انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أويس القرني»

أُزيل ٦٬٩٨١ بايت ،  ٢٠ أبريل ٢٠١٦
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Yaqoob
لا ملخص تعديل
imported>Ameli
طلا ملخص تعديل
سطر ٨٠: سطر ٨٠:




'''أويس القرني المرادي'''، [[التابعون|تابعي]] جليل، عاش في زمن [[رسول الله]] (ص)، ولم يُدركه. شهد (ص) له بالصلاح والزهد والعبادة. عاش زاهداً عابداً حتى استشهد مع [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} في [[معركة صفين|صفين]].
'''أويس القرني المرادي'''، [[التابعون|تابعي]]، عاش في زمن [[رسول الله]] (ص)، ولم يُدركه. استشهد مع [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} في [[معركة صفين|صفين]].


==اسمه ونسبه==
==اسمه ونسبه==
سطر ٩٥: سطر ٩٥:
* الثاني: نسبة إلى حي أو قبيلة (بني قَرَن) من بني عامر بن صَعْصَعَةَ أحد أجداد أويس، من أهل اليمن <ref>الشيخ الكشي، اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 314  ــ الشهيد الثاني، الروضة البهية ج 2 ص 225 في كتاب الحج  ــ  الحموي، معجم البلدان ج 4 ص 331  ــ  القلقشندي، نهاية الارب ج 5 ص 36  ــ محب الدين الطكبري، الرياض النضرة في مناقب العشرة ج1 ص 359  ــ  ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 414  ــ خليفة بن خياط، طبقات خليفة ص 246.</ref>.
* الثاني: نسبة إلى حي أو قبيلة (بني قَرَن) من بني عامر بن صَعْصَعَةَ أحد أجداد أويس، من أهل اليمن <ref>الشيخ الكشي، اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 314  ــ الشهيد الثاني، الروضة البهية ج 2 ص 225 في كتاب الحج  ــ  الحموي، معجم البلدان ج 4 ص 331  ــ  القلقشندي، نهاية الارب ج 5 ص 36  ــ محب الدين الطكبري، الرياض النضرة في مناقب العشرة ج1 ص 359  ــ  ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 414  ــ خليفة بن خياط، طبقات خليفة ص 246.</ref>.


==بشارة رسول الله (ص) به==
==إخبار الرسول  (ص) عنه==


بشّر [[رسول الله]] (ص) بشخصيّة أويس، وتجسّدت هذه البشارة في عدّة مواطن، فقد روي في هذا:
أخبر [[رسول الله]] (ص) بشخصيّة أويس في عدّة مواطن، فقد روي في هذا:


* عن [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} قال: «'''أخبرني [[رسول الله]] (ص) أنّي أُدرك رجلاً من أمّته يقال له أويس القرني، يكون من حزب الله ورسوله، يموت على الشهادة، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر <ref>الشيخ المفيد، الإرشاد ج 1 ص 316  ــ القطب الراوندي، الخرائج والجرائح ج 1 ص 200 برقم 39.</ref>.
* عن [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} قال: «'''أخبرني [[رسول الله]] (ص) أنّي أُدرك رجلاً من أمّته يقال له أويس القرني، يكون من حزب الله ورسوله، يموت على الشهادة، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر <ref>الشيخ المفيد، الإرشاد ج 1 ص 316  ــ القطب الراوندي، الخرائج والجرائح ج 1 ص 200 برقم 39.</ref>.
سطر ١١٠: سطر ١١٠:


==إسلامه==
==إسلامه==
 
الظاهر أنه أسلم على يد [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} عندما كان في اليمن فترة من الزمن في عهد [[رسول الله]]، ويدلّ على  الإحتمال مجموعة من القرائن:
===كيف أسلم أويس؟===
* الأولى: أنّ [[رسول الله]] (ص) أرسل [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} إلى اليمن لهداية الناس إلى الإسلام، فأقام فيهم مدّة، ثم عاد بعدها في حجّة الوداع فيما رواه الخاصّة، <ref>الشيخ الكليني، الكافي ج 5 ص 28 (باب في السرايا) ح 4، وفي (باب الدعاء إلى الإسلام قبل القتال) ص 36 ح 2  ــ  الصفار القمي، بصائر الدرجات ص 471 ح 8 و10، وفي ص 521 ح 2 ــ الفتار النيسابور، روضة الواعظين ص 116  ــ  القطب الراوندي، الخرائج والجرائح ج 1 ص 53 ح 83، وفي ص 60 ح 101  ــ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 153.</ref> وكذا روته العامّة في التراجم،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى ج 2 ص 337  ــ البيهقي، دلائل النبوة ج 5 ص 397.</ref> وفي الفضائل،<ref>محب الدين الطبري، الرياض النضرة ج 2 ص 183  ــ  أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة ج 2 ص 580 ح 984، وفي ص 579 ح 981، وفي ص 645 ح 1096  ــ و المسند ج 1 ص 77 و ص 83 في (مسند علي).</ref> والمناقب،<ref>النسائي، خصائص أمير المؤمنين ص 70 و 71  ــ  ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين ص 21 و ص 24  ــ الخوارزمي، المناقب ص 41.</ref> وفي أبواب القضاء <ref>ابن ماجة القزويني، سنن ابن ماجة ج 2 ص 48 ح 2310 (كتاب الأحكام ـ باب القضاء)  ــ الحاكم النيسابوري،المستدرك ج 3 ص 135 في (قضاء أمير المؤمنين في ثلاثة وقعوا على امرأة في طهر واحد)  ــ    منها</ref> مثلاً: عن أبي رافع قال: بعث [[رسول الله]] (ص) [[الإمام علي|علياً]] إلى اليمن أميراً، وأخرج معه رجل من أسلم يقال له عمرو بن شاس...)،<ref>الهيتمي، مجمع الزوائد ج 9 ص 129.</ref> وعلى هذا فلا يبعد أن يكون أويس قد أسلم وقتها على يد {{عليه السلام}}.
الظاهر أنه أسلم على يد [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} عندما كان في اليمن فترة من الزمن في عهد [[رسول الله]]، ويمكن أن تدل عليه مجموعة من القرائن:
* الأولى: أنّ [[رسول الله]] (ص) أرسل [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} إلى اليمن لهداية الناس وإرشادهم إلى الإسلام، وليعرّفهم أحكامه ومعارفه، فأقام فيهم مدّة، ثم عاد بعدها في حجّة الوداع فيما رواه الخاصّة، <ref>الشيخ الكليني، الكافي ج 5 ص 28 (باب في السرايا) ح 4، وفي (باب الدعاء إلى الإسلام قبل القتال) ص 36 ح 2  ــ  الصفار القمي، بصائر الدرجات ص 471 ح 8 و10، وفي ص 521 ح 2 ــ الفتار النيسابور، روضة الواعظين ص 116  ــ  القطب الراوندي، الخرائج والجرائح ج 1 ص 53 ح 83، وفي ص 60 ح 101  ــ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 153.</ref> وكذا روته العامّة في التراجم،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى ج 2 ص 337  ــ البيهقي، دلائل النبوة ج 5 ص 397.</ref> وفي الفضائل،<ref>محب الدين الطبري، الرياض النضرة ج 2 ص 183  ــ  أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة ج 2 ص 580 ح 984، وفي ص 579 ح 981، وفي ص 645 ح 1096  ــ و المسند ج 1 ص 77 و ص 83 في (مسند علي).</ref> والمناقب،<ref>النسائي، خصائص أمير المؤمنين ص 70 و 71  ــ  ابن المغازلي، مناقب أمير المؤمنين ص 21 و ص 24  ــ الخوارزمي، المناقب ص 41.</ref> وفي أبواب القضاء <ref>ابن ماجة القزويني، سنن ابن ماجة ج 2 ص 48 ح 2310 (كتاب الأحكام ـ باب القضاء)  ــ الحاكم النيسابوري،المستدرك ج 3 ص 135 في (قضاء أمير المؤمنين في ثلاثة وقعوا على امرأة في طهر واحد)  ــ    منها</ref> مثلاً: عن أبي رافع قال: بعث [[رسول الله]] (ص) [[الإمام علي|علياً]] إلى اليمن أميراً، وأخرج معه رجل من أسلم يقال له عمرو بن شاس...)،<ref>الهيتمي، مجمع الزوائد ج 9 ص 129.</ref> وعلى هذا فلا يبعد أن يكون أويس قد أسلم وقتها على يد {{عليه السلام}}.


* الثانية: روايته عن [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} في باب القضاء،<ref>الميرزا النوري، مستدرك الوسائل ج 16 ص 37  باب 27.</ref> وروى له [[السيد ابن طاووس]] دعائين علمه إيّاهما الإمام {{عليه السلام}}، <ref>السيد ابن طاووس، مهج الدعوات ص 134 في (أدعية صفين)، وص 136 بعنوان (دعاء اويس القرني).</ref> وأورد أبو نعيم في ترجمة إبراهيم بن أدهم روايةً أسندها إلى موسى بن يزيد عن أويس القرني عن [[عمر بن الخطاب]] و [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} <ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء 8 ص 55.</ref> وغير هذا أيضاً مذكور في مسنده.
* الثانية: روايته عن [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} في باب القضاء،<ref>الميرزا النوري، مستدرك الوسائل ج 16 ص 37  باب 27.</ref> وروى له [[السيد ابن طاووس]] دعائين علمه إيّاهما الإمام {{عليه السلام}}، <ref>السيد ابن طاووس، مهج الدعوات ص 134 في (أدعية صفين)، وص 136 بعنوان (دعاء اويس القرني).</ref> وأورد أبو نعيم في ترجمة إبراهيم بن أدهم روايةً أسندها إلى موسى بن يزيد عن أويس القرني عن [[عمر بن الخطاب]] و [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} <ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء 8 ص 55.</ref> وغير هذا أيضاً مذكور في مسنده.
وهنا لا يُنظر إلى من أنكر عليه بأن لا رواية له، وكذلك عدم اطمئنان البخاري لأن يروي عنه كما قال العقيلي بأن (في إسناده نظرٌ)!! <ref>كتاب الضعفاء الكبير 1 ص 135 رقم 167  ــ  ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال ج 1 ص 412  ــ  الذهبي، ميزان الإعتدال ج 1 ص 280.</ref> ففي هذا نوع دلالة على أنّ للرجل رواية، وحتى لو سلمنا بعدم روايته، فلا معنى لتضعيف الرجل.


* الثالثة: مصاحبته [[أمير المؤمنين|لأمير المؤمنين]] {{عليه السلام}}  في [[الكوفة]] التي سكنها ـ باتّفاق من ترجم له ـ  في عهد [[عمر بن الخطاب]].
* الثالثة: مصاحبته [[أمير المؤمنين|لأمير المؤمنين]] {{عليه السلام}}  في [[الكوفة]] التي سكنها ـ باتّفاق من ترجم له ـ  في عهد [[عمر بن الخطاب]].


* الرابعة: بيعته [[أمير المؤمنين|لأمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} في [[معركة الجمل|الجمل]] و [[معركة صفيت|صفين]]، ولم يُثبت التاريخ، ولم يذكر الرجاليون في كتبهم أنّه بايع أحداً من الخلفاء مطلقاً، بل ولم يذكروا أنه شارك في حروب الفتح المذكورة، بل ولم تذكر عنه شيئاً طيلة خلافتهم التي امتدت إلى ربع قرن، حتى ظهر مع الإمام {{عليه السلام}} وبايعه، وشارك في معركتي [[معركة الجمل|الجمل]] و [[معركة صفيت|صفين]].
* الرابعة: بيعته [[أمير المؤمنين|لأمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} في [[معركة الجمل|الجمل]] و [[معركة صفيت|صفين]]، ولم يذكر الرجاليون في كتبهم أنّه بايع أحداً غير  [[أمير المؤمنين|لأمير المؤمنين]] مطلقاً، بل ولم يذكروا أنه شارك في حروب الفتح المذكورة، بل ولم تذكر عنه شيئاً طيلة خلافتهم التي امتدت إلى ربع قرن، حتى ظهر مع الإمام {{عليه السلام}} وبايعه، وشارك في معركتي [[معركة الجمل|الجمل]] و [[معركة صفيت|صفين]].
 
==نعم التابعي==
 
لم يدرك [[رسول الله]] (ص) ولم يحظى برؤيته ولم يصحبه باتفاق الخاصّة<ref>الكشي، اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 316.</ref> والعامّة، <ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص  29  ــ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 415  ــ ابن حجر، الإصابة ج 1 ص 359.</ref> وإنّما ذكره رسول الله، ودلّ على فضله، <ref>الحاكم النيسابوري،المستدرك ج 3 ص 402.</ref> ومن ذلك ما روي عن [[رسول الله]] (ص) أنّه قال: «'''أويس خيرُ التابعين بإحسانٍ'''».<ref>الكشي، اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 317  ــ الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص  20  و ميزان الاعتدال ج 1 ص 280 ــ ابن حجر، الإصابة ج 1 ص 359.</ref>
 
وروي غير هذا بنفس المعنى والمضمون.<ref>مسلم النيسابوري، الجامع الصحيح ج 7 ص 189 باب (فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)  ــ أحمد بن حنبل، المسند ج 1 ص 38  ــ الحاكم النيسابوري، المستدرك ج 3 ص 404  ـ  ابن سعد، الطبقات الكبرى ج 6 ص 163  ــ الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 22، و ميزان الاعتدال ج 1 ص 280  ــ  ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 415  ــ ابن حجر، الإصابة ج 1 ص  359... وغيرها.</ref>
 
وقد انعكست هذه الروايات على كلمات المترجمين له:
* قال [[الشيخ الكشي]]: أويس من خيار التابعين والمضمون.<ref>الكشي، اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 316.</ref>.
* وقال الذهبي: كان من خيار التابعين والمضمون.<ref>الذهبي، ميزان الاعتدال ج 1 ص 279.</ref>. وقال أيضاً: سيد التابعين في زمانه والمضمون <ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 19 برقم 5.</ref>
* وقال ابن حجر: سيد التابعين والمضمون <ref>ابن حجر،  تهذيب التهذيب: 1/ 244.</ref>.
* وقال العجلي: من خيار التابعين وعبّادهموالمضمون <ref>العجلي، معرفة الثقات ج 1 ص 239.</ref>.
 
==من أصحاب أمير المؤمنين  ومحبيه==


==الروايات التي تتحدث عنه==
قال [[الشيخ المفيد]]: حدّثني [[محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد]]، عن [[محمد بن الحسن الصفار]]، عن علي بن سليمان بن داود الرازي.
قال [[الشيخ المفيد]]: حدّثني [[محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد]]، عن [[محمد بن الحسن الصفار]]، عن علي بن سليمان بن داود الرازي.
وحدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثني [[سعد بن عبد الله الأشعري|سعد بن عبد الله]]، عن علي بن سليمان، عن [[علي بن أسباط]]، عن أبيه أسباط بن سالم قال: قال أبو [[الإمام الكاظم|الحسن موسى بن جعفر]] {{عليه السلام}}: «إذا '''كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواريّ محمد بن عبد الله [[رسول الله]] الذين لم ينقضوا العهد، ومضوا عليه؟ فيقوم [[سلمان الفارسي|سلمان]] و [[المقدار بن عمرو الكندي|المقداد]] و [[أبو ذر الغفاري|أبو ذر]]''' ».
وحدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثني [[سعد بن عبد الله الأشعري|سعد بن عبد الله]]، عن علي بن سليمان، عن [[علي بن أسباط]]، عن أبيه أسباط بن سالم قال: قال أبو [[الإمام الكاظم|الحسن موسى بن جعفر]] {{عليه السلام}}: «إذا '''كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواريّ محمد بن عبد الله [[رسول الله]] الذين لم ينقضوا العهد، ومضوا عليه؟ فيقوم [[سلمان الفارسي|سلمان]] و [[المقدار بن عمرو الكندي|المقداد]] و [[أبو ذر الغفاري|أبو ذر]]''' ».


قال الإمام {{عليه السلام}}: «'''ثم ينادي: أين حواري أمير المؤمنين وصي محمد بن عبد الله رسول الله ص؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمار ـ مولى بني أسد ـ وأويس القرني'''».
قال الإمام {{عليه السلام}}: «'''ثم ينادي: أين حواري أمير المؤمنين وصي محمد بن عبد الله رسول الله ص؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمار ـ مولى بني أسد ـ وأويس القرني'''».


==صفاته==
وروي عن [[رسول الله]] (ص) قال: «'''إنّ الله يحبُّ من خلقه الأصفياء الأتقياء، الشعثة رؤوسهم، المغبَرَّة وجوههم، الخمصة بطونهم من كسب الحلال، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يُؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم يُنكحوا، وإن غابوا لم يُفتقدوا، وإن حضروا لم يُدعوا، وإن طلعوا لم يُفرح بطلعتهم، وإن مرِضوا لم يُعادوا، وإن ماتوا لم يُشهدوا'''».
 
===رسول الله(ص) يصف أويس===
روي عن [[رسول الله]] (ص) قال: «'''إنّ الله يحبُّ من خلقه الأصفياء الأتقياء، الشعثة رؤوسهم، المغبَرَّة وجوههم، الخمصة بطونهم من كسب الحلال، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يُؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم يُنكحوا، وإن غابوا لم يُفتقدوا، وإن حضروا لم يُدعوا، وإن طلعوا لم يُفرح بطلعتهم، وإن مرِضوا لم يُعادوا، وإن ماتوا لم يُشهدوا'''».


قالوا: يا [[رسول الله]]، كيف لنا برجلٍ منهم؟
قالوا: يا [[رسول الله]]، كيف لنا برجلٍ منهم؟
سطر ١٦٠: سطر ١٣٩:
وقال هرم بن حيّان واصفاً له: رجلٌ نحيلٌ، آدم شديد الأدمة، أشعث، محلوق الرأس، مَهيب المنظر.<ref> صفة الصفوة ج 2 ص 28.</ref>
وقال هرم بن حيّان واصفاً له: رجلٌ نحيلٌ، آدم شديد الأدمة، أشعث، محلوق الرأس، مَهيب المنظر.<ref> صفة الصفوة ج 2 ص 28.</ref>


===عبادته===
==قول الرجاليين==
روي أنّه كان  إذا أمسى يقول: (هذه ليلة الركوعفيركع، ويتم الليلة بركوعٍ واحدٍ. وفي الليلة الأخرى يقول: (هذه ليلة السجود)، ويتمها ساجداً.
لم يدرك [[رسول الله]] (ص) ولم يحظى برؤيته ولم يصحبه باتفاق [[الشيعة]] <ref>الكشي، اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 316.</ref> [[أهل السنة|والسنة]]، <ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص  29  ــ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 415  ــ ابن حجر، الإصابة ج 1 ص 359.</ref> وإنّما ذكره رسول الله، ودلّ على فضله، <ref>الحاكم النيسابوري،المستدرك ج 3 ص 402.</ref> ومن ذلك ما روي عن [[رسول الله]] (ص) أنّه قال: «'''أويس خيرُ التابعين بإحسانٍ'''».<ref>الكشي، اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 317  ــ الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص  20  و ميزان الاعتدال ج 1 ص 280 ــ ابن حجر، الإصابة ج 1 ص 359.</ref>


فقيل له: يا أويس، كيف تُطيق على مضيِّ الليالي الطويلة على منوال واحد ؟
وروي غير هذا بنفس المعنى والمضمون.<ref>مسلم النيسابوري، الجامع الصحيح ج 7 ص 189 باب (فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)  ــ أحمد بن حنبل، المسند ج 1 ص 38  ــ الحاكم النيسابوري، المستدرك ج 3 ص 404  ـ  ابن سعد، الطبقات الكبرى ج 6 ص 163  ــ الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 22، و ميزان الاعتدال ج 1 ص 280  ــ  ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 415  ــ ابن حجر، الإصابة ج 1 ص  359... وغيرها.</ref>


فقال: (أين الليلة الطويلة؟! وياليت كان من الأزل إلى الأبد ليلة واحدة حتى نُتمها بسجدة واحدة نتوفر الأنين والبكاء...).<ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء ج 2 ص 87  ــ الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 30  ــ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 444.</ref>
وقد انعكست هذه الروايات على كلمات المترجمين له:
 
* قال [[الشيخ الكشي]]: أويس من خيار التابعين والمضمون.<ref>الكشي، اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 316.</ref>.
===زهده===
* وقال الذهبي: كان من خيار التابعين والمضمون.<ref>الذهبي، ميزان الاعتدال ج 1 ص 279.</ref>. وقال أيضاً: سيد التابعين في زمانه والمضمون <ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 19 برقم 5.</ref>
عُرف عن أويس زهده، وشهد بذلك المنصفون ممن ترجموا له <ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء ج 2 ص 238  ــ ابنن حبان، مشاهير علماء الأمصار ص 161 برقم 743  وأيضاً الثقات ج 4 ص 52 ــ  ابن الأثير، أسد الغابة ج 1 ص 228  ــ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 213 عن الدارقطني.</ref> فأينما يمّم أويس فإنّه يعلم أنّ الدنيا، بل حب الدنيا إذا تسلل إلى قلب المرء، وتغلغل في أعماقه بجهةٍ من الجهات، فإنّه سيكرّ راجعاً إلى الوراء، تاركاً مسيرة الإيمان والعرفان التي سلكها، ولذا فقد سلك طريق الوحدة، وترك الاختلاط  بالآخرين، حتى أنّه قال لهرم بن حيّان حين طلب منه أن يزوره: (الزيارة واللّقاء قد يعرض فيهما التزيّن والرياء).<ref> صفة الصفوة ج 2 ص 31.</ref>.
* وقال ابن حجر: سيد التابعين والمضمون <ref>ابن حجر،  تهذيب التهذيب: 1/ 244.</ref>.
 
* وقال العجلي: من خيار التابعين وعبّادهموالمضمون <ref>العجلي، معرفة الثقات ج 1 ص 239.</ref>.
ويكفينا أيضاً ـ كدليل آخر على زهده ـ أنّه كان (راعياً للإبل)، وكان (يأنس بالصحراء) وكان  ـ كما ذكر عمّه ـ  (أخمل ذكراً) و( أقل مالاً)، و(أهون أمراً)، و(حقير بين أظهرنا)،<ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء ج 2 ص 81  و82  ــ  الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 27  ــ ابن الجوزي، صفة الصفوة ج 2 ص 26.</ref> راغباً عن هذه الدنيا، زاهداً فيها، تاركاً لزبارجها، غير آبهٍ بما لم ينله منها، ولامترقّبٍ لحظوة تأتيه منها.


===ابتعاده عن الناس والشهرة===
ماهزّت الكلمات النبويّة أعماق أويس بل إنّه وجد من تلك الكلمات ذريعةً لنفسه، ووسيلةً لينجو بها من الأهواء النفسيّة، والشهرة الاجتماعيّة، والمكانة الدنيويّة في قلوب الناس. ولقد روي أنّه قال: (أكره الشهرة).<ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء: 2/ 84 ـ 87 في ترجمة عامر بن عبد قيس  ــ وانظر: أحمد بن حنبل، الزهد ص 415  ــ الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 28  ــ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 427 و 434  ــ ابن الجوزي  صفة الصفوة: 2/ 27 ـ 29 و30  ــ الحاكم النيسابوري، المستدرك ج 3 ص 407.</ref>


وروي أنّه فشا أمره في الكوفة... فانملس (اختفى) منهم فذهب.<ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء: 2/ 79 ــ الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 23  ــ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 419.</ref>
وروي أنّه قال: أكون في خمار الناس حيث أخفى ولا اُعرف.<ref>ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: 3/ 77 حرف الخاء ـ باب الخاء مع الميم.</ref>
===حبّه للوحدة والخلوة===
قال أويس القرني: الوحدةُ أحبُّ إليّ؛ لأنّي كثير الغم ما دمت مع هؤلاء الناس.<ref>أحمد بن حنبل، الزهد ص 415  ــ ابم عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 434  ــ ابن الجوزي، صفة الصفوة ج 2 ص 30.</ref>
وروي أنّ رجلاً سأل أم أويس: من أين لابنك هذه الحالة العظيمة التي قدّمه [[رسول الله]] (ص) بها مدحاً لم يمدح به أحداً من أصحابه، ولم يره [[رسول الله]] (ص) ؟!
فقالت: إنّه من حين بلغ اعتزلنا، وكان يأخذ في الفكر والاعتبار.<ref>الديلمي، إرشاد القلوب ص 100.</ref>
ونُسب له أنّه قال: (الاجتماع مُقَدّرٌ)،<ref>العجلوني، كشف الخفاء ج 1 ص 49 رقم 111.</ref> بمعنى أنه أمرٌ لابدّيٌّ للإنسان بأن يكون اجتماعيّاً؛ ولأنه من الأمور الفطرية أيضاً.
===من الأبدال===
قال [[السيد الخوئي]]: ويكفي في جلالة الرجل وعظمته: شهادة [[الشيخ الطوسي|الشيخ]] بأنه من الأبدال.<ref>السيد الخوئي، معجم رجال الحديث ج 8 ص 355.</ref>
===الخشية من النار===
قيل: كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين، فينظر إليهم كيف ينفخون الكير [كور النار]، ويسمع صوت النار، فيصرخ، ثم يسقط. <ref>ابن رجب الحنبلي، التخويف من النار ص 25.</ref>
==وثاقته==
قال [[الشيخ محمد حسين المامقاني]]: اتفق الفريقان (الشيعة والسنة) على وثاقته.<ref>المامقاني، تنقيح المقال ج 11 ص 299 برقم 1147.</ref>
قال [[الشيخ محمد حسين المامقاني]]: اتفق الفريقان (الشيعة والسنة) على وثاقته.<ref>المامقاني، تنقيح المقال ج 11 ص 299 برقم 1147.</ref>
وهذا ما أكّد عليه ابن عدي،<ref>ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال ج 1 ص 413.</ref> وذكره.<ref>ابن سعد ابن سعد، الطبقات الكبرى ج 6 ص 164.</ref>
وهذا ما أكّد عليه ابن عدي،<ref>ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال ج 1 ص 413.</ref> وذكره.<ref>ابن سعد ابن سعد، الطبقات الكبرى ج 6 ص 164.</ref>


==روايته==
أنكر البعض أن يكون لأويس (رضي الله عنه) رواية، ولكن يردّ هذه الدعوى أن البخاري لأن يروي عنه ـ كما قال العقيلي أ لا لعدم كونه راوياً بل لأن (في إسناده نظرٌ)!!<ref>كتاب الضعفاء الكبير 1 ص 135 رقم 167  ــ  ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال ج 1 ص 412  ــ  الذهبي، ميزان الإعتدال ج 1 ص 280.</ref>


وقد روي له [[الميرزا حسين النوري]] في باب القضاء <ref>الميرزا النوري، مستدرك الوسائل ج 16 ص 37 باب 27.</ref> كما ذكرها [[القطب الدين الراوندي]]<ref>الراوندي، الخرائج والجرائح ج 1 ص 200.</ref> و[[ابن حمزة الطوسي]].<ref>ابن حمرزة، الثاقب في المناقب ص 266.</ref>
==عبادته وزهده==
روي أنّه كان إذا أمسى يقول: (هذه ليلة الركوع)، فيركع، ويتم الليلة بركوعٍ واحدٍ. وفي الليلة الأخرى يقول: (هذه ليلة السجود)، ويتمها ساجداً.
 
فقيل له: يا أويس، كيف تُطيق على مضيِّ الليالي الطويلة على منوال واحد؟


وروى له [[السيد ابن طاووس]] دعائين علّمه إيّاهما الإمام {{عليه السلام}}.<ref>السيد ابن طاووس، مهج الدعوات ص 134 في (أدعية صفين)، وص 136 بعنوان (دعاء اويس القرني).</ref>
فقال: (أين الليلة الطويلة؟! وياليت كان من الأزل إلى الأبد ليلة واحدة حتى نُتمها بسجدة واحدة نتوفر الأنين والبكاء...).<ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء ج 2 ص 87  ــ الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 30  ــ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 444.</ref>


وأورد أبو نعيم في ترجمة إبراهيم بن أدهم روايةً أسندها إلى موسى بن يزيد عن أويس القرني عن [[عمر بن الخطاب]] و [[الإمام علي]] {{عليه السلام}}.<ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء 8 ص 55.</ref>


قال ابن حجر: روى عن [[عمر]] و [[الإمام علي|علي]].<ref>ابن حجر، الإصابة ج 1 ص 359 برقم 500.</ref>
وروي أنّه فشا أمره في الكوفة... فانملس (اختفى) منهم فذهب.<ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء: 2/ 79 ــ الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 23  ــ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 419.</ref>


وأفرد أبو حاتم الرازي باباً أسماه  (باب تسمية من روى عنه العلم ممن اسمه أويس)، وذكر أويس القرني وقال: روى عن [[عمر بن الخطاب]] و [[الإمام علي]].<ref>أبو حاتم الرازي، الجرح والتعديل ج 2 ص 326 برقم 1245.</ref>
وروي أنّه قال: أكون في خمار الناس حيث أخفى ولا اُعرف.<ref>ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: 3/ 77 حرف الخاء ـ باب الخاء مع الميم.</ref>، وكان يقول: الوحدةُ أحبُّ إليّ؛ لأنّي كثير الغم ما دمت مع هؤلاء الناس.<ref>أحمد بن حنبل، الزهد ص 415  ــ ابم عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 434  ــ ابن الجوزي، صفة الصفوة ج 2 ص 30.</ref>


وقال ابن عَدي: وليس له من الأحاديث إلاّ القليل.<ref>ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال ج 1 ص 413.</ref>
وروي أنّ رجلاً سأل أم أويس: من أين لابنك هذه الحالة العظيمة التي قدّمه [[رسول الله]] (ص) بها مدحاً لم يمدح به أحداً من أصحابه، ولم يره [[رسول الله]] (ص) ؟!


وقال يحيى بن محمد بن صاعد: أسانيد أحاديث أويس صحاح رواها الثقات.<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 419.</ref>
فقالت: إنّه من حين بلغ اعتزلنا، وكان يأخذ في الفكر والاعتبار.<ref>الديلمي، إرشاد القلوب ص 100.</ref>


وقال الذهبي: وفد على [[عمر بن الخطاب|عمر]]، وروى قليلاً عنه وعن [[الإمام علي|علي]<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 19 ـ 20.</ref> كما قال عنه: ثقة صدوق.<ref>الذهبي، ميزان الاعتدال ج 1 ص 280.</ref>
وقيل: كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين، فينظر إليهم كيف ينفخون الكير [كور النارويسمع صوت النار، فيصرخ، ثم يسقط. <ref>ابن رجب الحنبلي، التخويف من النار ص 25.</ref>


==انتظار أمير المؤمنين (عليه السلام) لأويس==
==انتظار أمير المؤمنين (عليه السلام) لأويس==
مستخدم مجهول