مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حمزة بن عبد المطلب»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam طلا ملخص تعديل |
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٦: | سطر ٢٦: | ||
'''حمزة بن عبد المطلب''' الملقّب بأسد الله وأسد رسوله و[[سيد الشهداء]]، هو عمّ نبي [[الإسلام]] [[محمد بن عبد الله]] (ص) ومن شهداء [[غزوة أحد]]. | '''حمزة بن عبد المطلب''' الملقّب بأسد الله وأسد رسوله و[[سيد الشهداء]]، هو عمّ نبي [[الإسلام]] [[محمد بن عبد الله]] (ص) ومن شهداء [[غزوة أحد]]. | ||
كان | كان من كبار [[قريش]] ويعتبر أحد أكبر مساندي الدعوة النبوية - قبل وبعد إسلامه - فكان من أقوى حماة النبي مقابل الإيذاءات والممارسات العدوانية التي كان (ص) كثيراً ما يتعرّض لها (ص) من قبل مشركي قريش. | ||
بإسلامه انحسرت الممارسات التعسّفية الموجهة ضد النبي (ص)، وقد شارك [[المسلمين]] في أيام [[شعب أبي طالب]]، وحضر غزوتي [[بدر (غزوة)|بدر]]، ثم [[غزوة أحد|أحد]] والتي استشهد فيها في [[سنة 3 هـ]]. | |||
قتله [[وحشي بن حرب]] | قتله [[وحشي بن حرب]] -الذي كان عبداً لابنة الحارث بن عامر بن نوفل- ويقال لـ[[جبير بن مطعم]]. | ||
==الاسم والكنية واللقب== | ==الاسم والكنية واللقب== | ||
كلّ ما اشتد فقد حَمُز، وقد سُئل: أي الأعمال أفضل؟ قيل: أحمزها، يعني أمتنها وأقواها وأشدّها،<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 5، ص 339.</ref> والحمزة: الأسد؛ لشدّته وصلابته.<ref>الزبيدي، تاج العروس، ج 15، ص 117.</ref> واشتقاق حمزة من قولهم: قلبٌ حَمِيز، أي ذكيٌّ ملتهِب.<ref>ابن دريد، الاشتقاق، ج 1، ص 46.</ref> لقّب بأسد الله وأسد رسوله.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 68.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 75.</ref> وبعد استشهاده خصّه [[رسول الله]] بـ[[صلاة الميت|الصلاة]] على جنازته ونال لقب "[[سيد الشهداء]]".<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغة، ص 386.</ref> | |||
كان له من الولد يَعلى | كان له من الولد يَعلى الذي كان يُكنّى به حمزة (أبا يَعلى) وعُمارة بن حمزة وقد كان يُكنّى به أيضاً<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 5.</ref> وأمه هالة بنت أُهَيب (وُهَيب) بن [[عبد مناف]] بن زهرة بن كلاب.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 291.</ref> | ||
==حياته== | ==حياته== | ||
سطر ٤٤: | سطر ٤٤: | ||
أبوه عبد المطلب بن هاشم وأمّه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أو بنت وُهيب بن عبد مناة.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 109.</ref> | أبوه عبد المطلب بن هاشم وأمّه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أو بنت وُهيب بن عبد مناة.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 109.</ref> | ||
هناك [[الروايات|روايات]] تفيد بأن ثويبة مولاة [[أبي لهب]]، أرضعت [[النبي]] {{صل}}وحمزة و[[جعفر بن أبي طالب|جعفر]] وغيرهم،<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج 1، ص 125.</ref> | هناك [[الروايات|روايات]] تفيد بأن ثويبة مولاة [[أبي لهب]]، أرضعت [[النبي]]{{صل}} وحمزة و[[جعفر بن أبي طالب|جعفر]] وغيرهم،<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج 1، ص 125.</ref> كما يوجد تصريح صادر عن النبي بأنّ حمزة كان أخ النبي (ص) من [[الرضاعة]].<ref>الكليني، الكافي، ج 5، ص 437.</ref> | ||
ومن يرى بأنه كان أكبر من النبي بأربع سنين.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 70.؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 369.</ref> | ومن يرى بأنه كان أكبر من النبي بأربع سنين.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 70.؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 369.</ref> إلى ذلك البعض يعتقد أن إرضاع ثويبة للرسول (ص) لا يصحّ أصلاً، ونظراً لذلك من المحتمل أن يكون عمر حمزة قد جاوز عن ما ذكر.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم{{صل}}، ج 2، ص 151.</ref> | ||
حسب المؤرخين:...أصيبت قريش بسنة من القحط، فقرر رسول الله (ص) أن يأخذ علياً من أبيه وهو صغير وأخذ حمزة جعفراً، ليكفّا [[أبو طالب|أبا طالب]] مؤنة الأولاد ويخفّفا عنه ثقلهم.<ref>أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 41.</ref> | |||
وكان حمزة صاحب قنص (أي: يصطاد).<ref>ابن حبيب، المنمّق، ص 340.</ref> وكان من بين أولاد [[عبد المطلب]] الذين تصدّوا للرئاسة في [[قريش]]، وحظي بمكانة مرموقة، فقد كان يُتخذ حليفاً | وكان حمزة صاحب قنص (أي: يصطاد).<ref>ابن حبيب، المنمّق، ص 340.</ref> وكان من بين أولاد [[عبد المطلب]] الذين تصدّوا للرئاسة في [[قريش]]، وحظي بمكانة مرموقة، فقد كان يُتخذ حليفاً من قبل الآخرين.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 153؛ ابن حبيب، المنمّق، ص 340.</ref> | ||
===بعد البعثة=== | ===بعد البعثة=== | ||
بعدما [[البعثة|بُعث]] [[الرسول (ص)]] وجاء الموعد ليُنذر عشيرته الأقربين ([[يوم الإنذار]])، كان | بعدما [[البعثة|بُعث]] [[الرسول (ص)]] وجاء الموعد ليُنذر عشيرته الأقربين ([[يوم الإنذار]])، كان حمزة بن عبد المطلب من ضمن الحضور.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 146.</ref> وتذكر المصادر بأنه كأخيه أبي طالب كان يحامي عن الرسول مقابل ما كان يقوم به [[المشركين]] من ابتزازات من قبل إسلامه، فكان يردّ عليهم وخاصة ما يصد عن قبيلة قريش ولا سيما [[أبي لهب]] للنبي (ص).<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 131.؛ الكليني، الكافي، ج 1، ص 449.</ref> | ||
'''إسلام حمزة''' | '''إسلام حمزة''' | ||
قد ذُكرت | قد ذُكرت في بعض المصادر حوافز وأسباب لـ[[إسلام]] حمزة بن عبد المطلب. منها ما نقله ابن إسحاق في سيرته نقلاً عنه (ع) بأنّه في يوم من الأيام بعد [[البعثة]] غدا على رسول الله (ص) فقال له: "يا ابن أخي إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه وإقامة مثلى على ما لا أدري ما هو، أ رشداً هو أم غي شديدة؟ فحدِثني حديثاً فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني". فأقبل رسول الله (ص) فذكّره ووعظه وخوفه وبشّره، وعلى إثره ألقى [[الله]] [[ملف:عز وجل.png|25 px]]<noinclude></noinclude>في نفسه [[الإيمان]] بما حدثّه الرسول فشهد له، فطلب منه أن يُظهِر دينه.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 172.</ref> | ||
ومنها حكاية مروية بأن "[[أبا جهل]] اعترض الرسول (ص) عند [[جبل الصفا]] فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له" على حد تعبير ابن إسحاق في سيرته فلم يكلّمه الرسول، ثم انصرف عن النبي (ص) قاصداً نادي لقريش عند [[الكعبة]]، ليجلس معهم، وهناك مولاة كانت تسكن فوق الصفا فسمعت ذلك، ولم يمضي طويلاً حتى أقبل حمزة متقلّداً قوسه، راجعاً من القنص، كما كان يمر عادتاً على نادي من نوادي قريش ويقف ويتحدث معهم، وكان يومئذ على دين قومه - حسب ابن إسحاق - وبعد ما قام النبي (ص) ورجع إلى بيته، مرّ حمزة بالمولاة فأخبرته بما جرى، فاغتضب لِما سمعه من التصرف السوء الذي تعرض له ابن أخيه، فخرج سريعاً لا يقف على أحد كما كان يصنع من قبل ويطوف بالبيت، فلما دخل النادي كان جالساً في القوم، فأقبل إليه حتى قام على رأسه، وضربه بالقوس ضربة، شجّه بها شجة منكرة، فأرادوا رجال من بني مخزوم إليه لينصروا أبا جهل منه، قالوا له: "ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت"؟! فردّ قائلاً: "وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسول اللّه، وأن الذي يقول حق، فو اللّه لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين" فقال لهم [أبو جهل] أن يتركوه، إذ هو قام بسبّ النبي سباً قبيحاً.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 171.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 292.</ref> | ومنها حكاية مروية بأن "[[أبا جهل]] اعترض الرسول (ص) عند [[جبل الصفا]] فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له" على حد تعبير ابن إسحاق في سيرته فلم يكلّمه الرسول، ثم انصرف عن النبي (ص) قاصداً نادي لقريش عند [[الكعبة]]، ليجلس معهم، وهناك مولاة كانت تسكن فوق الصفا فسمعت ذلك، ولم يمضي طويلاً حتى أقبل حمزة متقلّداً قوسه، راجعاً من القنص، كما كان يمر عادتاً على نادي من نوادي قريش ويقف ويتحدث معهم، وكان يومئذ على دين قومه - حسب ابن إسحاق - وبعد ما قام النبي (ص) ورجع إلى بيته، مرّ حمزة بالمولاة فأخبرته بما جرى، فاغتضب لِما سمعه من التصرف السوء الذي تعرض له ابن أخيه، فخرج سريعاً لا يقف على أحد كما كان يصنع من قبل ويطوف بالبيت، فلما دخل النادي كان جالساً في القوم، فأقبل إليه حتى قام على رأسه، وضربه بالقوس ضربة، شجّه بها شجة منكرة، فأرادوا رجال من بني مخزوم إليه لينصروا أبا جهل منه، قالوا له: "ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت"؟! فردّ قائلاً: "وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسول اللّه، وأن الذي يقول حق، فو اللّه لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين" فقال لهم [أبو جهل] أن يتركوه، إذ هو قام بسبّ النبي سباً قبيحاً.<ref>ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 171.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 292.</ref> |