انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الذكر»

أُضيف ٢٠ بايت ،  ٢٠ فبراير ٢٠٢٣
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٩: سطر ٩:


==المفهوم==
==المفهوم==
يُعرف الذكر بأنَّه تذكر شيء ما أو شخص باللقب أو بالسان أو بكليهما،<ref>انوری، فرهنگ بزرگ سخن، ذیل واژه ذکر؛ دهخدا، لغت نامه، ذیل واژه ذکر.</ref> ويستخدم احياناً في قبال [[الغفلة]] والنسيان، وأحياناً يُشير إلى استمرار حفظ شيء في الذهن.<ref>الراغب الاصفهاني، المفردات في غريب القرآن، ص 186؛ المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 3، ص 318.</ref> وكلمة الذكر في المحاورات العامة بين الناس، وبالأخص عند المتشرعة هي ذكر [[الله تعالى]].<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 4، ص 310؛ انوری، فرهنگ بزرگ سخن، ذیل واژه ذکر.</ref> وقد تم استخدام الذكر في معاني أخرى مثل التذكير،<ref>دهخدا، لغت نامه، ذیل واژه ذکر.</ref> وحفظ الأشياء، والحديث عن شيء،<ref> ابن منظور، لسان العرب، ج 4، ص 308.</ref> والعلم.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 66، ص 37.</ref>  
يُعرف الذكر بأنَّه تذكر شيء أو شخص بالقلب أو باللسان أو بكليهما،<ref>انوری، فرهنگ بزرگ سخن، ذیل واژه ذکر؛ دهخدا، لغت نامه، ذیل واژه ذکر.</ref> ويستخدم احياناً في قبال [[الغفلة]] والنسيان، وأحياناً يُشير إلى استمرار حفظ شيء في الذهن.<ref>الراغب الاصفهاني، المفردات في غريب القرآن، ص 186؛ المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 3، ص 318.</ref> وكلمة الذكر في المحاورات العامة بين الناس، وبالأخص عند المتشرعة هي ذكر [[الله تعالى]].<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 4، ص 310؛ انوری، فرهنگ بزرگ سخن، ذیل واژه ذکر.</ref> وقد تم استخدام الذكر في معاني أخرى مثل التذكير،<ref>دهخدا، لغت نامه، ذیل واژه ذکر.</ref> وحفظ الأشياء، والحديث عن شيء،<ref> ابن منظور، لسان العرب، ج 4، ص 308.</ref> والعلم.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 66، ص 37.</ref>  


تم استعمال كلمة الذكر كأحد الأسماء الاربعة التي وصف الله تعالى بها كتابه وهي [[القرآن]]، والفرقان، والكتاب، وقد وردت في أكثر من 30 مرة في آيات القرآن الكريم، <ref>طيب الحسيني، ذكر/ قرآن، ص 341.</ref> منها عن نزول الذكر،<ref>سورة الحجر: الآية 6؛ سورة النحل: الآية 44؛ سورة ص: الآية 8.</ref> أو إلقائه على [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}،<ref>سورة القمر: الآية 25.</ref> وسماع وتلاوة الذكر (أي القرآن)،<ref>سورة القلم، الآية: 51؛ سورة آل عمران: الآية 58.</ref> واتباعه،<ref>سورة يس: الآية 11.</ref> وحفظه.<ref>سورة الحجر: الآية 9.</ref>
تم استعمال كلمة الذكر كأحد الأسماء الاربعة التي وصف الله تعالى بها كتابه وهي [[القرآن]]، والفرقان، والكتاب، وقد وردت أكثر من 30 مرة في آيات القرآن الكريم، <ref>طيب الحسيني، ذكر/ قرآن، ص 341.</ref> منها عن نزول الذكر،<ref>سورة الحجر: الآية 6؛ سورة النحل: الآية 44؛ سورة ص: الآية 8.</ref> أو إلقائه على [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}،<ref>سورة القمر: الآية 25.</ref> وسماع وتلاوة الذكر (أي القرآن)،<ref>سورة القلم، الآية: 51؛ سورة آل عمران: الآية 58.</ref> واتّباعه،<ref>سورة يس: الآية 11.</ref> وحفظه.<ref>سورة الحجر: الآية 9.</ref>


وقد ورد في القرآن و<nowiki/>[[الروايات]] المفهوم المضاد للذكر، وهو النسيان، والغفلة، ونسيان ذكر الله وتعاليمه، مما يؤدي إلى اللوم [[يوم القيامة]] وقسوة و<nowiki/>[[موت القلب]].<ref>شفيعي، ذكر، ص 813 و815.</ref>
وقد ورد في القرآن و<nowiki/>[[الروايات]] المفهوم المضاد للذكر، وهو النسيان، والغفلة، ونسيان ذكر الله وتعاليمه، مما يؤدي إلى اللوم [[يوم القيامة]] وقسوة وموت القلب.<ref>شفيعي، ذكر، ص 813 و815.</ref>
===الأهمية والمكانة===
===الأهمية والمكانة===
وقد تم استخدام مشتقات الذكر حوالي 300 مرة في القرآن، ومعظمها تتعلق بذكر الله والنعم، والآيات الإلهية وتذكرها، وفي بعض [[الآيات]] يتم استخدام الذكر للدلالة على ذكر غير [[الله تعالى]].<ref>أبو طالبي، «ذكر»، ص 324.</ref> وللذكر أهمية كبيرة من منظور القرآن الكريم، حيث ورد في الآية 14 من [[سورة طه]] على أنَّه أحد الحكم من [[الصلاة]] وأهم عبادة لله تعالى. وقد أُمر [[الأنبياء]] و<nowiki/>[[المؤمنين]] في جملة من الآيات ألا يتكاسلوا في ذكر الله تعالى.<ref>سورة طه: الآية 42؛ سورة آل عمران: الآية 41؛ سورة الأعراف: الآية 205؛ سورة الأحزاب: الآية 41؛ سورة البقرة: الآية 152.</ref>
وقد تم استخدام مشتقات الذكر حوالي 300 مرة في القرآن، ومعظمها تتعلق بذكر الله والنعم، والآيات الإلهية وتذكرها، وفي بعض [[الآيات]] يتم استخدام الذكر للدلالة على ذكر غير [[الله تعالى]].<ref>أبو طالبي، «ذكر»، ص 324.</ref> وللذكر أهمية كبيرة من منظور القرآن الكريم، حيث ورد في الآية 14 من [[سورة طه]] على أنَّه أحد الحكم من [[الصلاة]] وأهم عبادة لله تعالى. وقد أُمر [[الأنبياء]] و<nowiki/>[[المؤمنين]] في جملة من الآيات ألا يتكاسلوا في ذكر الله تعالى.<ref>سورة طه: الآية 42؛ سورة آل عمران: الآية 41؛ سورة الأعراف: الآية 205؛ سورة الأحزاب: الآية 41؛ سورة البقرة: الآية 152.</ref>


وقد ورد في [[الجوامع الحديثية]] [[الشيعة|للشيعة]] و<nowiki/>[[أهل السنة|السنة]]، التأكيد على أهمية الذكر والآثار التربوية له، في الحياة الفردية والاجتماعية والنتائج [[الآخرة|الأخروية]]، كما إنَّ المداوة على ذكر الله في جميع الأوقات والأماكن هي من توصيات [[النبي(ص)]] و<nowiki/>[[أهل البيت]]{{اختصار/عليهم}} [[المسلمين|للمسلمين]].<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 498.</ref> حيث يتم تقديم ذكر الله تعالى في بعض [[الروايات]] ك[[الفلسفة|فلسفة]] وحكمة في [[الواجب|وجوب]] بعض [[العبادات]] ك[[الحج]] و<nowiki/>[[الجهاد]].<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 256.</ref> وقد بينت ووسعت العديد من الروايات الذكر في الآيات القرآنية.<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 498؛ شفيعي، «ذكر»، ص 814.</ref>
وقد ورد في [[الجوامع الحديثية]] [[الشيعة|للشيعة]] و<nowiki/>[[أهل السنة|السنة]]، التأكيد على أهمية الذكر والآثار التربوية له، في الحياة الفردية والاجتماعية والنتائج [[الآخرة|الأخروية]]، كما أنَ المداوة على ذكر الله في جميع الأوقات والأماكن هي من توصيات [[النبي(ص)]] و<nowiki/>[[أهل البيت]]{{اختصار/عليهم}} [[المسلمين|للمسلمين]].<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 498.</ref> حيث يتم تقديم ذكر الله تعالى في بعض [[الروايات]] كفلسفة وحكمة في [[الواجب|وجوب]] بعض [[العبادات]] ك[[الحج]] و<nowiki/>[[الجهاد]].<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 256.</ref> وقد بينت العديد من الروايات مفهوم الذكر في الآيات القرآنية.<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 498؛ شفيعي، «ذكر»، ص 814.</ref>


يحتل الذكر مكانة وأهمية خاصة في [[العرفان]] حيث يعتبروه أهم، بل أحياناً الوسيلة الوحيدة للوصول إلى [[الله تعالى]] والقرب منه. فالغاية والهدف من الذكر عند العرفاء هو فناء الذاكر في المذكور، فإذا تم بلوغ هذه المرحلة يطلق عليه الذكر الحقيقي. من الكلمات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالذكر في المصطلحات العرفانية، هي الجليس، والحضور، والشهود، والفكر، و<nowiki/>[[الدعاء]].<ref>محرمي وعباسي، «ذكر در عرفان»، ص 818 ـ 820.</ref>
يحتل الذكر مكانة وأهمية خاصة في [[العرفان]] حيث يعتبروه أهم، بل أحياناً الوسيلة الوحيدة للوصول إلى [[الله تعالى]] والقرب منه. فالغاية والهدف من الذكر عند العرفاء هو فناء الذاكر في المذكور، فإذا تم بلوغ هذه المرحلة يطلق عليه الذكر الحقيقي. ومن الكلمات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالذكر في المصطلحات العرفانية، هي الجليس، والحضور، والشهود، والفكر، و<nowiki/>[[الدعاء]].<ref>محرمي وعباسي، «ذكر در عرفان»، ص 818 ـ 820.</ref>


==أقسام الذكر==
==أقسام الذكر==
سطر ٢٥: سطر ٢٥:
وينقسم الذكر إلى ذكر لفظي وذكر قلبي.
وينقسم الذكر إلى ذكر لفظي وذكر قلبي.
*'''الذكر اللفظي''':  والذي يُعرف ايضاً بالذكر اللساني أو الجلي أو الورد، ويُطلق عليه ذكر الله باللسان.<ref>قرشي، قاموس قرآن، ج 3، ص 15.</ref> وهذا النوع من الذكر يجري فيه الإنسان أسماء اللَّه الحُسنى، وصفات جَماله وجَلاله، على لسانه، من دون التّوجه إلى معانيها و مُحتواها.<ref>مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 1، ص 309.</ref>
*'''الذكر اللفظي''':  والذي يُعرف ايضاً بالذكر اللساني أو الجلي أو الورد، ويُطلق عليه ذكر الله باللسان.<ref>قرشي، قاموس قرآن، ج 3، ص 15.</ref> وهذا النوع من الذكر يجري فيه الإنسان أسماء اللَّه الحُسنى، وصفات جَماله وجَلاله، على لسانه، من دون التّوجه إلى معانيها و مُحتواها.<ref>مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 1، ص 309.</ref>
*'''الذكر القلبي''': أو الذكر الخفي هو إنَّ الذاكر لا يتلفظ بالذكر، ويذكر [[الله تعالى]] فقط بقلبه،<ref>قرشي، قاموس قرآن، ج 3، ص 15.</ref> حيث يكون الله حاضر ومراقب عند الذاكر، فيتجنب فعل الأعمال التي لا ترضي الله. <ref>طيب، أطيب البيان، ج 1، ص 168؛ پژوهشکده تحقیقات اسلامی، معارف قرآن، ج 3، ص 100 ـ 101.</ref> ويُعتبر الذكر القلبي أعلى مراتب الذكر، حيث الإحساس الوجداني بحضور اللَّه تعالى، في أجواء القلب، ثم جريان ذكر اللَّه على اللّسان، فمثلا عندما يرى عجائب خلقته، ودقائق صنعته فيتذكر عظمة الله تعالى. <ref>مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 1، ص 310.</ref>
*'''الذكر القلبي''': أو الذكر الخفي هو إنَّ الذاكر لا يتلفظ بالذكر، ويذكر [[الله تعالى]] فقط بقلبه،<ref>قرشي، قاموس قرآن، ج 3، ص 15.</ref> حيث يكون الله حاضرا ومراقبا عند الذاكر، فيتجنب فعل الأعمال التي لا يرضى الله بها. <ref>طيب، أطيب البيان، ج 1، ص 168؛ پژوهشکده تحقیقات اسلامی، معارف قرآن، ج 3، ص 100 ـ 101.</ref> ويُعتبر الذكر القلبي أعلى مراتب الذكر، حيث ينبع منه الإحساس الوجداني بحضور اللَّه تعالى في أجواء القلب، ثم يأتي جريان ذكر اللَّه على اللّسان، فمثلا عندما يرى عجائب خلقته، ودقائق صنعته فيتذكر عظمة الله تعالى. <ref>مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 1، ص 310.</ref>
تطلب الآية 41 من [[سورة الأحزاب]] من [[المؤمنين]] أن يذكروا الله كثيراً، ويوجد تفاسير مختلفة لكلمة «الذكر الكثير» في هذه [[الآية]].<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 16، ص 330 ـ 332.</ref> وحسب بعض [[الروايات]] فإن الذكر الكثير هو الذكر اللفظي، والكثير الذكر من ذكر الله كثيراً في لسانه؛<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 10، ص 153.</ref> ولكن في روايات أخرى فإنَّ المقصود من الذكر اللفظي هو نفسه الذكر القلبي، وفي رواية عن [[الإمام علي]]{{اختصار/ع}} إن الذكر الكثير هو الذكر السري والقلبي، وإنَّ [[المنافقين]] هم الذين يذكرون الله تعالى علانية ولا يذكرونه في السر.<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 501.</ref>
تطلب الآية 41 من [[سورة الأحزاب]] من [[المؤمنين]] أن يذكروا الله كثيراً، ويوجد تفاسير مختلفة لكلمة «الذكر الكثير» في هذه [[الآية]].<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 16، ص 330 ـ 332.</ref> وحسب بعض [[الروايات]] فإن الذكر الكثير هو الذكر اللفظي، ويطلق «الكثير الذكر» على من ذكر الله كثيراً في لسانه؛<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 10، ص 153.</ref> ولكن بحسب روايات أخرى فإنَّ المقصود من الذكر اللفظي هو نفسه الذكر القلبي، وفي رواية عن [[الإمام علي]]{{اختصار/ع}} إن الذكر الكثير هو الذكر السري والقلبي، وإنَّ [[المنافقين]] هم الذين يذكرون الله تعالى علانية ولا يذكرونه في السر.<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 501.</ref>


==أسباب الذكر==
==أسباب الذكر==
مستخدم مجهول