انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عمر بن الخطاب»

لا تغيير في الحجم ،  ٨ يوليو ٢٠١٨
imported>Saeedi
imported>Saeedi
سطر ٧٢: سطر ٧٢:
تولّى عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبي بكر وبوصيته في [[سنة 13 للهجرة]]، ونقل أنه هو أول من لقّب نفسه ب[[أمير المؤمنين]].<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1151.</ref> كانت تصرفات عمر مع الناس قاسية,<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 274.</ref> ولكنه رغم ذلك كان يعيش حياة بسيطة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 275 و279.</ref> وكان يرتزق بالتجارة<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 278.</ref> كارها التَرَف<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 277 و278 و280.</ref> والاستخدام الشخصي ل[[بيت المال]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 276.</ref> ومن هنا عَزل بعض عمّاله مرات عديدة أو وبّخهم، ومع ذلك كلّه لم يوبّخ [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] ولم يعزله بل لقّبه بكِسْرى العرب.<ref>الآبي، نثر الدر، ج 1، ص 119؛ الأندلسي، ج 1، ص 3. </ref>
تولّى عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبي بكر وبوصيته في [[سنة 13 للهجرة]]، ونقل أنه هو أول من لقّب نفسه ب[[أمير المؤمنين]].<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1151.</ref> كانت تصرفات عمر مع الناس قاسية,<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 274.</ref> ولكنه رغم ذلك كان يعيش حياة بسيطة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 275 و279.</ref> وكان يرتزق بالتجارة<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 278.</ref> كارها التَرَف<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 277 و278 و280.</ref> والاستخدام الشخصي ل[[بيت المال]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 276.</ref> ومن هنا عَزل بعض عمّاله مرات عديدة أو وبّخهم، ومع ذلك كلّه لم يوبّخ [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] ولم يعزله بل لقّبه بكِسْرى العرب.<ref>الآبي، نثر الدر، ج 1، ص 119؛ الأندلسي، ج 1، ص 3. </ref>


أسس الخليفة الثاني [[التقويم الهجري]] في [[سنة 16 للهجرة]] باقتراح من [[الإمام علي]]{{عليه السلام}}، حيث جعل [[الهجرة النبوية]] مبدأ للتاريخ.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 145؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 2، ص 111، وهناك حديث آخر من أن رسول الله {{صل}} بعد أن هاجر إلى المدينة جعل شهر ربيع الأول مبدأ للتاريخ، لاحظ: الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 2، ص 110.</ref> كما أسّس ديوان العطاء (=ديوان الأموال)،<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 1، ص 62؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 153.</ref> حيث عزمت الحكومة على تأسيس هذا العنوان بعد الحصول على أموال كما كان يفعل ملوك [[الشام]] في ذلك العصر، وكانت أسماء [[المسلمين]] في هذا الديوان، وكانوا يأخذون من الحكومة ما قررت لهم من العطاء.<ref>تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 154.</ref> وكان أول من مَصّر الأمصار منها [[الكوفة]]، و[[البصرة]]، و[[الجزيرة]]، و[[الشام]]، و[[مصر]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 280؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 382؛ الديار البكري، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، ج 2، ص 241.</ref> كما كان أول من وضع [[الخراج]] على الأراضي و[[الجزية]] على [[أهل الكتاب]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ص 280؛ الحر العاملي، إثبات الهداة، ج 3، ص 383.</ref> وعين المتولي لأمور [[القضاء]] في كلّ مدينة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ص 280؛
أسس الخليفة الثاني [[التقويم الهجري]] في [[سنة 16 للهجرة]] باقتراح من [[الإمام علي]]{{عليه السلام}}، حيث جعل [[الهجرة النبوية]] مبدأ للتاريخ.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 145؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 2، ص 111، وهناك حديث آخر من أن رسول الله {{صل}} بعد أن هاجر إلى المدينة جعل شهر ربيع الأول مبدأ للتاريخ، لاحظ: الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 2، ص 110.</ref> كما أسّس ديوان العطاء (=ديوان الأموال)،<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 1، ص 62؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 153.</ref> حيث عزمت الحكومة على تأسيس هذا العنوان بعد الحصول على أموال كما كان يفعل ملوك [[الشام]] في ذلك العصر، وكانت أسماء [[المسلمين]] في هذا الديوان، وكانوا يأخذون من الحكومة ما قررت لهم من العطاء.<ref>تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 154.</ref> وكان أول من مَصّر الأمصار منها [[الكوفة]]، و[[البصرة]]، و[[الجزيرة]]، و[[الشام]]، و[[مصر]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 280؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 382؛ الديار البكري، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، ج 2، ص 241.</ref> كما كان أول من وضع [[الخراج]] على الأراضي و[[الجزية]] على [[أهل الكتاب]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ص 280؛ الحر العاملي، إثبات الهداة، ج 3، ص 383.</ref> وعين المتولي لأمور [[القضاء]] في كلّ مدينة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ص 280؛
  المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 382.</ref> وهدم بيت [[عباس بن عبد المطلب]] ليوسع [[المسجد الحرام]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ص 280.</ref> وأخرج [[اليهود]]  من [[الحجاز]]، وأخرج أهل نجران أيضا وأنزلهم ناحية الكوفة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 280.</ref> وعين [[إمام الجماعة]] للنساء مستقلا عن الرجال، في [[المدينة]].<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 2، ص 111.</ref> وكان أول من حمل سوطا (=دِرّة) بيده وأدب به.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 2، ص 112.</ref>
  المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 382.</ref> وهدم بيت [[عباس بن عبد المطلب]] ليوسع [[المسجد الحرام]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ص 280.</ref> وأخرج [[اليهود]]  من [[الحجاز]]، وأخرج أهل نجران أيضا وأنزلهم ناحية الكوفة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 280.</ref> وعين [[إمام الجماعة]] للنساء مستقلا عن الرجال، في [[المدينة]].<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 2، ص 111.</ref> وكان أول من حمل سوطا (=دِرّة) بيده وأدب به.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 2، ص 112.</ref>
===توسيع الفتوحات===
===توسيع الفتوحات===
{{المفصلة|الفتوحات}}
{{المفصلة|الفتوحات}}
سطر ١٠٣: سطر ١٠٣:
كان يقول عمر في الأيام الأخيرة من حياته وهو كان جريحا: "يا ليتني لم أك شيئا، يا ليت أمي لم تلدني، يا ليتني كنت نسيا منسيا، يا ليتني كنت حائكا أعيش من عمل يدي.<ref>الزهد والرقائق، ص 79 و80 و145 و146؛ حياة الصحابة، ج 2، ص 115؛ تاريخ المدينة المنورة، ج 2، ص 920.</ref>
كان يقول عمر في الأيام الأخيرة من حياته وهو كان جريحا: "يا ليتني لم أك شيئا، يا ليت أمي لم تلدني، يا ليتني كنت نسيا منسيا، يا ليتني كنت حائكا أعيش من عمل يدي.<ref>الزهد والرقائق، ص 79 و80 و145 و146؛ حياة الصحابة، ج 2، ص 115؛ تاريخ المدينة المنورة، ج 2، ص 920.</ref>


إن عمر رفض طريقة [[النبي]]{{صل}} و[[الخليفة الأول|الخليفة السابق]] عليه في اختيار الخليفة واتخذ أسلوبا آخر واعترف بأن اختيار [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] للخلافة كان بعيدا عن رأي [[المسلمين]]، ومن الآن فصاعدا يجب تعيين الخليفة بحسب رأيهم ومشورتهم،<ref>المصنف، ج 5، ص 445؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ص 344.</ref> ومن هنا عيّن [[شورى الخلافة بعد عمر|شورى متكونة من ستة أعضاء]]، لاختيار أحد من بينهم لتولي الخلافة، وهم: [[علي بن أبي طالب|علي بن أبي طالب (ع)]] و[[عثمان بن عفان]] و[[طلحة بن عبيد الله]]، [[الزبير بن العوام|الزبير بن العوام]]، [[سعد بن أبي وقاص]] و [[عبد الرحمن بن عوف]].
إن عمر رفض طريقة [[النبي]]{{صل}} و[[الخليفة الأول|الخليفة السابق]] عليه في اختيار الخليفة واتخذ أسلوبا آخر واعترف بأن اختيار [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] للخلافة كان بعيدا عن رأي [[المسلمين]]، ومن الآن فصاعدا يجب تعيين الخليفة بحسب رأيهم ومشورتهم،<ref>المصنف، ج 5، ص 445؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ص 344.</ref> ومن هنا عيّن [[شورى الخلافة بعد عمر|شورى متكونة من ستة أعضاء]]، لاختيار أحد من بينهم لتولي الخلافة، وهم: [[علي بن أبي طالب|علي بن أبي طالب (ع)]] و[[عثمان بن عفان]] و[[طلحة بن عبيد الله]]، [[الزبير بن العوام|الزبير بن العوام]]، [[سعد بن أبي وقاص]] و [[عبد الرحمن بن عوف]].


حدّد عمر لتعيين الخليفة طريقة، وهي أنه: "إن رضي أربعة وخالف اثنان، فليُضرب عنق الاثنين، وإن رضي ثلاثة وخالف ثلاثة، فلتضرب أعناق الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتراضوا بأحد، فلتضرب أعناقهم جميعاً".<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 160؛ البلاذري، ج 2، ص 261.</ref> فتعين [[عثمان بن عفان]] للخلافة نتيجة هذه الشورى،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 162؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 3، ص 296 و302؛ المصنف، ج 5، ص 447؛ التنبيه والإشراف، ص 252 و253؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 194؛ ابن المطهر، البدء والتاريخ، ج 5، ص 192،؛ السقيفة وفدك، ص 87. (جدير بالملاحظة أن الطبري أشار إلى دور عمرو بن العاص في هذه القضية وشرط ابن عوف).</ref> وقال ابن أبي الحديد إن هناك شواهد وقرائن على وضوح نتيجة الشورى قبل تشكلها.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 188.</ref>
حدّد عمر لتعيين الخليفة طريقة، وهي أنه: "إن رضي أربعة وخالف اثنان، فليُضرب عنق الاثنين، وإن رضي ثلاثة وخالف ثلاثة، فلتضرب أعناق الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتراضوا بأحد، فلتضرب أعناقهم جميعاً".<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 160؛ البلاذري، ج 2، ص 261.</ref> فتعين [[عثمان بن عفان]] للخلافة نتيجة هذه الشورى،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 162؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 3، ص 296 و302؛ المصنف، ج 5، ص 447؛ التنبيه والإشراف، ص 252 و253؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 194؛ ابن المطهر، البدء والتاريخ، ج 5، ص 192،؛ السقيفة وفدك، ص 87. (جدير بالملاحظة أن الطبري أشار إلى دور عمرو بن العاص في هذه القضية وشرط ابن عوف).</ref> وقال ابن أبي الحديد إن هناك شواهد وقرائن على وضوح نتيجة الشورى قبل تشكلها.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 188.</ref>
مستخدم مجهول