انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام الحسن العسكري عليه السلام»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٥٦: سطر ٥٦:


===أزواجه وأولاده===
===أزواجه وأولاده===
بناءا علی رواية مشهورة إنّ الإمام العسكري {{ع}} لم يتزوج وإنما أنجب ولده [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} من أمّ ولد كانت عنده، غير أن كلا من [[الشيخ الصدوق]] و[[الشهيد الثاني]] يعارضان ذلك، ويؤكدان أنّ [[أم الإمام المهدي]]{{عج}} لم تكن أمّ ولد، وإنّما تزّوجها الإمام العسكري {{ع}} وهي حرّة.<ref>الصدوق؛ كمال الدين وتمام النعمة، ج2، ص418؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 28.</ref> وقد اختلفت كلمة الباحثين في تحديد اسم أمّ الإمام المهدي {{ع}}.<ref>المسعودي، 266؛ نقلا عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref> ولعل ذلك يعود إلى تعدد إماء الإمام العسكري {{ع}} أو لإخفاء ولادته عن عيون السلطة.
بناءا علی رواية مشهورة إنّ الإمام العسكري {{ع}} لم يتزوج وإنما أنجب ولده [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} من أمّ ولد كانت عنده، غير أن كلا من [[الشيخ الصدوق]] و[[الشهيد الثاني]] يعارضان ذلك، ويؤكدان أنّ [[أم الإمام المهدي]] لم تكن أمّ ولد، وإنّما تزّوجها الإمام العسكري وهي حرّة.<ref>الصدوق؛ كمال الدين وتمام النعمة، ج2، ص418؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 28.</ref> وقد اختلفت كلمة الباحثين في تحديد اسم أمّ الإمام المهدي.<ref>المسعودي، 266؛ نقلا عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref> ولعل ذلك يعود إلى تعدد إماء الإمام العسكري أو لإخفاء ولادته عن عيون السلطة.
إلّا أن المشهور بين [[الشيعة]] أن أمّ الإمام هي [[السيدة نرجس]].<ref>انظر: ابن بابويه، كمال...، 307، أماكن مختلفة؛ الخصيبي، 248؛ الطوسي، الغيبة، 213؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن عسكري{{ع}}، الإمام»،ص 618.</ref> ومن أشهر أسمائها أيضاً صقيل.<ref>ابن حزم، 61؛ الطوسي، الغيبة، 272؛ الذهبي، سير، 121/13؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref> وقيل أن اسمها سوسن<ref>مثلاً ابن ابي الثلج، 26؛ ابن خشاب، 201؛ الذهبي، سير، 121/13؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref> وريحانة ومريم.<ref>أنظر: الطريحي، 160؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref>
إلّا أن المشهور بين [[الشيعة]] أن أمّ الإمام هي [[السيدة نرجس]].<ref>انظر: ابن بابويه، كمال...، 307، أماكن مختلفة؛ الخصيبي، 248؛ الطوسي، الغيبة، 213؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن عسكري{{ع}}، الإمام»،ص 618.</ref> ومن أشهر أسمائها أيضاً صقيل.<ref>ابن حزم، 61؛ الطوسي، الغيبة، 272؛ الذهبي، سير، 121/13؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref> وقيل أن اسمها سوسن<ref>مثلاً ابن ابي الثلج، 26؛ ابن خشاب، 201؛ الذهبي، سير، 121/13؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref> وريحانة ومريم.<ref>أنظر: الطريحي، 160؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref>


والمشهور بين الباحثين والمحققين من الفريقين أن الإمام العسكري {{ع}} لم ينجب سوى ولده [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} المسمّى بمحمد<ref>ابن شهر آشوب، 523/3؛ ابن طولون، 113؛ الطبرسي، الفضل، «تاج»، 59؛ ابن الأثير، 274/7؛ ابن صباغ، 278؛ الشبلنجي، 183؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref> المولود في [[الخامس عشر من شعبان]] سنة [[255 هـ|255 هجرية]] وقيل سنة 256 و254هجرية.<ref>انظر: الطريحي، فخر الدين، جامع المقال، تحقيق محمد كاظم الطريحي، طهران، 1355هـ ش، 190؛ وكذا أبو المعالي، 75؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref>
والمشهور بين الباحثين والمحققين من الفريقين أن الإمام العسكري {{ع}} لم ينجب سوى ولده [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} المسمّى بمحمد<ref>ابن شهر آشوب، 523/3؛ ابن طولون، 113؛ الطبرسي، الفضل، «تاج»، 59؛ ابن الأثير، 274/7؛ ابن صباغ، 278؛ الشبلنجي، 183؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref> المولود في [[الخامس عشر من شعبان]] سنة [[255 هـ|255 هجرية]] وقيل سنة 256 و254هجرية.<ref>انظر: الطريحي، فخر الدين، جامع المقال، تحقيق محمد كاظم الطريحي، طهران، 1355هـ ش، 190؛ وكذا أبو المعالي، 75؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 618.</ref>


وقد اختلفت كلمة المؤرخين حول أولاد الإمام العسكري {{ع}} حيث ذهب البعض إلى القول بأنّه ترك ثلاثة من الذكور وثلاث من الإناث،<ref>الزرندي، محمد، معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول(ص)، تحقيق ماجد عطيه، قم، انتشارات عامري، ص 176؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، صص 619-618.</ref>
وقد اختلفت كلمة المؤرخين حول أولاد الإمام العسكري حيث ذهب البعض إلى القول بأنّه ترك ثلاثة من الذكور وثلاث من الإناث،<ref>الزرندي، محمد، معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول(ص)، تحقيق ماجد عطيه، قم، انتشارات عامري، ص 176؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، صص 619-618.</ref>
فيما حدد الخصيبي أولاد الإمام العسكري {{ع}} بالإمام المهدي {{عج}} وفاطمة ودلالة.<ref>ص 328.</ref> وقال [[ابن أبي الثلج]]: أولاد الإمام العسكري هم الإمام المهدي وموسى وفاطمة وعائشة (أو أمّ موسى).<ref>ص 21-22؛ انظر: فخر الدين الرازي، الشجرة المباركة، قم، 1409هـ، 79؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 619.</ref> فيما ذهبت بعض كتب التراجم إلى إدراج تلك الأسماء ضمن قائمة أخوة وأخوات الإمام الحسن العسكري.<ref>مثلاً انظر: فخر الدين الرازي، 78؛ نقلاً عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 619.</ref> مما يشير إلى احتمال وقوع الخلط في كلمات الباحثين.
فيما حدد الخصيبي أولاد الإمام العسكري بالإمام المهدي {{عج}} وفاطمة ودلالة.<ref>ص 328.</ref> وقال [[ابن أبي الثلج]]: أولاد الإمام العسكري هم الإمام المهدي وموسى وفاطمة وعائشة (أو أمّ موسى).<ref>ص 21-22؛ انظر: فخر الدين الرازي، الشجرة المباركة، قم، 1409هـ، 79؛ نقلاُ عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 619.</ref> فيما ذهبت بعض كتب التراجم إلى إدراج تلك الأسماء ضمن قائمة أخوة وأخوات الإمام الحسن العسكري.<ref>مثلاً انظر: فخر الدين الرازي، 78؛ نقلاً عن دانشنامه بزرك اسلامي، ج 20، مدخل «الـ حسن الـ عسكري{{ع}}، الإمام»، ص 619.</ref> مما يشير إلى احتمال وقوع الخلط في كلمات الباحثين.


==إمامته==
==إمامته==
تصدی الحسن بن علي العسكري (ع) [[الإمامة|للإمامة]] بعد أبيه [[الهادي (ع)]] بمدة 6 أعوام ([[254 هـ|254]] - [[260 هـ]])<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج ‏2، ص 313.</ref>
تصدی الحسن بن علي العسكري (ع) [[الإمامة|للإمامة]] بعد أبيه [[الهادي (ع)]] بمدة 6 أعوام ([[254 هـ|254]] - [[260 هـ]])<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج ‏2، ص 313.</ref>


من أهم الدلائل على إمامة الحسن بن علي (ع) الوصايا والنصوص التي صدرت من الإمام الهادي (ع) تنصّ على أن ولده الحسن هو الإمام من بعده، فقد ذكر [[الشيخ المفيد]] حوالي 10 من الروايات والمكاتبات في هذا المجال، وقال: «وكان الإمام بعد أبي الحسن علي بن محمد {{ع}} ابنه الحسن بن علي لاجتماع خلال الفضل، وتقدّمه على كافّة أهل عصره، فيما يوجب له [[الإمامة]]، ويقتضي له الرياسة من العلم و[[الزهد]] وكمال [[العقل]]، و[[العصمة]] و[[الشجاعة]] والكرم، وكثرة الأعمال المقرّبة إلى [[الله]] جلّ اسمه، ثم لنص أبيه عليه وإشارته [[الخلافة|بالخلافة]] إليه»<ref>المفيد، الارشاد، 1428، ص 495 - 497.</ref> كالذي رواه [[علي بن عمرو النوفلي]]، الذي قال:
من أهم الدلائل على إمامة الحسن بن علي (ع) الوصايا والنصوص التي صدرت من الإمام الهادي (ع) تنصّ على أن ولده الحسن هو الإمام من بعده، فقد ذكر [[الشيخ المفيد]] حوالي 10 من الروايات والمكاتبات في هذا المجال، وقال: «وكان الإمام بعد أبي الحسن علي بن محمد (ع) ابنه الحسن بن علي لاجتماع خلال الفضل، وتقدّمه على كافّة أهل عصره، فيما يوجب له [[الإمامة]]، ويقتضي له الرياسة من العلم و[[الزهد]] وكمال [[العقل]]، و[[العصمة]] و[[الشجاعة]] والكرم، وكثرة الأعمال المقرّبة إلى [[الله]] جلّ اسمه، ثم لنص أبيه عليه وإشارته [[الخلافة|بالخلافة]] إليه»<ref>المفيد، الارشاد، 1428، ص 495 - 497.</ref> كالذي رواه [[علي بن عمرو النوفلي]]، الذي قال:
:«كنت مع أبي الحسن {{ع}} في صحن داره، فمرّ بنا محمد ابنه، فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا صاحبكم من بعدى الحسن {{ع}}».<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 324.</ref>
:«كنت مع أبي الحسن (ع) في صحن داره، فمرّ بنا محمد ابنه، فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا صاحبكم من بعدى الحسن».<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 324.</ref>
اعتقد معظم الشيعة بإمامة الإمام العسكري (ع) إلا أن فريق منهم ذهب إلی إمامة أخيه جعفر (المعروف ب[[جعفر الكذاب]])<ref> الأشعری، المقالات والفرق، ص 101.</ref>
اعتقد معظم الشيعة بإمامة الإمام العسكري (ع) إلا أن فريق منهم ذهب إلی إمامة أخيه جعفر (المعروف ب[[جعفر الكذاب]])<ref> الأشعری، المقالات والفرق، ص 101.</ref>


سطر ٧٤: سطر ٧٤:
انتقل الإمام الحسن العسكري {{ع}} - وبأمر من السلطان - بمعية والده [[الإمام الهادي(ع)]]  إلى [[سامراء]] [[سنة 233 للهجرة|سنة 233 هـ]]<ref>النوبختي، فرق الشیعة، ص 92.</ref> أو [[سنة 236 للهجرة|236 هـ]].<ref>المسعودي، إثبات الوصیة، ص 259.</ref>
انتقل الإمام الحسن العسكري {{ع}} - وبأمر من السلطان - بمعية والده [[الإمام الهادي(ع)]]  إلى [[سامراء]] [[سنة 233 للهجرة|سنة 233 هـ]]<ref>النوبختي، فرق الشیعة، ص 92.</ref> أو [[سنة 236 للهجرة|236 هـ]].<ref>المسعودي، إثبات الوصیة، ص 259.</ref>
===الاتصال بشيعته===
===الاتصال بشيعته===
كان الإمام {{ع}} يعيش - باستثناء بعض المرات التي أودع خلالها السجن - حياته كسائر الناس ظاهراً رغم الرقابة المفروضة عليه من قبل السلطة التي رصدت كافة حركاته وسكناته باعتباره يعيش الإقامة الجبرية في مدينة فرض عليه العيش فيها وترك موطنه الأصلي في [[المدينة المنورة]].
كان الإمام يعيش - باستثناء بعض المرات التي أودع خلالها السجن - حياته كسائر الناس ظاهراً رغم الرقابة المفروضة عليه من قبل السلطة التي رصدت كافة حركاته وسكناته باعتباره يعيش الإقامة الجبرية في مدينة فرض عليه العيش فيها وترك موطنه الأصلي في [[المدينة المنورة]].


ولاريب أن فرض الإقامة الجبرية عليه في [[سامراء]] طوال هذه المدّة كان بسبب شبكة الوكلاء والأتباع من [[الشيعة]] التي كانت تقلق [[الخليفة]]، وتشعره بالخشية من التفاف الموالين للإمام {{ع}} حوله.
ولاريب أن فرض الإقامة الجبرية عليه في [[سامراء]] طوال هذه المدّة كان بسبب شبكة الوكلاء والأتباع من [[الشيعة]] التي كانت تقلق [[الخليفة]]، وتشعره بالخشية من التفاف الموالين للإمام (ع) حوله.


{{صندوق اقتباس
{{صندوق اقتباس
سطر ٨٦: سطر ٨٦:
من هنا طالبته السلطة بالمثول لديها في دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس.<ref>الطوسي، الغيبه، ص129.</ref> وإن حاولت السلطة وضع ذلك في دائرة احترام الإمام وتبجيله إلاّ أنّ واقع الأمر يحكي خلاف ذلك.
من هنا طالبته السلطة بالمثول لديها في دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس.<ref>الطوسي، الغيبه، ص129.</ref> وإن حاولت السلطة وضع ذلك في دائرة احترام الإمام وتبجيله إلاّ أنّ واقع الأمر يحكي خلاف ذلك.


ومن هنا كانت [[الشيعة|شيعة]] الإمام {{ع}} تواجه مشكلة في الاتصال به {{ع}} حتى أن البعض منهم كان يستغل بعض المناسبات والفرص لمشاهدته {{ع}}، فقد جاء في الرواية عن بعض شيعة الإمام {{ع}} أنّه قال: «وخرج السلطان إلى صاحب البصرة، فخرجنا نريد النظر إلى أبي محمد {{ع}}، فنظرنا إليه ماضياً معه وقد قعدنا بين الحائطين بسر من رأى ننتظر رجوعه».<ref>المفيد، الإرشاد، ص387.</ref> ‏ومنها ما روي عن علي بن جعفر الحلبي قال: «اجتمعنا بالعسكر، وترصدنا لأبي محمد {{ع}} يوم ركوبه، فخرج توقيعه: ألا لا يسلمن عليّ أحد ولا يشير إلي بيده ولا يومئ أحدكم فإنكم لا تأمنون على أنفسكم».<ref>الراوندي، الخرائج والجرائح، ج 1، ص 439.</ref> وهي تعكس بوضوح تام شدّة الرقابة ومدى الخطر الذي كان يحيط بالمقربين من الإمام {{ع}}، مما جعلهم يستغلّون الفرص والمناسبات للالتقاء به والتخفي عن أعين السلطة.
ومن هنا كانت [[الشيعة]] تواجه مشكلة في الاتصال بالإمام (ع) حتى أن البعض منهم كان يستغل بعض المناسبات والفرص لمشاهدته، فقد جاء في الرواية عن بعض شيعة الإمام أنّه قال: «وخرج السلطان إلى صاحب البصرة، فخرجنا نريد النظر إلى أبي محمد (ع)، فنظرنا إليه ماضياً معه وقد قعدنا بين الحائطين بسر من رأى ننتظر رجوعه».<ref>المفيد، الإرشاد، ص387.</ref> ‏ومنها ما روي عن علي بن جعفر الحلبي قال: «اجتمعنا بالعسكر، وترصدنا لأبي محمد (ع) يوم ركوبه، فخرج توقيعه: ألا لا يسلمن عليّ أحد ولا يشير إلي بيده ولا يومئ أحدكم فإنكم لا تأمنون على أنفسكم».<ref>الراوندي، الخرائج والجرائح، ج 1، ص 439.</ref> وهي تعكس بوضوح تام شدّة الرقابة ومدى الخطر الذي كان يحيط بالمقربين من الإمام، مما جعلهم يستغلّون الفرص والمناسبات للالتقاء به والتخفي عن أعين السلطة.


وقد اعتمد الإمام {{ع}} أسلوب المكاتبة الذي يعدّ في حينه من أفضل وسائل التواصل مع شيعة الإمام {{ع}} وأتباعه.<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، ج 4، ص 425؛ الشيخ الطوسي، الغيبة، ص 214.</ref>
وقد اعتمد الإمام أسلوب المكاتبة الذي يعدّ في حينه من أفضل وسائل التواصل مع شيعة الإمام وأتباعه.<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، ج 4، ص 425؛ الشيخ الطوسي، الغيبة، ص 214.</ref>


===مكانة الإمام في سامراء===
===مكانة الإمام في سامراء===
سطر ٩٤: سطر ٩٤:
حظي الإمام العسكري {{ع}} مع حداثة سنّه بمكانة سامية في الوسط السامرائي بشقيه [[الشيعة|الشيعي]] و[[أهل السنة|السنّي]] لما توفر عليه من مكانة علمية مرموقة وخلق رفيع ونقاء سريرة، مما فرض على السلطة [[بني العباس|العباسية]] أن تتعامل معه ظاهراً - باستثناء بعض الحالات - باحترام وتبجيل.
حظي الإمام العسكري {{ع}} مع حداثة سنّه بمكانة سامية في الوسط السامرائي بشقيه [[الشيعة|الشيعي]] و[[أهل السنة|السنّي]] لما توفر عليه من مكانة علمية مرموقة وخلق رفيع ونقاء سريرة، مما فرض على السلطة [[بني العباس|العباسية]] أن تتعامل معه ظاهراً - باستثناء بعض الحالات - باحترام وتبجيل.


وقد سجّل الخصوصية للإمام {{ع}} [[سعد بن عبد الله الأشعري]] من أبرز علماء [[الإمامية]] ووجوههم - ومن الرجال الذين احتمل لقاءهم بالإمام العسكري {{ع}}- حيث قال: كان أَحمد بن عبيد اللَّه بن خاقان وزير البلاط العباسي في عصر المعتمد<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 126.</ref> على الضِّياعَ والخراج بقُمَّ فجرى في مجلسه يوماً ذكر [[العلوية|العلويَّةِ]] ومذاهبهمْ وكان شديد النَّصب، فقال: ما رأَيت ولا عرفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى رجلا من العلويَّة مثلَ الحسنِ بنِ عليِّ بن محمَّد بن الرِّضا في هديِه وسكونه وعفافه ونُبله وكرمه عندَ أَهل بيتهِ و[[بني هاشم|بني هاشمٍ]] وتقديمهِمْ إِيَّاهُ على ذوي السِّنِّ منهم والخطر وكذلك القوَّادِ والوزراءِ وعامَّةِ النَّاس . فَإِني كنتُ يوماً قائماً على رأْسِ أَبِي - وكان وزيراً للدولة- وهو يومُ مجلسه للنَّاسِ إِذْ دخل عليه حُجَّابُهُ فقالُوا: أَبو محمَّد بن الرِّضا بالباب، فقال بصوت عال ائْذَنُوا لهُ، فتعجَّبْتُ ممَّا سمعتُ منهُمْ. فلمَّا نظر إليه أَبي قام يمشي إليه خُطًى، ولا أَعلمُهُ فعَل هذا بِأَحدٍ من بني هاشمٍ والْقُوَّادِ، فلمَّا دنا منهُ عانقَهُ، وقَبَّلَ وجههُ وصدرهُ، وأَخذَ بيده، وأَجلسهُ على مُصلَّاهُ الذي كان عليهِ، وجلس إلى جنبه مُقْبِلًا عليه بوجهِه، وجعل يكلِّمه، ويفديهِ بنفسه.
وقد سجّل الخصوصية للإمام [[سعد بن عبد الله الأشعري]] من أبرز علماء [[الإمامية]] ووجوههم - ومن الرجال الذين احتمل لقاءهم بالإمام العسكري (ع)- حيث قال: كان أَحمد بن عبيد اللَّه بن خاقان وزير البلاط العباسي في عصر المعتمد<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 126.</ref> على الضِّياعَ والخراج بقُمَّ فجرى في مجلسه يوماً ذكر [[العلوية|العلويَّةِ]] ومذاهبهمْ وكان شديد النَّصب، فقال: ما رأَيت ولا عرفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى رجلا من العلويَّة مثلَ الحسنِ بنِ عليِّ بن محمَّد بن الرِّضا في هديِه وسكونه وعفافه ونُبله وكرمه عندَ أَهل بيتهِ و[[بني هاشم|بني هاشمٍ]] وتقديمهِمْ إِيَّاهُ على ذوي السِّنِّ منهم والخطر وكذلك القوَّادِ والوزراءِ وعامَّةِ النَّاس . فَإِني كنتُ يوماً قائماً على رأْسِ أَبِي - وكان وزيراً للدولة- وهو يومُ مجلسه للنَّاسِ إِذْ دخل عليه حُجَّابُهُ فقالُوا: أَبو محمَّد بن الرِّضا بالباب، فقال بصوت عال ائْذَنُوا لهُ، فتعجَّبْتُ ممَّا سمعتُ منهُمْ. فلمَّا نظر إليه أَبي قام يمشي إليه خُطًى، ولا أَعلمُهُ فعَل هذا بِأَحدٍ من بني هاشمٍ والْقُوَّادِ، فلمَّا دنا منهُ عانقَهُ، وقَبَّلَ وجههُ وصدرهُ، وأَخذَ بيده، وأَجلسهُ على مُصلَّاهُ الذي كان عليهِ، وجلس إلى جنبه مُقْبِلًا عليه بوجهِه، وجعل يكلِّمه، ويفديهِ بنفسه.


فلما كان اللَّيلُ جئتُ، فجلستُ بين يدي أبي، فقلتُ: يا أَبَهْ من الرَّجل الذي رأَيتكَ بالغداة فعلت به ما فعلْت من الإِجلال والكرامة والتَّبْجِيلِ وفديتهُ بنفسكَ وأَبويك؟ فقال: يا بُنَيَّ ذاك إِمامُ [[الرافضة|الرَّافضة]] ذاك الحسنُ بنُ عليٍّ المعرُوفُ بابن الرِّضا. ثمَّ قال: يا بنيَّ لو زالت الإمامةُ عن خلفاءِ [[بني العباس|بني العبَّاس]] ما استحقَّها أَحدٌ من [[بني هاشم|بني هاشمٍ]] غير هذا وإِنَّ هذا ليستحِقُّهَا في فضله وعفافه وهديِهِ وصيانته وزهده وعبادته وجميلِ أَخلاقه وصلاحه. فازددتُ قلقاً وتفكُّراً وغيظاً على أَبِي وما سمعتُ منهُ، فلمْ يكنْ لي هِمَّةٌ بَعْدَ ذلكَ إلاّ السُّؤال عن خبره والبحث عن أَمره، فما سأَلتُ أَحداً من بني هاشمٍ والقُوَّاد والكُتَّاب والقضاة والفقَهاء وسائر النَّاس إلاّ وجدْتُهُ عنده في غاية الإِجلال والإِعْظام والمحلِّ الرَّفيع والقَولِ الْجميل والتَّقْدِيمِ لهُ على جميِع أَهل بيته ومشايخه، فَعَظُمَ قَدْرُهُ عِنْدِي إِذ لمْ أَر لهُ وليّاً ولا عَدُوّاً إلاّ وهُوَ يُحْسِنُ القولَ فيه والثَّنَاءَ عَلَيْهِ.<ref>الكليني ج 1، ص 503.</ref> والرواية مع الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة الراوي لها وعدائه لأهل البيت تكشف بما لا مرية فيه المكانة السامية والمنزلة الرفعية التي فرضتها شخصية الإمام {{ع}} في الوسط السامرائي.
فلما كان اللَّيلُ جئتُ، فجلستُ بين يدي أبي، فقلتُ: يا أَبَهْ من الرَّجل الذي رأَيتكَ بالغداة فعلت به ما فعلْت من الإِجلال والكرامة والتَّبْجِيلِ وفديتهُ بنفسكَ وأَبويك؟ فقال: يا بُنَيَّ ذاك إِمامُ [[الرافضة|الرَّافضة]] ذاك الحسنُ بنُ عليٍّ المعرُوفُ بابن الرِّضا. ثمَّ قال: يا بنيَّ لو زالت الإمامةُ عن خلفاءِ [[بني العباس|بني العبَّاس]] ما استحقَّها أَحدٌ من [[بني هاشم|بني هاشمٍ]] غير هذا وإِنَّ هذا ليستحِقُّهَا في فضله وعفافه وهديِهِ وصيانته وزهده وعبادته وجميلِ أَخلاقه وصلاحه. فازددتُ قلقاً وتفكُّراً وغيظاً على أَبِي وما سمعتُ منهُ، فلمْ يكنْ لي هِمَّةٌ بَعْدَ ذلكَ إلاّ السُّؤال عن خبره والبحث عن أَمره، فما سأَلتُ أَحداً من بني هاشمٍ والقُوَّاد والكُتَّاب والقضاة والفقَهاء وسائر النَّاس إلاّ وجدْتُهُ عنده في غاية الإِجلال والإِعْظام والمحلِّ الرَّفيع والقَولِ الْجميل والتَّقْدِيمِ لهُ على جميِع أَهل بيته ومشايخه، فَعَظُمَ قَدْرُهُ عِنْدِي إِذ لمْ أَر لهُ وليّاً ولا عَدُوّاً إلاّ وهُوَ يُحْسِنُ القولَ فيه والثَّنَاءَ عَلَيْهِ.<ref>الكليني ج 1، ص 503.</ref> والرواية مع الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة الراوي لها وعدائه لأهل البيت تكشف بما لا مرية فيه المكانة السامية والمنزلة الرفعية التي فرضتها شخصية الإمام {{ع}} في الوسط السامرائي.


وقد شهد بمكانته وعظيم منزلته خادمه الشاكري الذي لازم خدمته {{ع}} حينما سئل عن منزلته، فقال: كان أستاذي -  أشار إلى الإمام - صالحاً من بين العلويين، لم أر قط مثله، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس. قال: وكان يوم النوبة يحضر من الناس شيء عظيم. ويغصّ الشارعُ بالدواب والبغال والحمير والضجة، فلا يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم. قال: فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة، وهدأ صهيل الخيل، ونهاق الحمير، وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعاً لا يحتاج أن يتوقى من الدواب نَحُفَّه‏ ليزحمها، ثم يدخل، فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فإذا أراد الخروج وصاح البوابون: هاتوا دابة أبي محمد، سكن صياح الناس وصهيل الخيل، وتفرقت الدواب حتى يركب، ويمضي.<ref>الشيخ الطوسي، ص 214.</ref> ومن الطبيعي أن يكون أغلب هؤلاء المجتمعين من شيعة الإمام {{ع}} ومواليه جاؤوا من مناطق شتّى لرؤية الإمام لما له {{ع}} من مكانة بين أتباع الفريقين [[الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]].
وقد شهد بمكانته وعظيم منزلته خادمه الشاكري الذي لازم خدمته حينما سئل عن منزلته، فقال: كان أستاذي -  أشار إلى الإمام - صالحاً من بين العلويين، لم أر قط مثله، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس. قال: وكان يوم النوبة يحضر من الناس شيء عظيم. ويغصّ الشارعُ بالدواب والبغال والحمير والضجة، فلا يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم. قال: فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة، وهدأ صهيل الخيل، ونهاق الحمير، وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعاً لا يحتاج أن يتوقى من الدواب نَحُفَّه‏ ليزحمها، ثم يدخل، فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فإذا أراد الخروج وصاح البوابون: هاتوا دابة أبي محمد، سكن صياح الناس وصهيل الخيل، وتفرقت الدواب حتى يركب، ويمضي.<ref>الشيخ الطوسي، ص 214.</ref> ومن الطبيعي أن يكون أغلب هؤلاء المجتمعين من شيعة الإمام (ع) ومواليه جاؤوا من مناطق شتّى لرؤية الإمام لما له من مكانة بين أتباع الفريقين [[الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]].


===الخلفاء المعاصرون له===
===الخلفاء المعاصرون له===
عاصر {{ع}} إبّان إمامته ثلاثة من [[الخلافة|الخلفاء]] [[بني العباس|العباسيين]] هم: [[المعتز العباسي]] (حكم: [[سنة 252 للهجرة|252]] - [[سنة 255 للهجرة|255 هـ]]) و[[المهتد العباسي|المهتد]] (حكم: 255 - [[سنة 256 للهجرة|256 هـ]]) و[[المعتمد العباسي]] (حكم: 256 - [[سنة 279 للهجرة|279 هـ]]).<ref>الطبري، محمد بن جرير، دلائل الامامة، ج1، ص223.</ref>
عاصر الإمام العسكري (ع) إبّان إمامته ثلاثة من [[الخلافة|الخلفاء]] [[بني العباس|العباسيين]] هم: [[المعتز العباسي]] (حكم: [[سنة 252 للهجرة|252]] - [[سنة 255 للهجرة|255 هـ]]) و[[المهتد العباسي|المهتد]] (حكم: 255 - [[سنة 256 للهجرة|256 هـ]]) و[[المعتمد العباسي]] (حكم: 256 - [[سنة 279 للهجرة|279 هـ]]).<ref>الطبري، محمد بن جرير، دلائل الامامة، ج1، ص223.</ref>


===اعتقال الإمام===
===اعتقال الإمام===


إنّ استدعاء الإمام وأبيه {{ع}} بأمر من [[المتوكل العباسي]] إلى [[سامراء]] يعد بحد ذاته نوعاً من الحبس وفرض الإقامة الجبرية عليهما للتمكن من السيطرة على حركة الإمامين، ومع ذلك تعرضا {{ع}} للاعتقال والمعاملة القاسية، وقد سجلت الوثائق التاريخية ذلك منها ما وراه الصيمري في كتاب الأوصياء حيث يقول: رأَيتُ خطَّ أَبي مُحمَّد {{ع}} لمَّا خرج من حبسِ [[المعتمد العباسي|المعتمد]] «'''يرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُون‏'''»<ref> (سورة الصف الآية 8)</ref>. وروى [[الشيخ المفيد]] عن [[محمد بن إسماعيل العلوي]] قال: حبس أبو محمد {{ع}} عند [[علي بن أوتامش]] (أو بارمش) وكان شديد العداوة لآل محمد {{ع}} غليظاً على [[آل أبي طالب]]. وقيل له افعل به وافعل. قال: فما أقام إلاّ يوماً حتى وضع خديه له، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً له وإعظاماً، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم قولاً فيه.<ref>المفيد، الإرشاد، ص342؛ الكليني؛ ج 1، ص 508.</ref>
إنّ استدعاء الإمام وأبيه {{هما}} بأمر من [[المتوكل العباسي]] إلى [[سامراء]] يعد بحد ذاته نوعاً من الحبس وفرض الإقامة الجبرية عليهما للتمكن من السيطرة على حركة الإمامين، ومع ذلك تعرضا للاعتقال والمعاملة القاسية، وقد سجلت الوثائق التاريخية ذلك منها ما وراه الصيمري في كتاب الأوصياء حيث يقول: رأَيتُ خطَّ أَبي مُحمَّد لمَّا خرج من حبسِ [[المعتمد العباسي|المعتمد]] «'''يرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُون‏'''»<ref> (سورة الصف الآية 8)</ref>. وروى [[الشيخ المفيد]] عن [[محمد بن إسماعيل العلوي]] قال: حبس أبو محمد عند [[علي بن أوتامش]] (أو بارمش) وكان شديد العداوة لآل محمد {{هم}} غليظاً على [[آل أبي طالب]]. وقيل له افعل به وافعل. قال: فما أقام إلاّ يوماً حتى وضع خديه له، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً له وإعظاماً، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم قولاً فيه.<ref>المفيد، الإرشاد، ص342؛ الكليني؛ ج 1، ص 508.</ref>


==حرم العسكريين (ع)==
==حرم العسكريين (ع)==
سطر ١٩٨: سطر ١٩٨:
{{الإمامة}}
{{الإمامة}}
{{التشيع في العراق}}
{{التشيع في العراق}}
[[Category:أئمة أهل البيت]]
[[Category:مدفونون في حرم العسكريين]]
[[Category:أبناء الإمام الهادي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:الإمام العسكري]]
[[Category:أربعة عشر معصوما]]
[[Category:أئمة مدفونون في العراق]]
[[Category:سجناء الدولة العباسية]]
[[Category:شهداء بني هاشم]]


[[تصنيف:أئمة أهل البيت]]
[[تصنيف:أئمة أهل البيت]]
مستخدم مجهول