انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غسل التوبة»

أُزيل ٢٦٣ بايت ،  ٢٩ مايو ٢٠٢٢
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٨: سطر ٨:


==مكانتها ==
==مكانتها ==
غسل التوبة أحد آداب [[التوبة]]،<ref>جمعي از پژوهشگران، موسوعة الفقه الإسلامي، 1423ق، ج33، ص67.</ref> وقد ورد البحث عنه في المصادر [[الفقهية]] ضمن باب [[الطهارة]] في قسم [[الغسل|الأغسال]] المستحبة،<ref>بحرالعلوم، مصابيح الاحكام، 1385ش، ج2، ص507.</ref> كما ورد ذكره في بعض كتب [[الأخلاق]]،<ref>مدني، رياض السالكين، ج4، ص382.</ref> {{و}}[[العرفان العملي]].<ref>بحرالعلوم، رساله سير و سلوك، 1418ق، ص213؛ حسيني تهراني، لب اللباب، 1419ق، ص92،</ref>
غسل التوبة أحد آداب [[التوبة]]،<ref>جمع من الباحثين، موسوعة الفقه الإسلامي، 1423هـ، ج33، ص67.</ref> وقد ورد البحث عنه في المصادر [[الفقهية]] ضمن باب [[الطهارة]] في قسم [[الغسل|الأغسال]] المستحبة،<ref>بحر العلوم، مصابيح الأحكام، 1385هـ ش، ج2، ص507.</ref> كما ورد ذكره في بعض كتب [[الأخلاق]]،<ref>المدني، رياض السالكين، ج4، ص382.</ref> {{و}}[[العرفان العملي]].<ref>بحر العلوم، رسالة سير و سلوك، 1418هـ، ص213؛ الحسيني الطهراني، لب اللباب، 1419هـ، ص92،</ref>


قال [[السيد كاظم اليزدي]] صاحب كتاب [[العروة الوثقى (كتاب)|العروة الوثقى]]، إن جماعة من [[الفقهاء]] عدّوا غسل التوبة -مثل غسل [[الطواف]]-  ضمن الأغسال التي [[المستحب|تستحب]] قبل فعل خاص، فيما ذهب جماعة أخرى إلى أنه -مثل غسل من فرّط في [[صلاة الكسوف]]- يعدّ من الأغسال التي تستحب بعد فعل خاص.<ref>طباطبايي يزدي، العروة الوثقي، 1419ق، ج2، ص156 و 157.</ref>
قال [[السيد كاظم اليزدي]] صاحب كتاب [[العروة الوثقى (كتاب)|العروة الوثقى]]، إن جماعة من [[الفقهاء]] عدّوا غسل التوبة -مثل غسل [[الطواف]]-  ضمن الأغسال التي [[المستحب|تستحب]] قبل فعل خاص، فيما ذهب جماعة أخرى إلى أنه -مثل غسل من فرّط في [[صلاة الكسوف]]- يعدّ من الأغسال التي تستحب بعد فعل خاص.<ref>الطباطبايي اليزدي، العروة الوثقى، 1419هـ، ج2، ص156 و 157.</ref>


== استحبابها==
== استحبابها==
غسل التوبة تارة يكون عن [[الكفر]]، وتارة عن [[الفسق]]، وتارة عن [[الذنوب]] الصغيرة، فاتّفق الفقهاء في استحباب غسل التوبة عن الكفر والفسق، لكن هناك خلاف في استحباب غسل التوبة عن الذنوب الصغيرة.<ref>جمعي از پژوهشگران، موسوعة الفقه الإسلامي، 1423ق، ج33، ص67.</ref>
غسل التوبة تارة يكون عن [[الكفر]]، وتارة عن [[الفسق]]، وتارة عن [[الذنوب]] الصغيرة، فاتّفق الفقهاء في استحباب غسل التوبة عن الكفر والفس هـ، لكن هناك خلاف في استحباب غسل التوبة عن الذنوب الصغيرة.<ref>جمع من الباحثين، موسوعة الفقه الإسلامي، 1423هـ، ج33، ص67.</ref>


=== غسل التوبة عن الكفر ===
=== غسل التوبة عن الكفر ===
قال [[صاحب الجواهر]] (وفاة 1266 هـ) إن فقهاء [[الشيعة]] أجمعوا على استحباب غسل التوبة عن الكفر -سواء كان الكفر أصليا أو [[ارتداديا]]-<ref>نجفي، جواهر الكلام، 1421ق، ج2، ص67.</ref> ومستند هذا الحكم هو [[الروايات]] {{و}}[[إجماع|إجماع الفقهاء]].<ref>نجفي، جواهر الكلام، 1421ق، ج2، ص68.</ref> فبناء على رواية أمر [[رسول الله (ص)]] اثنين من الكفار وقد دخلا في [[الإسلام]] أن يغتسلا.<ref>نجفي، جواهر الكلام، 1421ق، ج2، ص68.</ref>
قال [[صاحب الجواهر]] (وفاة 1266 هـ) إن فقهاء [[الشيعة]] أجمعوا على استحباب غسل التوبة عن الكفر -سواء كان الكفر أصليا أو [[ارتداديا]]-<ref>النجفي، جواهر الكلام، 1421هـ، ج2، ص67.</ref> ومستند هذا الحكم هو [[الروايات]] {{و}}[[إجماع|إجماع الفقهاء]].<ref>النجفي، جواهر الكلام، 1421هـ، ج2، ص68.</ref> فبناء على رواية أمر [[رسول الله (ص)]] اثنين من الكفار وقد دخلا في [[الإسلام]] أن يغتسلا.<ref>النجفي، جواهر الكلام، 1421هـ، ج2، ص68.</ref>


وقال [[الشهيد الثاني]] من فقهاء الشيعة في القرن العاشر الهجري إنّ بعض [[أهل السنة]] ذهبوا إلى [[وجوب]] غسل التوبة،<ref>شهيد ثاني، مسالك الافهام، 1413ق، ج1، ص107.</ref> وسمّي هذا الغسل في مصادر أهل السنة بـ«غسل الإسلام».<ref>حجاوي مقدسي، الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، دار المعرفة، ج1، ص45؛ ابن‌تيميه، شرح العمدة في الفقه، 1412ق، ص350.</ref>
وقال [[الشهيد الثاني]] من فقهاء الشيعة في القرن العاشر الهجري إنّ بعض [[أهل السنة]] ذهبوا إلى [[وجوب]] غسل التوبة،<ref>الشهيد الثاني، مسالك الإفهام، 1413هـ، ج1، ص107.</ref> وسمّي هذا الغسل في مصادر أهل السنة بـ«غسل الإسلام».<ref>الحجاوي المقدسي، الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، دار المعرفة، ج1، ص45؛ ابن‌تيمية، شرح العمدة في الفقه، 1412 هـ، ص350.</ref>
كما أنّ اعتناق [[الدين المسيحي]] يتمّ بغسل التعميد (معمودية).<ref>توفيقي، آشنايي با اديان بزرگ، 1394ش، ج1، ص195.</ref>
كما أنّ اعتناق [[الدين المسيحي]] يتمّ بغسل التعميد (معمودية).<ref>توفيقي، آشنايي با اديان بزرگ، 1394 هـ ش، ج1، ص195.</ref>


=== غسل التوبة عن الفسق ===
=== غسل التوبة عن الفسق ===
قال [[العلامة الحلي]] (وفاة 726 هـ) إن فقهاء الشيعة ذهبوا إلى استحباب غسل التوبة عن الفسق،<ref>علامه حلي، منتهي المطلب، 1412ق، ج2، ص474.</ref> و[[الفسق]] يتحقق بارتكاب [[الكبائر]] أو الإصرار على ارتكاب الصغائر.<ref>شهيد ثاني، مسالك الافهام، 1413ق، ج1، ص107.</ref>
قال [[العلامة الحلي]] (وفاة 726 هـ) إن فقهاء الشيعة ذهبوا إلى استحباب غسل التوبة عن الفس هـ،<ref>العلامة الحلي، منتهى المطلب، 1412 هـ، ج2، ص474.</ref> و[[الفسق]] يتحقق بارتكاب [[الكبائر]] أو الإصرار على ارتكاب الصغائر.<ref>الشهيد الثاني، مسالك الإفهام، 1413هـ، ج1، ص107.</ref>


وقد ثبت استحباب غسل التوبة عن الفسق بالروايات وإجماع الفقهاء،<ref>بهباني، مصابيح الظلام، مؤسسة العلامة المجدّد الوحيد البهبهاني، ج4، ص92.</ref>
وقد ثبت استحباب غسل التوبة عن الفسق بالروايات وإجماع الفقهاء،<ref>البهبهاني، مصابيح الظلام، ج4، ص92.</ref>
فبناء على رواية أمر [[الإمام الصادق (ع)]] لمن أراد التوبة عن استماعه المستمر للغناء أن يغتسل قبل التوبة.<ref>كليني، الكافي، 1429ق، ج12، ص785.</ref>
فبناء على رواية أمر [[الإمام الصادق (ع)]] لمن أراد التوبة عن استماعه المستمر للغناء أن يغتسل قبل التوبة.<ref>الكليني، الكافي، 1429 هـ، ج12، ص785.</ref>


=== غسل التوبة عن ارتكاب الصغيرة ===
=== غسل التوبة عن ارتكاب الصغيرة ===
وفي استحباب غسل التوبة عن ارتكاب الصغيرة خلاف بين الفقهاء،<ref>بحرالعلوم، مصابيح الاحكام، 1385ش، ج2، ص508.</ref>
وفي استحباب غسل التوبة عن ارتكاب الصغيرة خلاف بين الفقهاء،<ref>بحر العلوم، مصابيح الأحكام، 1385هـ ش، ج2، ص508.</ref>
فقال [[السيد محمد مهدي بحر العلوم]] (وفاة 1212 هـ) إن أكثر الفقهاء ذهبوا إلى استحباب غسل التوبة عن الصغيرة،<ref>بحرالعلوم، مصابيح الاحكام، 1385ش، ج2، ص508.</ref>
فقال [[السيد محمد مهدي بحر العلوم]] (وفاة 1212 هـ) إن أكثر الفقهاء ذهبوا إلى استحباب غسل التوبة عن الصغيرة،<ref>بحر العلوم، مصابيح الأحكام، 1385هـ ش، ج2، ص508.</ref>
واعتقد جماعة أخرى من الفقهاء كـ[[الشيخ المفيد]] (وفاة 413 هـ) و[[أبو الصلاح الحلبي|أبي الصلاح الحلبي]] (وفاة 447 هـ) أن استحباب غسل التوبة يختص بالكبائر.<ref>شيخ مفيد، المقنعه، 1410ق، ج1، ص51؛ ابوالصلاح حلبي، الكافي في الفقه، مكتبة الإمام أميرالمؤمنين، ص135؛ ابن‌زهره، غنية النزوع، 1417ق، ج1، ص62.</ref>
واعتقد جماعة أخرى من الفقهاء كـ[[الشيخ المفيد]] (وفاة 413 هـ) و[[أبو الصلاح الحلبي|أبي الصلاح الحلبي]] (وفاة 447 هـ) أن استحباب غسل التوبة يختص بالكبائر.<ref>الشيخ المفيد، المقنعة، 1410 هـ، ج1، ص51؛ ابو الصلاح الحلبي، الكافي في الفقه، ص135؛ ابن زهرة، غنية النزوع، 1417 هـ، ج1، ص62.</ref>


== فلسفته ==
== فلسفته ==
يرى [[السيد كاظم اليزدي]] صاحب كتاب [[العروة الوثقى (كتاب)|العروة الوثقى]] إن فلسفة غسل التوبة هي كمال التوبة أو سرعة قبولها.<ref>طباطبايي يزدي، العروة الوثقي، 1419ق، ج2، ص156 و 157.</ref>
يرى [[السيد كاظم اليزدي]] صاحب كتاب [[العروة الوثقى (كتاب)|العروة الوثقى]] إن فلسفة غسل التوبة هي كمال التوبة أو سرعة قبولها.<ref>الطباطبايي اليزدي، العروة الوثقى، 1419هـ، ج2، ص156 و 157.</ref>


وذهب السيد محمد مهدي بحر العلوم، من [[مراجع تقليد]] الشيعة في القرن الثالث عشر الهجري أن الوجه في تشريع هذا الغسل هو «التفؤّل للطهارة المعنوية الحاصلة بالتوبة بالاغتسال الذي هو تطهير الظاهر».<ref>بحرالعلوم، مصابيح الاحكام، 1385ش، ج2، ص518.</ref>
وذهب السيد محمد مهدي بحر العلوم، من [[مراجع تقليد]] الشيعة في القرن الثالث عشر الهجري أن الوجه في تشريع هذا الغسل هو «التفؤّل للطهارة المعنوية الحاصلة بالتوبة بالاغتسال الذي هو تطهير الظاهر».<ref>بحر العلوم، مصابيح الأحكام، 1385هـ ش، ج2، ص518.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
سطر ٦٥: سطر ٦٥:
{{أحكام الطهارة}}
{{أحكام الطهارة}}


[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
[[Category:أغسال مستحبة]]
مستخدم مجهول