مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التناسخ»
←يستلزم التناسخ الحرکة الرجعية لقانون التکامل
imported>Foad |
imported>Foad |
||
سطر ٧٣: | سطر ٧٣: | ||
====يستلزم التناسخ الحرکة الرجعية لقانون التکامل==== | ====يستلزم التناسخ الحرکة الرجعية لقانون التکامل==== | ||
إنَّ القول بالتناسخ مخالف لقانون الإرتقاء الطبيعي الذي أصبح من أولويات العلم في عصرنا الحاضر، فيكون القول بالتناسخ رجوعاً إلى القهقرى يعاكس قانون الإرتقاء المذكور، لأن الإنسان الذي قضى دورة حياته في مدارج الترقي والتقدّم للفضائل أو الرذائل، أي بعدما تحقق ما في النفس بالقوة إلى الفعل لا تعود إلى البدء ولا ينقلب الفعل قوة بعدما خرجت إليه، فإن [[الروح]] عند تعلقها بالجسم الجنيني تکون في مرحلة التحضير والاستعداد في حال کونها ضعيفة جداً، ومع التکامل التدريجي للروح منذ أوان الصغر إلى مرحلة الشيخوخة، فإنا نلتمس بالوجدان الحرکة التکاملية التي تمر بها النفس الإنسانية في هذه المدة،<ref>الساعدي، المعاد الجسماني، ص 130.</ref> بعبارة أخرى: | إنَّ القول بالتناسخ مخالف لقانون الإرتقاء الطبيعي الذي أصبح من أولويات العلم في عصرنا الحاضر، فيكون القول بالتناسخ رجوعاً إلى القهقرى يعاكس قانون الإرتقاء المذكور، لأن الإنسان الذي قضى دورة حياته في مدارج الترقي والتقدّم للفضائل أو الرذائل، أي بعدما تحقق ما في النفس بالقوة إلى الفعل لا تعود إلى البدء ولا ينقلب الفعل قوة بعدما خرجت إليه، فإن [[الروح]] عند تعلقها بالجسم الجنيني تکون في مرحلة التحضير والاستعداد في حال کونها ضعيفة جداً، ومع التکامل التدريجي للروح منذ أوان الصغر إلى مرحلة الشيخوخة، فإنا نلتمس بالوجدان الحرکة التکاملية التي تمر بها النفس الإنسانية في هذه المدة،<ref>الساعدي، المعاد الجسماني، ص 130.</ref> بعبارة أخرى: | ||
*إما أن تتعلق النفس بهذه الأجنة الإنسانية أو الحيوانية، أو الخلية النباتية، وهي بمالها من الکمال المناسب لمقامها، وهذا غير ممکن عقلاً؛ لأن النفس مادامت في البدن تزداد في فعليتها شيئاً فشيئاً حتى تصير أقوى وجوداً، ومثل هذا لا يمکن أن يتعلق بالوجود الأدنى منه.<ref>السبحاني، | *إما أن تتعلق النفس بهذه الأجنة الإنسانية أو الحيوانية، أو الخلية النباتية، وهي بمالها من الکمال المناسب لمقامها، وهذا غير ممکن عقلاً؛ لأن النفس مادامت في البدن تزداد في فعليتها شيئاً فشيئاً حتى تصير أقوى وجوداً، ومثل هذا لا يمکن أن يتعلق بالوجود الأدنى منه.<ref>السبحاني، الإلهيات، ج 4، ص 303.</ref> | ||
*أن تتعلق النفس بهذه الأجنة أو الخلية النباتية، ولکن بعد تنزلها عن فعليتها، انسلاخها عن کمالاتها، وهذا النحو من التعلق، وإن کان يوجد بين البدن والنفس تعاضداً وانسجاماً، لکن ذلك الانسلاخ إما ناشئ من ذات وصميم النفس، وإما أن يکون حاصلاً بقهر من [[الله]] سبحانه، والأول لا يتصور؛ لأن الحرکة الذاتية من الکمال إلى النقص غير معقولة، والثاني ينافي الحکمة الإلهية التي تقتضي بلوغ کل ممکن إلى کماله الممکن.<ref>السبحاني، | *أن تتعلق النفس بهذه الأجنة أو الخلية النباتية، ولکن بعد تنزلها عن فعليتها، انسلاخها عن کمالاتها، وهذا النحو من التعلق، وإن کان يوجد بين البدن والنفس تعاضداً وانسجاماً، لکن ذلك الانسلاخ إما ناشئ من ذات وصميم النفس، وإما أن يکون حاصلاً بقهر من [[الله]] سبحانه، والأول لا يتصور؛ لأن الحرکة الذاتية من الکمال إلى النقص غير معقولة، والثاني ينافي الحکمة الإلهية التي تقتضي بلوغ کل ممکن إلى کماله الممکن.<ref>السبحاني، الإلهيات، ج 4، ص 304.</ref> | ||
====عدم الموازنة بين الأموات والمواليد==== | ====عدم الموازنة بين الأموات والمواليد==== |