انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البخاري»

أُضيف ٧٢٨ بايت ،  ١ مايو ٢٠١٨
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
سطر ٨: سطر ٨:
|حجم صورة      =350
|حجم صورة      =350
|بدل          =
|بدل          =
|عنوان صورة    = ضريح البخاري الواقع في اوزبكستان
|عنوان صورة    = ضريح البخاري الواقع في أوزبكستان
|اسم ولادة      =
|اسم ولادة      =
|تاريخ ولادة    = 194 هـ
|تاريخ ولادة    = 194 هـ
سطر ٩٠: سطر ٩٠:


وانتقده [[علماء الشيعة]] حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر ما لا يقل عن اثنين منهم، بالإضافة أنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم كانوا منتشرين في البلدان التي سافر إليها ليسمع الحديث منهم كسائر حملة الحديث وحافظيه.
وانتقده [[علماء الشيعة]] حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر ما لا يقل عن اثنين منهم، بالإضافة أنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم كانوا منتشرين في البلدان التي سافر إليها ليسمع الحديث منهم كسائر حملة الحديث وحافظيه.


==سيرته==
==سيرته==
"البخاري"، هو أبو عبد الله محمّد بن [[إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة]] بن بَردِزْبَة الجعفي، ونسبة ''الجعفي'' مردّها إلى جدّه الثاني، المغيرة، كان من موالي ''[[يمان الجعفي]]'' حاكم بخارى، الذي أسلم المغيرة على يديه. وكان والد المغيرة، بَردِزبَة  
"البخاري"، هو أبو عبد الله محمّد بن [[إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة]] بن بَردِزْبَة الجعفي، ونسبة ''الجعفي'' مردّها إلى جدّه الثاني، المغيرة، كان من موالي ''[[يمان الجعفي]]'' حاكم بخارى، الذي أسلم المغيرة على يديه. وكان والد المغيرة، بَردِزبَة  
{{ملاحظة| بَردِزْبَة: بمعنى المزارع: وقد وردت في المصادر المختلفة أسماء أخرى هي: برزويه، وبدذبة، ويزذبة، ويزدزبة والأحنف. الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، ج 2، ص 212؛ الذهبيّ، ج 2، ص 555؛ ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ص 41.}}زرادشتياً وقد توفي على هذا الدين، <ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190؛ ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 134.</ref>
{{ملاحظة| بَردِزْبَة: بمعنى المزارع: وقد وردت في المصادر المختلفة أسماء أخرى هي: برزويه، وبدذبة، ويزذبة، ويزدزبة والأحنف. الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 212؛ الذهبيّ، ج 2، ص 555؛ ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ص 41.}}زرادشتياً وقد توفي على هذا الدين، <ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190؛ ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 134.</ref>


ولد البخاريّ في 13 شوال من العام [[سنة 194 للهجرة|194]] هـ في خرتنغ، إحدى قرى [[بخارى]]. فقد والده _ الذي كان هو أيضا من رواة الحديث _ في مرحلة الطفولة، وتكفّلت أمه برعايته. وفي طفولته فقد بصره لفترة ثم عاد إليه وشُفي.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 10؛ الصفديّ، ج 2، ص 207؛ القسطلاني، ج 1، ص 31.</ref> بدأ منذ طفولته بتحصيل العلم في بُخارى، وفرغ نفسه منذ العاشرة من عمره إلى حفظ الأحاديث وجمعها،<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref> ورد في المصادر، أنّ أصحابه كانوا يصححون الأحاديث التي كتبوها على أساس ما يقرأه من ذاكرته.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
ولد البخاريّ في 13 شوال من العام [[سنة 194 للهجرة|194]] هـ في خرتنغ، إحدى قرى [[بخارى]]. فقد والده _ الذي كان هو أيضا من رواة الحديث _ في مرحلة الطفولة، وتكفّلت أمه برعايته. وفي طفولته فقد بصره لفترة ثم عاد إليه وشُفي.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 10؛ الصفديّ، ج 2، ص 207؛ القسطلاني، إرشاد الساري في شرح البخاري، ج 1، ص 31.</ref> بدأ منذ طفولته بتحصيل العلم في بُخارى، وفرغ نفسه منذ العاشرة من عمره إلى حفظ الأحاديث وجمعها،<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref> ورد في المصادر، أنّ أصحابه كانوا يصححون الأحاديث التي كتبوها على أساس ما يقرأه من ذاكرته.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
وفي السادسة عشرة من عمره ذهب إلى [[الحجاز]] لي[[الحج|حجّ]] وأن يحيط بعلم الحديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
وفي السادسة عشرة من عمره ذهب إلى [[الحجاز]] لي[[الحج|حجّ]] وأن يحيط بعلم الحديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
وفي الثامنة عشرة من عمره ألّف في المدينة كتاب قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>
وفي الثامنة عشرة من عمره ألّف في المدينة كتاب قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 6-7.</ref>


سافر البخاري في رحلات طويلة، وأخذ علم الحديث عن أساتذته، في كلّ من [[خراسان]]، والجبال، و[[العراق]]، و[[مصر]]، و[[الشام]]، والحجاز. وحفظ أكثر من مائتي ألف حديث بين صحيح السند وغيره.<ref>ابن أبي يعلى، ج 1، ص 276.</ref>
سافر البخاري في رحلات طويلة، وأخذ علم الحديث عن أساتذته، في كلّ من [[خراسان]]، والجبال، و[[العراق]]، و[[مصر]]، و[[الشام]]، والحجاز. وحفظ أكثر من مائتي ألف حديث بين صحيح السند وغيره.<ref>ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة، ج 1، ص 276.</ref>
ويقول البخاري إنه سمع الحديث لأكثر من ألف شيخ.<ref>الصفدي، ج 2، ص 207؛ ابن العماد، ج 2، ص 134.</ref>
ويقول البخاري إنه سمع الحديث لأكثر من ألف شيخ.<ref>الصفدي، ج 2، ص 207؛ ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 134.</ref>


==البخاري لدى أهل السنة==
==البخاري لدى أهل السنة==
سطر ١٠٧: سطر ١٠٦:
بعد أن أنهى كتابه الصحيح الذي جمع فيه الأحاديث عاد إلى بخارى وكل ما مرّ على مدينة استقبله الناس، حتى أنّ في [[نيسابور]] استقبله أربعة آلاف فارس فقط دون من كان راجلاً وغيره.
بعد أن أنهى كتابه الصحيح الذي جمع فيه الأحاديث عاد إلى بخارى وكل ما مرّ على مدينة استقبله الناس، حتى أنّ في [[نيسابور]] استقبله أربعة آلاف فارس فقط دون من كان راجلاً وغيره.


وقبل وصوله إلى مدينة بخارى بفرسخ نصبت له خيمة، فتوافد أهل المدينة لاستقباله ناثرين عليه الدراهم والدنانير. فاستقر البخاري في المدينة وأقام فيها مجلساً للحديث، وبسبب العداء الذي كنّه له حاكم مدينة بخارى لرفضه إقامة مجلس خاص له في شرح الحديث إضافة إلى مخالفة البعض ك[[محمد بن يحيى الذهلي]] أحد أستاذة البخاري وهو من كبار أهل الحديث الذي أضمر له العداوة لما رأى حفاوة استقبال الناس له،<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 491.</ref>
وقبل وصوله إلى مدينة بخارى بفرسخ نصبت له خيمة، فتوافد أهل المدينة لاستقباله ناثرين عليه الدراهم والدنانير. فاستقر البخاري في المدينة وأقام فيها مجلساً للحديث، وبسبب العداء الذي كنّه له حاكم مدينة بخارى لرفضه إقامة مجلس خاص له في شرح الحديث إضافة إلى مخالفة البعض ك[[محمد بن يحيى الذهلي]] أحد أستاذة البخاري وهو من كبار أهل الحديث الذي أضمر له العداوة لما رأى حفاوة استقبال الناس له،<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 491.</ref>
وهذا ما أثار اللغط حول مذهبه وأدّى إلى نفيه من هناك.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 33.</ref>
وهذا ما أثار اللغط حول مذهبه وأدّى إلى نفيه من هناك.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 33.</ref>


سطر ١١٣: سطر ١١٢:
اختلف المحققون في أنّ البخاريّ هل هو تابع لأحد [[المذاهب الأربعة لأهل السنة|المذاهب الأربعة]] المعروفة لأهل السنة أو غيرها. لأنّ البخاري كان صاحب مسلك فقهي خاص ومستقل، ويعبّر عن آرائه الاجتهادية عبر نقل قول أحد الصحابة أو أئمة مذاهب أهل السنة.<ref>البخاريّ، مقدمة منبر الدمشقي، ص 40 -42.</ref>
اختلف المحققون في أنّ البخاريّ هل هو تابع لأحد [[المذاهب الأربعة لأهل السنة|المذاهب الأربعة]] المعروفة لأهل السنة أو غيرها. لأنّ البخاري كان صاحب مسلك فقهي خاص ومستقل، ويعبّر عن آرائه الاجتهادية عبر نقل قول أحد الصحابة أو أئمة مذاهب أهل السنة.<ref>البخاريّ، مقدمة منبر الدمشقي، ص 40 -42.</ref>


مع ذلك حاول بعض أتباع المذاهب أن يعدّوه من أتباع مذهبهم ومن بينهم [[السبكيّ]]،<ref>السبكيّ، ج 2، ص 212.</ref> الذي عدّه من جملة علماء [[الشافعية]]، وذكره [[القاضي ابن أبي يعلى]]،<ref>ابن أبي يعلى، ج 1، ص 271.</ref> من بين العلماء [[الحنبلية|الحنابلة]]، وبحسب ما جمعه جمال الدين القاسمي الدمشقي من آراء وفتاوى فقهية للبخاري من خلال الرجوع إلى عناوين أبواب كتاب صحيح البخاري يمكن عدّ البخاري أنه صاحب مسلك مستقل في الاجتهاد والرأي.
مع ذلك حاول بعض أتباع المذاهب أن يعدّوه من أتباع مذهبهم ومن بينهم [[السبكيّ]]،<ref>السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 212.</ref> الذي عدّه من جملة علماء [[الشافعية]]، وذكره [[القاضي ابن أبي يعلى]]،<ref>ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة، ج 1، ص 271.</ref> من بين العلماء [[الحنبلية|الحنابلة]]، وبحسب ما جمعه جمال الدين القاسمي الدمشقي من آراء وفتاوى فقهية للبخاري من خلال الرجوع إلى عناوين أبواب كتاب صحيح البخاري يمكن عدّ البخاري أنه صاحب مسلك مستقل في الاجتهاد والرأي.


==معيار الحديث الصحيح==
==معيار الحديث الصحيح==
للبخاريّ معايير خاصّة لاختيار الأحاديث الصحيحة، عُرفت بـ شرط البخاريّ. وعلى أساسه يعدّ البخاريّ الحديث صحيحاً إذا ما اتفق [[المحدث (توضيح)|المحدّثون]] الكبار حول وثاقة سلسلة الرواة واحداً واحداً وصولاً إلى [[الصحابي|صحابيّ]] مشهور، وأن يكون السند متّصلاً وغير منقطع. ومن المستحسن أن ينقل راويان أو أكثر عن صحابيّ واحد، ولكن إذا روى عنه راوٍ واحد معتبر فذلك يكفي في أن يكون الحديث صحيحاً.<ref>ابن حجر العسقلانيّ، 1408 هـ، ص 7.</ref>
للبخاريّ معايير خاصّة لاختيار الأحاديث الصحيحة، عُرفت بـ شرط البخاريّ. وعلى أساسه يعدّ البخاريّ الحديث صحيحاً إذا ما اتفق [[المحدث (توضيح)|المحدّثون]] الكبار حول وثاقة سلسلة الرواة واحداً واحداً وصولاً إلى [[الصحابي|صحابيّ]] مشهور، وأن يكون السند متّصلاً وغير منقطع. ومن المستحسن أن ينقل راويان أو أكثر عن صحابيّ واحد، ولكن إذا روى عنه راوٍ واحد معتبر فذلك يكفي في أن يكون الحديث صحيحاً.<ref>ابن حجر العسقلانيّ، فتح الباري، ص 7.</ref>


على هذا الأساس اعتمد البخاري اتصال السند، والإتقان ووثاقة الرجال، وعدم وجود إشكال أو ضعف في متن الحديث أو في سنده (عدم العلل). ولكن يمكن أن نرى  من خلال تصنيف أحاديث الصحيح عند ابن حجر، <ref>ابن حجر، 1408 هـ، ص 6.</ref> أنّ الشرط المذكور لم يكن في جميع الأحاديث، وقد أورد بعض الأحاديث التي لم يُراع فيها الشرط المذكور.<ref>ابن حجر، 1408 هـ، ص 346.</ref>
على هذا الأساس اعتمد البخاري اتصال السند، والإتقان ووثاقة الرجال، وعدم وجود إشكال أو ضعف في متن الحديث أو في سنده (عدم العلل). ولكن يمكن أن نرى  من خلال تصنيف أحاديث الصحيح عند ابن حجر، <ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 6.</ref> أنّ الشرط المذكور لم يكن في جميع الأحاديث، وقد أورد بعض الأحاديث التي لم يُراع فيها الشرط المذكور.<ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 346.</ref>


==مشايخه وتلامذته==
==مشايخه وتلامذته==
ذكر البخاري أنّ عدد مشايخه يتعدّى الألف، <ref>ابن العماد، ج 2، ص 124.</ref> أبرزهم في بخارى: وهم محمد بن سلام ومحمد بن يوسف البيكنديّ، محمد بن عرير، هارون بن الأشعث؛ وفي بلخ: مكّي بن إبراهيم، يحيى بن بشير الزاهد،؛ وفي مرو: علي بن الحسن بن شفيق، وصدقة بن الفضل، وفي نيسابور: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم وتلقى الحديث من مشايخ في [[الرّي]] و[[بغداد]] و[[البصرة]] و[[الكوفة]] و[[مكة]] و[[المدينة]] و[[واسط]] و[[دمشق]] و[[بقيسارية]] و[[عسقلان]] و[[حمص]] أيضاً.<ref>الصّفدي، ج 2، ص 206 - 207.</ref>
ذكر البخاري أنّ عدد مشايخه يتعدّى الألف، <ref>ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 124.</ref> أبرزهم في بخارى: وهم محمد بن سلام ومحمد بن يوسف البيكنديّ، محمد بن عرير، هارون بن الأشعث؛ وفي بلخ: مكّي بن إبراهيم، يحيى بن بشير الزاهد،؛ وفي مرو: علي بن الحسن بن شفيق، وصدقة بن الفضل، وفي نيسابور: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم وتلقى الحديث من مشايخ في [[الرّي]] و[[بغداد]] و[[البصرة]] و[[الكوفة]] و[[مكة]] و[[المدينة]] و[[واسط]] و[[دمشق]] و[[بقيسارية]] و[[عسقلان]] و[[حمص]] أيضاً.<ref>الصّفدي، ج 2، ص 206 - 207.</ref>


كما روى البخاري الأحاديث وكتبها نقلاً عن رواة أكبر منه وأصغر أو في مثل سنّه. لذلك قُسّم مشايخه إلى خمس طبقات:
كما روى البخاري الأحاديث وكتبها نقلاً عن رواة أكبر منه وأصغر أو في مثل سنّه. لذلك قُسّم مشايخه إلى خمس طبقات:
1. الذين نقلوا الحديث عن التابعين 2. الذين كانوا في زمانه لكنّهم لم يلتقوا بأيّ من التابعين المعتبرين 3. الطبقة الوسطى من مشايخه الذين رووا عن كبار تابعي التابعين 4. أتراب البخاري ومن هم أكبر منه بقليل 5. أولئك الذين هم من ناحية العمر ودرجة الإسناد بمنزلة تلامذته. وعن المجموعة الأخيرة نقل القليل من الأحاديث.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 479 480.</ref>
1. الذين نقلوا الحديث عن التابعين 2. الذين كانوا في زمانه لكنّهم لم يلتقوا بأيّ من التابعين المعتبرين 3. الطبقة الوسطى من مشايخه الذين رووا عن كبار تابعي التابعين 4. أتراب البخاري ومن هم أكبر منه بقليل 5. أولئك الذين هم من ناحية العمر ودرجة الإسناد بمنزلة تلامذته. وعن المجموعة الأخيرة نقل القليل من الأحاديث.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 479 480.</ref>


==من روى عنه==
==من روى عنه==
سطر ١٣٤: سطر ١٣٣:


==الصحيح البخاري==
==الصحيح البخاري==
إنّ البخاري رأى أنّ مجامع الأحاديث المدوّنة في عصره، كانت تحتوي على أحاديث صحيحة وغير صحيحة، لذلك أقدم إلى جمع الأحاديث الصحيحة منها في كتاب، وبحسب قوله إنّ أستاذه [[إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ]] كان المشجع الأساسي له في ذلك.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 5. </ref> وقضى البخاري خمس عشرة سنة في تأليف كتاب الصحيح، واختار أحاديثه من بين ستة آلاف حديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 5. </ref> ويبلغ عدد أحاديثه بحسب قول [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] 2761 حديثاً مع المكررات واختلفت الروايات حول عدد الأحاديث الدقيق. <ref>ابن حجر، ص 478، 465.</ref>
إنّ البخاري رأى أنّ مجامع الأحاديث المدوّنة في عصره، كانت تحتوي على أحاديث صحيحة وغير صحيحة، لذلك أقدم إلى جمع الأحاديث الصحيحة منها في كتاب، وبحسب قوله إنّ أستاذه [[إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ]] كان المشجع الأساسي له في ذلك.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 5. </ref> وقضى البخاري خمس عشرة سنة في تأليف كتاب الصحيح، واختار أحاديثه من بين ستة آلاف حديث.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 5. </ref> ويبلغ عدد أحاديثه بحسب قول [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] 2761 حديثاً مع المكررات واختلفت الروايات حول عدد الأحاديث الدقيق. <ref>ابن حجر، ص 478، 465.</ref>


من ميزات هذا الكتاب كما يقول شارحوه مثل [[النووي]] وابن حجر أنّ عناوين الأبواب تدّل على أنّ البخاري لم يكن يهدف إلى جمع الأحاديث فقط، بل إلى توضيح استنباطه منها، واستدلاله على المواضيع المختلفة كالأصول، والفروع، والآداب والأمثال.<ref>ابن حجر، 1408 هـ، ص 6.</ref>
من ميزات هذا الكتاب كما يقول شارحوه مثل [[النووي]] وابن حجر أنّ عناوين الأبواب تدّل على أنّ البخاري لم يكن يهدف إلى جمع الأحاديث فقط، بل إلى توضيح استنباطه منها، واستدلاله على المواضيع المختلفة كالأصول، والفروع، والآداب والأمثال.<ref>ابن حجر، فتح الباري، ص 6.</ref>


عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، ك[[أحمد بن حنبل]]، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 491.</ref>
عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، ك[[أحمد بن حنبل]]، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 491.</ref>
لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد [[القرآن]] هو صحيح البخاري، ومن بعده [[صحيح مسلم]]،<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 541؛ القسطلانيّ، ج 1، ص 19؛ ابن حجر الهيتمي، ص 9؛ النووي، ج 1، ص 120.</ref>
لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد [[القرآن]] هو صحيح البخاري، ومن بعده [[صحيح مسلم]]،<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 541؛ القسطلانيّ، ج 1، ص 19؛ ابن حجر الهيتمي، ص 9؛ النووي، ج 1، ص 120.</ref>
ولكنّ [[الشافعي]] وآخرون أطلقوا على [[موطّأ مالك (كتاب)|موطّأ مالك]] صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، <ref>حيدر، مج 1، ج 1، ص 78.</ref>
ولكنّ [[الشافعي]] وآخرون أطلقوا على [[موطّأ مالك (كتاب)|موطّأ مالك]] صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، <ref>حيدر، مج 1، ج 1، ص 78.</ref>
سطر ١٤٦: سطر ١٤٥:


==نقد ومدح الصحيح==
==نقد ومدح الصحيح==
لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو [[التجريح]] برجاله. وعلى قول [[أبو الحسن المقدسيّ|أبي الحسن المقدسيّ]]، إنّ كل من انتمى إلى طبقة ناقلي أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) مبرّاٌ من كلّ عيب ونقص وانتقاد!<ref>القسطلاني، ج 1، ص 21.</ref>
لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو [[التجريح]] برجاله. وعلى قول [[أبو الحسن المقدسيّ|أبي الحسن المقدسيّ]]، إنّ كل من انتمى إلى طبقة ناقلي أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) مبرّاٌ من كلّ عيب ونقص وانتقاد!<ref>القسطلاني، إرشاد الساري في شرح البخاري، ج 1، ص 21.</ref>
قال [[الذهبي]] لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،<ref>ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ج 8، ص 146.</ref>
قال [[الذهبي]] لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،<ref>ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ج 8، ص 146.</ref>
ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا [[الكفاّرة|كفاّرة]] عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. <ref>النووي، ج 14، ص 127.</ref>
ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا [[الكفاّرة|كفاّرة]] عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. <ref>النووي، ج 14، ص 127.</ref>
سطر ١٥٢: سطر ١٥١:
'''أهل السنة؛'''
'''أهل السنة؛'''


مع هذا انتقد بعض علماء الحديث ك[[الدار قطني]] الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>أبو رية، ص 312 - 313.</ref> ونقلاً عن [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري وأخرج من صحيح البخاري 78 حديثاً . وكذلك تم تصنيف حوالي الثمانين من رجال الحديث في الصحيح ووضعه في خانة غير الثقاة.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 9.</ref>  
مع هذا انتقد بعض علماء الحديث ك[[الدار قطني]] الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>أبو رية، ص 312 - 313.</ref> ونقلاً عن [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري وأخرج من صحيح البخاري 78 حديثاً . وكذلك تم تصنيف حوالي الثمانين من رجال الحديث في الصحيح ووضعه في خانة غير الثقاة.<ref>ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ص 9.</ref>  
وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.<ref>محمد رشيد رضا، ج 1، ص 671.</ref>
وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.<ref>محمد رشيد رضا، ج 1، ص 671.</ref>


سطر ١٧٨: سطر ١٧٧:


==وفاته==
==وفاته==
بعد أن نفي البخاري من بخارى دعاه أهل [[سمرقند]] إليهم، فتوجه إلى سمرقند. وبعد وصوله إلى مسقط رأسه الذي يبعد فرسخين عن سمرقند، توفي بعد مدة وجيزة في مساء الخميس ليلة [[عيد الفطر]] من العام 256 هـ.<ref>الخطيب البغدادي، ج 2، ص 33؛ ياقوت الحموي، ج 1، ص 521؛ الصفديّ، ج 2، ص 208.؛ ابن خلّكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، ج 2، ص 232؛ ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 135.</ref>
بعد أن نفي البخاري من بخارى دعاه أهل [[سمرقند]] إليهم، فتوجه إلى سمرقند. وبعد وصوله إلى مسقط رأسه الذي يبعد فرسخين عن سمرقند، توفي بعد مدة وجيزة في مساء الخميس ليلة [[عيد الفطر]] من العام 256 هـ.<ref>الخطيب البغدادي، ج 2، ص 33؛ ياقوت الحموي، ج 1، ص 521؛ الصفديّ، ج 2، ص 208.؛ ابن خلّكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، ج 2، ص 232؛ ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 135.</ref>




سطر ١٩٣: سطر ١٩٢:
{{Div col|2}}
{{Div col|2}}
* ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، طبعة أبو الفضل إبراهيم، بيروت، 1385 - 1378 هـ/ 1965 - 1967 م.
* ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، طبعة أبو الفضل إبراهيم، بيروت، 1385 - 1378 هـ/ 1965 - 1967 م.
* ابن أبي يعلي، طبقات الحنابلة، بيروت، د.ت.
* ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة، بيروت، د.ت.
* ابن أبي تيمية، منهاج السّنة، د.ن، مصر، 1331 هـ.
* ابن أبي تيمية، منهاج السّنة، د.ن، مصر، 1331 هـ.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، الإصابة في تمييز الصحابة، مصر 1328 هـ.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، الإصابة في تمييز الصحابة، مصر 1328 هـ.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، تهذيب التهذيب، بيروت، 1404 هـ/ 1988 م.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، تهذيب التهذيب، بيروت، 1404 هـ/ 1988 م.
* ابن حَجَر الهيثمي، الصواعق المحرقة، طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف، القاهرة، 1385 هـ/ 1965 م.
* ابن حَجَر، العسقلانيّ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري (مقدمة: هدى الساري)، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م.
* الهيثمي، ابن حَجَر، الصواعق المحرقة، طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف، القاهرة، 1385 هـ/ 1965 م.
* ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، بغداد، د.ت.
* ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، بغداد، د.ت.
* ابن خلكان، وفيات الأعيان، قم، 1364 هـ ش/ 1985 م.
* ابن خلكان، وفيات الأعيان، قم، 1364 هـ ش/ 1985 م.
سطر ٢١١: سطر ٢١١:
* محمد باقر بن زين العابدين، الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، قم، 1390 - 1392 هـ.
* محمد باقر بن زين العابدين، الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، قم، 1390 - 1392 هـ.
* محمد بن أحمد الذهبي، تذكرة الحُفاظ، محمد رشيد رضا، تفسير المنار، مصر، د.ت.
* محمد بن أحمد الذهبي، تذكرة الحُفاظ، محمد رشيد رضا، تفسير المنار، مصر، د.ت.
* عبد الوهاب بن علي السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، مصر، د.ت.
* السبكيّ، عبد الوهاب بن علي، طبقات الشافعية الكبرى، مصر، د.ت.
* صبحي الصالح، علوم الحديث، بيروت، 1965 م.
* صبحي الصالح، علوم الحديث، بيروت، 1965 م.
* خليل بن أبيك الفديّ، كتاب الوافي بالوفيات، ج 2، طبعة: س. ديدرينغ، فيسبادن، 1394 هـ/ 1974 م.
* خليل بن أبيك الفديّ، كتاب الوافي بالوفيات، ج 2، طبعة: س. ديدرينغ، فيسبادن، 1394 هـ/ 1974 م.
* أحمد بن محمد القسطلاني، إرشاد الساري في شرح البخاري، بولاق،  1305 هـ.
* القسطلاني، أحمد بن محمد، إرشاد الساري في شرح البخاري، بولاق،  1305 هـ.
* محمد بن جعفر الكتّاني، الرسالة المستطرفة، القاهرة، د.ت.
* محمد بن جعفر الكتّاني، الرسالة المستطرفة، القاهرة، د.ت.
* مالك بن انس، الموطأ، إسطنبول، 1401 هـ/ 1981 م.
* مالك بن انس، الموطأ، إسطنبول، 1401 هـ/ 1981 م.
سطر ٢٢٥: سطر ٢٢٥:
{{Div col end}}
{{Div col end}}
</div>
</div>
<!-- الصفدي لا يوجد في المصادر --!>
مستخدم مجهول