الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رقية بنت الحسين (ع)»
imported>Ali110110 لا ملخص تعديل |
imported>Ali110110 لا ملخص تعديل |
||
| سطر ١١: | سطر ١١: | ||
صاحبة كرامات | صاحبة كرامات | ||
سلامة الجثمان حوالي سنة 1280 هـ | سلامة الجثمان حوالي [[سنة 1280 هـ]] | ||
| سطر ١٨: | سطر ١٨: | ||
|التلميذ= | |التلميذ= | ||
|تاريخ الميلاد= | |تاريخ الميلاد= | ||
|تاريخ الوفاة=5 [[صفر]] سنة 61 هـ | |تاريخ الوفاة=5 [[صفر]] سنة [[61 هـ]] | ||
|مكان الميلاد=[[المدينة]] | |مكان الميلاد=[[المدينة]] | ||
|مكان الدفن=خربة [[الشام]] | |مكان الدفن=خربة [[الشام]] | ||
| سطر ٣٣: | سطر ٣٣: | ||
و[[الشيعة الإثنا عشرية|للشيعة]] نظرة خاصّة إلى هذه البنت؛ فحياتها القصيرة (ثلاث أو أربع سنين) المنتهية بمرحلة الأسر والموت، جسّدت لهم الواقع المرير لظُلامة أهل بيت [[النبي]] (ص)؛ فاحتلّت عندهم المنزلة العظيمة؛ يرْثون حالها في اليُتم، والاغتراب، وسوء المعاملة وإهدائها رأس أبيها بأمر [[يزيد بن معاوية|يزيد]]، بالمراثي والأشعار، ويُقدّمون لضريحها وينذرون لها الهدايا من الألعاب والدُّمى. | و[[الشيعة الإثنا عشرية|للشيعة]] نظرة خاصّة إلى هذه البنت؛ فحياتها القصيرة (ثلاث أو أربع سنين) المنتهية بمرحلة الأسر والموت، جسّدت لهم الواقع المرير لظُلامة أهل بيت [[النبي]] (ص)؛ فاحتلّت عندهم المنزلة العظيمة؛ يرْثون حالها في اليُتم، والاغتراب، وسوء المعاملة وإهدائها رأس أبيها بأمر [[يزيد بن معاوية|يزيد]]، بالمراثي والأشعار، ويُقدّمون لضريحها وينذرون لها الهدايا من الألعاب والدُّمى. | ||
هذا وكرامات رقية بنت الحسين عند الشيعة أكبر من أن تُحْصى، کما بان جسداها سليماً حوالي سنة 1280 هـ حسب مصادر مختلفة. | هذا وكرامات رقية بنت الحسين عند الشيعة أكبر من أن تُحْصى، کما بان جسداها سليماً حوالي [[سنة 1280 هـ]] حسب مصادر مختلفة. | ||
== الاسم والنسب == | == الاسم والنسب == | ||
| سطر ٦٢: | سطر ٦٢: | ||
تكلّمت بعض المصادر عن وفاة بنت للحسين في الشام واختلفت في التفاصيل: | تكلّمت بعض المصادر عن وفاة بنت للحسين في الشام واختلفت في التفاصيل: | ||
*أول المصادر التي أشارت إلى الواقعة هو كتاب [[كامل البهائي]] من تأليف [[عماد الدين الطبري]](700 هـ). والطبري لم يسمّ البنت، إلا أنه ذكر عمرها أربع سنين.<ref>كامل البهائي، ص523.</ref> | *أول المصادر التي أشارت إلى الواقعة هو كتاب [[كامل البهائي]] من تأليف [[عماد الدين الطبري]]([[700 هـ]]). والطبري لم يسمّ البنت، إلا أنه ذكر عمرها أربع سنين.<ref>كامل البهائي، ص523.</ref> | ||
*ذكر الملا حسين الكاشفي السبزواري (910 هـ) أن الواقعة جرت في قصر [[يزيد بن معاويه|يزيد]]، وذكر وفاة البنت يوم رؤيتها للرأس.<ref>روضة الشهداء، ص484.</ref> | *ذكر الملا حسين الكاشفي السبزواري ([[910 هـ]]) أن الواقعة جرت في قصر [[يزيد بن معاويه|يزيد]]، وذكر وفاة البنت يوم رؤيتها للرأس.<ref>روضة الشهداء، ص484.</ref> | ||
* [[فخرالدين الطريحي]] ( 1085 هـ)؛ هو أول من اعتبر البنت ذات ثلاث سنين، ونقل في كتابه كلامها مع الرأس.<ref>المنتخب في جمع المراثي والخطب، ص 136.</ref> | * [[فخرالدين الطريحي]] ( [[1085 هـ]])؛ هو أول من اعتبر البنت ذات ثلاث سنين، ونقل في كتابه كلامها مع الرأس.<ref>المنتخب في جمع المراثي والخطب، ص 136.</ref> | ||
* ذكر محمد حسين الأرجستاني في أواخر القرن الثالث عشر، اسم البنت زُبيده، بالغةً من العمر ثلاث سنين، واعتبر مكان الحادثة خربة الشام.<ref>أنوار المجالس، ص161</ref> وقد أشار في صفحة سابقة من كتابه إلى حضور بنت للحسين في الشام تُسمّى رقية.<ref>نفس المصدر، ص160</ref> | * ذكر محمد حسين الأرجستاني في أواخر القرن الثالث عشر، اسم البنت زُبيده، بالغةً من العمر ثلاث سنين، واعتبر مكان الحادثة خربة الشام.<ref>أنوار المجالس، ص161</ref> وقد أشار في صفحة سابقة من كتابه إلى حضور بنت للحسين في الشام تُسمّى رقية.<ref>نفس المصدر، ص160</ref> | ||
*ذكر الشيخ محمد جواد اليزدي في أوائل القرن الرابع عشر أنّ مكان الحادثة هو خربة الشام، وقال إن اسم البنت كان زُبَيده، أو رُقَية، أو زينب، أو سكينة، أو فاطمة.<ref> شعشعة الحسيني، ج2 ، ص 171 - 173.</ref> | *ذكر الشيخ محمد جواد اليزدي في أوائل القرن الرابع عشر أنّ مكان الحادثة هو خربة الشام، وقال إن اسم البنت كان زُبَيده، أو رُقَية، أو زينب، أو سكينة، أو فاطمة.<ref> شعشعة الحسيني، ج2 ، ص 171 - 173.</ref> | ||
*اعتبر [[السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي]] ( 1334 هـ)، أن اسم الطفلة كان رقية، وأن عمرها ثلاث سنين.<ref>الإيقاد، ص179.</ref> | *اعتبر [[السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي]] ( [[1334 هـ]])، أن اسم الطفلة كان رقية، وأن عمرها ثلاث سنين.<ref>الإيقاد، ص179.</ref> | ||
يقول المحدِّث القمي إن كتاب الطبري (كامل البهائي) يدلّ على أن نُسَخ الأصول، وكتب القدماء من الأصحاب كانت بين يدي مؤلفه. ثم يضيف أن أحد تلك المصادر المفقودة هو كتاب [[الحاوية في مثالب معاوية]] من تأليف [[القاسم بن محمّد بن أحمد المأموني|قاسم بن محمّد بن أحمد المأموني]] من علماء [[أهل السنّة والجماعة|السُنّة]]، وأن الطبري قد نقل قصة هذه الطفلة من ذلك التصنيف.<ref>الفوائد الرضوية، ص 111</ref> | يقول المحدِّث القمي إن كتاب الطبري (كامل البهائي) يدلّ على أن نُسَخ الأصول، وكتب القدماء من الأصحاب كانت بين يدي مؤلفه. ثم يضيف أن أحد تلك المصادر المفقودة هو كتاب [[الحاوية في مثالب معاوية]] من تأليف [[القاسم بن محمّد بن أحمد المأموني|قاسم بن محمّد بن أحمد المأموني]] من علماء [[أهل السنّة والجماعة|السُنّة]]، وأن الطبري قد نقل قصة هذه الطفلة من ذلك التصنيف.<ref>الفوائد الرضوية، ص 111</ref> | ||
===خربة الشام=== | ===خربة الشام=== | ||
| سطر ٨٩: | سطر ٨٩: | ||
===ظهور الجثمان=== | ===ظهور الجثمان=== | ||
تحدّث الميرزا هاشم الخراساني (1352 هـ) في كتابه [[منتخب التواريخ]] أن حوالي سنة 1280 هـ، ظهر جثمان المقام طريّا إثر تسرّب المياه إلى القبر وحفرهٰ ومباشرة ترميمه وإعادة بنائه.<ref>منتخب التواريخ، ص 388، الباب 6.</ref> | تحدّث الميرزا هاشم الخراساني ([[1352 هـ]]) في كتابه [[منتخب التواريخ]] أن حوالي سنة 1280 هـ، ظهر جثمان المقام طريّا إثر تسرّب المياه إلى القبر وحفرهٰ ومباشرة ترميمه وإعادة بنائه.<ref>منتخب التواريخ، ص 388، الباب 6.</ref> | ||
قال الخراساني: ثم إن الوالي أخبر السلطان عبد الحميد العثماني فعيّنوا السيّد ابراهيم بن مرتضى الدمشقي على المقام،<ref>نفس المصدر</ref> وهو الذي كان قد تولّى أمر الحفر والترميم. | قال الخراساني: ثم إن الوالي أخبر السلطان عبد الحميد العثماني فعيّنوا السيّد ابراهيم بن مرتضى الدمشقي على المقام،<ref>نفس المصدر</ref> وهو الذي كان قد تولّى أمر الحفر والترميم. | ||
====تناقل الخبر==== | ====تناقل الخبر==== | ||
الخبر رغم التساؤل عن عدم تناقله من قِبَل الآخرين، والاستغراب من تسمية السلطان عبد الحميد الذي لم يتزامن حكمه التاريخ المذكور:<ref>محمد الري شهري، ج 1 ص 183. يُذكر أن السلطان عبد الحميد هو إما عبدالحميد الأوّل (1187 - 1203 هـ )، أو عبدالحميد الثاني (1293 - 1337 هـ )، ونقْل تاريخ الواقعة على نحو التخمين أي سنة 1280، إلى جنب عدم التصريح بوقوع الحادثة أيام حكم السلطان العثماني، قد يوميان إلى وقوع إخبار السلطان عبد الحميد الثاني بموضوع الحادثة أيام حكمه.</ref> | الخبر رغم التساؤل عن عدم تناقله من قِبَل الآخرين، والاستغراب من تسمية السلطان عبد الحميد الذي لم يتزامن حكمه التاريخ المذكور:<ref>محمد الري شهري، ج 1 ص 183. يُذكر أن السلطان عبد الحميد هو إما عبدالحميد الأوّل (1187 - 1203 هـ )، أو عبدالحميد الثاني ([[1293 هـ|1293]] - [[1337 هـ]] )، ونقْل تاريخ الواقعة على نحو التخمين أي سنة 1280، إلى جنب عدم التصريح بوقوع الحادثة أيام حكم السلطان العثماني، قد يوميان إلى وقوع إخبار السلطان عبد الحميد الثاني بموضوع الحادثة أيام حكمه.</ref> | ||
* جاء انعكاسه في كتاب صُنِّف سنة 1290 هـ لأحد رجالات الدين بمصر؛ | * جاء انعكاسه في كتاب صُنِّف سنة 1290 هـ لأحد رجالات الدين بمصر؛ | ||
فقد ذكر السيد مؤمن بن حسن [[الشبلنجي الشافعي]] المصري في كتابه [[نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار]]: | فقد ذكر السيد مؤمن بن حسن [[الشبلنجي الشافعي]] المصري في كتابه [[نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار]]: | ||
| سطر ١٠١: | سطر ١٠١: | ||
====تدقيق==== | ====تدقيق==== | ||
ممّا جاء من التصريح في نسب السيدة رقية في الشام أنها بنت الحسين عليه السلام، وأن رقية بنت علي في كلام الشبلنجي المصري إنما كان لوقوع سهو في سماعه أو كتابته، ما ذكره عبد الوهاب بن أحمد الشافعي المصري المعروف بالشعراني (973 هـ) أنّ بقرب جامع دمشق مزار يُعرَف بمزار السيدة رقية منقوش على كتيبة بمدخلها: | ممّا جاء من التصريح في نسب السيدة رقية في الشام أنها بنت الحسين عليه السلام، وأن رقية بنت علي في كلام الشبلنجي المصري إنما كان لوقوع سهو في سماعه أو كتابته، ما ذكره عبد الوهاب بن أحمد الشافعي المصري المعروف بالشعراني ([[973 هـ]]) أنّ بقرب جامع دمشق مزار يُعرَف بمزار السيدة رقية منقوش على كتيبة بمدخلها: | ||
هذَا البَيْتُ بُقْعَةٌ شُرِّفَتْ بِآلِ [[النبي الأعظم|النّبِيّ]] صلى الله عليه وآله وسلم وَبِنْتُ الحُسَيْنِ الشَّهيد، رُقَيَّة عليها السلام. <ref> المنن، باب 1٠؛ الأمين، ج٧ ، ص 34؛ الحسيني الجلالي، ص225.</ref> | هذَا البَيْتُ بُقْعَةٌ شُرِّفَتْ بِآلِ [[النبي الأعظم|النّبِيّ]] صلى الله عليه وآله وسلم وَبِنْتُ الحُسَيْنِ الشَّهيد، رُقَيَّة عليها السلام. <ref> المنن، باب 1٠؛ الأمين، ج٧ ، ص 34؛ الحسيني الجلالي، ص225.</ref> | ||
مراجعة ٠٨:٠٦، ٥ نوفمبر ٢٠١٦
| الكنية | أم كلثوم |
|---|---|
| سبب الشهرة | الوفاة في الأسر
صاحبة كرامات سلامة الجثمان حوالي سنة 1280 هـ |
| تاريخ الوفاة | 5 صفر سنة 61 هـ |
| مكان الميلاد | المدينة |
| مكان الدفن | خربة الشام |
| الأب | الإمام الحسين (ع) |
| الأم | أم إسحاق أو شهربانو |
| العباس بن علي(ع) • زينب الكبرى • علي الأكبر • فاطمة المعصومة • السيدة نفيسة • السيد محمد • عبد العظيم الحسني • أحمد بن موسى • موسى المبرقع | |
رُقَية بِنت الحسين بن علي بن أبيطالب، يُظنّ أن أمها أم إسحاق بنت طلحة، وأن اسمها أو كنيتها أم كلثوم، أو فاطمة (الصغرى)، أو زينب.
عُرِف مزارها بدمشق منذ عهد بعيد، في حيٍّ يُظنّ أنه كان معقِل أهل البيت ومحبسهم في مرحلة الأسر عند الجامع الأموي الكبير بالشام بعد وقعة عاشوراء.
وللشيعة نظرة خاصّة إلى هذه البنت؛ فحياتها القصيرة (ثلاث أو أربع سنين) المنتهية بمرحلة الأسر والموت، جسّدت لهم الواقع المرير لظُلامة أهل بيت النبي (ص)؛ فاحتلّت عندهم المنزلة العظيمة؛ يرْثون حالها في اليُتم، والاغتراب، وسوء المعاملة وإهدائها رأس أبيها بأمر يزيد، بالمراثي والأشعار، ويُقدّمون لضريحها وينذرون لها الهدايا من الألعاب والدُّمى.
هذا وكرامات رقية بنت الحسين عند الشيعة أكبر من أن تُحْصى، کما بان جسداها سليماً حوالي سنة 1280 هـ حسب مصادر مختلفة.
الاسم والنسب
ذكر البيهقي (493 - 565 هـ) في كتاب لباب الألباب أن بنات الحسين هنّ فاطمة وسكينة ورقية.[١] وقال: ولم يبق من أولاده (في كربلاء) إلا زين العابدين عليه السلام، وفاطمة، وسكينة، ورقية.[٢] كما ذُكر أيضاً أن بناته أربعة وأسمائهن: فاطمة، سكينة، زينب وأم كلثوم، وأنّ زينب (وفي نسخة: ربيب) وأم كلثوم ماتتا في الصغر.[٣] قال محمد بن طلحة الشافعي إن بنات الحسين أربعة ثم سمّى منهنّ زينب، وسكينة، وفاطمة، ولم يسمّ الرابعة. [٤] يستنتج نجم الدين الطبسي من كلام البيهقي والشافعي في مطالب السئول أن البنت الرابعة للإمام الحسين هي رقية، وأنّ كنيتها أم كلثوم. [٥]
الأم
اعتبرت بعض كتب التراجم أن أمها هي أم اسحاق بنت طلحة بن عُبيد الله زوجة الإمام الحسن التي تزوجها الحسين بعد استشهاد أخيه.[٦] وقيل إن أم رقية هي السيّدة شاه زنان (شهر بانو) بنت كسرى يزدجر ملك الفُرس؛[٧] فتكون رقية هي شقيقة الإمام زين العابدين وعلي الأصغر.
الحضور في كربلا
جاء في بعض نُسخ اللهوف أن الحسين نادى خيامه في آخر ساعات يوم عاشوراء: يا اُختاه! يا اُمّ كلثوم! وأنتِ يا زينب! وأنتِ يا رقية! وأنتِ يا فاطمة! وأنتِ يا رَباب! [٨] وفي بعض المصادر: يا سكينة، يا فاطمة، يا زينب، يا أم كلثوم، يا فضة، عليكن مني السلام.[٩]
وقد احتمل البعض أن ترتيب الأسامي في العبارة الأولى قد يشير إلى شخصية أخرى هي رقية بنت علي؛ حيث أن الاسم ورد في سياق أسامي أخوات الحسين كأم كلثوم وزينب بنت علي.[١٠]
هذا وقد ذكر القندوزي الحنفي اسم رقية في العبارة السالفة باختلاف يسير في الترتيب وذلك إلى جنب بنات الحسين.[١١]
الأطفال
صرّحت بعض الروايات التاريخية اصطحاب الحسين لأطفاله في كربلاء. وحيث أن علماء الأنساب أنكروا بقاء إحد غير الإمام زين العابدين من أولاد الحسين الذكور بعد كربلاء، فإن ذلك يقوّي من حضور أكثر من واحدة من بناته الصغار في الرکب الحسيني.
من ذلك كلام ابن الحُرّ الجُعُفي حين لم يُجب دعوة الحسين في الطريق:
ولا رقَقْتُ على أحد قطّ رِقّتي عليه حين رأيته يمشي وصبيانه حوله.[١٢]
في الشام
ذكر الطبري أن بنتاً للحسين صغيرة كانت مع أسارى كربلاء في الشام.
ويقول في وصف مماتها إن في إحدى الليالي انتبهت بنت الحسين من نومها وقد رأت أباها مُشَعّثاً، فصارت تحنّ عليه، وتبكي، وتسأل عنه، حتى سمع يزيد صوتها، فأمر لها بالرأس فوُضِع بين يديها، فجزعت وفاضت روحها بعد أيام. [١٣]
كلام المصادر
تكلّمت بعض المصادر عن وفاة بنت للحسين في الشام واختلفت في التفاصيل:
- أول المصادر التي أشارت إلى الواقعة هو كتاب كامل البهائي من تأليف عماد الدين الطبري(700 هـ). والطبري لم يسمّ البنت، إلا أنه ذكر عمرها أربع سنين.[١٤]
- ذكر الملا حسين الكاشفي السبزواري (910 هـ) أن الواقعة جرت في قصر يزيد، وذكر وفاة البنت يوم رؤيتها للرأس.[١٥]
- فخرالدين الطريحي ( 1085 هـ)؛ هو أول من اعتبر البنت ذات ثلاث سنين، ونقل في كتابه كلامها مع الرأس.[١٦]
- ذكر محمد حسين الأرجستاني في أواخر القرن الثالث عشر، اسم البنت زُبيده، بالغةً من العمر ثلاث سنين، واعتبر مكان الحادثة خربة الشام.[١٧] وقد أشار في صفحة سابقة من كتابه إلى حضور بنت للحسين في الشام تُسمّى رقية.[١٨]
- ذكر الشيخ محمد جواد اليزدي في أوائل القرن الرابع عشر أنّ مكان الحادثة هو خربة الشام، وقال إن اسم البنت كان زُبَيده، أو رُقَية، أو زينب، أو سكينة، أو فاطمة.[١٩]
- اعتبر السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي ( 1334 هـ)، أن اسم الطفلة كان رقية، وأن عمرها ثلاث سنين.[٢٠]
يقول المحدِّث القمي إن كتاب الطبري (كامل البهائي) يدلّ على أن نُسَخ الأصول، وكتب القدماء من الأصحاب كانت بين يدي مؤلفه. ثم يضيف أن أحد تلك المصادر المفقودة هو كتاب الحاوية في مثالب معاوية من تأليف قاسم بن محمّد بن أحمد المأموني من علماء السُنّة، وأن الطبري قد نقل قصة هذه الطفلة من ذلك التصنيف.[٢١]
خربة الشام
جاء في حديث عن فاطمة بنت علي عليه السلام أنها قالت:
«ثمّ إنّ يزيد (لعنه الله) أمر بنساء الحسين عليه السلام، فحُبِسن مع علي بن الحسين عليهما السلام في محبس لا يكنّهم من حرّ و لا قرّ، حتّى تقشرت وجوههم».[٢٢] وفي رواية:
«فأقاموا شهراً ونصف، حتّى اقشرّت وجوههنّ من حرّ الشّمس، ثمّ أطلقهم».[٢٣]
المزار
يقع مزار السيدة رقية في أحد أحياء مدينة دمشق المعروف بحيّ العمارة إلى جنب باب الفراديس، الملاصقة أزقّتها لجدران الجامع الأموي الكبير.
وللمرقد بناء كبير، ذات أروقة وأعمدة مزخرفة بروعة الفنّ الكاشاني، والإبداع الإيراني والإسلامي الممزوجين، قد نُقش عليها آيات قرآنية وأحاديث نبوية في ولاء ومودّة أهل البيت.[٢٤]

تاريخ المزار
ورد في المصادر التاريخية أن المقام كان مشيَّداً من قِبَل الأيوبيين سنة 526 هـ، كما يُذكر بناء قبة على المزار سنة 768 هـ. [٢٥]
ظهور الجثمان
تحدّث الميرزا هاشم الخراساني (1352 هـ) في كتابه منتخب التواريخ أن حوالي سنة 1280 هـ، ظهر جثمان المقام طريّا إثر تسرّب المياه إلى القبر وحفرهٰ ومباشرة ترميمه وإعادة بنائه.[٢٦]
قال الخراساني: ثم إن الوالي أخبر السلطان عبد الحميد العثماني فعيّنوا السيّد ابراهيم بن مرتضى الدمشقي على المقام،[٢٧] وهو الذي كان قد تولّى أمر الحفر والترميم.
تناقل الخبر
الخبر رغم التساؤل عن عدم تناقله من قِبَل الآخرين، والاستغراب من تسمية السلطان عبد الحميد الذي لم يتزامن حكمه التاريخ المذكور:[٢٨]
- جاء انعكاسه في كتاب صُنِّف سنة 1290 هـ لأحد رجالات الدين بمصر؛
فقد ذكر السيد مؤمن بن حسن الشبلنجي الشافعي المصري في كتابه نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار:
قد أخبرني بعض أهل الشّوام أنّ للسّيدة رقية بنت الإمام علي كرّم الله وجهه ضريحاً بدمشق الشّام، وأنّ جدران قبرها كانت قد تعيّبت، فأرادوا إخراجها منه لتجديده، فلم يتجاسر أحد أن ينزله من الهيبة، فحضر شخص يُدْعى السّيد بن مرتضى، فنزل في قبرها، ووضع عليها ثوباً لفّها فيه وأخرجها، فإذا هي بنت صغيرة دون البلوغ، وقد ذكرتُ ذلك لبعض الأفاضل فحدّثني به ناقلاً عن أشياخه.[٢٩]
تدقيق
ممّا جاء من التصريح في نسب السيدة رقية في الشام أنها بنت الحسين عليه السلام، وأن رقية بنت علي في كلام الشبلنجي المصري إنما كان لوقوع سهو في سماعه أو كتابته، ما ذكره عبد الوهاب بن أحمد الشافعي المصري المعروف بالشعراني (973 هـ) أنّ بقرب جامع دمشق مزار يُعرَف بمزار السيدة رقية منقوش على كتيبة بمدخلها:
هذَا البَيْتُ بُقْعَةٌ شُرِّفَتْ بِآلِ النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم وَبِنْتُ الحُسَيْنِ الشَّهيد، رُقَيَّة عليها السلام. [٣٠]
التشكيكات
خُلوّ المصادر الأولى من التصريح باسم رقية بنت الحسين، أو تسمية بناته على وجه التحديد، وكذلك وقوع الاختلاف في تفاصيل شأن الطفلة في الشام، كان من جملة عوامل التشكيك في موضوع بنتٍ للحسين تحمل الاسم المذکور. فمطهري اعتبر الواقعة من التباسات عاشوراء اللفظية،[٣١]كما أثار كلمات أحد الخطباء في طهران حول انتساب الطفلة إلى الشهداء الآخرين بكربلاء ردود ومخالفات واسعة بين الجماهير والعلماء والخطباء.[٣٢]
المآتم
خصّص بعض الشيعة اليوم الثالث من محرّم وليلته من السنة لقرائة العزاء على رقية بنت الحسين،[٣٣]وسُجِّل اليوم الخامس من شهر صفر يوم وفاتها في بعض التقاويم الشيعية.[٣٤] وقد سُمِّيَ الكثير من الهيئات والمواكب الحسينية، وكذلك المساجد باسم رقية، كما أُنشِد في حقها كمية كبيرة من المراثي والأشعار. وفي بعض المراثي تعريض بمن يشكّك في وجود رقية بنت الحسين عليها السلام.
تصنيفات
لقد صُنِّف حول موضوع رقية بنت الحسين في القرن الرابع عشر الهجري العديد من الكتب المستقلة باللغة العربية وبعض اللغات الأخرى؛ من ذلك حوالي مائة كتاب بالفارسية تضمّنت حياتها، وأحوالها في الأسر، وما أُنشد فيها من المراثي والأشعار.[٣٥]
الهوامش
- ↑ لباب الأنساب، ص23.
- ↑ ص 33
- ↑ نفس المصدر، ص350.
- ↑ مطالب السئول، ص257.
- ↑ رقية بنت الحسين، ص 8-9.
- ↑ الاربلي، ص216 ؛ الطبرسي، ص251.
- ↑ معالي السبطين، ج 2، ص 214.
- ↑ سيد بن طاووس، الملهوف، ص141.
- ↑ نفس المهموم، ص 346؛ المنتخب، ص 316 و317.
- ↑ الطبسي، ص25
- ↑ القندوزي، ج3، ص79.
- ↑ السماوي، ج 1، ص 152؛ البغدادي، ج 2، ص 158
- ↑ كامل البهائي، ص523.
- ↑ كامل البهائي، ص523.
- ↑ روضة الشهداء، ص484.
- ↑ المنتخب في جمع المراثي والخطب، ص 136.
- ↑ أنوار المجالس، ص161
- ↑ نفس المصدر، ص160
- ↑ شعشعة الحسيني، ج2 ، ص 171 - 173.
- ↑ الإيقاد، ص179.
- ↑ الفوائد الرضوية، ص 111
- ↑ ابن بابويه، الأمالي، ص231؛ المجلسي، ج 14، ص 45.
- ↑ القاضي نعمان، ج 3، ص 269.
- ↑ راجع دانشنامه امام حسين (بالفارسية)، ج 1، ص389 - 393
- ↑ انظر: الكرباسي، ج 8؛ دائرة المعارف الحسينية، ص 151.
- ↑ منتخب التواريخ، ص 388، الباب 6.
- ↑ نفس المصدر
- ↑ محمد الري شهري، ج 1 ص 183. يُذكر أن السلطان عبد الحميد هو إما عبدالحميد الأوّل (1187 - 1203 هـ )، أو عبدالحميد الثاني (1293 - 1337 هـ )، ونقْل تاريخ الواقعة على نحو التخمين أي سنة 1280، إلى جنب عدم التصريح بوقوع الحادثة أيام حكم السلطان العثماني، قد يوميان إلى وقوع إخبار السلطان عبد الحميد الثاني بموضوع الحادثة أيام حكمه.
- ↑ نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار، ص 16٠.
- ↑ المنن، باب 1٠؛ الأمين، ج٧ ، ص 34؛ الحسيني الجلالي، ص225.
- ↑ مجموعه آثار (بالفارسية)، ج 17 ، ص586.
- ↑ پاسخ چهار تن از مراجع تقليد به برخی شبهه پراكنیها راجع به حضرت رقیه (سلام الله علیها)نظر مراجع تقلید درباره حضرت رقیه (س)؛حضرت رقیه سلام الله علیها در كلام بزرگان و مراجع عظام تقلید
- ↑ هادی منش، ص102
- ↑ انظر: النيشابوري، ص 81
- ↑ مؤسسه شیعهشناسی؛ كتابشناسی حضرت رقیه (بالفارسية)
المصادر والمراجع
- الأمين، السيد محسن، أعيان الشّيعة
- ابن بابويه، الأمالي،
- ابن طاووس، علي بن موسى بن جعفر، اللهوف على قتلى الطفوف، طهران، مطبعة جهان، 1348 ش.
- ابن فندق البيهقي، علي بن زيد، لباب الأنساب والألقاب والأعقاب، تحقیق: مهدي الرجائي، قم، مكتبة آيت الله المرعشي، 1385 ش.
- الاربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، طهران، مطبعة الإسلامية، بلاتا.
- الأرجستاني، محمد حسين، أنوار المجالس
- البغدادي، عبد القادر بن عمر، خزانة الادب ولبّ لباب لسان العرب
- الحسيني الجلالي، محمد حسين، مزارات أهل البيت وتاريخها
- الخراساني، ميرزا هاشم، منتخب التواريخ، المطبعة الإسلامية
- السماوي، الشيخ محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام
- الشافعي، محمد بن طلحة، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول، بيروت، مكتبة البلاغ، 1419 هـ.
- الشافعي الشعراني، عبدالوهاب بن أحمد، المنن
- الشاه عبد العظيمي، سيد محمد علي، الإيقاد
- الشلبنجي، نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار
- الطبرسى، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى، بيروت، دار المعرفة، 1399 هـ.
- الطبري، عماد الدين حسن بن علي، كامل البهائي، طهران، مكتبة مرتضوي، 1383 ش.
- الطبسي، نجم الدين، رقيه بنت الحسين، تنظيم عباس جهانشاهي
- الطريحي، فخرالدين، المنتخب في جمع المراثي والخطب
- القاضي نعمان، شرح الأخبار
- القمي، عباس، الفوائد الرضوية
- القمي، عباس، نفَس المهموم
- القندوزي الحنفي، سليمان بن ابراهيم، ينابيع الموده لذوي القربى، قم، مطبعة اسوه، 1422 هـ.
- الكاشفي السبزواري، ملا حسين، روضة الشهداء، قم، مطبعة نويد اسلام، 1382 ش.
- الكرباسي، تاريخ المراقد (الحسين وأهل بيته وأنصاره)
- محمدي الري شهري، مهدي، دانشنامه امام حسين (بالفارسية)، قم، دار الحديث، 1430 هـ.
- محمدي الري شهري، الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء وأصحابه عليهم السّلام
- مطهري، مرتضي، مجموعه آثار (بالفارسية) .
- المفيد، محمد بن نعمان، الارشاد، قم، كنگره شیخ مفید، 1413 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار
- النيشابوري، تقويم الشيعة
- اليزدي، محمد جواد، شعشعة الحسيني