مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو أيوب الأنصاري»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alkazale |
imported>Alkazale لا ملخص تعديل |
||
سطر ٨١: | سطر ٨١: | ||
==نسبه== | ==نسبه== | ||
هو خَالِد بن زيد بن كليب بْن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بْن النجار بن ثعلبة بن عمرو بْن الخزرج الأكبر، أَبُو أيوب الأنصاري [[قبيلة خزرج|الخزرجي]].<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، | هو خَالِد بن زيد بن كليب بْن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بْن النجار بن ثعلبة بن عمرو بْن الخزرج الأكبر، أَبُو أيوب الأنصاري [[قبيلة خزرج|الخزرجي]].<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 571.</ref> | ||
أمه بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرو القيس، وزوجته بنت زيد بن ثابت،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، | أمه بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرو القيس، وزوجته بنت زيد بن ثابت،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 484؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 424. </ref> وذكر ابن سعد ولداً لأبي أيوب باسم عبد الرحمن، ولكنه لم يعقب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 484.</ref> | ||
==أهم أحداث حياته== | ==أهم أحداث حياته== | ||
كان أبو أيوب من جملة سبعين شخصاً الذين بايعوا النبي (ص) في العقبة الثانية على أن يثبتوا في الدفاع عنه،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، | كان أبو أيوب من جملة سبعين شخصاً الذين بايعوا النبي (ص) في العقبة الثانية على أن يثبتوا في الدفاع عنه،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 484؛ ابن الأثير، أسد الغابة،ج 2، ص 80.</ref> وقد اعتبره نصر بن مزاحم من كبار أنصار [[الرسول (ص)]]، ومن شيعة [[الإمام علي (ع)]].<ref>نصر بن مزاحم، وقعة صفّين، ص 366.</ref> | ||
وقد نسب إليه 150 حديثاً، لكن [[البخاري]] ومسلم يتفقان على 7 أحاديث فقط مما روي عنه.<ref>النووي، تهذيب الأسماء واللغات، | وقد نسب إليه 150 حديثاً، لكن [[البخاري]] ومسلم يتفقان على 7 أحاديث فقط مما روي عنه.<ref>النووي، تهذيب الأسماء واللغات، ج 1، ص 177.</ref> | ||
===استضافته للنبي (ص)=== | ===استضافته للنبي (ص)=== | ||
إن مما جعل لشخصية أبي أيوب مكانة مرموقة بين المسلمين هو نزول النبي (ص) بعد [[الهجرة إلى المدينة|هجرته]] إلى المدينة في بيته، وذلك مع إلحاح الكثير من أهل المدينة؛ لذا وصفه المؤرخون بالإجماع بأنه مضيّف النبي (ص)،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، | إن مما جعل لشخصية أبي أيوب مكانة مرموقة بين المسلمين هو نزول النبي (ص) بعد [[الهجرة إلى المدينة|هجرته]] إلى المدينة في بيته، وذلك مع إلحاح الكثير من أهل المدينة؛ لذا وصفه المؤرخون بالإجماع بأنه مضيّف النبي (ص)،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 141؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 484. </ref> واستناداً لما أورده البلاذري فإن النبي (ص) أقام في منزله 7 أشهر حتى انتهى بناء المسجد والمنزل. وذكر [[المسعودي]] أن مدة إقامته (ص) عنده كانت شهراً واحداً.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 280.</ref> | ||
===دفاعه عن الإمام علي (ع=== | ===دفاعه عن الإمام علي (ع=== | ||
وبعد [[وفاة النبي (ص)]] كان أبو أيوب من جملة 11 صحابياً الذين قاموا بالدفاع عن خلافة الإمام علي (ع)،<ref>البرقي، أحمد بن محمد، الرجال، | وبعد [[وفاة النبي (ص)]] كان أبو أيوب من جملة 11 صحابياً الذين قاموا بالدفاع عن خلافة الإمام علي (ع)،<ref>البرقي، أحمد بن محمد، الرجال، صص 63، 66.</ref> وعليه فقد اعتبره ابن الأثير من خواص أصحاب الإمام علي (ع).<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 143.</ref> | ||
===الجامعون للقرآن=== | ===الجامعون للقرآن=== | ||
اعتبره البخاري من الأنصار الخمسة الذين جمعوا [[القرآن]] على عهد النبي الأكرم (ص).<ref>البخاري، التاريخ الصغير، | اعتبره البخاري من الأنصار الخمسة الذين جمعوا [[القرآن]] على عهد النبي الأكرم (ص).<ref>البخاري، التاريخ الصغير، ج 1، ص 66.</ref> | ||
===مشاركته في الغزوات=== | ===مشاركته في الغزوات=== | ||
شارك أبو أيوب في جميع ، واعتبره المؤرخون ممن شهد [[بدر (غزوة)|بدر]] و[[غزوة أحد |أحد]] و[[الخندق]]،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، | شارك أبو أيوب في جميع ، واعتبره المؤرخون ممن شهد [[بدر (غزوة)|بدر]] و[[غزوة أحد |أحد]] و[[الخندق]]،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 100.</ref> وقد تخلي مرة واحدة فقط عن المشاركة في الحرب؛ إذ كانت قيادة جيش المسلمين بيد شاب، إلا أنه ظل بعدها على الدوام نادماً على فعلته،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، 485.</ref> وتشهد النصوص التاريخية على وجود روح الطاعة والوفاء والاحترم للنبي (ص) بشكل جلي لديه.<ref>على سبيل المثال، ينظر: ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 144؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 126.</ref> | ||
وحسب رواية ابن هشام فإنه كان قد هرع امتثالاً لأمر النبي (ص) إلى إخراج المنافقين الذين كانوا في مسجد المدينة يستهزئون بالمسلمين، وكان بعضهم من أقاربه.{{بحاجة إلى مصدر}} | وحسب رواية ابن هشام فإنه كان قد هرع امتثالاً لأمر النبي (ص) إلى إخراج المنافقين الذين كانوا في مسجد المدينة يستهزئون بالمسلمين، وكان بعضهم من أقاربه.{{بحاجة إلى مصدر}} | ||
وطبقاً لبعض الروايات فإن آية من القرآن<ref>النور: آية 12.</ref>في حديث الإفك وردت فيها إشارة إلى مدح أبي أيوب وزوجته.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، | وطبقاً لبعض الروايات فإن آية من القرآن<ref>النور: آية 12.</ref>في حديث الإفك وردت فيها إشارة إلى مدح أبي أيوب وزوجته.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 3، ص 316؛ الطبري، التاريخ، ج 2، ص 617.</ref> | ||
===مشاركته في محاصرة بيت عثمان=== | ===مشاركته في محاصرة بيت عثمان=== | ||
وعندما حاصر مخالفي [[عثمان بن عفان|عثمان]] بيته، كان المسلمومن يقيمون [[الصلاة]] في [[المسجد|مسجد]] المدينة بإمامة أبي أيوب،<ref>الطبري، التاريخ، | وعندما حاصر مخالفي [[عثمان بن عفان|عثمان]] بيته، كان المسلمومن يقيمون [[الصلاة]] في [[المسجد|مسجد]] المدينة بإمامة أبي أيوب،<ref>الطبري، التاريخ، ج 4، ص 423.</ref> وكان من بين الشهود الذين أخذوا في تلك الأيام على عثمان عهداً على أن يعمل منذ ذلك الحين وما بعده بكتاب الله و[[سنة النبي (ص)]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 553.</ref> | ||
===مبایعته للإمام علي (ع=== | ===مبایعته للإمام علي (ع=== | ||
كان أبو أيوب في مقدمة من [[البيعة|بايع]] الإمام علي (ع) بعد مقتل عثمان، كما أنّه شجع الأنصار على هذا الأمر.<ref>اليعقوبي، التاريخ، | كان أبو أيوب في مقدمة من [[البيعة|بايع]] الإمام علي (ع) بعد مقتل عثمان، كما أنّه شجع الأنصار على هذا الأمر.<ref>اليعقوبي، التاريخ، ج 2، ص 178.</ref> | ||
===مشارکته فی حروب الإمام علي (ع=== | ===مشارکته فی حروب الإمام علي (ع=== | ||
شارك أبو أيوب في جميع الحروب التي حدثت فترة خلافة الإمام علي (ع)،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، | شارك أبو أيوب في جميع الحروب التي حدثت فترة خلافة الإمام علي (ع)،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 425؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 459.</ref> ولكن ابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 3، ص 484.</ref> أشار إلى حضوره في [[النهروان]] والواقدي<ref>ابن حبيب، المحبر، ص 291.</ref> في [[صفين]] فحسب، كما أثبت الجميع في ما ذكروا شجاعة أبي أيوب وبسالته المثيرة للإعجاب في تلك الحروب.<ref>ابن أعثم، ج 3، ص 48-50.</ref> | ||
وفي معركة النهروان جعل الإمام علي (ع) أبا أيوب على الخيالة، وقبل أن تبدأ المعركة أرسله إلى [[الخوارج]] ليعظهم وينذرهم،<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، | وفي معركة النهروان جعل الإمام علي (ع) أبا أيوب على الخيالة، وقبل أن تبدأ المعركة أرسله إلى [[الخوارج]] ليعظهم وينذرهم،<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 207، 210.</ref> وعندما سئل لماذا أنت تحارب مع الإمام علي (ع) ضد أهل القبلة وأنت من كبار صحابة النبي (ص)؟ أجاب قائلاً: إن رسول الله (ص) أخذ منا عهداً بقتال [[الناكثين]]، و[[القاسطين]] و[[المارقين]] مع الإمام علي(ع).<ref>الإسكافي، المعيار والموازنة، ص 37؛ الكشي، معرفة الرجال، ج 1، ص 172-173؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج 7، ص 340؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ص 2/410.</ref> | ||
كما أنه كان من الحضور الذين شهدوا [[سنة 35 للهجرة]] في الكوفة مع جماعة من المسلمين بأنهم سمعوا [[حديث الغدير]] عن النبي (ص) في حق الإمام أمير المؤمنين (ع).<ref>ابن الأثير، أسد | كما أنه كان من الحضور الذين شهدوا [[سنة 35 للهجرة]] في الكوفة مع جماعة من المسلمين بأنهم سمعوا [[حديث الغدير]] عن النبي (ص) في حق الإمام أمير المؤمنين (ع).<ref>ابن الأثير، أسد الغابة،ج 5 ، 6، ص 205.</ref> | ||
===والي المدينة=== | ===والي المدينة=== | ||
وقد عيّنه علي (ع) بعد النهروان والياً على المدينة،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، | وقد عيّنه علي (ع) بعد النهروان والياً على المدينة،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 382.</ref> لكنه غادر المدينة، والتحق بعلي (ع) في [[العراق]] بعد أن أرسل [[معاوية]] في [[سنة 40 للهجرة|سنة 40 هـ]] [[بسر بن أبي أرطاة]] مع ثلاثة آلاف مقاتل إلى [[الحجاز]]، فأحرق بسر بيته بعد الهجوم على المدينة واستباحتها.<ref>الطبري، التاريخ، ج 5، ص 139؛ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 602-604.</ref> | ||
===مشاركته في حروب مع الروم=== | ===مشاركته في حروب مع الروم=== | ||
وذهب أبو أيوب إلى الثغور مرة أخرى للقتال، وكان ذلك بعد استشهاد الإمام علي (ع)، وذُكر أن يزيد بن معاوية تحرك [[سنة 49 للهجرة|سنة 49]] لحرب [[الروم]]، واصطحب معه أبا أيوب الأنصاري الذي كان هرماً.<ref>الطبري، التاريخ، | وذهب أبو أيوب إلى الثغور مرة أخرى للقتال، وكان ذلك بعد استشهاد الإمام علي (ع)، وذُكر أن يزيد بن معاوية تحرك [[سنة 49 للهجرة|سنة 49]] لحرب [[الروم]]، واصطحب معه أبا أيوب الأنصاري الذي كان هرماً.<ref>الطبري، التاريخ، ج 5، ص 232.</ref> | ||
==وفاته== | ==وفاته== | ||
توفي أبو أيوب إثر مرض [[سنة 52 للهجرة]]، وكان حينذاك المسلمون قد حاصروا القسطنطنية،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، | توفي أبو أيوب إثر مرض [[سنة 52 للهجرة]]، وكان حينذاك المسلمون قد حاصروا القسطنطنية،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 485؛ ابن عساكر، التاريخ الكبير، ج 5، ص 37.</ref> وهناك أخبار تتحدث عن وفاته [[سنة 50 للهجرة|سنة 50]] أو [[سنة 51 للهجرة|51 للهجرة]].<ref>خلیفه بن خیاط، الطبقات، ج 1، ص 202؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 24.</ref> | ||
أوصى أبو أيوب [[يزيد بن معاوية|يزيد]] الذي جاء لزيارته عند الاحتضار، بأن يحمل جسده إلى أرض العدو بعد أن يوغل جنود المسلمين في تلك البلاد إلى أقصى الغاية، ثم يدفن تحت أقدامهم عند أسوار [[القسطنطنية]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، | أوصى أبو أيوب [[يزيد بن معاوية|يزيد]] الذي جاء لزيارته عند الاحتضار، بأن يحمل جسده إلى أرض العدو بعد أن يوغل جنود المسلمين في تلك البلاد إلى أقصى الغاية، ثم يدفن تحت أقدامهم عند أسوار [[القسطنطنية]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 126.</ref> | ||
وتتحدث بعض الأخبار، أن أبا أيوب سمع من النبي (ص) بأنه (ص) قال: يُدفن عند سور القسطنطينة رجل صالح من أصحابي، وأرجو أن أكون أنا هو ذلك الرجل.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، | وتتحدث بعض الأخبار، أن أبا أيوب سمع من النبي (ص) بأنه (ص) قال: يُدفن عند سور القسطنطينة رجل صالح من أصحابي، وأرجو أن أكون أنا هو ذلك الرجل.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 116.</ref> | ||
وقد صلى يزيد عليه، وأمر بدفنه إلى جانب سور المدينة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، | وقد صلى يزيد عليه، وأمر بدفنه إلى جانب سور المدينة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 126.</ref> وحسب بعض الروايات فإنه أمر بعد ذلك الفرسان بأن يدسوا بخيولهم قبره؛ لئلا يتمكن العدو من العثور على قبره.<ref>ابن قتيبة، المعارف، ص 274.</ref> | ||
==قبره ومسجده== | ==قبره ومسجده== | ||
نقل ابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، | نقل ابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 126.</ref> أن قبره قد حظي باحترام الروم إلى الحد الذي كان جمع منهم يذهبون لزيارته خاصة في أوقات الجفاف، ويستسقون به المطر، وبناء على أورده [[ابن عبد ربه الأندلسي|ابن عبد ربه]]، فقد بنيت على قبره فيما بعد [[القبة|قبة]] ظلت قائمة إلى عصره.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 116.</ref> | ||
غير أن القبر أصبح بعد ذلك مجهولاً إلى [[سنة 857 هـ]] حين استولى [[العثمانيون]] على [[القسطنطينية]]، ففي هذا التاريخ عرق آق شمس الدين [[شيخ الإسلام]] مدفنه بشكل غامض. وفي [[863 هـ]] بنى السطان العثماني محمد الثاني مسجداً وضريحاً على قبره، ومنذ ذلك الحين دفن الكثير من الشخصيات العثمانية بجواره، وكان السلاطين العثمانيون خلال جلوسهم على العرش يحضرون على قبره كجزء من مراسم التنصيب، ويشدون إلى أوساطهم في مراسم خاصة سيف أسلافهم المسمى بسيف عثمان.<ref>کانار، ص73؛ إيشلي، | غير أن القبر أصبح بعد ذلك مجهولاً إلى [[سنة 857 هـ]] حين استولى [[العثمانيون]] على [[القسطنطينية]]، ففي هذا التاريخ عرق آق شمس الدين [[شيخ الإسلام]] مدفنه بشكل غامض. وفي [[863 هـ]] بنى السطان العثماني محمد الثاني مسجداً وضريحاً على قبره، ومنذ ذلك الحين دفن الكثير من الشخصيات العثمانية بجواره، وكان السلاطين العثمانيون خلال جلوسهم على العرش يحضرون على قبره كجزء من مراسم التنصيب، ويشدون إلى أوساطهم في مراسم خاصة سيف أسلافهم المسمى بسيف عثمان.<ref>کانار، ص73؛ إيشلي، ص 23 -30.</ref> | ||
==الراوون عنه== | ==الراوون عنه== | ||
* روى عن أبي أيوب جمع من الصحابة منهم: [[ابن عباس]]، و[[البراء بن عازب]]، و[[جابر بن سمرة]]، و[[المقدام بن معدي كرب]]، و[[أبو أمامة الباهلي]]، وزيد بن خالد الجهني.{{بحاجة إلى مصدر}} | * روى عن أبي أيوب جمع من الصحابة منهم: [[ابن عباس]]، و[[البراء بن عازب]]، و[[جابر بن سمرة]]، و[[المقدام بن معدي كرب]]، و[[أبو أمامة الباهلي]]، وزيد بن خالد الجهني.{{بحاجة إلى مصدر}} | ||
* ومن التابعين: [[سعيد بن المسيب]]، و[[عروة بن الزبير]]، و[[عبد الله بن حنين]]، وقد أورد ابن سعد والمزي مجموعة ممن رووا عنه.<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، | * ومن التابعين: [[سعيد بن المسيب]]، و[[عروة بن الزبير]]، و[[عبد الله بن حنين]]، وقد أورد ابن سعد والمزي مجموعة ممن رووا عنه.<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 3، ص 484.</ref> <ref>المزي، تهذيب الكمال، ج 8، ص 67 -68.</ref> | ||
==توثيق أبي أيوب أو مدح== | ==توثيق أبي أيوب أو مدح== | ||
أثنى جميع علماء رجال [[أهل السنة]] على أبي أيوب حتى منهم من وثّقه،<ref>ابن حبان، کتاب الثقات، | أثنى جميع علماء رجال [[أهل السنة]] على أبي أيوب حتى منهم من وثّقه،<ref>ابن حبان، کتاب الثقات، ج 3، ص 102؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 402 ؛ یافعی، مرآه الجنان، ج 1، ص 124.</ref> لكن اكتفى علماء [[الشيعة]] بالثناء عليه، وامتنعوا من توثيقه،<ref>ابن حبان، کتاب الثقات، ج 3، ص 102؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 402؛ یافعی، مرآه الجنان، ج1، ص124.</ref> حتى اعتبره [[ابن داوود الحلي]] في زمرة المهملين.<ref>ابن داوود حلی، الرجال، ص 137.</ref> | ||
وفيما يتعلق بتبرير مشاركة أبي أيوب في الحروب ضد [[المشركين]] وتحت راية معاوية وابنه يزيد ومع أنه يعتبر من الموالين للإمام علي (ع) ومؤيديه، فهناك خلاف بين علماء رجال الشيعة، فقد نسب [[فضل بن شاذان]] عمله إلى الغفلة والخطأ في الاجتهاد، وأضاف: ظن أنه إنما يعمل عملاً لنفسه يقوي به الإسلام، ويوهي به الشرك،<ref>الكشي، معرفة الرجال، | وفيما يتعلق بتبرير مشاركة أبي أيوب في الحروب ضد [[المشركين]] وتحت راية معاوية وابنه يزيد ومع أنه يعتبر من الموالين للإمام علي (ع) ومؤيديه، فهناك خلاف بين علماء رجال الشيعة، فقد نسب [[فضل بن شاذان]] عمله إلى الغفلة والخطأ في الاجتهاد، وأضاف: ظن أنه إنما يعمل عملاً لنفسه يقوي به الإسلام، ويوهي به الشرك،<ref>الكشي، معرفة الرجال، ج 1، ص 177.</ref> ويدل على صحة هذه الرأي النزاعات التي نشبت بينه وبين معاوية،<ref>نصربن مزاحم، وقعه صفّین، ص 366.</ref> ولكن [[السيد الخوئي]] وخلال رده لهذا الرأي، يعتقد أن مشاركته في تلك الحروب قد تكون وفقاً لإذن الإمام [[المعصوم]] [[الإمام الحسن السبط|الحسن بن علي (ع)]].<ref>الخوئي، معجم رجال الحدیث، ج 7، ص 24.</ref> | ||
==قريحته الشعرية== | ==قريحته الشعرية== | ||
كان أبو أيوب شاعراً مجيداً،<ref>امین، اعیان الشیعه، | كان أبو أيوب شاعراً مجيداً،<ref>امین، اعیان الشیعه، ج 6، ص 238 .</ref> وقد تعود نسبة شاعريته إلى أشعاره التي أنشدها في [[معركة صفين]] أو أشعاره الأخرى التي جاءت في الرد على رسالة معاوية بن أبي سفيان.<ref>ابن أعثم، ج 3، ص 48-49؛ ابن ابی الحدید، شرح نهج البلاغه، ج 8، ص 44-45.</ref> | ||
ومن شعره يرد على معاوية بن أبي سفيان يقول فيه: | ومن شعره يرد على معاوية بن أبي سفيان يقول فيه: |