مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الدولة الصفوية»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Maytham |
imported>Maytham لا ملخص تعديل |
||
سطر ٩: | سطر ٩: | ||
===أصلهم=== | ===أصلهم=== | ||
[[ملف:بقعه شیخ صفی الدین اردبیلی.bmp|تصغير|مرقد الشيخ صفي الدين]] | [[ملف:بقعه شیخ صفی الدین اردبیلی.bmp|تصغير|مرقد الشيخ صفي الدين]] | ||
إنَّ أصل السلالة الصفوية من [[أذربيجان]]<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 7.</ref> وهي أسرة [[إيرانية]] عريقة<ref>فلسفي، إيران وعلاقاتها الخارجية في العصر الصفوي، ز.</ref> وتنتسب إلى [[الشيخ صفي الدين اسحاق الأردبيلي]] (650_735 هـ) وكان شيخا للطريقة [[الصوفية]] وله زاوية في مدينة [[أردبيل]].<ref>فلسفي، إيران وعلاقاتها الخارجية في العصر الصفوي، ج.</ref> يعد الشيخ صفي الدين أحد تلاميذ الشيخ زاهد الكيلاني الذي فضّله على ابنه وفوّضه إرشاد مريديه، وبعد وفاة زاهد الكيلاني حظى الشيخ صفي الدين بمقام كبير.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، | إنَّ أصل السلالة الصفوية من [[أذربيجان]]<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 7.</ref> وهي أسرة [[إيرانية]] عريقة<ref>فلسفي، إيران وعلاقاتها الخارجية في العصر الصفوي، ز.</ref> وتنتسب إلى [[الشيخ صفي الدين اسحاق الأردبيلي]] (650_735 هـ) وكان شيخا للطريقة [[الصوفية]] وله زاوية في مدينة [[أردبيل]].<ref>فلسفي، إيران وعلاقاتها الخارجية في العصر الصفوي، ج.</ref> يعد الشيخ صفي الدين أحد تلاميذ الشيخ زاهد الكيلاني الذي فضّله على ابنه وفوّضه إرشاد مريديه، وبعد وفاة زاهد الكيلاني حظى الشيخ صفي الدين بمقام كبير.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 15.</ref> وتشير أغلب المصادر التاريخية على أنه كان [[شافعي]] المذهب، كما وتشير بعض المصادر إلى أن نسبه يعود لل[[إمام موسى الكاظم (ع)]].<ref>فلسفي، إيران وعلاقاتها الخارجية في العصر الصفوي، ج.</ref> اعتنق الخواجة علي سياه بوش الحفيد الأول لشيخ صفي الدين [[المذهب الاثني عشري]]، وعمل على بث مذهبه في الولايات المجاورة فالتفّ حوله عشرات الآلاف.<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 8 و38.</ref> | ||
===التأسيس=== | ===التأسيس=== | ||
سطر ١٥: | سطر ١٥: | ||
نتيجة لضعف [[الدولة الإيلخانية]] تعرضت البلاد لموجة مغولية_تركية بقيادة تيمور لنك ولكن لم تلبث دولته حتى تفككت بسرعة بعد وفاته، فساءت الأوضاع السياسية في [[إيران]]<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 18.</ref> وكانت ظروف ظهور الدولة الصفوية نتيجة لتفتت الامبراطورية [[التيمورية]] حيث كانت إيران تعاني فوضى الانقسام بين ملوك ضعاف،<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 7.</ref> حيث شهدت إيران في تلك المرحلة الزمنية دويلات صغيرة في الأجزاء والولايات المختلفة، منها بقايا الأسرة الكوركانية الحاكمة في [[هرات]] ومراد ميرزا سلطان آق قويونلو في [[العراق]] وفارس، وحسن كيا الحاكم في فيروز كوه وغور و[[سمنان]] وغربي [[خراسان]]، وعلاء الدولة ذو القدر الذي كان يحكم إمارة ذي القدرية على الحدود بين [[العثمانيين]] والمماليك، وغيرهم من الأمراء الذين كانوا يحكمون مدن إيرانية أخرى.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج3، ص 19 و20. </ref> | نتيجة لضعف [[الدولة الإيلخانية]] تعرضت البلاد لموجة مغولية_تركية بقيادة تيمور لنك ولكن لم تلبث دولته حتى تفككت بسرعة بعد وفاته، فساءت الأوضاع السياسية في [[إيران]]<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 18.</ref> وكانت ظروف ظهور الدولة الصفوية نتيجة لتفتت الامبراطورية [[التيمورية]] حيث كانت إيران تعاني فوضى الانقسام بين ملوك ضعاف،<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 7.</ref> حيث شهدت إيران في تلك المرحلة الزمنية دويلات صغيرة في الأجزاء والولايات المختلفة، منها بقايا الأسرة الكوركانية الحاكمة في [[هرات]] ومراد ميرزا سلطان آق قويونلو في [[العراق]] وفارس، وحسن كيا الحاكم في فيروز كوه وغور و[[سمنان]] وغربي [[خراسان]]، وعلاء الدولة ذو القدر الذي كان يحكم إمارة ذي القدرية على الحدود بين [[العثمانيين]] والمماليك، وغيرهم من الأمراء الذين كانوا يحكمون مدن إيرانية أخرى.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج3، ص 19 و20. </ref> | ||
وفي ظل الإرباك الذي كانت تشهده [[إيران]] استطاع [[إسماعيل بن حيدر]] أن يجمع حوله الأتباع، وأن ينتصر على أسرة "آق قويونلو" [[سنة 907 للهجرة]]، في [[أذربيجان]] والعراق،<ref>شاكر، التاريخ الإسلامي، ص 11</ref> وابتدأ اسماعيل حملاته العسكرية على أعدائه وبمحاربة مراد ميرزا آق قويونلو وتمكن من دحره قرب مدينة [[أصفهان]] في مكان يسمى أله قوقي<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، | وفي ظل الإرباك الذي كانت تشهده [[إيران]] استطاع [[إسماعيل بن حيدر]] أن يجمع حوله الأتباع، وأن ينتصر على أسرة "آق قويونلو" [[سنة 907 للهجرة]]، في [[أذربيجان]] والعراق،<ref>شاكر، التاريخ الإسلامي، ص 11</ref> وابتدأ اسماعيل حملاته العسكرية على أعدائه وبمحاربة مراد ميرزا آق قويونلو وتمكن من دحره قرب مدينة [[أصفهان]] في مكان يسمى أله قوقي<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 19 و20.</ref> ثم انتقل إلى [[تبريز]] وجعلها قاعدة له، وأخضع الولاة التيمورين.<ref>شاكر، التاريخ الإسلامي، ص 11</ref> فسيطر على أصفهان و[[يزد]] وكرمان وجنوبي [[خراسان]] وضرب النقود باسمه. وكتب عليها "لا إله إلا الله، [[محمد]] رسول الله، [[علي]] ولي الله،<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 18 و55</ref> ومن ثم قضى على الأوزبك وسيطر على جميع خراسان بما فيها [[مشهد]] ومرو وهكذا أمحى فتنة كانت تهدد إيران و[[الهند]] من جانب الأتراك.<ref>اقبال، تاريخ إيران بعد الإسلام، ص 643.</ref> | ||
وبحلول [[سنة 914 هـ]] تمكن الشاه اسماعيل من قمع جميع مخالفيه في الداخل وسيطر على نواحي مختلفة من جملتها [[كيلان]] ومازندران و[[كرجستان]]، وبعد معركة لم تدم طويلا استولى على [[بغداد]] أيضا.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج3، ص 20</ref> وانطلقت للتوسع في الشرق والغرب باتجاه خراسان و[[أفغانستان]] وأذربيجان و[[العراق]] وديار بكر، وبلاد الكرج في الشمال.<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 7.</ref> | وبحلول [[سنة 914 هـ]] تمكن الشاه اسماعيل من قمع جميع مخالفيه في الداخل وسيطر على نواحي مختلفة من جملتها [[كيلان]] ومازندران و[[كرجستان]]، وبعد معركة لم تدم طويلا استولى على [[بغداد]] أيضا.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج3، ص 20</ref> وانطلقت للتوسع في الشرق والغرب باتجاه خراسان و[[أفغانستان]] وأذربيجان و[[العراق]] وديار بكر، وبلاد الكرج في الشمال.<ref>طقوش، تاريخ الدولة الصفوية، ص 7.</ref> | ||
سطر ٦٠: | سطر ٦٠: | ||
حضيت الدولة الصفوية بمكانة مرموقة بين [[إيران|الإيرانيين]] فأعادت الوحدة والسيادة الإيرانية،<ref>فلسفي، نصر الله، إيران وعلاقاتها الخارجية في العصر الصفوي، ص ج.</ref> حيث وحّد الصفويون بلاد إيران بعد فترة طويلة من الشَتات والنزاعات الدامية<ref>المهاجر، الهجرة العالمية، ص 15.</ref> وتردي الأوضاع السياسية والاجتماعية.<ref>طقوش، محمد سهيل، تاريخ الدولة الصفوية، ص 7.</ref> خصوصا إبان الهجوم [[المغولي]]، بل ونجحوا في بعض الفترات من مد دولتهم إلى الحجم الذي كانت عليه الأمبراطورية الفارسية زمن [[الساسانيين]].<ref>المهاجر، الهجرة العالمية، ص 15.</ref> فقبل ظهور الحركة الصفوية _التي أفضت إلى قيام دولة وحضارة_ لم تشهد إيران نهوضا حقيقيا ككيان سياسي له استقلاليته، بل كانت إيران قبل ذلك جزء من [[العالم الإسلامي]] ولا تؤطرها أية أطر سياسية، بالرغم من احتفاظها بكيان اجتماعي وبقايا الحضارة والمدنية. كما وكانت أشبه بكرة يتقاذفها أمراء [[تركية|أتراك]] أو مغول باستثناء [[دولة السربدران]] التي ظهرت في رقعة جغرافية محدودة ولمدة زمنية محدودة.<ref>السيد، نشوء وسقوط الدولة الصفوية، ص 15.</ref> | حضيت الدولة الصفوية بمكانة مرموقة بين [[إيران|الإيرانيين]] فأعادت الوحدة والسيادة الإيرانية،<ref>فلسفي، نصر الله، إيران وعلاقاتها الخارجية في العصر الصفوي، ص ج.</ref> حيث وحّد الصفويون بلاد إيران بعد فترة طويلة من الشَتات والنزاعات الدامية<ref>المهاجر، الهجرة العالمية، ص 15.</ref> وتردي الأوضاع السياسية والاجتماعية.<ref>طقوش، محمد سهيل، تاريخ الدولة الصفوية، ص 7.</ref> خصوصا إبان الهجوم [[المغولي]]، بل ونجحوا في بعض الفترات من مد دولتهم إلى الحجم الذي كانت عليه الأمبراطورية الفارسية زمن [[الساسانيين]].<ref>المهاجر، الهجرة العالمية، ص 15.</ref> فقبل ظهور الحركة الصفوية _التي أفضت إلى قيام دولة وحضارة_ لم تشهد إيران نهوضا حقيقيا ككيان سياسي له استقلاليته، بل كانت إيران قبل ذلك جزء من [[العالم الإسلامي]] ولا تؤطرها أية أطر سياسية، بالرغم من احتفاظها بكيان اجتماعي وبقايا الحضارة والمدنية. كما وكانت أشبه بكرة يتقاذفها أمراء [[تركية|أتراك]] أو مغول باستثناء [[دولة السربدران]] التي ظهرت في رقعة جغرافية محدودة ولمدة زمنية محدودة.<ref>السيد، نشوء وسقوط الدولة الصفوية، ص 15.</ref> | ||
وكان لظهور الدولة الصفوية تأثير كبير من النواحي السياسية والاجتماعية و[[الدين|الدينية]]، ولم يقتصر أثرها على [[إيران]] وحدها بل تعداها إلى [[العراق]] وتركيا و[[أفغانستان]] والهند،<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، | وكان لظهور الدولة الصفوية تأثير كبير من النواحي السياسية والاجتماعية و[[الدين|الدينية]]، ولم يقتصر أثرها على [[إيران]] وحدها بل تعداها إلى [[العراق]] وتركيا و[[أفغانستان]] والهند،<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 18</ref> ورغم اعتزاز الإيرانيون بهذه الدولة واعتبارها امبراطورية [[فارسية]] ولکن تشير المصادر إلى غياب حالات التمييز العنصري على المستوى الرسمي والشعبي، إذ هناك تشجيع لهجرة العلماء من [[لبنان]]، وإسناد مناصب حساسة لعناصر [[عربية]].<ref>السيد، نشوء وسقوط الدولة الصفوية، ص 29.</ref> | ||
==الصفوية والتشيع== | ==الصفوية والتشيع== | ||
سطر ٧٦: | سطر ٧٦: | ||
وبعد الحكم المغولي أسست [[السربدارية]] _التي بدأت كحركة شيعية_ دولة منتظرة لظهور [[الإمام المهدي]] وذلك بعد أن تحولت إلى حركة عسكرية<ref>كولن: ص 104</ref> وبعدها تبنت دولة قراقويونلو المذهب الشيعي، وكان حدود هذه الدولة من [[بغداد]] إلى [[تبريز]] ومن هناك إلى [[إصفهان]]، وتعتبر دولة قراقويونلو هي الممهدة الحقيقية لظهور الدولة الصفوية الشيعية.<ref>جعفريان، رسول، تاريخ تشيع در إيران، ص 16</ref> | وبعد الحكم المغولي أسست [[السربدارية]] _التي بدأت كحركة شيعية_ دولة منتظرة لظهور [[الإمام المهدي]] وذلك بعد أن تحولت إلى حركة عسكرية<ref>كولن: ص 104</ref> وبعدها تبنت دولة قراقويونلو المذهب الشيعي، وكان حدود هذه الدولة من [[بغداد]] إلى [[تبريز]] ومن هناك إلى [[إصفهان]]، وتعتبر دولة قراقويونلو هي الممهدة الحقيقية لظهور الدولة الصفوية الشيعية.<ref>جعفريان، رسول، تاريخ تشيع در إيران، ص 16</ref> | ||
فقبل الصفويين كان للوجود [[الشيعي]] تأثير واضح في مجريات الأحداث السياسية والاجتماعية.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، | فقبل الصفويين كان للوجود [[الشيعي]] تأثير واضح في مجريات الأحداث السياسية والاجتماعية.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 12</ref> ولكن رغم كل ما ذُكر، بعد أن فتح [[الشاه اسماعيل]] تبريز عجز عن العثور على أي مدونة عن المبادئ العامة للإمامية ما عدا مخطوطة في [[الفقه]] للعلامة الحلي.<ref>كولن، ص 100</ref> | ||
===انتشار التشيع إبان الحكم الصفوي=== | ===انتشار التشيع إبان الحكم الصفوي=== | ||
سطر ٨٢: | سطر ٨٢: | ||
اتخذت الدولة الصفوية [[المذهب الشيعي]] عقيدة لها، واستفادت من حماس الشيعة في مقاتلة خصومها.<ref>شاكر، التاريخ الإسلامي، ص 11</ref> | اتخذت الدولة الصفوية [[المذهب الشيعي]] عقيدة لها، واستفادت من حماس الشيعة في مقاتلة خصومها.<ref>شاكر، التاريخ الإسلامي، ص 11</ref> | ||
وبالواقع فباتخاذ الصفويين المذهب الشيعي مذهبا رسميا لدولتهم وسعيهم لتقوية هذا المذهب استطاعوا أن يخلقوا من [[إيران]] دولة قوية وموحدة بعد أن كانت جزءً من [[الخلافة الإسلامية]] وأصبح المذهب الشيعي عاملا قويا ودينيا لدفع الإيرانيين ليقاوموا بشدة تسلط [[الدولة العثمانية]] المدعية وراثة الخلافة الإسلامية.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، | وبالواقع فباتخاذ الصفويين المذهب الشيعي مذهبا رسميا لدولتهم وسعيهم لتقوية هذا المذهب استطاعوا أن يخلقوا من [[إيران]] دولة قوية وموحدة بعد أن كانت جزءً من [[الخلافة الإسلامية]] وأصبح المذهب الشيعي عاملا قويا ودينيا لدفع الإيرانيين ليقاوموا بشدة تسلط [[الدولة العثمانية]] المدعية وراثة الخلافة الإسلامية.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 24.</ref> | ||
واستخدمت عدة وسائل لنشر مذهب التشيع، منها الدعاية والإقناع النفسي.<ref>علي الوردي، الصفوية التاريخ، ص 17</ref> | واستخدمت عدة وسائل لنشر مذهب التشيع، منها الدعاية والإقناع النفسي.<ref>علي الوردي، الصفوية التاريخ، ص 17</ref> | ||
كما واستطاعت أن تسيطر الدولة الصفوية إضافة إلى إيران على أهم مدينتين شيعية في [[العراق]] وهي [[النجف]] و''[[كربلاء]]''.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، | كما واستطاعت أن تسيطر الدولة الصفوية إضافة إلى إيران على أهم مدينتين شيعية في [[العراق]] وهي [[النجف]] و''[[كربلاء]]''.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 20.</ref> | ||
هناك آراء عدة في نشر التشيع على يد الصفويين ويعتبر البعض أن الصفويين فرضوا التشيع بقوة السيف على الشعب بأكمله، وهناك من يذهب إلى أن التشيع كان منتشرا في البلاد فاستفاد الصفويون من ذلك ليوحدوا الشعب ويسهلون في عملية نشره بشكل أكبر.<ref>المهاجر، الهجرة العالمية إلى إيران، ص 109.</ref> كما وكان التشيع و[[التسنن]] يشهد تقاربا كبيرا في تلك الفترة، حيث كان التسنن الإثني عشري منتشرا في إيران، فرغم أن الشعب كانوا يتبعون المذهب السني، ولكن في الوقت نفسه كانوا يحملون حبا عميقا ل[[أهل البيت (ع)]].<ref>السيد، نشوء وسقوط الدولة الصفوية، ص 36.</ref> | هناك آراء عدة في نشر التشيع على يد الصفويين ويعتبر البعض أن الصفويين فرضوا التشيع بقوة السيف على الشعب بأكمله، وهناك من يذهب إلى أن التشيع كان منتشرا في البلاد فاستفاد الصفويون من ذلك ليوحدوا الشعب ويسهلون في عملية نشره بشكل أكبر.<ref>المهاجر، الهجرة العالمية إلى إيران، ص 109.</ref> كما وكان التشيع و[[التسنن]] يشهد تقاربا كبيرا في تلك الفترة، حيث كان التسنن الإثني عشري منتشرا في إيران، فرغم أن الشعب كانوا يتبعون المذهب السني، ولكن في الوقت نفسه كانوا يحملون حبا عميقا ل[[أهل البيت (ع)]].<ref>السيد، نشوء وسقوط الدولة الصفوية، ص 36.</ref> | ||
سطر ١٣١: | سطر ١٣١: | ||
===العلاقات مع العثمانيين=== | ===العلاقات مع العثمانيين=== | ||
مع سيطرة الصفويين على [[بغداد]]، طُوقت [[الدولة العثمانية]] من الشرق والجنوب الشرقي، وبعد احتلال [[العراق]] بدأ صراع طويل ومرير بين الدولتين الصفوية والعثمانية استمر قرونا عديدة،<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، | مع سيطرة الصفويين على [[بغداد]]، طُوقت [[الدولة العثمانية]] من الشرق والجنوب الشرقي، وبعد احتلال [[العراق]] بدأ صراع طويل ومرير بين الدولتين الصفوية والعثمانية استمر قرونا عديدة،<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 20.</ref> وكان هذا الصراع يحمل طابعا مذهبيا، فاستحصلت الدولة العثمانية على فتوى من كبار رجال الدين تجيز قتل الشيعة بوصفهم مارقين عن [[الإسلام]]، ووضع [[السلطان سليم الأول العثماني]] خطة للقضاء على جميع [[الشيعة]] الساكنين في داخل حدوده، ومن جهة أخرى أمر شاه اسماعيل بذبح السُنة ذبح النعاج أينما وجدوا في [[إيران]]<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 21.</ref> وفي طي هذا الصراع قتل السلطان سليم أربعين ألفا من الشيعة بينما أودع الباقون في السجن المؤبد.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 22.</ref> | ||
وخلال المقطع التاريخي الممتد من القرن العاشر والحادي عشر إلى القرن الخامس والسادس عشر الميلادي، أصبحت [[أذربيجان]] مسرحا للنزاع العثماني_الصفوي، فكان الصفويون لا يخفون رغبتهم في السيطرة على بغداد و[[العتبات المقدسة]] في العراق فيما حاول العثمانيون الأمر ذاته.<ref>جعفريان، التشيع في العراق، ص 13</ref> | وخلال المقطع التاريخي الممتد من القرن العاشر والحادي عشر إلى القرن الخامس والسادس عشر الميلادي، أصبحت [[أذربيجان]] مسرحا للنزاع العثماني_الصفوي، فكان الصفويون لا يخفون رغبتهم في السيطرة على بغداد و[[العتبات المقدسة]] في العراق فيما حاول العثمانيون الأمر ذاته.<ref>جعفريان، التشيع في العراق، ص 13</ref> | ||
سطر ١٤٧: | سطر ١٤٧: | ||
===العلاقات بالأوزبك=== | ===العلاقات بالأوزبك=== | ||
لم تكن هناك علاقات جيدة تربط الدولة الصفوية بجارتها الشرقية [[الأوزبك]]، حيث حاول [[الشاه اسماعيل]] أن يوسّع أرضه على حسابهم وفي إحدى الحروب بينهما استطاع زعيم الأوزبك [[محمد خان الشيباني]] المعروف بشيبك خان أن يجتاح [[خراسان]] ويصل إلى [[كرمان]]، ولكن كان النصر في نهاية المطاف حليفا لاسماعيل حيث وقع عشرة آلاف مقاتل من الأوزبك قتيلا في ساحة المعركة وسقط شيبك خان نفسه قتيلا أيضا، ولكن هذه الهزيمة لم تقض على قوة الأوزبك فاستمروا يهددون حدود [[إيران]] الشرقية، حيث استمر هذا الصراع طوال عهد الصفويين حتى آل الأمر إلى انتصار [[الأفغان]] ومنهم عشائر الأوزبك بقيادة محمود الأفغاني.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، | لم تكن هناك علاقات جيدة تربط الدولة الصفوية بجارتها الشرقية [[الأوزبك]]، حيث حاول [[الشاه اسماعيل]] أن يوسّع أرضه على حسابهم وفي إحدى الحروب بينهما استطاع زعيم الأوزبك [[محمد خان الشيباني]] المعروف بشيبك خان أن يجتاح [[خراسان]] ويصل إلى [[كرمان]]، ولكن كان النصر في نهاية المطاف حليفا لاسماعيل حيث وقع عشرة آلاف مقاتل من الأوزبك قتيلا في ساحة المعركة وسقط شيبك خان نفسه قتيلا أيضا، ولكن هذه الهزيمة لم تقض على قوة الأوزبك فاستمروا يهددون حدود [[إيران]] الشرقية، حيث استمر هذا الصراع طوال عهد الصفويين حتى آل الأمر إلى انتصار [[الأفغان]] ومنهم عشائر الأوزبك بقيادة محمود الأفغاني.<ref>الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج 3، ص 26_28.</ref> | ||
===العلاقات بأوروبا=== | ===العلاقات بأوروبا=== |