مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة بدر»
ط
←إجراءات الجيشين قبل المعركة
imported>Bassam ط (←أسباب وقعة بدر) |
imported>Bassam |
||
سطر ٥٧: | سطر ٥٧: | ||
قبل بداية المعركة كانت هناك بعض الاجراءات التي قام بها الجيشان ابتداء من خروجهما من [[مكة]] و[[المدينة]] ومرورا باستقرارهما في [[بدر]]. | قبل بداية المعركة كانت هناك بعض الاجراءات التي قام بها الجيشان ابتداء من خروجهما من [[مكة]] و[[المدينة]] ومرورا باستقرارهما في [[بدر]]. | ||
===خروج المسلمين من المدينة=== | ===خروج المسلمين من المدينة=== | ||
مع رجوع قافلة [[أبي سفيان]] من [[غزة]] إلى [[مكة المكرمة]]، أمر [[الله]] تعالى [[الرسول (ص)|الرسول]] بالخروج من [[المدينة]] وبشره بالانتصار: "وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ"<ref> | مع رجوع قافلة [[أبي سفيان]] من [[غزة]] إلى [[مكة المكرمة]]، أمر [[الله]] تعالى [[الرسول (ص)|الرسول]] بالخروج من [[المدينة]] وبشره بالانتصار: "وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ"<ref>الأنفال: 7.</ref> وبعد إعلان الرسول لأمر الله بالخروج، خرج مع مجموعة من أصحابه من المدينة المنورة، في 12 أو 13 من [[شهر رمضان]].<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 363 - 364.</ref> وفي إحدى المنازل ضرب الرسول عسكره وعرض المقاتلة، وردّ بعض [[الصحابة|الأصحاب]] إلى [[المدينة]] بسبب صغر سنهم.<ref>المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 81 - 82.</ref> | ||
===إجراءات أبي سفيان وقريش === | ===إجراءات أبي سفيان وقريش === | ||
لقد اطلع [[أبي سفيان]] حين عودته من [[الشام]] على نوايا المسلمين لصد طريق قافلته، لذا استأجر '''ضمضم بن عمرو الغفاري''' وأرسله من '''تبوك''' إلى [[مكة]] وطلب من أهلها النجدة لانقاذ أموالهم، وحيث أن أكثر أهالي مكة كانوا مساهمين في القافلة التجارية، جهزوا جيشا من جميع القبائل وبمشاركة جميع أشراف مكة ـ سوى [[أبي لهب]] الذي خاف أن يظفر به [[الرسول الأعظم|الرسول]] فأرسل '''العاص بن هشام''' ليسد مسده ـ في ألف مقاتل وبقيادة [[عمرو بن هشام المخزومي]] (أبي جهل)، ووجهوا الجيش نحو [[منطقة بدر]]، ومن الجدير بالذكر أن بعض أشراف [[قريش]] ومن الذين قُتلوا في المعركة ك[[عتبة بن ربيعة]] و[[أمية بن خلف]]، لم يوافقوا على الحرب بل أجبروا عليها بضغوط من أبي جهل.<ref> الطبري، تاريخ الأمم | لقد اطلع [[أبي سفيان]] حين عودته من [[الشام]] على نوايا المسلمين لصد طريق قافلته، لذا استأجر '''ضمضم بن عمرو الغفاري''' وأرسله من '''تبوك''' إلى [[مكة]] وطلب من أهلها النجدة لانقاذ أموالهم، وحيث أن أكثر أهالي مكة كانوا مساهمين في القافلة التجارية، جهزوا جيشا من جميع القبائل وبمشاركة جميع أشراف مكة ـ سوى [[أبي لهب]] الذي خاف أن يظفر به [[الرسول الأعظم|الرسول]] فأرسل '''العاص بن هشام''' ليسد مسده ـ في ألف مقاتل وبقيادة [[عمرو بن هشام المخزومي]] (أبي جهل)، ووجهوا الجيش نحو [[منطقة بدر]]، ومن الجدير بالذكر أن بعض أشراف [[قريش]] ومن الذين قُتلوا في المعركة ك[[عتبة بن ربيعة]] و[[أمية بن خلف]]، لم يوافقوا على الحرب بل أجبروا عليها بضغوط من أبي جهل.<ref> الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 2، ص 443 - 444.</ref> كما وإن [[بني عدي]] و[[بني زهرة]] عادوا ولم يحاربوا في بدر.<ref>الشبراوي، شرح الصدر بغزوة بدر، ص 107.</ref> | ||
===استقرار المسلمين في بدر=== | ===استقرار المسلمين في بدر=== | ||
[[ملف:العدوه النیا.jpg|تصغير|يمين|العدوة الدنيا .. محل استقرار جيش المسلمين]] | [[ملف:العدوه النیا.jpg|تصغير|يمين|العدوة الدنيا .. محل استقرار جيش المسلمين]] | ||
بعد العبور من منازل عدة في [[15 رمضان|الخامس عشر من رمضان]] وصل [[الرسول (ص)|الرسول]] إلى منطقة "'''روحا'''"، وصلّى بالقرب من بئرها ولعن كل من [[أبي جهل]] و[[زمعة بن الأسود]].<ref>الواقدي، | بعد العبور من منازل عدة في [[15 رمضان|الخامس عشر من رمضان]] وصل [[الرسول (ص)|الرسول]] إلى منطقة "'''روحا'''"، وصلّى بالقرب من بئرها ولعن كل من [[أبي جهل]] و[[زمعة بن الأسود]].<ref>الواقدي، كتاب المغازي، ج 1، ص 46.</ref> | ||
وتحرك بعد ذلك باتجاه [[منطقة بدر|بدر]]، وبالقرب منها أخبر [[جبرائيل|جبرائيلُ]] النبيَ باقتراب جيش [[قريش]]، فأرسل النبي الأكرم رسلا فيهم [[الإمام علي (ع)]] إلى إحدى الآبار بالقرب منهم ليطلع على الأخبار، وقد اصطدموا ببعض سقاة قريش واسّروا شخصين منهم. وبعد التحقيق معهما تبين أن عدد جيش قريش من 900 إلى 1000 مقاتل، وقد قدموا إلى بدر بمعية أغلب أشرافهم، واستقروا خلف التلال الرملية في العدوة القسوى. فقال [[الرسول الأكرم]]: هذه [[مكة]] قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.<ref>ابن هشام، | وتحرك بعد ذلك باتجاه [[منطقة بدر|بدر]]، وبالقرب منها أخبر [[جبرائيل|جبرائيلُ]] النبيَ باقتراب جيش [[قريش]]، فأرسل النبي الأكرم رسلا فيهم [[الإمام علي (ع)]] إلى إحدى الآبار بالقرب منهم ليطلع على الأخبار، وقد اصطدموا ببعض سقاة قريش واسّروا شخصين منهم. وبعد التحقيق معهما تبين أن عدد جيش قريش من 900 إلى 1000 مقاتل، وقد قدموا إلى بدر بمعية أغلب أشرافهم، واستقروا خلف التلال الرملية في العدوة القسوى. فقال [[الرسول الأكرم]]: هذه [[مكة]] قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 269.</ref> | ||
وطلب الرسول أصحابه للشورى، فأبدى كل منهم رأيه،<ref>ابن هشام، | وطلب الرسول أصحابه للشورى، فأبدى كل منهم رأيه،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 266.</ref> وينقل التاريخ عن [[مقداد]] ـ أحد المهاجرين ـ بأنه قال: "يَا رَسُولَ اللهِ، امْضِ لِأَمْرِ اللهِ فَنَحْنُ مَعَك، وَاَللهِ لَا نَقُولُ لَك كَمَا قَالَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ لِنَبِيّهَا: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ، وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إنّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ."<ref>الواقدي، كتاب المغازي، ج 1، ص 48.</ref> | ||
وايضا تكلم [[سعد بن معاذ]] زعيم اوس وحامل لواء الأنصار، وأعرب عن كون الأنصار تحت إمرة [[الرسول (ص)|الرسول]] في ما يأمر ومهما حصل، فسُرَّ النبي من كلام مقداد وسعد وقال: "سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم." وقد جاء في بعض الرويات الإسلامية أن النبي (ص) قال للمسلمين: "إحدى الطائفتين لكم، إما العير وإما النفير" أي إما ستحصلون على القافلة وإما تنتصرون على الجيش.<ref>ابن كثير، | وايضا تكلم [[سعد بن معاذ]] زعيم اوس وحامل لواء الأنصار، وأعرب عن كون الأنصار تحت إمرة [[الرسول (ص)|الرسول]] في ما يأمر ومهما حصل، فسُرَّ النبي من كلام مقداد وسعد وقال: "سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم." وقد جاء في بعض الرويات الإسلامية أن النبي (ص) قال للمسلمين: "إحدى الطائفتين لكم، إما العير وإما النفير" أي إما ستحصلون على القافلة وإما تنتصرون على الجيش.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 262.</ref> | ||
وعقد [[رسول الله]]، يومئذ الألوية، وكان لواء رسول الله الأعظم بين الألوية، وفي نفس الليلة لقد هطلت الأمطار، الأمر الذي شل حركة [[الشرك|المشركين]] حيث أصبحت منطقة سيرهم أشبه بالمستنقعات، ومن جهة أخرى سببت الأمطار استحكام الأراضي الرملية التي استقر عليها [[المسلم|المسلمون]]،<ref>ابن الأثير، | وعقد [[رسول الله]]، يومئذ الألوية، وكان لواء رسول الله الأعظم بين الألوية، وفي نفس الليلة لقد هطلت الأمطار، الأمر الذي شل حركة [[الشرك|المشركين]] حيث أصبحت منطقة سيرهم أشبه بالمستنقعات، ومن جهة أخرى سببت الأمطار استحكام الأراضي الرملية التي استقر عليها [[المسلم|المسلمون]]،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 20.</ref> فلذا تحركوا باتجاه بدر حتى وصلوها مساء السابع عشر من رمضان، واستقروا أدنى بدر.<ref>ابن سعد، كتاب الطبقات الكبير، ج 2، ص14.</ref> وباستشارة من [[الحباب بن المنذر]] ـ بحسب أغلب الروايات ـ بنوا على البئر جدارا وحبسوا ماءه لكي لا يتسنى للمشركين الوصول للماء.<ref>حماد، غزوة بدر، ص 94.</ref> | ||
===استقرار المشركين في بدر=== | ===استقرار المشركين في بدر=== | ||
[[ملف:العدوه القصوی.jpg|تصغير|يمين|العدوة القصوى .. محل استقرار المشركين]] | [[ملف:العدوه القصوی.jpg|تصغير|يمين|العدوة القصوى .. محل استقرار المشركين]] | ||
في الجهة الأخرى، نزل [[أبو سفيان]] بالقرب من بدر، وبعد البحث والاستفسار أدرك بأن المسلمين يتواجدون في تلك المنطقة، فلذا غير مسار القافلة مباشرة واتجه نحو مكة عن طريق ساحل البحر، ومن ثم أرسل رسالة إلى [[قريش]] وطلب منهم العودة إلى [[مكة]]. فلذا عاد طالب بن [[أبي طالب]] وبنو زهرة وأيضا وبنو عدي إلى مكة. وأراد أن يرجع الآخرون أيضا ولكن بسبب الحاح [[أبي جهل]] ـ الذي كان ينوي أن يظهر قوة قريش أمام المسلمين وسائر العرب ـ اُجبروا على الاستمرار في طريقهم إلى [[منطقة بدر|بدر]].<ref>الشبراوي، | في الجهة الأخرى، نزل [[أبو سفيان]] بالقرب من بدر، وبعد البحث والاستفسار أدرك بأن المسلمين يتواجدون في تلك المنطقة، فلذا غير مسار القافلة مباشرة واتجه نحو مكة عن طريق ساحل البحر، ومن ثم أرسل رسالة إلى [[قريش]] وطلب منهم العودة إلى [[مكة]]. فلذا عاد طالب بن [[أبي طالب]] وبنو زهرة وأيضا وبنو عدي إلى مكة. وأراد أن يرجع الآخرون أيضا ولكن بسبب الحاح [[أبي جهل]] ـ الذي كان ينوي أن يظهر قوة قريش أمام المسلمين وسائر العرب ـ اُجبروا على الاستمرار في طريقهم إلى [[منطقة بدر|بدر]].<ref>الشبراوي، شرح الصدر بغزوة بدر، صص 10 - 11.</ref> | ||
وصل جيش قريش بعد المسلمين إلى بدر ويعود تأخر وصول المشركين بسبب الأمطار التي صعبت مسيرهم،<ref>حماد، | وصل جيش قريش بعد المسلمين إلى بدر ويعود تأخر وصول المشركين بسبب الأمطار التي صعبت مسيرهم،<ref>حماد، غزوة بدر، ص 93.</ref> وكُلّف عمير بن وهب الجمحي بدراسة وضع المسلمين، وجاء بالخبر اليقين، وأكد على أن عدد المسلمين قليل ولكنهم قوم ليس لهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، فلا يُقتل منهم رجل قبل أن يقتل رجلا من قريش. فهم على أتم الاستعداد للحرب والقتل.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1،ص 62.</ref> ويذكر [[الواقدي]] أن [[الرسول محمد (ص)]] بعد نزول أهل [[مكة]] في بدر أرسل رسالة لهم وحذرهم من القتال، وأعلن عدم ميله للحرب مع قريش.<ref>الواقدي، كتاب المغازي، ج 1، ص 61.</ref> | ||
===ذكر القرآن لمحل استقرار الجيشين=== | ===ذكر القرآن لمحل استقرار الجيشين=== |