انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التحكيم»

أُضيف ٤ بايت ،  ٣ نوفمبر ٢٠٢١
imported>Rezvani
ط (پیوند میان ویکی در ویکی داده و حذف آن از مبدا ویرایش)
imported>Mahdi1382
سطر ٤٦: سطر ٤٦:
فأقبلا إلى الناس وهم مجتمعون، فتكلم أبو موسى، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن رأيي ورأي عمرو قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح الله به شأن هذه الأمة. فقال عمرو: صدق. ثم قال له: تقدّم يا أبا موسى، فتكلم. فقام ليتكلم، فدعاه ابن عباس، فقال له: ويحك! والله إنّي لأظنه خدعك إن كنتما قد اتفقتما على أمر، فقدمه قبلك ليتكلم به، ثم تكلم أنت بعده؛ فإنه رجل غدار، ولا آمن أن يكون قد أعطاك الرضا فيما بينك وبينه، فإذا قمت قمت به في الناس خالفك! وكان أبو موسى رجلاً مغفلاً فقال: إيها عنك إنا قد اتفقنا.<ref>راجع: ابن أبي ‎‏الحديد، شرح نهج البلاغة: ج2، ص255.</ref>
فأقبلا إلى الناس وهم مجتمعون، فتكلم أبو موسى، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن رأيي ورأي عمرو قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح الله به شأن هذه الأمة. فقال عمرو: صدق. ثم قال له: تقدّم يا أبا موسى، فتكلم. فقام ليتكلم، فدعاه ابن عباس، فقال له: ويحك! والله إنّي لأظنه خدعك إن كنتما قد اتفقتما على أمر، فقدمه قبلك ليتكلم به، ثم تكلم أنت بعده؛ فإنه رجل غدار، ولا آمن أن يكون قد أعطاك الرضا فيما بينك وبينه، فإذا قمت قمت به في الناس خالفك! وكان أبو موسى رجلاً مغفلاً فقال: إيها عنك إنا قد اتفقنا.<ref>راجع: ابن أبي ‎‏الحديد، شرح نهج البلاغة: ج2، ص255.</ref>


فتقدم أبو موسى فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنّا قد نظرنا في أمر هذه الأمة، فلم نر شيئاً هو أصلح لأمرها ولم شعثها من ألاّ تتباين أمورها، وقد أجمع رأيي ورأي صاحبي على خلع علي {{ع}} ومعاوية، وأن يستقبل هذا الأمر، فيكون شورى بين المسلمين يولون أمورهم من أحبوا، وإني قد خلعت عليّاً ومعاوية <ref>راجع: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ص256.</ref> فاستقبلوا أموركم وولوا من رأيتموه لهذا الأمر أهلا ثم تنحى. فقام عمرو بن العاص في مقامه، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إنّ هذا قد قال ما سمعتم، وخلع صاحبه، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية في الخلافة؛ فإنّه ولي [[عثمان]] والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه. فقال له أبو موسى ما لك لا وفقك الله ـ قد غدرت، و فجرت: «واِنَّما مَثَلُك مَثَلُ الكَلبِ إن تَحمِل عَليهِ يلهَث أو تَترُكهُ يلهَث»،<ref>الأعراف: 176.</ref> فقال له عمرو: «اِنَّما مَثَلُكَ مَثَلُ الحِمارِ يحمِل اَسفاراً».<ref>راجع: الجمعة: 5.</ref>
فتقدم أبو موسى فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنّا قد نظرنا في أمر هذه الأمة، فلم نر شيئاً هو أصلح لأمرها ولَمّ شعثها من ألاّ تتباين أمورها، وقد أجمع رأيي ورأي صاحبي على خلع علي {{ع}} ومعاوية، وأن يستقبل هذا الأمر، فيكون شورى بين المسلمين يولون أمورهم من أحبوا، وإني قد خلعت عليّاً ومعاوية <ref>راجع: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ص256.</ref> فاستقبلوا أموركم وولوا من رأيتموه لهذا الأمر أهلا ثم تنحى. فقام عمرو بن العاص في مقامه، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إنّ هذا قد قال ما سمعتم، وخلع صاحبه، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية في الخلافة؛ فإنّه ولي [[عثمان]] والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه. فقال له أبو موسى ما لك لا وفقك الله ـ قد غدرت، و فجرت: «واِنَّما مَثَلُك مَثَلُ الكَلبِ إن تَحمِل عَليهِ يلهَث أو تَترُكهُ يلهَث»،<ref>الأعراف: 176.</ref> فقال له عمرو: «اِنَّما مَثَلُكَ مَثَلُ الحِمارِ يحمِل اَسفاراً».<ref>راجع: الجمعة: 5.</ref>


والتمس أصحاب علي {{ع}} أبا موسى، فركب ناقته، ولحق بمكة، وكان ابن عباس يقول: قبح الله أبا موسى! لقد حذّرته، وهديته إلى الرأي فما عقل. وكان أبو موسى يقول: لقد حذّرني ابن عباس غدرة الفاسق، ولكني اطمأننت إليه، وظننت أنّه لا يؤثر شيئاً على نصيحة الأمة.<ref>ابن أبي ‏الحديد، شرح نهج البلاغة: ج2، ص256.</ref>
والتمس أصحاب علي {{ع}} أبا موسى، فركب ناقته، ولحق بمكة، وكان ابن عباس يقول: قبح الله أبا موسى! لقد حذّرته، وهديته إلى الرأي فما عقل. وكان أبو موسى يقول: لقد حذّرني ابن عباس غدرة الفاسق، ولكني اطمأننت إليه، وظننت أنّه لا يؤثر شيئاً على نصيحة الأمة.<ref>ابن أبي ‏الحديد، شرح نهج البلاغة: ج2، ص256.</ref>
مستخدم مجهول