مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فدك»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٧: | سطر ٧: | ||
| المصدر =<small>(نهج البلاغة، الكتاب رقم 45)</small> | | المصدر =<small>(نهج البلاغة، الكتاب رقم 45)</small> | ||
}} | }} | ||
'''فدك''' قرية في [[الحجاز]] فيها مزارع وبساتين من نخيل، وأصبحت للمسلمين بعد [[غزوة خيبر]]، وتذكر المصادر التاريخيّة أن [[النبي (ص)]] وهب السيدة [[فاطمة الزهراء|الزهراء]]{{ع}} فدكاً، لكن سلبتها [[أبو بكر]] من يدها في [[حادثة فدك]]. و[[الخطبة الفدكية]] التي ألقتها السيدة الزهراء كانت احتجاجاً على هذا الأمر إلا أنّ أبا بكر امتنع عن إرجاعها إليها. | '''فدك''' قرية في [[الحجاز]] فيها مزارع وبساتين من نخيل، وأصبحت [[المسلمين|للمسلمين]] بعد [[غزوة خيبر]]، وتذكر المصادر التاريخيّة أن [[النبي (ص)]] وهب السيدة [[فاطمة الزهراء|الزهراء]]{{ع}} فدكاً، لكن سلبتها [[أبو بكر]] من يدها في [[حادثة فدك]]. و[[الخطبة الفدكية]] التي ألقتها السيدة الزهراء كانت احتجاجاً على هذا الأمر إلا أنّ أبا بكر امتنع عن إرجاعها إليها. | ||
تعدّ فدك ممّا [[الفيء|أفاء]] الله على [[رسول الله|رسوله]]{{صل}}، وذلك أنّ النبي لمّا نزل خيبر فتح حصونها، فأرسل أهل فدك إلى رسول اللَّه أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم، فأجابهم إلى ذلك. فأرض فدك مما لم يُوجَف عليه بخيل ولا ركاب، بل هي خالصة لرسول اللَّه{{صل}} يفعل بها ما يشاء، وكانت تنفق موارد فدك على فقراء [[بني هاشم]] وغيرهم من الفقراء ك[[ابن السبيل]]. | تعدّ فدك ممّا [[الفيء|أفاء]] الله على [[رسول الله|رسوله]]{{صل}}، وذلك أنّ النبي لمّا نزل [[خيبر]] فتح حصونها، فأرسل أهل فدك إلى رسول اللَّه أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم، فأجابهم إلى ذلك. فأرض فدك مما لم يُوجَف عليه بخيل ولا ركاب، بل هي خالصة لرسول اللَّه{{صل}} يفعل بها ما يشاء، وكانت تنفق موارد فدك على فقراء [[بني هاشم]] وغيرهم من الفقراء ك[[ابن السبيل]]. | ||
تنقلت فدك بين الكثير من الحكّام طوال التاريخ، كما أنها صارت في يد أولاد [[فاطمة الزهراء|فاطمة]]{{ع}} في فترات محدودة من التاريخ. | تنقلت فدك بين الكثير من الحكّام طوال التاريخ، كما أنها صارت في يد أولاد [[فاطمة الزهراء|فاطمة]]{{ع}} في فترات محدودة من التاريخ. | ||
سطر ٤٢: | سطر ٤٢: | ||
فكان نصف فدك خالصاً لرسول الله {{صل}} لأنّ [[المسلم|المسلمين]] لم يستولوا عليها بقتال، وكان [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} ينفق تلك الأموال لفقراء [[بني هاشم]] وباقي [[الفقير|الفقراء]] و[[ابن السبيل|أبناء السبيل]] <ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 41.</ref> | فكان نصف فدك خالصاً لرسول الله {{صل}} لأنّ [[المسلم|المسلمين]] لم يستولوا عليها بقتال، وكان [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} ينفق تلك الأموال لفقراء [[بني هاشم]] وباقي [[الفقير|الفقراء]] و[[ابن السبيل|أبناء السبيل]] <ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 41.</ref> | ||
ووهبها [[النبي]] | ووهبها [[النبي (ص)]] [[فاطمة الزهراء|لفاطمة]] {{ع}}<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 543؛ المفيد، المقنعة، ص 289-290؛ شهيدي، زندگاني فاطمه زهرا {{ع}}، ص 97-96.</ref>وقيل إن أمير المؤمنين [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} كان إلى جنب [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} في فتح فدك.<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 538.</ref> | ||
وأكّد عدد من [[المفسرون|المفسرين]] منهم [[الشيخ الطوسي]]<ref>الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج 6، ص 468.</ref> و[[ الفضل بن الحسن الطبرسي|الطبرسي]]<ref>الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 6، ص 634-633.</ref> والحسكاني،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، ج 1، ص 439-438.</ref> والسيوطي<ref>السيوطي، الدر المنثور، ج 4، ص 177.</ref> أنّ النبي {{صل}} وهب فدك لفاطمة {{ع}} لدى نزول الآية: {{قرآن|وآت ذا القربى حقه}}.<ref>الإسراء: 26.</ref> | وأكّد عدد من [[المفسرون|المفسرين]] منهم [[الشيخ الطوسي]]<ref>الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج 6، ص 468.</ref> و[[ الفضل بن الحسن الطبرسي|الطبرسي]]<ref>الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 6، ص 634-633.</ref> والحسكاني،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، ج 1، ص 439-438.</ref> والسيوطي<ref>السيوطي، الدر المنثور، ج 4، ص 177.</ref> أنّ النبي {{صل}} وهب فدك لفاطمة {{ع}} لدى نزول الآية: {{قرآن|وآت ذا القربى حقه}}.<ref>الإسراء: 26.</ref> | ||
وقد صرّح [[القرآن الكريم]] أنّ [[الفيء]]: هو المال الذي يحصل من دون عناء ومشقة من قبل [[المسلمين]] أمره راجع إلى | وقد صرّح [[القرآن الكريم]] أنّ [[الفيء]]: هو المال الذي يحصل من دون عناء ومشقة من قبل [[المسلمين]] أمره راجع إلى النبي {{صل}} بناء على الآية التالية: {{قرآن|وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَىى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيهِ مِنْ خَيلٍ وَلَا رِكابٍ وَلَكنَّ اللَّهَ يسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَي مَن يشَاء وَاللَّهُ عَلَي كلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ}}.<ref>الحشر: 6.</ref> | ||
فكان أمره مفوضاً إلى الرسول {{صل}} يضعها حيث يشاء<ref>فخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 29، ص 506؛ الطباطبائي، الميزان، ج 19، ص 203.</ref> | فكان أمره مفوضاً إلى الرسول {{صل}} يضعها حيث يشاء<ref>فخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 29، ص 506؛ الطباطبائي، الميزان، ج 19، ص 203.</ref> | ||
سطر ٥٣: | سطر ٥٣: | ||
أعلن [[أبو بكر ابن أبي قحافة|أبو بكر]] بُعيد واقعة [[سقيفة بني ساعدة|السقيفة]] أنّ فدك ليست ملكاً لأحد وانتزعها لمصالحه. فجاءته [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] {{ع}} معترضة ووقع نزاع بينهما تذكره المصادر التاريخية والروائية مع اختلاف في التفاصيل. | أعلن [[أبو بكر ابن أبي قحافة|أبو بكر]] بُعيد واقعة [[سقيفة بني ساعدة|السقيفة]] أنّ فدك ليست ملكاً لأحد وانتزعها لمصالحه. فجاءته [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] {{ع}} معترضة ووقع نزاع بينهما تذكره المصادر التاريخية والروائية مع اختلاف في التفاصيل. | ||
وقيل أنّها طلبت إعادة ملكية فدك إليها فقال أبو بكر أنّه سمع عن [[النبي]] | وقيل أنّها طلبت إعادة ملكية فدك إليها فقال أبو بكر أنّه سمع عن [[النبي (ص)]] أنّه قال: " لا نورث ما تركنا فهو صدقة "<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 22.</ref> وذهبت بعض المصادر إلى أن أبا بكر نقل عن [[رسول الله]] {{صل}} أنّه قال:" نحن معاشر الأنبياء لا نورث"<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 40-41.</ref> | ||
فاحتجت السيدة [[الزهراء]] بأن النبي {{صل}} وهب فدك لها في حياتها وما ورثها. فطلب أبو بكر الشهود لإثبات ذلك فأتت السيدة الزهراء {{ع}} ببعلها [[أمير المؤمنين]] {{ع}} و[[أم أيمن]]. فذعن أبو بكر للواقع وأمر بأن لا يتعرض أحد لفدك. إلا أنّ [[عمر بن الخطاب]] لما رأى السيدة الزهراء خارج المجلس مزق الرسالة.<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 543.</ref> | فاحتجت السيدة [[الزهراء]] بأن النبي {{صل}} وهب فدك لها في حياتها وما ورثها. فطلب أبو بكر الشهود لإثبات ذلك فأتت السيدة الزهراء {{ع}} ببعلها [[أمير المؤمنين]] {{ع}} و[[أم أيمن]]. فذعن أبو بكر للواقع وأمر بأن لا يتعرض أحد لفدك. إلا أنّ [[عمر بن الخطاب]] لما رأى السيدة الزهراء خارج المجلس مزق الرسالة.<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 543.</ref> | ||
سطر ٩١: | سطر ٩١: | ||
وأمر [[المتوكل]] بانتزاع فدك من آل النبي {{صل}} لما ولي الناس وخالف أمر المأمون<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ج 1، ص 38.</ref> وما رجعت فدك إلى آل النبي {{صل}} بعد ذلك. | وأمر [[المتوكل]] بانتزاع فدك من آل النبي {{صل}} لما ولي الناس وخالف أمر المأمون<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ج 1، ص 38.</ref> وما رجعت فدك إلى آل النبي {{صل}} بعد ذلك. | ||
ويرى السيد جعفر الشهيدي المؤلف والباحث في تاريخ الإسلام أن قرار المأمون لإعادة فدك توحي بأن الوقائع التي جرت بعد | ويرى السيد جعفر الشهيدي المؤلف والباحث في تاريخ الإسلام أن قرار المأمون لإعادة فدك توحي بأن الوقائع التي جرت بعد [[وفاة النبي]] {{صل}} غيرت [[السنة]] وكانت لمصالح سياسية. | ||
وإذا كانت بغية [[المأمون]] إرضاء آل علي {{ع}} وإثارة عواطفهم لكان يكفي ما فعله [[عمر بن عبد العزيز]] في تخصيص موارد فدك على أولاد فاطمة {{ع}} ولم يستوجب استنكار نهج السابقين له.<ref>شهيدي، زندكاني فاطمة زهراء، ص 118.</ref> ويعتقد الشهيدي أن احتجاج [[الزهراء]] ومطالبتها فدك واستمرار ذلك من قبَل أولادها كانت مبادرة لمنع الإجتهاد أمام النص ومنع العمل خلاف السنة النبوية في مستقبل المجتمع الإسلامي.<ref>شهيدي، زندكاني فاطمه زهراء، ص 119.</ref> | وإذا كانت بغية [[المأمون]] إرضاء آل علي {{ع}} وإثارة عواطفهم لكان يكفي ما فعله [[عمر بن عبد العزيز]] في تخصيص موارد فدك على أولاد فاطمة {{ع}} ولم يستوجب استنكار نهج السابقين له.<ref>شهيدي، زندكاني فاطمة زهراء، ص 118.</ref> ويعتقد الشهيدي أن احتجاج [[الزهراء]] ومطالبتها فدك واستمرار ذلك من قبَل أولادها كانت مبادرة لمنع الإجتهاد أمام النص ومنع العمل خلاف السنة النبوية في مستقبل المجتمع الإسلامي.<ref>شهيدي، زندكاني فاطمه زهراء، ص 119.</ref> |