مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام»
←دوره في غزوات النبي(ص)
imported>Ahmadnazem |
imported>Ahmadnazem |
||
سطر ١١٦: | سطر ١١٦: | ||
== دوره في غزوات النبي(ص) == | == دوره في غزوات النبي(ص) == | ||
{{أهم أحداث حياة الإمام علي (ع)}} | {{أهم أحداث حياة الإمام علي (ع)}} | ||
كان لأمير المؤمنين {{عليه السلام}} دور بارز في جميع الوقائع والحروب التي حصلت في عصر [[النبي الأكرم]]{{صل}} وقد أكّد المؤرخون اشتراكه في جميع [[الغزوات]] و [[السرايا]] إلّا في [[تبوك]] حيث لم يشترك فيها.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 24.</ref> ومن هنا كان | كان لأمير المؤمنين {{عليه السلام}} دور بارز في جميع الوقائع والحروب التي حصلت في عصر [[النبي الأكرم]]{{صل}} وقد أكّد المؤرخون اشتراكه في جميع [[الغزوات]] و [[السرايا]] إلّا في [[تبوك]] حيث لم يشترك فيها.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 24.</ref> ومن هنا كان يعدّ القائد العسكري الثاني والشخصية المتميزة بعد رسول الله. | ||
'''معركة بدر الكبرى''' | '''معركة بدر الكبرى''' | ||
سطر ١٣٢: | سطر ١٣٢: | ||
{{مفصلة|معركة أحد}} | {{مفصلة|معركة أحد}} | ||
ومن المعروف في هذه المعركة أنّ كفّة القتال في بداية المعركة كانت لصالح المسلمين إلاّ أنّها مالت لصالح المشركين بعد التفاف [[خالد بن الوليد]] من خلف الجبل وعلى أثرها انهزم المسلمون، ولم يبق منهم مع النبي{{صل}} إلاّ علي وحمزة و [[أبي دجانة]] و ثلّة قليلة من المسلمين تصدّوا للمشكرين بكلّ بسالة وشجاعة، وكان علي {{عليه السلام}}– كما عهدناه في معركة بدر- الرجل الأول في المعركة، الأمر الذي أقرّ به الكثير من المؤرخين حيث أثبتوا أنه: لمَّا قَتَلَ علي بن أبي طالب | ومن المعروف في هذه المعركة أنّ كفّة القتال في بداية المعركة كانت لصالح المسلمين إلاّ أنّها مالت لصالح المشركين بعد التفاف [[خالد بن الوليد]] من خلف الجبل وعلى أثرها انهزم المسلمون، ولم يبق منهم مع النبي{{صل}} إلاّ علي وحمزة و [[أبي دجانة]] و ثلّة قليلة من المسلمين تصدّوا للمشكرين بكلّ بسالة وشجاعة، وكان علي {{عليه السلام}}– كما عهدناه في معركة بدر- الرجل الأول في المعركة، الأمر الذي أقرّ به الكثير من المؤرخين حيث أثبتوا أنه: لمَّا قَتَلَ علي بن أبي طالب أصحابَ الألوية، أبصر رسولُ الله جماعة من مشركي [[قريش]]، فقال لِعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرَّق جمعهم، وقتل عمرو بن عبدالله الجمحي، ثمَّ أبصر رسولُ الله{{صل}} جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرَّق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي. | ||
فقال جبريل: يارسول الله إنّ هذه المواساة، فقال رسول الله | فقال جبريل: يارسول الله إنّ هذه المواساة، فقال رسول الله: «إنَّه منِّي وأنا منه»، فقال جبريل: وأنا منكما فسمعوا صوتاً يقول: | ||
لا سيف إلاّ ذو الفقار *** ولا فتى إلاَّ علي.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 107.</ref> | لا سيف إلاّ ذو الفقار *** ولا فتى إلاَّ علي.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 107.</ref> | ||
سطر ١٤٢: | سطر ١٤٢: | ||
من الأمور التي ابتكرها المسلمون في هذه المعركة حفر الخندق حول [[المدينة]] للحيلولة بينها وبين جيش المشركين والذي تم بإشارة من [[سلمان الفارسي]].<ref>ابنهشام، السيرة النبوية، ج 3، ص 235 .</ref> | من الأمور التي ابتكرها المسلمون في هذه المعركة حفر الخندق حول [[المدينة]] للحيلولة بينها وبين جيش المشركين والذي تم بإشارة من [[سلمان الفارسي]].<ref>ابنهشام، السيرة النبوية، ج 3، ص 235 .</ref> | ||
ولمّا أتم المسلمون حفر الخندق وصلت جيوش المشركين وإذا بها تجد بينها وبين المسلمين حاجزاً لا يمكن اجتيازه إلاّ بشقّ الأنفس، وأقاموا على هذه الحال- الرشق بالنبل والحجارة- عدَّة أيام دون قتال. فلما كان اليوم الخامس خرج [[عمرو بن عبد ود|عمرو بن عبد ودٍّ العامري]]- ونفر من المشركين، واقتحموا الخندق من مكان ضيِّق، وأخذ عمرو يصول ويجول، ويدعو إلى المبارزة، فقام عليٌّ {{عليه السلام}} وطلب من [[النبي (ص)]] الإذن بمارزته، فأذن له{{صل}} وبعد جولة من القتال صرعه الإمام | ولمّا أتم المسلمون حفر الخندق وصلت جيوش المشركين وإذا بها تجد بينها وبين المسلمين حاجزاً لا يمكن اجتيازه إلاّ بشقّ الأنفس، وأقاموا على هذه الحال- الرشق بالنبل والحجارة- عدَّة أيام دون قتال. فلما كان اليوم الخامس خرج [[عمرو بن عبد ود|عمرو بن عبد ودٍّ العامري]]- ونفر من المشركين، واقتحموا الخندق من مكان ضيِّق، وأخذ عمرو يصول ويجول، ويدعو إلى المبارزة، فقام عليٌّ {{عليه السلام}} وطلب من [[النبي (ص)]] الإذن بمارزته، فأذن له{{صل}} وبعد جولة من القتال صرعه الإمام إلى الأرض وقتله.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 574 -573 .</ref> وكان الوسام الذي حظي به في هذه المعركة أنّه بعدما رجع من قتل عمرو بن عبد ود قال رسول الله{{صل}}: "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين".<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 20، ص 216.</ref> | ||
'''معركة خيبر''' | '''معركة خيبر''' | ||
{{مفصلة|معركة خيبر}} | {{مفصلة|معركة خيبر}} | ||
في [[جمادى الأولى]] من [[السنة السابعة للهجرة]] أصدر النبي{{صل}} أوامره بالتوجه نحو حصون [[اليهود]]<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 328.</ref> وبعد أن حاصر جيش المسلمين تلك القلاع بعث | في [[جمادى الأولى]] من [[السنة السابعة للهجرة]] أصدر النبي{{صل}} أوامره بالتوجه نحو حصون [[اليهود]]<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 328.</ref> وبعد أن حاصر جيش المسلمين تلك القلاع بعث النبي [[أبا بكر]] برايته إلى بعض الحصون فرجع ولم يك فتح، ثم بعث في الغد [[عمر بن الخطاب]] ولم يك فتح، فقال رسول الله{{صل}}: "لأعطين الراية رجلاّ يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فقال: ادعوا لي علياً و دفع الراية إليه ففتح الله عليه".<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج 15، ص 178-179.</ref> | ||
قال [[الشيخ المفيد]]: فمضى أمير المؤمنين {{عليه السلام}} بالراية حتى أتى الحصن وقد خرج مرحب وعليه مغفر و حجر يتعرض للحرب فبرز له علي | قال [[الشيخ المفيد]]: فمضى أمير المؤمنين {{عليه السلام}} بالراية حتى أتى الحصن وقد خرج مرحب وعليه مغفر و حجر يتعرض للحرب فبرز له علي. وعن هذه الواقعة يقول {{عليه السلام}}: اختلفنا ضربتين فبدرته وضربته فقددت الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع السيف في أضراسه فخر صريعاً. ويقول أيضا: لما عالجت باب خيبر جعلته مجنا – أي درعاً- لي فقاتلتهم به.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 590.</ref> | ||
'''فتح مكة''' | '''فتح مكة''' | ||
{{مفصلة|فتح مكة}} | {{مفصلة|فتح مكة|واقعة كسر الأصنام}} | ||
كان الفتح في شهر [[رمضان]]، [[السنة الثامنة للهجرة|سنة ثمان من مهاجر]] [[رسول الله]]{{صل}}، وكان | كان الفتح في شهر [[رمضان]]، [[السنة الثامنة للهجرة|سنة ثمان من مهاجر]] [[رسول الله]]{{صل}}، وكان قد جهّز جيشه وأكد رغبته في التكتيم على هذا الأمر لمداهمة [[قريش]] في [[مكة]] قبل أن تتجهز لحرب، وكانت الراية مع [[سعد بن عبادة]] فأخذها منه وأعطاها لأمير المؤمنين{{عليه السلام}}. يقول الحلبي: وبعد فتح مكة انطلق رسول الله{{صل}} بعلي ليلاً حتى أتى [[الكعبة]] لتحطيم الأصنام قائلاً: اصعد على منكبي واهدم الصنم، فصعد فوق ظهر الكعبة وعند صعوده كرم الله وجهه قال له{{صل}}: ألق صنمهم الأكبر وكان من نحاس وقيل من قوراير - أي: زجاج - فألقى الأصنام، ولم يبق إلاّ صنم خزاعة موتداً بأوتاد من الحديد، فقال رسول الله{{صل}}: عالجه، فعالجه، وهو يقول: إيه إيه جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً، فلم يزل يعالجه حتى استمكن منه فقذفه فتكسّر.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 30.</ref> | ||
'''معركة حنين''' | '''معركة حنين''' | ||
{{مفصلة|غزوة حنين}} | {{مفصلة|غزوة حنين}} | ||
وقعت المعركة في [[السنة الثامنة للهجرة]]، وكان سبب الواقعة أنه لمّا فتح [[الله]] على [[رسول الله|رسوله]]{{صل}} [[مكة]] مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض فاشفقوا- أي: خافوا أن يغزوهم رسول الله | وقعت المعركة في [[السنة الثامنة للهجرة]]، وكان سبب الواقعة أنه لمّا فتح [[الله]] على [[رسول الله|رسوله]]{{صل}} [[مكة]] مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض فاشفقوا- أي: خافوا أن يغزوهم رسول الله -وقالوا: قد فرغ لنا فلاناهية- أي: لا مانع له دوننا- والرأي أن نغزوه فحشدوا وبغوا....<ref>الواقدي، المغازي، ج 3، ص 885 .</ref> و كان لعلي {{عليه السلام}} الدور المحوري في هذه المعركة أيضا وكما يقول الواقدي: ووضع{{صل}} الألوية والرايات في أهلها، مع [[المهاجرين]] لواء يحمله عليّ<ref>الواقدي، المغازي، ج 3، ص 902 - 904 .</ref> والتحمت المعركة التحاماً مروّعاً، ندرت فيها الرؤوس، وهوت الفوارس، وطاحت الأيدي، فقال النبي: الآن حمي الوطيس، وعليٌّ {{عليه السلام}} بين يديه يذود الكتائب، ويزلزل الفرسان حتى قتل أربعين فارساً من القوم، فشلت حركتهم...<ref>راجع: الإمام علي عليه السلام سيرته وقيادته.</ref> | ||
'''معركة تبوك''' | '''معركة تبوك''' | ||
{{مفصلة|غزوة تبوك}} | {{مفصلة|غزوة تبوك}} | ||
وهي المعركة الوحيدة التي لم يشترك فيها أمير المؤمنين {{عليه السلام}} بسبب استخلاف [[النبي (ص)]] إياه على [[المدينة]]، وقد أشار [[الشيخ المفيد]] إلى هذه القضية في [[الإرشاد]] قائلاً: ولما أراد النبي {{صل}} الخروج استخلف أميرالمؤمنين | وهي المعركة الوحيدة التي لم يشترك فيها أمير المؤمنين {{عليه السلام}} بسبب استخلاف [[النبي (ص)]] إياه على [[المدينة]]، وقد أشار [[الشيخ المفيد]] إلى هذه القضية في [[الإرشاد]] قائلاً: ولما أراد النبي {{صل}} الخروج استخلف أميرالمؤمنين في أهله وولده وأزواجهه ومهاجره، وقال له: يا علي إنّ [[المدينة]] لاتصلح إلاّ بي أو بك، وذلك إنه عليه وآله السلام علم من خبث نيّات الأعراب وكثير من أهل [[مكة]] ومن حولها ممن غزاهم وسفك دمآئهم، فاشفق أن يطلبوا [[المدينة]] عند نأيه عنها... وأن أهل [[النفاق]] لما علموا باستخلاف رسول الله{{صل}}علياً {{عليه السلام}} على المدينة [[الحسد|حسدوه]] لذلك، فأرجفوا به وقالوا: لم يستخلفه رسول الله إكراماً له وإجلالاً ومودة، وإنّما خلفه استثقالا، فلمّا بلغ أمير المؤمنين {{عليه السلام}} إرجاف [[النفاق|المنافقين]] به أراد [[الكذب|تكذيبهم]] وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبي فقال: يا رسول الله إن المنافقين يزعمون أنّك خلفتني استثقالاّ ومقتاّ؟ فقال له النبي{{صل}}: ارجع يا أخي إلى مكانك فإنّ المدينة لاتصلح إلا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي، أما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لانبي بعدي.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 156؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 163.</ref> | ||
==أدلة إمامته== | ==أدلة إمامته== |