انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام»

لا يوجد ملخص تحرير
ط (استبدال النص - '{{End}}' ب'{{نهاية}}')
لا ملخص تعديل
وسم: وصلات توضيح شبكية
سطر ١٧: سطر ١٧:
|الأولاد= [[عبيد الله بن العباس|عبيد الله ]] {{و}}[[الفضل بن العباس|الفضل]]
|الأولاد= [[عبيد الله بن العباس|عبيد الله ]] {{و}}[[الفضل بن العباس|الفضل]]
}}
}}
'''العباس بن علي بن أبي طالب''' ([[سنة 260 للهجرة|26]]- [[61 هـ]]) أمه [[أم البنين]] {{عليها السلام}}، وهو المعروف بـ'''أبي الفضل'''، والملقّب بقمر [[بني هاشم]]. استشهد في [[واقعة عاشوراء|وقعة عاشوراء]] سنة [[سنة 61 هـ|61 هـ.]]


حظي العباس - من بين أبناء [[أئمة أهل البيت]] {{هم}} - بمنزلة كبيرة في الوسط [[الشيعة|الشيعي]]، وأوردت مصادرهم الكثير من فضائله ومكرماته على لسان الأئمة (ع)، فكان هو في تعبيرهم نعم الأخ المواسي للحسين، صاحب المنزلة التي يغبطه عليها جميع [[الشهيد|الشهداء]] [[يوم القيامة]]، نافذ البصيرة، صُلب [[الإيمان]]، العبد الصالح المطيع [[الله|لله]] {{و}}[[رسول الله(ص)|لرسوله]] {{و}}[[أمير المؤمنين (ع)|لأمير المؤمنين]] {{و}}[[الحسن]] {{و}}[[الحسين]] {{هم}}.  
'''العباس بن علي بن أبي طالب''' [[(26-61 هـ)]]، المعروف بأبي الفضل هو الابن الخامس [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|للإمام علي (ع)]] وأول أبناء [[أم البنين]]. وأهم شطر من حياته هو حضوره في [[حادثة كربلاء]] واستشهاده [[يوم عاشوراء]]. ولا توجد معلومات كثيرة عن حياته وظروفه قبل [[شهر المحرم 61 هـ،]] إلا أنه بحسب بعض الروايات كان حاضراً في [[معركة صفين]].
خلال حادثة كربلاء، كان قائداً وحاملاً لواء جيش [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|الإمام الحسين]] وكان يجلب الماء من نهر [[نهر الفرات|الفرات]] لخيام الحسين. ورفض العباس وإخوته كتاب الأمان من [[عبيد الله بن زياد]] وقاتلوا في جيش الإمام الحسين (ع) واستشهدوا. وفي بعض المقاتل أنه [[الشهادة|استشهد]] يوم عاشوراء مقطوع اليدين ومفضوخ الرأس بعمود من الحديد. وقد روى بعضهم بكاء الامام الحسين (ع) على مصرعه
ووصفته بعض المصادر بأنه طويل القامة وجميل الوجه. وفي الأحاديث، ذكر [[أئمة أهل البيت|أئمة الشيعة]] بأن له مكانة عالية في الجنة، وقد رويت عنه العديد من الكرامات في موضوع قضاء حوائج الناس، وبعض هذه القصص رويت من غير الشيعة وغير المسلمين..
الشيعة يَعتبرون العباس {{اختصار/ع}} ذا مكانة معنوية عالية.؛ ويسمونه [[باب الحوائج]] و[[التوسل|يتوسلون]] به. يعتبر [[حرم العباس (ع)|حرم العباس]] (ع) بالقرب من [[حرم الإمام الحسين (ع)|حرم الامام الحسين]] (ع) من أهم أماكن الزيارة عند الشيعة. كما يسمّونه ساقي عطاشى كربلاء ويخصونه بالذكر في [[يوم السابع من محرم]] في الأواسط العربية الشيعية و يقيمون العزاء له في هذا اليوم.  


كان العباس {{ع}} في [[واقعة كربلاء]] صاحب لواء أخيه الحسين {{ع}}، وقد كسر الحصار يومي [[7 محرم|السابع]] {{و}}[[العاشر من محرم|العاشر]] من [[محرم]] بعد أن حُرِم المخيّم من شرب [[نهر الفرات]]، فتمكّن من جلب الماء لمعسكر الحسين في المحاولة الأولى، فلقّب بالسقّاء، واستشهد في طريق عودته من المحاولة الثانية، فقطعت يداه. ولمنزلته الرفيعة ومقامه السامي خصصوا يوم [[7 محرم|السابع من المحرم]] (وفي [[إيران]] يوم [[تاسوعاء|التاسع]]) لإحياء ذكراه وإقامة مراسم [[العزاء]] له.
==قلة المصادر البحثية حول شخصية العباس بن علي==
وبحسب ما وصل اليه بعض الباحثين، لا تتوفر معلومات تاريخية كثيرة عن حياة العباس بن علي قبل [[واقعة الطف|حادثة كربلاء]]، وبالتالي هناك اختلافات كثيرة حول ولادته وحياته<ref>البغدادي، العباس، 1433ق، ص73–75</ref>.
يعتبر تشيلكوسكي، وهو الباحث الأمريكي في الشئون الإيرانية، أن الكتب المستقلة عن العباس بن علي، هي نسج من التاريخ والأسطورة<ref>تشيلكوسكي، «عباس جوانمرد و دلير»، ص373</ref>.
أما الكتب التي كتبت بشكل مستقل عن العباس بن علي، فمعظمها يتعلق بالقرنين الرابع عشر والخامس عشر من التقويم القمري، مثل [[عبد الواحد المظفر]] مؤلف مجموعة [[بطل العلقمي]] المكونة من ثلاثة مجلدات (وفات: 1310هـ)، [[محمد إبراهيم كلباسي النجفي]]، صاحب [[الخصائص العباسية]] (وفات: 1362هـ)<ref>مهدوي، اعلام اصفهان، 1386ش، ج1، ص110.</ref>. [[محمد علي الأردوبادي]] مؤلف حياة أبي الفضل العباس (وفات: 1380هـ)، و[[مقتل الحسين (المقرم)|الموسوي المقرّم]] مؤلف كتاب [[قمر بني هاشم العباس]] (وفات: 1391هـ)، [[رباني خلخالي]] مؤلف من كتاب الوجه المشرق لقمر بني هاشم (وفات: 1389هـ).


==النسب==
==اسمه ونسبه==
العباس بن [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} أمّه فاطمة [[أم البنين |أمّ البنين]] {{ع}} بنت حزام (حرام) بن خالد بن ربيعة بن الوحيد، وهو: عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، تزوجها [[الإمام أمير المؤمنين|أمير المؤمنين]] {{ع}} بعد وفاة [[السيدة فاطمة الزهراء]] {{عليها السلام}}، فسمّاها [[أم البنين]].<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ص 429. القمي، نفس المهموم، ص 285.</ref>
العباس بن علي بن أبي طالب، المعروف بكنيته الشهيرة [[أبو الفضل]]، هو الابن الخامس [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|للإمام علي]] (ع) ونتيجة زواج علي بن أبي طالب ب[[فاطمة بنت حزام]] المعروفة بأم البنين. العباس هو أول أبناء أم البنين<ref>امين، اعيان الشيعة، 1406ق، ج7، ص429؛ قمي، نفس المهموم، 1376ش، ص285</ref>.
{{شجرة الإمام علي}}


==الكنى والألقاب==
==نسبه من ناحية الأم==
[[ملف:ايوان الذهب حرم العباس عليه السلام.jpg|تصغير|ايوان الذهب [[حرم العباس (ع)]]]]
يكنى بأبي الفضل وهي أشهر كناه.<ref>ابن نما الحلي، مثير الأحزان، ص 254. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبين، ص ‏89.</ref> وعزى الكثير من العلماء والأدباء ذلك إلى ما اتسم به {{ع}} من فضائل كثيرة.<ref>ابن عنبة الحسيني، عمدة الطالب، ص ‏280.</ref>


ويكنّى بأبي القاسم، ومن هنا حمل الباحثون والمحققون ما ورد في [[زيارة الأربعين]] عليه. قال [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله الأنصاري]]: «السلام عليك يا أبا القاسم يا عباس بن علي».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 101، ص 330.</ref>
وقد تعرّف [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]] (ع) على [[أم البنين|فاطمة بنت حزام الكلابية]] عن طريق  أخيه [[مسلم بن عقيل|عقيل]] الذي كان خبيرا في علم الأنساب. وقد طلب الإمام علي (ع) من عقيل أن يجد له زوجة ولدتها الفحول حتى تلد له أولاداً شجعاناً وابطالا<ref>البخاري، سِرُّ السلسلة العلوية، 1382ق، ص88؛ ابن‌عنبة، عمدة الطالب، 1381ق، ص357؛ مظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429ق، ج1، ص105</ref>، وروي أنّ زهير بن القين قال للعباس (ع) ليلة عاشوراء: يا ابن أمير المؤمنين عندما أراد والدك أن [[النكاح|يتزوج]]، قال لعمك عقيل أن يختار له امرأة من سلالة الشجعان لتلد له ولدا شجاعاً، ليكون ناصرا [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|للحسين]] (ع) في [[كربلاء]]<ref>الموسوي المقرم، العبّاس(ع)، 1427ق، ص177؛ الاردوبادي، حياة ابي الفضل العباس، 1436ق، ص52–53؛ خراساني قايني بيرجندي، الكبريت الأحمر، 1386ق، ص386</ref>.


:'''ألقابه'''
==الكنى==
لقب {{ع}} بمجموعة من الألقاب تحكي عظم شخصيته، منها:
[[ملف:ايوان الذهب حرم العباس عليه السلام.jpg|تصغير|ايوان الذهب [[حرم العباس (ع)]]]]
{{Div col|3}}
*أبو الفضل: أشهر كنيته العباس<ref>ابوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1408ق، ص89. ابن‌نما الحلي، مثير الأحزان، 1380ش، ص254</ref>. قال البعض: لأنّ [[بنو هاشم|بني هاشم]] كانت تكنّي من كان اسمه العباس بأبي الفضل؛ كان العباس (ع) يسمى بأبي الفضل حتى في طفولته<ref>المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429ق، ج2، ص12.</ref>.
* قمر بني هاشم<ref>أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص90. ابن نما الحلي، مثير الأحزان، ص 254.</ref>
نقل [[السيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم]] عن كتاب "[[الجريدة في أصول الأنساب العلويين]]" أن العباس (عليه السلام) كان له ولد اسمه الفضل. ولذلك سمي بأبي الفضل<ref>الموسوي المقرم، العبّاس(ع)، 1427ق، ج1، ص138</ref>.
*أبو القاسم: بما أنّ العباس (ع) كان له ولد اسمه القاسم، كان يسمى بأبي القاسم. وقد وردت هذا الكنية أيضًا في [[زيارة الأربعين|زيارة الأربعين]]<ref>بلاذري، انساب الاشراف، 1417ق، ج2، ص192؛ الطبرسي، أعلام الوري بأعلام الهدي، 1390ق، ص203؛ ابوالفرج الاصفهاني، مقاتل الطالبين، 1358ق، ص55؛ بهشتي، قهرمان علقمة، 1374ش، ص43</ref>.
*أبو قربة: يعتقد البعض أن هذا اللقب أطلق عليه لأنه قام بحمل الماء إلى خيام الحسين عدة مرات في [[واقعة الطف|حادثة كربلاء]]. وقد وردت هذه الصفة في عدة مصادر<ref>بلاذري، انساب الاشراف، 1417ق، ج2، ص192؛ طبرسي، اعلام الوري باعلام الهدي، 1390ق، ص203؛ ابوالفرج الاصفهاني، مقاتل الطالبين، 1358ق، ص55؛ بهشتي، قهرمان علقمه، 1374ش، ص43</ref>.
*ابو الفرجة: اشتهر بهذه الكنية بين محبيه والشيعة لأنه يفرج عن هموم من ناشده في الأمور العسيرة<ref>مظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429ق، ج2، ص12</ref>. والفَرْجَة: بمعنى  الرَّاحة مِنْ حُزْن أَو مَرَض<ref>ابن منظور، لسان العرب،ج 2  ص 341</ref>


* باب الحوائج<ref>المقرم، العباس بن ‏علي(ع)، ص 30.</ref>
==القابه==
 
وقد وردت للعباس (ع) عدة ألقاب، بعضها قديمة وأخرى جديدة، أطلقها الناس عليه بناءً على صفاته وفضائله<ref>راجع: المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429ق، ج2، ص14–20؛ بهشتي، قهرمان علقمه، 1374ش، ص45–50؛ هادي‌منش، «كنيه‌ها و لقب‌هاي حضرت عباس(ع)»، ص106</ref>. ومن ألقابه:
* الطيّار<ref>المظفر، بطل العلقمي، ج 2، ص 108-109.</ref>
*قمر بني هاشم: احد القابه المعروفة هو هذا اللقب<ref>ابوالفرج الاصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1408ق، ص90؛ ابن‌نماي حلي، مثير الاحزان، 1380ش، ص254</ref> يقال أن العباس كان يسمى بهذا اللقب لجمال وجهه<ref>محمدي ري شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج7، ص79</ref>.
 
*باب الحوائج: <ref>ناصري، مولد العباس بن علي(ع)، 1372ش، ص30</ref>بحسب [[البغدادي]]، هذا اللقب مشهور بين جميع [[التشيع|الشيعة]]، وخاصة شيعة العراق<ref>بغدادي، العباس، 1433ق، ص20</ref>، ويعتقد الكثير من الناس أنهم إذا لجأوا إلى حضرة عباس، فإن الله سيقضي لهم حاجاتهم<ref>بهشتي، قهرمان علقمه، 1374ش، ص48؛ شريف قرشي، زندگاني حضرت عباس، 1386ش، ص36–37</ref>.
* الشهيد<ref>المظفر، بطل العلقمي، ج 2، ص 108-109.</ref>
*السقاء: يرى البعض أن هذا اللقب مشهور عند المؤرخين وعلماء الأنساب<ref>مظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429ق، ج2، ص14؛ امين، اعيان الشيعه، 1406ق، ج7، ص429؛ طبري، تاريخ الأمم و الملوك، 1967م، ج5، ص412–413؛ ابوالفرج الاصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1408ق، ص117–118.</ref>، جلب العباس (ع) الماء لخيام الحسين في كربلاء ثلاث مرات <ref>طعمه، تاريخ مرقد الحسين و العباس، 1416ق، ص238</ref>وفي رجز له في [[واقعة الطف|حادثة عاشوراء]] يذكّر هذا اللقب:
 
إني انا العباس أغدو بالسقى
* العبد الصالح<ref>ابن عنبة الحسني، عمدة الطالب، ص 124.</ref>
ولا أخاف الموت يوم الملتقى<ref>قمي، نفس المهموم، المكتبة الحيدرية، ص304.</ref>
[[ملف:القربة خلف حرم العباس عليه السلام.jpg|تصغير|يمين|القربة خلف حرم العباس عليه السلام]]
*الشهيد<ref>مظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429ق، ج2، ص108–109.</ref>.
*حامل العَلم <ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي‌طالب، مطبعه العلميه، ج4، ص108؛ علامه مجلسي، بحار الانوار، 1403ق، ج45، ص40.</ref>.
*باب الحسين: البعض يستشهد بما تلقاه [[السيد علي القاضي|السيد علي قاضي الطباطبائي]]، أحد علماءالشيعة العارف، أنّ "أبا الفضل العباس (ع) هو الكعبة الأولياء". فأطلق هذا اللقب على عباس (ع)<ref>[https://hawzah.net/fa/Magazine/View/6433/7686/96868 «حضرت ابوالفضل عليه السلام كعبه اوليا»]، پايگاه اطلاع‌رساني حوزه.</ref>.


* صاحب اللواء<ref>ابن عنبة الحسني، عمدة الطالب، ص ‏280.</ref>
==سيرته==
 
* السقّاء؛<ref>محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج7، ص429. الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ج5، ص412-413. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطاليبين، ص 117-118. ابن عنبة الحسني، عمدة الطالب، ص‏280.</ref> وذلك لما قام به من إقدام وبذله من تضحيات في جلب الماء إلى معسكر [[الإمام الحسين]] {{عليه السلام}}.
{{Div col end}}
 
==الطفولة والفتوة والشباب==
[[ملف:حرم العباس عليه السلام 03.jpg|250px|تصغير|يمين|[[حرم العباس (ع)]]]]
ولد العباس {{ع}} في الرابع من [[شعبان]] ''[[سنة 26 للهجرة|سنة 26 هـ]]'' في [[المدينة المنورة]]، فعاش في كنف أبيه [[أمير المؤمنين]] {{ع}} وأخويه [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] {{و}}[[الإمام الحسين|الحسين]] {{هما}} ينهل من نمير علمهم ويرتوي من زلال رافدهم، ولم تكن كُلِّ البصائر في أبي الفضل {{ع}} اكتسابية، بل كان مجتبلاً من طينة القداسة التي مزيجها النور الإلهي، حتّى تكوّنت في صُلّب من هو مثال الحقّ، ذلك الذي لو كشف عنه الغطاء ما ازداد يقيناً، فلم يصل أبو الفضل {{ع}} إلى عالم الوجود إلاّ وهو معدن الذكاء والفطنة، وأُذن واعية للمعارف الإلهية، ومادة قابلة لصور الفضائل كُلّها، فاحتضنه حجر العلم والعمل، حجر اليقين والإيمان، وعادت أرومته الطيّبة هيكلاً للتوحيد، يغذّيه أبوه بالمعرفة، فتشرق عليه أنوار الملكوت، وأسرار اللاهوت، وتهبّ عليه نسمات الغيب، فيستنشق منها الحقائق.<ref>المُقرّم، كتاب العباس عليه السلام، ص 155.</ref>
 
وقد أشار [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} إلى سمّو مرتبة العباس {{ع}} العلمية بقوله: «إنّ ولدي العبّاس زق العلم زقاً».<ref>الهاشمي النجفي، ثمرات الأعواد، ج 10، ص 105. الناصري، مولد العباس بن‏ علي(ع)، ص 62.</ref>
 
وقد رأت [[أم البنين|أُمّ البنين]] {{ع}} في بعض الأيام أنّ أميرَ المؤمنين {{عليه السلام}} أجلس أبا الفضل {{ع}} على فخذه، وشمّر عن ساعديه، وقبلهما وبكى، فأدهشها الحال؛ لأنّها لم تكن تعهد صبيّاً بتلك الشمائل العلوية ينظر إليه أبوه ويبكي، من دون سبب، ولمّا أخبرها أمير المؤمنين {{ع}} على ما سيحدث لهذين اليدين من القطع في نصرة [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}}: «بكت وأعولت وشاركها مَن في الدار في الزفرة والحسرة، غير أنّ سيّد الأوصياء بشّرها بمكانة ولدها العزيز عند اللّه جلّ شأنه، وما حباه عن يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل ذلك ل[[جعفر بن أبي طالب]]».<ref>الحسني، قمر بني ‏هاشم، ص ‏19؛ الناصري، مولد العباس بن‏ علي(ع)، ص 60.</ref>
 
===مرحلة الفتوة والشباب===
 
بذل [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} قصارى جهده في إعداد ولده وتربيته على المثل العليا والأخلاق النبيلة التي دعت إليها الشريعة المحمدية.<ref>الناصري، مولد العباس بن‏ علي(ع)، ص 60.</ref> وقد لازم العباس بن علي (ع) أباه أمير المؤمنين {{ع}} طيلة أربع عشرة سنة يستضيئ بنور علمه،<ref>الناصري، مولد العباس بن‏ علي(ع)، ص ‏63.</ref> وسار في ركابه إبّان خلافته،<ref>المظفر، بطل العلقمي، ج 2، ص ‏6.</ref> ولم يتخلّف عن [[معركة صفين]] سنة [[37 هـ]] مع حداثة سنّه، وقد أبلى فيها بلاءً حسناً.<ref>الزنجاني، وسيلة الدارين، ص ‏269. الناصري، مولد العباس بن‏ علي (ع)، ص 64.</ref>
 
====الحضور في صفين====
{{شعائر حسينية}}
{{شعائر حسينية}}
إنّ [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] لمّا نزل بجيشه على الفرات إبّان [[معركة صفين]] وجعلها في حيِّزه، وبعث عليها أبا الأعور السُّلمي يحميها ويمنعها. وبعث [[أمير المؤمنين]] {{ع}} [[صعصعة بن صوحان]] إلى معاوية، يسأله أن يخلِّي بين الناس والماء، فرجع صعصعة فأخبره {{ع}} بما كان من إصرار جيش [[الشام]] على منعهم الماء!.


فلمَّا سمع [[الإمام علي|عليٌّ]] {{ع}} ذلك قال: «قاتلوهم على الماء»، فأرسل كتائب من عسكره، فتقاتلوا، واشتدَّ القتال، واستبسل أصحاب الإمام {{ع}} وفيهم الإمامين [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] {{و}}[[الإمام الحسين|الحسين]] والعباس بن علي {{هم}}، أشدَّ شجاعة، حتى خلَّوا بينهم وبين الماء، وصار في أيدي أصحاب عليٍّ {{ع}}.<ref>الحائري المازندراني، معالي السبطين، ج 1، ص 437.</ref>
وبحسب ما وصل اليه بعض الباحثين، لا تتوفر الكثير من المعلومات التاريخية عن حياة العباس قبل حادثة كربلاء<ref>بغدادي، العباس، 1433ق، ص73–75؛ محمودي، ماه بي‌غروب، 1379ش، ص38.</ref>. والقصة الوحيدة التي رويت من حياته هي وجوده في معركة صفين وأيضاً نقطة واحدة أثناء دفن [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن المجتبي]] (ع)<ref>موسوي مقرم، العباس(ع)، 1435ق، ص247–251.</ref> وباقي ما ورد يتعلق ب[[واقعة الطف|حادثة كربلاء]].<ref>بغدادي، العباس، 1433ق، ص74.</ref>.
هناك اختلاف في سنة ميلاد العباس (ع)<ref>اردوبادي، حياة ابي‌الفضل العباس، 1436ق، ص61</ref>. ولعل هذه الاختلافات ناجمة عن رواية عمر العباس (ع) عند استشهاد أبيه [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]] (ع) والذي يعتبره البعض ما بين 16 و 18 سنة<ref>محمودي، ماه بي‌غروب، 1379ش، ص31 و 50.</ref>. والبعض الآخر ذكر أن عمره 14 عامًا وقبل التكليف<ref>ناصري، مولد العباس بن علي، 1372ش، ص62؛ طعمه، تاريخ مرقد الحسين و العباس، 1416ق، ص242.</ref>.
والقول المشهور أنّ العباس ولد ب[[المدينة المنورة|المدينة]] سنة 26 هـ<ref>زجاجي كاشاني، سقاي كربلا، 1379ش، ص89–90؛ امين، اعيان الشيعه، 1406ق، ج7، ص429.</ref>. وبحسب رأي [[الأردوبادي]]، لا يمكن العثور على معلومة وثيقة حول يوم وشهر ولادته في المصادر القديمة، ولا يوجد سوى كتاب اسمه [[أنيس الشيعة]]، كتب في القرن الثالث عشر، يعتبر يوم ميلاده هو 4 [[شعبان]]<ref>اردوبادي، حياة ابي‌الفضل العباس، 1436ق، ص64.</ref>.
وكتب صاحب [[الخصائص العباسية]] دون أن يذكر المصدر أنه عندما ولد العباس احتضنه الإمام علي وسمّاه العباس، و[[الأذان|أذن]] وأقام في أذنيه، ثم قبّل ذراعيه وبكى، وأجاب على
أم البنين التي سألت عن سبب بكائه، فقال: إن العباس ستقطع ذراعيه في طريق نصرة [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|الحسين]] (ع)، ويعطيه الله جناحين في [[الآخرة]] بدل يديه المقطوعتين<ref>كلباسي، الخصائص العباسيه، 1420ق، ص64–71.</ref> .  
وعلى هذا القول فقد ذكرت كتب أخرى بكاء الإمام على قطع يدي العباس (عليه السلام)<ref>نگاه كنيد به: ناصري، مولد العباس بن علي، 1372ق، ص61–62؛ خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ص140.</ref>.


وممّا يروى: أنّه في بعض أيّام [[صفّين]] خرج من جيش [[أمير المؤمنين]] {{ع}} شاب على وجهه نقاب، تعلوه الهيبة، وتظهر عليه الشجاعة، يقدّر عمره بالسبع عشر سنة، يطلب المبارزة، فهابه الناس، وندب [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] إليه ابن الشعثاء، فقال: إنّ أهل [[الشام]] يعدّونني بألف فارس، ولكن أرسل إليه أحد أولادي، وكانوا سبعة، وكُلّما خرج أحد منهم قتله حتّى أتى عليهم، فساء ذلك ابن الشعثاء وأغضبه، ولمّا برز إليه ألحقه بهم، فهابه الجمع ولم يجرأ أحد على مبارزته، وتعجّب أصحاب أمير المؤمنين {{ع}} من هذه البسالة التي لاتعدو [[بني هاشم|الهاشميين]]، ولم يعرفوه لمكان نقابه، ولما رجع إلى مقرّه دعا أبوه أمير المؤمنين {{ع}}، وأزال النقاب عنه، فإذا هو قمر بني هاشم ولده العبّاس {{ع}}.<ref>المقرم، العباس (عليه ‏السلام)، ص153. البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص 385.</ref>
==زوجته و أولاده==
وتزوج العباس (ع) من لبابة حفيدة [[العباس بن عبد المطلب]] في غضون سنة 40 و 45
الهجرية القمرية<ref>الزبيري، نسب قريش، 1953م، ج1، ص79؛ زجاجي كاشاني، سقاي كربلا، 1379ش، ص98.</ref>. تذكر بعض المصادر أنّ والد لبابة هو [[عبيد الله بن عباس]] <ref>براي نمونه نگاه كنيد به: بغدادي، المحبر، دار الاآفاق الجديده، ص441؛ تلمساني، الجوهره، انصاريان، ص59.</ref> وآخرين ذهبوا الى أنّ والدتها هو [[عبد الله بن عباس]]<ref>براي نمونه نگاه كنيد به: ابن‌صوفي، المجدي، 1422ق، ص436.</ref> . واعتبر ابن [[حبيب البغدادي]]، مؤرخ القرن الثالث القمري، أن [[لبابة زوجة العباس]] هي ابنة عبيد الله، وعرف لبابة ابنة عبد الله بأنها زوجة علي بن عبد الله جعفر<ref>بغدادي، المحبر، دار الاآفاق الجديده، ص440–441.</ref>.
وأنجبت لبابة من العباس ولدين هما فضل وعبيد الله<ref>ابن‌صوفي، المجدي، 1422ق، ص436.</ref>، وبعد استشهاده تزوجت أولاً من [[وليد بن عتبة]] ثم تزوجت من زيد بن الحسن<ref>بغدادي، المحبر، دار الاآفاق الجديده، ص441.</ref>.
عبيد الله بن العباس (ع) تزوج من ابنة [[الإمام علي السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]]<ref>مظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429ق، ج3، ص429.</ref> وقد ذكر له بعض المؤلفين أولاداً آخرين هم الحسن والقاسم ومحمد وكذلك ذكروا له بنتا. قال بعضهم أنّ قاسم ومحمد  استشهدا يوم عاشوراء بعد استشهاد والدهم<ref>رباني خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ج2، ص123.</ref>.
ويذكر أن ذرية العباس استمرت من ابنه عبيد الله وابنه الحسن. وكان أبناء العباس من أشهر [[العلويين]]، وكثير منهم من العلماء والشعراء والقضاة والحكام<ref>رباني خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ج2، ص118؛ محمودي، ماه بي‌غروب، 1379ش، ص89.</ref>. وقد ورد
أنّ ذرية العباس انتشرت من شمال أفريقيا إلى [[إيران]]<ref>رباني خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ج2، ص118.</ref>.
وقد ذكر البعض أن سبب هذا الإنتشار هو هجرة أبناء العباس إلى أرجاء الأرض بسبب ظلم الحكومات<ref>رباني خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ج2، ص126.</ref>.


==أسرته==
==حرب صفين==
وقد ذكرت بعض المصادر المتأخرة تواجد العباس (ع) في [[معركة صفين]]. وكان في هذه الحرب من الذين هاجموا على [[شريعة الفرات]] بقيادة [[مالك الأشتر]] لجلب الماء لجيش الإمام علي <ref>حائري مازندراني، معالي السبطين، 1412ق، ج2، ص437؛ موسوي مقرم، العبّاس(ع)، 1427ق، ص242؛ خراساني قايني بيرجندي، كبريت الاحمر، 1386ق، ص385.</ref>. يذكر في نفس المصادر أيضا مقتل [[ابن شعثاء الشامي]] وسبعة من أبنائه على يد العباس كأحد أحداث [[معركة صفين]]<ref>موسوي مقرم، العبّاس(ع)، 1427ق، ص242؛ خراساني قايني بيرجندي، كبريت الاحمر، 1386ق، ص385.</ref>. ويقول بعض المؤلفين إنّ أهل [[الشام]] كانوا يعدّون قوة ابن شعثاء كألف فارس<ref>موسوي مقرم، العبّاس(ع)، 1427ق، ص242؛ خراساني قايني بيرجندي، كبريت الاحمر، 1386ق، ص385.</ref> .


تزوج العباس {{عليه السلام}} من [[لبابة بنت عبيد الله بن عباس|لبّابة]] بنت [[عبيد الله بن العباس|عبيد اللّه بن العبّاس]] بن [[عبد المطلب]]، وأُمّها أُم حكيم جويرية بنت خالد بن قرظ الكنانية.<ref>البخاري، السنن، ص 90.</ref> وهي التي أنجبت له الفضل وعبيد الله.<ref>ابن صوفي، المجدي، ص 436.</ref> واتفقّ أرباب النسب على انحصار نسل العبّاس ابن [[أمير المؤمنين]] {{هما}} في ولده عبيد اللّه.<ref>ابن صوفي،المجدي، ص436. ابن عنبه، عمدة الطالب، ص 328.</ref> ولعبيد الله ولدان هما عبد الله والحسن. وانحصر نسل عبيد اللّه في ولده الحسن الذي كان لأُم ولد، وعاش سبعاً وستّين سنة، وله خمسةأبناء، هم: الفضل، وحمزة، وإبراهيم، والعبّاس، وعبيد اللّه.


وأمّا الفضل فكان لسناً متكلّماً فصيحاً، شديد الدّين، عظيم الشجاعة، محتشماً عند الخلفاء، ويقال له: (ابن الهاشمية)؛ وأمّا حمزة وإبراهيم ويُعرف بـ (جردقة) فكانا من الفقهاء الأُدباء والزهّاد؛ وأمّا عبيد اللّه بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس السقاء {{عليه السلام}}، ففيه يقول محمّد بن يوسف الجعفري: «ما رأيت أحداً أهيب، ولا أهيأ، ولا أمرأ من عبيد اللّه بن الحسن، تولّى إمارة الحرمين [[مكة]] {{و}}[[المدينة]] والقضاء بهما أيّام [[المأمون]] سنة [[سنة 204 للهجرة|204 للهجرة]]؛ وأما العباس فقد عرف بالفصاحة والبلاغة والخطابة».<ref>ابن عنبه، عمدة الطالب، ص 281.</ref> وكُلّهم أعقبوا أبناء أجلّاّء فضلاء أُدباء، منهم محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله من كبار شخصيات القرن الثالث الهجري.<ref>أبي نصر، سر السلسلة العلوية، ص 90. ابن عنبه، عمدة الطالب، ص 281-282.</ref>
وقد شكك البعض في حضور العباس (ع) في واقعة صفين ولم يعتبر مطابقاً للأدلة التاريخية<ref>[https://hawzah.net/fa/Question/View/66112 «بررسي ادعاي حضور حضرت ابوالفضل در صفين»]، پايگاه اطلاع‌رساني حوزه.</ref>.


==خصاله ومناقبه==
بحسب ما ذكره [[أردوبادي]] في كتابه، فإن قصة وصية الإمام علي (ع) للعباس وتوصيته له بشأن الإمام الحسين (ع)، رغم شهرتها، إلا أنها لا تمتلك سندًا موثوقًا<ref>اردوبادي، حياة ابي‌الفضل العباس، 1436ق، ص55.</ref>
[[ملف:مقام كف العباس 02.jpg|تصغير|يمين|مقام كف العباس عليه السلام في [[كربلاء]]]]
.
====العباس في ركاب الإمام الحسن (ع)====
لازم العباس بن علي {{ع}} ركاب أخيه [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن]] {{ع}}، وسار تحت لوائه طيلة حياته، وبذل جهداً كبيراً في الدفاع عن أخيه الحسن {{ع}} ودرء خطر [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] الذي ما برح محدقاً بالإمام {{ع}}، وقد عرف في فترة إمامة أخيه الحسن {{ع}} بباب حوائج [[الشيعة]]، حيث كان الواسطة في إيصال ما تجود به يد الإمام {{ع}} إلى الفقراء والمحتاجين ويرشد إلى داره {{ع}} الطالبين والمحتاجين.
<br />
ولمّا تمادى [[بنو أمية|الأمويون]] بالشر، وظهرت خفايا نفوسهم المنطوية على الحقد والعداء لآل البيت، وأوعزوا إلى عملائهم برمي جنازة الإمام، فرموها برماحهم وسهامهم، أسرع أبو الفضل العبّاس {{ع}} إلى مناجزة الأمويين، وتمزيقهم، فمنعه أخوه [[الإمام الحسين]] {{ع}} من القيام بأي عمل امتثالاً لوصيّة أخيه الحسن {{ع}}.<ref>لقماني، سبهسالار عشق، ص 47.</ref>


ومن أفضل الشواهد الدالة على مدى ملازمته لأخيه الحسن {{ع}} ما شهد به [[الإمام الصادق]] {{ع}} في زيارته لعمّه العباس {{ع}} التي جاء فيها: «فجزاك الله عن رسوله، وعن أمير المؤمنين، وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرت، واحتسبت، وأعنت فنعم عقبى الدار ...».<ref>ابن قولويه القمي، كامل الزيارات، ص 786.</ref>
==في كربلاء==


====العباس في كلمات السجاد (ع)====
يعدّ حضور العباس بن علي في [[واقعة الطف|حادثة كربلاء]] أهم جزء من حياته وترجع أهميته عند الشيعة إلى الدور الذي قام به في حادثة كربلاء. فهو يعتبر من أهم الشخصيات في ثورة الإمام الحسين.


قد أثبت [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]] {{عليه السلام}} لعمه العباس {{ع}} منزلة كبرى لم ينلها غيره من الشهداء ساوى بها عمّه [[جعفر الطيار|الطيار]]، فقال {{عليه السلام}}: «رحم اللّه عمّي العبّاس بن علي، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتّى قُطعت يداه، فأبدله اللّه عزّوجلّ جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل ل[[جعفر بن أبي طالب]]، إنّ للعبّاس عند اللّه تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة».<ref>الصدوق، الخصال ، ج 1، ص 68.</ref>
لكن في أغلب الكتب التي أفردت في موضوع عباس بن علي (ع)، لم تجد هناك تقرير تأريخي أو رواية تتكلم عن العباس (ع) في فترة انتقال الإمام الحسين (ع) من [[المدينة المنورة|المدينة]] إلى [[مكة]] ثم من مكة إلى [[الكوفة]]، إلّا بعد شهر محرم سنة 61 هـ


====العباس في كلمات الصادق (ع)====
==إلقاء الخطبة في مكة==


كان [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام}} وهو العقل المبدع والمفكّر في [[الإسلام]] يشيد دوماً بعمّه العبّاس {{ع}}، ويثني ثناءً عاطراً ونديّاً على مواقفه البطولية [[يوم الطف|يوم الطفّ]]، وكان مما قاله في حقّه: «كان عمّي العبّاس بن علي {{ع}} نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، جاهد مع أخيه [[الحسين]] {{ع}}، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً.... أشهد، وأُشهد الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابّون عن أحبّائه».<ref>ابن عنبه، عمدة الطالب، ص 280. الأمين، أعيان الشيعة، ص 430.</ref>
وقد نسب مؤلف كتاب "خطيب الكعبة" خطبة لعباس بن علي (ع) ووثقها بناء على مذكرة من كتاب "مناقب السادة الكرام". ووفقا لهذا التقرير، ألقى حضرة عباس خطبة على سطح [[الكعبة]] في اليوم الثامن من ذي الحجة، انتقد فيها ولاء الناس [[يزيد بن معاوية|ليزيد]] وأدان افعال يزيد باعتباره شارب للخمر وغير ملتزم ب[[الفقه الإسلامي|الشريعة]] وأشار إلى مكانة الإمام الحسين (ع).


====العباس في كلمات المهدي (ع)====
وقال خلال الخطبة أنه لن يسمح لأحد بقتل الإمام الحسين (ع) ما دام هو على قيد الحياة، وأن الطريقة الوحيدة ل[[الشهادة|استشهاد]] الإمام هي قتل العباس.


أدلى الإمام المصلح العظيم بقيّة الله في الأرض [[الإمام المهدي|قائم آل محمد]] {{صل}} بكلمة رائعة في حقّ عمّه العبّاس {{ع}} جاء فيها: «السلام على أبي الفضل العبّاس ابن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه [[يزيد بن الرقاد]]، {{و}}[[حكيم بن الطفيل الطائي]]..».<ref>المظفر، بطل العلقمي، ج 2، ص 311.</ref>
==حمل اللواء في يوم عاشوراء==


===معرفته بإمام زمانه وانقياده له===
كان العباس (ع) حامل راية جيش الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء. وقد كلّفه الإمام (ع) بهذا المنصب صبيحة [[يوم عاشوراء|عاشوراء]]، وفي بعض المصادر أنه عندما كان يطلب الإمام (ع) من العباس أن يذهب إلى الساحة، يذكره بدوره في معسكر الحسين بأنه حامل رايته.


عُرف العباس بن علي {{عليه السلام}} بوعيه العميق لنظرية [[الإمامة]] وطاعته المطلقة وانقياده التام لإمام زمانه، وهناك دلائل ومؤشرات تكشف عن هذه الخصوصية عنده {{ع}}، منها:
==السقي وجلب الماء==
{{Quote box
|جهت= چپ
|class = <!-- Advanced users only.  See the "Custom classes" section below. -->
|title =ورد في زيارته
|quote ='''أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَخيكَ فَنِعْمَ الاَْخُ الْمُواسي'''
|source =
|align =
|width =30%
|border =
|fontsize =60
|bgcolor = #FFCCB2
|style =
|title_bg =
|title_fnt =
|tstyle =
|qalign =rihgt
|qstyle =
|quoted =left
|salign =
|sstyle =
}}


* ما جاء في الزيارة المروية عن [[الإمام الصادق]] {{ع}}: «.... المطيع لله ولرسوله ولأميرالمؤمنين والحسن والحسين صلى الله عليهم».<ref>ابن قولويه القمي، كامل الزيارات، ص 786.</ref>
وبحسب المصادر التاريخية، عندما قطع العدو الماء عن [[ركب الحسين]] (ع) واشتد العطش على اهل بيته وأصحابه، أرسل الإمام الحسين أخاه العباس مع ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً حاملين عشرين قربة إلى [[شريعة الفرات]] لجلب الماء. واقتربوا من الشريعة ليلاً، لكن عمرو بن حجاج وأصحابه أرادوا أن يمنعوهم من الوصول إلى الشريعة، عندها دفعهم عباس وأصحابه إلى الوراء وكشفوهم عن الشريعة وملأوا القِرَب بالماء.
وأثناء عودته من الشريعة هاجمهم عمرو بن الحجاج وأصحابه ليمنعوهم من ايصال الماء فسدّ العباس وغيره من الفرسان الطريق أمام العدو حتى جلب المشاة الماء إلى المعسكر.
==رفض كتاب الأمان==


* لمّا جاء [[شمر بن ذي الجوشن]] بكتاب الأمان عصر [[تاسوعاء|التاسع من المحرم]] ونادى: «أين بنو أُختنا؟ أين العبّاس {{ع}} وإخوته؟ فأعرضوا عنه، فقال [[الحسين]]{{ع}}: «أجيبوه ولو كان فاسقاً».
عندما حطّ رحل الحسين في كربلاء، بعث العدو رسالتي أمان  للعباس وإخوته.


قالوا: «ما شأنك؟ وما تريد؟».
===أمان عبد الله بن أبي محل===


قال: «يا بني أُختي، أنتم آمنون، لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين {{ع}}، وألزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد».
تلقى [[شمر بن ذي الجوشن]] كتاب [[عبيد الله بن زياد|ابن زياد]] في أمر الحسين معلنا حصره بين خيارين إمّا الحرب أو استسلامه لابن زياد. فعند خروج شمر من القصر، استقبله عبد الله بن أبي محل ابن أخ أم البنين وكان أحد أصحاب شمر. وقد استلم كتاب أمان من عبيد الله بن زياد لبني عمته؛ العباس وإخوانه،
وأرسل عبدالله بن أبي محل هذه الرسالة إلى معسكر الإمام الحسين لأبناء أم البنين عن طريق مولاه.
فلما وصل رسوله إلى العباس وإخوته قال لهم: لقد بعث إليكم خالكم بكتاب الأمان هذا. فقالوا له: «أقرئ خالنا السلام وقل له: لا حاجة لنا في امانكم، امان الله خير من امان ابن سمية».


فقال له العبّاس {{ع}}: «تبت يداك ولعن ما جئت به من أمانك يا عدو الله! أتامرنا أن نترك أخانا وسيدنا الحسين بن [[فاطمة]] {{ع}}، وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء؟! أتؤمننا وابن رسول الله {{صل}} لا أمان له؟!».<ref>ابن أعثم، الفتوح، ج5، ص94. الحائري، معالي السبطين، ج1، ص433. أبي مخنف، وقعة الطف، ص 219-220.</ref>
===أمان شمر بن ذي الجوشن===
وفي التاسع من المحرم وقف [[شمر بن ذي الجوشن|الشمر]] أمام أصحاب الحسين فقال: أين أبناء أختنا؟! فخرج العباس و[[جعفر بن أبي طالب|جعفر]] و[[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب|عبد الله]] و[[عثمان بن علي بن أبي طالب|عثمان]] من الخيمة فقالوا: ما تريد؟ فقال شمر: لكم الأمان. فقالوا: إن كنت خالنا، لعنك الله ولعن أمانك. أجئتنا بكتاب أمان وتركت ابن النبي؟!


==العباس {{ع}} في واقعة كربلاء==
روى [[ابن أعثم الكوفي|ابن اعثم الكوفي]] (ت 314هـ) خبرا بهذا المضمون: لما نادى شمر بني [[أم البنين]]، قال الحسين لإخوته: أجيبوه وإن كان فاسقا، فإنه من قرابتكم. فقال العباس وإخوته لشمر: ما تقول؟ فقال شمر: يا بني أختي! أنتم في أمان. لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين وادخلوا في طاعة أمير المؤمنين يزيد. وفي هذا الوقت قال العباس بن علي: الموت لك يا شمر! لعنة الله عليك وعلى أمانك؛ يا عدو الله! هل تطلب منا أن نطيع العدو و نتخلى عن أخينا الحسين؟!


===السقاية===
ووردت رواية أخرى [[ابن كثير|لابن كثير]] (ت 774هـ) خلافاً لكثير من النصوص القديمة، كما يلي: قال إخوة الحسين لشمر: إن آمنتنا وآمنت أخينا الحسين، قبلنا أمانتك وإلّا فلا حاجة لنا بأمانك ولكن الظاهر أنّ هناك ملاحظات على روايات ابن كثير وابن اعثم لتأخر زمانها عن واقعة الطف ومضامينها ومخالفتها لأخبار الكتب القديمة.
[[ملف:تحت ضريح العباس عليه السلام.jpg|تصغير|تحت ضريح العباس عليه السلام]]


في اليوم السابع من [[محرم|المحرّم]] حوصر [[سيد الشهداء|سيّد الشهداء]] ومن معه، وسُدّ عنهم باب الورود، ونفذ ما عندهم من الماء، فعاد كُلّ منهم يعالج لهب الأوام، وبطبع الحال كانوا بين أنّة وحنّة، وتضوّر، ونشيج، ومتطلّب للماء إلى متحرّ ما يبلّ غلته، وكُلّ ذلك بعين «أبي علي» والغيارى من آله، والأكارم من صحبه، وما عسى أن يجدوا لهم وبينهم وبين الماء رماح مشرعة وبوارق مرهفة، في جمع كثيف يرأسهم عمرو بن الحجاج.<ref>المقرم،  العباس عليه السلام، ص 250.</ref>
==استشهاد إخوة العباس==


هناك وكَّلَ [[الحسين]] {{ع}} لهذه المهمة أخاه العبّاس {{ع}}، فأمره أن يستقي للحرائر والصبية، وضمّ إليه ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم عشرين قربة، وتقدّم أمامهم نافع بن هلال الجملي، فمضوا غير مبالين، ثُمّ صاح نافع بأصحابه: إملأوا قربكم، وشدّ عليهم أصحاب ابن الحجّاج، فكان بعض القوم يملأ القرب وبعض يقاتل، فجاؤوا بالماء وليس في القوم المناوئين من تحدّثه نفسه بالدنوّ منهم، فرقاً من ذلك البطل المغوار.<ref>الطبري، تاريخ‏ الطبري، ج5، ص412. سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص152. الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 430. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل ‏الطالبيين، ص 78. ابن أعثم، الفتوح، ج 5، ص 92.</ref>


وقد تكرر ذلك منه {{ع}} يوم [[العاشر من المحرم]] حيث كسر الحصار المضروب على نهر العلقمي، واقتحم النهر إلاّ أنّه {{ع}} وفي طريق عودته واجه مقاومة من العدو، وأصيبت القربة وأريق ماؤها.
وبحسب الروايات التاريخية فقد ولد من زواج [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الامام علي (ع)]] من أم البنين أربعة أبناء وهم [[العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام|العباس]] و[[جعفر بن علي بن أبي طالب|جعفر]] و[[عبد الله بن علي بن أبي طالب|عبد الله]] و[[عثمان بن علي بن أبي طالب|عثمان]]. وشجع العباس إخوته على القتال ليلة عاشوراء.
وفي رواية رواها [[الشيخ المفيد]] (ت 413هـ) و[[الحسن بن الفضل الطبرسي|الطبرسي]] (ت 548هـ) و[[جعفر بن محمد ابن نما الحلي|ابن نما]] (ت 645هـ) و[[ابن حاتم]] (ت 664هـ): قال العباس لإخوته عبد الله وجعفر وعثمان: يا بني ! اذهبوا إلى الميدان حتى أراكم [كيف تقتلوا في سبيل الله]؛ وإنّي نصحتكم لله ولرسوله لأنه ليس لكم اولاد.
وفقًا ل[[محمد علي أردوبادي]]، فإن سبب إرسال العباس إخوته إلى الميدان في وقت سابق هو أنه ليحصل على أجر تجهيزهم للجهاد وأيضًا يحصل على أجر الذين صبروا على استشهاد أخيهم.


===ممثل الحسين {{ع}}===
وفي رواية أخرى عند [[ابو مخنف|أبي مخنف]] (ت 157هـ) و[[محمد بن جرير الطبري (توضيح)|الطبري]] (ت 310هـ) أن العباس قال لإخوته عشية [[يوم عاشوراء|عاشوراء]]: يا بني أمي اذهبوا إلى الميدان حتى أرث منكم. لأنه ليس لديكم ذرية، ولقد نفذوا ما قال لهم فاستشهدوا أيضًا، لكن الباحثين لايعتبرون هذا التقرير صادقا، لأنه في تلك الحالة كان عباس يعلم أنه سيُقتل، ولم يكن طلب [[الإرث|الميراث]] آنذاك أمرا منطقيا.
[[ملف:القربة خلف حرم العباس عليه السلام.jpg|تصغير|يمين|القربة خلف حرم العباس عليه السلام]]
روى أرباب المقاتل أن [[عمر بن سعد]] نهض لحرب [[الحسين]] {{عليه السلام}} عشية يوم الخميس لتسع مضين من المحرم ونادى «يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري»، فركب العسكر، وزحف نحو الحسين {{ع}}، فقال العبّاس {{ع}}: «يا أخي، أتاك القوم». فنهض {{ع}}، وأمر العبّاس {{ع}} بالرّكوب إليهم، وقال: «قل لهم مالكم وما بدا لكم؟» فأتاهم العبّاس {{ع}} في نحو من عشرين فارساً، فقال لهم: «ما بدا لكم، وما تُريدون ؟!» قالوا: «قد جاء أمر الأمير أن نَعْرض عليكم أن تنزلوا على حُكمه أو نناجزكم».


قال: «فلا تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبدالله فأعرضَ عليه ما ذَكَرْتُم». فأقبل العبّاس {{عليه السلام}} إلى الحسين {{ع}}، فأخبره بما قال القوم، قال: «إرْجِعْ إليهم، فإن استطعتَ أَنْ تؤخّرهم وتدفعهم عنّا هذه العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا اللّيلة وندعوه ونستغفره» فمضى العبّاس {{ع}} إلى القوم، وسألهم ذلك. فأمر ابن سعد مُناديه فنادى: «قد أجّلنا حسيناً وأصحابه يومهم وليلتهم».<ref>المفيد، الإرشاد، ص 335. ابن شهر آشوب، مناقب آل‏ أبي ‏طالب، ج 4، ص 98. المجلسي، بحار الأنوار، ج 44، ص 391؛ الطبرسي، أعلام الورى، ج 1 ص 454-455. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص416. الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 430.</ref>
كما أن هذا التقرير يتعارض مع قانون الميراث، لأنه على الرغم من وجود أم البنين وبما أن إخوة العباس لم يكن لديهم زوجة وأولاد، فإن الميراث لا ينتقل إلى العباس، بل أم البنين تصبح وريثة لأولادها.


===الحفاظ على المخيم===
==أراجيز==


مع أن العباس {{عليه السلام}} كان قد أخذ من القوم عهداً بتأجيل المعركة إلى الغد إلاّ أنّه بقي تلك الليلة يحرس الخيام، ويدور في وسطها.<ref>بحر العلوم، مقتل ‏الحسين(ع)، ص 314. معالي‏ السبطين، ج 1، ص 443.</ref> وقام [[زهير بن قين البجلي|زهير بن القين]] إلى العبّاس {{ع}} فحدّثه بحديث، قال فيه: «إنّ أباك [[أمير المؤمنين]] {{ع}} طلب من أخيه [[عقيل بن أبي طالب|عقيل]] - وكان عارفاً بأنساب العرب وأخبارها - أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب، وذوو الشجاعة منهم، ليتزوّجها؛ فتلد غلاماً فارساً شجاعاً، ينصر [[الإمام الحسين|الحسين]] {{ع}} بطفّ [[كربلاء]]، وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم، فلا تقصّر عن نصرة أخيك وحماية إخوتك».
وقد وردت في حادثة كربلاء أراجيز مختلفة للعباس منها:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|أقسَمتُ بِالله الأَعَزِّ الأَعظَم|وَ بِالحَجونِ صادِقاً وَ زَمزَم‏}}
{{بيت|وَ بِالحَطيمِ وَالفَنَا المُحَرَّمِ|لَيُخضَبَنَّ اليَومَ جِسمي بِدَمي}}
{{بيت|دونَ الحُسَينِ ذِي الفَخارِ الأَقدَمِ|إمامُ أهلِ الفَضلِ وَالتَّكَرُّم‏}}
{{نهاية قصيدة}}


فغضب العبّاس {{ع}}، وقال: «يا زهير، تشجّعني هذا اليوم، فواللّه لأرينّك شيئاً ما رأيته».<ref>بحر العلوم، مقتل ‏الحسين(ع)، ص 314. البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص 386؛ المظفر، بطل ‏العلقمي، ج 1، ص 97.</ref>
عندما كشف الأعداء عن شاطيء [[نهر الفرات|الفرات]] ارتجز قائلا:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|لا أرهَب الموتَ إذ الموتُ زقا|حتي أُواري في المصاليت لقا}}
{{بيت|نفسي لنفس المصطفي الطُّهر وَقا|اني أنا العباس أغدو بالسِّقا}}
{{بيت|و لا أخاف الشر يوم المُلتقي|و لا أخاف الشر يوم الملتقي}}
{{نهاية قصيدة}}


===صاحب اللواء===
وعندما حسم كفه الأيمن قال:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|وَاللهِ إن قَطَعتُمُ يَميني|إنّي اُحامي أبَداً عَن ديني‏}}
{{بيت|وعَن إمامٍ صادِقِ اليَقينِ|نَجلِ النَّبِيِّ الطّاهِرِ الأَمين}}
{{نهاية قصيدة}}


لمّا أصبح [[الحسين]] {{عليه السلام}} في [[يوم عاشوراء]]، وفرغ من عبادته عبأ أصحابه، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً، فجعل على ميمنته [[زهير بن قين البجلي|زهير بن القين]]، وعلى ميسرته [[حبيب بن مظاهر]]، ودفع اللواء إلى أخيه العباس بن علي {{ع}}، وثبت {{ع}} مع أهل بيته في القلب.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ص338. المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 4. ابن الجوزي، تذكرة ‏الخواص، ج 2، ص 161. الطبرسي، أعلام الورى، ج 1، ص 457. الدينوري، الأخبارالطوّال، ص 25.</ref>
وعندما قطع شماله ارتجز:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|يا نفس لا تخشي من الكفار|وأبشري برحمة الجبار}}
{{بيت|مع النبي السيد المختار|قد قطعوا ببغيهم يساري}}
{{نهاية قصيدة}}


===كسر حلقة الحصار===
<ref>بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 45، ص 41</ref>


قال [[ابن جرير بن يزيد الطبري|الطبري]] في معرض حديثه عن وقائع يوم عاشوراء: «فأمّا [[عمرو بن خالد الصيداوي]]، {{و}}[[جابر بن الحارث السلماني]]، {{و}}[[سعد مولى عمرو بن خالد]]، {{و}}[[مجمع بن عبد الله العائذي|مجمّع بن عبد اللّه العائذي]]، فإنّهم قاتلوا في أوّل القتال، فشدّوا مقدمين بأسيافهم على الناس، فلمّا وغلوا عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم، وقطعوهم من أصحابهم غير بعيد، فحمل عليهم العبّاس بن عليّ {{ع}} فاستنقذهم».<ref>الطبري، تاريخ ‏الطبري، ج 5، ص 446. الكامل ‏في‏ التاريخ، ج 3، ص 293. الأمين، أعيان ‏الشيعة، ج 7، ص 430. الحائري المازندراني، معالي‏ السبطين، ج 1، ص 443.</ref>
==استشهاده عليه السلام==


===حفر الآبار===
[[ملف:مقام كف العباس 02.jpg|تصغير|يمين|مقام كف العباس عليه السلام في [[كربلاء]]]]
ووفقاً لما ذكره [[محمد حسن المظفر]] فإن رأي جمهور المؤرخين هو أن العباس (ع) استشهد قطعاً في [[يوم عاشوراء|العاشر من المحرم]]. وذكر المظفر قولين آخرين في الاستشهاد في اليوم السابع و[[التاسع من المحرم]]، واعتبرهما ضعيفين ونادرين جدا.


روی القندوزي لما اشتدّ العطش قال [[الإمام الحسين]] {{ع}} لأخيه العباس {{عليه السلام}}: «اجمع أهل بيتك، واحفروا بئراً» ففعلوا ذلك، فوجدوا فيها صخرة، ثم حفروا أخرى، فوجدوها كذلك، ثم قال له: «امض إلى الفرات، وآتينا الماء»، فقال: «سمعاً وطاعة»، فضّم إليه الرجال، فمنعهم جيش [[عمر بن سعد]]، فحمل عليهم العباس {{ع}}، فقتل رجالاً من الأعداء حتى كشفهم عن المشرعة، ودفعهم عنها.<ref>القندوزي، ينابيع ‏المودة، ج 2، ص 340.</ref>
وقد رويت روايات مختلفة عن معارك العباس يوم عاشوراء وكيفية استشهاده. وبحسب بعض المصادر فإن العباس لم يخرج إلى الميدان حتى استشهاد آخر [[شهداء كربلاء|أصحاب الإمام الحسين]] و[[بنو هاشم|بني هاشم]].


===تقديم أخوته للقتال===
وبحسب [[الشيخ المفيد]]، فإن الإمام الحسين والعباس بن علي ذهبا إلى الميدان معًا، لكن جيش [[عمر بن سعد]] تدخّل بينهما وأصيب الإمام الحسين فعاد إلى الخيمة، وقاتل العباس وحده حتى أصيب بجروح بالغة ولم يعد قادرا على القتال. وفي هذه الأثناء قتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن طفيل السنبسي. ولم يذكر الشيخ المفيد أي تفاصيل أخرى. ولم ترد تفاصيل استشهاد العباس في مقتل أبي مخنف. ونقل [[البلازري]] في أنساب الأشرف أن البعض يقول إن [[حرملة بن كاهل الأسدي]] وجماعة من الجيش ضربوا العباس فقتلوه.
وفي رواية [[الإمام محمد الباقر عليه السلام|للإمام الباقر]] (ع) وفي وفي [[زيارة الناحية المقدسة|زيارة الناحية]] الغير المعروفة ذكر أنّ [[يزيد بن رقاد]] و[[حكيم بن طفيل الطائي|حكيم بن طفيل]] الطائي من قتلة العباس.


لقد كان من نفوذ بصيرة العبّاس {{ع}} أنّه لم تقنعه هاتيك التضحية المشهودة منه، والجهاد البالغ حدّه، حتّى راقه أن يفوز بتجهيز المجاهدين في ذلك المأزق الحرج، والدعوة إلى السعادة الخالدة في رضوان اللّه الأكبر، وأن يحظى بأُجور الصابرين، على ما يَلمّ به من المصاب بفقد الأحبة، فدعا أُخوته من أُمه وأبيه وهم [[عبد الله بن علي بن أبي طالب|عبد اللّه]]، {{و}}[[جعفر بن علي بن أبي طالب|جعفر]]، {{و}}[[عثمان بن علي بن أبي طالب|عثمان]] وقال لهم: «تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم للّه ولرسوله. فكانوا كما شاء ظنّه الحسن بهم، حيث لم يألوا جهداً في الذبّ عن قدس الدين، حتّى قضوا كراماً متلفّعين بدم الشهادة».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج45، ص38. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل‏ الطالبيين، ص54. الطبرسي، أعلام الورى، ج 1، ص 466. المفيد، الإرشاد، ص 348. المقرم، العباس عليه السلام، ص 182.</ref>
وبحسب بعض المصادر الأخرى، بعد استشهاد جميع صحابة وآل [[بنو هاشم|بني هاشم]]، عزم العباس لجلب الماء للخيام. وهاجم نحو [[شريعة الفرات]] وتمكن من الوصول إلى الماء من بين حراس المشرعة وفي طريق العودة هاجمه العدو وكان يقاتل العدو بين النخيل ويتجه نحو الخيام  إذ وثب زيد بن ورقاء الجهني من خلف النخلة فضربه على يمينه. أخذ العباس السيف بيده اليسرى واستمر في القتال مع العدو فضربه حكيم بن طفيل الطائي، الذي كان مختبئًا خلف نخلة، على يده اليسرى، ثم ضرب العباس بعمود من الحديد على رأسه فقتله. وبحسب ما رواه [[المناقب|المناقب والمثالب]]، فإن الأعداء قطعوا يدي العباس وقدميه يوم عاشوراء.
وفي رواية [[الخوارزمي]] لما استشهد العباس (ع) حضر [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|الحسين (ع)]] جنازة أخيه فبكى بكاء شديداً وقال:اَلآنَ اِنكَسَرَ ظَهري وَ قَلَّت حيلَتي. ومع ذلك، فإن الخوارزمي لا يعتبر عباس هو آخر من ذهب إلى ساحة المعركة. وجاء في المصادر أن العباس عند الاستشهاده كان له من العمر 34 سنة.


===مبارزة الشجعان===
==امتناعه من شرب الماء تعاطفا مع الامام الحسين (ع)==
[[ملف:تحت ضريح العباس عليه السلام.jpg|تصغير|تحت ضريح العباس عليه السلام]]
كما قال [[فخر الدين الطريحي]] أحد علماء القرن الحادي عشر في كتابه؛ المنتخب، ولما دخل العباس شريعة الفرات ملأ كفّيه ماءا ليشرب، فلما قربه من وجهه تذكر عطش الحسين وترك الماء وخرج من الفرات بفم عطشان وقِربةٍ مملوءة. وكذلك ذكر [[محمد باقر المجلسي|العلامة المجلسي]] في [[بحار الأنوار (كتاب)|بحار الأنوار]] نفس الشيء دون ذكر اسم المصدر.
وقد ذكروا ابياتا و ارجوزة للعباس في ذاك الحين
يا نفس من بعد الحسين هوني     
وبعده لا كنت أن تكوني
هذا حسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين


واجه العباس بن علي {{ع}} ثلاثة من فرسان القوم وشجعانهم، هم: مارد بن صُدَيف، الذي حمل على العباس {{ع}} برمحه، فأمسك به، وألقاه من ظهر فرسه، ثم قتله برمحه.<ref>البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص 387.</ref>
وقد حاول [[أوردوبادي]] إثبات وقوع هذا الحدث من خلال تحليل بعض القصائد وجزء من نص [[زيارة الناحية المقدسة|زيارة الناحية]]. وتشير جويا جهانبخش، الباحثة في التراث، في مذكرة تفيد بأن هذا الحدث لم يرد في النصوص القديمة، إلّا أن جذور هذه القصة تعود إلى رثاء قديم في [[مقاتل الطالبين]]، جاء فيه أن "أبا الفضل آثر على نفسه وجاء بالماء للحسين مع كل عطشه."


والثاني صفوان بن الأبطح المعروف بمهارته برمي النبال إلاّ أنّ العباس {{ع}} تمكّن منه، ولكنه تركه جريحاً، ولم يجهز عليه.
==المناقب و الخصائص==


والثالث عبد الله بن عقبة الغنوي، الذي فرّ مذعوراً عن مبارزته بعد أن كان مصراً عليها.<ref>البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص 387.</ref>
[[ملف:حرم العباس عليه السلام 03.jpg|250px|تصغير|يمين|[[حرم العباس (ع)]]]]
 
يعتبر البعض أن من أهم فضائل وخصائص العباس (عليه السلام) هو صحبته وعيشه مع [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]] (عليه السلام)، و[[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن]] (عليه السلام)، و[[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|الإمام الحسين]] (عليه السلام). ذكر [[عبدالرزاق المقرم]] في كتابه "العباس" جملة من كتاب "أسرار الشهادة" الذي ينسب إلى المعصومين وتفيد بأن العباس كان يتمتع بمعرفة وعلم. جعفر نقدي كتب عنه أنه "من حيث العلم، والتقوى، والعبادة، والصلاة، يُعتبر العباس من كبار [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]]".
==استشهاده==
يعتقد البعض؛ رغم أن العباس (عليه السلام) ليس في مرتبة المعصومين، إلا أنه أقرب الناس إليهم. لقد شهد العباس (عليه السلام) خمسة من [[المعصومون الأربعة عشر|الأئمة المعصومين]]: الإمام علي (عليه السلام)، الإمام الحسن (عليه السلام)، الإمام الحسين (عليه السلام)، الإمام السجاد (عليه السلام) والإمام الباقر (عليه السلام) الذي حضر واقعة كربلاء.
[[ملف:مقام كف العباس01.JPG|تصغير|مقام كف العباس عليه السلام في كربلاء]]
وقد قال عنه [[السيد جعفر الحلي]] في قصيدته
استشهد العباس [[يوم العاشر من المحرم]] سنة [[61 هـ]] في [[كربلاء]].<ref>ابن نما الحلي، مثير الأحزان، ص 254. محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 429.</ref> واختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في كيفية شهادته {{عليه السلام}}، فذهب [[الخوارزمي]] إلى القول: «فبرز العباس إلى الميدان، فحمل على الأعداء مرتجزاً، وبعد أن قتل وأصاب عدداً منهم سقط شهيداً، فجاءه [[الحسين]] {{ع}}، ووقف عليه، وهو يقول: الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي».<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين(ع)، ج 2، ص 34. المقرم، حادثه كربلا در مقتل مقرم، ص 262.</ref>
 
فيما قرر كل من [[ابن نما]] {{و}}[[ابن طاووس]] شهادته بالصورة التالية: «لما اشتد العطش بالحسين {{عليه السلام}} ركب المسناة يريد الفرات والعباس {{ع}} أخوه بين يديه فاعترضه خيل ابن سعد... ثم اقتطعوا العباس عنه، وأحاطوا به من كل جانب حتى قتلوه قدس الله روحه، فبكى الحسين {{ع}} لقتله بكاء شديداً».<ref>السيد بن طاوس، اللهوف، ص 117-118. الحلي، مثير الأحزان، ص 257.</ref>
 
فيما قررها [[ابن شهر آشوب]] بقوله: «وكان العباس {{ع}} السقاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين {{عليه السلام}} وهو أكبر الأخوان، مضى يطلب الماء، فحملوا عليه وحمل عليهم حتى ضعف بدنه، فكمن له [[حكيم بن طفيل الطائي]] السنبسي، فضربه على يمينه، فأخذ السيف بشماله».<ref>المقرم، حادثه كربلا در مقتل مقرم، ص 262.</ref>
 
حمل وهو يرتجز:
{{بداية قصيدة}}
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|يا نفس لا تخشي من الكفار | وأبشري برحمة الجبار}}
{{بيت|بَــطَـلٌ  تـــورَّثَ مِـــن أبــيـه شَـجـاعَـةً|فـيـهـا انُـــوفُ بــنـي الـظَّـلالَـةِ تُـرغَـمُ}}
{{بيت|مع النبي السيد المختار| قد قطعوا ببغيهم يساري}}
{{بيت|يــلـقـي  الــسـلاح بــشـدة مـــن بــأسـه|فـالـبـيـض تــثـلـم والــرمــاح تــحـطـم}}
{{شطر|فأصلهم يا ربّ حر النار}}
{{نهاية قصيدة}}<ref>الحلي النجفي، السيد جعفر، ديوان، ص396 </ref>
{{نهاية قصيدة}}
فضربه لعين بعمود من حديد فقتله.<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 108.</ref>


وكان العباس {{ع}} آخر من استشهد مع الحسين {{ع}}، ولم يستشهد بعده إلاّ صبية من [[آل أبي طالب]] لم يبلغوا الحلم، ولم يقدروا على حمل السلاح.<ref>أبو مخنف، مقتل الحسين، ص 180. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 89.</ref>
كتب بعض المؤلفين المعاصرين أن العباس (عليه السلام) لم يعتبر نفسه مساوياً لأخويه الأكبرين، الإمام الحسن (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام)، وكان يعتبرهما دائماً إماميه ويطيعهما بالكامل. كان يخاطبهما بـ "يا بن رسول الله" أو "يا سيدي" أو عبارات مشابهة.
<br />
استشهد العباس {{ع}}، وله من العمر 34 سنة.<ref>ابن عنبه، عمدة الطالب في أنساب آل أبي ‌طالب، ص 280. الطبرسي، أعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 395.</ref><br />


ورد اسمه في زيارة الشهداء، وأشيد بمواقفه يوم عاشوراء، ولعن قتلته.{{بحاجة لمصدر}}
يعتقد [[الكلباسي]] في كتابه "[[الخصائص العباسيه]]" أن العباس (عليه السلام) كان يتمتع بوجه جميل ومقبول، ولهذا السبب كان يُطلق عليه "قمر بني هاشم". نُقل عن قاتل العباس في كربلاء أنه قال: "قتلتُ رجلاً حسن الهيئة وجميل الوجه، وبين عينيه أثر السجود." وفقًا لبعض التقارير، كان العباس يتميز بجسد قوي وقامة طويلة لدرجة أنه عندما كان يركب الحصان، كانت قدماه تلامسان الأرض.


واحدة من فضائل العباس (عليه السلام) التي أشاد بها الصديق والعدو، ولا يمكن لأحد أن ينكرها، هي شجاعته. بعض الأشخاص يرون أن كرمه وسخاءه من الفضائل الأخرى التي يتمتع بها، لدرجة أن هذا السلوك أصبح مثلاً بين الناس.
يعتبر العباس (عليه السلام) واحداً من أبرز وأهم أصحاب [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|الإمام الحسين]] (عليه السلام) في يوم [[يوم عاشوراء|عاشوراء]]. كان يحمل راية جيش الإمام الحسين (عليه السلام) في [[واقعة الطف|واقعة كربلاء]]. استخدم الإمام الحسين (عليه السلام) تعبير "فداءً لك روحي يا أخي" عند الحديث عن العباس، كما بكى على جثمانه. هذه الكلمات والأفعال تُعدّ دليلاً على المكانة الخاصة للعباس عند الإمام الحسين (عليه السلام).
==معرض الصور==
==معرض الصور==


سطر ٢١٢: سطر ٢١٢:
ملف:حرم العباس عليه السلام 03.jpg
ملف:حرم العباس عليه السلام 03.jpg
</gallery>
</gallery>


==الهوامش==
==الهوامش==
{{مراجع|3}}
 
{{مراجع}}


==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
{{المصادر}}
{{المصادر}}  
* البروجردي، آقا حسين، '''منابع فقه شيعه (جامعة لأحاديث الشيعة )'''، انتشارات فرهنك سبز، طهران‏، 1386 هـ‏.
* ابن‌اثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1386ق.
* الحلي، جعفر بن محمد بن نما، '''مثير الأحزان'''، ترجمه: علي كرمي، نشر حاذق، قم، ط1، 1380هـ.
* ابن‌اعثم الكوفي، احمد بن علي، الفتوح، تحقيق علي شيري، بيروت، دارالأضواء، چاپ اول، 1411ق/1991م.
* الناصري، '''مولد العباس بن‏ علي(ع)'''، د ن، د م، د ت.
* ابن‌جوزي، يوسف بنقزاوغلي، تذكرة الخواص، قم، الشريف الرضي، 1418ق.
* ابن قولويه القمي، جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى، '''كامل الزيارات'''، ترجمة: محمد جواد ذهني طهراني، انتشارات بيام حق، طهران، ط2، 1377 هـ.
* ابن‌حيون، نعمان بن محمد، شرح الاخبار في فضائل الأئمة الأطهار(ع)، قم، جامعه مدرسين، چاپ اول، 1409ق.
* المُقرّم، السيّد عبد الرزّاق الموسوي، '''العباس عليه السلام'''، تحقيق: سماحة الشيخ محمّد الحسّون، سلسلة الكتب المؤلفة في أهل البيت عليهم السلام، إعداد مركز الأبحاث العقائدية، د م، د ت.
* ابن‌حيون، نعمان بن محمد، المناقب و المثالب، تحقيق ماجد بن احمد عطيه، بيروت، مؤسسه الاعلمي، 1423ق/2002م
* المقرم، عبد الرزاق الموسوي، '''حادثه كربلا درمقتل الـمقرم'''، ترجمة: محمد جواد مولائي نيا، انتشارات جلوه كمال، قم، ط3، 1387هـ.
* ابن‌شهرآشوب، محمد بن علي، مناقب آل ابي طالب، نجف، مطبعة الحيدرية، 1376ق.
* أبي نصر، أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن،'''سر السلسلة العلوية،''' تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، المكتبة الحيدرية، النجف، 1382 هـ/1963 م.
* ابن‌صوفي، المجدي في انساب الطالبيين، قم، مكتبة آيةالله المرعشي النجفي، 1422ق.
* الطبري، محمد بن جرير، '''تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري)'''، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دارالتراث، بيروت، ط2، 1967م.
* ابن‌طاووس، علي بن موسي، اللهوف، قم، انتشارات الشريف الرضي، 1412ق.
* المظفر، الشيخ عبد الواحد، '''بطل العلقمي'''، د ن، د م، د ت.
* ابن‌عنبه، احمد بن علي، عمدة الطالب في انساب آل ابي‌طالب، نجف، بي‌نا، 1381ق/1961م.
* الأمين، السيد محسن العاملي، '''أعيان الشيعة'''، د ن، د م، د ت.
* ابن‌عنبه، احمد بن علي، عمدة الطالب في انساب آل ابي‌طالب، قم، مؤسسه انصاريان، 1417ق.
* ابن عنبة الحسني، جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين، '''عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب'''، أنصاريان، قم، 1417 هـ.
* ابن‌نماي حلي، جعفر بن محمد، مثير الاحزان، ترجمه علي كرمي، قم، نشر حاذق، چاپ اول، 1380ش.
* البيرجندي، محمد باقر، '''الكبريت الأحمر'''، كتاب فروشي إسلامية، طهران، 1377 هـ.
* ابوالفرج الاصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين، تحقيق احمد صقر، بيروت، موسسة الاعلمي للمطبوعات، 1408ق/1987م.
* سليمان بن ابراهيم القندوزي، '''ينابيع المودة'''، مکتبة بصيرتي، قم، ط8، 1385 هـ.
* ابومخنف، لوط بن يحيي، وقعة الطف، تحقيق هادي يوسفي غروي، قم، مجمع جهاني اهل البيت، 1433ق/1390ش.
* الطبرسي، الفضل بن الحسن، '''أعلام الورى بأعلام الهدى'''، موسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، 1417 هـ.
* الأردوبادي، محمدعلي، حياة ابي‌الفضل العباس، كربلا، دار الكفيل، 1436ق.
* الشيخ الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، '''الخصال،''' تحقيق: علي أكبرغفاري، موسسه الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط1، 1410 هـ/ 1990 م.
* اطيابي، اعظم، «سقاخانه‌هاي اصفهان»، در مجله فرهنگ مردم، تابستان 1383ش، شماره 10.
* الأصفهاني، أبو الفرج، '''مقاتل الطالبيين'''، تحقيق: أحمد صقر، موسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1408 هـ/ 1987 م.
* الامين، سيد محسن، اعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1406ق.
* الخصائص العباسية.
* البخاري، ابونصر سهل بن عبدالله، سرّ السلسلة العلوية، تحقيق سيد محمدصادق بحرالعلوم، نجف، مكتبة الحيدرية، 1382ق.
* السيد بن طاوس، رضي الدين، علي بن موسى بن جعفر، '''اللهوف،''' جهان، طهرا، 1348 ش.
* البغدادي، محمد بن حبيب، المحبر، تحقيق ايلزة ليختن شتيتر، بيروت، دار الاآفاق الجديده، بي‌تا.
* المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار'''، موسسة الوفاء، بيروت، 1403 هـ/ 1983 م.
* البغدادي، محمد، العباس بن علي(ع)، كربلا، العتبة الحسينية المقدسة، 1433ق.
* المحدث القمي، عباس، '''نفس‏ المهموم'''، ترجمه: أبوالحسن الشعراني، الهجرة، د م، ط3، 1376 هـ.
* بلاذري، أحمد بن يحيي، جمل من انساب الأشراف، تحقيق سهيل زكار و رياض زركلي، بيروت، دار الفكر، 1417ق-1996م.
* بحر العلوم، محمد مهدي بن مرتضى، '''مقتل ‏الحسين(ع)'''، د ن، د م، د ت.
* بلوكباشي، علي، «مفاهيم و نمادگارها در طريقت قادري»، در مجله مردم‌شناسي و فرهنگ عامه ايران، تهران، 1356ش،
* موسوعة كلمات الحسين (عليه ‌السلام).
* بهشتي، احمد، قهرمان علقمه، تهران، انتشارات اطلاعات، 1374ش.
* الخوارزمي، الموفق بن أحمد، '''مقتل الحسين(ع)،''' تحقيق وتعليق: محمد السماوي، أنوار الهدى، قم، ط1، 1418 هـ.
* بيرجندي، محمدباقر، الكبريت الاحمر، تهران، كتابفروشي اسلاميه، 1377ش.
* الشيخ المفيد، محمَّد بن محمَّد بن النعمان بن عبد السَّلام الحارثي ، '''الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد'''، الناشر سعيد بن جبير، قم، ط1، 1428 هـ.
* التكريتي، عبدالله طاهر، مذكرات حردان التكريتي، طرابلس، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، 1983م.
* أبو مخنف، لوط بن يحيى، '''وقعة الطف'''، د ن، د م، د ت.
* تلمساني، محمد بن ابي‌بكر، الجوهرة في نسب الامام علي و آله، قم، انصاريان، بي‌تا.
* أبي عنبة الأصغر، جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين، '''عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب'''، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1421 هـ/ 2001 م.
* جهانبخش، جويا، [https://yadegarestan.kateban.com/post/4624 آيا حِكايَتِ إيثارِ حَضرَتِ أَبوالفَضْل ـ عَلَيْهِ السَّلام ـ دَر بابِ «آب»، ريشۀ تاريخي نَدارَد؟!]. پايگاه يادگارستان. مرور صفحه 8 مرداد 1401ش.
* سبط ابن الجوزي، يوسف بن عبد الله، '''تذكرة الخواص،''' تحقيق: حسين تقي زاده، مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت، د م، ط1، 1426 هـ.
* جهانبخش، جويا، «گنجي نويافته يا وهمي بربافته؟»، در مجله آينه پژوهش، شماره 118، مهر و آبان 1388ش.
* ابن شهر آشوب، أبوجعفر محمّد بن عليّ، '''مناقب آل أبي طالب'''، دار الاضواء، بيروت، د ت.
* جلكوسكي، پيتر، «عباس جوانمرد و دلير»، ترجمه: غلامحسين صابري، ايران‌شناسي، شماره 38، تابستان 1377ش.
* ابن أعثم الكوفي، أبو محمد أحمد، '''الفتوح،''' تحقيق: علي شيري، دار الأضواء، بيروت، ط1، 1411 هـ/ 1991 م.
* الحائري الشيرازي، سيد عبدالمجيد، ذخيرة الدارين فيما يتعلق بمصائب الحسين، نجف، مطبعة المرتضوية، 1345ق.
* الحائري المازندراني، محمد مهدي، '''معالي السبطين'''، مؤسسة النعمان، بيروت، 1412 هـ/ 1992 م.
* الحائري مازندراني، محمدمهدي، معالي السبطين، بيروت، مؤسسه النعمان، 1412ق،
* الدينوري، أبوحنيفه أحمد بن داوود، '''الأخبار الطوال'''، تحقيق: عبدالمنعم عامر مراجعة جمال الدين شيال، منشورات الرضي، قم، 1368 ش.
* خراساني قايني بيرجندي، محمدباقر، كبريت الاحمر: في شرائط المنبر، تهران، اسلاميه، 1386ق.
* ابن شهرآشوب، أبو جعفر محمد بن علي، '''مناقب آل أبي طالب'''، علامه، قم، 1379 هـ.
* خوارزمي، الموفق بن احمد، مقتل الحسين(ع)، تحقيق و تعليق محمد السماوي، قم، انوار الهدي، چاپ اول، 1418ق.
* لقماني، أحمد، '''سبهسالارعشق[زعيم جيش الحب]'''، د ن، د م، د ت.
* دهخدا، علي‌اكبر، لغتنامه دهخدا، تهران، انتشارات دانشگاه تهران، 1377ش.
{{نهاية}}
* الدينوري، ابوحنيفه احمد بن داوود، الاخبار الطوال، تحقيق عبدالمنعم عامر مراجعه جمال الدين شيال، قم، منشورات رضي، 1368ش.
* رباني خلخالي، علي، چهره درخشان قمر بني‌هاشم ابوالفضل العباس، قم، انتشارات مكتب الحسين، 1378ش.
* [https://www.farsnews.ir/isfahan/news/14021108001019 «روايتي از سقاخانه‌اي وقفي به قدمت 3 قرن»]، خبرگزاري فارس، تاريخ درج مطلب: 10 بهمن 1402ش، تاريخ درج مطلب: 10 بهمن 1402ش.
* الزبيري، مصعب بن عبدالله بن المصعب، نسب قريش، دارالمعارف للطباعة والنشر، 1953م.
* زجاجي كاشاني، مجيد، سقاي كربلا، تهران، نشر سبحان، 1379ش.
* سبط ابن جوزي، يوسف بن حسام‌الدين، تذكرة الخواص، تحقيق حسين تقي‌زاده، قم، مركز الطباعة و النشر للمجمع العالمي لاهل البيت، چاپ اول، 1426ق.
* الشريف قرشي، باقر، زندگاني حضرت ابوالفضل العباس، ترجمه سيد حسن اسلامي، قم، دفتر انتشارات اسلامي، 1386ش.
* الشيخ صدوق، محمد بن علي، الخصال، تحقيق علي‌اكبر غفاري، بيروت، موسسة الاعلمي للمطبوعات، چاپ اول، 1410ق/1990م.
* الشيخ مفيد، محمد بن محمد، الارشاد في معرفة حجج الله علي العباد، ترجمه حسن موسوي مجاب، ‏قم، انتشارات سرور‏، 1388ش.
* الشيخ مفيد، محمد بن محمد، الارشاد في معرفة حجج الله علي العباد، قم، الناشر سعيد بن جبير، چاپ اول، 1428ق.
* الشيخ مفيد، محمد بن محمد، الارشاد في معرفة حجج الله علي العباد، قم، كنگره شيخ مفيد، چاپ اول، 1413ق.
* الطبرسي، فضل بن حسن، اعلام الوري بأعلام الهدي، قم، مؤسسة آل البيت لاحياء التراث، 1417ق.
* الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم و الملوك، تحقيق محمد ابوالفضل ابراهيم، بيروت، دارالتراث، چاپ دوم، 1967م.
* الطريحي، فخرالدين، المنتخب في جمع المراثي و الخطب، بيروت، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، 2003م.
* طعمه، سلمان هادي، تاريخ مرقد الحسين و العباس، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1416ق.
* العلامه مجلسي، محمدباقر، بحارالانوار، بيروت، موسسة الوفاء، 1403ق.
* علوي، سيد احمد، راهنماي مصور سفر زيارتي عراق، قم، نشر معروف، 1391ش.
* عندليب، حسين، ثارالله، انتشارات در راه حق، قم، 1376ش.
* القمي، شيخ عباس، نفس المهموم، ترجمه ابوالحسن شعراني، قم، هجرت، چاپ سوم، 1376ش.
* القمي، شيخ عباس، نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم، قم، المكتبة الحيدرية، بي‌تا.
* كلباسي نجفي، محمدابراهيم، الخصائص العباسيه، المكتبة الحيدرية، قم، 1420ق.
* كلباسي نجفي، محمدابراهيم، خصائص العباسيه، ترجمه و تحقيق محمد اسكندري، تهران، انتشارات صيام، 1387ش.
* محمودي، سيد محسن، مسائل جديد از ديدگاه علما و مراجع، ورامين، مؤسسه علمي فرهنگي صاحب الزمان(عج)، 1388ش.
* محمودي، سيد محمدحسين، در كنار علقمه كرامات العباسيه، قم، انتشارات نصايح، 1379ش.
* محمودي، عباسعلي، ماه بي‌غروب: زندگينامه ابوالفضل العباس، تهران، فيض كاشاني، 1379ش.
* مظاهري، محسن‌حسام، فرهنگ سوگ شيعي، تهران، خيمه، 1395ش.
* المظفر، عبدالواحد بن احمد، موسوعه بطل العلقمي، نجف، مطبعة الحيدريه، 1429ق.
* الموسوي مقرم، السيد عبدالرزاق، مقتل الحسين، موسسة الخرسان للمطبوعات، بيروت، 1426ق.
* الموسوي مقرم، السيد عبدالرزاق، العباس (عليه‌السلام)، تحقيق سماحة الشيخ محمد الحسّون، نجف، مكتبة الروضة العباسية، 1427ق.
* الموسوي مقرم، السيد عبدالرزاق، العباس ابن الامام امير المومنين علي بن ابيطالب، بي‌نا، 1435ق.
* مهدوي، سيد مصلح‌الدين، اعلام اصفهان، تحقيق غلامرضا نصراللهي، اصفهان، سازمان فرهنگي تفريحي شهرداري اصفهان، 1386ش.
* ميردريكوندي، رحيم، درياي تشنه: تشنه دريا: نگاهي به زندگاني علمدار كربلا حضرت ابوالفضل العباس(ع)، قم، 1382ش.
* ناصري، محمدعلي، مولد العباس بن علي(ع)، قم، انتشارات شريف الرضي، 1372ش.
* [https://rc.majlis.ir/fa/law/show/100430 «نامگذاري روزها و هفته‌هاي خاص»وبگاه مركز پژوهش‌هاي مجلس شوراي اسلامي، تاريخ درج مطلب: 21 مهر 1375ش، تاريخ بازديد: 4 مرداد 1402ش.
* هادي‌منش، ابوالفضل، «فرزندان و نوادگان حضرت عباس»، در نشريه فرهنگ كوثر، انتشارات آستانه مقدسه حضرت معصومه، ش64، 1384ش.
*الحلي النجفي، السيد جعفر، ديوان سحر بابل وسجع البلابل أو تراجم الأعيان والأفاضل (ديوان السيد جعفر الحلي)، صيدا، مبطعة العرفان، 1331هـ.
* هادي‌منش، ابوالفضل، «كنيه‌ها و لقب‌هاي حضرت عباس(ع)»، در نشريه مبلغان، شماره 106.
* هادي‌منش، ابوالفضل، «نگاهي به شخصيت و عملكرد حضرت عباس(ع) پيش از واقعه كربلا»، در نشريه مبلغان، شماره 58.
* يونسيان، علي اصغر، خطيب كعبه، تهران، آيينه زمان، 1386ش.
* «يوم العباس در زنجان؛ بزرگ‌ترين ميعادگاه عاشقان حسيني در كشور»، باشگاه خبرنگاران جوان.


{{الإمام علي (ع)}}
{{الإمام الحسين (ع)}}
{{فاجعة كربلاء}}
{{أصحاب الإمام الحسين (ع)}}
{{التشيع في العراق}}


[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
==المصادر والمراجع==
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
[[Category:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[Category:أبناء الإمام علي]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:مدفونون في كربلاء]]
[[Category:أبو الفضل العباس]]
 
[[تصنيف:شهداء الطف من بني هاشم]]
[[تصنيف:أبناء الإمام علي]]
[[تصنيف:مقالات أساسية]]
[[تصنيف:مدفونون في كربلاء]]
[[تصنيف:أبو الفضل العباس]]