انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حمزة بن عبد المطلب»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110
طلا ملخص تعديل
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
سطر ٥١: سطر ٥١:
'''إسلامه'''
'''إسلامه'''


قد ذُكرت في بعض المصادر حوافز وأسباب لـ[[إسلام]] حمزة بن عبد المطلب. منها ما نقله ابن إسحاق في سيرته نقلاً عنه (ع) بأنّه في يوم من الأيام بعد [[البعثة]] غدا على رسول الله (ص) فقال له: "يا ابن أخي إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه وإقامة مثلى على ما لا أدري ما هو، أ رشداً هو أم غي شديدة؟ فحدِثني حديثاً فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني". فأقبل رسول الله (ص) فذكّره ووعظه وخوفه وبشّره، وعلى إثره ألقى [[الله]] [[ملف:عز وجل.png|25 px]]<noinclude></noinclude>في نفسه [[الإيمان]] بما حدثّه الرسول فشهد له، فطلب منه أن يُظهِر دينه.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 172.</ref>
قد ذُكرت في بعض المصادر حوافز وأسباب لـ[[إسلام]] حمزة بن عبد المطلب. منها ما نقله ابن إسحاق في سيرته نقلاً عنه (ع) بأنّه في يوم من الأيام بعد [[البعثة]] غدا على رسول الله (ص) فقال له: "يا ابن أخي إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه وإقامة مثلى على ما لا أدري ما هو، أ رشداً هو أم غي شديدة؟ فحدِثني حديثاً فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني". فأقبل رسول الله (ص) فذكّره ووعظه وخوفه وبشّره، وعلى إثره ألقى [[الله]] [[ملف:عز وجل.png|25 px]]<noinclude></noinclude>في نفسه [[الإيمان]] بما حدثّه الرسول فشهد له، فطلب منه أن يُظهِر دينه.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 172.</ref>{{ملاحظة|ومنها حكاية مروية بأن "[[أبا جهل]] اعترض الرسول (ص) عند [[جبل الصفا]] فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له" -كما يقول ابن إسحاق في سيرته- فلم يكلّمه الرسول، ثم انصرف عن النبي (ص) قاصداً نادي لقريش عند [[الكعبة]]، ليجلس معهم، وهناك مولاة كانت تسكن فوق الصفا فسمعت ذلك، ولم يمضي طويلاً حتى أقبل حمزة متقلّداً قوسه، راجعاً من القنص، كما كان يمر عادتاً على نادي من نوادي قريش ويقف ويتحدث معهم، وكان يومئذ على دين قومه، وبعد ما قام النبي (ص) ورجع إلى بيته، مرّ حمزة بالمولاة فأخبرته بما جرى، فاغتضب لِما سمعه من  التصرف السوء الذي تعرض له ابن أخيه، فخرج سريعاً لا يقف على أحد كما كان يصنع عادة في السابق ويطوف بـ[[البيت الحرام|البيت]]، فلما دخل النادي كان جالساً في القوم، فأقبل إليه حتى قام على رأسه، وضربه بالقوس ضربة، شجّه بها شجة منكرة، فأرادوا رجال من بني مخزوم إليه لينصروا أبا جهل منه، قالوا له: "ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت"؟! فردّ قائلاً: "وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسول اللّه، وأن الذي يقول حق، فواللّه لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين" فقال لهم [أبو جهل] أن يتركوه، إذ هو قام بسبّ النبي سباً قبيحاً. (ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 171.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 292.)}}
 
وقد روي عن [[علي بن الحسين]] [[زين العابدين |زين العابدين]] (ع) أنه قال: لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب -وذلك حين أسلم- غضباً للنبي (ص) في حديث السلى الذي ألقي على النبي (ص).<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 308.</ref>
ومنها حكاية مروية بأن "[[أبا جهل]] اعترض الرسول (ص) عند [[جبل الصفا]] فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له" -كما يقول ابن إسحاق في سيرته- فلم يكلّمه الرسول، ثم انصرف عن النبي (ص) قاصداً نادي لقريش عند [[الكعبة]]، ليجلس معهم، وهناك مولاة كانت تسكن فوق الصفا فسمعت ذلك، ولم يمضي طويلاً حتى أقبل حمزة متقلّداً قوسه، راجعاً من القنص، كما كان يمر عادتاً على نادي من نوادي قريش ويقف ويتحدث معهم، وكان يومئذ على دين قومه، وبعد ما قام النبي (ص) ورجع إلى بيته، مرّ حمزة بالمولاة فأخبرته بما جرى، فاغتضب لِما سمعه من  التصرف السوء الذي تعرض له ابن أخيه، فخرج سريعاً لا يقف على أحد كما كان يصنع عادة في السابق ويطوف بالبيت، فلما دخل النادي كان جالساً في القوم، فأقبل إليه حتى قام على رأسه، وضربه بالقوس ضربة، شجّه بها شجة منكرة، فأرادوا رجال من بني مخزوم إليه لينصروا أبا جهل منه، قالوا له: "ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت"؟! فردّ قائلاً: "وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسول اللّه، وأن الذي يقول حق، فواللّه لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين" فقال لهم [أبو جهل] أن يتركوه، إذ هو قام بسبّ النبي سباً قبيحاً.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 171.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 292.</ref>
 
وقد روي عن علي بن الحسين [[زين العابدين |زين العابدين]] (ع) أنه قال: لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب -وذلك حين أسلم- غضباً للنبي (ص) في حديث السلى الذي ألقي على النبي (ص).<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 308.</ref>


قد أسلم في [[السنة الثانية للهجرة|السنة الثانية]] من [[المبعث]]، وقيل: بل كان إسلام حمزة بعد دخول رسول الله (ص) [[دار الأرقم]] في [[السنة السادسة للهجرة|السنة السادسة]] من مبعثه،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 369</ref> وقبل إسلام [[أبي ذر الغفاري]].<ref>الكليني، الكافي، ج 8، ص 298.</ref>
قد أسلم في [[السنة الثانية للهجرة|السنة الثانية]] من [[المبعث]]، وقيل: بل كان إسلام حمزة بعد دخول رسول الله (ص) [[دار الأرقم]] في [[السنة السادسة للهجرة|السنة السادسة]] من مبعثه،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 369</ref> وقبل إسلام [[أبي ذر الغفاري]].<ref>الكليني، الكافي، ج 8، ص 298.</ref>
سطر ٦٥: سطر ٦٢:
قد آخى الرسول بين [[المهاجرين]] و[[الأنصار]] في المؤاخاة الأولى في مكة، فصار حمزة مع [[زيد بن حارثة]] أخوين، مَن أوصى إليه حمزة يوم أحد حين حضره القتال إن حدث به حادث الموت.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 505؛ ابن حبيب، المحبر، ص 70.</ref> وفي المؤخاة الثانية تآخى حمزة وكلثوم بن الهدم في [[المدينة]]، قبل [[غزوة بدر]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 270.</ref>
قد آخى الرسول بين [[المهاجرين]] و[[الأنصار]] في المؤاخاة الأولى في مكة، فصار حمزة مع [[زيد بن حارثة]] أخوين، مَن أوصى إليه حمزة يوم أحد حين حضره القتال إن حدث به حادث الموت.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 505؛ ابن حبيب، المحبر، ص 70.</ref> وفي المؤخاة الثانية تآخى حمزة وكلثوم بن الهدم في [[المدينة]]، قبل [[غزوة بدر]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 270.</ref>


وقيل أن أول لواء عقده [[الرسول (ص)]] بعد قدومه إلى المدينة لحمزة بن عبد المطلب، حينما بعثه في 30 راكباً -نصفهم من المهاجرين و نصفهم من الأنصار- فبلغوا سيف البحر لعير [[قريش]] قد جاءت من [[الشام]] تريد [[مكة]]، فيها أبو جهل في 300 راكب من أهل مكة. فاصطفوا للقتال، فتوسّط بينهم مجدي بن عمرو الجهني -فكان حليفاً للفريقين- حتى انصرف القوم وانصرف حمزة راجعاً إلى المدينة في أصحابه، ولم يقع القتال بينهم.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 9.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 595 - 596.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 6.</ref>
وقيل أن أول لواء عقده [[الرسول (ص)]] بعد قدومه إلى المدينة لحمزة بن عبد المطلب، حينما بعثه في 30 راكباً -نصفهم من المهاجرين و نصفهم من الأنصار- فبلغوا سيف البحر لعير [[قريش]] قد جاءت من [[الشام]] تريد [[مكة]]، فيها [[أبو جهل]] في 300 راكب من أهل مكة. فاصطفوا للقتال، فتوسّط بينهم مجدي بن عمرو الجهني -فكان حليفاً للفريقين- حتى انصرف القوم وانصرف حمزة راجعاً إلى المدينة في أصحابه، ولم يقع القتال بينهم.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 9.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 595 - 596.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 6.</ref>


'''غزوة بدر'''
'''غزوة بدر'''
{{مفصلة|غزوة بدر}}
{{مفصلة|غزوة بدر}}


اصطفّ [[المسلمون]] و[[المشركين]] في منطقة تقع فيها آبار [[منطقة بدر|بدر]]، صباح الجمعة، 17 [[شهر رمضان]]، وقال بعضهم بأنّها كانت يوم الإثنين 17 أو 19 من [[شهر رمضان]]، في [[السنة الثانية للهجرة]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 8.</ref>
اصطفّ [[المسلمون]] و[[المشركين]] في منطقة تقع فيها آبار [[منطقة بدر|بدر]]، صباح الجمعة، [[17 شهر رمضان]]، وقال بعضهم بأنّها كانت يوم الإثنين 17 أو [[19 من شهر رمضان]]، في [[السنة الثانية للهجرة]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 8.</ref>


کان أبو جهل يوبّخ عتبة، وأجبره أن يبدأ بالمبارزة في حرب كان يحاول إطفاء نارها، وهكذا بارز هو وولده، الوليد إضافة إلى شيبة وبدؤوا الحرب.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 19.</ref>
کان أبو جهل يوبّخ عتبة، وأجبره أن يبدأ بالمبارزة في حرب كان يحاول إطفاء نارها، وهكذا بارز هو وولده، [[الوليد بن عتبة|الوليد]] إضافة إلى شيبة وبدؤوا الحرب.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 19.</ref>
فأخرج لهم الرسول الأكرم، حمزة -وكان أقربهم إلى المشركين-<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 8.</ref> و[[الإمام علي]] (ع) و[[عبيدة بن الحارث]] لساحة القتال، فقتل حمزة شيبةَ، وقتل علي (ع) الوليد، ولكن عبيدة لم يتمكن من هزيمة عتبة فكرّ حمزة وعلي (ع) عليه وقتلاه.<ref>ابن الأثير، علي، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 20.</ref>
فأخرج لهم الرسول الأكرم، حمزة -وكان أقربهم إلى المشركين-<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 8.</ref> و[[الإمام علي]] (ع) و[[عبيدة بن الحارث]] لساحة القتال، فقتل حمزة شيبةَ، وقتل علي (ع) الوليد، ولكن عبيدة لم يتمكن من هزيمة عتبة فكرّ حمزة وعلي (ع) عليه وقتلاه.<ref>ابن الأثير، علي، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 20.</ref>


سطر ٩١: سطر ٨٨:
قام وحشي بشقّ بطن حمزة قتله وأخرج كبده فجاء بها إلى [[هند بنت عتبة]] بن ربيعة، فمضغتها، ثمّ لفظتها.
قام وحشي بشقّ بطن حمزة قتله وأخرج كبده فجاء بها إلى [[هند بنت عتبة]] بن ربيعة، فمضغتها، ثمّ لفظتها.


يقال بأنّ هند بنت عتبة بعد أن جاءها وحشي بكبد حمزة وقدّمها إليها، نزعت ثيابها و حليّها، فأعطتها له ووعدته بعشرة دنانير إذا قدم مكة. ثمّ جاءت فمثّلت بحمزة، وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتّى قدمت بذلك مكة.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 285 - 286.</ref>فلقّبت بـ[[آكلة الأكباد]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 287.</ref>
يقال بأنّ هند بنت عتبة بعد أن جاءها وحشي بكبد حمزة وقدّمها إليها، نزعت ثيابها و حليّها، فأعطتها له ووعدته بعشرة دنانير إذا قدم مكة. ثمّ جاءت فمثّلت بحمزة، وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتّى قدمت بذلك [[مكة]].<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 285 - 286.</ref>فلقّبت بـ[[آكلة الأكباد]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 287.</ref>


وذكرت المصادر بأنّ رسول الله (ص) لما وقف على حمزة حيث [[الشهادة|استشهد]] فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شئ قط كان أوجع لقلبه منه ونظر إليه قد مثل به. فتأثر النبي تأثراً غير مسبوق،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 12.</ref> وقال (ص):"لو لا أن تحزن صفية {{ملاحظة|رضيعة حمزة بن عبد المطلب (ع)}}أو تكون سُنة من بعدي ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أنا أظهرني اللّه على قريش في موطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم، فلما رأى المسلمون حزن رسول اللّه (ص) وغيظه على ما فعل بعمّه، قالوا: واللّه لئن أظهرنا [[اللّه]] عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثّلها أحد من العرب بأحد قط.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 335.</ref>
وذكرت المصادر بأنّ رسول الله (ص) لما وقف على حمزة حيث [[الشهادة|استشهد]] فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شئ قط كان أوجع لقلبه منه ونظر إليه قد مثل به. فتأثر النبي تأثراً غير مسبوق،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 12.</ref> وقال (ص):"لو لا أن تحزن صفية{{ملاحظة|هي رضيعة حمزة بن عبد المطلب (ع)}}أو تكون سُنة من بعدي ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أنا أظهرني اللّه على [[قريش]] في موطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم، فلما رأى المسلمون حزن رسول اللّه (ص) وغيظه على ما فعل بعمّه، قالوا: واللّه لئن أظهرنا [[اللّه]] عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثّلها أحد من العرب بأحد قط.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 335.</ref>
فنزل [[جبرئيل]] (ع) بآية 126 من [[سورة النحل]].{{ملاحظة|وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين.ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 335.}}
فنزل [[جبرئيل]] (ع) بآية 126 من [[سورة النحل]].{{ملاحظة|وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين.(ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 335.)}}


'''تجهيزه ودفنه'''
'''تجهيزه ودفنه'''


أتت [[صفية بنت عبد مطلب|صفية]] - أخت حمزة - بثوبين لتكفّن أخاها، فكفّن حمزة بأوسعها وكفّن بالثاني رجل من [[الأنصار]] صريع إلى جنبه.
أتت [[صفية بنت عبد مطلب|صفية]] - أخت حمزة - بثوبين لتكفّن أخاها، فكفّن حمزة بأوسعها وكفّن بالثاني رجل من [[الأنصار]] صريع إلى جنبه.
وعن رسول الله (ص): لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة.<ref>السيوطي، الخصائص الكبرى، ج 1، ص 358.</ref>
وعن رسول الله (ص): لقد رأيت [[الملائكة]] تغسل حمزة.<ref>السيوطي، الخصائص الكبرى، ج 1، ص 358.</ref>


وكان حمزة أول من صلّى [[الرسول]] عليه ذلك اليوم من [[الشهيد|الشهداء]]. حيث جاء في المصادر بأنّ النبي صلّى على قتلى أُحد عشرة عشرة. يصلّي على حمزة مع كل عشرة. وفي أخرى أنه وضع رسول الله حمزة فصلّى عليه وجيء برجل من [[الأنصار]] فوضع إلى جنبه فصلّى عليه، فرفع [[الأنصار|الأنصاري]] وترك حمزة. ثم جيء بآخر فوضع إلى جنب حمزة فصلّى عليه، فرفع الأنصاري وترك حمزة، حتى صلّى عليه يومئذ سبعين صلاة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 7.</ref>
وكان حمزة أول من صلّى [[الرسول]] عليه ذلك اليوم من [[الشهيد|الشهداء]]. حيث جاء في المصادر بأنّ النبي صلّى على قتلى أُحد عشرة عشرة. يصلّي على حمزة مع كل عشرة. وفي أخرى أنه وضع رسول الله حمزة فصلّى عليه وجيء برجل من [[الأنصار]] فوضع إلى جنبه فصلّى عليه، فرفع [[الأنصار|الأنصاري]] وترك حمزة. ثم جيء بآخر فوضع إلى جنب حمزة فصلّى عليه، فرفع [[الأنصاري]] وترك حمزة، حتى صلّى عليه يومئذ سبعين صلاة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 7.</ref>
[[ملف:مقبره حمزه پیش از تخریب.jpg|تصغير|مقبرة حمزة وشهداء أحد قبل التخريب على يد الوهابية]]
[[ملف:مقبره حمزه پیش از تخریب.jpg|تصغير|مقبرة حمزة وشهداء أحد قبل التخريب على يد الوهابية]]


سطر ١١٧: سطر ١١٤:
وقد كانت [[فاطمة الزهراء]] تأتي قبر حمزة تُرممه وتُصلحه.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 13.</ref> وقد كانت بنت [[الرسول]] (ص) تستعمل [[التربة|تربة]] حمزة كمسابيح، فاستعملها الناس بعد ذلك.<ref>الطبرسي، رضي الدين، مكارم الأخلاق، ج 1، ص 281.</ref>  
وقد كانت [[فاطمة الزهراء]] تأتي قبر حمزة تُرممه وتُصلحه.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 13.</ref> وقد كانت بنت [[الرسول]] (ص) تستعمل [[التربة|تربة]] حمزة كمسابيح، فاستعملها الناس بعد ذلك.<ref>الطبرسي، رضي الدين، مكارم الأخلاق، ج 1، ص 281.</ref>  


قام [[الأمويون]] -وبسبب عداءهم لـ[[أهل بيت النبي]] (ص)- بتصرفات سلبية تجاه قبر حمزة وشهداء أحد. يقال بأن أبا سفيان وفي أيام [[عثمان]] قد مر بقبر حمزة وضربه برجله وقال ما تعبيره يا صاحب القبر، إن الأمر الذي تنافسنا عليه وحصلنا عليه بشق الأنفس وبقوة السيف، أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعبون به.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 136.</ref>   
قام [[الأمويون]] -وبسبب عداءهم لـ[[أهل بيت النبي]] (ص)- بتصرفات سلبية تجاه قبر حمزة وشهداء أحد. يقال بأن [[أبو سفيان|أبا سفيان]] وفي أيام [[عثمان]] قد مر بقبر حمزة وضربه برجله وقال ما تعبيره يا صاحب القبر، إن الأمر الذي تنافسنا عليه وحصلنا عليه بشق الأنفس وبقوة السيف، أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعبون به.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 136.</ref>   


وبعد مضي حوالي 40 سنة من غزوة أحد، أراد [[معاوية]] أن يجري عينا بالأحد، فأمر بنبش قبور [[الشهيد|الشهداء]]، ومن ضمنها قبر حمزة، والظاهر قد نقل مع عدد منهم إلى مكان آخر.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 267؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 11.</ref>
وبعد مضي حوالي 40 سنة من غزوة أحد، أراد [[معاوية]] أن يجري عينا بالأحد، فأمر بنبش قبور [[الشهيد|الشهداء]]، ومن ضمنها قبر حمزة، والظاهر قد نقل مع عدد منهم إلى مكان آخر.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 267؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 11.</ref>
سطر ١٢٤: سطر ١٢١:


==منزلته==
==منزلته==
في إحدى رسائله يحتجّ [[الإمام علي بن أبي طالب]] على خصومه ويتباهى بعمه حمزة وأخيه جعفر وغيرهم، ويقول: منّا [[أسد الله]] ومنكم أسد الأحلاف.<ref>السيد الرضي، نهج البلاغة، الرسالة 28.</ref>
في [[رواية]] عن الرسول -وهو في مرضه الذي قبض فيه- موجّه ل[[فاطمة]] يصف فيها عمه [[الشهيد]]، خير الشهداء وأحبهم إلى [[الله]].<ref>الطبراني، المعجم الكبير، ج 3، ص 57.</ref>{{ملاحظة|عن علي بن علي المكي الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة رضي الله عنها عند رأسه قال فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إليها فقال حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك فقالت أخشى الضيعة من بعدك فقال يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك عروبة برسالته ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ولا يعطى أحد بعدنا أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وهو عم أبيك وعم بعلك إلخ...(الطبراني، المعجم الكبير، ج 3، ص 57؛ الطبراني، المعجم الأوسط، ج 6، ص 327.)}}
 
قال النبي فيه: "خير إخوتي [[علي]]، وخير أعمامي حمزة[[ملف:عليهما السلام1.png|20 px]]<noinclude>
قال النبي فيه: "خير إخوتي [[علي]]، وخير أعمامي حمزة[[ملف:عليهما السلام1.png|20 px]]<noinclude>
</noinclude>.<ref>الصالحي، سبل الهدى والرشاد، ج 11، ص 90.</ref>
</noinclude>.<ref>الصالحي، سبل الهدى والرشاد، ج 11، ص 90.</ref>


كما قال (ص) عند مصرعه يوم أحد: "رحمك الله أي عمّ فلقد كنت وصولاً للرحم، فعولاً للخيرات".<ref>ابن عبد البر، الإستيعاب، ج 1، ص 374.</ref>
كما قال (ص) عند مصرعه [[يوم أحد]]: "رحمك الله أي عمّ فلقد كنت [[صلة الرحم|وصولاً للرحم]]، فعولاً للخيرات".<ref>ابن عبد البر، الإستيعاب، ج 1، ص 374.</ref>
 
وفي إحدى رسائله يحتجّ [[الإمام علي بن أبي طالب]] على خصومه ويتباهى بعمه حمزة وأخيه [[جعفر ابن أبي طالب|جعفر]] وغيرهم، ويقول: منّا [[أسد الله]] ومنكم [[أسد الأحلاف]].<ref>السيد الرضي، نهج البلاغة، الرسالة 28.</ref>


وكان يسمى سيف حمزة بن عبد المطلب، '''اللياح'''، وفرسه '''الورد'''.<ref>ابن حبيب، المنمق، صص 407 - 411.</ref>
وكان يُسمّى سيف حمزة بن عبد المطلب، '''اللياح'''، وفرسه '''الورد'''.<ref>ابن حبيب، المنمق، صص 407 - 411.</ref>


==أولاده==
==أولاده==
كان له من الولد يعلى وعامر وعُمارة، الذي قدم العراق مع المسلمين وشارك معهم في الجهاد.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 283.</ref>
كان له من الولد يعلى وعامر وعُمارة، الذي قدم [[العراق]] مع المسلمين وشارك معهم في [[الجهاد]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 283.</ref>


وقد كان ليعلى بن حمزة أولاد. عمارة والفضل والزبير وعقيل ومحمد درجوا، والمشهور لم يبق لحمزة وُلد ولا عقب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 5.</ref>
وقد كان ليعلى بن حمزة أولاد. عمارة والفضل والزبير وعقيل ومحمد درجوا، والمشهور لم يبق لحمزة وُلد ولا عقب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 5.</ref>
مستخدم مجهول