مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة التغابن»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Rezvani ط (پیوند میان ویکی و حذف از مبدا ویرایش) |
imported>Odai78 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
|الحروف=1091 | |الحروف=1091 | ||
}} | }} | ||
'''سورة التغابن'''، هي [[السورة]] الرابعة والستون ضمن الجزء الثامن والعشرين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المدنية]]، واسمها مأخوذ من [[الآية]] التاسعة فيها، ويوم التغابن بمعنى [[يوم القيامة]]، حيثُ تُغبَن فيه جماعة وتفوز فيه جماعة أخرى، وتتحدث عن [[التوحيد|توحيد الله]] و[[صفات الله|صفاته]]، وطاعة [[الرسول (ص)]]، كما تتحدث عن [[المعاد]]، وتحثُّ الناس على ملاحظة أعمالهم الظاهرية والباطنية. | '''سورة التغابن'''، هي [[السورة]] الرابعة والستون ضمن الجزء الثامن والعشرين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المدنية]]، واسمها مأخوذ من [[الآية]] التاسعة فيها، ويوم التغابن بمعنى [[يوم القيامة]]، حيثُ تُغبَن فيه جماعة وتفوز فيه جماعة أخرى، وتتحدث عن [[التوحيد|توحيد الله]] {{و}}[[صفات الله|صفاته]]، وطاعة [[الرسول (ص)|الني]] {{ص}}، كما تتحدث عن [[المعاد]]، وتحثُّ الناس على ملاحظة أعمالهم الظاهرية والباطنية. | ||
ومن [[الآيات|آياتها]] المشهورة قوله تعالى: {{قرآن|'''إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ'''}} حيثُ ذكر المفسرون: إنّ كل ما شَغَفت به النفس، فهو فتنة، سواء كان مالاً، أو ولداً، أو زوجةً، أو جاهاً، وقوله تعالى: {{قرآن|'''إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ'''}} تؤكد الآية على أهمية الإنفاق في سبيله، والحثُّ والترغيب عليه. | ومن [[الآيات|آياتها]] المشهورة قوله تعالى: {{قرآن|'''إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ'''}} حيثُ ذكر المفسرون: إنّ كل ما شَغَفت به النفس، فهو فتنة، سواء كان مالاً، أو ولداً، أو زوجةً، أو جاهاً، وقوله تعالى: {{قرآن|'''إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ'''}} تؤكد الآية على أهمية الإنفاق في سبيله، والحثُّ والترغيب عليه. | ||
ورد في فضل قراءتها [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما | ورد في فضل قراءتها [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما رُويَ عن [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}}: من قرأ سورة التغابن رُفعَ عنه [[موت]] الفجأة. | ||
==تسميتها وآياتها== | ==تسميتها وآياتها== | ||
سُميت [[السورة]] بالتغابن، لقوله تعالى في [[الآية]] التاسعة من هذه السورة المباركة: {{قرآن|يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}}، ويوم التغابن هو [[يوم القيامة]]،<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 142-152. </ref> وقيل التغابن: هو أخذ شر وترك خير، أو أخذ خير وترك شر، ف[[المؤمن]] ترك حظه من [[الدنيا]]، وأخذ حظه من [[الآخرة]]، فترك ما هو شرٌ له وأخذ ما هو خيرٌ له فكان غابناً، و[[الكافر]] ترك حظه من الآخرة، وأخذ حظه من الدنيا، فترك الخير وأخذ الشر، فكان مغبوناً، فيظهر في ذلك اليوم الغابن والمغبون،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 24.</ref> وقيل: غبنَ أهل [[الجنة]] أهل [[النار]].<ref> الألوسي، روح المعاني، ج 28، ص 441.</ref> | سُميت [[السورة]] بالتغابن، لقوله تعالى في [[الآية]] التاسعة من هذه السورة المباركة: {{قرآن|يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}}، ويوم التغابن هو [[يوم القيامة]]،<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 142-152. </ref> وقيل التغابن: هو أخذ شر وترك خير، أو أخذ خير وترك شر، ف[[المؤمن]] ترك حظه من [[الدنيا]]، وأخذ حظه من [[الآخرة]]، فترك ما هو شرٌ له وأخذ ما هو خيرٌ له فكان غابناً، {{و}}[[الكافر]] ترك حظه من الآخرة، وأخذ حظه من الدنيا، فترك الخير وأخذ الشر، فكان مغبوناً، فيظهر في ذلك اليوم الغابن والمغبون،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 24.</ref> وقيل: غبنَ أهل [[الجنة]] أهل [[النار]].<ref> الألوسي، روح المعاني، ج 28، ص 441.</ref> | ||
وآياتها (18)، تتألف من (242) كلمة في (1091) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من [[السور المفصلات]]، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،<ref>الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1256.</ref> ومن [[سور الممتحنات]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.</ref> | وآياتها (18)، تتألف من (242) كلمة في (1091) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من [[السور المفصلات]]، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،<ref>الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1256.</ref> ومن [[سور الممتحنات]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.</ref> | ||
سطر ٢٦: | سطر ٢٦: | ||
==ترتيب نزولها== | ==ترتيب نزولها== | ||
{{مفصلة| ترتيب سور القرآن}} | {{مفصلة| ترتيب سور القرآن}} | ||
سورة التغابن من [[السور المدنية]]،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 235.</ref> وقيل: [[السور المكية|مكية]]،<ref>الرازي، التفسير الكبير، ج 30، ص 19.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)]] بالتسلسل (110)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثامن والعشرين بالتسلسل (64) من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، علوم قرآن، ج 2، ص 168.</ref> | سورة التغابن من [[السور المدنية]]،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 235.</ref> وقيل: [[السور المكية|مكية]]،<ref>الرازي، التفسير الكبير، ج 30، ص 19.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}} بالتسلسل (110)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثامن والعشرين بالتسلسل (64) من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، علوم قرآن، ج 2، ص 168.</ref> | ||
==معاني مفرداتها== | ==معاني مفرداتها== | ||
سطر ٣٦: | سطر ٣٦: | ||
:'''(فِتْنَةٌ)''': امتحان وبلاء. | :'''(فِتْنَةٌ)''': امتحان وبلاء. | ||
:'''(يُوقَ)''': من الوقاية: وهي حفظ الشيء مما يؤذيه | :'''(يُوقَ)''': من الوقاية: وهي حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره. | ||
:'''(شُحَّ)''': [[البخل|بخل]] شديد، والمقصود من {{قرآن|يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ}}: من يكفّ بخلها وحرصها.<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 148-155.</ref> | :'''(شُحَّ)''': [[البخل|بخل]] شديد، والمقصود من {{قرآن|يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ}}: من يكفّ بخلها وحرصها.<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 148-155.</ref> | ||
سطر ٤٣: | سطر ٤٣: | ||
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام: | يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام: | ||
:'''الأول''': تتحدث عن [[التوحيد]]، و[[صفات الله|صفات]] وأفعال [[الله | :'''الأول''': تتحدث عن [[التوحيد]]، {{و}}[[صفات الله|صفات]] وأفعال [[الله]] تعالى. | ||
: '''الثاني''': حثُّ الناس على ملاحظة أعمالهم ظاهراً وباطناً، وأن لا يغفلوا عن مصير الأقوام السابقة. | : '''الثاني''': حثُّ الناس على ملاحظة أعمالهم ظاهراً وباطناً، وأن لا يغفلوا عن مصير الأقوام السابقة. | ||
:'''الثالث''': تتحدث عن [[المعاد]]، وأنّ [[يوم القيامة]] (يوم التغابن) تُغبَن فيه جماعة وتفوز فيه جماعة أُخرى. | :'''الثالث''': تتحدث عن [[المعاد]]، وأنّ [[يوم القيامة]] (يوم التغابن) تُغبَن فيه جماعة وتفوز فيه جماعة أُخرى. | ||
:'''الرابع''': تُبيّن الأمر بطاعة [[الرسول]]{{صل}} وتحكيم قواعد [[النبوة]]. | :'''الرابع''': تُبيّن الأمر بطاعة [[الرسول]] {{صل}} وتحكيم قواعد [[النبوة]]. | ||
:'''الخامس''': تُبيّن الأمر بالإنفاق في سبيل الله، والتحذير من الانخداع بالأموال والأولاد والزوجات، وكل ما يَصدُّ عنه سبحانه.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 239.</ref> | :'''الخامس''': تُبيّن الأمر بالإنفاق في سبيل الله، والتحذير من الانخداع بالأموال والأولاد والزوجات، وكل ما يَصدُّ عنه سبحانه.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 239.</ref> | ||
==آياتها المشهورة== | ==آياتها المشهورة== | ||
* قوله تعالى: {{قرآن|'''إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ'''}}،<ref>سورة التغابن: 15.</ref> ذكر المفسرون: إنّ كل ما شُغفتَ به، وصدك عما أنت مسؤول عنه دنيا وآخرة، فهو فتنة، مالاً كان، أو ولداً، أو زوجةً، أو جاهاً، وإنما خصّ سبحانه بذكر الأموال والأولاد؛ لأنها أعظم فتنة من غيرها، ومهما عظمت | * قوله تعالى: {{قرآن|'''إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ'''}}،<ref>سورة التغابن: 15.</ref> ذكر المفسرون: إنّ كل ما شُغفتَ به، وصدك عما أنت مسؤول عنه دنيا وآخرة، فهو فتنة، مالاً كان، أو ولداً، أو زوجةً، أو جاهاً، وإنما خصّ سبحانه بذكر الأموال والأولاد؛ لأنها أعظم فتنة من غيرها، ومهما عظمت ملذّات الدنيا، فإنّ الذي عند الله خيرٌ وأبقى. <ref>مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 344.</ref> | ||
* قوله تعالى: {{قرآن|'''إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ'''}}،<ref>سورة التغابن: 17.</ref> جاء في كتب [[التفسير]]: المراد من إقراض الله هو الإنفاق في سبيله، سمّاه الله إقراضاً له، وسمّى المال المُنفَق قرضاً حسناً، حثّاً وترغيباً لهم فيه، وجزاءُ هذا الإقراض هو الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 322.</ref> | * قوله تعالى: {{قرآن|'''إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ'''}}،<ref>سورة التغابن: 17.</ref> جاء في كتب [[التفسير]]: المراد من إقراض الله هو الإنفاق في سبيله، سمّاه الله إقراضاً له، وسمّى المال المُنفَق قرضاً حسناً، حثّاً وترغيباً لهم فيه، وجزاءُ هذا الإقراض هو الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 322.</ref> | ||
سطر ٥٧: | سطر ٥٧: | ||
وردت فضائل كثيرة في قراءة سورة التغابن، منها: | وردت فضائل كثيرة في قراءة سورة التغابن، منها: | ||
* عن [[النبي (ص)]]: «من قرأ سورة التغابن رُفعَ عنه [[موت]] الفجأة».<ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1649. | * عن [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}}: «من قرأ سورة التغابن رُفعَ عنه [[موت]] الفجأة».<ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1649.</ref> | ||
* عن [[الإمام الصادق]]{{ع}}: «من قرأ سورة التغابن في [[صلاة الفرائض|فريضته]] كانت [[الشفاعة|شفيعةً]] له [[يوم القيامة]]، وشاهد عدلٍ عند من يُجيز شهادتها، ثم لا تفارقه حتى يدخل [[الجنة]]».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 571.</ref> | * عن [[الإمام الصادق]] {{ع}}: «من قرأ سورة التغابن في [[صلاة الفرائض|فريضته]] كانت [[الشفاعة|شفيعةً]] له [[يوم القيامة]]، وشاهد عدلٍ عند من يُجيز شهادتها، ثم لا تفارقه حتى يدخل [[الجنة]]».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 571.</ref> | ||
وردت خواص لهذه السورة في بعض [[الروايات]]، منها: | وردت خواص لهذه السورة في بعض [[الروايات]]، منها: | ||
* عن [[النبي (ص)]]: «من قرأها ودخل على سلطان يخاف بأسه، كفاه الله شره».<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 307.</ref> | * عن [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}}: «من قرأها ودخل على سلطان يخاف بأسه، كفاه [[الله]] شره».<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 307.</ref> | ||
<br/> | <br/> | ||
سطر ١١٨: | سطر ١١٨: | ||
| توضیحات = | | توضیحات = | ||
}}</onlyinclude> | }}</onlyinclude> | ||
[[Category:سور مدنية]] | |||
[[Category:سور الجزء الثامن والعشرين]] | |||
[[Category:سور المفصل]] | |||
[[Category:سور مسبحات]] | |||
[[Category:سور ذات آيات مشهورة]] | |||
[[Category:سور ممتحنات]] | |||
[[Category:مقالات ذات أولوية ب]] | |||
[[تصنيف:سور مدنية]] | [[تصنيف:سور مدنية]] |