مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النواب الأربعة»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Esmati ط (←الحسين بن روح) |
imported>Ali-aljammal لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''النواب الأربعة'''؛ هم السفراء الذين مثلوا الواسطة بين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] | '''النواب الأربعة'''؛ هم السفراء الذين مثلوا الواسطة بين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}} وبين [[الشيعة]] إبّان [[الغيبة الصغرى]] وكانوا من وجوه الشيعة واصحاب [[الأئمة الاثني عشر|الأئمة]] المعروفين والمعتمد عليهم، وقد تسنّموا النيابة الخاصة عن الإمام {{عج}} واحداً تلو الآخر، وكانوا على اتصال مع سائر وكلاء الإمام في شتّى بقاع العالم الاسلامي يحملون إليهم رسائله وتوصياته المعروفة في الوسط الشيعي بالتوقيعات.<ref>الصدر، تاريخ الغيبة، ج۱ص۶۱۲، جباري، سازمان وكالت ونقش آن در عصر ائمة عليهم السلام، ج۱، ص۶۶.</ref> | ||
==بدء حركة النواب الأربعة== | ==بدء حركة النواب الأربعة== | ||
مرّت غيبة الإمام المهدي | مرّت غيبة الإمام المهدي {{عج}} بمرحلتين عرفت الأولى منهما ب[[الغيبة الصغرى]] والثانية ب[[الغيبة الكبرى]]؛ وإنما سمّيت الأولى بالصغرى بلحاظين 1. محدودية زمن الغيبة؛ 2. نوع التواصل مع [[الشيعة]]. | ||
اما من الناحية الزمانية فقد استغرقت ما يقرب من سبعين عاماً، ومن ناحية التواصل مع الشيعة لم تكن العلاقة منقطعة عن الجميع بل كان السفراء والنواب الأربعة يمثلون الواسطة بينه | اما من الناحية الزمانية فقد استغرقت ما يقرب من سبعين عاماً، ومن ناحية التواصل مع الشيعة لم تكن العلاقة منقطعة عن الجميع بل كان السفراء والنواب الأربعة يمثلون الواسطة بينه {{عج}} وبين شيعته، فكان {{عج}} يعالج مشاكل الشيعة من خلال هذه الواسطة وعلى جميع المستويات المالية والعقائدية و[[الفقه|الفقهية]]. | ||
==الحركة السرّية للنواب== | ==الحركة السرّية للنواب== | ||
والجدير بالذكر هنا، أن الظروف الموضوعية لم تقتض غيبة الإمام ( | والجدير بالذكر هنا، أن الظروف الموضوعية لم تقتض غيبة الإمام ({{عج}} واختفائه عن الانظار فقط بل امتد ذلك الى النواب حيث كانوا يتحركون بسرية وحذر شديدين كي لا يقعوا تحت رقابة السلطة، وان كان ابتعاد الشيعة الإمامية في ذلك الوقت عن الخوض في الثورات والتحركات التي تهدد السلطة جعل السلطة لا تشعر بخطورة وجودهم مما جعلهم بعيدين- الى حد ما- عن مرصد الدولة وجواسيسها مما سهل للنواب أدارة شؤون الشيعة. | ||
ونتيجة ذلك تمكن الشيعة من المحافظة على كيانهم في مركز الخلافة [[بني العباس|العباسية]] كأقلية معترف بها فارضين وجودهم على الحكومة العباسية والخطوط الإفراطية [[أهل السنة|السنيّة]] في بغداد التي كانت تمثل مركز الشيعة آنذاك.<ref>جباري، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمة عليهم السلام، ج۱، ص۶۶.</ref> | ونتيجة ذلك تمكن الشيعة من المحافظة على كيانهم في مركز الخلافة [[بني العباس|العباسية]] كأقلية معترف بها فارضين وجودهم على الحكومة العباسية والخطوط الإفراطية [[أهل السنة|السنيّة]] في بغداد التي كانت تمثل مركز الشيعة آنذاك.<ref>جباري، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمة عليهم السلام، ج۱، ص۶۶.</ref> | ||
سطر ١٨: | سطر ١٨: | ||
==سياسات النواب الخاصة== | ==سياسات النواب الخاصة== | ||
اعتمد الشيعة عامّة والنواب الأربعة وبتوجيه من الأئمة | اعتمد الشيعة عامّة والنواب الأربعة وبتوجيه من الأئمة {{عج}} سياسة خاصة تقوم على اختراق دائرة السلطة العباسية الحاكمة من قبل بعض كبار الشيعة وتسنّم مناصب مرموقة فيه كالتصدّي لمنصب الوزارة.<ref>الطوسي، الغيبة، ص۱۰۹.</ref> | ||
==نبذة عن حياتهم== | ==نبذة عن حياتهم== | ||
نحاول هنا التعريف بالنواب الخاصين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]] | نحاول هنا التعريف بالنواب الخاصين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]] {{عج}} على انفراد مع الإشارة الى ما قام كل واحد منهم ممتثلاً لأمر الإمام {{عج}}. | ||
===عثمان بن سعيد العمري السمّان=== | ===عثمان بن سعيد العمري السمّان=== | ||
{{مفصلة|عثمان بن سعيد العمري}} | {{مفصلة|عثمان بن سعيد العمري}} | ||
عثمان بن سعيد العمري أوّل النوّاب الخاصين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]] | عثمان بن سعيد العمري أوّل النوّاب الخاصين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]] {{عج}} والملقب بالسمّان، كان من كبار العلماء، ولكن [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام العسكري]] دفعه للاتجار بالسمن (الزيت) ليوجد من ذلك تغطية ظاهرية لدوره الهام في إيصال الأموال إلى الإمام {{عج}} بسرية كافية.. فباعتباره بيّاعاً للسمن كان يملأ بعض أجربة السمن بالأموال المتوفرة لديه من الحقوق الشرعية ثم يبعثها إلى بيت الإمام {{عج}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص۲۱۴.</ref> | ||
وقد اعتمد هذه السياسة من قبلُ ذلك بعض وكلاء الأئمة كمحمد القطان الذي كان يضع الحقوق الشرعية في طيات القماش والقطن ثم يوصلها الى الإمام | وقد اعتمد هذه السياسة من قبلُ ذلك بعض وكلاء الأئمة كمحمد القطان الذي كان يضع الحقوق الشرعية في طيات القماش والقطن ثم يوصلها الى الإمام {{عج}}.<ref>المجلسي؛ بحار الأنوار، ج ۵۱، ص۳۹۷.</ref> | ||
استغرقت نيابة [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان بن سعيد]] الخمس سنين الأولى من غيبة الإمام | استغرقت نيابة [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان بن سعيد]] الخمس سنين الأولى من غيبة الإمام {{عج}} التي بدأت سنة 260 هـ ق. | ||
===محمد بن عثمان بن سعيد العمري=== | ===محمد بن عثمان بن سعيد العمري=== | ||
{{مفصلة|محمد بن عثمان بن سعيد العمري}} | {{مفصلة|محمد بن عثمان بن سعيد العمري}} | ||
النائب الثاني من النواب الخاصين للإمام | النائب الثاني من النواب الخاصين للإمام {{عج}} محمد بن عثمان وكان وكيلا للإمام (عجل الله تعالى فرجه) فلما مضى والده السفير الأوّل قام مقام أبيه بنص من أبي محمد (عليه السلام) عليه ونصّ أبوه عثمان عليه بأمر القائم {{عج}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص۲۱۹.</ref> وكان كوالده من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام العسكري]] (عليه السلام) المعتمدين لديه، كما يكشف لنا ذلك النصر المروي عن الإمام العسكري (عليه السلام) أنه قال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».<ref>الشيخ الطوسي، الغيبة، ص۲۱۹.</ref> وقد استغرقت نيابتة أربعين سنة من عمر [[الغيبة الصغرى]] بدأها سنة 265 ق. | ||
===الحسين بن روح=== | ===الحسين بن روح=== | ||
{{مفصلة|آل نوبخت|الحسين بن روح النوبختي}} | {{مفصلة|آل نوبخت|الحسين بن روح النوبختي}} | ||
أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي النائب الثالث من النواب الخاصين للإمام | أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي النائب الثالث من النواب الخاصين للإمام {{عج}} والمعتمدين لدى النائب الثاني محمد بن عثمان العمر والمقربين لديه في بغداد.<ref>الشيخ الطوسي، الغيبة، ص۲۲۳.</ref> وكان محمد بن عثمان قد مهّد من قبل ذلك لنيابته من خلال إرجاع [[الشيعة]] اليه، وفي الأيام الاخيرة من عمره أفصح عن نصبه بأمر من الإمام {{عج}} نائباً خاصاً له {{عج}} فكانت الشيعة ترجع اليه كما كانت ترجع الى من سبقه من النواب الخاصين، استغرقت نيابته إحدى وعشرين سنة بدأها سنة 305 هـ ق.<ref>الطوسي، الغيبة، صص۲۲۴- ۲۲۶.</ref> يعدّ النوبختي من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن العسكري]] (عليه السلام). وروي أن ابا جعفر العمري- النائب الثاني- لمّا اشتدت حاله، اجتمع جماعة من وجوه الشيعة منهم [[أبو علي بن همام]]، و[[أبو عبد اللّه بن محمد الكاتب]]، و[[أبو عبد اللّه الباقطاني]]، و[[أبو سهل النوبختي|أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي]]، و[[أبو عبد اللّه بن الوجناء]]، وغيرهم من الوجوه والأكابر فدخلوا على أبي جعفر فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ | ||
فقال لهم: «هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر، والوكيل، والثقة الامين، فارجعوا اليه في أموركم وعولواعليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت».<ref>الطوسي، الغيبة، صص۲۲۶- ۲۲۷.</ref> | فقال لهم: «هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر، والوكيل، والثقة الامين، فارجعوا اليه في أموركم وعولواعليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت».<ref>الطوسي، الغيبة، صص۲۲۶- ۲۲۷.</ref> | ||
سطر ٤٥: | سطر ٤٥: | ||
===أبو الحسن علي بن محمد السَمُري=== | ===أبو الحسن علي بن محمد السَمُري=== | ||
{{مفصلة|علي بن محمد السمري}} | {{مفصلة|علي بن محمد السمري}} | ||
النائب الرابع من النواب الخاصين للإمام | النائب الرابع من النواب الخاصين للإمام {{عج}} والذي افصح عن تنصيبة السفير الثالث [[الحسين بن روح النوبختي]] بأمر من الإمام {{عج}} واستمرت نيابته ثلاث سنين انتهت بانتهاء [[الغيبة الصغرى]] سنة 329 ق. | ||
==إطلالة على حركة النواب== | ==إطلالة على حركة النواب== | ||
لاشك أن حركة النواب الأربعة كانت تخضع لتوجيهات الإمام | لاشك أن حركة النواب الأربعة كانت تخضع لتوجيهات الإمام {{عج}} وتدور في فلك ارشاداته {{عج}} ومن هنا لابد من رصد حركتهم وفقا لما جاء في التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدسة؛ وان لم يصل لنا– ولشديد الأسف- الكثير منها. | ||
ومن هنا يمكن تصنيف حركة النواب ضمن الفقرات التالية: | ومن هنا يمكن تصنيف حركة النواب ضمن الفقرات التالية: | ||
سطر ٦٣: | سطر ٦٣: | ||
والمغالي الآخر [[محمد بن علي الشلمغاني]] الذي كان في بداية أمره من محدثي الإمامية ووكلاء الأئمة وله مؤلفات في ذلك. وتألق نجمه عندما وثقه الشيخ الحسين بن روح لبني بسطام، وقد استغل هذه التزكية فراح يبث سمومه وانحرافاته العقائدية، وما ساعده على ذلك إن الظروف السياسية كانت ضد السفير الحسين بن روح الذي اختفى عن الأنظار، وكانت [[بغداد]] في تلك الفترة مسرحاً للمؤامرات والدسائس. | والمغالي الآخر [[محمد بن علي الشلمغاني]] الذي كان في بداية أمره من محدثي الإمامية ووكلاء الأئمة وله مؤلفات في ذلك. وتألق نجمه عندما وثقه الشيخ الحسين بن روح لبني بسطام، وقد استغل هذه التزكية فراح يبث سمومه وانحرافاته العقائدية، وما ساعده على ذلك إن الظروف السياسية كانت ضد السفير الحسين بن روح الذي اختفى عن الأنظار، وكانت [[بغداد]] في تلك الفترة مسرحاً للمؤامرات والدسائس. | ||
أعلن [[الشلمغاني]] في أوساط [[الشيعة]] أنه وكيل [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] | أعلن [[الشلمغاني]] في أوساط [[الشيعة]] أنه وكيل [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] {{عج}}) وانتبه السفير الى تحركات الشلمغاني المشبوهة وبدأ تحذيراته من هذا المنحرف الذي استطاع أن يكسب الى جانبه كثيراً من المؤيدين!. | ||
وأعلن الشلمغاني أن اللاهوت قد حل فيه.. واتصل أبو علي بن همام أحد زعماء الشيعة بالسفير وهو في سجنه وأطلعه على بعض أفكار الشلمغاني الخطيرة .. فأعلن الحسين بن روح لعنه والبراءة منه .. ولكن الشلمغاني كان مكاراً فراح يبرر هذا اللعن بضده!. | وأعلن الشلمغاني أن اللاهوت قد حل فيه.. واتصل أبو علي بن همام أحد زعماء الشيعة بالسفير وهو في سجنه وأطلعه على بعض أفكار الشلمغاني الخطيرة .. فأعلن الحسين بن روح لعنه والبراءة منه .. ولكن الشلمغاني كان مكاراً فراح يبرر هذا اللعن بضده!. |