١٣٬٠٥٦
تعديل
Ali.jafari (نقاش | مساهمات) |
Ali.jafari (نقاش | مساهمات) ط (استبدال النص - '(ع)' ب'{{اختصار/ع}}') |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{معتقدات الشيعة}} | {{معتقدات الشيعة}} | ||
'''إمامة الأئمة الاثني عشر'''، بمعنى قيادة الأمة {{و}}[[خلافة النبي|خلافة النبي (ص)]] من قِبل اثنا عشر إماماً من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] | '''إمامة الأئمة الاثني عشر'''، بمعنى قيادة الأمة {{و}}[[خلافة النبي|خلافة النبي (ص)]] من قِبل اثنا عشر إماماً من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] {{اختصار/ع}}، ويتسمون جميعاً بصفة [[العصمة]]. ومن هنا اكتسب [[مذهب الإمامية]] عنوان '''الشيعة الاثني عشرية'''. | ||
ومن الامور التي تؤمن بها الإمامية هو أنّ الأئمة إنما اختيروا من قبل الله تعالى لمقام [[الإمامة]] و[[خلافة الرسول|خلافة الرسول (ص)]]، وقد قام [[النبي (ص)]] بتبليغ الناس بذلك النصب والاختيار الإلهي. | ومن الامور التي تؤمن بها الإمامية هو أنّ الأئمة إنما اختيروا من قبل الله تعالى لمقام [[الإمامة]] و[[خلافة الرسول|خلافة الرسول (ص)]]، وقد قام [[النبي (ص)]] بتبليغ الناس بذلك النصب والاختيار الإلهي. | ||
والأئمة هم كل من: [[الإمام علي | والأئمة هم كل من: [[الإمام علي{{اختصار/ع}}]]، {{و}}[[الإمام الحسن المجتبى{{اختصار/ع}}]]، {{و}}[[الإمام الحسين{{اختصار/ع}}]] ، {{و}}[[الإمام السجاد{{اختصار/ع}}|الإمام علي بن الحسين السجاد{{اختصار/ع}}]]، {{و}}[[الإمام الباقر عليه السلام|الإمام محمد بن علي الباقر{{اختصار/ع}}]]، {{و}}[[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام جعفر بن محمد الصادق{{اختصار/ع}}]]، {{و}}[[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر{{اختصار/ع}}]]، {{و}}[[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام علي بن موسى الرضا{{اختصار/ع}}]]، {{و}}[[الإمام الجواد عليه السلام|الإمام محمد بن علي الجواد{{اختصار/ع}}]]، {{و}}[[الإمام الهادي عليه السلام|الإمام علي بن محمد الهادي{{اختصار/ع}}]]، {{و}}[[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن بن علي العسكري{{اختصار/ع}}]] {{و}}[[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي(عج)]]. | ||
وقد أقيم الكثير من الأدلة على إمامتهم يمكن تصنيفها على طائفتين، الأولى: [[الروايات]] التي تشير الى أن عدد الأئمة اثنا عشر إماماً، وأنهم من [[قريش]]، والطائفة الثانية: التي تتعرض لذكر أسمائهم وأنهم من [[أهل بيت النبي]]. | وقد أقيم الكثير من الأدلة على إمامتهم يمكن تصنيفها على طائفتين، الأولى: [[الروايات]] التي تشير الى أن عدد الأئمة اثنا عشر إماماً، وأنهم من [[قريش]]، والطائفة الثانية: التي تتعرض لذكر أسمائهم وأنهم من [[أهل بيت النبي]]. | ||
سطر ٢٠: | سطر ٢٠: | ||
وتارة أخرى بقوله (ص): «اثنا عشر أميراً» كما في النبوي الشريف '''«يكون من بعدي اثنا عشر أميراً...كلّهم من قريش»'''.<ref>صحيح البخاري، ج8، ص127؛ مسند احمد، ج5، ص94؛ سنن الترمذي، ج3، ص340.</ref> وغير ذلك من الأحاديث التي حملت نفس المضمون. | وتارة أخرى بقوله (ص): «اثنا عشر أميراً» كما في النبوي الشريف '''«يكون من بعدي اثنا عشر أميراً...كلّهم من قريش»'''.<ref>صحيح البخاري، ج8، ص127؛ مسند احمد، ج5، ص94؛ سنن الترمذي، ج3، ص340.</ref> وغير ذلك من الأحاديث التي حملت نفس المضمون. | ||
====عدم انطباق تلك الروايات على غير أهل البيت | ====عدم انطباق تلك الروايات على غير أهل البيت {{اختصار/ع}}==== | ||
قال بعض المحققين من [[أهل السنة]]: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم أن مراد الرسول (ص) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمله على ملوك [[بني أمية|الأمويين]] لزيادتهم على اثني عشر، ولظلمهم الفاحش ولكونهم غير [[بني هاشم]]، لأنّ النبي (ص) قال «كلهم من بني هاشم» في رواية، ولا يمكن أن يحمله على الملوك [[بني عباس|العباسيين]] لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلة رعايتهم الآية «قل لا أسألكم عليه أجرأ إلا المودة في القربى» {{و}}[[حديث الكساء]]، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الائمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (ص) لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم، وأعلاهم نسبا، وأفضلهم حسبا، وأكرمهم عند [[الله]]، وكان علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم (ص) وبالوراثة واللدنية.<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص292ـ 293.</ref> | قال بعض المحققين من [[أهل السنة]]: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم أن مراد الرسول (ص) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمله على ملوك [[بني أمية|الأمويين]] لزيادتهم على اثني عشر، ولظلمهم الفاحش ولكونهم غير [[بني هاشم]]، لأنّ النبي (ص) قال «كلهم من بني هاشم» في رواية، ولا يمكن أن يحمله على الملوك [[بني عباس|العباسيين]] لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلة رعايتهم الآية «قل لا أسألكم عليه أجرأ إلا المودة في القربى» {{و}}[[حديث الكساء]]، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الائمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (ص) لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم، وأعلاهم نسبا، وأفضلهم حسبا، وأكرمهم عند [[الله]]، وكان علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم (ص) وبالوراثة واللدنية.<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص292ـ 293.</ref> | ||
سطر ٢٦: | سطر ٢٦: | ||
====تشبيه عدد الأئمة بعدد نقباء بني إسرائيل==== | ====تشبيه عدد الأئمة بعدد نقباء بني إسرائيل==== | ||
ورد في بعض الروايات أن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|الرسول الأكرم]] (ص) قرن بين عدد الأئمة وعدد نقباء بني إسرائيل الذين اختارهم [[النبي موسى عليه السلام|موسى]] | ورد في بعض الروايات أن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|الرسول الأكرم]] (ص) قرن بين عدد الأئمة وعدد نقباء بني إسرائيل الذين اختارهم [[النبي موسى عليه السلام|موسى]] {{اختصار/ع}}: | ||
*كما في الحديث الشريف «'''انّ عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى'''»<ref>السيوطي، الجامع الصغير، ج1، ص350؛ متقي هندي، كنز العمال، ج6، ص89.</ref>. | *كما في الحديث الشريف «'''انّ عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى'''»<ref>السيوطي، الجامع الصغير، ج1، ص350؛ متقي هندي، كنز العمال، ج6، ص89.</ref>. | ||
*و قوله (ص): «'''الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل'''».<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج2، ص315؛ الصدوق، الأمالي، ص387؛ السيد هاشم البحراني، غاية المرام، ج2، ص271.</ref> | *و قوله (ص): «'''الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل'''».<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج2، ص315؛ الصدوق، الأمالي، ص387؛ السيد هاشم البحراني، غاية المرام، ج2، ص271.</ref> | ||
سطر ٣٢: | سطر ٣٢: | ||
===روايات الطائفة الثانية=== | ===روايات الطائفة الثانية=== | ||
اشتملت الطائفة الثانية من الروايات - بعد تأكيدها عدد الأئمة وأنهم اثنا عشر إماما وأنهم خلفاءه – على التعريف بهم وأنهم من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] | اشتملت الطائفة الثانية من الروايات - بعد تأكيدها عدد الأئمة وأنهم اثنا عشر إماما وأنهم خلفاءه – على التعريف بهم وأنهم من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] {{اختصار/ع}}، وهذه الطائفة بنفسها تتوزع على عدة طوائف، هي: | ||
# الطائفة التي ذكرت أوّل الأئمة وآخرهم فقط، كما في قوله (ص): «'''الأئمة بعدي اثنا عشر: أولهم [[الإمام علي عليه السلام|علي بن أبي طالب]] | # الطائفة التي ذكرت أوّل الأئمة وآخرهم فقط، كما في قوله (ص): «'''الأئمة بعدي اثنا عشر: أولهم [[الإمام علي عليه السلام|علي بن أبي طالب]] {{اختصار/ع}} وآخرهم [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|القائم]]، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي، وحجج الله على اُمتي بعدي، المقر بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر'''».<ref>الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص 180.</ref> | ||
# الطائفة التي ذكرت تسعة من الأئمة فقط وأنهم من نسل الحسين | # الطائفة التي ذكرت تسعة من الأئمة فقط وأنهم من نسل الحسين {{اختصار/ع}} وأن آخرهم القائم (عج). كما في الحديث الذي رواه [[أبو ذر]] عن النبي (ص) أنه قال: «'''الأئمة من بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين {{اختصار/ع}} تاسعهم قائمهم، ثم قال: ألا إنّ مَثَلهم فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك'''».<ref>السيد هاشم البحراني، غاية المرام، ج3، ص22.</ref> | ||
# الطائفة الثالثة من الروايات النبوية التي تشير إلى الأسماء المشتركة في سلسلة الأئمة كحديث: «'''الأئمة بعدي اثنا عشر أوّلهم علي ورابعهم عليّ وثامنهم عليّ وعاشرهم عليّ وآخرهم مهدي (عج)'''».<ref>السبزواري، معارج اليقين، ص62.</ref> وقوله (ص): «'''إنّ الأئمة من بعدي اثني عشر من أهل بيتي علي أوّلهم وأوسطهم محمد وآخرهم محمد ومهدي هذا الأُمّة الذي سيصلي خلفه عيسى بن مريم'''».<ref>السيد هاشم بحراني، غاية المرام، ج2، ص238.</ref> | # الطائفة الثالثة من الروايات النبوية التي تشير إلى الأسماء المشتركة في سلسلة الأئمة كحديث: «'''الأئمة بعدي اثنا عشر أوّلهم علي ورابعهم عليّ وثامنهم عليّ وعاشرهم عليّ وآخرهم مهدي (عج)'''».<ref>السبزواري، معارج اليقين، ص62.</ref> وقوله (ص): «'''إنّ الأئمة من بعدي اثني عشر من أهل بيتي علي أوّلهم وأوسطهم محمد وآخرهم محمد ومهدي هذا الأُمّة الذي سيصلي خلفه عيسى بن مريم'''».<ref>السيد هاشم بحراني، غاية المرام، ج2، ص238.</ref> | ||
# الطائفة الرابعة وهي التي تصدّى فيها النبي الأكرم (ص) لذكر أسماء الأئمة جميعا وألقابهم، <ref>الصدوق، كمال الدين و تمام النعمة، ص258؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج1، ص87؛ الخزاز الالقمي، كفاية الاثر، ص145.</ref> كما في [[حديث اللوح]] الذي أشار فيه النبيّ (ص) الى أسمائهم وألقابهم عليهم السلام مع بعض التوصيفات الخاصة.<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص8؛ ابن بابويه الالقمي، الإمامة والتبصرة، ص 104؛ المفيد، الاختصاص، ص210.</ref> | # الطائفة الرابعة وهي التي تصدّى فيها النبي الأكرم (ص) لذكر أسماء الأئمة جميعا وألقابهم، <ref>الصدوق، كمال الدين و تمام النعمة، ص258؛ الطبرسي، الاحتجاج، ج1، ص87؛ الخزاز الالقمي، كفاية الاثر، ص145.</ref> كما في [[حديث اللوح]] الذي أشار فيه النبيّ (ص) الى أسمائهم وألقابهم عليهم السلام مع بعض التوصيفات الخاصة.<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص8؛ ابن بابويه الالقمي، الإمامة والتبصرة، ص 104؛ المفيد، الاختصاص، ص210.</ref> | ||
سطر ٤٢: | سطر ٤٢: | ||
الدليل الثاني على إمامتهم (عليهم السلام) كونهم معصومين، فقد وردت أحاديث كثيرة تنعتهم ب[[العصمة]].<ref>الصدوق، كمال الدين، ص280؛ الصدوق، عيون اخبارالرضا، ج2، ص66؛ السيد هاشم البحراني، غاية المرام، ج1، ص195؛ الخزاز الالقمي، كفاية الأثر، ص135؛ محمد باقر المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص331.</ref> | الدليل الثاني على إمامتهم (عليهم السلام) كونهم معصومين، فقد وردت أحاديث كثيرة تنعتهم ب[[العصمة]].<ref>الصدوق، كمال الدين، ص280؛ الصدوق، عيون اخبارالرضا، ج2، ص66؛ السيد هاشم البحراني، غاية المرام، ج1، ص195؛ الخزاز الالقمي، كفاية الأثر، ص135؛ محمد باقر المجلسي، بحار الانوار، ج36، ص331.</ref> | ||
وهذه [[الروايات]] إذا ضممنا إليها البرهان العقلي دلت على إمامتهم | وهذه [[الروايات]] إذا ضممنا إليها البرهان العقلي دلت على إمامتهم {{اختصار/ع}}؛ وذلك لأنّ العقل يحكم بوجوب عصمة الإمام وحيث إنّه لا يوجد في أوساط [[المسلم|المسلمين]] من اتصف بهذه الخصوصية غيرهم حينئذ لابد من حصر [[الإمامة]] فيهم {{اختصار/ع}}. | ||
==الدليل الثالث: الأفضلية== | ==الدليل الثالث: الأفضلية== | ||
الدليل الآخر الذي يمكن سوقه لإثبات إمامتهم | الدليل الآخر الذي يمكن سوقه لإثبات إمامتهم {{اختصار/ع}} كونهم أفضل [[المسلم|المسلمين]] في جميع الكمالات النفسانية، وقد قرر [[العلامة الحلي]] ذلك بقوله: «هذا دليل آخر على إمامة [[الإمام علي عليه السلام|علي]] {{اختصار/ع}}، وتقريره أنه أفضل من غيره – كما هو ثابت- فيكون هو الإمام، لأنّ تقديم المفضول على الفاضل قبيح عقلا».<ref>الحلي، كشف المراد، ص539.</ref> ونفس المعنى يجري على سائر [[الأئمة]] لنفس الحيثية. | ||
ثم إن فلسفة [[الإمامة]] تقتضي كون الإمام الذي يحمل كل هذه الرسالة الثقيلة ويتصدى لقيادة الأمة وهدايتهم دينيا ودنيويا، الافضلَ من بين الجميع والأجدرَ من الكل حتى يتسنّى له تحقيق الغاية التي نٌصّب من أجلها إماماً وأن يأخذ بيد الناس الى الكمالات ويكون لهم أسوة بذلك. ولازم ذلك أن يتصف الإمام بأرفع صفات الطهارة والورع وأرفع كمالات الأدب الانساني. من هنا كان أئمة الشيعة جميعا أكمل الورى وأفضل الناس في كل عصر من عصورهم، وقد اعترف بعظم شخصيتهم القاصي والداني، وحتى أنّ المناظرين لهم كانوا يخرجون وهم يحملون هذا الانطباع عنهم ويُقرّون لهم بالفضل والعلم والتقى ويظهرون التصاغر أمامهم. | ثم إن فلسفة [[الإمامة]] تقتضي كون الإمام الذي يحمل كل هذه الرسالة الثقيلة ويتصدى لقيادة الأمة وهدايتهم دينيا ودنيويا، الافضلَ من بين الجميع والأجدرَ من الكل حتى يتسنّى له تحقيق الغاية التي نٌصّب من أجلها إماماً وأن يأخذ بيد الناس الى الكمالات ويكون لهم أسوة بذلك. ولازم ذلك أن يتصف الإمام بأرفع صفات الطهارة والورع وأرفع كمالات الأدب الانساني. من هنا كان أئمة الشيعة جميعا أكمل الورى وأفضل الناس في كل عصر من عصورهم، وقد اعترف بعظم شخصيتهم القاصي والداني، وحتى أنّ المناظرين لهم كانوا يخرجون وهم يحملون هذا الانطباع عنهم ويُقرّون لهم بالفضل والعلم والتقى ويظهرون التصاغر أمامهم. | ||
سطر ٥٢: | سطر ٥٢: | ||
* '''إقرار كبار علماء أهل السنة بأفضلية الأئمة الاثني عشر''' | * '''إقرار كبار علماء أهل السنة بأفضلية الأئمة الاثني عشر''' | ||
أقرّ الكثير من علماء [[أهل السنة]] بأفضلية [[الأئمة الاثني عشر]] من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] | أقرّ الكثير من علماء [[أهل السنة]] بأفضلية [[الأئمة الاثني عشر]] من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] {{اختصار/ع}}، وهذه الاعترافات توزعت على نحوين: بعضها أقرّ بافضليتهم بنحوٍ عام؛ وبعضها أقرّ بأفضلية كل واحد من أئمة أهل البيت {{اختصار/ع}} على من سواه، و من تلك الروايات: | ||
*صرّح [[محي الدين بن عربي]] بمنزلة أهل البيت | *صرّح [[محي الدين بن عربي]] بمنزلة أهل البيت {{اختصار/ع}} بقوله: «أنّه لم يوجد في عالم الخلق من يوازي أهل بيت النبي (ص)، فهم الأولى والأحق بالسيادة وعداؤهم بمثابة الخسران المبين ومحبتهم عين العبادة».<ref>ابن عربي، فتوحات المكية، ج4، ص139.</ref> | ||
*وقال الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي (المتوفى سنة 1172) وشيخ [[الجامع الأزهر]] في عصره في كتابه ''الاتحاف بحب الاشراف'': «قال بعض أهل العلم: إنّ [[أهل البيت عليهم السلام|آل البيت]] حازوا الفضائل كلّها علما وحلما وفصاحة وصباحة وذكاء وبديهة وجودا وشجاعة، فعلومهم لا تتوقف على تكرار درس، ولا يزيد يومهم فيها على ما كان بالأمس بل هي مواهب من مولاهم، من أنكرها وأراد سترها كان كمن أراد ستر وجه الشمس، فما سألهم في العلوم مستفيد ووقفوا، ولا جرى معهم في مضمار الفضل قوم إلا عجزوا وتخلفوا».<ref>الشافعي الشبراوي، الاتحاف، ص17.</ref> | *وقال الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي (المتوفى سنة 1172) وشيخ [[الجامع الأزهر]] في عصره في كتابه ''الاتحاف بحب الاشراف'': «قال بعض أهل العلم: إنّ [[أهل البيت عليهم السلام|آل البيت]] حازوا الفضائل كلّها علما وحلما وفصاحة وصباحة وذكاء وبديهة وجودا وشجاعة، فعلومهم لا تتوقف على تكرار درس، ولا يزيد يومهم فيها على ما كان بالأمس بل هي مواهب من مولاهم، من أنكرها وأراد سترها كان كمن أراد ستر وجه الشمس، فما سألهم في العلوم مستفيد ووقفوا، ولا جرى معهم في مضمار الفضل قوم إلا عجزوا وتخلفوا».<ref>الشافعي الشبراوي، الاتحاف، ص17.</ref> | ||
سطر ٦١: | سطر ٦١: | ||
كفاكم من عظيم القدر أنكم ... من لم يصل عليكم لا صلاة له.<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص103.</ref> | كفاكم من عظيم القدر أنكم ... من لم يصل عليكم لا صلاة له.<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج3، ص103.</ref> | ||
*وقال أستاذ الازهر الشيخ محمد حسين الذهبي وصاحب كتاب ''التفسير والمفسرون'' مطريا على شخصية [[الإمام علي عليه السلام|الإمام أمير المؤمينين]] | *وقال أستاذ الازهر الشيخ محمد حسين الذهبي وصاحب كتاب ''التفسير والمفسرون'' مطريا على شخصية [[الإمام علي عليه السلام|الإمام أمير المؤمينين]] {{اختصار/ع}}: «هو أبو الحسن، عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، القرشي الهاشمي، ااجتمع فيه من الفضائل ما لم يحظ به غيره، فمن ورع في الدين، إلى زهد في الدنيا، إلى قرابة وصهر برسول الله (ص)، إلى علم جم وفضل غزير... و كان بحراً في العلم، قوي الحُجَّة، سليم الاستنباط، أُوتِيَ الحظ الأوفر من الفصاحة والخطابة والشعر، وكان ذا عقل قضائي ناضج، وبصيرة نافذة إلى بواطن الأُمور، وكثيراً ما كان يرجع إليه الصحابة في فهم ما خفي واستجلاء ما أشكل».<ref>الذهبي، التفسير والمفسرون، ج1، ص89.</ref> | ||
*ووصف ا[[بن الصباغ المالكي]] ( المتوفى 855) علم [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين ]] | *ووصف ا[[بن الصباغ المالكي]] ( المتوفى 855) علم [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين ]]{{اختصار/ع}} في كتابه [[الفصول المهمة|''الفصول المهمة'']]، بقوله: «أما علم الفقه الّذي هو مرجع الأنام ومجمع الأحكام ومنبع الحلال والحرام، فقد كان عليّ {{اختصار/ع}} مطّلعاً على غوامض أحكامه، منقاداً له جامحاً بزمامه، مشهوداً له فيه بعلوّ محلّه ومقامه، ولهذا خصّه رسول اللَّه (ص) بعلم القضاء».<ref>ابن صباغ، الفصول المهمة، ص 30ـ 34.</ref> | ||
*وأما محمد بن مسلم الزهري (المتوفى 124) أحد الفقهاء والمحدثين والأعلام [[التابعين]] بالمدينة، وممن حفظ علم الفقهاء السبعة، فقد قال في وصف [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]] | *وأما محمد بن مسلم الزهري (المتوفى 124) أحد الفقهاء والمحدثين والأعلام [[التابعين]] بالمدينة، وممن حفظ علم الفقهاء السبعة، فقد قال في وصف [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]] {{اختصار/ع}}: «ما رأيت أفقه من زين العابدين».<ref>الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج1، ص75.</ref> | ||
*وقال عبد الله بن عطاء وهو من العلماء المعاصرين [[الإمام الباقر عليه السلام|للإمام الباقر]] | *وقال عبد الله بن عطاء وهو من العلماء المعاصرين [[الإمام الباقر عليه السلام|للإمام الباقر]] {{اختصار/ع}} في وصف المنزلة العلمية الرفيعة للإمام الباقر {{اختصار/ع}}: «ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند [[الإمام الباقر عليه السلام|أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين]] {{اختصار/ع}} ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة (عيينة) مع جلالته في القوم بين يديه كأنّه صبي بين يدي معلمه».<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج54، ص278؛ الشافعي، مطالب السئول، ص430.</ref> | ||
*وعندما سئل إمام [[المذهب الحنفي]] ([[أبو حنيفة|أبو حنيفة النعمان بن ثابت]]) عن الأفقه في زمانه، قال: «ما رأيت أحداَ أفقه من [[الإمام الصادق عليه السلام|جعفر بن محمد الصادق]] | *وعندما سئل إمام [[المذهب الحنفي]] ([[أبو حنيفة|أبو حنيفة النعمان بن ثابت]]) عن الأفقه في زمانه، قال: «ما رأيت أحداَ أفقه من [[الإمام الصادق عليه السلام|جعفر بن محمد الصادق]]{{اختصار/ع}}».<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6، ص258؛ الذهبي، تاريخ الاسلام، ج9، ص89.</ref> | ||
*وروي عن [[مالك بن أنس]] إمام [[المذهب المالكي]] والمتوفى عام 174 هجرية، أنه قال: «ما رأت عین ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق | *وروي عن [[مالك بن أنس]] إمام [[المذهب المالكي]] والمتوفى عام 174 هجرية، أنه قال: «ما رأت عین ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق {{اختصار/ع}} علماً وعبادةً وورعاً».<ref>قسمات التاريخ، ص 197.</ref> | ||
*وقال أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ (المتوفى 255 هجرية) في وصف [[الإمام الصادق عليه السلام|الصادق]] | *وقال أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ (المتوفى 255 هجرية) في وصف [[الإمام الصادق عليه السلام|الصادق]] {{اختصار/ع}}: «جعفر بن محمد {{اختصار/ع}} الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه، ويقال: إنّ أبا حنيفة من تلامذته، وكذلك سفيان الثوري، وحسبك بهما في هذا الباب».<ref>رسائل جاحظ، ص 106.</ref> | ||
الى غير ذلك من كلمات الثناء والاعتراف لهم | الى غير ذلك من كلمات الثناء والاعتراف لهم {{اختصار/ع}} بالتقدم في العلم {{و}}[[الحلم]] والمنزلة الرفيعة. | ||
==الدليل الرابع: معاجزهم== | ==الدليل الرابع: معاجزهم== | ||
الدليل الآخر الذي يساق لإثبات إمامتهم | الدليل الآخر الذي يساق لإثبات إمامتهم {{اختصار/ع}} ما صدر على أيديهم من [[المعجزة|معاجز]] وفي أكثر من موضع، وقد توزعت معاجزهم على النحو التالي: | ||
1. الإخبار عن المستقبل ووقوع ما أخبروا عنه تماماً. | 1. الإخبار عن المستقبل ووقوع ما أخبروا عنه تماماً. | ||
سطر ٧٩: | سطر ٧٩: | ||
2. الاخبار عن الحقائق الغيبية والملكوتية التي لاسبيل لها من خلال الطرق الاعتيادية. | 2. الاخبار عن الحقائق الغيبية والملكوتية التي لاسبيل لها من خلال الطرق الاعتيادية. | ||
3. وتارة يتم ذلك من خلال ظهور العلم على أيديهم | 3. وتارة يتم ذلك من خلال ظهور العلم على أيديهم {{اختصار/ع}} وهم في فترة الطفولة الأمر الذي حيّر العقول والالباب؛ إذ لا مجال لتعلم هكذا علم عظيم في سن الطفولة الا السبيل الاعجازي. | ||
4. التصرفات التكوينية والملكوتية الواقعة بأذن الله تعالى، من قبيل: | 4. التصرفات التكوينية والملكوتية الواقعة بأذن الله تعالى، من قبيل: | ||
الف: كلام [[الحجر الأسود]] ل[[الإمام السجاد عليه السلام|علي بن الحسين]] | الف: كلام [[الحجر الأسود]] ل[[الإمام السجاد عليه السلام|علي بن الحسين]] {{اختصار/ع}} وشهادته له بالإمامة.<ref>الحلبي، تقريب المعارف في الكلام، ص119ـ 123.</ref> | ||
ب: ضرب [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن بن علي]] | ب: ضرب [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن بن علي]] {{اختصار/ع}} النخلة اليابسة بيده فأينعت حتى أطعم الزهري من رطبها.<ref>نفس المصدر.</ref> | ||
ج: وعن [[أبي بصير]] – وقد كان بصيراً- أنه قال: «دخلت على [[الإمام الباقر عليه السلام|أبي جعفر الباقر]] | ج: وعن [[أبي بصير]] – وقد كان بصيراً- أنه قال: «دخلت على [[الإمام الباقر عليه السلام|أبي جعفر الباقر]] {{اختصار/ع}} فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شيء في الدار».<ref>الطبرسي، اعلام الورى، ج1، ص503.</ref> | ||
الى مئات المعاجز التي وقعت على أيديهم والتي سجلتها المصادر الحديثية والتأريخية ك[[أصول الكافي|اصول الكافي]] {{و}}[[مناقب آل أبي طالب (كتاب)|المناقب]] ل[[ابن شهر آشوب]] {{و}}[[إثبات الوصية|اثبات الوصية]]. | الى مئات المعاجز التي وقعت على أيديهم والتي سجلتها المصادر الحديثية والتأريخية ك[[أصول الكافي|اصول الكافي]] {{و}}[[مناقب آل أبي طالب (كتاب)|المناقب]] ل[[ابن شهر آشوب]] {{و}}[[إثبات الوصية|اثبات الوصية]]. |
تعديل