مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عذاب القبر»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alkazale لا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٢: | سطر ١٢: | ||
ضغطة [[القبر]] أو عذاب القبر، من أهم العقبات الصعبة التي يتعرّض لها الإنسان بعد [[الموت]]، وعُبّر عن عذاب القبر بالضغطة أو الضمة التي يتعرّض لها الميت عند [[دفن الميت|دفنه]] في قبره، والقبر مقرّ الميت، أو هو محل سكنى الأموات، وهو أول منزل من منازل [[الآخرة]]،<ref>الأحسائي، أحوال البرزخ والآخرة، ص 47.</ref> وبحسب ما جاء في [[الروايات]] أنّ عذاب القبر لا يختص بمن دُفن تحت الأرض، بل يشمل كل الموتى، كما جاء عن [[الإمام الصادق]] {{ع}} عندما «سُئل عن المصلوب يُصيبه عذاب القبر؟ فقال: إِنّ ربّ الأَرض هو ربّ الهواء، فيُوحي [[الله عز وجل|الله عزّ وجلّ]] إِلى الهواء، فيَضغطه ضغطة أشدّ من '''ضغطة القبر'''».<ref>الفيض الكاشاني، الوافي، ج 3، ص 725.</ref> | ضغطة [[القبر]] أو عذاب القبر، من أهم العقبات الصعبة التي يتعرّض لها الإنسان بعد [[الموت]]، وعُبّر عن عذاب القبر بالضغطة أو الضمة التي يتعرّض لها الميت عند [[دفن الميت|دفنه]] في قبره، والقبر مقرّ الميت، أو هو محل سكنى الأموات، وهو أول منزل من منازل [[الآخرة]]،<ref>الأحسائي، أحوال البرزخ والآخرة، ص 47.</ref> وبحسب ما جاء في [[الروايات]] أنّ عذاب القبر لا يختص بمن دُفن تحت الأرض، بل يشمل كل الموتى، كما جاء عن [[الإمام الصادق]] {{ع}} عندما «سُئل عن المصلوب يُصيبه عذاب القبر؟ فقال: إِنّ ربّ الأَرض هو ربّ الهواء، فيُوحي [[الله عز وجل|الله عزّ وجلّ]] إِلى الهواء، فيَضغطه ضغطة أشدّ من '''ضغطة القبر'''».<ref>الفيض الكاشاني، الوافي، ج 3، ص 725.</ref> | ||
وطبقاً لرواية أخرى عن الإمام الصادق {{ع}}، فإنّ معظم الناس لا تنجو من ضغط القبر، وعندما دفن [[النبي]] {{ص}} ابنته رقية، صلى عليها ودعا الله لها بالنجاة من ضغطة القبر، كما جاء عن [[أبي بصير]] قال: قلتُ [[الصادق (ع)|لأبي عبد الله]]{{ع}}: «أيُفلِتُ من ضغطة [[القبر]] أحدٌ؟ قال: فقال: نعوذُ بالله منها ما أقلّ من يُفلِتُ من '''ضغطة القبر'''. إنّ رُقية لمّا قتلها [[عثمان بن عفان|عُثْمَانُ]] وقف | وطبقاً لرواية أخرى عن الإمام الصادق {{ع}}، فإنّ معظم الناس لا تنجو من ضغط القبر، وعندما دفن [[النبي (ص)]] {{ص}} ابنته رقية، صلى عليها ودعا الله لها بالنجاة من ضغطة القبر، كما جاء عن [[أبي بصير]] قال: قلتُ [[الصادق (ع)|لأبي عبد الله]]{{ع}}: «أيُفلِتُ من ضغطة [[القبر]] أحدٌ؟ قال: فقال: نعوذُ بالله منها ما أقلّ من يُفلِتُ من '''ضغطة القبر'''. إنّ رُقية لمّا قتلها [[عثمان بن عفان|عُثْمَانُ]] وقف النبي{{صل}} على قبرها، فرفع رأسهُ إلى السماء، فدمعت عيناهُ، وقال للناس: إني ذكرتُ هذه، وما لَقِيَت، فرَققتُ لها، واستوهبتها من '''ضمَة القبر'''. قال: فقال: اللهم هب لي رُقيَة من '''ضمة القبر'''، فوهبها الله له».<ref>الكليني، الكافي، ج 3، ص 236.</ref> | ||
غالباً ما تُجمع الأحاديث المتعلّقة بالقبر وعذابه بفصلٍ مستقل في الكتب الحديثية، وقد روى [[العلامة المجلسي]] قرابة (128) رواية في هذا الصدد، عن (القبر والعذاب وسؤال [[منكر ونكير]]، ونحوها).<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 6، صص 220-282.</ref> | غالباً ما تُجمع الأحاديث المتعلّقة بالقبر وعذابه بفصلٍ مستقل في الكتب الحديثية، وقد روى [[العلامة المجلسي]] قرابة (128) رواية في هذا الصدد، عن (القبر والعذاب وسؤال [[منكر ونكير]]، ونحوها).<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 6، صص 220-282.</ref> | ||
==أسباب عذاب القبر== | ==أسباب عذاب القبر== | ||
ورد عن الأئمة {{هم}} إنّ اسباب عذاب القبر كثيرة، منها: الاستخفاف ب[[الصلاة]]، ومنها: عدم نصرة الضعيف، ومنها: الشك في نبوة [[النبي]] | ورد عن الأئمة {{هم}} إنّ اسباب عذاب القبر كثيرة، منها: الاستخفاف ب[[الصلاة]]، ومنها: عدم نصرة الضعيف، ومنها: الشك في نبوة [[النبي (ص)]]، ومنها: انقطاع الرجل عن زوجته.<ref>القمي، عباس، منازل الآخرة حول الموت وعالم ما بعد الموت، ص 52.</ref> وقيل في سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألمّ بذنب فتدركه هذه الضغطة جزاء له، ثم تدركه الرحمة بعد ذلك.<ref>عاشور، عبد اللطيف، عذاب القبر ونعيمه، ص 95.</ref> | ||
ومن أسباب ضغطة القبر أيضاً تضييع النعم الإلهية في الدنيا، كما ورد عن [[الإمام الصادق]] {{ع}}: قال [[رسول الله]] {{صل}}: '''ضغطة القبر''' للمُؤمن كفَّارةٌ لِما كان منه من تضييع النِعَم.<ref>الصدوق، ثواب الأعمال، ص 197.</ref> ومنها أيضاً التبول مع عدم مراعاة [[الطهارة]]، ومنها: سوء الخُلق مع الأهل، كما يُستفاد ذلك من رواية [[سعد بن معاذ]] أنّ سوء خُلق الرجل مع أهله وإسماعهم ما يكرهون، أي: الإغلاظ لهم في الكلام سبباً لضغطة القبر، حيث ورد عن الإمام الصادق {{ع}} عن رسول الله {{ص}}: إنّ رسول اللَّه {{ص}} خرج في جنازة سَعدٍ وقد شيّعهُ سبعون ألف [[ملائكة|مَلَكٍ]] فرفع رسول اللَّه {{ص}} رأْسه إلى السّماء ثمّ قال مِثلُ سعدٍ يُضَمُّ قال قُلتُ جُعِلتُ فداكَ إنّما نُحدّث أنه كان يستَخِفُّ بالبَول فقال معاذ اللَّه إنّما كان من زعَارّةٍ في خُلُقه على أهلِه.<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 6، ص 202.</ref> | ومن أسباب ضغطة القبر أيضاً تضييع النعم الإلهية في الدنيا، كما ورد عن [[الإمام الصادق]] {{ع}}: قال [[رسول الله]] {{صل}}: '''ضغطة القبر''' للمُؤمن كفَّارةٌ لِما كان منه من تضييع النِعَم.<ref>الصدوق، ثواب الأعمال، ص 197.</ref> ومنها أيضاً التبول مع عدم مراعاة [[الطهارة]]، ومنها: سوء الخُلق مع الأهل، كما يُستفاد ذلك من رواية [[سعد بن معاذ]] أنّ سوء خُلق الرجل مع أهله وإسماعهم ما يكرهون، أي: الإغلاظ لهم في الكلام سبباً لضغطة القبر، حيث ورد عن الإمام الصادق {{ع}} عن رسول الله {{ص}}: إنّ رسول اللَّه {{ص}} خرج في جنازة سَعدٍ وقد شيّعهُ سبعون ألف [[ملائكة|مَلَكٍ]] فرفع رسول اللَّه {{ص}} رأْسه إلى السّماء ثمّ قال مِثلُ سعدٍ يُضَمُّ قال قُلتُ جُعِلتُ فداكَ إنّما نُحدّث أنه كان يستَخِفُّ بالبَول فقال معاذ اللَّه إنّما كان من زعَارّةٍ في خُلُقه على أهلِه.<ref>المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 6، ص 202.</ref> | ||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
==هل بكاء أهل الميت يوجب عذابه في القبر؟== | ==هل بكاء أهل الميت يوجب عذابه في القبر؟== | ||
نُسب إلى | نُسب إلى النبي في [[روايات]] كتب [[أهل السنة]] من تعذيب [[الموت|الميت]] بسبب نياح وبكاء وصراخ من حوله على [[قبر|قبره]]، منها ما رواه [[الخليفة الثاني]] وابنه عبد الله من نهي النبي {{ص}} عن البكاء على الميّت، كما جاء في [[صحيح مسلم]] عن النبي {{ص}} أنه قال: "إنّ الميت يعذّب ببكاء أهله عليه". وفي رواية أخرى: "الميت يعذّب في قبره بما نيح عليه".<ref>صحيح مسلم، ج2، ص 639 ؛ كتاب الجنائز، باب الميت يعذّب ببكاء أهله عليه ـ </ref> | ||
ذكرت الروايات في الكتب [[الشيعية]] أنّه كان من [[سيرة النبي]] {{ص}} البكاء على من رآه مشرفاً على الموت وعلى من توفّى شهيداً أو غير شهيد وعلى قبر المتوفى. وبكاء النبي {{ص}} عدّة مرّات على سبطه الشهيد [[الإمام الحسين]] {{عليه السلام}}.<ref>العسكري، مرتضى، من سنن النبي (ص) البكاء على الميت ج 1، ص 25.</ref> | ذكرت الروايات في الكتب [[الشيعية]] أنّه كان من [[سيرة النبي]] {{ص}} البكاء على من رآه مشرفاً على الموت وعلى من توفّى شهيداً أو غير شهيد وعلى قبر المتوفى. وبكاء النبي {{ص}} عدّة مرّات على سبطه الشهيد [[الإمام الحسين]] {{عليه السلام}}.<ref>العسكري، مرتضى، من سنن النبي (ص) البكاء على الميت ج 1، ص 25.</ref> | ||
سطر ٩٤: | سطر ٩٤: | ||
[[id:Azab Kubur]] | [[id:Azab Kubur]] | ||
{{الموت في الإسلام}} | {{الموت في الإسلام}} | ||
[[تصنيف:حياة ما بعد الموت]] | [[تصنيف:حياة ما بعد الموت]] |