انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البخاري»

أُضيف ٩٢٧ بايت ،  ٣ مايو ٢٠١٨
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Maytham
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
سطر ٩٣: سطر ٩٣:
==سيرته==
==سيرته==
"البخاري"، هو أبو عبد الله محمّد بن [[إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة]] بن بَردِزْبَة الجعفي، ونسبة ''الجعفي'' مردّها إلى جدّه الثاني، المغيرة، كان من موالي ''[[يمان الجعفي]]'' حاكم بخارى، الذي أسلم المغيرة على يديه. وكان والد المغيرة، بَردِزبَة  
"البخاري"، هو أبو عبد الله محمّد بن [[إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة]] بن بَردِزْبَة الجعفي، ونسبة ''الجعفي'' مردّها إلى جدّه الثاني، المغيرة، كان من موالي ''[[يمان الجعفي]]'' حاكم بخارى، الذي أسلم المغيرة على يديه. وكان والد المغيرة، بَردِزبَة  
{{ملاحظة| بَردِزْبَة: بمعنى المزارع: وقد وردت في المصادر المختلفة أسماء أخرى هي: برزويه، وبدذبة، ويزذبة، ويزدزبة والأحنف. الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 212؛ الذهبيّ، ج 2، ص 555؛ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ص 41.}}زرادشتياً وقد توفي على هذا الدين، <ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190؛ ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 134.</ref>
{{ملاحظة| بَردِزْبَة: بمعنى المزارع: وقد وردت في المصادر المختلفة أسماء أخرى هي: برزويه، وبدذبة، ويزذبة، ويزدزبة والأحنف. الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 212؛ الذهبيّ، تذكرة الحُفاظ، ج 2، ص 555؛ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ص 41.}}زرادشتياً وقد توفي على هذا الدين، <ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190؛ ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 134.</ref>


ولد البخاريّ في 13 شوال من العام [[سنة 194 للهجرة|194]] هـ في خرتنغ، إحدى قرى [[بخارى]]. فقد والده _ الذي كان هو أيضا من رواة الحديث _ في مرحلة الطفولة، وتكفّلت أمه برعايته. وفي طفولته فقد بصره لفترة ثم عاد إليه وشُفي.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 10؛ الصفديّ، ج 2، ص 207؛ القسطلاني، إرشاد الساري في شرح البخاري، ج 1، ص 31.</ref> بدأ منذ طفولته بتحصيل العلم في بُخارى، وفرغ نفسه منذ العاشرة من عمره إلى حفظ الأحاديث وجمعها،<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref> ورد في المصادر، أنّ أصحابه كانوا يصححون الأحاديث التي كتبوها على أساس ما يقرأه من ذاكرته.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
ولد البخاريّ في 13 شوال من العام [[سنة 194 للهجرة|194]] هـ في خرتنغ، إحدى قرى [[بخارى]]. فقد والده _ الذي كان هو أيضا من رواة الحديث _ في مرحلة الطفولة، وتكفّلت أمه برعايته. وفي طفولته فقد بصره لفترة ثم عاد إليه وشُفي.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 10؛ الصفديّ، ج 2، ص 207؛ القسطلاني، إرشاد الساري، ج 1، ص 31.</ref> بدأ منذ طفولته بتحصيل العلم في بُخارى، وفرغ نفسه منذ العاشرة من عمره إلى حفظ الأحاديث وجمعها،<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref> ورد في المصادر، أنّ أصحابه كانوا يصححون الأحاديث التي كتبوها على أساس ما يقرأه من ذاكرته.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
وفي السادسة عشرة من عمره ذهب إلى [[الحجاز]] لي[[الحج|حجّ]] وأن يحيط بعلم الحديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
وفي السادسة عشرة من عمره ذهب إلى [[الحجاز]] لي[[الحج|حجّ]] وأن يحيط بعلم الحديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
وفي الثامنة عشرة من عمره ألّف في المدينة كتاب قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
وفي الثامنة عشرة من عمره ألّف في المدينة كتاب قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
سطر ١٣٣: سطر ١٣٣:


==الصحيح البخاري==
==الصحيح البخاري==
إنّ البخاري رأى أنّ مجامع الأحاديث المدوّنة في عصره، كانت تحتوي على أحاديث صحيحة وغير صحيحة، لذلك أقدم إلى جمع الأحاديث الصحيحة منها في كتاب، وبحسب قوله إنّ أستاذه [[إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ]] كان المشجع الأساسي له في ذلك.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 5. </ref> وقضى البخاري خمس عشرة سنة في تأليف كتاب الصحيح، واختار أحاديثه من بين ستة آلاف حديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 5. </ref> ويبلغ عدد أحاديثه بحسب قول [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] 2761 حديثاً مع المكررات واختلفت الروايات حول عدد الأحاديث الدقيق. <ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 478، 465.</ref>
إنّ البخاري رأى أنّ مجامع الأحاديث المدوّنة في عصره، كانت تحتوي على أحاديث صحيحة وغير صحيحة، لذلك أقدم إلى جمع الأحاديث الصحيحة منها في كتاب، وبحسب قوله إنّ أستاذه [[إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ]] كان المشجع الأساسي له في ذلك.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 5. </ref> وقضى البخاري خمس عشرة سنة في تأليف كتاب الصحيح، واختار أحاديثه من بين ستة آلاف حديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 5.</ref> ويبلغ عدد أحاديثه بحسب قول [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] 2761 حديثاً مع المكررات واختلفت الروايات حول عدد الأحاديث الدقيق. <ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 478، 465.</ref>


من ميزات هذا الكتاب كما يقول شارحوه مثل [[النووي]] وابن حجر أنّ عناوين الأبواب تدّل على أنّ البخاري لم يكن يهدف إلى جمع الأحاديث فقط، بل إلى توضيح استنباطه منها، واستدلاله على المواضيع المختلفة كالأصول، والفروع، والآداب والأمثال.<ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 6.</ref>
من ميزات هذا الكتاب كما يقول شارحوه مثل [[النووي]] وابن حجر أنّ عناوين الأبواب تدّل على أنّ البخاري لم يكن يهدف إلى جمع الأحاديث فقط، بل إلى توضيح استنباطه منها، واستدلاله على المواضيع المختلفة كالأصول، والفروع، والآداب والأمثال.<ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 6.</ref>


عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، ك[[أحمد بن حنبل]]، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 491.</ref>
عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، ك[[أحمد بن حنبل]]، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 491.</ref>
لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد [[القرآن]] هو صحيح البخاري، ومن بعده [[صحيح مسلم]]،<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 541؛ القسطلانيّ، ج 1، ص 19؛ ابن حجر الهيتمي، ص 9؛ النووي، ج 1، ص 120.</ref>
لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد [[القرآن]] هو صحيح البخاري، ومن بعده [[صحيح مسلم]]،<ref>حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 1، العمود 541؛ القسطلانيّ، إرشاد الساري، ج 1، ص 19؛ الهيتمي، الصواعق المحرقة، ص 9؛ النووي، شرح صحيح مسلم، ج 1، ص 120.</ref>
ولكنّ [[الشافعي]] وآخرون أطلقوا على [[موطّأ مالك (كتاب)|موطّأ مالك]] صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، <ref>حيدر، مج 1، ج 1، ص 78.</ref>
ولكنّ [[الشافعي]] وآخرون أطلقوا على [[موطّأ مالك (كتاب)|موطّأ مالك]] صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، <ref>حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، مج 1، ج 1، ص 78.</ref>


وجدّ علماء الحديث منذ العصور السالفة وحتى عصرنا الحاضر في شرحه والتعليق عليه. ذكر حاج خليفة عشرات الشروح والتعليقات.<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 545 - 555.</ref>
وجدّ علماء الحديث منذ العصور السالفة وحتى عصرنا الحاضر في شرحه والتعليق عليه. ذكر حاج خليفة عشرات الشروح والتعليقات.<ref>حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 1، العمود 545 - 555.</ref>
وفي الصحيح نادراً ما نقل البخاري أحاديثاً عن أئمة الشيعة بواسطة أو بدون واسطة، حيث إنه روى في صحيحه تسعة وعشرين حديثاً فقط عن [[الإمام علي (ع)]]، وأحاديث قليلة أيضاً عن [[الإمام الحسن]] و[[الإمام الباقر]] عليهما السلام.<ref>الحسنيّ، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.</ref>
وفي الصحيح نادراً ما نقل البخاري أحاديثاً عن أئمة الشيعة بواسطة أو بدون واسطة، حيث إنه روى في صحيحه تسعة وعشرين حديثاً فقط عن [[الإمام علي (ع)]]، وأحاديث قليلة أيضاً عن [[الإمام الحسن]] و[[الإمام الباقر]] عليهما السلام.<ref>الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 124، النجمي، سيري در صحيحين، ج 1، ص 125.</ref>


==نقد ومدح الصحيح==
==نقد ومدح الصحيح==
لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو [[التجريح]] برجاله. وعلى قول [[أبو الحسن المقدسيّ|أبي الحسن المقدسيّ]]، إنّ كل من انتمى إلى طبقة ناقلي أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) مبرّاٌ من كلّ عيب ونقص وانتقاد!<ref>القسطلاني، إرشاد الساري في شرح البخاري، ج 1، ص 21.</ref>
لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو [[التجريح]] برجاله. وعلى قول [[أبو الحسن المقدسيّ|أبي الحسن المقدسيّ]]، إنّ كل من انتمى إلى طبقة ناقلي أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) مبرّاٌ من كلّ عيب ونقص وانتقاد!<ref>القسطلاني، إرشاد الساري، ج 1، ص 21.</ref>
قال [[الذهبي]] لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،<ref>ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 8، ص 146.</ref>
قال [[الذهبي]] لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،<ref>ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 8، ص 146.</ref>
ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا [[الكفاّرة|كفاّرة]] عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. <ref>النووي، ج 14، ص 127.</ref>
ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا [[الكفاّرة|كفاّرة]] عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. <ref>النووي، شرح صحيح مسلم، ج 14، ص 127.</ref>


'''أهل السنة؛'''
'''أهل السنة؛'''


مع هذا انتقد بعض علماء الحديث ك[[الدار قطني]] الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>أبو رية، ص 312 - 313.</ref> ونقلاً عن [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري وأخرج من صحيح البخاري 78 حديثاً . وكذلك تم تصنيف حوالي الثمانين من رجال الحديث في الصحيح ووضعه في خانة غير الثقاة.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 9.</ref>  
مع هذا انتقد بعض علماء الحديث ك[[الدار قطني]] الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>أبو رية، أضواء على السنة المحمدية، ص 312 - 313.</ref> ونقلاً عن [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري وأخرج من صحيح البخاري 78 حديثاً . وكذلك تم تصنيف حوالي الثمانين من رجال الحديث في الصحيح ووضعه في خانة غير الثقاة.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 9.</ref>  
وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.<ref>محمد رشيد رضا، ج 1، ص 671.</ref>
وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.<ref>محمد رشيد رضا، تفسير المنار، ج 1، ص 671.</ref>


'''الشيعة؛'''
'''الشيعة؛'''


ووجّه علماء الشيعة النقد إلى البخاري حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم ك[[الإمام الهادي]] و[[الإمام الحسن العسكري(ع)|الإمام الحسن العسكريّ]] (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن [[أمير المؤمنين]] و[[الإمام الحسن المجتبى]] و[[الإمام الباقر]] (ع)،<ref>الحسني، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.</ref> حيث إنّ في سند تلك الأحاديث يوجد من ضعاف الرواة الذين ضعّفهم أو يرفضهم محدثو أهل السنة أنفسهم،<ref>ابن أبي الحديد، ج 5، ص 93؛ الخوانساري، ج 7، ص 279-280؛ الحسني، ص 165-191.</ref>
ووجّه علماء الشيعة النقد إلى البخاري حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم ك[[الإمام الهادي]] و[[الإمام الحسن العسكري(ع)|الإمام الحسن العسكريّ]] (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن [[أمير المؤمنين]] و[[الإمام الحسن المجتبى]] و[[الإمام الباقر]] (ع)،<ref>الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 124، النجمي، سيري در صحيحين، ج 1، ص 125.</ref> حيث إنّ في سند تلك الأحاديث يوجد من ضعاف الرواة الذين ضعّفهم أو يرفضهم محدثو أهل السنة أنفسهم،<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 5، ص 93؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 279-280؛ الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 165-191.</ref>


خاصة وأنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم وبخاصّة تلامذة الإمام الباقر و[[الإمام الصادق]] (ع) كانوا متواجدين بكثرة في [[العراق]] و[[الحجاز]]، إلاّ أنّ البخاري لم يذكر سوى أسم عشرين رجلا من [[الشيعة]] فقط، <ref>حيدر، مج 3، ج 6، ص 501.</ref> بحيث إنّ مصادر شيعية اتهمته بالتعصّب، <ref>الحسنيّ، ص 176؛ النجمي، ج 1، ص 7.</ref> وذكرت بعض كتب السنة هذا الانتقاد واعطت تبريراً له، <ref>ابن تيمية، ج 4، ص 133؛ الذهبي، ج 1، ص 414؛ أبو رية، ص 311-312.</ref>
خاصة وأنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم وبخاصّة تلامذة الإمام الباقر و[[الإمام الصادق]] (ع) كانوا متواجدين بكثرة في [[العراق]] و[[الحجاز]]، إلاّ أنّ البخاري لم يذكر سوى أسم عشرين رجلا من [[الشيعة]] فقط، <ref>حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، مج 3، ج 6، ص 501.</ref> بحيث إنّ مصادر شيعية اتهمته بالتعصّب، <ref>الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 176؛ النجمي، سيري در صحيحين، ج 1، ص 7.</ref> وذكرت بعض كتب السنة هذا الانتقاد واعطت تبريراً له، <ref>ابن تيمية، منهاج السّنة، ج 4، ص 133؛ الذهبي، تذكرة الحُفاظ، ج 1، ص 414؛ أبو رية، أضواء على السنة المحمدية، ص 311-312.</ref>


فيمكن القول إنّ العقيدة الشخصية للبخاري إضافة إلى تزامن حياته في زمن [[المتوكل العباسي]] والذي تميّز بعدائه ل[[أهل البيت]] (ع)، أثّر كثيراً فيما جاء في الصحيح من روايات وانتقاء لها، كما انتقدت بعض المصادر الشيعية عدم نقل أحاديث حول بيان مقام أهل البيت (ع)، <ref>الخوانساري، ج ج 7، ص 279.</ref> في الصحيح بالذات، وذكر رواة مجهولين مختَلَقين، وأورد في الصحيح أحاديث موضوعة،<ref>الأميني، ج 9، ص 281-289.</ref>
فيمكن القول إنّ العقيدة الشخصية للبخاري إضافة إلى تزامن حياته في زمن [[المتوكل العباسي]] والذي تميّز بعدائه ل[[أهل البيت]] (ع)، أثّر كثيراً فيما جاء في الصحيح من روايات وانتقاء لها، كما انتقدت بعض المصادر الشيعية عدم نقل أحاديث حول بيان مقام أهل البيت (ع)، <ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 279.</ref> في الصحيح بالذات، وذكر رواة مجهولين مختَلَقين، وأورد في الصحيح أحاديث موضوعة،<ref>الأميني، ج 9، ص 281-289.</ref>


==مؤلفاته==
==مؤلفاته==
سطر ١٧٢: سطر ١٧٢:
* الأدب المفرد في الحديث.
* الأدب المفرد في الحديث.
* قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.
* قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.
* ثلاثيّات البخاري (والمقصود منها الأحاديث عالية السند التي ترجع عبر ثلاثة رواة إلى الرسول (ص)، وقد بلغ عددها 22 حديثاً في صحيح البخاري).<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 522.</ref>
* ثلاثيّات البخاري (والمقصود منها الأحاديث عالية السند التي ترجع عبر ثلاثة رواة إلى الرسول (ص)، وقد بلغ عددها 22 حديثاً في صحيح البخاري).<ref>حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 1، العمود 522.</ref>
* [[تفسير البخاريّ]]، الذي يعده البخاري أحد كتب الجامع الصحيح. وينسب أليه التفسير الكبير أيضاً.<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 443.</ref>
* [[تفسير البخاريّ]]، الذي يعده البخاري أحد كتب الجامع الصحيح. وينسب أليه التفسير الكبير أيضاً.<ref>حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 1، العمود 443.</ref>
* الجامع الصحيح، المعروف بصحيح البخاري الذي هو  أكثر الكتب البخاري شهرةً، وأحد [[الصحاح السّتة]] لدى أهل السنة، بل أكثرها توثيقاً واعتباراً عندهم.
* الجامع الصحيح، المعروف بصحيح البخاري الذي هو  أكثر الكتب البخاري شهرةً، وأحد [[الصحاح السّتة]] لدى أهل السنة، بل أكثرها توثيقاً واعتباراً عندهم.


سطر ١٩٧: سطر ١٩٧:
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، تهذيب التهذيب، بيروت، 1404 هـ/ 1988 م.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، تهذيب التهذيب، بيروت، 1404 هـ/ 1988 م.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري (مقدمة: هدى الساري)، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري (مقدمة: هدى الساري)، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م.
* الهيثمي، ابن حَجَر، الصواعق المحرقة، طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف، القاهرة، 1385 هـ/ 1965 م.
* الهيتمي، ابن حَجَر، الصواعق المحرقة في الرّد على أهل البدع والزندقة، طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف، القاهرة، 1385 هـ/ 1965 م.
* ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، بغداد، د.ت.
* ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، بغداد، د.ت.
* ابن خلكان، وفيات الأعيان، قم، 1364 هـ ش/ 1985 م.
* ابن خلكان، وفيات الأعيان، قم، 1364 هـ ش/ 1985 م.
* ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، بيروت، 1405 هـ.
* ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، بيروت، 1405 هـ.
* ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، بيروت، د.ت.
* ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، بيروت، د.ت.
* محمود أبو ريّة، أضواء على السنة المحمدية، مصر، (تاريخ المقدمة 1377 هـ/ 1957 م).
* أبو ريّة، محمود، أضواء على السنة المحمدية، مصر، (تاريخ المقدمة 1377 هـ/ 1957 م).
* عبد الحسين الأميني، الغدير في الكتاب والسّنة والأدب، ج 9، بيروت، 1397 هـ/ 1977 م.
* الأميني، عبد الحسين، الغدير في الكتاب والسّنة والأدب، ج 9، بيروت، 1397 هـ/ 1977 م.
* محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، مقدمة محمد منير الدمشقي، بيروت، 1406هـ/ 1986 م.
* البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، مقدمة محمد منير الدمشقي، بيروت، 1406هـ/ 1986 م.
* مصطفى بن عبد الله حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون،  بيروت، 1410 هـ/ 1990 م.
* حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون،  بيروت، 1410 هـ/ 1990 م.
* هاشم معروف الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، بيروت، 1398 هـ/ 1978 م.
* الحسني، هاشم معروف، دراسات في الحديث والمحدّثين، بيروت، 1398 هـ/ 1978 م.
* أسد حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، بيروت، 1403 هـ/1983 م.
* حيدر، أسد، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، بيروت، 1403 هـ/1983 م.
* الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، بيروت، د.ت.
* الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، بيروت، د.ت.
* محمد باقر بن زين العابدين، الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، قم، 1390 - 1392 هـ.
* الخوانساري، محمد باقر بن زين العابدين، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، قم، 1390 - 1392 هـ.
* محمد بن أحمد الذهبي، تذكرة الحُفاظ، محمد رشيد رضا، تفسير المنار، مصر، د.ت.
* الذهبي، محمد بن أحمد، تذكرة الحُفاظ، ؟؟؟
* رضا، محمد رشيد، تفسير المنار، مصر، د.ت.
* السبكيّ، عبد الوهاب بن علي، طبقات الشافعية الكبرى، مصر، د.ت.
* السبكيّ، عبد الوهاب بن علي، طبقات الشافعية الكبرى، مصر، د.ت.
* صبحي الصالح، علوم الحديث، بيروت، 1965 م.
* الصالح، صبحي، علوم الحديث، بيروت، 1965 م.
* خليل بن أبيك الفديّ، كتاب الوافي بالوفيات، ج 2، طبعة: س. ديدرينغ، فيسبادن، 1394 هـ/ 1974 م.
* الفديّ، خليل بن أبيك، كتاب الوافي بالوفيات، ج 2، طبعة: س. ديدرينغ، فيسبادن، 1394 هـ/ 1974 م.
* القسطلاني، أحمد بن محمد، إرشاد الساري في شرح البخاري، بولاق،  1305 هـ.
* القسطلاني، أحمد بن محمد، إرشاد الساري في شرح البخاري، بولاق،  1305 هـ.
* محمد بن جعفر الكتّاني، الرسالة المستطرفة، القاهرة، د.ت.
* الكتّاني، محمد بن جعفر، الرسالة المستطرفة، القاهرة، د.ت.
* مالك بن انس، الموطأ، إسطنبول، 1401 هـ/ 1981 م.
* مالك بن انس، الموطأ، إسطنبول، 1401 هـ/ 1981 م.
* محمد باقر محمد تقي المجلسي، بحار الأنوار، بيروتن، 1403 هـ/ 1983 م.
* المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت، 1403 هـ/ 1983 م.
* محمد صادق النجمي، سيري در صحيحين (جولة في الصحيحين)، قم، 1351 هـ/ 1972 م.
* النجمي، محمد صادق، سيري در صحيحين (جولة في الصحيحين)، قم، 1351 هـ/ 1972 م.
* يحيى بن شرف النووي، شرح صحيح مسلم، ج 1، طبعة: خليل الميس، بيروت، 1407 هـ/ 1987 م.
* النووي، يحيى بن شرف، شرح صحيح مسلم، طبعة: خليل الميس، بيروت، 1407 هـ/ 1987 م.
* محمد فريد وجدي، دائرة معارف القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي، بيروت، د.ت.
* وجدي، محمد فريد، دائرة معارف القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي، بيروت، د.ت.
* ياقوت الحموي، معجم البلدان، طبعة: واستنفلد، لايبزيغ، 1866 - 1873 م، طبعة: أفست، طهران، 1965 م.
* ياقوت الحموي، معجم البلدان، طبعة: واستنفلد، لايبزيغ، 1866 - 1873 م، طبعة: أفست، طهران، 1965 م.


مستخدم مجهول