انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «طواف الزيارة»

لا تغيير في الحجم ،  ١٨ يناير ٢٠١٧
ط
imported>Esmati
طلا ملخص تعديل
imported>Esmati
سطر ٨: سطر ٨:
في الأحكام الإسلامية، الطواف حول [[الكعبة]] من جملة [[الواجب|الواجبات]] الخاصة بالحج و [[العمرة]]، ويفسد [[الحج]] بتركه عمداً. بحيث يجب على الفرد أن يطوف الكعبة سبعة أشواط؛<ref>الهندي، كشف اللثام، ج5، ص413.</ref> وكل شوط يجب أن يبدأ من [[الحجر الأسود]] وينته بالحجر الأسود.<ref>المفيد، المقنعة، ص400.</ref>الإسم الآخر للطواف في [[الفقه]] (شوط).
في الأحكام الإسلامية، الطواف حول [[الكعبة]] من جملة [[الواجب|الواجبات]] الخاصة بالحج و [[العمرة]]، ويفسد [[الحج]] بتركه عمداً. بحيث يجب على الفرد أن يطوف الكعبة سبعة أشواط؛<ref>الهندي، كشف اللثام، ج5، ص413.</ref> وكل شوط يجب أن يبدأ من [[الحجر الأسود]] وينته بالحجر الأسود.<ref>المفيد، المقنعة، ص400.</ref>الإسم الآخر للطواف في [[الفقه]] (شوط).
==الطواف في التاريخ==
==الطواف في التاريخ==
يرجع تاريخ الطواف إلى زمن [[نبي الله أدم]]{{ع}}، عندما أُخرجَ من [[الجنة]] فجاء إلى [[الكعبة]] وطاف مثل ماكانت [[الملائكة]] تطوف حول العرش.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص407.</ref> لقد كان الطواف في بيت الله الحرام مستمر على طول التاريخ ويُعتبر ركن من [[أركان الحج]] وكان هذا حتى قبل [[الإسلام]] في زمن [[الجاهلية]] حيث كلما دخل فرد إلى الحرم أو كان عازماً على السفر أول عمل يقوم به هو الطواف، حيث كانوا يعتبرون هذا العمل من الأعمال المهمة التي تقرب الفرد إلى الأله. وليس له وقت معلوم، ولا يختص ذلك بمعبد معين ولا بموسم خاص مثل موسم الحج، بل يؤدونه كلما دخلوا معبدًا فيه صنم، أو كعبة أو ضريح، فهم يطوفون سبعة أشواط حول الأضرحة أيضًا، كما يطوفون حول الذبائح المقدمة إلى الآلهة؛ وكانوا يطوفون بالبيت في نعالهم، لا يطئون أرض [[المسجد الحرام]] تعظيمًا له إلا أن يكون الحاج فقيرًا فيطوف حافيًا. فالطواف إذن من [[الشعائر الدينية]] التي كان لها شأن بارز عند الجاهليين أيضاً.<ref>جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج11، ص355.</ref>  
يرجع تاريخ الطواف إلى زمن [[نبي الله أدم]] {{ع}}، عندما أُخرجَ من [[الجنة]] فجاء إلى [[الكعبة]] وطاف مثل ماكانت [[الملائكة]] تطوف حول العرش.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص407.</ref> لقد كان الطواف في بيت الله الحرام مستمر على طول التاريخ ويُعتبر ركن من [[أركان الحج]] وكان هذا حتى قبل [[الإسلام]] في زمن [[الجاهلية]] حيث كلما دخل فرد إلى الحرم أو كان عازماً على السفر أول عمل يقوم به هو الطواف، حيث كانوا يعتبرون هذا العمل من الأعمال المهمة التي تقرب الفرد إلى الله. وليس له وقت معلوم، ولا يختص ذلك بمعبد معين ولا بموسم خاص مثل موسم الحج، بل يؤدونه كلما دخلوا معبدًا فيه صنم، أو كعبة أو ضريح، فهم يطوفون سبعة أشواط حول الأضرحة أيضًا، كما يطوفون حول الذبائح المقدمة إلى الآلهة؛ وكانوا يطوفون بالبيت في نعالهم، لا يطئون أرض [[المسجد الحرام]] تعظيمًا له إلا أن يكون الحاج فقيرًا فيطوف حافيًا. فالطواف إذن من [[الشعائر الدينية]] التي كان لها شأن بارز عند الجاهليين أيضاً.<ref>جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج11، ص355.</ref>  
===الطواف عارياً===
===الطواف عارياً===
في زمن الجاهلية بعض الأفراد كانوا يطوفون حول الكعبة بدون لباس. واختلفت المصادر التاريخية في نقل هذا الأمر:
في زمن الجاهلية بعض الأفراد كانوا يطوفون حول الكعبة بدون لباس. واختلفت المصادر التاريخية في نقل هذا الأمر:
سطر ١٥: سطر ١٥:
*وجاء في بعض الروايات: «كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس والحمس قريش وما ولدت، كانوا يطوفون بالبيت عراة، إلا أن تعطيهم الحمس ثيابًا، فيعطي الرجال الرجال والنساء النساء، فمن لم يكن له من العرب صديق بمكة يعيره ثوبًا، كان بين أحد أمرين: إما أن يطوف بالبيت عريانًا، وإما أن يطوف في ثيابه، فإذا فرغ من طوافه ألقى ثوبه عنه، فلم يمسه أحد. وجاء أيضًا أن (الحمس) كانوا "يقولون نحن أهل الحرم، فلا ينبغي لأحد من العرب أن يطوف إلا في ثيابنا، ولا يأكل إذا دخل أرضنا إلا من طعامنا».<ref>جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج11، ص359.</ref>
*وجاء في بعض الروايات: «كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس والحمس قريش وما ولدت، كانوا يطوفون بالبيت عراة، إلا أن تعطيهم الحمس ثيابًا، فيعطي الرجال الرجال والنساء النساء، فمن لم يكن له من العرب صديق بمكة يعيره ثوبًا، كان بين أحد أمرين: إما أن يطوف بالبيت عريانًا، وإما أن يطوف في ثيابه، فإذا فرغ من طوافه ألقى ثوبه عنه، فلم يمسه أحد. وجاء أيضًا أن (الحمس) كانوا "يقولون نحن أهل الحرم، فلا ينبغي لأحد من العرب أن يطوف إلا في ثيابنا، ولا يأكل إذا دخل أرضنا إلا من طعامنا».<ref>جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج11، ص359.</ref>
*ورد عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} ”كان سنة في العرب في الحج انه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له امساكها وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف، وكان من وافى(أتى) مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده ومن لم يجد عارية(لم يجد من يستعير منه الثوب) اكترى(استأجر ) ثيابا ومن لم يجد عارية ولا كراءاً(ولااستئجاراً) ولم يكن له إلا ثوب واحد طاف بالبيت عريانا».<ref>القمي، تفسير القمي، ج1، ص281.</ref>
*ورد عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} ”كان سنة في العرب في الحج انه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له امساكها وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف، وكان من وافى(أتى) مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده ومن لم يجد عارية(لم يجد من يستعير منه الثوب) اكترى(استأجر ) ثيابا ومن لم يجد عارية ولا كراءاً(ولااستئجاراً) ولم يكن له إلا ثوب واحد طاف بالبيت عريانا».<ref>القمي، تفسير القمي، ج1، ص281.</ref>
==الطواف في الآيات القرآنية==
==الطواف في الآيات القرآنية==
لقد ذكر الله{{عز وجل}} في [[القرآن الكريم]] وفي [[الآية|آيات]] متعددة الطواف و بعض أحكامه في قوله تعالى: «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَیتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهیمَ مُصَلًّی وَ عَهِدْنا إِلی إِبْراهیمَ وَ إِسْماعیلَ أَنْ طَهِّرا بَیتِی لِلطَّائِفینَ وَ الْعاكِفینَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ».<ref>سورة البقرة، الآية125.</ref>وكذلك في قوله تعالى: «وَ إِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهیمَ مَكانَ الْبَیتِ أَنْ لاتُشْرِكْ بی‌شَیئاً وَ طَهِّرْ بَیتِی لِلطَّائِفینَ وَ الْقائِمینَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ».<ref>سورة الحج، الآية26.</ref>وقوله تعالى:« ثُمَّ لْیقضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْیوفُوا نُذُورَهُمْ وَ لْیطَّوَّفُوا بِالْبَیتِ الْعَتیقِ».<ref>سورة الحج، الآية29.</ref>من خلال هذه الآيات أتضح لنا أن الطواف من العباداة القديمة ترجع إلى زمن [[نبي الله إبراهيم]]{{ع}}.<ref>ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج17، ص248.</ref>
لقد ذكر الله{{عز وجل}} في [[القرآن الكريم]] وفي [[الآية|آيات]] متعددة الطواف و بعض أحكامه في قوله تعالى: «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَیتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهیمَ مُصَلًّی وَ عَهِدْنا إِلی إِبْراهیمَ وَ إِسْماعیلَ أَنْ طَهِّرا بَیتِی لِلطَّائِفینَ وَ الْعاكِفینَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ».<ref>سورة البقرة، الآية125.</ref>وكذلك في قوله تعالى: «وَ إِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهیمَ مَكانَ الْبَیتِ أَنْ لاتُشْرِكْ بی‌شَیئاً وَ طَهِّرْ بَیتِی لِلطَّائِفینَ وَ الْقائِمینَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ».<ref>سورة الحج، الآية26.</ref>وقوله تعالى:« ثُمَّ لْیقضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْیوفُوا نُذُورَهُمْ وَ لْیطَّوَّفُوا بِالْبَیتِ الْعَتیقِ».<ref>سورة الحج، الآية29.</ref>من خلال هذه الآيات أتضح لنا أن الطواف من العباداة القديمة ترجع إلى زمن [[نبي الله إبراهيم]]{{ع}}.<ref>ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج17، ص248.</ref>
مستخدم مجهول