مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «موسى المبرقع»
ط
تعديلات عابرة
imported>Foad |
imported>Nabavi ط (تعديلات عابرة) |
||
سطر ١٧: | سطر ١٧: | ||
|الأولاد= | |الأولاد= | ||
}} | }} | ||
'''موسى المُبَرقَع''' بن [[الإمام الجواد]] {{عليه السلام}} وأخو [[الإمام الهادي]] {{عليه السلام}} الأصغر، المتوفى [[سنة 296 هـ]] بمدينة [[قم المقدسة|قم]]. كان عالماً وراوياً للحديث، وروى عن أبيه{{عليه السلام}}. | '''موسى المُبَرقَع''' بن [[الإمام الجواد]]{{عليه السلام}} وأخو [[الإمام الهادي]]{{عليه السلام}} الأصغر، المتوفى [[سنة 296 هـ]] بمدينة [[قم المقدسة|قم]]. كان عالماً وراوياً للحديث، وروى عن أبيه{{عليه السلام}}. | ||
وبما أنّه كان يغطي وجهه بقِناع، سُمي بالمبرقع. ترجع شجرة [[السادة الرضوية]] في نسبها إليه، والمعروف أن [[السادة البرقعيين]] - وهي عائلة شهيرة في مدينة [[قم]] و[[الري]] - ينحدرون منه. | وبما أنّه كان يغطي وجهه بقِناع، سُمي بالمبرقع. ترجع شجرة [[السادة الرضوية]] في نسبها إليه، والمعروف أن [[السادة البرقعيين]] - وهي عائلة شهيرة في مدينة [[قم]] و[[الري]] - ينحدرون منه. | ||
==اسمه ولقبه وكنيته== | ==اسمه ولقبه وكنيته== | ||
هو موسى بن [[الإمام الجواد|محمد بن علي الجواد]]{{عليهم السلام}}. المعروف بـالمُبَرقَع؛ لأنّه كان | هو موسى بن [[الإمام الجواد|محمد بن علي الجواد]]{{عليهم السلام}}. المعروف بـالمُبَرقَع؛ لأنّه كان يُسدل على وجهه برقعاً أي نقاباً، لما قيل له من الوجه الحسن، وجمال المظهر، وكان الناس يطيلون النظر إليه، انبهاراً بجماله، ويزدحمون في الطرق والأسواق، فكان يتضايق من هذا الأمر، ولهذا ستر وجهه بالبرقع.<ref>الحراني، تحف العقول، ص 476.</ref> يكنّى بعدة كنى، منها: أبو أحمد وأبو جعفر.<ref>الحراني، تحف العقول، ص 76؛ عطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 84 ـ 85.</ref> | ||
==مولده ووفاته== | ==مولده ووفاته== | ||
لم | لم ينقل التاريخ مولده بالتحديد، ولكن هناك من ذكر أنه وُلد [[سنة 214 هـ]] في [[المدينة]]، وأنه أصغر من أخيه [[الإمام الهادي]]{{عليه السلام}} <ref>البحراني، عوالم العلوم ج 23؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 50، ص 123.</ref> | ||
كان المبرقع مقيماً [[المدينة المنورة|بالمدينة]]، وبقي هناك حتى استشهد أبوه [[الإمام الجواد|الجواد]] {{عليه السلام}}.<ref>المسعودي، إثبات الوصية، ص 228.</ref> | كان المبرقع مقيماً [[المدينة المنورة|بالمدينة]]، وبقي هناك حتى استشهد أبوه [[الإمام الجواد|الجواد]]{{{{عليه السلام}}.<ref>المسعودي، إثبات الوصية، ص 228.</ref> | ||
ثم هاجر إلى [[قم المقدسة|قم]]، وبقي فيها حتى توفي ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من [[ربيع الثاني]] سنة [[296 هـ]] وعمره 82 عاماً، ودفن في إحدى أحياء قم تسمى | ثم هاجر إلى [[قم المقدسة|قم]]، وبقي فيها حتى توفي ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من [[ربيع الثاني]] سنة [[296 هـ]] وعمره 82 عاماً، ودفن في إحدى أحياء قم تسمى بـآذَر، وتحديداً في منطقة تُعرف اليوم باسم (چِهِلْ أخْتَران) أي (الأربعون كوكباً).<ref>الحراني، تحف العقول، ص 476؛ عطاري، مسند الإمام الجواد، ص 84 - 85.</ref> روي أنه کان یشبه أُمه خُلقاً.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 50، ص 123.</ref> | ||
==سفره من المدينة إلى الكوفة وقم== | ==سفره من المدينة إلى الكوفة وقم== | ||
بعد وفاة أبيه [[الإمام الجواد|الجواد]] {{عليه السلام}} | بعد وفاة أبيه [[الإمام الجواد|الجواد]]{{عليه السلام}} وخروج أخيه [[الإمام الهادي]]{{عليه السلام}} إلى [[سامراء|سر من رآى]] هاجر من [[المدينة]] إلى [[الكوفة]] وبقي بها مدة من الزمن. وفي سنة [[256 هـ]]ـ بعد وفاة أخيه [[الإمام الهادي|الهادي]]{{عليه السلام}} شدّ رحاله متوجهاً إلى [[قم المقدسة|مدينة قم]] ودخلها وله من العمر 42 سنة <ref>القمي، تاريخ قم، ص 215.</ref> ولما سكن [[قم]] كان جماعة من العرب المقيمين فيها لا يعرفونه بل يجهلون منزلته ونسبه؛ لذا عمدوا إلى إخراجه منها، وقيل: لعلّ السبب في إخراجه من [[قم]] هو إسداله البرقع على وجهه بحيث لا يراه الناس، فلم يعرفوه وكانوا في شك وريبة من أمره.<ref>الشاكري، موسوعة المصطفى والعترة ج 13 ص 32؛ عطاري، مسند الإمام الجواد، ص 84 - 85.</ref> | ||
فتوّجه إلى [[كاشان]] فاستقبله هناك [[أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي]]، فأكرمه وأنزله مقاماً جميلاً، وبعد مدة تنبّه أهل [[قم المقدسة|قم]] إلى | فتوّجه إلى [[كاشان]] فاستقبله هناك [[أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي]]، فأكرمه وأنزله مقاماً جميلاً، وبعد مدة تنبّه أهل [[قم المقدسة|قم]] إلى سوء تعاملهم، فجاؤوا إلى [[كاشان]] نادمين طالبين منه العودة إلى [[مدينة قم|قم]]، فحملوه معززاً مكرماً إليها.<ref>الحراني، تحف العقول، ص 476.</ref><ref>عطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 84 - 85.</ref> | ||
وقد اتفق أكثر المؤرخين والمحدّثين وعلماء الأنساب أنّه هاجر من [[الكوفة]] وسكن [[مدينة قم]] وبقي بها حتى توفي سنة [[269 هـ]] ودفن فيها وقبره مزار للمحبين والمريدين.<ref>القمي، تاريخ قم، ص 215؛ الحسني، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، ص 182؛ النوري، البدر المشعشع في أحوال ذرية موسى المبرقع، ص 2 ـ 4.</ref> | وقد اتفق أكثر المؤرخين والمحدّثين وعلماء الأنساب أنّه هاجر من [[الكوفة]] وسكن [[مدينة قم]] وبقي بها حتى توفي سنة [[269 هـ]] ودفن فيها وقبره مزار للمحبين والمريدين.<ref>القمي، تاريخ قم، ص 215؛ الحسني، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، ص 182؛ النوري، البدر المشعشع في أحوال ذرية موسى المبرقع، ص 2 ـ 4.</ref> | ||
فبما إنّه دخل [[مدينة قم]] سنة [[256 ه]]ـ وبقي فيها حتى توفي سنة [[296 هـ]]، فعلهذا أنّه عاش فيها مدة 40 سنة.<ref>القمي، تاريخ قم، ص 215.</ref> | |||
==المبرقع جد السادة الرضوية والبرقعية== | ==المبرقع جد السادة الرضوية والبرقعية== | ||
ينتهي نسب [[السادة الرضوية]] في [[الهند]] و[[باكستان]] و[[إيران]] و[[أفغانستان]] و[[العراق]] و[[الشام]] إلى موسى المبرقع، وكذلك عائلات [[السادة]] (البرقعية) في [[مدنية قم]] و[[مدينة الري]]، ويُعرفون | ينتهي نسب [[السادة الرضوية]] في [[الهند]] و[[باكستان]] و[[إيران]] و[[أفغانستان]] و[[العراق]] و[[الشام]] إلى موسى المبرقع، وكذلك عائلات [[السادة]] (البرقعية) في [[مدنية قم]] و[[مدينة الري]]، ويُعرفون باسم (سادات بُرقعي).<ref>[http://www.alsada-alashraf.net/radawe.htm موقع نقابة السادة الأشراف آل البيت في العراق.]</ref> | ||
==روايته للحديث== | ==روايته للحديث== | ||
سطر ٤٦: | سطر ٤٦: | ||
ومما روي من أنّ [[يحيى بن أكثم]] قد كاتبه في بعض المسائل، يُستشف ويُعلم أنّ لموسى المبرقع مكانة علمية مرموقة.<ref>الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 9، ص 355.</ref> | ومما روي من أنّ [[يحيى بن أكثم]] قد كاتبه في بعض المسائل، يُستشف ويُعلم أنّ لموسى المبرقع مكانة علمية مرموقة.<ref>الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 9، ص 355.</ref> | ||
==أخوات المبرقع | ==أخوات المبرقع إلى قم== | ||
نُقل أنّه لمّا هاجر موسى المبرقع إلى [[مدينة قم]] واستقر بها سافرت إليه أخواته [[زينب]] و[[أم محمد]] و[[ميمونة]]، وسكنَّ معه، وفيها تُوُفّين أيضاً، ودُفنَّ إلى جنب [[فاطمة المعصومة]]{{عليها السلام}}.<ref>القمي، تاريخ قم، ص 2156؛ عطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 84 ـ 85.</ref> | نُقل أنّه لمّا هاجر موسى المبرقع إلى [[مدينة قم]] واستقر بها سافرت إليه أخواته [[زينب]] و[[أم محمد]] و[[ميمونة]]، وسكنَّ معه، وفيها تُوُفّين أيضاً، ودُفنَّ إلى جنب [[فاطمة المعصومة]]{{عليها السلام}}.<ref>القمي، تاريخ قم، ص 2156؛ عطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 84 ـ 85.</ref> | ||
[[ملف:ضریح امام زاده موسی مبرقع.jpg|تصغير|ضریح موسی المبرقع]] | [[ملف:ضریح امام زاده موسی مبرقع.jpg|تصغير|ضریح موسی المبرقع]] | ||
===منطقة (چهل أختران)=== | |||
دُفن إلى جانب موسى المبرقع عدد من [[السادة]] وأبناء وأحفاد [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]]، عُرف منهم أربعون قبراً على إثرها سُميّت المنطقة باسم (چهل اختران) بمعنى الأربعون كوكباً من السادة [[بني هاشم|الهاشميين]]، واشتهر بأن بينهم 40 امرأة و40 رجلاً و20 طفلاً بما مجموعه 105 [[بنو هاشم|هاشمياً]]. وقد عُرف من هؤلاء 14 شخصاً بعضهم أبناء المبرقع وأحفاده.<ref>القمي، تاریخ قم، ص 224.</ref> | |||
==مرقد المبرقع ومزاره== | ==مرقد المبرقع ومزاره== | ||
يعود تاريخ هذه البقعة | يعود تاريخ هذه البقعة المعروفة اليوم إلى عهد [[الشاه طهماسب الصفوي]]، ويُقال إنّ مهندسه وبانيه هو (الأستاذ سلطان القمي)، معماريّ شهير في عهد [[الدولة الصفوية]]، فقد أمر الشاه [[الدولة الصفوية|الصفوي]] ببناء سقف مرتفع من الطوب والآجر على هذا القبر وشُيدت مزاراً له.<ref>[http://www.barsamseyr.com/app_upload/applications/tourmanager/pages/includes/api_places.aspx?lang=fa&item=2313&ut=unw515675250khl&url=http://www.barsamseyr.com مجموعة چهل اختران.]</ref> | ||
==كتابات عن حياته== | ==كتابات عن حياته== | ||
سطر ٦٣: | سطر ٦٣: | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
{{مراجع|2}} | {{مراجع|2}} | ||
==المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== | ||
*الحراني، الحسن بن علي، '''تحف العقول'''، المحقق والمصحح: علي أكبر غفاري، قم - إيران، الناشر: جامعه مدرسين، ط 2، 1404 هـ. | *الحراني، الحسن بن علي، '''تحف العقول'''، المحقق والمصحح: علي أكبر غفاري، قم - إيران، الناشر: جامعه مدرسين، ط 2، 1404 هـ. |