [[بعلبك]]، وبعد موته سنة 1177هـ أصبح [[حيدر الحرفوشي]] أميرا على [[بعلبك]] مرة أخرى وبقي في الحكم الى وفاته سنة 1188هـ. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج3، ص:999</ref> | ||
وفي سنة 1190هـ استطاع حاكم [[صيدا]] [[أحمد باشا الجزار|أحمد باشا]] المعروف [[أحمد باشا الجزار|بالجزار]] أن يفرض سيطرته على [[بعلبك]] ويضع حاكمها [[محمد الحرفوشي]] في السجن. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، القسم الأول، ص:120</ref> | وفي سنة 1190هـ استطاع حاكم [[صيدا]] [[أحمد باشا الجزار|أحمد باشا]] المعروف [[أحمد باشا الجزار|بالجزار]] أن يفرض سيطرته على [[بعلبك]] ويضع حاكمها [[محمد الحرفوشي]] في السجن. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، القسم الأول، ص:120</ref> | ||
وفي سنة 1195هـ وبمساعدة جيوش [[ | وفي سنة 1195هـ وبمساعدة جيوش [[ يوسف الشهابي]] استطاع أن يسيطر على [[بعلبك]]، ولكن استطاع أخاه أن يفرض سيطرته على [[بعلبك]] بمساعدة جيوش [[ محمد باشا العظيم]](والي [[بلاد الشام|الشام]]) في السنة اللاحقة. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج3، ص:1022-1023</ref> | ||
وفي سنة 1196هـ تصالح [[ | وفي سنة 1196هـ تصالح [[ مصطفى الحرفوشي]] مع [[ يوسف الشهابي]]، وفي هذه الأثناء كان وجهاء [[صيدا]] يهربون الى [[بعلبك]] من ظلم [[أحمد باشا الجزار]] فأستقبلهم أمير [[بعلبك]] [[مصطفى الحرفوشي]] وهذا ما أغضب [[أحمد باشا الجزار]]؛ ولهذا أرسل جيشا عظيما الى [[بعلبك]] بمساعدة [[محمد درويش باشا]] والي [[بلاد الشام|الشام]] فإستطاع أن يسيطر على [[بعلبك]] ويأسر [[مصطفى الحرفوشي]] وستة من إخوانه ومجموعة من النساء والأطفال [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] وأرسلهم الى [[دمشق]]، وصادر أموالهم، وطارد الفاريين منهم. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج3، ص:1024</ref> | ||
أما [[ | أما [[ جهجاه الحرفوشي| جهجاه بن مصطفى الحرفوشي]] فهو أشهر الحكام [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] وقد حكم من سنة 1200-1232هـ. وقد كان من بين الأسرى [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] في [[دمشق]] وقد فرٌ الى [[العراق]] وأقام هناك عند إبن عمه، ثم عاد الى [[بعلبك]] وبمساعدة مئة نفر من [[بني معلوف |بني معلوف]] استطاع أن يسيطر على الحكم هناك. <ref>ميخائيل ألوف البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:98-99</ref> | ||
وقد واجه [[جهجاه الحرفوشي|جهجاه]] في أيام حكومته حوادث مختلفة، من جملتها:ما حصل بينه وبين إبن عمه [[ | وقد واجه [[جهجاه الحرفوشي|جهجاه]] في أيام حكومته حوادث مختلفة، من جملتها:ما حصل بينه وبين إبن عمه [[ قاسم الحرفوشي| قاسم]] في سنة1203هـ من خلاف. حتى وصل الأمر الى إنه إشتبك معه وقاتله بمساعدة والي [[بلاد الشام|الشام]] و[[عكا]] في سنة1205و 1206هـ، وعدة مرات كانت حكومة [[بعلبك]] تنتقل من يد الى يد. <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:99-100</ref> | ||
توفي [[جهجاه الحرفوشي|جهجاه]] في جمادي الأولى سنة 1232هـ بعد 31 سنة من الحكم غير المستقر، وأصبح محله أخوه [[أمين]]. <ref>أحمد حيدر الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج3، ص:948</ref> | توفي [[جهجاه الحرفوشي|جهجاه]] في جمادي الأولى سنة 1232هـ بعد 31 سنة من الحكم غير المستقر، وأصبح محله أخوه [[أمين]]. <ref>أحمد حيدر الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج3، ص:948</ref> | ||
وقد قام والي [[دمشق]] بعزل [[أمين الحرفوشي]] سنة 1235هـ بتحريض من [[بشير الشهابي]]، وجعل مكانه [[نصوح بن جهجاه الحرفوشي]]، ولكن هذا الحاكم الشاب قتل على يد عمه [[ | وقد قام والي [[دمشق]] بعزل [[أمين الحرفوشي]] سنة 1235هـ بتحريض من [[بشير الشهابي]]، وجعل مكانه [[نصوح بن جهجاه الحرفوشي]]، ولكن هذا الحاكم الشاب قتل على يد عمه [[ أمين الحرفوشي]]، وحكم [[بعلبك]] الى سنة 1247هـ. <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:101-102</ref> | ||
وفي سنة 1247هـ أصبح [[ | وفي سنة 1247هـ أصبح [[ جواد الحرفوشي]] حاكما على [[بعلبك]] من قبل [[إبراهيم باشا]] (إبن [[محمد علي باشا]] والي [[مصر]]). <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:102</ref> | ||
ثم إن [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] أول من إنتفض ضد حكومة [[محمد علي باشا|محمد علي]] في [[لبنان]]، وساعدوا [[العثمانيون|العثمانيين]] ضد جيش [[محمد علي باشا|محمد علي]]، فكافئهم [[العثماييون]] حيث جعلوا [[ | ثم إن [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] أول من إنتفض ضد حكومة [[محمد علي باشا|محمد علي]] في [[لبنان]]، وساعدوا [[العثمانيون|العثمانيين]] ضد جيش [[محمد علي باشا|محمد علي]]، فكافئهم [[العثماييون]] حيث جعلوا [[ خنجر الحرفوشي]] حاكما على [[بعلبك]] سنة 1256هـ. <ref>سليمان الظاهر، تاريخ الشيعة:السياسي، الثقافي، الديني ج3، ص:45، 62</ref> | ||
==نهاية حكمهم== | ==نهاية حكمهم== | ||
حدث إختلاف كبير بين أفراد [[آل حرفوش|عائلة الحرفوشيين]] إمتد من سنة 1256 الى 1266هـ، وهذه الحروب والمنازعات شجعت [[السلطان عبد المجيد العثماني]](حكم 1255-1277هـ) على أن يصدر أمرا بإلغاء إمارة [[آل حرفوش]]. | حدث إختلاف كبير بين أفراد [[آل حرفوش|عائلة الحرفوشيين]] إمتد من سنة 1256 الى 1266هـ، وهذه الحروب والمنازعات شجعت [[السلطان عبد المجيد العثماني]](حكم 1255-1277هـ) على أن يصدر أمرا بإلغاء إمارة [[آل حرفوش]]. | ||
ثم شن هجوما على [[بعلبك]] وحاصر أمراء [[آل حرفوش |آل حرفوش]] في قرية [[معلولة]]، وبعد أن إستولى على عليهم قتل بعضهم وأبعد الأخرين الى [[جزيرة كريت]] [[اليونان|اليونانية]] في [[البحر المتوسط]]. <ref>ميخائيل الوفي بعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:105-106</ref> | ثم شن هجوما على [[بعلبك]] وحاصر أمراء [[آل حرفوش |آل حرفوش]] في قرية [[معلولة]]، وبعد أن إستولى على عليهم قتل بعضهم وأبعد الأخرين الى [[جزيرة كريت]] [[اليونان|اليونانية]] في [[البحر المتوسط]]. <ref>ميخائيل الوفي بعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:105-106</ref> | ||
وقد حاول اثنين من الأمراء [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] أن يهربا من [[جزيرة كريت]] وهما [[ | وقد حاول اثنين من الأمراء [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] أن يهربا من [[جزيرة كريت]] وهما [[ محمد بن جواد]] و[[ عسٌاف]] وكان هذا في سنة 1270هـ. ثم أصبحا معارضان للدولة [[العثمانيون|العثمانية]] الى أن توفي [[ سلمان]] في سنة1283هـ عندها ذهبت حكومة [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] ولم تعد الى الوجود. <ref>ميخائيل الوفي بعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:107-111</ref> | ||
أما اليوم فأحفاد [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] يعيشون في [[لبنان]]، ومقبرة أمرائهم تستقر في منطقة [[سطحة]]. <ref>حسن نصرالله، تاريخ بعلبك ج1، ص:327</ref> | أما اليوم فأحفاد [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] يعيشون في [[لبنان]]، ومقبرة أمرائهم تستقر في منطقة [[سطحة]]. <ref>حسن نصرالله، تاريخ بعلبك ج1، ص:327</ref> | ||
سطر ١٣٨: | سطر ١٣٨: | ||
*البستاني، بطرس، كتاب دائرة المعارف: قاموس عام لكل فن ومطلب، بيروت1876-1900م. طبع أوفيس، بدون تاريخ. | *البستاني، بطرس، كتاب دائرة المعارف: قاموس عام لكل فن ومطلب، بيروت1876-1900م. طبع أوفيس، بدون تاريخ. | ||
*حسن نصرالله، تاريخ بعلبك، بيروت 1984م-1404هـ. | *حسن نصرالله، تاريخ بعلبك، بيروت 1984م-1404هـ. | ||
*خالد الصفدي، أحمد، لبنان في عهد | *خالد الصفدي، أحمد، لبنان في عهد فخر الدين المعنى الثاني، طبعة أسد رستم وفؤاد البستاني، بيروت 1969م. | ||
*شدياق، طنوس، أخبار الأعيان في جبل لبنان، طبعة مارون رعد، بيروت 1995م. | *شدياق، طنوس، أخبار الأعيان في جبل لبنان، طبعة مارون رعد، بيروت 1995م. | ||
*الشهابي، حيدر أحمد، تاريخ | *الشهابي، حيدر أحمد، تاريخ حيدر أحمد الشهابي، طبعة مارون رعد، بيروت 1993م. | ||
*الشهابي، حيدر أحمد، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، طبعة أسد رستم وفؤاد البستاني، بيروت 1996م. | *الشهابي، حيدر أحمد، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، طبعة أسد رستم وفؤاد البستاني، بيروت 1996م. | ||
*الظاهر، سليمان، تاريخ الشيعة:السياسي، الثقافي، الديني، طبعة عبدالله سليمان ظاهر، بيروت 1422هـ-2002م. | *الظاهر، سليمان، تاريخ الشيعة:السياسي، الثقافي، الديني، طبعة عبدالله سليمان ظاهر، بيروت 1422هـ-2002م. | ||
*الغزي، نجم الدين محمد، الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، طبعة إسرائيل سليمان جبور، بيروت، 1979م. | *الغزي، نجم الدين محمد، الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، طبعة إسرائيل سليمان جبور، بيروت، 1979م. | ||
*معلوف، عيسى إسكندر، تاريخ | *معلوف، عيسى إسكندر، تاريخ فخرالدين المعنى الثاني، بيروت 1966. | ||
*المهاجر، جعفر، التأسيس لتاريخ الشيعة في لبنان وسوريا، بيروت1413هـ-1992م. | *المهاجر، جعفر، التأسيس لتاريخ الشيعة في لبنان وسوريا، بيروت1413هـ-1992م. | ||
*الناصري الطاهري، عبدالله، بعلبك وحلب، طهران 1366هـ. ش. | *الناصري الطاهري، عبدالله، بعلبك وحلب، طهران 1366هـ. ش. |