انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام علي الرضا عليه السلام»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Mahdi1382
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ١٨: سطر ١٨:
|الأولاد=[[الإمام الجواد]]{{عليه السلام}}
|الأولاد=[[الإمام الجواد]]{{عليه السلام}}
}}
}}
'''الإمام علي الرضا عليه السلام'''، ([[148 هـ|148]] - [[203 هـ]]) هو علي بن موسى بن جعفر، المعروف بـ'''الرضا'''، ثامن [[أئمة أهل البيت]] عند [[الإمامية|الشيعة الإمامية]]، تولى [[الإمامة]] بعد استشهاد أبيه [[الكاظم (ع)]] واستمرّت [[الإمامة|إمامته]] حوالي 20 عامّاً. له ألقاب عدة أشهرها '''الرضا'''، وكنيته أبو الحسن الثاني، ولد في [[المدينة المنورة|المدينة المنورة]] سنة [[148 هـ|148 هـ]]، و[[استشهد]] بسمٍّ دُسَّ إليه في العنب أو الرمان، في [[طوس]] سنة [[سنة 203 للهجرة|203 هـ]]، ودفن في مدينة [[مشهد الرضا|مشهد]]، وصار مرقده مزاراً يقصده الملايين من مختلف البلدان.
'''الإمام علي الرضا عليه السلام'''، ([[148 هـ|148]] - [[203 هـ]]) هو علي بن [[موسى بن جعفر]]، المعروف بـ'''الرضا'''، ثامن [[أئمة أهل البيت]] عند [[الإمامية|الشيعة الإمامية]]، تولى [[الإمامة]] بعد استشهاد أبيه [[الكاظم (ع)]] واستمرّت إمامته حوالي 20 عامّاً. له ألقاب عدة أشهرها '''الرضا'''، وكنيته أبو الحسن الثاني، ولد في [[المدينة المنورة|المدينة المنورة]] عام [[148 هـ|148 هـ]]، {{و}}[[استشهد]] بسمٍّ دُسَّ إليه في العنب أو الرمان، في [[طوس]] سنة [[سنة 203 للهجرة|203 هـ]]، ودفن في مدينة [[مشهد الرضا|مشهد]]، وصار [[حرم الإمام الرضا|مرقده]] مزاراً يقصده الملايين من مختلف البلدان.


بعد أن كان الإمام الرضا (ع) يُقيم في [[المدينة المنورة]]، انتقل إلى [[خراسان الكبيرة|خراسان]]، بطلبٍ وأمرٍ من [[المأمون العباسي]]؛ ليُكرهه على قبول [[ولاية عهد المامون|ولاية عهده]]، وعند مروره ب[[نيشابور]] روى [[حديث سلسلة الذهب]] المشهور.
بعد أن كان الإمام الرضا (ع) يُقيم في [[المدينة المنورة]]، انتقل إلى [[خراسان الكبيرة|خراسان]]، بطلبٍ وأمرٍ من [[المأمون العباسي]]؛ ليُكرهه على قبول [[ولاية عهد المامون|ولاية عهده]]، وعند مروره ب[[نيشابور]] روى [[حديث سلسلة الذهب]] المشهور.


عُرف عند أهل زمانه ب[[الزهد]] و[[العبادة]] والإحسان للمستضعفين، غير أنّه اشتهر بسعة علمه ومعارفه؛ وذلك لتَفَوَّقه على جميع من ناظره من مختلف المذاهب والأديان، وهذا ما كشفته [[مناظرات الامام الرضا|مناظراته]]، التي كان يقيمها المأمون العباسي بينه وبين كبار علماء المذاهب والأديان، لعلّه يتمكن من إثبات أنّ [[أئمة أهل البيت]] (ع) ليس لديهم علم لَدُنّي كما هو المتداول عند [[شيعة إثنا عشرية|شيعتهم]] ومواليهم.
عُرف عند أهل زمانه ب[[الزهد]] {{و}}[[العبادة]] والإحسان للمستضعفين، غير أنّه اشتهر بسعة علمه ومعارفه؛ وذلك لتَفَوَّقه على جميع من ناظره من مختلف المذاهب والأديان، وهذا ما كشفته [[مناظرات الامام الرضا|مناظراته]]، التي كان يقيمها المأمون العباسي بينه وبين كبار علماء المذاهب والأديان، لعلّه يتمكن من إثبات أنّ [[أئمة أهل البيت]] (ع) ليس لديهم علم لَدُنّي كما هو المتداول عند [[شيعة إثنا عشرية|شيعتهم]] ومواليهم.
 
وذكر  علماء الشيعة أصحابه، منهم [[الشيخ الطوسي]] و[[باقر القرشي]]، حيث بلغ عددهم أكثر من 300 شخصٍ.


==هويته الشخصية==
==هويته الشخصية==
هو علي بن [[موسى الكاظم|موسى]] بن [[جعفر الصادق|جعفر]] (ع).<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 22.</ref> لُقّب عند [[الشيعة]] و[[اهل السنة|السنّة]] بألقاب، أشهرها الرضا،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 22؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 247؛ الإربلي، كشف الغمة، ج 3، ص 53، و ص 78.</ref> كما یشتهر '''ب[[عالم آل محمد (ص)]]''' حيث ورد عن [[الإمام الكاظم (ع)]] أنه قال لأبنائه:‌ «هذا أخوكم عليّ بن موسى عالم آل محمد»،<ref>الطبرسي، إعلام الوری بأعلام الهدی، 1417 هـ، ج 2، ص 64.</ref> ويُعرف بالإمام الرؤوف، حيث خاطبه [[الإمام الجواد (ع)]] في زيارته: «السَّلَامُ عَلَى الْإِمَامِ الرَّءُوف‏».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 99، ص 55.</ref>
هو علي بن [[موسى الكاظم|موسى]] بن [[جعفر الصادق|جعفر]] (ع).<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 22.</ref> لُقّب عند [[الشيعة]] {{و}}[[اهل السنة|السنّة]] بألقاب، أشهرها الرضا،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 22؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 247؛ الإربلي، كشف الغمة، ج 3، ص 53، و ص 78.</ref> كما یشتهر '''ب[[عالم آل محمد (ص)]]''' حيث ورد عن [[الإمام الكاظم (ع)]] أنه قال لأبنائه:‌ «هذا أخوكم عليّ بن موسى عالم آل محمد»،<ref>الطبرسي، إعلام الوری بأعلام الهدی، 1417 هـ، ج 2، ص 64.</ref> ويُعرف بالإمام الرؤوف، حيث خاطبه [[الإمام الجواد (ع)]] في زيارته: «السَّلَامُ عَلَى الْإِمَامِ الرَّءُوف‏».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 99، ص 55.</ref>
وكذلك لُقِّب بالزّكيّ،<ref> ابن الصبّاغ، الفصول المهمة، ص 374.</ref> والرضي،<ref>الإربلي، كشف الغمة، ج 3، ص 53، و ص 78.</ref> والوليّ، والوفيّ،<ref>السبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 470.</ref> والفاضل، والصابر، ونور الهدى، وسراج الله.<ref>ابن حاتم العاملي، الدر النظيم، ص 678.</ref>
وكذلك لُقِّب بالزّكيّ،<ref> ابن الصبّاغ، الفصول المهمة، ص 374.</ref> والرضي،<ref>الإربلي، كشف الغمة، ج 3، ص 53، و ص 78.</ref> والوليّ، والوفيّ،<ref>السبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 470.</ref> والفاضل، والصابر، ونور الهدى، وسراج الله.<ref>ابن حاتم العاملي، الدر النظيم، ص 678.</ref>


المشهور هو أنه يكنى بأبي الحسن،<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 247.</ref> ويكنى في بعض أسانيد [[الروايات]] بأبي الحسن الثاني، باعتبار أنّ والده [[الإمام موسى الكاظم]]  (ع) هو أبو الحسن الأول.
المشهور هو أنه يكنى بأبي الحسن،<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 247.</ref> ويكنى في بعض أسانيد [[الروايات]] بأبي الحسن الثاني، باعتبار أنّ والده [[الإمام موسى الكاظم]]  (ع) هو أبو الحسن الأول.


المشهور بين الأعلام والمؤرخين،<ref>العاملي، الحياة السياسية للإمام الرضا، ص 168.</ref> أنّه ولد في [[المدينة المنورة]] [[148 هـ|سنة 148 هــ]]،<ref>الكليني، الكافي، ج2، ص 566.</ref> وقيل [[سنة 151 هـ|سنة 151 هــ]]، وقيل [[سنة 153 هــ]]،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص 28.</ref> في [[يوم الخميس]] أو [[يوم الجمعة|الجمعة]] الموافق [[11 ذي الحجة]] أو [[ذي القعدة]] أو  [[ربيع الأول]] أو [[شوال]].<ref>القرشي، موسوعة أهل البيت، ج 30، ص 33-34.</ref>
المشهور بين الأعلام والمؤرخين،<ref>العاملي، الحياة السياسية للإمام الرضا، ص 168.</ref> أنّه ولد في [[المدينة المنورة]] عام [[148 هـ]]،<ref>الكليني، الكافي، ج2، ص 566.</ref> وقيل [[سنة 151 هـ|سنة 151 هــ]]، وقيل [[سنة 153 هــ]]،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص 28.</ref> في [[يوم الخميس]] أو [[يوم الجمعة|الجمعة]] الموافق [[11 ذي الحجة]] أو [[ذي القعدة]] أو  [[ربيع الأول]] أو [[شوال]].<ref>القرشي، موسوعة أهل البيت، ج 30، ص 33-34.</ref>


=== نسبه وعائلته ===
=== نسبه وعائلته ===
سطر ٤٣: سطر ٤١:


للإمام الرضا  (ع)  (36) أخاً وأختاً، هم:
للإمام الرضا  (ع)  (36) أخاً وأختاً، هم:
*'''الذكور:'''  إبراهيم، والعباس، و<nowiki/>[[القاسم بن موسى بن جعفر|القاسم]]، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسين و[[أحمد بن موسى بن جعفر|أحمد]]، ومحمد، و<nowiki/>[[الحمزة بن موسى الكاظم عليه السلام|حمزة]]، وعبد الله، واسحاق، وعبيد الله، وزيد، والحسن والفضل، وسليمان.
*'''الذكور:'''  إبراهيم، والعباس، و<nowiki/>[[القاسم بن موسى بن جعفر|القاسم]]، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسين {{و}}[[أحمد بن موسى بن جعفر|أحمد]]، ومحمد، و<nowiki/>[[الحمزة بن موسى الكاظم عليه السلام|حمزة]]، وعبد الله، واسحاق، وعبيد الله، وزيد، والحسن والفضل، وسليمان.
*'''الإناث:''' فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى، (إحداهن هي [[فاطمة المعصومة]])، ورقية، و<nowiki/>[[حكيمة بنت الإمام الكاظم|حكيمة]]، وأم أبيها، ورقية الصغرى، وكلثم، وأم جعفر، ولبابة، وزينب، وخديجة، وعلية، وآمنة، وحسنة، ويريهة، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة، وأم كلثوم.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 244.</ref>
*'''الإناث:''' فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى، (إحداهن هي [[فاطمة المعصومة]])، ورقية، و<nowiki/>[[حكيمة بنت الإمام الكاظم|حكيمة]]، وأم أبيها، ورقية الصغرى، وكلثم، وأم جعفر، ولبابة، وزينب، وخديجة، وعلية، وآمنة، وحسنة، ويريهة، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة، وأم كلثوم.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 244.</ref>
'''زوجاته:'''
'''زوجاته:'''
سطر ٥١: سطر ٤٩:
'''أولاده:'''
'''أولاده:'''


*'''الذكور:''' اختلفت كلمة المؤرخين في خصوص عدد أولاد الإمام الرضا: والقول المشهور عند متقدمي العلماء، هو أنّ له ولداً واحداً، وهو الإمام [[الإمام الجواد|محمد الجواد]]  (ع)، وهذا ما استقربه [[الشيخ المفيد]]،<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 271.</ref> وقطع به [[الشيخ الطبرسي|الطبرسي]]<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ج 2، ص 86.</ref> و[[ابن شهر آشوب]]، وهناك من ذهب إلى القول بأنّ له ستة أولاد، خمسة ذكور وهم: محمد القانع، حسن، جعفر، إبراهيم، حسين، وبنت واحدة، وهذا قول [[الإربلي]]،<ref>الاربلي، كشف الغمة، ج 3، ص 60.</ref> كما أخرج [[عبد الله بن جعفر الحميري القمي|الحميري القمي]] في مصنّفه ([[قرب الإسناد]]) رواية يُفهم منها أنّ للإمام ولدان.<ref>الحميري، قرب الإسناد، ص 376 - 377 رقم الحديث 1331 </ref>
*'''الذكور:''' اختلفت كلمة المؤرخين في خصوص عدد أولاد الإمام الرضا: والقول المشهور عند متقدمي العلماء، هو أنّ له ولداً واحداً، وهو الإمام [[الإمام الجواد|محمد الجواد]]  (ع)، وهذا ما استقربه [[الشيخ المفيد]]،<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 271.</ref> وقطع به [[الشيخ الطبرسي|الطبرسي]]<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ج 2، ص 86.</ref> {{و}}[[ابن شهر آشوب]]، وهناك من ذهب إلى القول بأنّ له ستة أولاد، خمسة ذكور وهم: محمد القانع، حسن، جعفر، إبراهيم، حسين، وبنت واحدة، وهذا قول [[الإربلي]]،<ref>الاربلي، كشف الغمة، ج 3، ص 60.</ref> كما أخرج [[عبد الله بن جعفر الحميري القمي|الحميري القمي]] في مصنّفه ([[قرب الإسناد]]) رواية يُفهم منها أنّ للإمام ولدان.<ref>الحميري، قرب الإسناد، ص 376 - 377 رقم الحديث 1331 </ref>
*'''الإناث:''' أخرج [[الشيخ الصدوق]] [[الرواية|رواية]] وقع في سندها ما يُفْترض أنّها بنت الإمام الرضا، وهي فاطمة،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا،  ج1، ص 76.</ref> كما أن من قال بأنّ للإمام الرضا ستة أولاد، ومن هؤلاء هناك بنت اسمها عائشة.<ref>الاربلي، كشف الغمة، ج 3، ص 60.</ref>  
*'''الإناث:''' أخرج [[الشيخ الصدوق]] رواية وقع في سندها ما يُفْترض أنّها بنت الإمام الرضا، وهي فاطمة،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا،  ج1، ص 76.</ref> كما أن من قال بأنّ للإمام الرضا ستة أولاد، ومن هؤلاء هناك بنت اسمها عائشة.<ref>الاربلي، كشف الغمة، ج 3، ص 60.</ref>  
[[ملف:ضامن آهو.jpg|200px|تصغير|لوحة ضامن الغزال بريشة فرشجيان]]
[[ملف:ضامن آهو.jpg|200px|تصغير|لوحة ضامن الغزال بريشة فرشجيان]]
وقيل أنّ له ابنٌ دُفن في مدينة [[قزوين]] كان عمره سنتين أو أقلّ، والمعروف حالياً أنه كان يدعى  بحسين، وقد توفي عندما سافر الإمام إليها [[سنة 193 هـ]].<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة الشيعة، ص 426.</ref>
وقيل أنّ له ابنٌ دُفن في مدينة [[قزوين]] كان عمره سنتين أو أقلّ، والمعروف حالياً أنه كان يدعى  بحسين، وقد توفي عندما سافر الإمام إليها [[سنة 193 هـ]].<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة الشيعة، ص 426.</ref>
سطر ٧٠: سطر ٦٨:
*: '''في العبادة والتقوى'''     
*: '''في العبادة والتقوى'''     
*: عرف الإمام الرضا  (ع)، بكثرة انقطاعه لخالقه حين تنام الخلائق:     
*: عرف الإمام الرضا  (ع)، بكثرة انقطاعه لخالقه حين تنام الخلائق:     
**يقول الشبراوي: عليّ الرضا (ع) كان صاحب وضوء و[[صلاة]] ليله كلّه، يتوضّأ ويصلّي ويرقد، ثمّ يقوم ف[[الوضوء|يتوضّأ]] ويصلّي ويرقد، وهكذا إلى‏ الصباح.<ref>البحراني الاصفهاني، عوالم العلوم، ج‏ 22، ص 196.</ref>
**يقول الشبراوي: عليّ الرضا (ع) كان صاحب وضوء {{و}}[[صلاة]] ليله كلّه، يتوضّأ ويصلّي ويرقد، ثمّ يقوم ف[[الوضوء|يتوضّأ]] ويصلّي ويرقد، وهكذا إلى‏ الصباح.<ref>البحراني الاصفهاني، عوالم العلوم، ج‏ 22، ص 196.</ref>
**وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الصُّولِيِّ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ وَاسْمُهَا عُذَرُ قَالَتْ: اشْتُرِيتُ مَعَ عِدَّةٍ مِنَ الْجَوَارِي فَحُمِلْنَا إِلَى الْمَأْمُونِ فَوَهَبَنِي لِلرِّضَا  (ع) فَسَأَلْتُ عَنْ أَحْوَالِ الرِّضَافَقَالَتْ: مَا أَذْكُرُ مِنْهُ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرَاهُ يَتَبَخَّرُ بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ السَّنِيِّ، وَيَسْتَعْمِلُ بَعْدَهُ مَاءَ وَرْدٍ وَمِسْكاً وَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ وَكَانَ يُصَلِّيهَا فِي أَوَّلِ وَقْتٍ، ثُمَّ يَسْجُدُ فَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى أَنْ تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَجْلِسُ لِلنَّاسِ أَوْ يَرْكَبُ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ فِي دَارِهِ كَائِناً مَنْ كَانَ- إِنَّمَا يَتَكَلَّمُ النَّاسُ قَلِيلًا قَلِيلًا.<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج‌ 2، ص 156.</ref>
**وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الصُّولِيِّ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ وَاسْمُهَا عُذَرُ قَالَتْ: اشْتُرِيتُ مَعَ عِدَّةٍ مِنَ الْجَوَارِي فَحُمِلْنَا إِلَى الْمَأْمُونِ فَوَهَبَنِي لِلرِّضَا  (ع) فَسَأَلْتُ عَنْ أَحْوَالِ الرِّضَافَقَالَتْ: مَا أَذْكُرُ مِنْهُ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرَاهُ يَتَبَخَّرُ بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ السَّنِيِّ، وَيَسْتَعْمِلُ بَعْدَهُ مَاءَ وَرْدٍ وَمِسْكاً وَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ وَكَانَ يُصَلِّيهَا فِي أَوَّلِ وَقْتٍ، ثُمَّ يَسْجُدُ فَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى أَنْ تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَجْلِسُ لِلنَّاسِ أَوْ يَرْكَبُ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ فِي دَارِهِ كَائِناً مَنْ كَانَ- إِنَّمَا يَتَكَلَّمُ النَّاسُ قَلِيلًا قَلِيلًا.<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج‌ 2، ص 156.</ref>
**وعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ وهو يصف حال الإمام الرِّضَا فِي حَدِيثٍ: أَنَّهُ كَانَ قَلِيلَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ كَثِيرَ السَّهَرِ- يُحْيِي أَكْثَرَ لَيَالِيهِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى الصُّبْحِ - وَكَانَ كَثِيرَ [[الصوم|الصِّيَامِ]] فَلَا يَفُوتُهُ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الشَّهْرِ - وَيَقُولُ ذَلِكَ [[صوم الدهر|صَوْمُ الدَّهْرِ]] - وَكَانَ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ وَ[[الصدقة|الصَّدَقَةِ]] فِي السِّرِّ - وَأَكْثَرُ ذَلِكَ يَكُونُ مِنْهُ فِي اللَّيَالِي الْمُظْلِمَةِ - فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَهُ فِي فَضْلِهِ فَلَا تُصَدِّقْهُ.<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج‌ 1، ص 90.</ref>
**وعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ وهو يصف حال الإمام الرِّضَا فِي حَدِيثٍ: أَنَّهُ كَانَ قَلِيلَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ كَثِيرَ السَّهَرِ- يُحْيِي أَكْثَرَ لَيَالِيهِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى الصُّبْحِ - وَكَانَ كَثِيرَ [[الصوم|الصِّيَامِ]] فَلَا يَفُوتُهُ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الشَّهْرِ - وَيَقُولُ ذَلِكَ [[صوم الدهر|صَوْمُ الدَّهْرِ]] - وَكَانَ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ وَ[[الصدقة|الصَّدَقَةِ]] فِي السِّرِّ - وَأَكْثَرُ ذَلِكَ يَكُونُ مِنْهُ فِي اللَّيَالِي الْمُظْلِمَةِ - فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَهُ فِي فَضْلِهِ فَلَا تُصَدِّقْهُ.<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج‌ 1، ص 90.</ref>
سطر ٨٢: سطر ٨٠:


*: '''في العلم والمعرفة'''
*: '''في العلم والمعرفة'''
عُرِف الإمام الرضا (ع)، بتفرّده عن أهل زمانه بسعة العلم والمعرفة، وشهد له بذلك مختلف أصحاب المذاهب والأديان، و[[الروايات]] في ذلك كثيرة:
عُرِف الإمام الرضا (ع)، بتفرّده عن أهل زمانه بسعة العلم والمعرفة، وشهد له بذلك مختلف أصحاب المذاهب والأديان، {{و}}[[الروايات]] في ذلك كثيرة:
*منها ما قاله [[عبد السلام بن صالح الهروي|عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ]] قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ‏ مِنْ‏ عَلِيِ‏ بْنِ‏ مُوسَى‏ الرِّضَا عليه السلام وَلَا رَآهُ عَالِمٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ بِمِثْلِ شَهَادَتِهِ، وَلَقَدْ جَمَعَ [[المأمون|الْمَأْمُونُ]] فِي مَجَالِسَ لَهُ ذَوَاتِ عَدَدِ عُلَمَاءِ الْأَدْيَانِ، وَفُقَهَاءِ الشَّرِيعَةِ، وَالْمُتَكَلِّمِينَ، فَغَلَبَهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ حَتَّى مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَقَرَّ لَهُ بِالْفَضْلِ، وَأَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالْقُصُورِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا يَقُولُ: كُنْتُ أَجْلِسُ فِي الرَّوْضَةِ وَالْعُلَمَاءُ بِ[[المدينة|الْمَدِينَةِ]] مُتَوَافِرُونَ، فَإِذَا أَعْيَا الْوَاحِدُ مِنْهُمْ عَنْ مَسْأَلَةٍ أَشَارُوا إِلَيَّ بِأَجْمَعِهِمْ، وَبَعَثُوا إِلَيَّ بِالْمَسَائِلِ فَأَجَبْتُ عَنْهَا.<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ص328.</ref>  
*منها ما قاله [[عبد السلام بن صالح الهروي|عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ]] قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ‏ مِنْ‏ عَلِيِ‏ بْنِ‏ مُوسَى‏ الرِّضَا عليه السلام وَلَا رَآهُ عَالِمٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ بِمِثْلِ شَهَادَتِهِ، وَلَقَدْ جَمَعَ [[المأمون|الْمَأْمُونُ]] فِي مَجَالِسَ لَهُ ذَوَاتِ عَدَدِ عُلَمَاءِ الْأَدْيَانِ، وَفُقَهَاءِ الشَّرِيعَةِ، وَالْمُتَكَلِّمِينَ، فَغَلَبَهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ حَتَّى مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَقَرَّ لَهُ بِالْفَضْلِ، وَأَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالْقُصُورِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا يَقُولُ: كُنْتُ أَجْلِسُ فِي الرَّوْضَةِ وَالْعُلَمَاءُ بِ[[المدينة|الْمَدِينَةِ]] مُتَوَافِرُونَ، فَإِذَا أَعْيَا الْوَاحِدُ مِنْهُمْ عَنْ مَسْأَلَةٍ أَشَارُوا إِلَيَّ بِأَجْمَعِهِمْ، وَبَعَثُوا إِلَيَّ بِالْمَسَائِلِ فَأَجَبْتُ عَنْهَا.<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ص328.</ref>  
* ومنها ما روي عن أَبُي ذَكْوَانَ قَالَ: سَمِعْتُ [[إبراهيم بن العباس|إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْعَبَّاسِ]] يَقُولُ‏: مَا رَأَيْتُ الرِّضَا عليه السلام  سُئِلَ عَنْ شَيْ‏ءٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَهُ، وَلَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْهُ بِمَا كَانَ فِي الزَّمَانِ إِلَى وَقْتِهِ وَعَصْرِهِ، وَكَانَ‏ الْمَأْمُونُ‏ يَمْتَحِنُهُ‏ فِي كُلِّ ثَلَاثَةٍ بِالسُّؤَالِ عَنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، فَيُجِيبُ فِيهِ وَكَانَ كَلَامُهُ وَجَوَابُهُ وَتَمْثِيلُهُ بِ[[آيات|آيَاتٍ]] مِنَ [[القرآن|الْقُرْآنِ]] وَكَانَ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، وَيَقُولُ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْتِمَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَخَتَمْتُ، وَلَكِنْ مَا مَرَرْتُ بِآيَةٍ قَطُّ إِلَّا فَكَّرْتُ فِيهَا وَفِي أَيِّ شَيْ‏ءٍ نَزَلَتْ وَفِي أَيِّ وَقْتٍ فَلِذَلِكَ صِرْتُ أَخْتِمُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.<ref>الصدوق، الأمالي، ص 660.</ref>
* ومنها ما روي عن أَبُي ذَكْوَانَ قَالَ: سَمِعْتُ [[إبراهيم بن العباس|إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْعَبَّاسِ]] يَقُولُ‏: مَا رَأَيْتُ الرِّضَا عليه السلام  سُئِلَ عَنْ شَيْ‏ءٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَهُ، وَلَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْهُ بِمَا كَانَ فِي الزَّمَانِ إِلَى وَقْتِهِ وَعَصْرِهِ، وَكَانَ‏ الْمَأْمُونُ‏ يَمْتَحِنُهُ‏ فِي كُلِّ ثَلَاثَةٍ بِالسُّؤَالِ عَنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، فَيُجِيبُ فِيهِ وَكَانَ كَلَامُهُ وَجَوَابُهُ وَتَمْثِيلُهُ بِ[[آيات|آيَاتٍ]] مِنَ [[القرآن|الْقُرْآنِ]] وَكَانَ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، وَيَقُولُ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْتِمَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَخَتَمْتُ، وَلَكِنْ مَا مَرَرْتُ بِآيَةٍ قَطُّ إِلَّا فَكَّرْتُ فِيهَا وَفِي أَيِّ شَيْ‏ءٍ نَزَلَتْ وَفِي أَيِّ وَقْتٍ فَلِذَلِكَ صِرْتُ أَخْتِمُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.<ref>الصدوق، الأمالي، ص 660.</ref>
سطر ٩٧: سطر ٩٥:


وبعد انتقاله إلى طوس أقام بقية حياته في طوس، والتي هي سنتان حيث استشهد في [[سنة 203 للهجرة]]،<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 486.</ref>
وبعد انتقاله إلى طوس أقام بقية حياته في طوس، والتي هي سنتان حيث استشهد في [[سنة 203 للهجرة]]،<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 486.</ref>
وفيما عدا المدينة المنورة وطوس، أقام الإمام لمدة قصيرة في كل من [[الكوفة]]،<ref>القرشي، حياة الإمام الرضا  (ع)، ج 1، ص 97.</ref> و[[البصرة]]<ref>القرشي، حياة الإمام الرضا، ج1، ص92.</ref> أيضاً.
وفيما عدا المدينة المنورة وطوس، أقام الإمام لمدة قصيرة في كل من [[الكوفة]]،<ref>القرشي، حياة الإمام الرضا  (ع)، ج 1، ص 97.</ref> {{و}}[[البصرة]]<ref>القرشي، حياة الإمام الرضا، ج1، ص92.</ref> أيضاً.


=== شهادته ===
=== شهادته ===
سطر ١١٢: سطر ١١٠:
*ثانياً: ما حصل من وقائع أثناء [[صلاة العيد]] حيث أنّ المأمون شعر بالخطر الشديد مما حدث في تلك الحادثة، فجعل عليه عيوناً تراقبه خشية أن يقوم بما يعدّ مؤامرة ضدّ المأمون.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة الشيعة، ص 444.</ref>
*ثانياً: ما حصل من وقائع أثناء [[صلاة العيد]] حيث أنّ المأمون شعر بالخطر الشديد مما حدث في تلك الحادثة، فجعل عليه عيوناً تراقبه خشية أن يقوم بما يعدّ مؤامرة ضدّ المأمون.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة الشيعة، ص 444.</ref>


والمشهور عند [[الشيعة]] أن شهادته كانت في [[شهر صفر]] [[203 هـ|سنة 203 هــ]]  عن عمر ناهز ( 55 ) عاماً،<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 486.</ref> وحدّدها [[الشيخ الطبرسي|الطبرسي]] في الآخر من شهر صفر.<ref>الطبرسي، اعلام الورى، ص 41.</ref>
والمشهور عند [[الشيعة]] أن شهادته كانت في [[شهر صفر]] سنة [[203 هــ]]  عن عمر ناهز ( 55 ) عاماً،<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 486.</ref> وحدّدها [[الشيخ الطبرسي|الطبرسي]] في الآخر من شهر صفر.<ref>الطبرسي، اعلام الورى، ص 41.</ref>


وهناك من ذهب إلى أنّ شهادته كانت في 21 من [[شهر رمضان]]، ورأي ثالث يذهب إلى القول أنّ شهادته كانت في  18 [[جمادى الأولى|جُمادى الأولى]]، ورابع يرى أنّها في 23 من [[ذي القعدة]] أو آخرها [[سنة 202 هـ]]، أو 203 هـ، أو [[206 هـ]]،<ref>فضل الله، تحليل حياة الإمام الرضا، ص 43.</ref> وروى [[الكليني]] أنّ شهادته كانت  
وهناك من ذهب إلى أنّ شهادته كانت في 21 من [[شهر رمضان]]، ورأي ثالث يذهب إلى القول أنّ شهادته كانت في  18 [[جمادى الأولى|جُمادى الأولى]]، ورابع يرى أنّها في 23 من [[ذي القعدة]] أو آخرها [[سنة 202 هـ]]، أو 203 هـ، أو [[206 هـ]]،<ref>فضل الله، تحليل حياة الإمام الرضا، ص 43.</ref> وروى [[الكليني]] أنّ شهادته كانت  
سطر ١٢٤: سطر ١٢٢:
{{بيت|طابت بقاعك في الدنيا وطيبها|شخص ثوى [[سنابآد|بسنابآد]] مرموس}}
{{بيت|طابت بقاعك في الدنيا وطيبها|شخص ثوى [[سنابآد|بسنابآد]] مرموس}}
{{بيت|شخص عزيز على [[الإسلام]] مصرعه|في رحمة الله مغمور ومغموس}}
{{بيت|شخص عزيز على [[الإسلام]] مصرعه|في رحمة الله مغمور ومغموس}}
{{بيت|يا قبره أنت قبر قد تضمنه|[[حلم]] وعلم وتطهير و[[القداسة|تقديس]]}}
{{بيت|يا قبره أنت قبر قد تضمنه|[[حلم]] وعلم وتطهير {{و}}[[القداسة|تقديس]]}}
{{بيت|فخرا فإنك مغبوط بجثته|وبالملائكة الأبرار محروس<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1404 هـ، ج 2، ص 280.</ref>}}
{{بيت|فخرا فإنك مغبوط بجثته|وبالملائكة الأبرار محروس<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1404 هـ، ج 2، ص 280.</ref>}}
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}
سطر ١٦١: سطر ١٥٩:
عدم التقية في قضية الإمامة: كان عصر الإمام الرضا (ع) لم يقبل [[التقية]] إلى حدّ ما؛ إذ أن ظهور الفرقة [[الواقفية]] وفكرتها تعد خطرا جادا على الإمامة، كما أن هناك بقايا الفرقة [[الفطحية]] كانت تنشط في عهد الإمام الرضا (ع)، فهذه الظروف جعلت الإمام (ع) أن يبتعد من سياسة التقية إلى حدّ ما، وبدأ بتبيين أبعاد [[الإمامة]] بشكل أكثر وضوحا، وعلى سبيل المثال إن موضوع "الإمام مفترض الطاعة" قد طرح بواسطة [[الإمام الصادق (ع)]] في الجلسات الكلامية والمجالس الدينية، لكن الأئمة المعصومون كانوا يتعاملون مع هذا الموضوع بتقية، وكان الإمام الرضا (ع) ودون خشية من الطغاة يعرّف نفسه بأنّه إمام مفترض الطاعة،<ref>پاکتچی، ابعاد شخصیت و زندگی حضرت امام رضا، 1392ش، ج1، ص141-147. </ref>{{ملاحظة|على سبيل المثال رد الإمام (ع) على سؤال أحد رموز الواقفية وهو علي ابن أبي حمزة البطائني عندما سأله: فأنت إمام مفترض طاعته من الله؟ قال: :نعم" (الكشي، ص 463.) وأجاب عليه السلام على سؤال وجه إليه أيضا، وهل هذه تصدق على الإمام علي (ع)؟ فقال الرضا (ع): نعم. .(الكليني، الكافي، (1363ش)، ج1، ص187)}}وفي الوقت نفسه كان الإمام يطلب من الشيعة أن يتقوا [[الله]]، وينشروا كلامهم إلى الجميع.<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 2، ص224</ref>
عدم التقية في قضية الإمامة: كان عصر الإمام الرضا (ع) لم يقبل [[التقية]] إلى حدّ ما؛ إذ أن ظهور الفرقة [[الواقفية]] وفكرتها تعد خطرا جادا على الإمامة، كما أن هناك بقايا الفرقة [[الفطحية]] كانت تنشط في عهد الإمام الرضا (ع)، فهذه الظروف جعلت الإمام (ع) أن يبتعد من سياسة التقية إلى حدّ ما، وبدأ بتبيين أبعاد [[الإمامة]] بشكل أكثر وضوحا، وعلى سبيل المثال إن موضوع "الإمام مفترض الطاعة" قد طرح بواسطة [[الإمام الصادق (ع)]] في الجلسات الكلامية والمجالس الدينية، لكن الأئمة المعصومون كانوا يتعاملون مع هذا الموضوع بتقية، وكان الإمام الرضا (ع) ودون خشية من الطغاة يعرّف نفسه بأنّه إمام مفترض الطاعة،<ref>پاکتچی، ابعاد شخصیت و زندگی حضرت امام رضا، 1392ش، ج1، ص141-147. </ref>{{ملاحظة|على سبيل المثال رد الإمام (ع) على سؤال أحد رموز الواقفية وهو علي ابن أبي حمزة البطائني عندما سأله: فأنت إمام مفترض طاعته من الله؟ قال: :نعم" (الكشي، ص 463.) وأجاب عليه السلام على سؤال وجه إليه أيضا، وهل هذه تصدق على الإمام علي (ع)؟ فقال الرضا (ع): نعم. .(الكليني، الكافي، (1363ش)، ج1، ص187)}}وفي الوقت نفسه كان الإمام يطلب من الشيعة أن يتقوا [[الله]]، وينشروا كلامهم إلى الجميع.<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 2، ص224</ref>


وکان جواب الإمام على رسالة [[المأمون]] الذي طلب منه أن يبين له محض [[الإسلام]] و[[شرائع الدين]]، أنه (ع) أشار إلى [[التوحيد]] و[[نبوة|نبوة النبي (ص)]]، وتطرّق إلى [[الإمامة|إمامة]] [[الإمام علي (ع)]] وأحد عشر من أبنائه [[الخلافة|وخلافتهم]] وعبّر عن الإمام بأنه "القائم بأمر [[المسلمين]]".<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج ‏2، ص122.</ref>
وکان جواب الإمام على رسالة [[المأمون]] الذي طلب منه أن يبين له محض [[الإسلام]] {{و}}[[شرائع الدين]]، أنه (ع) أشار إلى [[التوحيد]] {{و}}[[نبوة|نبوة النبي (ص)]]، وتطرّق إلى [[الإمامة|إمامة]] [[الإمام علي (ع)]] وأحد عشر من أبنائه وعبّر عن الإمام بأنه "القائم بأمر [[المسلمين]]".<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج ‏2، ص122.</ref>


==فترة إمامته==
==فترة إمامته==
سطر ١٦٨: سطر ١٦٦:
=== دلائل إمامته ===
=== دلائل إمامته ===
{{مفصلة|الإمامة}}
{{مفصلة|الإمامة}}
من أبرز دلائل إمامته، نص [[الروايات]] التي رويت على جمهرة من أصحاب أبيه [[الإمام الكاظم عليه السلام|موسى بن جعفر]]{{عليه السلام}} منهم: [[داود بن كثير الرقي|داود بن كثير الرقيّ]]، [[محمد بن إسحاق بن عمار]]، [[علي بن يقطين]]، [[نعيم القابوسي]]، [[الحسين بن المختار]]، [[زياد بن مروان]]، [[داود بن سليمان]]، [[نصر بن قابوس]]، [[داود بن زربي]]، [[يزيد بن سليط]] و[[محمد بن سنان]].<ref>المفيد، الإرشاد، ص 448.</ref>
من أبرز دلائل إمامته، نص [[الروايات]] التي رويت على جمهرة من أصحاب أبيه [[الإمام الكاظم عليه السلام|موسى بن جعفر]]{{عليه السلام}} منهم: [[داود بن كثير الرقي|داود بن كثير الرقيّ]]، [[محمد بن إسحاق بن عمار]]، [[علي بن يقطين]]، [[نعيم القابوسي]]، [[الحسين بن المختار]]، [[زياد بن مروان]]، [[داود بن سليمان]]، [[نصر بن قابوس]]، [[داود بن زربي]]، [[يزيد بن سليط]] {{و}}[[محمد بن سنان]].<ref>المفيد، الإرشاد، ص 448.</ref>


ومن هذه [[الروايات]]:
ومن هذه [[الروايات]]:
سطر ١٧٩: سطر ١٧٧:
بعد أن سُجِن [[الإمام الكاظم]]  (ع) في المرّة الثانية التي اُستشهد فيها، وبعد شهادته، انقسم مَن كان على القول [[الإمامة|بإمامته]] إلى فرق وجماعات:  
بعد أن سُجِن [[الإمام الكاظم]]  (ع) في المرّة الثانية التي اُستشهد فيها، وبعد شهادته، انقسم مَن كان على القول [[الإمامة|بإمامته]] إلى فرق وجماعات:  


'''الفرقة الأولى:''' وهي التي أُطلق عليها في تلك المرحلة تسمية [[الفرقة القطعية|القطعية]]،وهم عموم [[الإمامية|شيعته]] الذين قالوا بشهادته ووفاته، ثمّ قالوا بإمامة ابنه الإمام علي الرضا (ع)، وهذه الجماعة شكلوا الأكثرية من [[شيعة]] [[الإمام موسى الكاظم]]، فقالوا: أنّ [[الإمام الكاظم]] مات في حبس [[السندي بن شاهك]] وأنّ [[يحيى بن خالد البرمكي]] دسّ له السمّ في الرطب والعنب، وبعثه إليه، فكان سبب استشهاده، وأنّ الإمام بعد [[الإمام الكاظم]] هو علي بن موسى الرضا (ع)، ولعلّ السبب وراء تسمية هذه الجماعة بالقطعيّة، هو كونهم قطعوا بوفاة [[الإمام موسى الكاظم]]، وكذلك قطعوا [[الإمامة|بإمامة]] [[الإمام الرضا|الإمام علي الرضا]].<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 89.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص67</ref>
'''الفرقة الأولى:''' وهي التي أُطلق عليها في تلك المرحلة تسمية [[الفرقة القطعية|القطعية]]،وهم عموم [[الإمامية|شيعته]] الذين قالوا بشهادته ووفاته، ثمّ قالوا بإمامة ابنه الإمام علي الرضا (ع)، وهذه الجماعة شكلوا الأكثرية من شيعة [[الإمام موسى الكاظم]]، فقالوا: أنّ [[الإمام الكاظم]] مات في حبس [[السندي بن شاهك]] وأنّ [[يحيى بن خالد البرمكي]] دسّ له السمّ في الرطب والعنب، وبعثه إليه، فكان سبب استشهاده، وأنّ الإمام بعد [[الإمام الكاظم]] هو علي بن موسى الرضا (ع)، ولعلّ السبب وراء تسمية هذه الجماعة بالقطعيّة، هو كونهم قطعوا بوفاة [[الإمام موسى الكاظم]]، وكذلك قطعوا [[الإمامة|بإمامة]] الإمام علي الرضا.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 89.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص67</ref>
   
   
'''الفرقة الثانية:''' وهي التي سُمِّيت [[الواقفة|بالواقفة]]، وهم الجماعة التي توقفت [[الإمامة|بالإمامة]] عند [[الإمام موسى الكاظم]]  (ع)، وانقسموا في ما بينهم إلى ستة جماعات مختلفين في تفسير سبب وقفهم بالإمامة عند [[الإمام الكاظم]].
'''الفرقة الثانية:''' وهي التي سُمِّيت [[الواقفة|بالواقفة]]، وهم الجماعة التي توقفت [[الإمامة|بالإمامة]] عند [[الإمام موسى الكاظم]]  (ع)، وانقسموا في ما بينهم إلى ستة جماعات مختلفين في تفسير سبب وقفهم بالإمامة عند [[الإمام الكاظم]].
* '''الجماعة الأولى:'''  قالت:  بأنّ [[موسى بن جعفر]]  لم يمت، وأنَّه حيٌ لا يموت حتى يملك مشرق الأرض وغربها، ويملأها عدلاً كما ملئت جورًا، ورأوا أنّه [[القائم]] [[المهدي]]، ورووا في ذلك [[الروايات|روايات]] عن أبيه [[الإمام الصادق (ع)]].<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 89.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص67 - 68</ref>
* '''الجماعة الأولى:'''  قالت:  بأنّ [[موسى بن جعفر]]  لم يمت، وأنَّه حيٌ لا يموت حتى يملك مشرق الأرض وغربها، ويملأها عدلاً كما ملئت جورًا، ورأوا أنّه [[القائم المهدي]]، ورووا في ذلك [[الروايات|روايات]] عن أبيه [[الإمام الصادق (ع)]].<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 89.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص67 - 68</ref>
* '''الجماعة الثانية:''' اعترفت بوفاة [[الإمام موسى الكاظم]]، ولكنّها قالت: بعدم جواز أن تكون الإمامة لغيره، وذهبوا للقول برجعته بعد الموت، إلا أنّه مختفٍ عن الأنظار في مكان ما، وأنّه يلتقي ببعض أصحابه الموثقين، يرونه ويلقونه، ونقلوا في مدّعاهم [[الروايات|روايات]] عن [[الإمام الصادق|أبيه]]، أنَّه قال: سُمِّي القائم قائماً لأنه يقوم بعد ما يموت.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الثانية:''' اعترفت بوفاة [[الإمام موسى الكاظم]]، ولكنّها قالت: بعدم جواز أن تكون الإمامة لغيره، وذهبوا للقول برجعته بعد الموت، إلا أنّه مختفٍ عن الأنظار في مكان ما، وأنّه يلتقي ببعض أصحابه الموثقين، يرونه ويلقونه، ونقلوا في مدّعاهم [[الروايات|روايات]] عن [[الإمام الصادق|أبيه]]، أنَّه قال: سُمِّي القائم قائماً لأنه يقوم بعد ما يموت.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الثالثة:''' ذهبت للقول أنّ الإمام الكاظم (ع) هو القائم، واعترفوا بوفاته، إلاَّ أنّهم قالوا: أنَّه شبيه [[النبي عيسى |عيسى بن مريم]] (ع)، وكذَبوا من قال برجوعه، وقالوا: أنّه يرجع في آخر الزمان لينشر في الأرض العدل والقسط، ورووا في ذلك روايات عن الإمام الصادق، وأنّه قال: أنّ فيه شبهًا من عيسى (ع).<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الثالثة:''' ذهبت للقول أنّ الإمام الكاظم (ع) هو القائم، واعترفوا بوفاته، إلاَّ أنّهم قالوا: أنَّه شبيه [[النبي عيسى |عيسى بن مريم]] (ع)، وكذَبوا من قال برجوعه، وقالوا: أنّه يرجع في آخر الزمان لينشر في الأرض العدل والقسط، ورووا في ذلك روايات عن الإمام الصادق، وأنّه قال: أنّ فيه شبهًا من عيسى (ع).<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الرابعة:''' وهم الذين أنكروا قتله الإمام الكاظم، وقالوا بأنّه مات وأنّ الله رفعه إليه، وسوف يردّه عندم تحين ساعة قيامه وخروجه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الرابعة:''' وهم الذين أنكروا قتله الإمام الكاظم، وقالوا بأنّه مات وأنّ الله رفعه إليه، وسوف يردّه عندم تحين ساعة قيامه وخروجه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الخامسة:''' وقد تكون هذه الجماعة هي إحدى الجماعات المتقدمة، وهم الذين قالوا [[الغيبة|بغيبة]] [[الإمام الكاظم]]  (ع)، وأن القائمين من بعده مثل [[الإمام الرضا]]، هم ليسوا [[الأئمة|أئمة]]، بل هم خلفاء له إلى حين ظهوره وخروجه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الخامسة:''' وقد تكون هذه الجماعة هي إحدى الجماعات المتقدمة، وهم الذين قالوا بغيبة [[الإمام الكاظم]]  (ع)، وأن القائمين من بعده مثل [[الإمام الرضا]]، هم ليسوا [[الأئمة|أئمة]]، بل هم خلفاء له إلى حين ظهوره وخروجه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة السادسة:''' قالت لا ندري هل أنّ [[الإمام الكاظم]] حيًّا أم ميتًا، فوقفوا على إطلاق موته وعن الإقرار بحياته لا يتجاوزن إمامته حتى يتبينوا من الذي نصّب نفسه [[الإمامة|إمامًا]] بعده - وهو الرضا - بالدلالات والعلامات الموجبة للإمامة، بالإقرار منه على نفسه بإمامته وموت أبيه، لا بأخبار أصحابه، ولكن هذه الفرقة ما لبثت حتى أقرَّت بإمامة الإمام الرضا إما عن طريق مشاهدتهم أمورا عن الإمام الرضا  (ع) فقطعوا عليه بالإمامة، أو من روايات أصحاب الإمام وقولهم فيه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص69-70.</ref>
* '''الجماعة السادسة:''' قالت لا ندري هل أنّ [[الإمام الكاظم]] حيًّا أم ميتًا، فوقفوا على إطلاق موته وعن الإقرار بحياته لا يتجاوزن إمامته حتى يتبينوا من الذي نصّب نفسه [[الإمامة|إمامًا]] بعده - وهو الرضا - بالدلالات والعلامات الموجبة للإمامة، بالإقرار منه على نفسه بإمامته وموت أبيه، لا بأخبار أصحابه، ولكن هذه الفرقة ما لبثت حتى أقرَّت بإمامة الإمام الرضا إما عن طريق مشاهدتهم أمورا عن الإمام الرضا  (ع) فقطعوا عليه بالإمامة، أو من روايات أصحاب الإمام وقولهم فيه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص69-70.</ref>


'''الفرقة الثالثة:''' وهي التي أطلق عليها [[فرقة البشرية|البشرية]]،<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص70.</ref> وقيل: اسمها السهموية،<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91.</ref> وهم من [[الغلاة]]، والذين اتّبعتوا [[محمد بن بشير]]: حیث قالوا أنَّ [[الإمام الكاظم]]  (ع) لم يمت ولم يُحبس، بل  إنَّهُ غائبٌ، وهو [[القائم]] [[المهدي]]، وقد استخلف في وقت [[الغيبة|غيبته]] [[محمد بن بشير]]، وعلّمه جميع ما يحتاجه، وأعطاه جميع الصلاحيات التي تخوّله بأن يقوم مقامه، وقالوا أيضًا: أنّ محمد لما مات استخلف ابنه [[سميع بن محمد بن بشير]]، وهذه الفرقة أنكرت إمامة [[الإمام الرضا|الإمام علي الرضا]]، ونسبت أنّ مولده غير طاهر، وكَفَرُوا بإمامته ووصفوه بأنّه مدَّعيا لها، بل وكَفَّرُوا وأباحوا دم ومال كل من يقول بإمامته، وأنكروا [[الزكاة]] و[[الحج|الحجّ]] و[[الخمس]] و[[الصوم]]، وأباحوا المحارم من الفروج والغلمان مستندين في ذلك على قوله تعالى: {{قرآن|أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}}،<ref>الشورى: 49 - 50.</ref> وقالوا [[التناسخ|بالتناسخ]] في أرواح [[الأئمة]]، وغيرها من المعتقدات التي تخرج عن [[الإسلام]].<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91 - 92.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص ص70 - 71.</ref>
'''الفرقة الثالثة:''' وهي التي أطلق عليها [[فرقة البشرية|البشرية]]،<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص70.</ref> وقيل: اسمها السهموية،<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91.</ref> وهم من [[الغلاة]]، والذين اتّبعتوا [[محمد بن بشير]]: حیث قالوا أنَّ [[الإمام الكاظم]]  (ع) لم يمت ولم يُحبس، بل  إنَّهُ غائبٌ، وهو [[القائم المهدي]]، وقد استخلف في وقت غيبته [[محمد بن بشير]]، وعلّمه جميع ما يحتاجه، وأعطاه جميع الصلاحيات التي تخوّله بأن يقوم مقامه، وقالوا أيضًا: أنّ محمد لما مات استخلف ابنه [[سميع بن محمد بن بشير]]، وهذه الفرقة أنكرت إمامة الإمام الرضا، ونسبت أنّ مولده غير طاهر، وكَفَرُوا بإمامته ووصفوه بأنّه مدَّعيا لها، بل وكَفَّرُوا وأباحوا دم ومال كل من يقول بإمامته، وأنكروا [[الزكاة]] {{و}}[[الحج|الحجّ]] {{و}}[[الخمس]] {{و}}[[الصوم]]، وأباحوا المحارم من الفروج والغلمان مستندين في ذلك على قوله تعالى: {{قرآن|أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}}،<ref>الشورى: 49 - 50.</ref> وقالوا [[التناسخ|بالتناسخ]] في أرواح [[الأئمة]]، وغيرها من المعتقدات التي تخرج عن [[الإسلام]].<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91 - 92.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص ص70 - 71.</ref>


=== موقفه من الغلاة ===
=== موقفه من الغلاة ===
{{مفصلة|الغلو}}
{{مفصلة|الغلو}}
*وبيّن الإمام الرضا (ع)، عن بعض مناشئ [[الروايات]] التي تحتوي في مضمونها على [[الغلو]] في [[أهل البيت]] {{هم}}، حيث قال في رواية طويلة: ... يَا ابْنَ أَبِي مَحْمُودٍ إِنَّ مُخَالِفِينَا وَضَعُوا أَخْبَاراً فِي فَضَائِلِنَا، وَجَعَلُوهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: أَحَدُهَا: الْغُلُوُّ، وَثَانِيهَا: التَّقْصِيرُ فِي أَمْرِنَا، وَثَالِثُهَا: التَّصْرِيحُ بِمَثَالِبِ أَعْدَائِنَا ...<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص272.</ref>
*وبيّن الإمام الرضا (ع)، عن بعض مناشئ [[الروايات]] التي تحتوي في مضمونها على [[الغلو]] في [[أهل البيت]] {{هم}}، حيث قال في رواية طويلة: ... يَا ابْنَ أَبِي مَحْمُودٍ إِنَّ مُخَالِفِينَا وَضَعُوا أَخْبَاراً فِي فَضَائِلِنَا، وَجَعَلُوهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: أَحَدُهَا: الْغُلُوُّ، وَثَانِيهَا: التَّقْصِيرُ فِي أَمْرِنَا، وَثَالِثُهَا: التَّصْرِيحُ بِمَثَالِبِ أَعْدَائِنَا ...<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص272.</ref>
*وكذلك وقف لمواجهة [[الغلو]] في [[أئمة أهل البيت|أئمة]] [[أهل البيت]]، ففي رواية طويلة، سُئل عمّا يقوله الغلاة في [[الإمام علي بن أبي طالب]]  (ع)، فقال: سبحان اللّه عمّا يقول [[الظلم|الظالمون]] و[[الكفر|الكافرون]] علوّا كبيرا!! أوليس [[علي(ع)|علي]] كان آكلاً في الآكلين، وشاربا في الشاربين، وناكحا في الناكحين، ومحدِثا في المحدثين؟ وكان مع ذلك مصلّيا خاضعا بين يدي [[اللّه]] ذليلاً، وإليه أوّاها منيبا، أفمن هذه صفته يكون إلها؟! فإن كان هذا إلها فليس منكم أحد إلاّ وهو إله لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على حدوث الموصوف بها.<ref>الطبرسي، الاحتجاج، ج 2، ص 453 - 454.</ref>
*وكذلك وقف لمواجهة [[الغلو]] في [[أئمة أهل البيت]]، ففي رواية طويلة، سُئل عمّا يقوله الغلاة في [[الإمام علي بن أبي طالب]]  (ع)، فقال: سبحان اللّه عمّا يقول [[الظلم|الظالمون]] {{و}}[[الكفر|الكافرون]] علوّا كبيرا!! أوليس [[علي(ع)|علي]] كان آكلاً في الآكلين، وشاربا في الشاربين، وناكحا في الناكحين، ومحدِثا في المحدثين؟ وكان مع ذلك مصلّيا خاضعا بين يدي [[اللّه]] ذليلاً، وإليه أوّاها منيبا، أفمن هذه صفته يكون إلها؟! فإن كان هذا إلها فليس منكم أحد إلاّ وهو إله لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على حدوث الموصوف بها.<ref>الطبرسي، الاحتجاج، ج 2، ص 453 - 454.</ref>
*وممّا قاله عن الغلاة: عن [[أبو هاشم الجعفري|أبي هاشم الجعفري]]، قال: سألت أبا الحسن الرضا عن الغلاة و[[التفويض|المفوضة]]، فقال: الغلاة [[الكفر|كفار]]، والمفوضة [[مشركون]]، من جالسهم، أو خالطهم، أو آكلهم، أو شاربهم، أو واصلهم، أو زوّجهم، أو تزوج منهم، أو آمنهم، أو ائتمنهم على أمانة، أو صدَّق حديثهم، أو أعانهم بشطر كلمة، خرج من ولاية اللّه {{عز وجل}} وولاية [[رسول اللّه (ص)]] وولايتنا [[أهل البيت]].<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 219.</ref>
*وممّا قاله عن الغلاة: عن [[أبو هاشم الجعفري|أبي هاشم الجعفري]]، قال: سألت أبا الحسن الرضا عن الغلاة {{و}}[[التفويض|المفوضة]]، فقال: الغلاة [[الكفر|كفار]]، والمفوضة [[مشركون]]، من جالسهم، أو خالطهم، أو آكلهم، أو شاربهم، أو واصلهم، أو زوّجهم، أو تزوج منهم، أو آمنهم، أو ائتمنهم على أمانة، أو صدَّق حديثهم، أو أعانهم بشطر كلمة، خرج من ولاية اللّه {{عز وجل}} وولاية [[رسول اللّه (ص)]] وولايتنا [[أهل البيت]].<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 219.</ref>
==مكانته في المدينة==
==مكانته في المدينة==
كان الإمام الرضا (ع) يعيش في [[المدينة المنورة]] وكان يتمتع بمكانة مرموقة بين الناس، فورد في رواية أن الإمام (ع) يصف موقعه بالمدينة [[المأمون العباسي|للمأمون العباسي]] قائلا:
كان الإمام الرضا (ع) يعيش في [[المدينة المنورة]] وكان يتمتع بمكانة مرموقة بين الناس، فورد في رواية أن الإمام (ع) يصف موقعه بالمدينة [[المأمون العباسي|للمأمون العباسي]] قائلا:
سطر ٢٠٧: سطر ٢٠٥:
كما ذكر [[الشيخ المفيد]] أن المأمون قد أنفذ إلى جماعة من [[آل أبي طالب]]، فحملهم إليه من المدينة، وفيهم الرضا علي بن موسى، فأخذ بهم على طريق [[البصرة]] حتى جاءوه بهم، وكان المتولي لإشخاصِهم هو المعروف ب[[الجلودي]]، فقدم بهم على [[المأمون]]، فأنزلهم داراً، وأنزل الرضا علي بن موسى داراً، وأكرمه، وعظّم، أمره،<ref>المفيد، الإرشاد، ص 455.</ref> ويختلف الشيخ المفيد في روايته هذه مع اليعقوبي في كون رسول المأمون لجلب الإمام هو [[الجلودي]] لا [[الرجاء بن الضحاك]].
كما ذكر [[الشيخ المفيد]] أن المأمون قد أنفذ إلى جماعة من [[آل أبي طالب]]، فحملهم إليه من المدينة، وفيهم الرضا علي بن موسى، فأخذ بهم على طريق [[البصرة]] حتى جاءوه بهم، وكان المتولي لإشخاصِهم هو المعروف ب[[الجلودي]]، فقدم بهم على [[المأمون]]، فأنزلهم داراً، وأنزل الرضا علي بن موسى داراً، وأكرمه، وعظّم، أمره،<ref>المفيد، الإرشاد، ص 455.</ref> ويختلف الشيخ المفيد في روايته هذه مع اليعقوبي في كون رسول المأمون لجلب الإمام هو [[الجلودي]] لا [[الرجاء بن الضحاك]].


فقد جاء في [[تاريخ اليعقوبي]] أنّ المأمون أمر [[الرجاء بن الضحاك]] - وهو من أقارب [[الفضل بن سهل]] بجلب الإمام الرضا {{عليه السلام}} من [[المدينة]] إلى [[خراسان]] عن طريق [[البصرة]]،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 465.</ref> وقد حدد  [[المأمون]] مسيراً خاصّاً لقافلة الإمام خشية من أن يمرّ الإمام على المناطق التي تقطنها [[الشيعة]]، ويلتقي بهم فأمر أن لا يأتوا به عن طريق [[الكوفة]]، بل عن طريق البصرة و[[خوزستان]] و[[فارس]] ومنه إلى [[نيشابور]]،<ref>مطهري، مجموعة آثار مطهري، ج 18، ص 124.</ref> فهكذا كانت حركة الإمام استناداً لكتاب [[أطلس الشيعة]]: [[المدينة]]، [[نقره]]، [[هوسجة]]، [[نباج]]، [[حفر أبي موسى]]، [[البصرة]]، [[الأهواز]]، [[بهبهان]]، [[إصطخر]]، [[أبرقوه]]، [[ده شير]] (فراشاه)، [[يزد]]، [[خرانق]]، [[رباط بشت بام]]، [[نيشابور]]، [[قدمكاه]]، [[ده سرخ]]، [[طوس]]، [[سرخس]]، [[مرو]].<ref>جعفريان، أطلس الشيعة، ص 95.</ref>
فقد جاء في [[تاريخ اليعقوبي]] أنّ المأمون أمر [[الرجاء بن الضحاك]] - وهو من أقارب [[الفضل بن سهل]] بجلب الإمام الرضا {{عليه السلام}} من [[المدينة]] إلى [[خراسان]] عن طريق [[البصرة]]،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 465.</ref> وقد حدد  [[المأمون]] مسيراً خاصّاً لقافلة الإمام خشية من أن يمرّ الإمام على المناطق التي تقطنها [[الشيعة]]، ويلتقي بهم فأمر أن لا يأتوا به عن طريق [[الكوفة]]، بل عن طريق البصرة {{و}}[[خوزستان]] {{و}}[[فارس]] ومنه إلى [[نيشابور]]،<ref>مطهري، مجموعة آثار مطهري، ج 18، ص 124.</ref> فهكذا كانت حركة الإمام استناداً لكتاب [[أطلس الشيعة]]: [[المدينة]]، [[نقره]]، [[هوسجة]]، [[نباج]]، [[حفر أبي موسى]]، [[البصرة]]، [[الأهواز]]، [[بهبهان]]، [[إصطخر]]، [[أبرقوه]]، [[ده شير]] (فراشاه)، [[يزد]]، [[خرانق]]، [[رباط بشت بام]]، [[نيشابور]]، [[قدمكاه]]، [[ده سرخ]]، [[طوس]]، [[سرخس]]، [[مرو]].<ref>جعفريان، أطلس الشيعة، ص 95.</ref>


ومن أهم وأوثق ما حدث في هذا الرحلة الطويلة حديث الإمام في مدينة [[نيشابور]] المشهور بحديث [[سلسلة الذهب]].<ref>فضل الله، تحليل حياة الإمام الرضا، ص 133.</ref>
ومن أهم وأوثق ما حدث في هذا الرحلة الطويلة حديث الإمام في مدينة [[نيشابور]] المشهور بحديث [[سلسلة الذهب]].<ref>فضل الله، تحليل حياة الإمام الرضا، ص 133.</ref>
سطر ٢١٣: سطر ٢١١:
=== توليه ولاية عهد المأمون ===
=== توليه ولاية عهد المأمون ===
{{مفصلة|ولاية عهد المأمون|حوار المأمون والرضا (ع) حول ولاية العهد}}
{{مفصلة|ولاية عهد المأمون|حوار المأمون والرضا (ع) حول ولاية العهد}}
طلب [[المأمون العباسي]] من الإمام الرضا (ع)، أن يكون [[ولاية عهد المأمون|ولي عهده]] في [[الخلافة]]، فرفض الإمام ذلك، كما تشير جملة من الأخبار و[[الروايات]]، غير أنّ المأمون التجأ إلى تهديد الإمام الرضا، بالتصريح تارة وبالتلويح أخرى، ممّا دفع بالإمام ولحفظ الدماء، لقبول [[ولاية عهد المأمون|ولاية العهد]] بشرط أن لا تكون له أي سلطة تشريعية أو تنفيذية في حكم المأمون من قبيل: التنصيب والعزل،<ref>المفيد، الإرشاد، ص 455 - 456.</ref> فقبل المأمون ذلك، لأنّ دوافعه في تولية الإمام ولاية العهد، كانت كالتالي:  
طلب [[المأمون العباسي]] من الإمام الرضا (ع)، أن يكون [[ولاية عهد المأمون|ولي عهده]] في [[الخلافة]]، فرفض الإمام ذلك، كما تشير جملة من الأخبار {{و}}[[الروايات]]، غير أنّ المأمون التجأ إلى تهديد الإمام الرضا، بالتصريح تارة وبالتلويح أخرى، ممّا دفع بالإمام ولحفظ الدماء، لقبول [[ولاية عهد المأمون|ولاية العهد]] بشرط أن لا تكون له أي سلطة تشريعية أو تنفيذية في حكم المأمون من قبيل: التنصيب والعزل،<ref>المفيد، الإرشاد، ص 455 - 456.</ref> فقبل المأمون ذلك، لأنّ دوافعه في تولية الإمام ولاية العهد، كانت كالتالي:  
*'''تهدئة الأوضاع الداخليّة''': بعد تسلّم المأمون [[الخلافة]] بسنة واحدة أي [[سنة 199 هـ]]، اندلعت ثورات واسعة قادها العلويّون، حيث خرج أبو السرايا السريّ بن منصور الشيبانيّ [[العراق|بالعراق]]، ومعه محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل الحسنيّ، فضرب الدارهم [[الكوفة|بالكوفة]] بغير سكّة [[العباسيين|العبّاسيين]]، وسيّر جيوشه إلى [[البصرة]]، وقد توزّعت الثورة على عدّة جبهات:
*'''تهدئة الأوضاع الداخليّة''': بعد تسلّم المأمون [[الخلافة]] بسنة واحدة أي [[سنة 199 هـ]]، اندلعت ثورات واسعة قادها العلويّون، حيث خرج أبو السرايا السريّ بن منصور الشيبانيّ [[العراق|بالعراق]]، ومعه محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل الحسنيّ، فضرب الدارهم [[الكوفة|بالكوفة]] بغير سكّة [[العباسيين|العبّاسيين]]، وسيّر جيوشه إلى [[البصرة]]، وقد توزّعت الثورة على عدّة جبهات:
**جبهة [[البصرة]] بقيادة العبّاس بن محمّد بن عيسى الجعفريّ.
**جبهة [[البصرة]] بقيادة العبّاس بن محمّد بن عيسى الجعفريّ.
سطر ٢٢٦: سطر ٢٢٤:
**'''المظلوميّة''': الّتي كانت تتمثّل بانتزاع الخلافة والاضطهاد والقتل الّذي تعرّض له [[أئمة أهل البيت|أئمّة أهل البيت]] من عهد [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام عليّ]] (ع) إلى عهد مولانا الرضا وما بعده.
**'''المظلوميّة''': الّتي كانت تتمثّل بانتزاع الخلافة والاضطهاد والقتل الّذي تعرّض له [[أئمة أهل البيت|أئمّة أهل البيت]] من عهد [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام عليّ]] (ع) إلى عهد مولانا الرضا وما بعده.
**'''القداسة''': فهي التي يمثّلها [[الإمام]] [[المعصوم]] من خلال ابتعاده عن أجهزة الحكم، وقيادة الناس وفقاً لمنهج [[الإسلام]] الذي يراه أصيلاً،  فالمأمون العباسيّ أراد من خلال ولاية العهد أن يسلب هذه القداسة والمظلوميّة اللّتَيْن تشكّلان عامل النفوذ الثوريّ في المجتمع الإسلاميّ، لأنّ الإمام عندما يصبح وليّ عهد سينضمّ، حسب تصوّر المأمون، إلى أجهزة الحكم وينفذ أوامر الملك في التصرّف بالبلاد إذاً فهو لم يعد لا مظلوماً ولا مقدّساً.
**'''القداسة''': فهي التي يمثّلها [[الإمام]] [[المعصوم]] من خلال ابتعاده عن أجهزة الحكم، وقيادة الناس وفقاً لمنهج [[الإسلام]] الذي يراه أصيلاً،  فالمأمون العباسيّ أراد من خلال ولاية العهد أن يسلب هذه القداسة والمظلوميّة اللّتَيْن تشكّلان عامل النفوذ الثوريّ في المجتمع الإسلاميّ، لأنّ الإمام عندما يصبح وليّ عهد سينضمّ، حسب تصوّر المأمون، إلى أجهزة الحكم وينفذ أوامر الملك في التصرّف بالبلاد إذاً فهو لم يعد لا مظلوماً ولا مقدّساً.
* '''إضفاء المشروعيّة على [[الخلافة العباسية|الخلافة العباسيّة]]''': فمبايعة الإمام الرضا للمأمون تعني حصول المأمون على اعتراف من العلويّين، على أعلى مستوى، بشرعيّة [[الخلافة العباسية|الخلافة العباسيّة]]. وقد صرّح هو بذلك بقوله: فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا، ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافة لنا؛ لأنّ هذه [[البيعة]] تعني بالنسبة إلى المأمون: أنّ الإمام يكون قد أقرّ بأنّ الخلافة ليست له دون غيره، ولا في العلويّين دون غيرهم؛ ولذلك إنّ حصول المأمون على هذا الاعتراف - ومن الإمام خاصّة - يُعتبر أخطر على العلويّين من الأسلوب الّذي انتهجه أسلافه من [[الأمويين]] و[[العباسيين]] ضدّهم، من قتلهم وتشريدهم، وسلب أموالهم.
* '''إضفاء المشروعيّة على [[الخلافة العباسية|الخلافة العباسيّة]]''': فمبايعة الإمام الرضا للمأمون تعني حصول المأمون على اعتراف من العلويّين، على أعلى مستوى، بشرعيّة [[الخلافة العباسية|الخلافة العباسيّة]]. وقد صرّح هو بذلك بقوله: فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا، ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافة لنا؛ لأنّ هذه [[البيعة]] تعني بالنسبة إلى المأمون: أنّ الإمام يكون قد أقرّ بأنّ الخلافة ليست له دون غيره، ولا في العلويّين دون غيرهم؛ ولذلك إنّ حصول المأمون على هذا الاعتراف - ومن الإمام خاصّة - يُعتبر أخطر على العلويّين من الأسلوب الّذي انتهجه أسلافه من [[الأمويين]] {{و}}[[العباسيين]] ضدّهم، من قتلهم وتشريدهم، وسلب أموالهم.


وقد صرّح الإمام الرضا (ع) في خصوص توليه لولاية عهد المأمون قائلاً: ما زادني هذا الأمر (ولاية العهد) الذي دخلت فيه في النعمة عندي شيئا، ولقد كنت [[المدينة|بالمدينة]] وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب، ولقد كنت أركب حماري وأمر في سكك المدينة وما بها أعز منِّي.<ref>الكليني، الكافي، ج 8، ص 151.</ref>
وقد صرّح الإمام الرضا (ع) في خصوص توليه لولاية عهد المأمون قائلاً: ما زادني هذا الأمر (ولاية العهد) الذي دخلت فيه في النعمة عندي شيئا، ولقد كنت [[المدينة|بالمدينة]] وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب، ولقد كنت أركب حماري وأمر في سكك المدينة وما بها أعز منِّي.<ref>الكليني، الكافي، ج 8، ص 151.</ref>
سطر ٢٥٤: سطر ٢٥٢:
*قال الواقدي: كان ثقة يفتي ب[[المسجد النبوي|مسجد رسول الله]] وهو ابن نيف وعشرين سنة.<ref>سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص315.</ref>
*قال الواقدي: كان ثقة يفتي ب[[المسجد النبوي|مسجد رسول الله]] وهو ابن نيف وعشرين سنة.<ref>سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص315.</ref>
*قال اليافعي: توفّى الإمام الجليل المعظّم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن [[الإمام موسى الكاظم|موسى الكاظم]] بن [[الإمام جعفر الصادق|جعفر الصادق]] بن [[الإمام محمد الباقر|محمد الباقر]] بن [[الإمام زين العابدين|زين العابدين علي]] بن [[الإمام الحسين|الحسين]] بن [[علي بن أبي طالب]]، أحد [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة الأثني عشر]]، أولي المناقب الذين انتسبت [[الإمامية]] إليهم ...<ref>اليافعي، مرآة الجنان، ج 2، ص 10.</ref>
*قال اليافعي: توفّى الإمام الجليل المعظّم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن [[الإمام موسى الكاظم|موسى الكاظم]] بن [[الإمام جعفر الصادق|جعفر الصادق]] بن [[الإمام محمد الباقر|محمد الباقر]] بن [[الإمام زين العابدين|زين العابدين علي]] بن [[الإمام الحسين|الحسين]] بن [[علي بن أبي طالب]]، أحد [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة الأثني عشر]]، أولي المناقب الذين انتسبت [[الإمامية]] إليهم ...<ref>اليافعي، مرآة الجنان، ج 2، ص 10.</ref>
*قال ابن حبان: علي بن موسى الرضا ... من سادات [[أهل البيت]] وعقلائهم، وأجلَّة الهاشميين ونبلائهم ... وقد زرته مراراً كثيرة وما حلّت بي شدَّة في وقت مقامي بطوس فزرت علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت تلك الشدة، وهذا شيء جربته مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة [[محمد (ص)|المصطفى]] و[[أهل بيت|أهل بيته]] صلى الله عليه وعليهم أجمعين.<ref>ابن حبان، الثقات، ج 8، ص 456.</ref>
*قال ابن حبان: علي بن موسى الرضا ... من سادات [[أهل البيت]] وعقلائهم، وأجلَّة الهاشميين ونبلائهم ... وقد زرته مراراً كثيرة وما حلّت بي شدَّة في وقت مقامي بطوس فزرت علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت تلك الشدة، وهذا شيء جربته مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة [[محمد (ص)|المصطفى]] {{و}}[[أهل بيت|أهل بيته]] صلى الله عليه وعليهم أجمعين.<ref>ابن حبان، الثقات، ج 8، ص 456.</ref>


== أصحابه ==
== أصحابه ==
سطر ٢٧٢: سطر ٢٧٠:


== مختارات من كلامه ==
== مختارات من كلامه ==
وردت الكثير من [[الروايات]] عن الإمام الرضا، في [[الفقه]] و[[أصول الدين|العقيدة]] و[[علم الأخلاق|الأخلاق]]، وغيرها من صنوف العلوم، نذكر منها:  
وردت الكثير من [[الروايات]] عن الإمام الرضا، في [[الفقه]] {{و}}[[أصول الدين|العقيدة]] {{و}}[[علم الأخلاق|الأخلاق]]، وغيرها من صنوف العلوم، نذكر منها:  
*من أخلاق [[النبوة|الأنبیاء]] التنظّف.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 78، ص 335، ح 4.</ref>
*من أخلاق [[النبوة|الأنبیاء]] التنظّف.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 78، ص 335، ح 4.</ref>
* عونك للضعيف أفضل من [[الصدقة]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 78، ص 339، ح 37.</ref>
* عونك للضعيف أفضل من [[الصدقة]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 78، ص 339، ح 37.</ref>
سطر ٢٩٢: سطر ٢٩٠:
#مسائل علل الأحكام: رسالة كتبها ل[[محمد بن سنان]].  
#مسائل علل الأحكام: رسالة كتبها ل[[محمد بن سنان]].  
#[[فقه الرضا (كتاب )|كتاب فقه الرضا]]: كتاب مطبوع، ظهر زمن [[محمد باقر المجلسي|العلامة المجلسي الثاني]].
#[[فقه الرضا (كتاب )|كتاب فقه الرضا]]: كتاب مطبوع، ظهر زمن [[محمد باقر المجلسي|العلامة المجلسي الثاني]].
#صحيفة الرضا: أو مسند الرضا، ذكرت في [[مجمع البيان في تفسير القرآن (كتاب)|مجمع البيان]]، و[[وسائل الشيعة (كتاب)|وسائل الشيعة]] ... الخ.
#صحيفة الرضا: أو مسند الرضا، ذكرت في [[مجمع البيان في تفسير القرآن (كتاب)|مجمع البيان]]، {{و}}[[وسائل الشيعة (كتاب)|وسائل الشيعة]] ... الخ.
#[[الرسالة الذهبية]] في الطب: كتبها للمأمون العباسي، وأشار لها [[الشيخ الطوسي]] في [[الفهرست (الشيخ الطوسي)|الفهرست]].
#[[الرسالة الذهبية]] في الطب: كتبها للمأمون العباسي، وأشار لها [[الشيخ الطوسي]] في [[الفهرست (الشيخ الطوسي)|الفهرست]].
#رسالة في شائع الدين: للمأمون العباسي، ونقلها [[الصدوق]] في مصنّفه [[عيون أخبار الرضا عليه السلام (كتاب)|عيون أخبار الرضا]].
#رسالة في شائع الدين: للمأمون العباسي، ونقلها [[الصدوق]] في مصنّفه [[عيون أخبار الرضا عليه السلام (كتاب)|عيون أخبار الرضا]].
سطر ٣٨٨: سطر ٣٨٦:
  | توضیحات =  
  | توضیحات =  
}}</onlyinclude>
}}</onlyinclude>
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:الإمام الرضا]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:أبناء الإمام الكاظم]]
[[Category:مدفونون في مشهد]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:مدفونون في حرم الإمام الرضا]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]


[[تصنيف:أئمة أهل البيت]]
[[تصنيف:أئمة أهل البيت]]
مستخدم مجهول