الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشرك»
لا يوجد ملخص تحرير
Ali.jafari (نقاش | مساهمات) |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٦: | سطر ٦: | ||
[[ابن تيمية]] وبتبعه [[الوهابيون]] ينسبون الشرك إلى [[المسلمين]] وإلى علماء الدين الذين [[التوسل بالأموات|يتوسلون]] بالزعامات الدينية ك[[أهل البيت]] {{هم}} ويطلبون منهم [[الشفاعة]]. بينما يعتبر المسلمون وخاصة [[الشيعة]] أن التوسل بزعماء الدين نوعاً من التعظيم والتكريم للشعائر الدينية، ويعتقدون أن [[التوسل بالموتى]] هو الشرك إذا قُصد به العبودية واُعتقد بإلوهيتهم. وفقاً [[الآيات القرآنية|لآيات القرآن]] إن نيل [[الشفاعة]] من [[الأنبياء]] والصالحين بإذن الله هو أمرٌ ممكن ولا إشكال فيه. | [[ابن تيمية]] وبتبعه [[الوهابيون]] ينسبون الشرك إلى [[المسلمين]] وإلى علماء الدين الذين [[التوسل بالأموات|يتوسلون]] بالزعامات الدينية ك[[أهل البيت]] {{هم}} ويطلبون منهم [[الشفاعة]]. بينما يعتبر المسلمون وخاصة [[الشيعة]] أن التوسل بزعماء الدين نوعاً من التعظيم والتكريم للشعائر الدينية، ويعتقدون أن [[التوسل بالموتى]] هو الشرك إذا قُصد به العبودية واُعتقد بإلوهيتهم. وفقاً [[الآيات القرآنية|لآيات القرآن]] إن نيل [[الشفاعة]] من [[الأنبياء]] والصالحين بإذن الله هو أمرٌ ممكن ولا إشكال فيه. | ||
== مفهوم الشرك== | ==مفهوم الشرك== | ||
الشرك بمعنى الشراكة ب[[الله]] في الأمور المختصة به، كواجب الوجود، والإلوهية، والعبودية، وتدبير شؤون الخلائق.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، صص 223-227.</ref> والشرك يُقابل التوحيد (وحدانية الله).<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 49.</ref> | الشرك بمعنى الشراكة ب[[الله]] في الأمور المختصة به، كواجب الوجود، والإلوهية، والعبودية، وتدبير شؤون الخلائق.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، صص 223-227.</ref> والشرك يُقابل التوحيد (وحدانية الله).<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 49.</ref> | ||
سطر ١٢: | سطر ١٢: | ||
المشرك هو الذي يجعل لله شريكاً، أو يعتقد أن لغير الله صفاته تعالى، أو أن يوكل جزءاً من أمر الله إليهم، أو يعتقد أن شخصاً غير الله مستحقاً للعبادة،<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 50.</ref> أو للأمر والنهي.<ref>الشيرازي، تقريب القرآن إلى الأذهان، ج 2، ص 390.</ref> | المشرك هو الذي يجعل لله شريكاً، أو يعتقد أن لغير الله صفاته تعالى، أو أن يوكل جزءاً من أمر الله إليهم، أو يعتقد أن شخصاً غير الله مستحقاً للعبادة،<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 50.</ref> أو للأمر والنهي.<ref>الشيرازي، تقريب القرآن إلى الأذهان، ج 2، ص 390.</ref> | ||
== مراتب الشرك== | ==مراتب الشرك== | ||
الشرك كالتوحيد له مراتب، هي: | الشرك كالتوحيد له مراتب، هي: | ||
سطر ٣٩: | سطر ٣٩: | ||
==أنواع الشرك== | ==أنواع الشرك== | ||
ينقسم الشرك من جهة الظهور والخفاء إلى قسمين، هما: | ينقسم الشرك من جهة الظهور والخفاء إلى قسمين، هما: | ||
# '''الشرك الجلي'''، ويعني القيام بالمناسك العبادية والأعمال الخاصة ك[[الركوع]] {{و}}[[السجود]] والتضحية (الذبح) لمعبود غير الله، معتقداً أن له مقام إلهي.<ref>حيدر الآملي، تفسیر المحیط الأعظم، ج 3، صص 189-190.</ref> | #'''الشرك الجلي'''، ويعني القيام بالمناسك العبادية والأعمال الخاصة ك[[الركوع]] {{و}}[[السجود]] والتضحية (الذبح) لمعبود غير الله، معتقداً أن له مقام إلهي.<ref>حيدر الآملي، تفسیر المحیط الأعظم، ج 3، صص 189-190.</ref> | ||
#'''الشرك الخفي'''، هو كل عمل يشتمل على حب الدنيا وحب النفس و[[الرياء]] وغيره.<ref> جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 591-592.</ref> | #'''الشرك الخفي'''، هو كل عمل يشتمل على حب الدنيا وحب النفس و[[الرياء]] وغيره.<ref> جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 591-592.</ref> | ||
ذكر [[الإمام الصادق]] {{ع}} في [[التفسير|تفسير]] الآية 106 من [[سورة يوسف]]،{{ملاحظة| على سبيل المثال قوله تعالى: {{قرآن|وَمَا يؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ لاِلا وَهُمْ مَشْرِكُون؛ ومعظم الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله هم مشركون" (سورة يوسف ، الآية 106)}}} عبارات مثل: "لو لم يكن هذا الشخص لهلكت، أو لولا هذا الشخص لكنتُ قد ابتليتُ".<ref> المجلسي، بحار الأنوار، ج 5، ص 148.</ref> كما اعتبر [[نبي الإسلام]] {{ص}} الشرك أكثر خفاء من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.<ref> ابن شعبة الحراني، تحف العقول، ص 478.</ref> وأكثر ما بحث الشرك الخفي في علم الأخلاق. | ذكر [[الإمام الصادق]] {{ع}} في [[التفسير|تفسير]] الآية 106 من [[سورة يوسف]]<nowiki>،{{ملاحظة| على سبيل المثال قوله تعالى: </nowiki>{{قرآن|وَمَا يؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ لاِلا وَهُمْ مَشْرِكُون؛ ومعظم الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله هم مشركون" (سورة يوسف ، الآية 106)}}} عبارات مثل: "لو لم يكن هذا الشخص لهلكت، أو لولا هذا الشخص لكنتُ قد ابتليتُ".<ref> المجلسي، بحار الأنوار، ج 5، ص 148.</ref> كما اعتبر [[نبي الإسلام]] {{ص}} الشرك أكثر خفاء من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.<ref> ابن شعبة الحراني، تحف العقول، ص 478.</ref> وأكثر ما بحث الشرك الخفي في علم الأخلاق. | ||
==العوامل والجذور== | ==العوامل والجذور== | ||
للشرك عوامل وجذور، منها: | للشرك عوامل وجذور، منها: | ||
سطر ٥٣: | سطر ٥٣: | ||
كما يذكر القرآن حب الدنيا، وهوى النفس، ونسيان الله، والغلو بالشخصيات الدينية، والتعصب، والحكومات الفاسدة، جميعها من عوامل الشرك.<ref> جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 635-680.</ref> | كما يذكر القرآن حب الدنيا، وهوى النفس، ونسيان الله، والغلو بالشخصيات الدينية، والتعصب، والحكومات الفاسدة، جميعها من عوامل الشرك.<ref> جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 635-680.</ref> | ||
== الآثار== | ==الآثار== | ||
للشرك آثار قد وردت في [[آيات القرآن]]،<ref>جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 681-691.</ref> ومنها: | للشرك آثار قد وردت في [[آيات القرآن]]،<ref>جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 681-691.</ref> ومنها: | ||
سطر ٦٠: | سطر ٦٠: | ||
*'''الدخول إلى الجحيم'''؛ وبحسب الآية 72 من [[سورة المائدة]]، فهو مشرك [[جهنم]].<ref>سورة المائدة: 72.</ref> | *'''الدخول إلى الجحيم'''؛ وبحسب الآية 72 من [[سورة المائدة]]، فهو مشرك [[جهنم]].<ref>سورة المائدة: 72.</ref> | ||
*'''حبط الأعمال'''؛ فإن الشرك يحبط أعمال الإنسان الصالحة، كما في الآية 65 من [[سورة الزمر]].<ref> سورة الزمر: 65.</ref>{{ملاحظة| قوله تعالى: {{قرآن|وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}}}} | *'''حبط الأعمال'''؛ فإن الشرك يحبط أعمال الإنسان الصالحة، كما في الآية 65 من [[سورة الزمر]].<ref> سورة الزمر: 65.</ref>{{ملاحظة| قوله تعالى: {{قرآن|وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}}}} | ||
== الحكم الفقهي== | ==الحكم الفقهي== | ||
في نظر [[الدين الإسلامي]] أن الشرك [[محرّم]]، ويعتبر من [[كبائر الذنوب]].<ref> سورة النساء:48.</ref> | في نظر [[الدين الإسلامي]] أن الشرك [[محرّم]]، ويعتبر من [[كبائر الذنوب]].<ref> سورة النساء:48.</ref> | ||
سطر ٦٧: | سطر ٦٧: | ||
كما أن [[الشيخ الطوسي]] في كتابه النهاية ذكر عدم الجواز للرجل [[المسلم]] ب[[الزواج]] من النساء المشركات، لكنه يجوز ذلك مع النساء [[اليهود|اليهوديات]] و[[النصارى|المسيحيات]] ب[[الزواج المؤقت]].<ref> الطوسي، النهایة، ص 457.</ref> | كما أن [[الشيخ الطوسي]] في كتابه النهاية ذكر عدم الجواز للرجل [[المسلم]] ب[[الزواج]] من النساء المشركات، لكنه يجوز ذلك مع النساء [[اليهود|اليهوديات]] و[[النصارى|المسيحيات]] ب[[الزواج المؤقت]].<ref> الطوسي، النهایة، ص 457.</ref> | ||
==اتهام | ==اتهام الوهابيين للشيعة== | ||
يعتبر [[الوهابيون]] أن اعتقاد [[المسلمين]] في [[التوسل بالأموات]] والاستغاثة ب[[الأنبياء]] والأولياء الإلهيين والتبرّك بقبورهم ونيل [[شفاعة|شفاعتهم]] في [[عالم البرزخ]]، هي من مصاديق الشرك في العبادة. يرى [[ابن تيمية]] أن التوسل بدعاء [[النبي ص|النبي]] والصلحاء في حياتهم ليست من الشرك، ولكن الدعاء والتوسل بهم بعد [[الموت]] هو شرك ب[[الله]].<ref>ابن تیمیة، مجموعة الفتاوی، ج 1، ص 159.</ref> بحسب عقيدة ابن تيمية، أنه كل من حضر قبر النبي{{ص}} أو أحد من الصلحاء وطلب منهم حاجته فهو مشرك، ويلزم منه [[التوبة]]، وإن لم يتُب فيقتل.<ref> ابن تیمیة، زیارة القبور والاستنجاد بها، ص 19.</ref> عبد العزيز بن باز وهو مفتي وهابي اعتبر أيضاً في آثاره أن الدعاء وزيارة القبور وطلب الشفاء منهم والنصرة منهم على الأعداء من مظاهر الشرك الأكبر.<ref> القفاري، أصول مذهب الشیعة، ج 1، ص 480.</ref> | يعتبر [[الوهابيون]] أن اعتقاد [[المسلمين]] في [[التوسل بالأموات]] والاستغاثة ب[[الأنبياء]] والأولياء الإلهيين والتبرّك بقبورهم ونيل [[شفاعة|شفاعتهم]] في [[عالم البرزخ]]، هي من مصاديق الشرك في العبادة. يرى [[ابن تيمية]] أن التوسل بدعاء [[النبي ص|النبي]] والصلحاء في حياتهم ليست من الشرك، ولكن الدعاء والتوسل بهم بعد [[الموت]] هو شرك ب[[الله]].<ref>ابن تیمیة، مجموعة الفتاوی، ج 1، ص 159.</ref> بحسب عقيدة ابن تيمية، أنه كل من حضر قبر النبي{{ص}} أو أحد من الصلحاء وطلب منهم حاجته فهو مشرك، ويلزم منه [[التوبة]]، وإن لم يتُب فيقتل.<ref> ابن تیمیة، زیارة القبور والاستنجاد بها، ص 19.</ref> عبد العزيز بن باز وهو مفتي وهابي اعتبر أيضاً في آثاره أن الدعاء وزيارة القبور وطلب الشفاء منهم والنصرة منهم على الأعداء من مظاهر الشرك الأكبر.<ref> القفاري، أصول مذهب الشیعة، ج 1، ص 480.</ref> | ||
سطر ٧٧: | سطر ٧٧: | ||
{{ملاحظات}} | {{ملاحظات}} | ||
==ذات صلة == | ==ذات صلة== | ||
{{Div col|3}} | {{Div col|3}} | ||
*[[الكفر]] | *[[الكفر]] | ||
سطر ٨٤: | سطر ٨٤: | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
== الهوامش== | ==الهوامش== | ||
{{مراجع}} | {{مراجع}} | ||
== المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== | ||
{{المصادر}} | {{المصادر}} | ||
*'''القرآن الكريم'''. | *'''القرآن الكريم'''. |