انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام علي الرضا عليه السلام»

سطر ١٧٠: سطر ١٧٠:
بعد أن سُجِن [[الإمام الكاظم]]  (ع) في المرّة الثانية التي اُستشهد فيها، وبعد شهادته، انقسم مَن كان على القول [[الإمامة|بإمامته]] إلى فرق وجماعات:  
بعد أن سُجِن [[الإمام الكاظم]]  (ع) في المرّة الثانية التي اُستشهد فيها، وبعد شهادته، انقسم مَن كان على القول [[الإمامة|بإمامته]] إلى فرق وجماعات:  


'''الفرقة الأولى:''' وهي التي أُطلق عليها في تلك المرحلة تسمية [[الفرقة القطعية|القطعية]]،وهم عموم [[الإمامية|شيعته]] الذين قالوا بشهادته ووفاته، ثمّ قالوا بإمامة ابنه الإمام علي الرضا (ع)، وهذه الجماعة شكلوا الأكثرية من شيعة [[الإمام موسى الكاظم]]، فقالوا: أنّ [[الإمام الكاظم]] مات في حبس [[السندي بن شاهك]] وأنّ [[يحيى بن خالد البرمكي]] دسّ له السمّ في الرطب والعنب، وبعثه إليه، فكان سبب استشهاده، وأنّ الإمام بعد [[الإمام الكاظم]] هو علي بن موسى الرضا (ع)، ولعلّ السبب وراء تسمية هذه الجماعة بالقطعيّة، هو كونهم قطعوا بوفاة [[الإمام موسى الكاظم]]، وكذلك قطعوا [[الإمامة|بإمامة]] الإمام علي الرضا.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 89.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص67</ref>
=== الفرقة الأولى ===
وهي التي أُطلق عليها في تلك المرحلة تسمية [[الفرقة القطعية|القطعية]]،وهم عموم [[الإمامية|شيعته]] الذين قالوا بشهادته ووفاته، ثمّ قالوا بإمامة ابنه الإمام علي الرضا (ع)، وهذه الجماعة شكلوا الأكثرية من شيعة [[الإمام موسى الكاظم]]، فقالوا: أنّ [[الإمام الكاظم]] مات في حبس [[السندي بن شاهك]] وأنّ [[يحيى بن خالد البرمكي]] دسّ له السمّ في الرطب والعنب، وبعثه إليه، فكان سبب استشهاده، وأنّ الإمام بعد [[الإمام الكاظم]] هو علي بن موسى الرضا (ع)، ولعلّ السبب وراء تسمية هذه الجماعة بالقطعيّة، هو كونهم قطعوا بوفاة [[الإمام موسى الكاظم]]، وكذلك قطعوا [[الإمامة|بإمامة]] الإمام علي الرضا.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 89.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص67</ref>
   
   
'''الفرقة الثانية:''' وهي التي سُمِّيت [[الواقفة|بالواقفة]]، وهم الجماعة التي توقفت [[الإمامة|بالإمامة]] عند [[الإمام موسى الكاظم]]  (ع)، وانقسموا في ما بينهم إلى ستة جماعات مختلفين في تفسير سبب وقفهم بالإمامة عند [[الإمام الكاظم]].
=== الفرقة الثانية ===
* '''الجماعة الأولى:'''  قالت:  بأنّ [[موسى بن جعفر]]  لم يمت، وأنَّه حيٌ لا يموت حتى يملك مشرق الأرض وغربها، ويملأها عدلاً كما ملئت جورًا، ورأوا أنّه [[القائم المهدي]]، ورووا في ذلك [[الروايات|روايات]] عن أبيه [[الإمام الصادق (ع)]].<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 89.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص67 - 68</ref>
وهي التي سُمِّيت [[الواقفة|بالواقفة]]، وهم الجماعة التي توقفت [[الإمامة|بالإمامة]] عند [[الإمام موسى الكاظم]]  (ع)، وانقسموا في ما بينهم إلى ستة جماعات مختلفين في تفسير سبب وقفهم بالإمامة عند [[الإمام الكاظم]].
* '''الجماعة الثانية:''' اعترفت بوفاة [[الإمام موسى الكاظم]]، ولكنّها قالت: بعدم جواز أن تكون الإمامة لغيره، وذهبوا للقول برجعته بعد الموت، إلا أنّه مختفٍ عن الأنظار في مكان ما، وأنّه يلتقي ببعض أصحابه الموثقين، يرونه ويلقونه، ونقلوا في مدّعاهم [[الروايات|روايات]] عن [[الإمام الصادق|أبيه]]، أنَّه قال: سُمِّي القائم قائماً لأنه يقوم بعد ما يموت.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الثالثة:''' ذهبت للقول أنّ الإمام الكاظم (ع) هو القائم، واعترفوا بوفاته، إلاَّ أنّهم قالوا: أنَّه شبيه [[النبي عيسى |عيسى بن مريم]] (ع)، وكذَبوا من قال برجوعه، وقالوا: أنّه يرجع في آخر الزمان لينشر في الأرض العدل والقسط، ورووا في ذلك روايات عن الإمام الصادق، وأنّه قال: أنّ فيه شبهًا من عيسى (ع).<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الرابعة:''' وهم الذين أنكروا قتله الإمام الكاظم، وقالوا بأنّه مات وأنّ الله رفعه إليه، وسوف يردّه عندم تحين ساعة قيامه وخروجه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة الخامسة:''' وقد تكون هذه الجماعة هي إحدى الجماعات المتقدمة، وهم الذين قالوا بغيبة [[الإمام الكاظم]]  (ع)، وأن القائمين من بعده مثل [[الإمام الرضا]]، هم ليسوا [[الأئمة|أئمة]]، بل هم خلفاء له إلى حين ظهوره وخروجه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
* '''الجماعة السادسة:''' قالت لا ندري هل أنّ [[الإمام الكاظم]] حيًّا أم ميتًا، فوقفوا على إطلاق موته وعن الإقرار بحياته لا يتجاوزن إمامته حتى يتبينوا من الذي نصّب نفسه [[الإمامة|إمامًا]] بعده - وهو الرضا - بالدلالات والعلامات الموجبة للإمامة، بالإقرار منه على نفسه بإمامته وموت أبيه، لا بأخبار أصحابه، ولكن هذه الفرقة ما لبثت حتى أقرَّت بإمامة الإمام الرضا إما عن طريق مشاهدتهم أمورا عن الإمام الرضا  (ع) فقطعوا عليه بالإمامة، أو من روايات أصحاب الإمام وقولهم فيه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص69-70.</ref>


'''الفرقة الثالثة:''' وهي التي أطلق عليها [[فرقة البشرية|البشرية]]،<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص70.</ref> وقيل: اسمها السهموية،<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91.</ref> وهم من [[الغلاة]]، والذين اتّبعتوا [[محمد بن بشير]]: حیث قالوا أنَّ [[الإمام الكاظم]]  (ع) لم يمت ولم يُحبس، بل  إنَّهُ غائبٌ، وهو [[القائم المهدي]]، وقد استخلف في وقت غيبته [[محمد بن بشير]]، وعلّمه جميع ما يحتاجه، وأعطاه جميع الصلاحيات التي تخوّله بأن يقوم مقامه، وقالوا أيضًا: أنّ محمد لما مات استخلف ابنه [[سميع بن محمد بن بشير]]، وهذه الفرقة أنكرت إمامة الإمام الرضا، ونسبت أنّ مولده غير طاهر، وكَفَرُوا بإمامته ووصفوه بأنّه مدَّعيا لها، بل وكَفَّرُوا وأباحوا دم ومال كل من يقول بإمامته، وأنكروا [[الزكاة]] {{و}}[[الحج|الحجّ]] {{و}}[[الخمس]] {{و}}[[الصوم]]، وأباحوا المحارم من الفروج والغلمان مستندين في ذلك على قوله تعالى: {{قرآن|أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}}،<ref>الشورى: 49 - 50.</ref> وقالوا [[التناسخ|بالتناسخ]] في أرواح [[الأئمة]]، وغيرها من المعتقدات التي تخرج عن [[الإسلام]].<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91 - 92.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص ص70 - 71.</ref>
==== الجماعة الأولى ====
قالت:  بأنّ [[موسى بن جعفر]]  لم يمت، وأنَّه حيٌ لا يموت حتى يملك مشرق الأرض وغربها، ويملأها عدلاً كما ملئت جورًا، ورأوا أنّه [[القائم المهدي]]، ورووا في ذلك [[الروايات|روايات]] عن أبيه [[الإمام الصادق (ع)]].<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 89.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص67 - 68</ref>
 
==== الجماعة الثانية ====
اعترفت بوفاة [[الإمام موسى الكاظم]]، ولكنّها قالت: بعدم جواز أن تكون الإمامة لغيره، وذهبوا للقول برجعته بعد الموت، إلا أنّه مختفٍ عن الأنظار في مكان ما، وأنّه يلتقي ببعض أصحابه الموثقين، يرونه ويلقونه، ونقلوا في مدّعاهم [[الروايات|روايات]] عن [[الإمام الصادق|أبيه]]، أنَّه قال: سُمِّي القائم قائماً لأنه يقوم بعد ما يموت.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
==== الجماعة الثالثة ====
ذهبت للقول أنّ الإمام الكاظم (ع) هو القائم، واعترفوا بوفاته، إلاَّ أنّهم قالوا: أنَّه شبيه [[النبي عيسى |عيسى بن مريم]] (ع)، وكذَبوا من قال برجوعه، وقالوا: أنّه يرجع في آخر الزمان لينشر في الأرض العدل والقسط، ورووا في ذلك روايات عن الإمام الصادق، وأنّه قال: أنّ فيه شبهًا من عيسى (ع).<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
 
==== الجماعة الرابعة ====
وهم الذين أنكروا قتله الإمام الكاظم، وقالوا بأنّه مات وأنّ الله رفعه إليه، وسوف يردّه عندم تحين ساعة قيامه وخروجه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
 
==== الجماعة الخامسة ====
وقد تكون هذه الجماعة هي إحدى الجماعات المتقدمة، وهم الذين قالوا بغيبة [[الإمام الكاظم]]  (ع)، وأن القائمين من بعده مثل [[الإمام الرضا]]، هم ليسوا [[الأئمة|أئمة]]، بل هم خلفاء له إلى حين ظهوره وخروجه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 90.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص68.</ref>
==== الجماعة السادسة ====
قالت لا ندري هل أنّ [[الإمام الكاظم]] حيًّا أم ميتًا، فوقفوا على إطلاق موته وعن الإقرار بحياته لا يتجاوزن إمامته حتى يتبينوا من الذي نصّب نفسه [[الإمامة|إمامًا]] بعده - وهو الرضا - بالدلالات والعلامات الموجبة للإمامة، بالإقرار منه على نفسه بإمامته وموت أبيه، لا بأخبار أصحابه، ولكن هذه الفرقة ما لبثت حتى أقرَّت بإمامة الإمام الرضا إما عن طريق مشاهدتهم أمورا عن الإمام الرضا  (ع) فقطعوا عليه بالإمامة، أو من روايات أصحاب الإمام وقولهم فيه.<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص69-70.</ref>
 
=== الفرقة الثالثة ===
وهي التي أطلق عليها [[فرقة البشرية|البشرية]]،<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص70.</ref> وقيل: اسمها السهموية،<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91.</ref> وهم من [[الغلاة]]، والذين اتّبعتوا [[محمد بن بشير]]: حیث قالوا أنَّ [[الإمام الكاظم]]  (ع) لم يمت ولم يُحبس، بل  إنَّهُ غائبٌ، وهو [[القائم المهدي]]، وقد استخلف في وقت غيبته [[محمد بن بشير]]، وعلّمه جميع ما يحتاجه، وأعطاه جميع الصلاحيات التي تخوّله بأن يقوم مقامه، وقالوا أيضًا: أنّ محمد لما مات استخلف ابنه [[سميع بن محمد بن بشير]]، وهذه الفرقة أنكرت إمامة الإمام الرضا، ونسبت أنّ مولده غير طاهر، وكَفَرُوا بإمامته ووصفوه بأنّه مدَّعيا لها، بل وكَفَّرُوا وأباحوا دم ومال كل من يقول بإمامته، وأنكروا [[الزكاة]] {{و}}[[الحج|الحجّ]] {{و}}[[الخمس]] {{و}}[[الصوم]]، وأباحوا المحارم من الفروج والغلمان مستندين في ذلك على قوله تعالى: {{قرآن|أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}}،<ref>الشورى: 49 - 50.</ref> وقالوا [[التناسخ|بالتناسخ]] في أرواح [[الأئمة]]، وغيرها من المعتقدات التي تخرج عن [[الإسلام]].<ref>القمي، المقالات والفرق، ص 91 - 92.</ref><ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص ص70 - 71.</ref>


=== موقفه من الغلاة ===
=== موقفه من الغلاة ===
Image-reviewer، مستخدمون مشرفون تلقائيون، autopatrolled، botadmin، بيروقراطيون، checkuser، confirmed، electionadmin، eliminator، import، إداريو الواجهة، ipblock-exempt، مشرفون، oversight، patroller، إداريو مصادقات التسليم، reviewer، rollbacker، steward، مزيلون، إداريون، templateeditor، translationadmin
٥٠٦

تعديل