الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وليد الكعبة»

وليد الكعبة، هو علي بن أبي طالب (ع) [[الإمام الأول]] من [[أئمة الشيعة]]<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 349؛ المفيد، الارشاد، ج 1، ص 5.</ref> وقد ذكر الكثير من مصادر [[الشيعة]] و<nowiki/>[[أهل السنة]] ولادته داخل [[الكعبة]]، فنقلها [[العلامة الأميني]] عن 16 مصدرا سنيا و 50 مصدرا شيعيا،<ref>الأميني، الغدير، ج 6، ص 37-43.</ref> كما سمّي 41 شاعرا -‌بدءً من القرن الثاني حتي القرن الرابع عشر- تطرقوا لها في أشعارهم.<ref>الأميني، الغدير، ج 6، ص 44-51.</ref>

ومن علماء أهل السنة الذين ذكروا ولادة الإمام علي داخل الكعبة يمكن الإشارة إلی [[سبط بن الجوزي]]،<ref>سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 20.</ref> و<nowiki/>[[ابن صباغ المالكي]]،<ref>ابن صباغ المالكي، الفصول المهمة، ج 1، ص 171.</ref> و علي بن برهان الدين الحلبي.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج 1، ص 226.</ref> وقال في المستدرك علي الصحيحين<ref>الحاكم النيشابوري، المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 483.</ref> و<nowiki/>[[كفاية الطالب في مناقب علي بن ابي‌طالب (كتاب)|كفاية الطالب]]<ref>الگنجي الشافعي، كفاية‌ الطالب، ص 707.</ref> أن هذه الرواية [[التواتر|متواترة]].

* روي [[الصدوق]] (ت 381 هـ) في كتابَيه [[الأمالي (الصدوق)|الأمالي]] و [[معاني الأخبار]] نقلا عن يزيد بن قعنب: كنت جالسا مع [[العباس بن عبد المطلب]] بإزاء [[بيت الله الحرام]]، إذ أقبلت [[فاطمة بنت أسد]] وكانت حاملا، وقد أخذها الطلق، فقالت: رَبِّي إِنِّي [[الإيمان|مُؤْمِنَةٌ]] بِكَ وَ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ مِنْ [[الأنبياء|رُسُلٍ]] وَ كُتُبٍ وَ إِنِّي مُصَدِّقَةٌ بِكَلَامِ جَدِّي [[إبراهيم (ع)|إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ]]... فَبِحَقِّ الَّذِي بَنَى هَذَا الْبَيْتَ وَ بِحَقِّ الْمَوْلُودِ الَّذِي فِي بَطْنِي لَمَّا يَسَّرْتَ عَلَيَّ وِلَادَتِي، قال يزيد بن قعنب فرأينا البيت قد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة والتَزَق الحائط، فأردنا أن نفتح قفل الباب فلم ينفتح، وبعد أربعة أيام خرجت فاطمة وبيدها ولدها.<ref>الصدوق، الأمالي، ص 132- 133؛ الصدوق، معاني الأخبار، ص 62.</ref>

* روي [[ابن المغازلي]] (ت 483 هـ) في كتابه [[مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ابن المغازلي)|المناقب]] نقلا عن [[الإمام السجاد (ع)]] أن [[رسول الله (ص)]] وجد [[أبا طالب]] حزينا، فسأله عن سببه، فقال أبو طالب إنّ فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض، فجاء النبي (ص) بها إلى [[الكعبة]]، فأجلسها في الكعبة، ثمّ قال: اجلسي على اسم اللّه‏، فولدت غلاما، فسمّاه أبو طالب علياً، ثم حمله النبي (ص) إلي بيتها.<ref>ابن المغازلي، مناقب الامام علي بن أبي‌ طالب، ص 58-59؛ ابن حاتم الشامي، الدر النظيم، ص 225.</ref>

* روي [[الحسن بن علي الطبري]] (حيّ في 701 هـ) في كتابه [[تحفة الأبرار]] أن فاطمة بنت أسد كانت [[آل أبي أراكة|تطوف]] بالبيت، فضربها الطلق، فلم تُطِق العودة إلى بيتها، فلجأت إلى الكعبة، فانفتح لها باب الكعبة، فدخلت فيها و انغلق الباب وأقامت في الكعبة ثلاثا.<ref>الطبري، تحفة الأبرار، ص 169.</ref>

عدّ [[الشيخ المفيد]] ولادة [[الإمام علي]] (ع) داخل الكعبة من الفضائل التي اختصه الله بها، حيث لم يولد قبله و لا بعده مولود في‏ الكعبة.<ref>المفيد، الارشاد، ج 1، ص 5.</ref> ورغم هذا ذكر بعض مصادر [[أهل السنة]] أن حكيم بن حزام من [[الصحابة|أصحاب النبي (ص)]] ولد هو أيضاً في الكعبة،<ref>القرشي الأسدي، جمهرة نسب قريش و أخبارها، ص 353.</ref> ويعتقد بعض علماء [[الشيعة]] [[جعفر مرتضي العاملي|كجعفر مرتضي العاملي]] أن هذه الرواية وضعت بداعي إنكار [[فضائل الإمام علي (ع)]] وقد وضعها آل [[الزبير بن العوام]] بسبب ولائهم لابن عمهم، حيث أن نسب حكيم بن حزام و الزبيريين ينتهي إلي أسد بن عبد العزي،<ref>التستري، قاموس الرجال، ج 3، ص 387؛ مرتضي العاملي، الصحيح من سيرة النبي، ج 2، ص 161.</ref> وإضافة إلي ذلك، يرد علي هذه الرواية بعض الإشكالات منها:

#هذه الرواية [[الحديث المرسل|مرسلة]]، حيث أن راويها مصعب بن عثمان وُلد بعد هذه الواقعة بأعوام ولايمكن أن يرويها بلا واسطة.<ref>التستري، قاموس الرجال، ج 3، ص 387؛ مرتضي العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 2، ص 160.</ref>

*الأميني، عبد الحسين، الغدير في الكتاب و السنة و الأدب، قم، مركز الغدير، 1416 هـ.

*الحاكم النيشابوري، محمد بن عبدالله، المستدرك علي الصحيحين، بيروت، دار الفكر، 1422 هـ.

*الحسني، السيد نبيل، المولود في بيت الله الحرام، علي بن أبي‌طالب أم حكيم بن حزام، كربلاء، العتبة الحسينية المقدسة، قسم الشئون الفكرية و الثقافية، 1433 هـ.

*الطبري، محمد بن علي بن رستم، بشارة المرتضي لشيعة المرتضي، التحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، مؤسسة النشر الاسلامي، 1420 هـ.

*القرشي الأسدي المكي، الزبير بن بكار، جمهرة نسب قريش و أخبارها، التحقيق: محمود محمد الشاكر، مطبعة المدني، 1381 هـ.

*مرتضي العاملي، السيد جعفر، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، قم، دار الحديث، 1426 هـ.

*المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب و معادن الجوهر، التحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، 1409 هـ.

*المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، 1414 هـ.