انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيدة زينب بنت علي عليها السلام»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
سطر ٩: سطر ٩:
|تاريخ الوفاة= [[15 رجب]] سنة [[62 هـ]].
|تاريخ الوفاة= [[15 رجب]] سنة [[62 هـ]].
|مكان الميلاد= [[المدينة المنورة]]
|مكان الميلاد= [[المدينة المنورة]]
|مكان الدفن= [[الشام]] وفي بستان زوجها
|مكان الدفن= [[دمشق]]
| مدة حياته =
| مدة حياته =
|الألقاب=عقيلة بني هاشم - [[أم المصائب]]
|الألقاب=عقيلة بني هاشم - [[أم المصائب]]
سطر ٣٥: سطر ٣٥:
'''ألقابها'''
'''ألقابها'''


لقبت السيدة زينب {{عليها السلام}} بعدّة ألقاب تكشف عن عظيم شخصيتها، منها: عقيلة [[بنو هاشم|بني هاشم]]، والعالمة غير المعلَّمة، والعارفة، والموثّقة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، والمعصومة الصغرى، وأمينة اللّه، ونائبة الزهراء، ونائبة الحسين، وعقيلة النساء، وشريكة الشهداء، والبليغة، والفصيحة، وشريكة الحسين.<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 52و53.</ref>
لقبت السيدة زينب {{عليها السلام}} بعدّة ألقاب تكشف عن عظيم شخصيتها، منها: عقيلة [[بنو هاشم|بني هاشم]]، والعالمة غير المعلَّمة، والعارفة، والموثّقة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، والمعصومة الصغرى، وأمينة اللّه، ونائبة الزهراء، ونائبة الحسين، وعقيلة النساء، وشريكة الشهداء، والبليغة، والفصيحة، وشريكة الحسين.<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 52و53.</ref> و[[أم المصائب]].<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص48/ القرشي، السيدة زينب، ص39.</ref>


'''كنيتها'''
وتكنى بأم كلثوم.<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص48/ القرشي، السيدة زينب، ص39.</ref>
 
تكنى بأم كلثوم [[أم المصائب|وأم المصائب]].<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص48/ القرشي، السيدة زينب، ص39.</ref>


==ولادتها ووفاتها==
==ولادتها ووفاتها==
ولدت السيدة زينب {{عليها السلام}} في [[المدينة المنورة]] في [[5 جمادى الأولى]]، [[سنة 5 للهجرة|سنة 5]] أو [[سنة 6 للهجرة|6]] من [[الهجرة]] النبوية المباركة،<ref>محلاتي، ذبيح الله، رياحين الشريعة،ج3، ص33/ محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 17.</ref>
ولدت السيدة زينب {{عليها السلام}} في [[المدينة المنورة]] في [[5 جمادى الأولى]]، [[سنة 5 للهجرة|سنة 5]] أو [[سنة 6 للهجرة|6]] من [[الهجرة]] النبوية،<ref>محلاتي، ذبيح الله، رياحين الشريعة،ج3، ص33/ محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 17.</ref>


توفيت (ع) [[يوم الأحد]] [[15 رجب]] ''[[62 هـ]]''،<ref>القزويني، زينب الكبرى من المهد إلى اللحد، دار الغدير، ص 561.</ref> وفي خبر آخر يوم [[14 رجب]].<ref>القرشي، السيدة زينب بطلة التاريخ...، ص 298.</ref>
توفيت (ع) [[يوم الأحد]] [[15 رجب]] ''[[62 هـ]]''،<ref>القزويني، زينب الكبرى من المهد إلى اللحد، دار الغدير، ص 561.</ref> وفي خبر آخر يوم [[14 رجب]].<ref>القرشي، السيدة زينب بطلة التاريخ...، ص 298.</ref>
سطر ٦٤: سطر ٦٢:
===عبادتها===
===عبادتها===


وأما عبادتها فهي تالية أمّها [[السيدة الزهراء عليها السلام|الزهراء]] {{عليها السلام}}. كانت تقضي عامّة لياليها ب[[التهجد]] وتلاوة [[القرآن]]، فكانت زينب من عابدات نساء المسلمين ولقبت بعابدة آل محمد،<ref>جعفر النقدي، زينب الكبري بنت الامام، ص 61.</ref> فلم تترك نافلة من [[النوافل]] الإسلامية إلاّ أتت بها، ويقول بعض الرواة: إنها صلّت النوافل في أقسى ليلة وأمرّها وهي ليلة الحادي عشر من [[محرم|المحرم]].
وأما عبادتها فهي تالية أمّها [[السيدة الزهراء عليها السلام|الزهراء]] {{عليها السلام}}. كانت تقضي عامّة لياليها ب[[التهجد]] وتلاوة [[القرآن]]، فكانت زينب من عابدات نساء المسلمين ولقبت بعابدة آل محمد،<ref>جعفر النقدي، زينب الكبري بنت الامام، ص 61.</ref> فلم تترك نافلة من [[النوافل]] الإسلامية إلاّ أتت بها، ويقول بعض الرواة: إنها صلّت النوافل في أقسى ليلة وأمرّها وهي ليلة [[الحادي عشر من محرم]].
 
وقالت [[فاطمة بنت الحسين]] (ع) وأمّا عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة في محرابها، تستغيث إلى ربها، فما هدأت لنا عين، ولا سكنت لنا رنّة.<ref>احمد صادقي اردستاني، زينب قهرمان دختر علي، ص 106.</ref>
وقالت [[فاطمة بنت الحسين]] (ع) وأمّا عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة - أي العاشرة من المحرّم - في محرابها، تستغيث إلى ربها، فما هدأت لنا عين، ولا سكنت لنا رنّة.<ref>احمد صادقي اردستاني، زينب قهرمان دختر علي، ص 106.</ref>


وروي لشدة انقطاعها إلى الله تعالى وعبادتها له أن [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} لمّا ودّعها (ع) وداعه الأخير قال لها: «يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل».<ref>ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ج 3ص62؛ جعفر النقدي، زينب الكبري بنت الامام، ص.</ref>
وروي لشدة انقطاعها إلى الله تعالى وعبادتها له أن [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} لمّا ودّعها (ع) وداعه الأخير قال لها: «يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل».<ref>ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ج 3ص62؛ جعفر النقدي، زينب الكبري بنت الامام، ص.</ref>


===عفافها===
===عفافها===
سجلت لنا المصادر التي تعرضت لحياة السيدة زينب {{عليها السلام}} نماذج من عفافها وحجابها، فكانت إذا أرادت الخروج لزيارة قبر جدّها [[رسول الله]] {{صل}} خرج معها أبوها الإمام [[أمير المؤمنين]] (ع) وأخواها الحسنان، الحسن (عليه السلام) عن يمينها والحسين (عليه السلام) عن شمالها، ويبادر الإمام أمير المؤمنين {{عليه السلام}} إلى إخماد ضوء القناديل التي على المرقد المعظّم، فسأله الإمام الحسن {{عليه السلام}} عن ذلك، فقال له: «أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك الحوراء».<ref>سيد عبدالحسين دستغيب، زندكاني حضرت زينب (حياة السيدة زينب)، طهران، كاوه، ص 19.</ref>
ورد فّ بعض المصادر التي تعرضت لحياة السيدة زينب {{عليها السلام}} نماذج من عفافها وحجابها، فكانت إذا أرادت الخروج لزيارة قبر جدّها [[رسول الله]] {{صل}} خرج معها أبوها الإمام [[أمير المؤمنين]] (ع) وأخواها الحسنان، الحسن (عليه السلام) عن يمينها والحسين (عليه السلام) عن شمالها، ويبادر الإمام أمير المؤمنين {{عليه السلام}} إلى إخماد ضوء القناديل التي على المرقد المعظّم، فسأله الإمام الحسن {{عليه السلام}} عن ذلك، فقال له: «أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك الحوراء».<ref>سيد عبدالحسين دستغيب، زندكاني حضرت زينب (حياة السيدة زينب)، طهران، كاوه، ص 19.</ref>


وحدّث [[يحيى المازني]] قال: «كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في [[المدينة]] مدّة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً، ولا سمعت لها صوتاً».<ref>محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 99.</ref>
وحدّث [[يحيى المازني]] قال: «كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في [[المدينة]] مدّة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً، ولا سمعت لها صوتاً».<ref>محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 99.</ref>
سطر ٧٧: سطر ٧٤:
===صبرها واستقامتها===
===صبرها واستقامتها===
كانت {{عليه السلام}} المثال الأوحد في الصبر والاستقامة، قابلت ما عانته من الكوارث المذهلة والخطوب السود [[الصبر|بصبر]] يذهل كل كائن حي، حتى أنها حينما وقفت على جسد أخيها [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} في تلك الظروف العصيبة والمواقف المؤلمة بسطت يديها تحت بدنه المقدس، ورفعته نحو السماء، وقالت: «إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان».<ref>سيد علي نقي فيض الاسلام، خاتون دوسرا، ص 185.</ref>
كانت {{عليه السلام}} المثال الأوحد في الصبر والاستقامة، قابلت ما عانته من الكوارث المذهلة والخطوب السود [[الصبر|بصبر]] يذهل كل كائن حي، حتى أنها حينما وقفت على جسد أخيها [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} في تلك الظروف العصيبة والمواقف المؤلمة بسطت يديها تحت بدنه المقدس، ورفعته نحو السماء، وقالت: «إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان».<ref>سيد علي نقي فيض الاسلام، خاتون دوسرا، ص 185.</ref>
وصمدت السيدة زينب (ع) أمام تلك العاصفة الهوجاء والمصيبة الكبرى رغم مظلوميتها وغربتها فكانت حقاً «الراضية بالقدر والقضاء».<ref>سيد نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 24.</ref>


وقال بعض المحققين: من النزعات الفذة التي تسلّحت بها مفخرة [[الإسلام]] وسيّدة النساء زينب {{عليها السلام}} هي الصبر على نوائب الدنيا وفجائع الأيام، وإن أي واحدة من رزايا سيدة النساء زينب (ع) لو ابتلي بها أيّ إنسان مهما تذرّع بالصبر وقوة النفس لأوهنت قواه، واستسلم للضعف النفسي، وما تمكن على مقاومة الأحداث، ولكنّها {{عليها السلام}} قد صمدت أمام ذلك البلاء العارم، وقاومت الأحداث بنفس آمنة مطمئنة راضية بقضاء [[الله]] تعالى وصابرة على بلائه.<ref>انظر: باقر شريف القرشي، السيدة زينب رائدة الجهاد في الإسلام.</ref> وصمدت السيدة زينب (ع) أمام تلك العاصفة الهوجاء والمصيبة الكبرى رغم مظلوميتها وغربتها فكانت حقاً «الراضية بالقدر والقضاء».<ref>سيد نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 24.</ref>
وكان لها الدور البارز في نجاة [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجّاد]] {{عليه السلام}} وتخليصه من الموت المحدق به في أكثر من مرّة، منها: لمّا هجم عسكر [[الكوفة]] على الإمام زين العابدين (ع)، وكان مريضاً قد أنهكته العلة، فأراد [[شمر بن ذي الجوشن]] قتله، إلاّ أنّ العقيلة سارعت نحوه، فتعلّقت به، وقالت: لا يقتل حتى اُقتل دونه.<ref>المقرم، مقتل الحسين(ع)، ص 316.</ref>
 
وكان لها الدور البارز في نجاة [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجّاد]] {{عليه السلام}} وتخليصه من الموت المحدق به في أكثر من مرّة، منها: لمّا هجم عسكر [[الكوفة]] على الإمام زين العابدين (ع)، وكان مريضاً قد أنهكته العلة، فأراد [[شمر بن ذي الجوشن]] قتله، إلاّ أنّ العقيلة سارعت نحوه، فتعلّقت به، وقالت: لا يقتل حتى اُقتل دونه.


وحينما ردّ الإمام السجّاد {{عليه السلام}} على [[ابن زياد]] في مجلسه استشاط غضباً، وقال: «ولك جرأة على جوابي وفيك بقية للرد عليّ؟! اذهبوا به، فاضربوا عنقه».
وحينما ردّ الإمام السجّاد {{عليه السلام}} على [[ابن زياد]] في مجلسه استشاط غضباً، وقال: «ولك جرأة على جوابي وفيك بقية للرد عليّ؟! اذهبوا به، فاضربوا عنقه».
سطر ٢٦٣: سطر ٢٥٩:
* علي نظري منفرد، قصّة كربلاء، الطبعة الثالثة عشرة، قم، سرور، 1384هـ ش.
* علي نظري منفرد، قصّة كربلاء، الطبعة الثالثة عشرة، قم، سرور، 1384هـ ش.
* عبد الرزاق الموسوي، مقتل المقرم، ترجمه عزيز الهي كرماني، قم، نويد، 1381هـ ش، ص 192.
* عبد الرزاق الموسوي، مقتل المقرم، ترجمه عزيز الهي كرماني، قم، نويد، 1381هـ ش، ص 192.
*المقرم، عبد الرزاق، مقتل الحسين(ع)،  بيروت‏، مؤسسة الخرسان للمطبوعات‏، 1426 ق- 2007 م‏.
* محمّد بن جرير الطبري، تاريخ الامم والملوك، القاهرة، مطبعة الاستقامة، 1358.
* محمّد بن جرير الطبري، تاريخ الامم والملوك، القاهرة، مطبعة الاستقامة، 1358.
* عبّاس القمي، نفس المهموم، طهران، كتابفروشي اسلاميه، 1368 هـ.
* عبّاس القمي، نفس المهموم، طهران، كتابفروشي اسلاميه، 1368 هـ.
مستخدم مجهول