انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام الحسن العسكري عليه السلام»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٢: سطر ٢:
|صورة =مرقد امام هادی علیه السلام.jpg|تصغير
|صورة =مرقد امام هادی علیه السلام.jpg|تصغير
|الاسم =الإمام الحسن العسكري (ع)
|الاسم =الإمام الحسن العسكري (ع)
| عنوان الصورة        = [[حرم العسكريين]]
| عنوان الصورة        = [[حرم العسكريين]] في [[سامراء]]
|اللقب = الحسن  
|اللقب = الحسن  
|الترتيب = الإمام الحادي عشر
|الترتيب = الإمام الحادي عشر
سطر ١٨: سطر ١٨:
|الأولاد= [[الإمام المهدي عليه السلام|الإمام المهدي]] (ع)
|الأولاد= [[الإمام المهدي عليه السلام|الإمام المهدي]] (ع)
}}
}}
'''الحسن بن علي العسكري''' (ع) ([[سنة 232 للهجرة|232]] - [[260 هـ]]) هو الإمام الحادي عشر من [[الإمامة|أئمة]] [[الاثنا عشرية|الشيعة الاثني عشرية]]، وقد لقّب بالعسكري لفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى [[الهادي (ع)|أبيه (ع)]] من قبل السلطة [[بني العباس|العباسية]] في [[سامراء]] التي كانت يومها معسكراً للجند، وكان الهدف من ذلك تشديد المراقبة على الإمام (ع) وعدم السماح له بالاتصال بأتباعه والمقربين منه.
'''الحسن بن علي العسكري''' (ع) ([[سنة 232 للهجرة|232]] - [[260 هـ]]) هو الإمام الحادي عشر من [[الأئمة الاثني عشرية]]، وقد لقّب بالعسكري لفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى [[الهادي (ع)|أبيه (ع)]] من قبل السلطة [[بني العباس|العباسية]] في [[سامراء]] التي كانت يومها معسكراً للجند، وكان الهدف من ذلك تشديد المراقبة على الإمام (ع) وعدم السماح له بالاتصال بأتباعه والمقربين منه.


إن المضايقات التي كان يعانيها الإمام العسكري (ع) في زمانه أدت لإختياره [[النيابة|نواباً]] للاتصال [[الشيعة|بشيعته]]، وكان [[عثمان بن سعيد]] أحد نوابه الذي تولى النيابة في حياته وبعد وفاته، وبقي فيها حتى عصر [[الغيبة الصغرى]]، فأصبح كأول وكيل ونائب خاص [[الإمام المهدي|للإمام المهدي (ع)]].
إن المضايقات التي كان يعانيها الإمام العسكري (ع) في زمانه أدت لإختياره [[النيابة|نواباً]] للاتصال [[الشيعة|بشيعته]]، وكان [[عثمان بن سعيد]] أحد نوابه الذي تولى النيابة في حياته وبعد وفاته، وبقي فيها حتى عصر [[الغيبة الصغرى]]، فأصبح كأول وكيل ونائب خاص [[الإمام المهدي|للإمام المهدي (ع)]].


ترك الإمام العسكري (ع) مجموعة من [[الأحاديث]] في مجال [[تفسير القرآن|التفسير]] و[[الأخلاق]] والقضايا العقائدية إضافة إلى [[الدعاء|الأدعية]].
ترك الإمام العسكري (ع) مجموعة من [[الأحاديث]] في مجال [[تفسير القرآن|التفسير]] {{و}}[[الأخلاق]] والقضايا العقائدية إضافة إلى [[الدعاء|الأدعية]].


مرض الإمام العسكري (ع) في بداية [[شهر ربيع الأول]] من [[سنة 260 هـ]]، من أثر السم، واستشهد في [[8 ربيع الأول|الثامن]] من الشهر نفسه، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه [[الإمام الهادي (ع)]]. المكان الذي يشتهر اليوم بـ[[حرم العسكريين]].
مرض الإمام العسكري (ع) في بداية [[شهر ربيع الأول]] من [[سنة 260 هـ]]، من أثر السم، واستشهد في [[8 ربيع الأول|الثامن]] من الشهر نفسه، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه [[الإمام الهادي (ع)]]. المكان الذي يشتهر اليوم بـ[[حرم العسكريين]].
سطر ٤٥: سطر ٤٥:
| المصدر =
| المصدر =
}}
}}
كان مولد الإمام أبي محمد (ع) [[المدينة|بالمدينة]] يوم [[العاشر من ربيع الآخر]] [[سنة 232 للهجرة|سنة 232 من الهجرة]]،<ref>المفيد، مسار الشيعة، ص 52.</ref> وقيل في [[8 ربيع الثاني]]،<ref>الطبرسي، أعلام الورى باعلام الهدى، ص 349.</ref> وهناك من قال في [[4 ربيع الثاني|الرابع]] منه <ref>ابن شهر آشوب، المناقب، ج 4، ص 434.</ref> وعاش ثماني وعشرين سنة.<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 503.</ref> وهناك من ذهب أنه (ع) ولد [[سنة 231 هـ|سنة 231 هجرية]]، ولم يتعرض للشهر الذي ولد فيه.<ref>سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 502.</ref>
كان مولد الإمام أبي محمد (ع) [[المدينة|بالمدينة]] يوم [[العاشر من ربيع الآخر]] سنة [[سنة 232 للهجرة|232 من الهجرة]]،<ref>المفيد، مسار الشيعة، ص 52.</ref> وقيل في [[8 ربيع الثاني]]،<ref>الطبرسي، أعلام الورى باعلام الهدى، ص 349.</ref> وهناك من قال في [[4 ربيع الثاني|الرابع]] منه <ref>ابن شهر آشوب، المناقب، ج 4، ص 434.</ref> وعاش ثماني وعشرين سنة.<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 503.</ref> وهناك من ذهب أنه (ع) ولد [[سنة 231 هـ|سنة 231 هجرية]]، ولم يتعرض للشهر الذي ولد فيه.<ref>سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 502.</ref>


وكانت [[الشهادة|شهادته]] في [[8 ربيع الأول]]، لعام [[260 هـ]].<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 4، ص 110.</ref> وهناك من ذهب إلى القول بأنّها كانت في [[جمادى الأولى]] من نفس العام.<ref>ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 2، ص 94.</ref>
وكانت [[الشهادة|شهادته]] في [[8 ربيع الأول]]، لعام [[260 هـ]].<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 4، ص 110.</ref> وهناك من ذهب إلى القول بأنّها كانت في [[جمادى الأولى]] من نفس العام.<ref>ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 2، ص 94.</ref>
سطر ٥٨: سطر ٥٨:


===أزواجه وأولاده===
===أزواجه وأولاده===
بناءا علی رواية مشهورة إنّ الإمام العسكري (ع) لم يتزوج وإنما أنجب ولده [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]]{{عج}} من أمّ ولد كانت عنده، غير أن كلا من [[الشيخ الصدوق]] و[[الشهيد الثاني]] يعارضان ذلك، ويؤكدان أنّ [[أم الإمام المهدي]] لم تكن أمّ ولد، وإنّما تزّوجها الإمام العسكري وهي حرّة.<ref>الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج 2، ص 418؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 28.</ref> وقد اختلفت كلمة الباحثين في تحديد اسم أمّ الإمام المهدي.<ref>المسعودي، مروج الذهب، 266؛ نقلا عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref> ولعل ذلك يعود إلى تعدد إماء الإمام العسكري أو لإخفاء ولادته عن عيون السلطة.
بناءا علی رواية مشهورة إنّ الإمام العسكري (ع) لم يتزوج وإنما أنجب ولده [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]]{{عج}} من أمّ ولد كانت عنده، غير أن كلا من [[الشيخ الصدوق]] {{و}}[[الشهيد الثاني]] يعارضان ذلك، ويؤكدان أنّ [[أم الإمام المهدي]] لم تكن أمّ ولد، وإنّما تزّوجها الإمام العسكري وهي حرّة.<ref>الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج 2، ص 418؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 28.</ref> وقد اختلفت كلمة الباحثين في تحديد اسم أمّ الإمام المهدي.<ref>المسعودي، مروج الذهب، 266؛ نقلا عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref> ولعل ذلك يعود إلى تعدد إماء الإمام العسكري أو لإخفاء ولادته عن عيون السلطة.
إلّا أن المشهور بين [[الشيعة]] أن أمّ الإمام هي [[السيدة نرجس]].<ref>الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، 307، أماكن مختلفة؛ الخصيبي، الهداية الكبرى، 248؛ الطوسي، الغيبة، 213؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref> ومن أشهر أسمائها أيضاً صقيل.<ref>الطوسي، الغيبة، 272؛ الذهبي، سير، ج 121، ص 13؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref> وقيل أن اسمها سوسن<ref>مثلاً ابن ابي الثلج، 26؛ ابن خشاب، 201؛ الذهبي، سير، 121/13؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref> وريحانة ومريم.<ref>أنظر: الطريحي، 160؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref>
إلّا أن المشهور بين [[الشيعة]] أن أمّ الإمام هي [[السيدة نرجس]].<ref>الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، 307، أماكن مختلفة؛ الخصيبي، الهداية الكبرى، 248؛ الطوسي، الغيبة، 213؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref> ومن أشهر أسمائها أيضاً صقيل.<ref>الطوسي، الغيبة، 272؛ الذهبي، سير، ج 121، ص 13؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref> وقيل أن اسمها سوسن<ref>مثلاً ابن ابي الثلج، 26؛ ابن خشاب، 201؛ الذهبي، سير، 121/13؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref> وريحانة ومريم.<ref>أنظر: الطريحي، 160؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري (ع)، الإمام»، ص 618.</ref>


سطر ٦٩: سطر ٦٩:
تصدی الحسن بن علي العسكري (ع) [[الإمامة|للإمامة]] بعد أبيه [[الهادي (ع)]] بمدة 6 أعوام ([[254 هـ|254]] - [[260 هـ]])<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج ‏2، ص 313.</ref>
تصدی الحسن بن علي العسكري (ع) [[الإمامة|للإمامة]] بعد أبيه [[الهادي (ع)]] بمدة 6 أعوام ([[254 هـ|254]] - [[260 هـ]])<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج ‏2، ص 313.</ref>


من أهم الدلائل على إمامة الحسن بن علي (ع) الوصايا والنصوص التي صدرت من الإمام الهادي (ع) تنصّ على أن ولده الحسن هو الإمام من بعده، فقد ذكر [[الشيخ المفيد]] حوالي 10 من الروايات والمكاتبات في هذا المجال، وقال: «وكان الإمام بعد أبي الحسن علي بن محمد (ع) ابنه الحسن بن علي لاجتماع خلال الفضل، وتقدّمه على كافّة أهل عصره، فيما يوجب له [[الإمامة]]، ويقتضي له الرياسة من العلم و[[الزهد]] وكمال [[العقل]]، و[[العصمة]] و[[الشجاعة]] والكرم، وكثرة الأعمال المقرّبة إلى [[الله]] جلّ اسمه، ثم لنص أبيه عليه وإشارته [[الخلافة|بالخلافة]] إليه»<ref>المفيد، الارشاد، 1428، ص 495 - 497.</ref> كالذي رواه [[علي بن عمرو النوفلي]]، الذي قال:
من أهم الدلائل على إمامة الحسن بن علي (ع) الوصايا والنصوص التي صدرت من الإمام الهادي (ع) تنصّ على أن ولده الحسن هو الإمام من بعده، فقد ذكر [[الشيخ المفيد]] حوالي 10 من الروايات والمكاتبات في هذا المجال، وقال: «وكان الإمام بعد أبي الحسن علي بن محمد (ع) ابنه الحسن بن علي لاجتماع خلال الفضل، وتقدّمه على كافّة أهل عصره، فيما يوجب له [[الإمامة]]، ويقتضي له الرياسة من العلم و[[الزهد]] وكمال [[العقل]]، {{و}}[[العصمة]] {{و}}[[الشجاعة]] والكرم، وكثرة الأعمال المقرّبة إلى [[الله]] جلّ اسمه، ثم لنص أبيه عليه وإشارته [[الخلافة|بالخلافة]] إليه»<ref>المفيد، الارشاد، 1428، ص 495 - 497.</ref> كالذي رواه [[علي بن عمرو النوفلي]]، الذي قال:
:«كنت مع أبي الحسن (ع) في صحن داره، فمرّ بنا محمد ابنه، فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا صاحبكم من بعدى الحسن».<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 324.</ref>
:«كنت مع أبي الحسن (ع) في صحن داره، فمرّ بنا محمد ابنه، فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا صاحبكم من بعدى الحسن».<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 324.</ref>
اعتقد معظم الشيعة بإمامة الإمام العسكري (ع) إلا أن فريق منهم ذهب إلی إمامة أخيه جعفر (المعروف ب[[جعفر الكذاب]])<ref> الأشعری، المقالات والفرق، ص 101.</ref>
اعتقد معظم الشيعة بإمامة الإمام العسكري (ع) إلا أن فريق منهم ذهب إلی إمامة أخيه جعفر (المعروف ب[[جعفر الكذاب]])<ref> الأشعری، المقالات والفرق، ص 101.</ref>


==حياته في سامراء==
==حياته في سامراء==
انتقل الإمام الحسن العسكري (ع) - وبأمر من السلطان - بمعية والده [[الإمام الهادي(ع)]]  إلى [[سامراء]] [[سنة 233 للهجرة|سنة 233 هـ]]<ref>النوبختي، فرق الشیعة، ص 92.</ref> أو [[سنة 236 للهجرة|236 هـ]].<ref>المسعودي، إثبات الوصیة، ص 259.</ref>
انتقل الإمام الحسن العسكري (ع) - وبأمر من السلطان - بمعية والده [[الإمام الهادي(ع)]]  إلى [[سامراء]] سنة [[سنة 233 للهجرة|233 هـ]]<ref>النوبختي، فرق الشیعة، ص 92.</ref> أو [[سنة 236 للهجرة|236 هـ]].<ref>المسعودي، إثبات الوصیة، ص 259.</ref>
===الاتصال بشيعته===
===الاتصال بشيعته===
كان الإمام يعيش - باستثناء بعض المرات التي أودع خلالها السجن - حياته كسائر الناس ظاهراً رغم الرقابة المفروضة عليه من قبل السلطة التي رصدت كافة حركاته وسكناته باعتباره يعيش الإقامة الجبرية في مدينة فرض عليه العيش فيها وترك موطنه الأصلي في [[المدينة المنورة]].
كان الإمام يعيش - باستثناء بعض المرات التي أودع خلالها السجن - حياته كسائر الناس ظاهراً رغم الرقابة المفروضة عليه من قبل السلطة التي رصدت كافة حركاته وسكناته باعتباره يعيش الإقامة الجبرية في مدينة فرض عليه العيش فيها وترك موطنه الأصلي في [[المدينة المنورة]].
سطر ٩٥: سطر ٩٥:
===مكانة الإمام في سامراء===
===مكانة الإمام في سامراء===
{{الإمامة والخلافة}}
{{الإمامة والخلافة}}
حظي الإمام العسكري (ع) مع حداثة سنّه بمكانة سامية في الوسط السامرائي بشقيه [[الشيعة|الشيعي]] و[[أهل السنة|السنّي]] لما توفر عليه من مكانة علمية مرموقة وخلق رفيع ونقاء سريرة، مما فرض على السلطة [[بني العباس|العباسية]] أن تتعامل معه ظاهراً - باستثناء بعض الحالات - باحترام وتبجيل.
حظي الإمام العسكري (ع) مع حداثة سنّه بمكانة سامية في الوسط السامرائي بشقيه [[الشيعة|الشيعي]] {{و}}[[أهل السنة|السنّي]] لما توفر عليه من مكانة علمية مرموقة وخلق رفيع ونقاء سريرة، مما فرض على السلطة [[بني العباس|العباسية]] أن تتعامل معه ظاهراً - باستثناء بعض الحالات - باحترام وتبجيل.


وقد سجّل الخصوصية للإمام [[سعد بن عبد الله الأشعري]] من أبرز علماء [[الإمامية]] ووجوههم - ومن الرجال الذين احتمل لقاءهم بالإمام العسكري (ع)- حيث قال: كان أَحمد بن عبيد اللَّه بن خاقان وزير البلاط العباسي في عصر المعتمد<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 126.</ref> على الضِّياعَ والخراج بقُمَّ فجرى في مجلسه يوماً ذكر [[العلويون|العلويَّةِ]] ومذاهبهمْ وكان شديد النَّصب، فقال: ما رأَيت ولا عرفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى رجلا من العلويَّة مثلَ الحسنِ بنِ عليِّ بن محمَّد بن الرِّضا في هديِه وسكونه وعفافه ونُبله وكرمه عندَ أَهل بيتهِ و[[بني هاشم|بني هاشمٍ]] وتقديمهِمْ إِيَّاهُ على ذوي السِّنِّ منهم والخطر وكذلك القوَّادِ والوزراءِ وعامَّةِ النَّاس . فَإِني كنتُ يوماً قائماً على رأْسِ أَبِي - وكان وزيراً للدولة- وهو يومُ مجلسه للنَّاسِ إِذْ دخل عليه حُجَّابُهُ فقالُوا: أَبو محمَّد بن الرِّضا بالباب، فقال بصوت عال ائْذَنُوا لهُ، فتعجَّبْتُ ممَّا سمعتُ منهُمْ. فلمَّا نظر إليه أَبي قام يمشي إليه خُطًى، ولا أَعلمُهُ فعَل هذا بِأَحدٍ من بني هاشمٍ والْقُوَّادِ، فلمَّا دنا منهُ عانقَهُ، وقَبَّلَ وجههُ وصدرهُ، وأَخذَ بيده، وأَجلسهُ على مُصلَّاهُ الذي كان عليهِ، وجلس إلى جنبه مُقْبِلًا عليه بوجهِه، وجعل يكلِّمه، ويفديهِ بنفسه.
وقد سجّل الخصوصية للإمام [[سعد بن عبد الله الأشعري]] من أبرز علماء [[الإمامية]] ووجوههم - ومن الرجال الذين احتمل لقاءهم بالإمام العسكري (ع)- حيث قال: كان أَحمد بن عبيد اللَّه بن خاقان وزير البلاط العباسي في عصر المعتمد<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 126.</ref> على الضِّياعَ والخراج بقُمَّ فجرى في مجلسه يوماً ذكر [[العلويون|العلويَّةِ]] ومذاهبهمْ وكان شديد النَّصب، فقال: ما رأَيت ولا عرفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى رجلا من العلويَّة مثلَ الحسنِ بنِ عليِّ بن محمَّد بن الرِّضا في هديِه وسكونه وعفافه ونُبله وكرمه عندَ أَهل بيتهِ و[[بني هاشم|بني هاشمٍ]] وتقديمهِمْ إِيَّاهُ على ذوي السِّنِّ منهم والخطر وكذلك القوَّادِ والوزراءِ وعامَّةِ النَّاس . فَإِني كنتُ يوماً قائماً على رأْسِ أَبِي - وكان وزيراً للدولة- وهو يومُ مجلسه للنَّاسِ إِذْ دخل عليه حُجَّابُهُ فقالُوا: أَبو محمَّد بن الرِّضا بالباب، فقال بصوت عال ائْذَنُوا لهُ، فتعجَّبْتُ ممَّا سمعتُ منهُمْ. فلمَّا نظر إليه أَبي قام يمشي إليه خُطًى، ولا أَعلمُهُ فعَل هذا بِأَحدٍ من بني هاشمٍ والْقُوَّادِ، فلمَّا دنا منهُ عانقَهُ، وقَبَّلَ وجههُ وصدرهُ، وأَخذَ بيده، وأَجلسهُ على مُصلَّاهُ الذي كان عليهِ، وجلس إلى جنبه مُقْبِلًا عليه بوجهِه، وجعل يكلِّمه، ويفديهِ بنفسه.
سطر ١٠١: سطر ١٠١:
فلما كان اللَّيلُ جئتُ، فجلستُ بين يدي أبي، فقلتُ: يا أَبَهْ من الرَّجل الذي رأَيتكَ بالغداة فعلت به ما فعلْت من الإِجلال والكرامة والتَّبْجِيلِ وفديتهُ بنفسكَ وأَبويك؟ فقال: يا بُنَيَّ ذاك إِمامُ [[الرافضة|الرَّافضة]] ذاك الحسنُ بنُ عليٍّ المعرُوفُ بابن الرِّضا. ثمَّ قال: يا بنيَّ لو زالت الإمامةُ عن خلفاءِ [[بني العباس|بني العبَّاس]] ما استحقَّها أَحدٌ من [[بني هاشم|بني هاشمٍ]] غير هذا وإِنَّ هذا ليستحِقُّهَا في فضله وعفافه وهديِهِ وصيانته وزهده وعبادته وجميلِ أَخلاقه وصلاحه. فازددتُ قلقاً وتفكُّراً وغيظاً على أَبِي وما سمعتُ منهُ، فلمْ يكنْ لي هِمَّةٌ بَعْدَ ذلكَ إلاّ السُّؤال عن خبره والبحث عن أَمره، فما سأَلتُ أَحداً من بني هاشمٍ والقُوَّاد والكُتَّاب والقضاة والفقَهاء وسائر النَّاس إلاّ وجدْتُهُ عنده في غاية الإِجلال والإِعْظام والمحلِّ الرَّفيع والقَولِ الْجميل والتَّقْدِيمِ لهُ على جميِع أَهل بيته ومشايخه، فَعَظُمَ قَدْرُهُ عِنْدِي إِذ لمْ أَر لهُ وليّاً ولا عَدُوّاً إلاّ وهُوَ يُحْسِنُ القولَ فيه والثَّنَاءَ عَلَيْهِ.<ref>الكليني ج 1، ص 503.</ref> والرواية مع الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة الراوي لها وعدائه لأهل البيت تكشف بما لا مرية فيه المكانة السامية والمنزلة الرفعية التي فرضتها شخصية الإمام (ع) في الوسط السامرائي.
فلما كان اللَّيلُ جئتُ، فجلستُ بين يدي أبي، فقلتُ: يا أَبَهْ من الرَّجل الذي رأَيتكَ بالغداة فعلت به ما فعلْت من الإِجلال والكرامة والتَّبْجِيلِ وفديتهُ بنفسكَ وأَبويك؟ فقال: يا بُنَيَّ ذاك إِمامُ [[الرافضة|الرَّافضة]] ذاك الحسنُ بنُ عليٍّ المعرُوفُ بابن الرِّضا. ثمَّ قال: يا بنيَّ لو زالت الإمامةُ عن خلفاءِ [[بني العباس|بني العبَّاس]] ما استحقَّها أَحدٌ من [[بني هاشم|بني هاشمٍ]] غير هذا وإِنَّ هذا ليستحِقُّهَا في فضله وعفافه وهديِهِ وصيانته وزهده وعبادته وجميلِ أَخلاقه وصلاحه. فازددتُ قلقاً وتفكُّراً وغيظاً على أَبِي وما سمعتُ منهُ، فلمْ يكنْ لي هِمَّةٌ بَعْدَ ذلكَ إلاّ السُّؤال عن خبره والبحث عن أَمره، فما سأَلتُ أَحداً من بني هاشمٍ والقُوَّاد والكُتَّاب والقضاة والفقَهاء وسائر النَّاس إلاّ وجدْتُهُ عنده في غاية الإِجلال والإِعْظام والمحلِّ الرَّفيع والقَولِ الْجميل والتَّقْدِيمِ لهُ على جميِع أَهل بيته ومشايخه، فَعَظُمَ قَدْرُهُ عِنْدِي إِذ لمْ أَر لهُ وليّاً ولا عَدُوّاً إلاّ وهُوَ يُحْسِنُ القولَ فيه والثَّنَاءَ عَلَيْهِ.<ref>الكليني ج 1، ص 503.</ref> والرواية مع الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة الراوي لها وعدائه لأهل البيت تكشف بما لا مرية فيه المكانة السامية والمنزلة الرفعية التي فرضتها شخصية الإمام (ع) في الوسط السامرائي.


وقد شهد بمكانته وعظيم منزلته خادمه الشاكري الذي لازم خدمته حينما سئل عن منزلته، فقال: كان أستاذي -  أشار إلى الإمام - صالحاً من بين [[العلويين]]، لم أر قط مثله، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس. قال: وكان يوم النوبة يحضر من الناس شيء عظيم. ويغصّ الشارعُ بالدواب والبغال والحمير والضجة، فلا يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم. قال: فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة، وهدأ صهيل الخيل، ونهاق الحمير، وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعاً لا يحتاج أن يتوقى من الدواب نَحُفَّه‏ ليزحمها، ثم يدخل، فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فإذا أراد الخروج وصاح البوابون: هاتوا دابة أبي محمد، سكن صياح الناس وصهيل الخيل، وتفرقت الدواب حتى يركب، ويمضي.<ref>الشيخ الطوسي، ص 214.</ref> ومن الطبيعي أن يكون أغلب هؤلاء المجتمعين من شيعة الإمام (ع) ومواليه جاؤوا من مناطق شتّى لرؤية الإمام لما له من مكانة بين أتباع الفريقين [[الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]].
وقد شهد بمكانته وعظيم منزلته خادمه الشاكري الذي لازم خدمته حينما سئل عن منزلته، فقال: كان أستاذي -  أشار إلى الإمام - صالحاً من بين [[العلويين]]، لم أر قط مثله، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس. قال: وكان يوم النوبة يحضر من الناس شيء عظيم. ويغصّ الشارعُ بالدواب والبغال والحمير والضجة، فلا يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم. قال: فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة، وهدأ صهيل الخيل، ونهاق الحمير، وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعاً لا يحتاج أن يتوقى من الدواب نَحُفَّه‏ ليزحمها، ثم يدخل، فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فإذا أراد الخروج وصاح البوابون: هاتوا دابة أبي محمد، سكن صياح الناس وصهيل الخيل، وتفرقت الدواب حتى يركب، ويمضي.<ref>الشيخ الطوسي، ص 214.</ref> ومن الطبيعي أن يكون أغلب هؤلاء المجتمعين من شيعة الإمام (ع) ومواليه جاؤوا من مناطق شتّى لرؤية الإمام لما له من مكانة بين أتباع الفريقين [[الشيعة]] {{و}}[[أهل السنة|السنة]].


===الخلفاء المعاصرون له===
===الخلفاء المعاصرون له===
عاصر الإمام العسكري (ع) إبّان إمامته ثلاثة من [[الخلافة|الخلفاء]] [[بني العباس|العباسيين]] هم: [[المعتز العباسي]] (حكم: [[سنة 252 للهجرة|252]] - [[سنة 255 للهجرة|255 هـ]]) و[[المهتدي العباسي|المهتدي]] (حكم: 255 - [[سنة 256 للهجرة|256 هـ]]) و[[المعتمد العباسي]] (حكم: 256 - [[سنة 279 للهجرة|279 هـ]]).<ref>الطبري، محمد بن جرير، دلائل الامامة، ج1، ص223.</ref>
عاصر الإمام العسكري (ع) إبّان إمامته ثلاثة من الخلفاء [[بني العباس|العباسيين]] هم: [[المعتز العباسي]] (حكم: [[سنة 252 للهجرة|252]] - [[سنة 255 للهجرة|255 هـ]]) {{و}}[[المهتدي العباسي|المهتدي]] (حكم: 255 - [[سنة 256 للهجرة|256 هـ]]) {{و}}[[المعتمد العباسي]] (حكم: 256 - [[سنة 279 للهجرة|279 هـ]]).<ref>الطبري، محمد بن جرير، دلائل الامامة، ج1، ص223.</ref>


===اعتقال الإمام===
===اعتقال الإمام===
سطر ١١٣: سطر ١١٣:
{{مفصلة|حرم العسكريين (ع)}}
{{مفصلة|حرم العسكريين (ع)}}


هو المكان الذي دفن فيه الإمامان العاشر والحادي عشر [[الإمامية|للإمامية]] والذي يقع في [[مدينة سامراء]] العراقية. ويقع سرداب إلى جانب المرقد يسمى بـ[[سرداب الغيبة]] الذي اشتهر على أنه مكان اختفاء [[صاحب العصر]] [[الحجة بن الحسن]] (عج).  
هو المكان الذي دفن فيه الإمامان العاشر والحادي عشر [[الإمامية|للإمامية]] والذي يقع في [[مدينة سامراء]] العراقية. ويقع سرداب إلى جانب المرقد يسمى بـ[[سرداب الغيبة]] الذي اشتهر على أنه مكان اختفاء [[الحجة بن الحسن]] (عج).  


وقد تعرض الحرم للتخريب إثر تفجيرين إرهابيَين ما بين عامي 1426 هـ و1428 هـ ما أدى إلى تدمير جزء من البناء بما فيه القبة والمأذنة والضريح. كما وقد خضع الدمار الناتج عن الهجمات إلى إعادة الإعمار والتجديد.
وقد تعرض الحرم للتخريب إثر تفجيرين إرهابيَين ما بين عامي 1426 هـ و1428 هـ ما أدى إلى تدمير جزء من البناء بما فيه القبة والمأذنة والضريح. كما وقد خضع الدمار الناتج عن الهجمات إلى إعادة الإعمار والتجديد.
سطر ١٧٠: سطر ١٧٠:
{{الإمامة}}
{{الإمامة}}
{{التشيع في العراق}}
{{التشيع في العراق}}
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]


[[تصنيف:أئمة أهل البيت]]
[[تصنيف:أئمة أهل البيت]]
مستخدم مجهول