مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (كتاب)»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi |
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٩: | سطر ٣٩: | ||
هو صدر الدين علي بن [[أحمد نظام الدين بن محمد معصوم الحسيني الدشتكي الشيرازي|أحمد نظام الدين بن محمد معصوم الحسيني الدشتكي الشيرازي،]] والذي يعرف [[السيد علي خان الكبير|بالسيد علي خان الكبير]] أيضاً. من علماء الإمامية في القرنين الثاني والثالث عشر(1052 ه – 1120 ه) ولد في [[مدينة الرسول]] واشتهر بالمدني، وتوفي في [[مدينة شيراز]] سنة 1118 ه أو على قول 1120 ه ودفن في حرم السيد [[أحمد بن الإمام موسى الكاظم|أحمد بن الإمام موسى الكاظم.]] | هو صدر الدين علي بن [[أحمد نظام الدين بن محمد معصوم الحسيني الدشتكي الشيرازي|أحمد نظام الدين بن محمد معصوم الحسيني الدشتكي الشيرازي،]] والذي يعرف [[السيد علي خان الكبير|بالسيد علي خان الكبير]] أيضاً. من علماء الإمامية في القرنين الثاني والثالث عشر(1052 ه – 1120 ه) ولد في [[مدينة الرسول]] واشتهر بالمدني، وتوفي في [[مدينة شيراز]] سنة 1118 ه أو على قول 1120 ه ودفن في حرم السيد [[أحمد بن الإمام موسى الكاظم|أحمد بن الإمام موسى الكاظم.]] | ||
ينحدر من أسرة عريقة من [[السادة]] الشرفاء، صحيحي النسب، حلّوا بمدينة شيراز واشتهروا بالسادة | ينحدر من أسرة عريقة من [[السادة]] الشرفاء، صحيحي النسب، حلّوا بمدينة شيراز واشتهروا بالسادة الدَشْتَكيّة الشيرازية. | ||
يصل نسب المترجم، إلى [[زيد بن علي بن الحسين]] بعد 26 ظهراً. | يصل نسب المترجم، إلى [[زيد بن علي بن الحسين]] بعد 26 ظهراً. | ||
سطر ٤٨: | سطر ٤٨: | ||
على قول [[الآغا بزرك الطهراني|الآغا بزرك الطهراني،]] في الإجازة التي خصّ السيد علي صدرالدين بها، [[إبراهيم بن مراد الحسني الحسيني]] سنة 1109 ه، سمّى المؤلف كتابه "رياض الصالحين في شرح صحيفة سيد الساجدين" في البداية، وثم غير الإسم وجعله "رياض السالكين."<ref>قرباني زرين، باقر (بالفارسية) سه رياض ىر شرح صحيفة سجادية" ص122 نقلاً عن الذريعة للآغا بزرك، ج11، ص326.</ref> | على قول [[الآغا بزرك الطهراني|الآغا بزرك الطهراني،]] في الإجازة التي خصّ السيد علي صدرالدين بها، [[إبراهيم بن مراد الحسني الحسيني]] سنة 1109 ه، سمّى المؤلف كتابه "رياض الصالحين في شرح صحيفة سيد الساجدين" في البداية، وثم غير الإسم وجعله "رياض السالكين."<ref>قرباني زرين، باقر (بالفارسية) سه رياض ىر شرح صحيفة سجادية" ص122 نقلاً عن الذريعة للآغا بزرك، ج11، ص326.</ref> | ||
يذكر السيد صدر الدين علي، نفسه في شرحه: "كان الفراغ من إتمام هذا الشرح المفيد والصرح المشيد سنة ست ومائة وألف، والشروع فيه سنة أربع وتسعين وألف، فكانت مدة تأليفه اثنتي عشرة سنة.<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج11، ص 261.</ref> | يذكر السيد صدر الدين علي، نفسه في شرحه: "كان الفراغ من إتمام هذا الشرح المفيد والصرح المشيد سنة ست ومائة وألف، والشروع فيه سنة أربع وتسعين وألف، فكانت مدة تأليفه اثنتي عشرة سنة.<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج11، ص 261.</ref>کما أشار المحقق الآغا بزرك الطهراني في الذريعة، نفس المدة لتأليفه إلا أنه ذكر سنة 1116 ه للإنتهاء منه.<ref>الطهراني، الآغا بزرك، الذريعة، ج11، ص 326.</ref> | ||
==مضمون الأثر وأسلوب التأليف== | ==مضمون الأثر وأسلوب التأليف== | ||
قد نهج السيد إبن معصوم المدني منهج [[الشيخ البهائي]] (ت 1031ه) في شرحه للصحيفة ذاتها والتي سماها ([[حدائق الصالحين (كتاب)|حدائق الصالحين]])، فأخذ منه دلالة الإسم فوسمه ب(رياض السالكين)، وهو - في الوقت ذاته - أطلق على كل [[دعاء]] (روضة) كما فعل الشيخ البهائي، إذ سمّى كل دعاء (حديقة)، وقد أشار إبن معصوم إلى هذا، وتمنّى لو أن الشيخ أتم شرحه هذا وكفاه تجشّم الأهوال فقال: وأما شرح شيخنا البهائي - قدس الله روحه الزكية - الذي سمّاه "حدائق الصالحين" وأشار إليه في الحديقة الهلالية، فهو مجاز لا حقيقة، إذ لم تقع حديقة منه على غير تلك الحديقة ولعمري لو أتَمَّه على ذلك المنوال لكفى مَن بعده تجشّم الأهوال، ولكن عسى أن يُثمر غرس الأماني فأكون عرابة هذه الراية في زماني، رياض السالكين، ج1، ص44-45. وهذا يبيّن مدى تأثّر ابن معصوم بالشيخ البهائي. | قد نهج السيد إبن معصوم المدني منهج [[الشيخ البهائي]] (ت 1031ه) في شرحه للصحيفة ذاتها والتي سماها ([[حدائق الصالحين (كتاب)|حدائق الصالحين]])، فأخذ منه دلالة الإسم فوسمه ب(رياض السالكين)، وهو - في الوقت ذاته - أطلق على كل [[دعاء]] (روضة) كما فعل الشيخ البهائي، إذ سمّى كل دعاء (حديقة)، وقد أشار إبن معصوم إلى هذا، وتمنّى لو أن الشيخ أتم شرحه هذا وكفاه تجشّم الأهوال فقال: وأما شرح شيخنا البهائي - قدس الله روحه الزكية - الذي سمّاه "حدائق الصالحين" وأشار إليه في الحديقة الهلالية، فهو مجاز لا حقيقة، إذ لم تقع حديقة منه على غير تلك الحديقة ولعمري لو أتَمَّه على ذلك المنوال لكفى مَن بعده تجشّم الأهوال، ولكن عسى أن يُثمر غرس الأماني فأكون عرابة هذه الراية في زماني،<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج1، ص44-45.</ref>وهذا يبيّن مدى تأثّر ابن معصوم بالشيخ البهائي. | ||
بدأ إبن معصوم كتابه (رياض السالكين) بعد البسملة "اللهم إنّا نحمدكَ حمدا ً تُؤتينا به من صحائف الحسنات صحيفة كاملة، ونشكرك شكراً تولينا فيه من نعمك الحسنات نعمة شاملة..." بالتسلسل العام، وقد بدأ برسالة (المسلسلة بالآباء) التي شرح فيها إبن معصوم المدني الأحاديث الخمسة المسلسلة بآبائه، وبدايتها بعد البسمله: "الحمدُ لله الذي أكمل بنبيه أحمد نظام الدين، وشرح بوصيّه علي صدر الدين صلى الله عليهما وعلى أبنائهما الهادين، أئمة الأمة والخلفاء الراشدين".رياض السالكين، ج1، ص5. | بدأ إبن معصوم كتابه (رياض السالكين) بعد البسملة "اللهم إنّا نحمدكَ حمدا ً تُؤتينا به من صحائف الحسنات صحيفة كاملة، ونشكرك شكراً تولينا فيه من نعمك الحسنات نعمة شاملة..." بالتسلسل العام، وقد بدأ برسالة (المسلسلة بالآباء) التي شرح فيها إبن معصوم المدني الأحاديث الخمسة المسلسلة بآبائه، وبدايتها بعد البسمله: "الحمدُ لله الذي أكمل بنبيه أحمد نظام الدين، وشرح بوصيّه علي صدر الدين صلى الله عليهما وعلى أبنائهما الهادين، أئمة الأمة والخلفاء الراشدين".<ref>المدني الشيرازي، رياض السالكين، ج1، ص5.</ref> | ||
إن هذه الرسالة لا علاقة لها بالشرح، موضوعاً ومضموناً، والذي يراها البعض بأن النسّاخ قد ألحقوها بشرح الصحيفة، وجرى على ذلك طبعها في المقدمة، والدليل على ذلك ما قاله ابن معصوم نفسه. <ref>[http://www.alwahamag.com/?act=artc&id=692#a4 الآثار العلمية لابن معصوم المدني]</ref> | إن هذه الرسالة لا علاقة لها بالشرح، موضوعاً ومضموناً، والذي يراها البعض بأن النسّاخ قد ألحقوها بشرح الصحيفة، وجرى على ذلك طبعها في المقدمة، والدليل على ذلك ما قاله ابن معصوم نفسه. <ref>[http://www.alwahamag.com/?act=artc&id=692#a4 الآثار العلمية لابن معصوم المدني]</ref> | ||
سطر ٦٤: | سطر ٦٣: | ||
لقد إمتاز شرح الصحيفة السجادية، بدقة العبارات واتساع الدلالات، فسخّر فيه المؤلف كل علومه وفنونه في اللغة وآدابها، وعلوم الحديث والفقه والكلام و غيرها، فبعد أن بسط الكلام ونقل أقوال سائر الشرّاح والمحدّثين، في مقدمتهم الشيخ البهائي، قام بالبحث عن دلالة المفردة في أصل وضعها ثم تطوّر معاناها... وهو يستطرد بذكر ما يتعلق بالمفردة من الفقه والكلام والفلسفة... <ref>[http://www.alwahamag.com/?act=artc&id=692#a4 الآثار العلمية لابن معصوم المدني]</ref> | لقد إمتاز شرح الصحيفة السجادية، بدقة العبارات واتساع الدلالات، فسخّر فيه المؤلف كل علومه وفنونه في اللغة وآدابها، وعلوم الحديث والفقه والكلام و غيرها، فبعد أن بسط الكلام ونقل أقوال سائر الشرّاح والمحدّثين، في مقدمتهم الشيخ البهائي، قام بالبحث عن دلالة المفردة في أصل وضعها ثم تطوّر معاناها... وهو يستطرد بذكر ما يتعلق بالمفردة من الفقه والكلام والفلسفة... <ref>[http://www.alwahamag.com/?act=artc&id=692#a4 الآثار العلمية لابن معصوم المدني]</ref> | ||
نال الكتاب كسائر مؤلفات إبن معصوم إعجاب الكثيرين من ذوي الخبرة وأصحاب الرأي،<ref>نزهة الجليس، موسوس المكي، ج1، ص322؛ تذكرة المعاصرين، حزين اللاهيجي، ص 99، أعيان الشيعة، الأمين العاملي، ج 8، ص 152.</ref>كما وصفه صاحب [[الغدير في الكتاب و السنة و الأدب (كتاب)|الغدير]] ب"كتاب قيم يطفح العلم من جوانبه، وتتدفق الفضيلة بين دفتيه، فإذا أسمت فيه سرح اللحظ فلا يقف إلا على خزائن من العلم والأدب موصدة أبوابها، أو مخابئ من دقائق ورقائق لم يهتد إليها أي ألمعي غير مؤلفه الشريف المبجل".<ref>الغدير، الأميني، ج11، ص348.</ref>وإنما يوفّر الكتاب بينة لبنية المؤلف العلمية وينبىء عن طول باعه وكثرة اطّلاعه وإحاطته بالعلوم.<ref>سفينة البحار، القمي، عباس، ج 6، ص421.</ref> | نال الكتاب كسائر مؤلفات إبن معصوم إعجاب الكثيرين من ذوي الخبرة وأصحاب الرأي،<ref>نزهة الجليس، موسوس المكي، ج1، ص322؛ تذكرة المعاصرين، حزين اللاهيجي، ص 99، أعيان الشيعة، الأمين العاملي، ج 8، ص 152.</ref>كما وصفه صاحب [[الغدير في الكتاب و السنة و الأدب (كتاب)|الغدير]] ب"كتاب قيم يطفح العلم من جوانبه، وتتدفق الفضيلة بين دفتيه، فإذا أسمت فيه سرح اللحظ فلا يقف إلا على خزائن من العلم والأدب موصدة أبوابها، أو مخابئ من دقائق ورقائق لم يهتد إليها أي ألمعي غير مؤلفه الشريف المبجل".<ref>الغدير، الأميني، ج11، ص348.</ref>وإنما يوفّر الكتاب بينة لبنية المؤلف العلمية وينبىء عن طول باعه وكثرة اطّلاعه وإحاطته بالعلوم.<ref>سفينة البحار، القمي، عباس، ج 6، ص421.</ref><ref>أفندي، رياض العلماء، ج 3، ص 366.</ref> | ||
==طبعات الكتاب وملخصاته== | ==طبعات الكتاب وملخصاته== | ||
سطر ١٢٢: | سطر ١٢١: | ||
*قرباني زرين، باقر، (بالفارسية) "سه رياض در شرح صحيفة سجادية" كتاب ماه دين، 2012، العدد 184 | *قرباني زرين، باقر، (بالفارسية) "سه رياض در شرح صحيفة سجادية" كتاب ماه دين، 2012، العدد 184 | ||
*الموسوي المكي، السيد عباس، نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس، المطبعة الحيدرية، النجف الاشرف، 1967 م | *الموسوي المكي، السيد عباس، نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس، المطبعة الحيدرية، النجف الاشرف، 1967 م | ||