انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النبي آدم (ع)»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
سطر ٢٤: سطر ٢٤:
| أهم الأحداث      = خروجه من [[الجنة]] وسجود [[الملائكة]] له
| أهم الأحداث      = خروجه من [[الجنة]] وسجود [[الملائكة]] له
}}
}}
'''نبي الله آدم،''' هو أول إنسان خلقه الله، فلُقّب بــ أبو البشر، وذُكِرت قصته في [[القرآن الكريم]] في عدّة سور، وأنّ العلة من خلقه جعله [[خليفة]] في الأرض، كما روي أنّه سُمي آدم؛ لخلقه من أديم الأرض، وبعد أن نفخ الله فيه من روحه، وعلّمه أسماء كلّ شيءٍ، وأمر [[الملائكة]] ب[[السجود]] تعظيماً وخضوعاً له، لم يسجد [[إبليس]] استكباراً عليه، فوسوس لإخراجه من [[الجنة]].  
'''نبي الله آدم،''' هو أول إنسان خلقه الله، فلُقّب بــ أبو البشر، وذُكِرت قصته في [[القرآن الكريم]] في عدّة سور، وأنّ العلة من خلقه جعله [[خليفة]] في الأرض، كما روي أنّه سُمي آدم؛ لخلقه من أديم الأرض، ونفخ الله فيه من روحه، وعلّمه أسماء كلّ شيءٍ، وأمر [[الملائكة]] ب[[السجود]] تعظيماً وخضوعاً له، ولم يسجد [[إبليس]] استكباراً عليه، فوسوس لإخراجه من [[الجنة]].  


ويؤمن [[المسلمون]] بأنّ [[الله]] [[التوبة|تاب]] على آدم قبل خروجه من الجنة وهبوطه إلى الأرض. كما أنّ له من الأبناء الكثير أبرزهم [[قابيل]] و[[هابيل]] و[[شيث]]. مات وله من العمر تسعمائة وخمسون سنة، واختُلِف في موضع دفنه، فمنهم من قال: أنه دُفن في [[مكة]] ومنهم من قال: في [[بيت المقدس]]، وقد صرّحت أحاديث واردة عن [[أئمة أهل البيت]]{{عليهم السلام}} أنّ [[النبي نوح|نوحاً]]{{عليه السلام}} نقل جسد آدم بعد الطوفان إلى الغري. حيث مرقد [[أمير المؤمنين]] [[علي]]{{عليه السلام}} الآن.
ويؤمن [[المسلمون]] بأنّ [[الله]] [[التوبة|تاب]] على آدم قبل خروجه من الجنة وهبوطه إلى الأرض. كما أنّ له من الأبناء الكثير أبرزهم [[قابيل]] و[[هابيل]] و[[شيث]]. مات وله من العمر تسعمائة وخمسون سنة، واختُلِف في موضع دفنه، فمنهم من قال: أنه دُفن في [[مكة]] ومنهم من قال: في [[بيت المقدس]]، وقد صرّحت أحاديث واردة عن [[أئمة أهل البيت]]{{عليهم السلام}} أنّ [[النبي نوح|نوحاً]]{{عليه السلام}} نقل جسد آدم بعد الطوفان إلى الغري. حيث مرقد [[أمير المؤمنين]] [[علي]]{{عليه السلام}} الآن.


==تسمية آدم==
==تسمية آدم==
جاء في معنى آدم: أدِمَ يأدَم، أَدَماً وأُدمةً، فهو آدَم. وأديمُ كل شيءٍ ظاهرُ جلدِه، وأَدَمَة الأرض وجههما، وقيل: سُمي آدم {{ع}} لأنه خُلق من أَدَمة الأرض، وقيل: من أدمةٍ جعلت فيه.<ref>الفراهيدي، كتاب العين، ص 20.</ref> وجاء في [[علل الشرائع]] عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} أنه قال: إنما سُمي آدم آدم لأنه خُلق من أديم الأرض.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 19.</ref>
جاء في معنى آدم: أدِمَ يأدَم، أَدَماً وأُدمةً، فهو آدَم. وأديمُ كل شيءٍ ظاهرُ جلدِه، وأَدَمَة الأرض وجههما، وقيل: سُمي آدم{{ع}} لأنه خُلق من أَدَمة الأرض، وقيل: من أدمةٍ جعلت فيه.<ref>الفراهيدي، كتاب العين، ص 20.</ref> وجاء في [[علل الشرائع]] عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} أنه قال: إنما سُمي آدم آدم لأنه خُلق من أديم الأرض.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 19.</ref>


==آدم في القرآن==
==آدم في القرآن==
{{مفصلة| القرآن الكريم}}
{{مفصلة|القرآن الكريم}}
قصة آدم كما جاءت في إحدى [[سور القرآن]]:
قصة آدم كما جاءت في إحدى [[سور القرآن]]:


سطر ٥٩: سطر ٥٩:
ولما خلق الله آدم قال للملائكة: {{قرآن|إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}}،<ref>البقرة: 30.</ref> قالوا ربنا: وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: تكون له ذرية، ويفسدون في الأرض، ويتحاسدون، ويقتل بعضهم بعضاً، فقالوا ربنا: {{قرآن|أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}}،<ref>البقرة: 30.</ref> قال: {{قرآن|إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}}.<ref>البقرة: 30.</ref><ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 1، ص 39.</ref>
ولما خلق الله آدم قال للملائكة: {{قرآن|إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}}،<ref>البقرة: 30.</ref> قالوا ربنا: وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: تكون له ذرية، ويفسدون في الأرض، ويتحاسدون، ويقتل بعضهم بعضاً، فقالوا ربنا: {{قرآن|أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}}،<ref>البقرة: 30.</ref> قال: {{قرآن|إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}}.<ref>البقرة: 30.</ref><ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 1، ص 39.</ref>


وقيل: إنّ الجن كانوا سكان الأرض قبل خلق آدم وكانوا يسفكون الدماء ويعصون الله، فلما قال الله للملائكة: {{قرآن|إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}}، قالوا: أتجعل فيها من يكون مثل الجن الذين كانوا يسفكون فيها الدماء ويفسدون فيها ويعصونك، ونحن:{{قرآن|نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}}، فقال الله لهم: {{قرآن|إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}}.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 1، ص 89.</ref>
وقيل: إنّ الجن كانوا سكان الأرض قبل خلق آدم وكانوا يسفكون الدماء ويعصون الله، فلما قال الله للملائكة: {{قرآن|إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}}، قالوا: أتجعل فيها من يكون مثل الجن الذين كانوا يسفكون فيها الدماء ويفسدون فيها ويعصونك، ونحن: {{قرآن|نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}}، فقال الله لهم: {{قرآن|إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}}.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 1، ص 89.</ref>


==بداية خلقه==
==بداية خلقه==
روي أنّ الله بعث [[الملائكة]] إلى الأرض لتأتيه بطينٍ منها، وقيل: أنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 23.</ref> وتركه الله تعالى حتى صار طيناً لازباً يلصق بعضه ببعض، ثم صوّره وتركه بلا روح من صلصال كالفخّار وهو قوله تعالى: {{قرآن|خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}}،<ref>الرحمن: 14.</ref> حتى أتى عليه مائة وعشرون سنة، وقيل: أربعون سنة وهو قوله تعالى: {{قرآن| هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً}}،<ref>الرحمن: 1</ref> فكانت الملائكة تمرّ به فيفزعون منه وكان أشدهم فزعاً إبليس،<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 69. </ref> ثم نفخ الله تعالى في آدم من روحه {{قرآن| وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}}.<ref>سورة الحجر: 29. </ref>
روي أنّ الله بعث [[الملائكة]] إلى الأرض لتأتيه بطينٍ منها، وقيل: أنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 23.</ref> وتركه الله تعالى حتى صار طيناً لازباً يلصق بعضه ببعض، ثم صوّره وتركه بلا روح من صلصال كالفخّار وهو قوله تعالى: {{قرآن|خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}}،<ref>الرحمن: 14.</ref> حتى أتى عليه مائة وعشرون سنة، وقيل: أربعون سنة وهو قوله تعالى: {{قرآن|هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً}}،<ref>الرحمن: 1</ref> فكانت الملائكة تمرّ به فيفزعون منه وكان أشدهم فزعاً إبليس،<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 69. </ref> ثم نفخ الله تعالى في آدم من روحه {{قرآن|وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}}.<ref>سورة الحجر: 29. </ref>


==تعليمه الأسماء==
==تعليمه الأسماء==
سطر ٧٠: سطر ٧٠:
{{مفصلة| الملائكة}}
{{مفصلة| الملائكة}}
[[ملف:سجده فرشتگان بر حضرت آدم- کتاب حبیب السیر- قرن شانزدهم.jpg|180px|تصغير|لوحة سجود الملائكة لآدم (ع)، في كتاب [[حبيب السير]]]]
[[ملف:سجده فرشتگان بر حضرت آدم- کتاب حبیب السیر- قرن شانزدهم.jpg|180px|تصغير|لوحة سجود الملائكة لآدم (ع)، في كتاب [[حبيب السير]]]]
بعد أن نفخ الله تعالى الروح في آدم أمر الملائكة ب[[السجود]] له تعظيماً وتشريفاً، فسجدوا جميعاً إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين استكباراً منه على آدم، فقال الله له: {{قرآن| مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}}،<ref>سورة ص: 75.</ref> قال إبليس: {{قرآن| قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}}،<ref>سورة ص: 76.</ref> والنار أشرف من الطين وأنا الذي كنت مستخلفاً في الأرض وأنا الذي عبدتك في سمائك وأرضك، قال الله له: {{قرآن|فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}}،<ref>سورة ص: 77-78. </ref> فكان ذلك جزاءَ إبليس لعصيانه لأمر الله وخروجه من [[الجنة]] إلى الأرض، وكان هذا سبباً لكراهية إبليس لآدم وذريته وتوعده لهم بأغوائهم أجمعين.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 1، ص 40. </ref>
بعد أن نفخ الله تعالى الروح في آدم أمر الملائكة ب[[السجود]] له تعظيماً وتشريفاً، فسجدوا جميعاً إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين استكباراً منه على آدم، فقال الله له: {{قرآن|مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}}،<ref>سورة ص: 75.</ref> قال إبليس: {{قرآن|قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}}،<ref>سورة ص: 76.</ref> والنار أشرف من الطين وأنا الذي كنت مستخلفاً في الأرض وأنا الذي عبدتك في سمائك وأرضك، قال الله له: {{قرآن|فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}}،<ref>سورة ص: 77-78. </ref> فكان ذلك جزاءَ إبليس لعصيانه لأمر الله وخروجه من [[الجنة]] إلى الأرض، وكان هذا سبباً لكراهية إبليس لآدم وذريته وتوعده لهم بأغوائهم أجمعين.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 1، ص 40. </ref>


===معنى السجود===
===معنى السجود===
{{مفصلة| السجود}}
{{مفصلة| السجود}}
أُختلف في معنى السجود، فقيل: هو تسخيرهم لآدم وولده، وقيل: هو التواضع، وقيل: إنّ السجود المأمور به كان الإيماء دون السجود المستوفي في [[الصلاة]] بوضع الجبهة على الأرض، أي: كالذي يفعله الناس في لقاء عظمائهم من الخضوع والتواضع تشريفاً وتعظيماً لهم وليس بالسجود التام، وقيل: هو السجود المستوفي المأمور بمثله في [[الصلاة]] وهو وضع الجبهة على الأرض، ودليلهم ما جاء في قوله تعالى: {{قرآن| فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ}}،<ref> الحجر: 29.</ref> ومعناه الإنحناء التام بالخرور والسقوط على الأرض، وقيل: هو [[عبادة]] أقيمت لله تعالى؛ لأنه كان بأمره وكان آدم قِبلة لها، وقيل: بيان قدره وتخصيصه، وقيل: تحيةً له ولم تكن عبادة.<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 81.</ref>
أُختلف في معنى السجود، فقيل: هو تسخيرهم لآدم وولده، وقيل: هو التواضع، وقيل: إنّ السجود المأمور به كان الإيماء دون السجود المستوفي في [[الصلاة]] بوضع الجبهة على الأرض، أي: كالذي يفعله الناس في لقاء عظمائهم من الخضوع والتواضع تشريفاً وتعظيماً لهم وليس بالسجود التام، وقيل: هو السجود المستوفي المأمور بمثله في [[الصلاة]] وهو وضع الجبهة على الأرض، ودليلهم ما جاء في قوله تعالى: {{قرآن|فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ}}،<ref> الحجر: 29.</ref> ومعناه الإنحناء التام بالخرور والسقوط على الأرض، وقيل: هو [[عبادة]] أقيمت لله تعالى؛ لأنه كان بأمره وكان آدم قِبلة لها، وقيل: بيان قدره وتخصيصه، وقيل: تحيةً له ولم تكن عبادة.<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 81.</ref>


==خروجه من الجنة==
==خروجه من الجنة==
بعد أن قال [[الله]] تعالى لآدم: {{قرآن| يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}}،<ref>البقرة: 35.</ref> حضر [[إبليس]] عند شجرة البُر (القمح)، وأخذ حبةً منها، وجاء بها إليهما، وقال: انظر إلى هذه، ليست فيها فاكهة ألّطف وأطيب من هذه، فكلا منها، فقالا: نُهينا عنها، فقال: {{قرآن| مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}}،<ref>الأعراف: 20.</ref> فأيكما بادر إلى أكلها فله الغلبة على صاحبه، فسبقت إليها زوجته [[حواء]]، ثم أكل منها آدم بعدها، فقال الله لهما: {{قرآن| أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ}}،<ref>الأعراف: 22.</ref> فطلب آدم وحواء المغفرة من ربهما وقالا: {{قرآن| رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}}،<ref>الأعراف: 23.</ref> فقال الله لهم: لا يجاورني من عصاني، وقال: {{قرآن|اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}}،<ref>الأعراف: 24.</ref> فجاء آدم إلى باب الجنة فرأى طيب الجنة وبهجتها وشجرة طوبى وأغصان سُدرة المنتهى وظِل [[العرش]] وجمال [[الحور العين|الحور]] وبهاء القصور، فبكى وودع كل واحد منها حتى بكت عليه أشجار الجنة كلها.<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 92-97.</ref>
بعد أن قال [[الله]] تعالى لآدم: {{قرآن|يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}}،<ref>البقرة: 35.</ref> حضر [[إبليس]] عند شجرة البُر (القمح)، وأخذ حبةً منها، وجاء بها إليهما، وقال: انظر إلى هذه، ليست فيها فاكهة ألّطف وأطيب من هذه، فكلا منها، فقالا: نُهينا عنها، فقال: {{قرآن| مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}}،<ref>الأعراف: 20.</ref> فأيكما بادر إلى أكلها فله الغلبة على صاحبه، فسبقت إليها زوجته [[حواء]]، ثم أكل منها آدم بعدها، فقال الله لهما: {{قرآن|أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ}}،<ref>الأعراف: 22.</ref> فطلب آدم وحواء المغفرة من ربهما وقالا: {{قرآن|رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}}،<ref>الأعراف: 23.</ref> فقال الله لهم: لا يجاورني من عصاني، وقال: {{قرآن|اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}}،<ref>الأعراف: 24.</ref> فجاء آدم إلى باب الجنة فرأى طيب الجنة وبهجتها وشجرة طوبى وأغصان سُدرة المنتهى وظِل [[العرش]] وجمال [[الحور العين|الحور]] وبهاء القصور، فبكى وودع كل واحد منها حتى بكت عليه أشجار الجنة كلها.<ref>البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 92-97.</ref>


===مكان الجنة===
===مكان الجنة===
سطر ٩٠: سطر ٩٠:
==توبته==
==توبته==
{{مفصلة| التوبة}}
{{مفصلة| التوبة}}
بعد أن وسوس الشيطان لآدم و[[حواء]]، وأكلا من الشجرة التي نهاهما [[الله  |الله تعالى]] عنها فقال لهم: {{قرآن|أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}}،<ref>الأعراف: 22.</ref> فردّ آدم وحواء: {{قرآن| رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}}،<ref>الأعراف: 23.</ref> اعترافاً منهما ورجوعاً إلى الإنابة وافتقاراً منهما إليه تعالى. وبعد هبوطهما إلى الأرض تلقى آدم [[التوبة]] من ربه بقوله تعالى: {{قرآن| فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}}، <ref>البقرة: 37.</ref> وقيل: بكى آدم على خطيئته سبعين عاماً، وقيل أنّ الكلمات التي تلقاها آدم هي: «'''اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إني ظلمت نفسي، فاغفر لي إنك خير الغافرين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الراحمين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، اللهم إني ظلمت نفسي فتبّ عليّ إنك أنت التواب الرحيم'''».<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 1، ص 184-190.</ref> وورد في [[الروايات|روايات]] [[أهل البيت(ع)|أهل البيت]]{{هم}} أنَّ الكلمات التي دعا بها آدم الله تعالى لكي يغفر له هي أنه سأله بحقّ: '''[[محمد]] و[[علي]] و[[فاطمة]] و[[الحسن]] و[[الحسين]]{{عليهم السلام}}''' أن يتوب عليه.<ref>البحراني، البرهان، ج 1، ص 153.</ref>
بعد أن وسوس الشيطان لآدم و[[حواء]]، وأكلا من الشجرة التي نهاهما [[الله  |الله تعالى]] عنها فقال لهم: {{قرآن|أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}}،<ref>الأعراف: 22.</ref> فردّ آدم وحواء: {{قرآن|رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}}،<ref>الأعراف: 23.</ref> اعترافاً منهما ورجوعاً إلى الإنابة وافتقاراً منهما إليه تعالى. وبعد هبوطهما إلى الأرض تلقى آدم [[التوبة]] من ربه بقوله تعالى: {{قرآن| فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}}، <ref>البقرة: 37.</ref> وقيل: بكى آدم على خطيئته سبعين عاماً، وقيل أنّ الكلمات التي تلقاها آدم هي: «'''اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إني ظلمت نفسي، فاغفر لي إنك خير الغافرين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الراحمين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، اللهم إني ظلمت نفسي فتبّ عليّ إنك أنت التواب الرحيم'''».<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 1، ص 184-190.</ref> وورد في [[الروايات|روايات]] [[أهل البيت(ع)|أهل البيت]]{{هم}} أنَّ الكلمات التي دعا بها آدم الله تعالى لكي يغفر له هي أنه سأله بحقّ: '''[[محمد]] و[[علي]] و[[فاطمة]] و[[الحسن]] و[[الحسين]]{{عليهم السلام}}''' أن يتوب عليه.<ref>البحراني، البرهان، ج 1، ص 153.</ref>


==أبناؤه==
==أبناؤه==
مستخدم مجهول