مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النواب الأربعة»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alkazale |
imported>Alsaffi لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''النواب الأربعة''' هم السفراء الذين مثّلوا الواسطة بين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] (عج) وبين [[الشيعة]] إبّان [[الغيبة الصغرى]] وكانوا من وجوه الطائفة وأصحاب [[الأئمة الاثني عشر|الأئمة]] المعروفين والمعتمد عليهم، وقد تسنّموا [[النيابة الخاصة]] عن الإمام (عج) واحداً تلو الآخر، وكانوا على اتصال مع سائر وكلاء الإمام في شتّى بقاع العالم الاسلامي يحملون إليهم رسائله وتوصياته المعروفة في الوسط الشيعي بـ[[توقيعات الإمام المهدي|التوقيعات]]. | '''النواب الأربعة''' هم [[السفراء الأربعة|السفراء]] الذين مثّلوا الواسطة بين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] (عج) وبين [[الشيعة]] إبّان [[الغيبة الصغرى]] وكانوا من وجوه الطائفة وأصحاب [[الأئمة الاثني عشر|الأئمة]] المعروفين والمعتمد عليهم، وقد تسنّموا [[النيابة الخاصة]] عن الإمام (عج) واحداً تلو الآخر، وكانوا على اتصال مع سائر وكلاء الإمام في شتّى بقاع العالم الاسلامي يحملون إليهم رسائله وتوصياته المعروفة في الوسط الشيعي بـ[[توقيعات الإمام المهدي|التوقيعات]]. | ||
==حركة النواب الأربعة== | ==حركة النواب الأربعة== | ||
مرّت غيبة الإمام المهدي {{عج}} بمرحلتين عرفت الأولى منهما | مرّت [[غيبة الإمام المهدي (عج)|غيبة الإمام المهدي {{عج}}]] بمرحلتين عرفت الأولى منهما بــ[[الغيبة الصغرى]] والثانية بــ[[الغيبة الكبرى]]، وإنما سمّيت الأولى بالصغرى لوجهين: محدودية زمن هذه الغيبة وطبيعة نوع التواصل مع [[الشيعة]]. | ||
أما من الناحية الزمنية فقد استغرقت ما يقرب من سبعين عاماً، ومن ناحية التواصل مع الشيعة لم تكن العلاقة منقطعة عن الجميع بل كان السفراء والنواب الأربعة يمثلون الواسطة بينه {{عج}} وبين شيعته، فكان {{عج}} يعالج مشاكل الشيعة من خلال هذه الواسطة وعلى جميع المستويات المالية والعقائدية و[[الفقه|الفقهية]]. | أما من الناحية الزمنية فقد استغرقت ما يقرب من سبعين عاماً، ومن ناحية التواصل مع الشيعة لم تكن العلاقة منقطعة عن الجميع بل كان السفراء والنواب الأربعة يمثلون الواسطة بينه {{عج}} وبين شيعته، فكان {{عج}} يعالج مشاكل الشيعة من خلال هذه الواسطة وعلى جميع المستويات المالية والعقائدية و[[الفقه|الفقهية]]. | ||
سطر ١٠: | سطر ١٠: | ||
والجدير بالذكر هنا، أن الظروف الموضوعية لم تقتض غيبة [[الإمام المهدي|الإمام]] {{عج}} واختفائه عن الانظار فقط، بل امتد ذلك إلى النواب حيث كانوا يتحركون بسرية وحذر شديدين كي لا يقعوا تحت رقابة السلطة، وإن كان ابتعاد [[الشيعة]] [[الإمامية]] في ذلك الوقت عن الخوض في الثورات والتحركات التي تهدد السلطة، جعل السلطة لا تشعر بخطورة وجودهم مما جعلهم بعيدين- الى حد ما- عن مرصد الدولة وجواسيسها مما سهّل للنواب إدارة شؤون [[الشيعة]]. | والجدير بالذكر هنا، أن الظروف الموضوعية لم تقتض غيبة [[الإمام المهدي|الإمام]] {{عج}} واختفائه عن الانظار فقط، بل امتد ذلك إلى النواب حيث كانوا يتحركون بسرية وحذر شديدين كي لا يقعوا تحت رقابة السلطة، وإن كان ابتعاد [[الشيعة]] [[الإمامية]] في ذلك الوقت عن الخوض في الثورات والتحركات التي تهدد السلطة، جعل السلطة لا تشعر بخطورة وجودهم مما جعلهم بعيدين- الى حد ما- عن مرصد الدولة وجواسيسها مما سهّل للنواب إدارة شؤون [[الشيعة]]. | ||
ونتيجة لذلك تمكن [[الشيعة]] من المحافظة على كيانهم في مركز الخلافة [[بني العباس|العباسية]] كأقلية معترف بها فارضين وجودهم على الحكومة العباسية والخطوط الإفراطية [[أهل السنة|السنيّة]] في بغداد التي كانت تمثل مركز [[الشيعة]] آنذاك.<ref>جباري، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمة عليهم السلام، ج 1، ص 66.</ref> | ونتيجة لذلك تمكن [[الشيعة]] من المحافظة على كيانهم في مركز الخلافة [[بني العباس|العباسية]] كأقلية معترف بها فارضين وجودهم على الحكومة العباسية والخطوط الإفراطية [[أهل السنة|السنيّة]] في [[بغداد]] التي كانت تمثل مركز [[الشيعة]] آنذاك.<ref>جباري، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمة عليهم السلام، ج 1، ص 66.</ref> | ||
'''سياسات النواب الخاصة''' | '''سياسات النواب الخاصة''' | ||
سطر ٢٧: | سطر ٢٧: | ||
===محمد بن عثمان العمري=== | ===محمد بن عثمان العمري=== | ||
{{مفصلة|محمد بن عثمان بن سعيد العمري}} | {{مفصلة|محمد بن عثمان بن سعيد العمري}} | ||
النائب الثاني من النواب الأربعة للإمام المهدي {{عج}} [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|محمد بن عثمان]]، وكان وكيلا [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}}، فلما مضى والده السفير الأوّل قام مقام أبيه بنص من أبي محمد {{ع}}، ونصّ أبوه [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان]] عليه أيضا، بأمرٍ من [[الإمام المهدي|الإمام القائم]] {{عج}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص | النائب الثاني من النواب الأربعة للإمام المهدي {{عج}} [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|محمد بن عثمان]]، وكان وكيلا [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}}، فلما مضى والده السفير الأوّل قام مقام أبيه بنص من أبي محمد {{ع}}، ونصّ أبوه [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان]] عليه أيضا، بأمرٍ من [[الإمام المهدي|الإمام القائم]] {{عج}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 219.</ref>، وكان كوالده من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام العسكري]] {{ع}} المعتمدين لديه، كما يكشف لنا ذلك النّص المروي عن [[الإمام العسكري]] {{ع}} ،وهو أنّه {{ع}} قال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».<ref>الشيخ الطوسي، الغيبة، ص 219.</ref> وقد استغرقت نيابته أربعين سنة من عمر [[الغيبة الصغرى]] بدأها سنة 265 هـ. | ||
===الحسين بن روح=== | ===الحسين بن روح=== | ||
{{مفصلة|الحسين بن روح النوبختي}} | {{مفصلة|الحسين بن روح النوبختي}} | ||
[[االحسين بن روح النوبختي]] النائب الثالث من النواب الأربعة للإمام المهدي{{عج}} والمعتمدين لدى النائب الثاني [[محمد بن عثمان العمري]] والمقربين لديه في بغداد.<ref>الشيخ الطوسي، الغيبة، ص 223.</ref>، وكان [[محمد بن عثمان العمري|محمد بن عثمان]] قد مهّد من قبل ذلك لنيابته من خلال إرجاع [[الشيعة]] إليه، وفي الأيام الاخيرة من عمره أفصح عن تنصيبه بأمر من [[الإمام المهدي]] {{عج}} نائباً خاصاً له {{عج}} فكانت [[الشيعة]] ترجع اليه كما كانت ترجع الى من سبقه من النواب الخاصين، وقد استغرقت نيابته إحدى وعشرين سنة بدأها سنة 305 هـ.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 224 ـــــ 226.</ref>، و يُعدّ النوبختي من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن العسكري]] {{ع}}. | [[االحسين بن روح النوبختي]] النائب الثالث من النواب الأربعة للإمام المهدي{{عج}} والمعتمدين لدى النائب الثاني [[محمد بن عثمان العمري]] والمقربين لديه في [[بغداد]].<ref>الشيخ الطوسي، الغيبة، ص 223.</ref>، وكان [[محمد بن عثمان العمري|محمد بن عثمان]] قد مهّد من قبل ذلك لنيابته من خلال إرجاع [[الشيعة]] إليه، وفي الأيام الاخيرة من عمره أفصح عن تنصيبه بأمر من [[الإمام المهدي]] {{عج}} نائباً خاصاً له {{عج}} فكانت [[الشيعة]] ترجع اليه كما كانت ترجع الى من سبقه من النواب الخاصين، وقد استغرقت نيابته إحدى وعشرين سنة بدأها سنة 305 هـ.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 224 ـــــ 226.</ref>، و يُعدّ النوبختي من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن العسكري]] {{ع}}. | ||
ورُوِيَ أنّ أبا جعفر العمري- النائب الثاني- لمّا اشتدت حاله، اجتمع جماعة من وجوه [[الشيعة]] منهم [[أبو علي بن همام]]، و[[أبو عبد اللّه بن محمد الكاتب]]، و[[أبو عبد اللّه الباقطاني]]، و[[أبو سهل النوبختي|أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي]]، و[[أبو عبد اللّه بن الوجناء]]، وغيرهم من الوجوه والأكابر فدخلوا على أبي جعفر فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ | ورُوِيَ أنّ أبا جعفر العمري- النائب الثاني- لمّا اشتدت حاله، اجتمع جماعة من وجوه [[الشيعة]] منهم [[أبو علي بن همام]]، و[[أبو عبد اللّه بن محمد الكاتب]]، و[[أبو عبد اللّه الباقطاني]]، و[[أبو سهل النوبختي|أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي]]، و[[أبو عبد اللّه بن الوجناء]]، وغيرهم من الوجوه والأكابر فدخلوا على أبي جعفر فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ | ||
سطر ٤٣: | سطر ٤٣: | ||
==إطلالة على حركة النواب== | ==إطلالة على حركة النواب== | ||
لاشك أن حركة النواب الأربعة كانت تخضع لتوجيهات الإمام المهدي {{عج}} ومن هنا لابد من رصد حركتهم وفقا لما جاء في التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدسة، وان لم يصل لنا الكثير منها. | لاشك أن حركة النواب الأربعة كانت تخضع لتوجيهات الإمام المهدي {{عج}} ومن هنا لابد من رصد حركتهم وفقا لما جاء في [[التوقيعات]] الصادرة عن الناحية المقدسة، وان لم يصل لنا الكثير منها. | ||
ومن هنا يمكن تصنيف حركة النواب ضمن الفقرات التالية: | ومن هنا يمكن تصنيف حركة النواب ضمن الفقرات التالية: | ||
سطر ٤٩: | سطر ٤٩: | ||
===التصدّي للغلاة=== | ===التصدّي للغلاة=== | ||
الملاحظ من خلال رصد حركة [[الأئمة الاثني عشر|الأئمة]] {{هم}} أنهم كانوا يرصدون التشعّبات الفكرية في الجسد [[التشيع|الشيعي]] وعلى رأسها حركة [[الغلاة|الغلو]]، الذين تمكنوا في العقود الأخيرة من عمر الأئمة {{هم}} من النفوذ في الوسط الإمامي مستفدين من الدعم الذي قُدّم لهم من قِبَل شخصيات منسوبة الى [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] كـ[[جعفر بن علي الهادي]] المعروف بجعفر الكذّاب وحماية ودعم بعض الشخصيات السياسية [[الشيعة|الشيعية]]. | الملاحظ من خلال رصد حركة [[الأئمة الاثني عشر|الأئمة]] {{هم}} أنهم كانوا يرصدون التشعّبات الفكرية في الجسد [[التشيع|الشيعي]] وعلى رأسها حركة [[الغلاة|الغلو]]، الذين تمكنوا في العقود الأخيرة من عمر الأئمة {{هم}} من النفوذ في الوسط [[الإمامي]] مستفدين من الدعم الذي قُدّم لهم من قِبَل شخصيات منسوبة الى [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] كـ[[جعفر بن علي الهادي]] المعروف بجعفر الكذّاب وحماية ودعم بعض الشخصيات السياسية [[الشيعة|الشيعية]]. | ||
*ومن [[الغلاة|غلاة]] تلك الحقبة الزمنية [[محمد بن نصير]] مؤسس الفرقة [[النصيرية]] التي أظهرت الغلو في زمن [[الإمام الهادي عليه السلام|الإمام الهادي]] {{ع}} وما بعده، قال عنه [[الشيخ الطوسي]]: «كان محمد بن نصير النميري من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|أبي محمد الحسن بن علي]] {{عليهما السلام}}، فلما توفي أبو محمد {{ع}} ادّعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان، أنه صاحب إمام الزمان، وادّعى له البابية، وفضحه الله {{عز وجل}} بما ظهر منه من الإلحاد والجهل ولعنِ أبي جعفر محمد بن عثمان له وتبريه منه واحتجابه عنه»<ref>الطوسي، الغيبة، باب ذكر المذمومين الذين ادّعوا البابية، ص 398، رقم الحديث 369.</ref> وقال سعد بن عبد الله: « كان محمد بن نصير النميري يدّعي أنّه رسولٌ نبيٌ، وأنّ [[الإمام الهادي عليه السلام|علي بن محمد]] {{ع}} أرسله، وكان يقول بالتناسخ ويغلو في أبي الحسن {{ع}} ويقول فيه بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم ، وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضًا في أدبارهم...».<ref>الطوسي، الغيبة، باب ذكر المذمومين الذين ادّعوا البابية، ص 398، رقم الحديث 371.</ref> | *ومن [[الغلاة|غلاة]] تلك الحقبة الزمنية [[محمد بن نصير]] مؤسس الفرقة [[النصيرية]] التي أظهرت الغلو في زمن [[الإمام الهادي عليه السلام|الإمام الهادي]] {{ع}} وما بعده، قال عنه [[الشيخ الطوسي]]: «كان محمد بن نصير النميري من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|أبي محمد الحسن بن علي]] {{عليهما السلام}}، فلما توفي أبو محمد {{ع}} ادّعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان، أنه صاحب إمام الزمان، وادّعى له البابية، وفضحه الله {{عز وجل}} بما ظهر منه من الإلحاد والجهل ولعنِ أبي جعفر محمد بن عثمان له وتبريه منه واحتجابه عنه»<ref>الطوسي، الغيبة، باب ذكر المذمومين الذين ادّعوا البابية، ص 398، رقم الحديث 369.</ref> وقال سعد بن عبد الله: « كان محمد بن نصير النميري يدّعي أنّه رسولٌ نبيٌ، وأنّ [[الإمام الهادي عليه السلام|علي بن محمد]] {{ع}} أرسله، وكان يقول [[التناسخ|بالتناسخ]] ويغلو في أبي الحسن {{ع}} ويقول فيه بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم ، وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضًا في أدبارهم...».<ref>الطوسي، الغيبة، باب ذكر المذمومين الذين ادّعوا البابية، ص 398، رقم الحديث 371.</ref> | ||
*والمغالي الآخر [[محمد بن علي الشلمغاني]] الذي كان في بداية أمره من محدثي [[الإمامية]] ووكلاء [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] وله مؤلفات في ذلك. و قد تألّق نجمه عندما وثّقه [[الحسين بن روح]] لبني بسطام، فاستغلّ هذه التزكية، فراح يبث سمومه وانحرافاته العقائدية، وما ساعده على ذلك أنّ الظروف السياسية كانت ضد السفير [[الحسين بن روح]] الذي اختفى عن الأنظار، وكانت [[بغداد]] في تلك الفترة مسرحاً للمؤامرات والدسائس، فأعلن [[الشلمغاني]] في أوساط [[الشيعة]] أنه وكيل [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} وانتبه السفير الى تحركات الشلمغاني المشبوهة وبدأ تحذيراته من هذا المنحرف الذي استطاع أن يكسب الى جانبه الكثير من المؤيدين !، ثمّ بعد ذالك أعلن الشلمغاني أن اللاهوت قد حل فيه.. واتصل أبو علي بن همام أحد زعماء [[الشيعة]] بالسفير وهو في سجنه وأطلعه على بعض أفكار الشلمغاني الخطيرة.. فأعلن [[الحسين بن روح]] لعنه والبراءة منه.. ولكن الشلمغاني كان مكاراً فراح يبرر هذا اللعن بضده !. وفي أواخر سنة (312 ه) صدر توقيع من [[الإمام المهدي]] {{عج}} سلّمه [[الحسين بن روح]] وهو في سجنه إلى أبي علي بن همام وطلب منه تعميمه على عموم [[الشيعة]]...<ref>الطوسي، الغيبة، ص 248؛ كمال السيد، الشمس وراء السحاب، ص302- 303.</ref> | *والمغالي الآخر [[محمد بن علي الشلمغاني]] الذي كان في بداية أمره من محدثي [[الإمامية]] ووكلاء [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] وله مؤلفات في ذلك. و قد تألّق نجمه عندما وثّقه [[الحسين بن روح]] لبني بسطام، فاستغلّ هذه التزكية، فراح يبث سمومه وانحرافاته العقائدية، وما ساعده على ذلك أنّ الظروف السياسية كانت ضد السفير [[الحسين بن روح]] الذي اختفى عن الأنظار، وكانت [[بغداد]] في تلك الفترة مسرحاً للمؤامرات والدسائس، فأعلن [[الشلمغاني]] في أوساط [[الشيعة]] أنه وكيل [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} وانتبه السفير الى تحركات الشلمغاني المشبوهة وبدأ تحذيراته من هذا المنحرف الذي استطاع أن يكسب الى جانبه الكثير من المؤيدين !، ثمّ بعد ذالك أعلن الشلمغاني أن اللاهوت قد حل فيه.. واتصل أبو علي بن همام أحد زعماء [[الشيعة]] بالسفير وهو في سجنه وأطلعه على بعض أفكار الشلمغاني الخطيرة.. فأعلن [[الحسين بن روح]] لعنه والبراءة منه.. ولكن الشلمغاني كان مكاراً فراح يبرر هذا اللعن بضده !. وفي أواخر سنة (312 ه) صدر توقيع من [[الإمام المهدي]] {{عج}} سلّمه [[الحسين بن روح]] وهو في سجنه إلى أبي علي بن همام وطلب منه تعميمه على عموم [[الشيعة]]...<ref>الطوسي، الغيبة، ص 248؛ كمال السيد، الشمس وراء السحاب، ص302- 303.</ref> | ||
سطر ٥٩: | سطر ٥٩: | ||
من الأمور المهمة التي تكفّل بها النواب الأربعة رفع الشك وإزالة الريبة من النّفوس والرد على ما يثار من شبهات حول قضية [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} وقد تجلّت بوضوح في حياة النائبين الأوّل والثاني، وما بعدهما حتى نهاية [[الغيبة الصغرى]]. حيث كانت تثار تساؤلات متعددة في هذا المجال. | من الأمور المهمة التي تكفّل بها النواب الأربعة رفع الشك وإزالة الريبة من النّفوس والرد على ما يثار من شبهات حول قضية [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} وقد تجلّت بوضوح في حياة النائبين الأوّل والثاني، وما بعدهما حتى نهاية [[الغيبة الصغرى]]. حيث كانت تثار تساؤلات متعددة في هذا المجال. | ||
ومنها الجدل الذي أشار إليه [[الشيخ الطوسي]]، والذي أُثير حول وجود [[الإمام المهدي]] {{عج}} ، حيث قال: « تشاجر [[ابن أبي غانم القزويني]] وجماعة من [[الشيعة]] في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أن [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|أبا محمد]] {{ع}} مضى ولا خلف له، ثم إنهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية وأعلموه بما تشاجروا فيه فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلى آبائه السلام: « عافانا الله وإياكم من الضلالة والفتن ووهب لنا ولكم روح اليقين وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب إنّه أنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمورهم... ظننتم أن الله تعالى أبطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة ويظهر أمر الله سبحانه وهم كارهون وأن الماضي {{عليه السلام}} مضى سعيداً فقيداً على منهاج آبائه {{عليهم السلام}} حذو النعل بالنعل وفينا وصيته وعلمه ومن هو خلفه ومن هو يسد مسدّه لا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم....» مع الاشارة الى ضرورة الغيبة ولزوم استتار الإمام {{عج}} عن أعين الظالمين.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 173 ـــــ 174.</ref> | ومنها الجدل الذي أشار إليه [[الشيخ الطوسي]]، والذي أُثير حول وجود [[الإمام المهدي]] {{عج}} ، حيث قال: « تشاجر [[ابن أبي غانم القزويني]] وجماعة من [[الشيعة]] في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أن [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|أبا محمد]] {{ع}} مضى ولا خلف له، ثم إنهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية وأعلموه بما تشاجروا فيه فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلى آبائه السلام: « عافانا الله وإياكم من الضلالة والفتن ووهب لنا ولكم روح اليقين وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب إنّه أنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمورهم... ظننتم أن الله تعالى أبطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم [[يوم القيامة|الساعة]] ويظهر أمر [[الله سبحانه]] وهم كارهون وأن الماضي {{عليه السلام}} مضى سعيداً فقيداً على منهاج آبائه {{عليهم السلام}} حذو النعل بالنعل وفينا وصيته وعلمه ومن هو خلفه ومن هو يسد مسدّه لا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم....» مع الاشارة الى ضرورة الغيبة ولزوم استتار الإمام {{عج}} عن أعين الظالمين.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 173 ـــــ 174.</ref> | ||
وحينما ادّعى [[جعفر بن علي الهادي|جعفر]] خلافة أخيه [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|العسكري]] {{عليه السلام}} وأنّه الإمام من بعده خرج التوقيع بتفنيد ذلك مع ذكر ما يدل على بطلان مدعاه.<ref>الطوسي، ص 174 ـــ 176.</ref> | وحينما ادّعى [[جعفر بن علي الهادي|جعفر]] خلافة أخيه [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|العسكري]] {{عليه السلام}} وأنّه الإمام من بعده خرج التوقيع بتفنيد ذلك مع ذكر ما يدل على بطلان مدعاه.<ref>الطوسي، ص 174 ـــ 176.</ref> | ||
ومن تلك التوقعيات ما جاء في الإرشاد عن [[محمد بن إبراهيم بن مهزيار]]: « شكّكت عند مضي [[الإمام العسكري|أبي محمد الحسن بن علي]] {{عليهما السلام}}، واجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركبت السفينة معه مشيعا له، فوعك وعكا شديدا فقال: يا بني ردني فهو الموت وقال لي: اتق الله في هذا المال، وأوصى إلي ومات بعد ثلاثة أيام فقلت في نفسي: لم يكن أبي يوصي بشئ غير صحيح، أحمل هذا المال إلى [[العراق]] وأكتري دارًا على الشط ولا أخبر أحدا بشيء، فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيام [[الإمام العسكري|أبي محمد]] {{ع}} أنفذته، وإلاّ أنفقه في ملذاتي وشهواتي، فقدمت [[العراق]] واكتريت دارا على الشط، وبقيت أياما فإذا أنا برقعة مع رسول فيها: يا محمد معك كذا وكذا، حتى قصّ علي جميع ما معي، وذكر في جملته شيئا لم أحط به علما فسلمته إلى الرسول وبقيت أياما لا أرفع لي رأسا فاغتممت فخرج إلي: قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله ».<ref>الكليني، ج 1، ص 518.</ref> | ومن تلك [[التوقعيات]] ما جاء في الإرشاد عن [[محمد بن إبراهيم بن مهزيار]]: « شكّكت عند مضي [[الإمام العسكري|أبي محمد الحسن بن علي]] {{عليهما السلام}}، واجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركبت السفينة معه مشيعا له، فوعك وعكا شديدا فقال: يا بني ردني فهو الموت وقال لي: اتق الله في هذا المال، وأوصى إلي ومات بعد ثلاثة أيام فقلت في نفسي: لم يكن أبي يوصي بشئ غير صحيح، أحمل هذا المال إلى [[العراق]] وأكتري دارًا على الشط ولا أخبر أحدا بشيء، فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيام [[الإمام العسكري|أبي محمد]] {{ع}} أنفذته، وإلاّ أنفقه في ملذاتي وشهواتي، فقدمت [[العراق]] واكتريت دارا على الشط، وبقيت أياما فإذا أنا برقعة مع رسول فيها: يا محمد معك كذا وكذا، حتى قصّ علي جميع ما معي، وذكر في جملته شيئا لم أحط به علما فسلمته إلى الرسول وبقيت أياما لا أرفع لي رأسا فاغتممت فخرج إلي: قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله ».<ref>الكليني، ج 1، ص 518.</ref> | ||
وهناك توقيعات أخرى أزاح فيها [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} الريبة عن وجوده، مع الإجابة عن بعض المسائل [[الفقه|الفقهية]].<ref>الكليني، ج 1، ص 176.</ref> | وهناك توقيعات أخرى أزاح فيها [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} الريبة عن وجوده، مع الإجابة عن بعض المسائل [[الفقه|الفقهية]].<ref>الكليني، ج 1، ص 176.</ref> | ||
سطر ٧٩: | سطر ٧٩: | ||
مع ذلك بقي الطابع العام لعمل النواب الخاصين على عدم الافصاح عن مكان الإمام {{عج}}، ويشهد لذلك أنّه حينما سئل أبو سهل اسماعيل بن علي النوبختي عن سر اختيار الشيخ ابن روح للنيابة عن الإمام {{عج}} دونه، ذكر ما معناه أنّه يتمتع بقدرة انظباط وسرية لا نظير لها قال: « لو كان الحجة {{عليه السلام}} تحت ذيله، وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه، واعترف انه لا يحرز من نفسه مثل ذلك ».<ref>الشيخ الطوسي، ص 255.</ref> | مع ذلك بقي الطابع العام لعمل النواب الخاصين على عدم الافصاح عن مكان الإمام {{عج}}، ويشهد لذلك أنّه حينما سئل أبو سهل اسماعيل بن علي النوبختي عن سر اختيار الشيخ ابن روح للنيابة عن الإمام {{عج}} دونه، ذكر ما معناه أنّه يتمتع بقدرة انظباط وسرية لا نظير لها قال: « لو كان الحجة {{عليه السلام}} تحت ذيله، وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه، واعترف انه لا يحرز من نفسه مثل ذلك ».<ref>الشيخ الطوسي، ص 255.</ref> | ||
==النص المنقول لزيارتهم== | ==النص المنقول لزيارتهم== | ||
وأمّا صفة زيارتهم فهي كما ذكرها [[الطوسي|الطّوسي]] في التّهذيب، و [[ابن طاوس|السّيد ابن طاوُس]] في مصباح الزّائر، مسنداً الى أبي القاسم حُسين بن روح حيث قال في صفة زيارتهم: يسلّم على [[رسول الله]]{{صل}} وعلى [[أمير المؤمنين (ع)|أمير المؤمنين]]{{ع}} بعده وعلى [[خديجة الكبرى عليها السلام|خديجة الكبرى]] {{ع}}وعلى [[فاطمة الزهراء|فاطمة الزّهراء]]{{ع}} وعلى [[الإمام الحسن السبط|الحسن]] و [[الإمام الحسين (ع)|الحسين]] {{عليهما السلام}} وعلى [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الائمة]] {{عليهم السلام}} إلى [[صاحب الزمان|صاحب الزّمان]]{{عج}} ثمّ تقول: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فُلانَ بْنَ فُلان وتذكر اسم صاحب القبر واسم أبيه وتقول:اَشْهَدُ اَنَّكَ بابُ الْمَوْلى اَدَّيْتَ عَنْهُ وَاَدَّيْتَ اِلَيْهِ ما خالَفْتَهُ وَلا خالَفْتَ عَلَيْهِ، قُمْتَ خاصّاً وَانْصَرَفْتَ سابِقاً جِئْتُكَ عارِفاً بِالْحَقِّ الَّذي اَنْتَ عَلَيْهِ، واَنَّكَ ما خُنْتَ في التَّأدِيَةِ وَالسَّفارَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ باب ما اَوْسَعَكَ وَمِنْ سَفير ما آمَنَكَ وَمِنْ ثِقَة ما اَمْكَنَكَ، اَشْهَدُ اَنَّ اللهَ اخْتَصَّكَ بِنُورِهِ حَتّى عايَنْتَ الشَّخْصَ فَاَدَّيْتَ عَنْهُ وَاَدَّيْتَ اِلَيْهِ، ثمّ ترجع فتبتدئ بالسّلام على [[رسول الله]] {{صل}}الى [[صاحب الزمان|صاحِب الزّمان]] {{عج}} ثمّ تقول: جِئْتُكَ مُخْلِصاً بِتَوْحيدِ اللهِ وَمُوالاةِ اَوْلِيائِهِ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدآئِهِمْ وَمِنَ الّذينَ خالَفُوكَ يا حُجَّةَ الْمَوْلى وَبِكَ اِلَيْهِمْ تَوَجُّهي وَبِهِمْ اِلىَ اللهِ تَوَسُّلي. ثمّ تدعُووتسأل الله ما تُحِبّ تجب ان شاء الله تعالى. | وأمّا صفة زيارتهم فهي كما ذكرها [[الطوسي|الطّوسي]] في التّهذيب، و [[ابن طاوس|السّيد ابن طاوُس]] في مصباح الزّائر، مسنداً الى [[حسين بن روح|أبي القاسم حُسين بن روح]] حيث قال في صفة زيارتهم: يسلّم على [[رسول الله]]{{صل}} وعلى [[أمير المؤمنين (ع)|أمير المؤمنين]]{{ع}} بعده وعلى [[خديجة الكبرى عليها السلام|خديجة الكبرى]] {{ع}}وعلى [[فاطمة الزهراء|فاطمة الزّهراء]]{{ع}} وعلى [[الإمام الحسن السبط|الحسن]] و [[الإمام الحسين (ع)|الحسين]] {{عليهما السلام}} وعلى [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الائمة]] {{عليهم السلام}} إلى [[صاحب الزمان|صاحب الزّمان]]{{عج}} ثمّ تقول: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فُلانَ بْنَ فُلان وتذكر اسم صاحب القبر واسم أبيه وتقول:اَشْهَدُ اَنَّكَ بابُ الْمَوْلى اَدَّيْتَ عَنْهُ وَاَدَّيْتَ اِلَيْهِ ما خالَفْتَهُ وَلا خالَفْتَ عَلَيْهِ، قُمْتَ خاصّاً وَانْصَرَفْتَ سابِقاً جِئْتُكَ عارِفاً بِالْحَقِّ الَّذي اَنْتَ عَلَيْهِ، واَنَّكَ ما خُنْتَ في التَّأدِيَةِ وَالسَّفارَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ باب ما اَوْسَعَكَ وَمِنْ سَفير ما آمَنَكَ وَمِنْ ثِقَة ما اَمْكَنَكَ، اَشْهَدُ اَنَّ اللهَ اخْتَصَّكَ بِنُورِهِ حَتّى عايَنْتَ الشَّخْصَ فَاَدَّيْتَ عَنْهُ وَاَدَّيْتَ اِلَيْهِ، ثمّ ترجع فتبتدئ بالسّلام على [[رسول الله]] {{صل}}الى [[صاحب الزمان|صاحِب الزّمان]] {{عج}} ثمّ تقول: جِئْتُكَ مُخْلِصاً بِتَوْحيدِ اللهِ وَمُوالاةِ اَوْلِيائِهِ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدآئِهِمْ وَمِنَ الّذينَ خالَفُوكَ يا حُجَّةَ الْمَوْلى وَبِكَ اِلَيْهِمْ تَوَجُّهي وَبِهِمْ اِلىَ اللهِ تَوَسُّلي. ثمّ تدعُووتسأل الله ما تُحِبّ تجب ان شاء الله تعالى. | ||
==مصادر البحث== | ==مصادر البحث== |