انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الدولة العباسية»

ط
imported>Foad
imported>Foad
سطر ٣٦: سطر ٣٦:


==تأسيس الدولة العباسية==  
==تأسيس الدولة العباسية==  
 
في أواخر الحكم الأموي كان العالم الإسلامي في اضطراب عام وسخط شامل ضد [[الأموية|الأمويين]]،<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.</ref> فقامت الثورات ضد الأمويين منذ اليوم الأول لحكمهم، وامتدت إلى اليوم الأخير، ولكن الثورة الكبرى التي عجزت [[بني أمية]] عن مقاومتها في عهد مروان الحمار آخر ملوك الأمويين، حيث تمردت عليه القبائل وخرج الجيش والشرطة عن طاعته، وتخلف الناس عن نصرته، وانقض أنصاره من حوله، حتى قُتل في آخر سنة 132 هـ وهكذا انتهت خلافة بني أمية.<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.</ref>
في أواخر الحكم الأموي كان العالم الإسلامي في اضطراب عام وسخط شامل ضد [[الأموية|الأمويين]]،<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.</ref> فقامت الثورات ضد الأمويين منذ اليوم الأول لحكمهم، وامتدت إلى اليوم الأخير، ولكن الثورة الكبرى التي عجزت [[بني أمية]] عن مقاومتها في عهد مروان الحمار آخر ملوك الأمويين، حيث تمردت عليه القبائل وخرج الجيش والشرطة عن طاعته، وتخلف الناس عن نصرته، وانقض أنصاره من حوله، حتى قُتل في آخر [[سنة 132 هـ]] وهكذا انتهت خلافة بني أمية.<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.</ref>


قامت الثورة على الأمويين باسم الدين، والخوف على شريعة [[سيد المرسلين]]، فكان الناس يعتقدون بأن أبناءه هم الأمناء على شريعته، والمحافظون على سنته، وهم أول من ثار على الأمويين واستبدادهم.<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.</ref>
قامت الثورة على الأمويين باسم الدين، والخوف على شريعة [[سيد المرسلين]]، فكان الناس يعتقدون بأن أبناءه هم الأمناء على شريعته، والمحافظون على سنته، وهم أول من ثار على الأمويين واستبدادهم.<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.</ref>


ولقد استغل بنو العباس سخط الرعية على بني أمية، وتعلق الناس [[العلويون|بالعلويين]]، وأظهروا أن غايتهم الأولى إسقاط الأمويين والثأر لشهداء [[أهل البيت]]، وأعلنوا أن بعد ذلك سيختارون من تتفق عليه الكلمة من [[أهل البيت|آل بيت الرسول]] {{عليهم السلام}}، فارتفع العباسيون باسم العلويين، وعلى أكتاف [[الشيعة|شيعتهم]]، ثم تنكروا لهم.<ref>فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص 489ــ490.</ref> وكان على رأسهم آنذاك ثلاثة أخوة أحدهم [[إبراهيم الإمام]]، والآخر [[أبو العباس السفاح]]، والثالث [[أبو جعفر المنصور]]، وهم أبناء عبد الله بن علي بن عبد الله بن [[العباس بن عبدالمطلب|العباس]]، عم [[النبي الأكرم|النبي]] {{صل}}.<ref>المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 99.</ref>
ولقد استغل بنو العباس سخط الرعية على بني أمية، وتعلق الناس [[العلويون|بالعلويين]]، وأظهروا أن غايتهم الأولى إسقاط الأمويين والثأر لشهداء [[أهل البيت]]، وأعلنوا أن بعد ذلك سيختارون من تتفق عليه الكلمة من [[أهل البيت|آل بيت الرسول]]{{عليهم السلام}}، فارتفع العباسيون باسم العلويين، وعلى أكتاف [[الشيعة|شيعتهم]]، ثم تنكروا لهم.<ref>فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص 489ــ490.</ref> وكان على رأسهم آنذاك ثلاثة أخوة أحدهم [[إبراهيم الإمام]]، والآخر [[أبو العباس السفاح]]، والثالث [[أبو جعفر المنصور]]، وهم أبناء عبد الله بن علي بن عبد الله بن [[العباس بن عبدالمطلب|العباس]]، عم [[النبي الأكرم|النبي]] {{صل}}.<ref>المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 99.</ref>


بعد [[ثورة يحيى بن زيد]] واستشهاده، جمع [[عبد الله المحض]] والد [[النفس الزكية]] أصحابه وأقرباءه في منطقة [[أبواء]] قرب [[المدينة المنورة]]، ليبايعوا ولده كـ[[مهدي أهل البيت (ع)]].<ref>ابن طباطبا، الفخري في الآداب السلطانیة، ص 120.</ref> فبايعه البعض ورفض آخرون، وفي هذه الجلسة أعلن [[الإمام الصادق (ع)]] بأن الخلافة ستصل إلى [[أبي العباس السفاح]] وأخيه [[أبو الجعفر المنصور|المنصور]]. وبحسب بعض الأقوال أراد [[إبراهيم الإمام]] أن يبايع النفس الزكية في تلك الجلسة، ولكنه لم يفعل.<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 257.</ref>
بعد [[ثورة يحيى بن زيد]] واستشهاده، جمع [[عبد الله المحض]] والد [[النفس الزكية]] أصحابه وأقرباءه في منطقة [[أبواء]] قرب [[المدينة المنورة]]، ليبايعوا ولده كـ[[مهدي أهل البيت (ع)]].<ref>ابن طباطبا، الفخري في الآداب السلطانیة، ص 120.</ref> فبايعه البعض ورفض آخرون، وفي هذه الجلسة أعلن [[الإمام الصادق (ع)]] بأن الخلافة ستصل إلى [[أبي العباس السفاح]] وأخيه [[أبو الجعفر المنصور|المنصور]]. وبحسب بعض الأقوال أراد [[إبراهيم الإمام]] أن يبايع النفس الزكية في تلك الجلسة، ولكنه لم يفعل.<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 257.</ref>
مستخدم مجهول