انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكوفة»

أُزيل ٥٬١٩٥ بايت ،  ٢٨ سبتمبر ٢٠١٩
imported>Ahmadnazem
imported>Ahmadnazem
سطر ٢٧٦: سطر ٢٧٦:
==دور الكوفة في نشر العلوم==
==دور الكوفة في نشر العلوم==


===مدرسة الكوفة النحوية===
*'''مدرسة الكوفة النحوية'''
شهد العالم [[الإسلامي]] مدرستين بارزتين للنحو والصرف هما المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية، وقد اختلفت المدرستان منذ السنين الأولى لظهورهما في الكثير من المسائل النحوية والصرفية. وقد أكد السيد [[محسن الأمين]] في المجلد الأوّل من [[أعيان الشيعة]] على أنّ روّاد المدرستين البصرية والكوفية النحوية كانوا من كبار علماء [[الشيعة]] ثم انتشر العلم منهما إلى سائر الأمصار والبلدان.
شهد العالم [[الإسلامي]] مدرستين بارزتين للنحو والصرف هما المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية، وقد اختلفت المدرستان منذ السنين الأولى لظهورهما في الكثير من المسائل النحوية والصرفية. وقد أكد السيد [[محسن الأمين]] في المجلد الأوّل من [[أعيان الشيعة]] على أنّ روّاد المدرستين البصرية والكوفية النحوية كانوا من كبار علماء [[الشيعة]] ثم انتشر العلم منهما إلى سائر الأمصار والبلدان.
وكانت البصرة هي أوّل مدينة قننت النحو ووضعت له قواعد خاصة، وبعد مضي قرن من الزمان ظهرت مدرسة نحوية أخرى نافست المدرسة البصرية ورصدتها نقداً وتحليلاً.
وكانت البصرة هي أوّل مدينة قننت النحو ووضعت له قواعد خاصة، وبعد مضي قرن من الزمان ظهرت مدرسة نحوية أخرى نافست المدرسة البصرية ورصدتها نقداً وتحليلاً.
سطر ٢٨٤: سطر ٢٨٤:
ولما كان الكوفيون على وئام مع [[الحكومة العباسية|حكام الدولة العباسية]] قبل قيام الثورة وأثنائها؛ من هنا سمح لهم العباسيون بالحركة ومدّوا لهم يد العون لنشر نتاجات المدرسة الكوفية واتخذوا من علماء النحو الكوفيين أساتذة ومربين لأبنائهم.
ولما كان الكوفيون على وئام مع [[الحكومة العباسية|حكام الدولة العباسية]] قبل قيام الثورة وأثنائها؛ من هنا سمح لهم العباسيون بالحركة ومدّوا لهم يد العون لنشر نتاجات المدرسة الكوفية واتخذوا من علماء النحو الكوفيين أساتذة ومربين لأبنائهم.


===الفقه في المدرسة الكوفية===
*'''الفقه في المدرسة الكوفية'''
في أخريات حياة [[الإمام الصادق]]{{عليه السلام}} انتقلت مدرسه [[الفقه|الفقه الشيعي]] من ([[المدينة]]) إلى (الكوفة)، وبذلك بدأت حياة فقهية جديدة في الكوفة. وكانت الكوفة حين ذاك مركزاً صناعياً، وفكرياً كبيراً تقصده البعثات العلمية، والتجارية.
في أخريات حياة [[الإمام الصادق]]{{عليه السلام}} انتقلت مدرسه [[الفقه|الفقه الشيعي]] من ([[المدينة]]) إلى (الكوفة)، وبذلك بدأت حياة فقهية جديدة في الكوفة. وكانت الكوفة حين ذاك مركزاً صناعياً، وفكرياً كبيراً تقصده البعثات العلمية، والتجارية.
وقد عد البراقي في تاريخ الكوفة 148 [[الصحابة|صحابياً]] من الذين هاجروا إلى الكوفة واستقروا فيها، ما عدا [[التابعين]] و[[الفقهاء]] الذين انتقلوا إلى هذه المدينة، والذين كان يبلغ عددهم الآلاف، وما عدا الأسر العلمية التي كانت تسكن هذا القطر.
وقد عد البراقي في تاريخ الكوفة 148 [[الصحابة|صحابياً]] من الذين هاجروا إلى الكوفة واستقروا فيها، ما عدا [[التابعين]] و[[الفقهاء]] الذين انتقلوا إلى هذه المدينة، والذين كان يبلغ عددهم الآلاف، وما عدا الأسر العلمية التي كانت تسكن هذا القطر.
سطر ٣٠١: سطر ٣٠١:
وقد أدى كل هذا الإلتقاء بشخصية (الإمام الصادق عليه السلام في الكوفة، والإحتفاء به إلى أن يأخذ الجهاز العباسي الحاكم حذره منه. وقد خاف [[المنصور الدوانيقي]] أن يفتتن به الناس (على حد تعبيره) لما رأى من إقبال الفقهاء والناس عامّة عليه، وإحتفائهم به، وإكرامهم له فطلبه إلى [[بغداد]]. <ref>مقدمة الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، تعليقة السيد كلانتر، المجلد الاول، ص 35- 37.</ref>
وقد أدى كل هذا الإلتقاء بشخصية (الإمام الصادق عليه السلام في الكوفة، والإحتفاء به إلى أن يأخذ الجهاز العباسي الحاكم حذره منه. وقد خاف [[المنصور الدوانيقي]] أن يفتتن به الناس (على حد تعبيره) لما رأى من إقبال الفقهاء والناس عامّة عليه، وإحتفائهم به، وإكرامهم له فطلبه إلى [[بغداد]]. <ref>مقدمة الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، تعليقة السيد كلانتر، المجلد الاول، ص 35- 37.</ref>


===ملامح مدرسة الكوفة الفقهية===
*'''مدرسة الكوفة الحديثية'''
تتميز مدرسة الكوفة الفقهية بالملامح التالية:
 
1. '''بروز ظاهرة تدوين الحديث:''' إن [[تدوين الحديث]] لم يكن أمرًا شائعاً بين المحدثين الشيعة قبل هذه المدرسة، وإنما ظاهرة التدوين ظهرت من أيام [[الإمام الباقر]]{{عليه السلام}} ونمت أيام الإمام الصادق{{عليه السلام}}، حيث أخذ الإمام الصادق عليه السلام لما رأى من ضياع الأحاديث والسنن يحث الرواة والعلماء على تدوين [[السنة]] وكتابتها. قال عاصم: سمعت [[أبو بصير|أبا بصير]] يقول: قال [[الإمام الصادق|أبو عبد اللَّه الصادق]]{{عليه السلام}}: اكتبوا، فإنكم لا تحفظون إلا بالكتابة. هذه ظاهرة أولى على ملامح هذا العصر.
 
2. '''ظهور المسائل المستحدثة:''' الظاهرة الثانية من ملامح هذا العصر: أن حاجات [[المسلمين]] توسعت في هذا الوقت، وازدحم الناس على أبواب [[الفقهاء]] يطلبون منهم الرأي فيما تجدد عليهم: من وجوه الحاجات الجديدة، ولم يكن ما بيد فقهاء السنّة ومحدثيها من الحديث يكفي لسد هذه الحاجة، ولم يجدوا في [[القرآن الكريم|الكتاب الكريم]] جواباً على ذلك، و لم يكن الجهاز القائم بالحكم يمسح لهم بمراجعة [[أئمة أهل البيت]] {{عليهم السلام}}، فاضطروا إلى اتخاذ [[القياس الفقهي|القياس]] و[[الاستحسان]]، والأخذ بالظن والرأي. هذه ظاهرة ثانية على ملامح المدرسة الكوفية.
 
3. '''ظهور الاختلاف في الحديث والروايات العلاجية:''' الظاهرة الثالثة في هذه المدرسة هو حدوث الإختلاف بين نقل الرواة فقد شاع نقل الحديث عن [[أئمة أهل البيت]] {{عليهم السلام}} في هذه الفترة، وكثر الدس وظهر الاختلاف في متون [[الروايات]]، فكان يبلغ البعض من [[الشيعة]] حديثان مختلفان في مسألة واحدة، فكان الرواة يطلبون من أئمة أهل البيت عليهم السلام أن يدلوهم على مقياس لاختيار [[الحديث الصحيح]] بين الأحاديث المتضاربة التي تردهم في مسألة واحدة.
 
وقد ورد عنهم عليهم السلام أحاديث في معالجة الأخبار المتعارضة تسمى (الأخبار العلاجية) في الأصول. وهذه ظاهرة أخرى من ملامح هذا العصر.
 
4. '''ظهور المذاهب الفقهية المتعددة:''' وفي هذه الفترة اتسعت شقة الخلاف بين المذاهب الفقهية الإسلامية وفي كثير من المسائل الخلافية. وكان موقف أئمة أهل البيت عليهم السلام مما يثأر الخلافات موقفاً حازماً حكيماً، فقد كانوا يعلمون أن الغرض من إثارة الخلاف تعكير الجو الفكري في (الوطن الإسلامي) ليتاح للجهاز أن يصيد في الماء العكر، فكان كثيراً ما يتغاضى أئمة أهل البيت عليهم السلام عن وجود خلاف أو اشتقاق في المسألة الفقهية، ويجارون [[الفقه]]، فإذا خلوا إلى أصحابهم ذكروا لهم الوجه الحق وأمروهم بالكتمان والسر ما وسعهم ذلك، و حتى أن يقضي [[اللَّه]] بما هو قاض، وينقذ الأمّة من هؤلاء الغاصبين المهرجين. و هذا هو ما يعنى (ب[[التقية]]) في [[الفقه الإسلامي]].
 
5. '''تعيين موازين خاصة للاجتهاد:''' وظاهرة أخرى في هذا الدور من ملامح المدرسة: تعيين موازين و مقاييس خاصة [[الإجتهاد|للإجتهاد]] و[[الاستنباط (أصول الفقه)|الإستنباط]] من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام، حيث وضع أئمة أهل البيت عليهم السلام قواعد خاصة للإستنباط والإجتهاد: ك[[الإستصحاب]] و[[البراءة]]، و[[الإحتياط (توضيح)|الإحتياط]]، و[[التخيير]]، وغيرها من [[القواعد الفقهية]]، كقاعدة [[الطهارة]]، واليد، و[[الإباحة]]، والحلية، وما شاكل ذلك مما يعين [[الفقيه]] على [[الإجتهاد]] و[[الإستنباط]].<ref>مقدمة الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، تعليقة السيد كلانتر، المجلد الاول، ص 37-43.</ref>
 
===مدرسة الكوفة الحديثية===
تعود جذور مدرسة الحديث السنية الكوفية إلى بدايات الفتوح الإسلامية وتأسيس الكوفة في عهد [[عمر ابن الخطاب|عمر بن الخطاب]]، حيث انتقل إليها بعض [[الصحابة]] الذين حملوا معهم ما سمعوه من [[النبي الأكرم]] {{صل}} وعقدوا فيها مجالس للتفسير والحديث و....
تعود جذور مدرسة الحديث السنية الكوفية إلى بدايات الفتوح الإسلامية وتأسيس الكوفة في عهد [[عمر ابن الخطاب|عمر بن الخطاب]]، حيث انتقل إليها بعض [[الصحابة]] الذين حملوا معهم ما سمعوه من [[النبي الأكرم]] {{صل}} وعقدوا فيها مجالس للتفسير والحديث و....


مستخدم مجهول