مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دحو الأرض»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Madani ط (←المصادر) |
imported>Madani طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٥: | سطر ٥: | ||
==المعنى اللغوي== | ==المعنى اللغوي== | ||
دَحو الأرض، اصطلاح [[القرآن الكريم|قرآني]] [[الحديث الشريف|وحديثي]]: يعني بَسْطها. | دَحو الأرض، اصطلاح [[القرآن الكريم|قرآني]] [[الحديث الشريف|وحديثي]]: يعني بَسْطها. | ||
<ref>البيهقي، | <ref>البيهقي، ج 1، ص 90.</ref> ومدها <ref>خليل بن احمد، ج 3، ص 280 ، ذيل كلمة "دحو".</ref> ودحاها أي: أزالها عن مقرّها، وهو من قولهم: دحا المطر الحصى عن وجه الأرض، أي: جرفه. | ||
<ref>الراغب الأصفهاني، ذيل كلمة "دحا".</ref> يقال دحا اللّه الأرض يدحوها دحوا: إذا بسطها. | <ref>الراغب الأصفهاني، ذيل كلمة "دحا".</ref> يقال دحا اللّه الأرض يدحوها دحوا: إذا بسطها. | ||
سطر ١٢: | سطر ١٢: | ||
==آراء المفسرين== | ==آراء المفسرين== | ||
أشار [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] إلى إختلاف كلمة المفسرين حول المراد من كلمة "بعد ذلك" قائلاً<ref>ذيل كلمة نازعات: | أشار [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] إلى إختلاف كلمة المفسرين حول المراد من كلمة "بعد ذلك" قائلاً<ref>ذيل كلمة نازعات: 30 .</ref>: اختلف أهل [[التأويل]] في معنى قوله (بَعْدَ ذَلكَ) فقال بعضهم: دُحِيت الأرض من بعد خَلق [[السماء]]. وقال آخرون: بل معنى ذلك: [[الأرض|والأرض]] مع ذلك دحاها.<ref>المصدر السابق.</ref> | ||
وأردف الطبري قائلاً: والقول الذي ذكرناه عن [[ابن عباس]] من أن الله تعالى خلق الأرض، وقدّر فيها أقواتها، ولم يدحها، ثم استوى إلى السماء، فسوّاهن [[سبع سموات]]، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فأخرج منها ماءها ومرعاها، وأرسى جبالها، أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنزيل؛ لأنه جلّ ثناؤه قال: ﴿وَالأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ | وأردف الطبري قائلاً: والقول الذي ذكرناه عن [[ابن عباس]] من أن الله تعالى خلق الأرض، وقدّر فيها أقواتها، ولم يدحها، ثم استوى إلى السماء، فسوّاهن [[سبع سموات]]، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فأخرج منها ماءها ومرعاها، وأرسى جبالها، أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنزيل؛ لأنه جلّ ثناؤه قال: ﴿وَالأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ | ||
وقال في تاريخ الأمم والملوك<ref> | وقال في تاريخ الأمم والملوك<ref>ج 1، ص 23.</ref> بعد التعرض لنفس البحث: فان قال قائل: فإنك قد علمت أن جماعة من أهل التأويل قد وجهت قول الله ﴿والأرض بعد ذلك دحاه﴾ إلى معنى "مع ذلك دحاها" فما برهانك على صحة ما قلت من أن ذلك بمعنى "بعد" التى هي خلاف قبل؟ قيل: المعروف من معنى بعد في كلام العرب هو الذي قلنا من أنها بخلاف معنى "قبل" لا بمعنى "مع" وإنما توجه معاني الكلام إلى الأغلب عليه من معانيه المعروفة في أهله لا إلى غير ذلك. | ||
وأشار [[الفخر الرازي]] في ذيل تفسير الآية الى قول ثالث مفاده: أن لا يكون معنى قوله دَحاها: مجرد البسط، بل يكون المراد أنه بسطها بسطا مهيأ لنبات الأقوات وهذا هو الذي بينه بقوله: ﴿أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها﴾ ([[سورة النازعات|النازعات]]: 31) وذلك لأن هذا الاستعداد لا يحصل للأرض إلا بعد وجود السماء فإن الأرض كالأم والسماء كالأب، وما لم يحصلا لم تتولد أولا المعادن والنباتات والحيوانات. | وأشار [[الفخر الرازي]] في ذيل تفسير الآية الى قول ثالث مفاده: أن لا يكون معنى قوله دَحاها: مجرد البسط، بل يكون المراد أنه بسطها بسطا مهيأ لنبات الأقوات وهذا هو الذي بينه بقوله: ﴿أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها﴾ ([[سورة النازعات|النازعات]]: 31) وذلك لأن هذا الاستعداد لا يحصل للأرض إلا بعد وجود السماء فإن الأرض كالأم والسماء كالأب، وما لم يحصلا لم تتولد أولا المعادن والنباتات والحيوانات. | ||
وقد ناقش العلامة [[محمد باقر المجلسي]] الاشكالات الواردة على خلق الأرض وبسطها<ref>بحار الانوار، | وقد ناقش العلامة [[محمد باقر المجلسي]] الاشكالات الواردة على خلق الأرض وبسطها<ref>بحار الانوار، ج 54 ، ص 22 – 25 .</ref> مع تعرضه لتطابق الروايات مع هذا المعنى المذكورة.<ref>بحار الانوار، ص 25 – 216 .</ref> | ||
==تاريخ دحو الأرض ووقائع ذلك اليوم== | ==تاريخ دحو الأرض ووقائع ذلك اليوم== | ||
تؤكد الروايات أن دحو الأرض كان في الخامس والعشرين من شهر [[ذي القعدة]] وأنه يستحب صيامه.<ref>الطوسي، مصباح المتهجد، | تؤكد الروايات أن دحو الأرض كان في الخامس والعشرين من شهر [[ذي القعدة]] وأنه يستحب صيامه.<ref>الطوسي، مصباح المتهجد، ص 669 ؛ الطوسي، النهاية، ص 169 .</ref> وهو الذي حدثت فيه بعض الوقائع الكبيرة لبعض الأنبياء العظام كنزول الرحمة على آدم عليه السلام<ref>ابن بابويه، 1404 ، ج 2 ، ص 242 .</ref> وجاء في [[مصباح المتهجد]]: واليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة وهو اليوم الذي دحيت فيه الأرض واستوت سفينة [[نوح النبي عليه السلام|نوح]] على [[الجودي]] فمن [[الصوم|صام]] ذلك اليوم كان [[الكفارة|كفارة]] سبعين سنة.<ref>الطوسي، مصباح المتهجد، ص 820 .</ref> وهو الذي ولد فيه [[النبي إبراهيم عليه السلام|إبراهيم]] [[عيسى بن مريم عليه السلام|وعيسى بن مريم]] (عليهما السلام).<ref>ابن بابويه، 1368 ش ، ص 79 ؛ ابن بابويه، 1404 ، ج 2 ، ص 89 ؛ قس الطوسي، مصباح المتهجد، ص 671 وقد ذكر أن ولادة ابراهيم كانت في أول ذي الحجة.</ref> علماً أنّ [[النصارى]] يرون أن [[عيسى بن مريم عليه السلام|المسيح]] ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر وهو اليوم الذي يراه عبدة الشمس يوما لولادة الشمس ويحتفلون به. <ref>آقا بزرك الطهراني، ج 25 ، ص 303 .</ref> | ||
==أعمال يوم دحو الأرض== | ==أعمال يوم دحو الأرض== | ||
جاء في [[مفاتيح الجنان]] [[الشيخ عباس القمي|للشيخ عباس القمي]]: اللّيلة الخامسة والعشرون من ذي القعدة: ليلة [[دحو الأرض]]، وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى، وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل. | جاء في [[مفاتيح الجنان]] [[الشيخ عباس القمي|للشيخ عباس القمي]]: اللّيلة الخامسة والعشرون من ذي القعدة: ليلة [[دحو الأرض]]، وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى، وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل. | ||
ثم قال: اليوم الخامس والعشرون: يوم دحو الأرض، وهو أحد الايّام الأربعة التي خصّت بالصّيام بين أيّام السّنة، وروي انّ صيامه يعدل صيام سبعين سنة، وهو كفّارة لذنوب سبعين سنة على [[الرواية|رواية]] أخرى، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة، [[الاستغفار|ويستغفر]] لمن صامه كلّ شيء بين السّماء والأرض، وهو يوم انتشرت فيه رحمة الله تعالى، وللعبادة والاجتماع لذكر الله تعالى فيه أجر جزيل. وقد ورد لهذا اليوم سوى [[الصوم|الصّيام]] والعبادة وذكر الله تعالى [[الغسل|والغُسل]] عملان: الاوّل: [[الصلاة|صلاة]] مرويّة في كتب الشّيعة القميّين... والثّاني: هذا [[الدّعاء]] الذي قال الشّيخ في المصباح انّه يستحبّ الدّعاء به: | ثم قال: اليوم الخامس والعشرون: يوم دحو الأرض، وهو أحد الايّام الأربعة التي خصّت بالصّيام بين أيّام السّنة، وروي انّ صيامه يعدل صيام سبعين سنة، وهو كفّارة لذنوب سبعين سنة على [[الرواية|رواية]] أخرى، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة، [[الاستغفار|ويستغفر]] لمن صامه كلّ شيء بين السّماء والأرض، وهو يوم انتشرت فيه رحمة الله تعالى، وللعبادة والاجتماع لذكر الله تعالى فيه أجر جزيل. وقد ورد لهذا اليوم سوى [[الصوم|الصّيام]] والعبادة وذكر الله تعالى [[الغسل|والغُسل]] عملان: الاوّل: [[الصلاة|صلاة]] مرويّة في كتب الشّيعة القميّين... والثّاني: هذا [[الدّعاء]] الذي قال الشّيخ في المصباح انّه يستحبّ الدّعاء به: | ||
::'''اَللّهُمَّ داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة.....''' <ref>راجع: مفاتيح الجنان؛ وكذا راجع: الطوسي، مصباح المتهجد، | ::'''اَللّهُمَّ داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة.....''' <ref>راجع: مفاتيح الجنان؛ وكذا راجع: الطوسي، مصباح المتهجد، ص 671 – 699 ؛ ابن طاووس، ج 2، ص 27 – 29 .</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== |