انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة القلم»

من ويكي شيعة
imported>Rezvani
ط پیوند میان ویکی و حذف از مبدا ویرایش
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
سطر ١٣: سطر ١٣:
|الحروف=1288
|الحروف=1288
}}
}}
'''سورة القلم'''، أو '''نون والقلم'''، هي [[السورة]] الثامنة والستون ضمن الجزء التاسع والعشرين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]، واسمها مأخوذ من أول آية فيها، وتتحدث عن عدّة مباحث، منها: عن إنذار وتهديد [[المشركين]]، والصفات السيئة لهم، كما تتحدث عن [[يوم القيامة]] وعذاب [[الكفار|الكفّار]] فيه، وعن قصة أصحاب [[الجنة]].
'''سورة القلم'''، أو '''نون والقلم'''، هي [[السورة]] الثامنة والستون ضمن الجزء التاسع والعشرين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]، واسمها مأخوذ من أول آية فيها، وتتحدث عن عدّة مباحث، منها: عن إنذار وتهديد [[المشركين]]، والصفات السيئة لهم، كما تتحدث عن [[يوم القيامة]] وعذاب [[الكفار|الكفّار]] فيه، وعن قصة أصحاب [[الجنة]].


ومن آياتها المشهورة قوله تعالى: {{قرآن|وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}} وفيها يصف الله تعالى [[النبي الأكرم|نبيه الأكرم]]{{صل}} بهذا الوصف الذي لم يصف به أحداً من رسله، إلا محمداً{{صل}}.  
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى: {{قرآن|وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}} وفيها يصف [[الله]] تعالى [[النبي الأكرم|نبيه الأكرم]] {{صل}} بهذا الوصف الذي لم يصف به أحداً من رسله، إلا محمداً {{صل}}.  


ورد في فضل قراءتها [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما رويَ عن [[الإمام الصادق]]{{ع}}: من قرأها في [[صلاة الفرائض|فرائضه]] أو [[النوافل اليومية|نوافله]] أمّنه الله أن يصيبه في حياته فقرٌ أبداً، وأعاذه من ضَمَّة [[القبر]].
ورد في فضل قراءتها [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما رُويَ عن [[الإمام الصادق]] {{ع}}: من قرأها في [[صلاة الفرائض|فرائضه]] أو [[النوافل اليومية|نوافله]] أمّنه الله أن يصيبه في حياته فقرٌ أبداً، وأعاذه من ضَمَّة [[القبر]].


==تسميتها وآياتها==
==تسميتها وآياتها==
سُميت السورة بالقلم، أو ('''نون'''، أو '''نون والقلم''')؛<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 61؛ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1671.</ref> على أول [[آية]] منها، واختُلِف في معنى ('''ن والقلم''')، فمنهم من قال: ('''نون''') هو اسم من أسماء السورة، مثل: ('''حــم''')، و('''ألــــم''')، و('''ص''')، و('''ق''')، ونحوها، ومنهم من قال: قد رويَ عن [[النبي (ص)]]: ('''نون''') لوح من نور، و('''القلم''') للكتابة،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 298.</ref> ومنهم من قال: ('''نون''') هو اسم لحوت، و('''القلم''') هو [[الملائكة]]،<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 29، ص 38.</ref> وقيل: ('''القلم''') هو [[العقل]]، وقيل: هو أول ما خلقه [[الله]]، فقال له أُكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.<ref>الرازي، التفسير الكبير، ج 30، ص 69.</ref> وآياتها (52)، تتألف من (301) كلمة في (1288) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من [[السور المفصلات]]، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،<ref>الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1258.</ref> ومن [[سور الممتحنات]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.</ref>
سُميت السورة بالقلم، أو ('''نون'''، أو '''نون والقلم''')؛<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 61؛ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1671.</ref> على أول [[آية]] منها، واختُلِف في معنى ('''ن والقلم''')، فمنهم من قال: ('''نون''') هو اسم من أسماء السورة، مثل: ('''حــم''')، و('''ألــــم''')، و('''ص''')، و('''ق''')، ونحوها، ومنهم من قال: قد رويَ عن [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}}: ('''نون''') لوح من نور، و('''القلم''') للكتابة،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 298.</ref> ومنهم من قال: ('''نون''') هو اسم لحوت، و('''القلم''') هو [[الملائكة]]،<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 29، ص 38.</ref> وقيل: ('''القلم''') هو [[العقل]]، وقيل: هو أول ما خلقه [[الله]]، فقال له أُكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.<ref>الرازي، التفسير الكبير، ج 30، ص 69.</ref> وآياتها (52)، تتألف من (301) كلمة في (1288) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من [[السور المفصلات]]، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،<ref>الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1258.</ref> ومن [[سور الممتحنات]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.</ref>


==ترتيب نزولها==
==ترتيب نزولها==
{{مفصلة| ترتيب سور القرآن}}
{{مفصلة| ترتيب سور القرآن}}
سورة القلم من [[السور المكية]]،<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 609. </ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)]] بالتسلسل (2)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء التاسع والعشرين بالتسلسل (68) من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.</ref>
سورة القلم من [[السور المكية]]،<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 609. </ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}} بالتسلسل (2)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء التاسع والعشرين بالتسلسل (68) من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.</ref>


==معاني مفرداتها==
==معاني مفرداتها==
سطر ٤٠: سطر ٤٠:
==محتواها==
==محتواها==
يمكن تلخّيص مباحث هذه السورة كما يلي:  
يمكن تلخّيص مباحث هذه السورة كما يلي:  
:'''الأول''':  تستعرض [[السورة]] لبعض الصفات الخاصة ل[[رسول الله]]{{صل}} وخصوصاً أخلاقه البارّة السامية الرفيعة.
:'''الأول''':  تستعرض [[السورة]] لبعض الصفات الخاصة ل[[رسول الله]] {{صل}} وخصوصاً أخلاقه البارّة السامية الرفيعة.
: '''الثاني''':  تتعرض بعض [[الآيات]] إلى قِسم من الصفات السيئة والأخلاق الذميمة لأعداء [[النبي (ص)]]..  
: '''الثاني''':  تتعرض بعض [[الآيات]] إلى قِسم من الصفات السيئة والأخلاق الذميمة لأعداء [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}}.  
:'''الثالث''':  تُبيّن قِسم من الآيات قصة أصحاب الجنة.
:'''الثالث''':  تُبيّن قِسم من الآيات قصة أصحاب الجنة.
:'''الرابع''': ذكرت بعض الآيات عدّة أمور حول [[القيامة]] والعذاب الأليم [[الكفار|للكفّار]] في ذلك اليوم.
:'''الرابع''': ذكرت بعض [[الآيات]] عدّة أمور حول [[القيامة]] والعذاب الأليم [[الكفار|للكفّار]] في ذلك اليوم.
:'''الخامس''': بعض الآيات تتحدث عن الانذارات والتهديدات [[المشركين|للمشركين]].<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 324.</ref>
:'''الخامس''': بعض الآيات تتحدث عن الانذارات والتهديدات [[المشركين|للمشركين]].<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 324.</ref>


==من آياتها المشهورة==
==من آياتها المشهورة==
[[ملف:انک علی خلق عظیم، سوره قلم آیه ۴ به خط امیرخانی.jpg|250px|تصغير|الآية الرابعة من سورة القلم]]
[[ملف:انک علی خلق عظیم، سوره قلم آیه ۴ به خط امیرخانی.jpg|250px|تصغير|الآية الرابعة من سورة القلم]]
* قوله تعالى: {{قرآن|وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}}،<ref>سورة القلم: 4.</ref> لم يصف [[الله|الله سبحانه]] أحداً من رسله بهذا الوصف إلا [[محمد (ص)|محمداً]]{{صل}}، ويتلخص معنى [[الآية]] في قول [[الرسول الأعظم]]{{صل}}: «أدبني ربي فأحسن تأديبي»، أي: أنّ الله قد اتجه بأخلاق محمد{{صل}} إلى نفس الهدف الذي خلقها الله من أجله.<ref>مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 387.</ref>
* قوله تعالى: {{قرآن|وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}}،<ref>سورة القلم: 4.</ref> لم يصف [[الله]] سبحانه أحداً من رسله بهذا الوصف إلا [[محمد (ص)|محمداً]] {{صل}}، ويتلخص معنى [[الآية]] في قول [[الرسول الأعظم]] {{صل}}: «أدبني ربي فأحسن تأديبي»، أي: أنّ الله قد اتجه بأخلاق محمد {{صل}} إلى نفس الهدف الذي خلقها الله من أجله.<ref>مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 387.</ref>
* قوله تعالى: {{قرآن|وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ}}،<ref>سورة القلم: 51-52.</ref> جاء في [[التفسیر|تفسیر]] هذه الآيات أقوال كثيرة، منها: إنها أرادت أن تظهر التناقض والتضاد لدى المعاندين؛ لأنهم يُعجَبون ويتأثرون كثيراً عند سماعهم الآيات القرآنية، بحيث يكادون أن يصيبوك بالعين ( لأنّ الإصابة بالعين تكون غالباً في الأمور التي تُثير الإعجاب كثيراً)، إلا أنهم في نفس الوقت يتهمونك بالجنون.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 405؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 355.  </ref> وورد في دواء إصابة العين أن يقرأ الإنسان هذه الآيات.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 74.</ref>
* قوله تعالى: {{قرآن|وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ}}،<ref>سورة القلم: 51-52.</ref> جاء في [[التفسیر|تفسیر]] هذه الآيات أقوال كثيرة، منها: إنها أرادت أن تظهر التناقض والتضاد لدى المعاندين؛ لأنهم يُعجَبون ويتأثرون كثيراً عند سماعهم الآيات القرآنية، بحيث يكادون أن يصيبوك بالعين ( لأنّ الإصابة بالعين تكون غالباً في الأمور التي تُثير الإعجاب كثيراً)، إلا أنهم في نفس الوقت يتهمونك بالجنون.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 405؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 355.  </ref> وورد في دواء إصابة العين أن يقرأ الإنسان هذه الآيات.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 74.</ref>


==قصة أصحاب الجنة==
==قصة أصحاب الجنة==
ذكر المفسرون في تفسير الآيات (17 -33): أنّ هناك شيخ وله جنة (قرية أو بستان) في [[اليمن]] يُقال لها صوان، بينها وبين [[صنعاء]] (اثنى عشر ميلاً)، وكان يُمسك منها قدر كفايته وكفاية أهله، و[[الصدقة|يتصدّق]] بالباقي، فلا يُدخِل إلى بيته ثمرة منها حتى يُعطي كل ذي حق حقه، فلما مات الشيخ ورثه بنوه الخمسة، فأثمرت جنتهم في تلك السنة التي مات فيها أبوهم حملاً لم يكن قد حملته قبل ذلك، فقالوا: نحن أحقّ بها لكثرة عيالنا، ولا يسعنا أن نفعل كما فعل أبونا، وعزموا على حرمان [[المسكين|المساكين]]، فحلفوا بالله ليصرموها (ليقطعوا ثمرها إذا دخلوا في وقت الصباح)، فابتلاهم الله تعالى بذلك الذنب وحال بينهم وبين ذلك الرزق.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 68؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 395.</ref>
ذكر المفسرون في تفسير الآيات (17 -33): أنّ هناك شيخ وله جنة (قرية أو بستان) في [[اليمن]] يُقال لها صوان، بينها وبين [[صنعاء]] (اثنى عشر ميلاً)، وكان يُمسك منها قدر كفايته وكفاية أهله، {{و}}[[الصدقة|يتصدّق]] بالباقي، فلا يُدخِل إلى بيته ثمرة منها حتى يُعطي كل ذي حق حقه، فلما مات الشيخ ورثه بنوه الخمسة، فأثمرت جنتهم في تلك السنة التي مات فيها أبوهم حملاً لم يكن قد حملته قبل ذلك، فقالوا: نحن أحقّ بها لكثرة عيالنا، ولا يسعنا أن نفعل كما فعل أبونا، وعزموا على حرمان [[المسكين|المساكين]]، فحلفوا بالله ليصرموها (ليقطعوا ثمرها إذا دخلوا في وقت الصباح)، فابتلاهم الله تعالى بذلك الذنب وحال بينهم وبين ذلك الرزق.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 68؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 395.</ref>


==فضيلتها وخواصها==
==فضيلتها وخواصها==
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
* عن [[النبي (ص)]]: «من قرأ سورة القلم أعطاه [[الله]] ثواب الذين حَسُن الله أخلاقهم».<ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1679. </ref>
* عن [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}}: «من قرأ سورة القلم أعطاه [[الله]] ثواب الذين حَسُن الله أخلاقهم».<ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1679.</ref>
* عن [[الإمام الصادق]]{{ع}}: «من قرأها في [[صلاة الفرائض|فرائضه]] أو [[النوافل اليومية|نوافله]] أمّنه الله أن يصيبه في حياته [[الفقير|فقرٌ]] أبداً، وأعاذه من [[ضغطة القبر (ضمة القبر)|ضَمَّة القبر]]».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 609.</ref>  
* عن [[الإمام الصادق]] {{ع}}: «من قرأها في [[صلاة الفرائض|فرائضه]] أو [[النوافل اليومية|نوافله]] أمّنه الله أن يصيبه في حياته [[الفقير|فقرٌ]] أبداً، وأعاذه من [[ضغطة القبر (ضمة القبر)|ضَمَّة القبر]]».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 609.</ref>  


وردت خواص كثيرة، منها:
وردت خواص كثيرة، منها:
* عن [[رسول الله]]{{صل}}: «إن كُتبت وعلّقت على الضرس المضروب، سَكَن ألمه من ساعته».<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 5.</ref>   
* عن [[رسول الله]] {{صل}}: «إن كُتبت وعلّقت على الضرس المضروب، سَكَن ألمه من ساعته».<ref>البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 5.</ref>   


<br/>
<br/>
سطر ١١٤: سطر ١١٤:
  | توضیحات =  
  | توضیحات =  
}}</onlyinclude>
}}</onlyinclude>
[[Category:سور مكية]]
[[Category:سور الجزء التاسع والعشرين]]
[[Category:سور المفصل]]
[[Category:سور ممتحنات]]
[[Category:سور ذات آيات مشهورة]]
[[Category:سور ذات قصص تاريخية]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ب]]
[[Category:سور مفتتحة بالحروف المقطعة]]


[[تصنيف:سور مكية]]
[[تصنيف:سور مكية]]

مراجعة ٢٠:٥٤، ٨ فبراير ٢٠٢٢

سورة القلم
سورة القلم
رقم السورة68
الجزء29
النزول
ترتیب النزول2
مكية/مدنيةمكية
الإحصاءات
عدد الآيات52
عدد الكلمات301
عدد الحروف1288


سورة القلم، أو نون والقلم، هي السورة الثامنة والستون ضمن الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من أول آية فيها، وتتحدث عن عدّة مباحث، منها: عن إنذار وتهديد المشركين، والصفات السيئة لهم، كما تتحدث عن يوم القيامة وعذاب الكفّار فيه، وعن قصة أصحاب الجنة.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ وفيها يصف الله تعالى نبيه الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم بهذا الوصف الذي لم يصف به أحداً من رسله، إلا محمداً صلی الله عليه وآله وسلم.

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رُويَ عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأها في فرائضه أو نوافله أمّنه الله أن يصيبه في حياته فقرٌ أبداً، وأعاذه من ضَمَّة القبر.

تسميتها وآياتها

سُميت السورة بالقلم، أو (نون، أو نون والقلم[١] على أول آية منها، واختُلِف في معنى (ن والقلم)، فمنهم من قال: (نون) هو اسم من أسماء السورة، مثل: (حــم)، و(ألــــم)، و(ص)، و(ق)، ونحوها، ومنهم من قال: قد رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: (نون) لوح من نور، و(القلم) للكتابة،[٢] ومنهم من قال: (نون) هو اسم لحوت، و(القلم) هو الملائكة،[٣] وقيل: (القلم) هو العقل، وقيل: هو أول ما خلقه الله، فقال له أُكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.[٤] وآياتها (52)، تتألف من (301) كلمة في (1288) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،[٥] ومن سور الممتحنات.[٦]

ترتيب نزولها

سورة القلم من السور المكية،[٧] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (2)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء التاسع والعشرين بالتسلسل (68) من سور القرآن.[٨]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الْقَلَمِ): الآلة التي يُكتب بها.
(تُدْهِنُ): المداهنة: المداراة والملاينة، وأصل اللفظ من الدهن.
(حَلاَّفٍ): كثير الحلف، والحلف: هو القَسَم واليمين.
(هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ): همّاز: طعّان عيّاب، ومشّاء: من المشي وهو الانتقال من مكان إلى آخر، ونَمِيم: النميمة: السعاية بين الناس بما يُفسد الودّ.
(عُتُلٍّ): العتل: الغليظ الجافي، السريع إلى الشر.
(زَنِيمٍ): الدَعيّ الذي لا يُعرف أبوه، أي: اللصيق.
(كَالصَّرِيمِ): كالليل المظلم، أو كالأرض السوداء.
(حَرْدٍ): حردٍ على وزن فردٍ، بمعنى: الممانعة التي تكون توأماً مع الشدّة والغضب.
(مَّغْرَمٍ): أي: غرامة مالية.[٩]

محتواها

يمكن تلخّيص مباحث هذه السورة كما يلي:

الأول: تستعرض السورة لبعض الصفات الخاصة لرسول الله صلی الله عليه وآله وسلم وخصوصاً أخلاقه البارّة السامية الرفيعة.
الثاني: تتعرض بعض الآيات إلى قِسم من الصفات السيئة والأخلاق الذميمة لأعداء النبي صلی الله عليه وآله وسلم.
الثالث: تُبيّن قِسم من الآيات قصة أصحاب الجنة.
الرابع: ذكرت بعض الآيات عدّة أمور حول القيامة والعذاب الأليم للكفّار في ذلك اليوم.
الخامس: بعض الآيات تتحدث عن الانذارات والتهديدات للمشركين.[١٠]

من آياتها المشهورة

الآية الرابعة من سورة القلم
  • قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ،[١١] لم يصف الله سبحانه أحداً من رسله بهذا الوصف إلا محمداً صلی الله عليه وآله وسلم، ويتلخص معنى الآية في قول الرسول الأعظم صلی الله عليه وآله وسلم: «أدبني ربي فأحسن تأديبي»، أي: أنّ الله قد اتجه بأخلاق محمد صلی الله عليه وآله وسلم إلى نفس الهدف الذي خلقها الله من أجله.[١٢]
  • قوله تعالى: ﴿وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ،[١٣] جاء في تفسیر هذه الآيات أقوال كثيرة، منها: إنها أرادت أن تظهر التناقض والتضاد لدى المعاندين؛ لأنهم يُعجَبون ويتأثرون كثيراً عند سماعهم الآيات القرآنية، بحيث يكادون أن يصيبوك بالعين ( لأنّ الإصابة بالعين تكون غالباً في الأمور التي تُثير الإعجاب كثيراً)، إلا أنهم في نفس الوقت يتهمونك بالجنون.[١٤] وورد في دواء إصابة العين أن يقرأ الإنسان هذه الآيات.[١٥]

قصة أصحاب الجنة

ذكر المفسرون في تفسير الآيات (17 -33): أنّ هناك شيخ وله جنة (قرية أو بستان) في اليمن يُقال لها صوان، بينها وبين صنعاء (اثنى عشر ميلاً)، وكان يُمسك منها قدر كفايته وكفاية أهله، ويتصدّق بالباقي، فلا يُدخِل إلى بيته ثمرة منها حتى يُعطي كل ذي حق حقه، فلما مات الشيخ ورثه بنوه الخمسة، فأثمرت جنتهم في تلك السنة التي مات فيها أبوهم حملاً لم يكن قد حملته قبل ذلك، فقالوا: نحن أحقّ بها لكثرة عيالنا، ولا يسعنا أن نفعل كما فعل أبونا، وعزموا على حرمان المساكين، فحلفوا بالله ليصرموها (ليقطعوا ثمرها إذا دخلوا في وقت الصباح)، فابتلاهم الله تعالى بذلك الذنب وحال بينهم وبين ذلك الرزق.[١٦]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: «إن كُتبت وعلّقت على الضرس المضروب، سَكَن ألمه من ساعته».[١٩]


قبلها
سورة الملك
سورة القلم

بعدها
سورة الحاقة

الهوامش

قالب:الهوامش

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، شهاب، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت - لبنان، مؤسسة الميرة، ط 1، 1430 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية


  1. الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 61؛ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1671.
  2. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 298.
  3. الألوسي، روح المعاني، ج 29، ص 38.
  4. الرازي، التفسير الكبير، ج 30، ص 69.
  5. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1258.
  6. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  7. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 609.
  8. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.
  9. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 253-278.
  10. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 324.
  11. سورة القلم: 4.
  12. مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 387.
  13. سورة القلم: 51-52.
  14. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 405؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 355.
  15. الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 74.
  16. الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 68؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 395.
  17. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1679.
  18. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 609.
  19. البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 5.