انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة البينة»

ط
علامات ترقيم
imported>Alkazale
imported>Nabavi
ط (علامات ترقيم)
سطر ٦: سطر ٦:
==متن السورة==
==متن السورة==


 {{قرآن| لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}} <ref>القرآن الكريم - سورة البينة.</ref>
 {{قرآن| لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}}.<ref>القرآن الكريم - سورة البينة.</ref>


==أسماء السورة==
==أسماء السورة==
سميت هذه السورة (سورة البينة) للآية الأولى التي تبتدئ بها ويذكر فيها قوله تعالى:{{قرآن|حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}}، كما تسمّى أيضاً بسورة( لم يكن)، وسورة البريّة وسورة القيّمة، لمناسبة أنّ هذه الكلمات وردت في [[الآيات القرآنية|آياتها الكريمة]]. <ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 364.</ref> وذُكر أيضاً أنها تسمى بسورة [[القيامة]] وسورة البلد وسورة المنفكين.<ref> الألوسي، روح المعاني، ج 30، ص 589.</ref>
سميت هذه السورة (سورة البينة) للآية الأولى التي تبتدئ بها ويذكر فيها قوله تعالى:{{قرآن|حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}}، كما تسمّى أيضاً بسورة( لم يكن)، وسورة البريّة وسورة القيّمة، لمناسبة أنّ هذه الكلمات وردت في [[الآيات القرآنية|آياتها الكريمة]].<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 364.</ref> وذُكر أيضاً أنها تسمى بسورة [[القيامة]] وسورة البلد وسورة المنفكين.<ref> الآلوسي، روح المعاني، ج 30، ص 589.</ref>


==معنى تسميةالسورة==
==معنى تسميةالسورة==
'''البينة،''' بمعنى: الحجة الواضحة<ref> الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 1805.</ref>، وهو [[محمد (ص)|الرسول محمد]] {{صل}}<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 37.</ref>، الذي هو بدل عن البينة، أي: هو الذي سبق ذكره في [[التوراة]] و[[الأنجيل]] على لسان [[النبي موسى|موسى]] و[[النبي عيسى|عيسى]]{{عليهم السلام}}.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 40.</ref> وقيل: أنّ المراد من البينة مطلق [[الرسول (توضيح)|الرسل]] <ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 40.</ref>، وقيل أيضاً: المراد بها [[القرآن الكريم]].<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 40.</ref>
'''البينة،''' بمعنى: الحجة الواضحة<ref> الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 1805.</ref>، وهو [[محمد (ص)|الرسول محمد]]{{صل}}،<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 37.</ref> الذي هو بدل عن البينة، أي: هو الذي سبق ذكره في [[التوراة]] و[[الأنجيل]] على لسان [[النبي موسى|موسى]] و[[النبي عيسى|عيسى]]{{عليهم السلام}}.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 40.</ref> وقيل: أنّ المراد من البينة مطلق [[الرسول (توضيح)|الرسل]] <ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 40.</ref>، وقيل أيضاً: المراد بها [[القرآن الكريم]].<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 40.</ref>


==سبب ومكان نزول السورة==
==سبب ومكان نزول السورة==
سطر ١٨: سطر ١٨:


==ترتيب السورة وعدد آياتها==
==ترتيب السورة وعدد آياتها==
[[الآيات القرآنية|آياتها]] ثمانٍ، نزلت بعد [[سورة الطلاق]]، وترتيبها بين سور [[القرآن الكريم]] (98)، الجزء (30)، وهي مدنية وقيل: مكية. <ref>الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 1805.</ref>
[[الآيات القرآنية|آياتها]] ثمانٍ، نزلت بعد [[سورة الطلاق]]، وترتيبها بين سور [[القرآن الكريم]] (98)، الجزء (30)، وهي مدنية وقيل: مكية.<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 1805.</ref>


ذكر المفسرون: إنّ سياق [[الآيات]] يشير إلى أنّ [[الرسول محمد (ص)|الرسول]]{{صل}} من مصاديق الحجة البينة القائمة على الناس التي تقتضي قيامها السُنة الإلهية الجارية في عباده، وقيام الحجة على الذين كفروا بالدعوة الإسلامية من [[أهل الكتاب]] و[[المشركين]] بالدعوة النبوية، بمعنى: لم يكن الذين كفروا برسالة [[النبي]]{{صل}} أو بدعوته أو [[القرآن|بالقرآن]] لينفكوا حتى تأتيهم البينة، والبينة هي [[محمد]]{{صل}}.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 20، ص 386.</ref>
ذكر المفسرون: إنّ سياق [[الآيات]] يشير إلى أنّ [[الرسول محمد (ص)|الرسول]]{{صل}} من مصاديق الحجة البينة القائمة على الناس التي تقتضي قيامها السُنة الإلهية الجارية في عباده، وقيام الحجة على الذين كفروا بالدعوة الإسلامية من [[أهل الكتاب]] و[[المشركين]] بالدعوة النبوية، بمعنى: لم يكن الذين كفروا برسالة [[النبي]]{{صل}} أو بدعوته أو [[القرآن|بالقرآن]] لينفكوا حتى تأتيهم البينة، والبينة هي [[محمد]]{{صل}}.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 20، ص 386.</ref>
سطر ٢٥: سطر ٢٥:
معاني أهم مفردات السورة:<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، 365.</ref>
معاني أهم مفردات السورة:<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، 365.</ref>


* {{قرآن|أَهْلِ الْكِتَابِ}} اليهود والنصارى - سموا بذلك لأنهم أتباع [[النبي موسى|موسى]] و[[النبي عيسى|عيسى]]{{عليهما السلام}} صاحبي [[التوراة]] و[[الأنجيل]].
*{{قرآن|أَهْلِ الْكِتَابِ}} اليهود والنصارى - سموا بذلك لأنهم أتباع [[النبي موسى|موسى]] و[[النبي عيسى|عيسى]]{{عليهما السلام}} صاحبي [[التوراة]] و[[الأنجيل]].


* {{قرآن|الْمُشْرِكِينَ}} [[الوثنيين]] من العرب.
*{{قرآن|الْمُشْرِكِينَ}} [[الوثنيين]] من العرب.


* {{قرآن|مُنْفَكِّينَ}} منفصلين.
*{{قرآن|مُنْفَكِّينَ}} منفصلين.


* {{قرآن|الْبَيِّنَةُ}} الحجة الواضحة.
*{{قرآن|الْبَيِّنَةُ}} الحجة الواضحة.


* {{قرآن|يَتْلُو}} يقرأ.
*{{قرآن|يَتْلُو}} يقرأ.


* {{قرآن|صُحُفًا مُطَهَّرَةً}} مفردها صحيفة وهي ما يكتب فيها، ومطهرة، أي: مبرأة من [[الزور]] و[[الغش]] و[[التحريف]].
*{{قرآن|صُحُفًا مُطَهَّرَةً}} مفردها صحيفة وهي ما يكتب فيها، ومطهرة، أي: مبرأة من [[الزور]] و[[الغش]] و[[التحريف]].


* {{قرآن|كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}} مستقيمة لا عوج فيها لأنها تحمل الحقّ.
*{{قرآن|كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}} مستقيمة لا عوج فيها لأنها تحمل الحقّ.


* {{قرآن|تَفَرَّقَ}} انقسم وتوزّع واختلف.
*{{قرآن|تَفَرَّقَ}} انقسم وتوزّع واختلف.


* {{قرآن|حُنَفَاءَ}} مفردها حنيف وهو المائل المنحرف.
*{{قرآن|حُنَفَاءَ}} مفردها حنيف وهو المائل المنحرف.


* {{قرآن|دِينُ الْقَيِّمَةِ}} الملّة المستقيمة.
*{{قرآن|دِينُ الْقَيِّمَةِ}} الملّة المستقيمة.


* {{قرآن| الْبَرِيَّةِ}} هم الخلق والناس، والبارئ، أي: الخالق.
*{{قرآن| الْبَرِيَّةِ}} هم الخلق والناس، والبارئ، أي: الخالق.


* {{قرآن|جَزَاؤُهُمْ}} مكافأتهم.
*{{قرآن|جَزَاؤُهُمْ}} مكافأتهم.


* {{قرآن|جَنَّاتُ عَدْنٍ}} [[الجنة|جنات]] إقامة واستقرار.
*{{قرآن|جَنَّاتُ عَدْنٍ}} [[الجنة|جنات]] إقامة واستقرار.


* {{قرآن|خَشِيَ رَبَّهُ}} خافه ولم يخالفه.
*{{قرآن|خَشِيَ رَبَّهُ}} خافه ولم يخالفه.


==فضيلة السورة==
==فضيلة السورة==
روي في فضيلة تلاوة هذه السورة عن [[النبي]]{{صل}} أنه قال: « لو يعلم الناس ما في (لم يكن) لعطلوا الأهل والمال وتعلموها، فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الأجر يا [[رسول الله]]؟ فقال: لا يقرأها [[المنافق|منافق]] أبداً ولا عبد في قلبه شكّ في [[الله|الله عزّوجلّ]]، والله إنّ [[الملائكة]] المقربين ليقرؤونها منذ خلق الله السموات والارض لا يفترون عن قراءتها، وما من عبدٍ يقرؤها بليلٍ إلا بعث الله ملائكة يحفظونه في [[الدين الإسلامي|دينه]] ودنياه ويدعون له بالمغفرة والرحمة، فإن قرأها نهاراً أُعطي عليها من الثواب مثل ما أضاء عليه النهار وأظلم عليه الليل».<ref>الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 216</ref>
روي في فضيلة تلاوة هذه السورة عن [[النبي]]{{صل}} أنه قال: «لو يعلم الناس ما في (لم يكن) لعطلوا الأهل والمال وتعلموها، فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الأجر يا [[رسول الله]]؟ فقال: لا يقرأها [[المنافق|منافق]] أبداً ولا عبد في قلبه شكّ في [[الله|الله عزّوجلّ]]، والله إنّ [[الملائكة]] المقربين ليقرؤونها منذ خلق الله السموات والارض لا يفترون عن قراءتها، وما من عبدٍ يقرؤها بليلٍ إلا بعث الله ملائكة يحفظونه في [[الدين الإسلامي|دينه]] ودنياه ويدعون له بالمغفرة والرحمة، فإن قرأها نهاراً أُعطي عليها من الثواب مثل ما أضاء عليه النهار وأظلم عليه الليل».<ref>الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 216</ref>


وعن [[الإمام الباقر]]{{ع}} قال: « من قرأها كان بريئاً من [[الشرك]] وأُدخل في [[الدين الإسلامي|دين محمد]]{{صل}}، وبعثه الله عزّوجلّ [[المؤمن|مؤمناً]]، وحاسبه [[الله]] حساباً يسيراً».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 821.</ref>
وعن [[الإمام الباقر]]{{ع}} قال: « من قرأها كان بريئاً من [[الشرك]] وأُدخل في [[الدين الإسلامي|دين محمد]]{{صل}}، وبعثه الله عزّوجلّ [[المؤمن|مؤمناً]]، وحاسبه [[الله]] حساباً يسيراً».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 821.</ref>
مستخدم مجهول