انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معركة النهروان»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Baselaldnia
imported>Foad
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{أهم أحداث حياة الإمام علي (ع)}}
{{أهم أحداث حياة الإمام علي (ع)}}
'''معركة النهروان'''؛ هي المعركة التي وقعت بين جيش [[الإمام علي]] {{ع}} وبين [[الخوارج]] "[[المارقين]]" الذين تمردوا على خلافته وعاثوا في الأرض فساداً بعد عملية [[التحكيم]] المعروفة والتي ساهمت في انهاء [[معركة صفين]]، هذه المعركة وقعت سنة 38 هـ بعد أن نصحهم الإمام علي {{ع}} قبل المعركة، ولكن بقي عدداً منهم فحاربوه، فلم ينجوا منهم إلاّ القليل، ولم يقتل من أصحاب [[الإمام علي بن أبي طالب (ع)|الإمام]] {{ع}} إلاّ القليل.
'''معركة النهروان'''؛ هي المعركة التي وقعت بين جيش [[الإمام علي]] {{ع}} وبين [[الخوارج]] "[[المارقين]]" الذين تمردوا على خلافته وعاثوا في الأرض فساداً بعد عملية [[التحكيم]] المعروفة والتي ساهمت في انهاء [[معركة صفين]]، هذه المعركة وقعت [[سنة 38 هـ]] بعد أن نصحهم الإمام علي {{ع}} قبل المعركة، ولكن بقي عدداً منهم فحاربوه، فلم ينجوا منهم إلاّ القليل، ولم يقتل من أصحاب [[الإمام علي بن أبي طالب (ع)|الإمام]] {{ع}} إلاّ القليل.


==منشأ ظهور الخوارج==
==منشأ ظهور الخوارج==
سطر ١٦: سطر ١٦:
*[[عبد الله بن وهب الراسبي]]
*[[عبد الله بن وهب الراسبي]]
{{Div col end}}
{{Div col end}}
والذي يظهر من أسماء هؤلاء القادة أنهم من رجال القبائل البدوية كبكر بن وائل وبني تميم، ولم يكن فيهم من مشاهير [[العراق|العراقيين]] أحد.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف: ج2، ص350-359.</ref>
والذي يظهر من أسماء هؤلاء القادة أنهم من رجال القبائل البدوية كبكر بن وائل وبني تميم، ولم يكن فيهم من مشاهير [[العراق|العراقيين]] أحد.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 350-359.</ref>


==السمات الظاهرية للخوارج==
==السمات الظاهرية للخوارج==
سطر ٢٤: سطر ٢٤:


==ما أثاره الخوارج من إشكالات==
==ما أثاره الخوارج من إشكالات==
 
*لماذا الإمام [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} حذف اسمه في كتابه إلى [[معاوية]]، <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 192.</ref> فأجاب {{عليه السلام}}: «وأما قولكم: محا من اسمه إمرة المؤمنين. فإن المشركين يوم الحديبية قالوا [[رسول الله صلّى الله عليه وآله|لرسول الله]] {{صل}}: لو علمنا أنك [[رسول الله]] لم نقاتلك. فقال رسول الله {{صل}}: امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله. ورسول الله {{صل}} خير من علي {{ع}}».<ref>المصدر السابق.</ref>
*لماذا الإمام [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} حذف اسمه في كتابه إلى [[معاوية]]، <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي: ج2، ص192.</ref> فأجاب {{عليه السلام}}: «وأما قولكم: محا من اسمه إمرة المؤمنين. فإن المشركين يوم الحديبية قالوا [[رسول الله صلّى الله عليه وآله|لرسول الله]] {{صل}}: لو علمنا أنك [[رسول الله]] لم نقاتلك. فقال رسول الله {{صل}}: امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله. ورسول الله {{صل}} خير من علي {{ع}}». <ref>المصدر السابق.</ref>
*والإشكال الآخر لماذا الإمام {{ع}} حكّم الرجال في قضية [[معركة صفين]]، فردّ الإمام {{عليه السلام}} بأنّه حذرهم على مكيدتهم، وأنتم حمّلتوموني عليه .<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 349.</ref>
*والإشكال الآخر لماذا الإمام {{ع}} حكّم الرجال في قضية [[معركة صفين]]، فردّ الإمام {{عليه السلام}} بأنّه حذرهم على مكيدتهم، وأنتم حمّلتوموني عليه .<ref>البلاذري، أنساب الأشراف: ج2، ص349.</ref>


==إرهاصات الحرب ومقدماتها==
==إرهاصات الحرب ومقدماتها==
تمكن [[الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} ومن خلال الحوار إقناع الكثير من [[الخوارج]] بالعدول عن رأيهم إلا أن طائفة منهم بقيت على عنادها رافعة شعار «'''لا حكم الا لله'''» فقال علي {{ع}}: «إن هؤلاء يقولون: لا إمرة، ولا بد من أمير يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع الفاجر، ويبلغ الكتاب الأجل، وإنها لكلمة حق يعتزون بها الباطل، فإن تكلّموا حججناهم وان سكتوا غممناهم».<ref>البلاذري، أنساب الأشراف: ج2، ص352.</ref> كما أنّ الإمام {{ع}} منحهم الحقوق كمسلمين.<ref>المتقي الهندي، كنز العمال: ج11، ص287 و308.</ref>
تمكن [[الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} ومن خلال الحوار إقناع الكثير من [[الخوارج]] بالعدول عن رأيهم إلا أن طائفة منهم بقيت على عنادها رافعة شعار «'''لا حكم الا لله'''» فقال علي {{ع}}: «إن هؤلاء يقولون: لا إمرة، ولا بد من أمير يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع الفاجر، ويبلغ الكتاب الأجل، وإنها لكلمة حق يعتزون بها الباطل، فإن تكلّموا حججناهم وان سكتوا غممناهم».<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 352.</ref> كما أنّ الإمام {{ع}} منحهم الحقوق كمسلمين.<ref>المتقي الهندي، كنز العمال، ج 11، ص 287 و308.</ref>
<br />رغم محاولات الإمام في إقناعهم بالحوار المتقابل بإرسال [[عبد الله بن عباس]] [[صعصعة بن صوحان|وصعصعة بن صوحان]]، لكنهم أصروا على عنادهم على خوض الحرب حتى اجتمعوا في دار زيد بن الحصين واختيارهم [[عبد الله بن وهب الراسبي]] رئيساً لهم في [[شهر شوال]] [[سنة 37]] هـ.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف: ج2، ص364.</ref> وبهذا قاموا بتنظيم صفوفهم والتهيؤ للحرب والمواجهة.
<br />رغم محاولات الإمام في إقناعهم بالحوار المتقابل بإرسال [[عبد الله بن عباس]] [[صعصعة بن صوحان|وصعصعة بن صوحان]]، لكنهم أصروا على عنادهم على خوض الحرب حتى اجتمعوا في دار زيد بن الحصين واختيارهم [[عبد الله بن وهب الراسبي]] رئيساً لهم في [[شهر شوال]] [[سنة 37]] هـ.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 364.</ref> وبهذا قاموا بتنظيم صفوفهم والتهيؤ للحرب والمواجهة.


==نشوب الحرب==
==نشوب الحرب==
لما أيقن [[الإمام أمير المؤمنين (ع)|الإمام]] {{ع}} بأن هؤلاء القوم قد تمادوا في غيهم وأصروا على الحرب استعد لذلك فجهز جيشا في أربعة عشر ألف مقاتل، ورفع علي راية، وضم إليها ألفي رجل، ونادى: «من التجأ إلى هذه الراية فهو آمن».
لما أيقن [[الإمام أمير المؤمنين (ع)|الإمام]] {{ع}} بأن هؤلاء القوم قد تمادوا في غيهم وأصروا على الحرب استعد لذلك فجهز جيشا في أربعة عشر ألف مقاتل، ورفع علي راية، وضم إليها ألفي رجل، ونادى: «من التجأ إلى هذه الراية فهو آمن».


ثم تواقف الفريقان، فقال [[فروة بن نوفل الأشجعي]] - وكان من رؤساء الخوارج - لأصحابه: «يا قوم، والله ما ندري، علام نقاتل علياً {{ع}}، وليست لنا في قتله حجة ولا بيان، يا قوم، انصرفوا بنا حتى تنفذ لنا البصيرة في قتاله أو اتباعه». فترك أصحابه في مواقفهم، ومضى في خمسمائة رجل منهم.<ref>الدينوري، الأخبار الطوال: ص210.</ref> وخرجت طائفة منهم أخرى متفرقين إلى [[الكوفة]]، وأتى [[مسعر بن فدكي التميمي]] راية [[أبو أيوب الأنصاري|أبي أيوب الأنصاري]] في ألف، واعتزل [[عبد الله بن الحوساء]] في ثلاثمائة وخرج إلى علي {{ع}} منهم ثلاثمائة فأقاموا معه، واعتزل [[حوثرة بن وداع]] في ثلاثمائة، واعتزل [[أبو مريم السعدي]] في مائتين؛ واعتزل غيرهم؛ حتى صار مع [[ابن وهب الراسبي]] ألف وثمانمائة فارس، ورجالة يقال: إنهم ألف وخمسمائة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف: ج2، ص371.</ref>
ثم تواقف الفريقان، فقال [[فروة بن نوفل الأشجعي]] - وكان من رؤساء الخوارج - لأصحابه: «يا قوم، والله ما ندري، علام نقاتل علياً {{ع}}، وليست لنا في قتله حجة ولا بيان، يا قوم، انصرفوا بنا حتى تنفذ لنا البصيرة في قتاله أو اتباعه». فترك أصحابه في مواقفهم، ومضى في خمسمائة رجل منهم.<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 210.</ref> وخرجت طائفة منهم أخرى متفرقين إلى [[الكوفة]]، وأتى [[مسعر بن فدكي التميمي]] راية [[أبو أيوب الأنصاري|أبي أيوب الأنصاري]] في ألف، واعتزل [[عبد الله بن الحوساء]] في ثلاثمائة وخرج إلى علي {{ع}} منهم ثلاثمائة فأقاموا معه، واعتزل [[حوثرة بن وداع]] في ثلاثمائة، واعتزل [[أبو مريم السعدي]] في مائتين؛ واعتزل غيرهم؛ حتى صار مع [[ابن وهب الراسبي]] ألف وثمانمائة فارس، ورجالة يقال: إنهم ألف وخمسمائة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 371.</ref>


ومع تفكك الجبهة الداخلية للخوارج لم يبدأهم أمير المؤمنين {{ع}} بقتال وقال لأصحابه: «كفوا عنهم حتى يبدأوكم».<ref>الدينوري، الأخبار الطوال: ص210.</ref> فكانت الخوارج هي التي بدأت الحرب لكنها سرعان ما انهارت أمام جيش الإمام {{ع}} وقتل قادتها.
ومع تفكك الجبهة الداخلية للخوارج لم يبدأهم أمير المؤمنين {{ع}} بقتال وقال لأصحابه: «كفوا عنهم حتى يبدأوكم».<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 210.</ref> فكانت الخوارج هي التي بدأت الحرب لكنها سرعان ما انهارت أمام جيش الإمام {{ع}} وقتل قادتها.


ووجد علي {{ع}} ممن به رمق أربعمائة فدفعهم إلى عشائرهم ولم يجهز عليهم.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف: ج2، ص374.</ref> ولم يفلت من الخوارج أكثر من عشرة أشخاص منهم [[عبد الرحمن بن ملجم المرادي]] قاتل أمير المؤمنين {{ع}}.<ref>المسعودي، مروج الذهب: ج2، ص385.</ref> كذلك لم يبلغ عدد القتلى من جيش الإمام علي {{ع}} العشرة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف: ج2، ص374.</ref>
ووجد علي {{ع}} ممن به رمق أربعمائة فدفعهم إلى عشائرهم ولم يجهز عليهم.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 374.</ref> ولم يفلت من الخوارج أكثر من عشرة أشخاص منهم [[عبد الرحمن بن ملجم المرادي]] قاتل أمير المؤمنين {{ع}}.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 385.</ref> كذلك لم يبلغ عدد القتلى من جيش الإمام علي {{ع}} العشرة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 374.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
سطر ٤٦: سطر ٤٤:


==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
*البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، '''أنساب الأشراف'''، تحقيق: محمد باقر محمودي، مؤسسة الأعلمي، بيروت، د ت.
*البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، '''أنساب الأشراف'''، تحقيق: محمد باقر محمودي، مؤسسة الأعلمي، بيروت، د ت.
*جعفريان، رسول، '''تاريخ الخلفاء'''، د ن، د م، د ت.
*جعفريان، رسول، '''تاريخ الخلفاء'''، د ن، د م، د ت.
*الدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود، '''الأخبار الطوال'''، ترجمه: مهدوي دامغاني، بنياد فرهنك إيران، طهران، د ت.
*الدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود، '''الأخبار الطوال'''، ترجمه: مهدوي دامغاني، بنياد فرهنك إيران، طهران، د ت.
*المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي، '''مروج الذهب'''، ترجمة: أبو القاسم باينده، انتشارات علمي وفرهنكي، طهران، د ت.
*المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي، '''مروج الذهب'''، ترجمة: أبو القاسم باينده، انتشارات علمي وفرهنكي، طهران، د ت.
*'''نهج البلاغة'''.
*'''نهج البلاغة'''.
*اليعقوبي، أبو العباس أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح، '''تاريخ اليعقوبي'''، ترجمه: إبراهيم آيتي، بنگاه ترجمه ونشر كتاب، تهران، د ت.
*اليعقوبي، أبو العباس أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح، '''تاريخ اليعقوبي'''، ترجمه: إبراهيم آيتي، بنگاه ترجمه ونشر كتاب، تهران، د ت.
*المتقي الهندي، علاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري، '''كنز العمال'''، تحقيق وضبط وتفسير: الشيخ بكري حياني، تصحيح وفهرسة: الشيخ صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1989م.
*المتقي الهندي، علاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري، '''كنز العمال'''، تحقيق وضبط وتفسير: الشيخ بكري حياني، تصحيح وفهرسة: الشيخ صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1989م.


مستخدم مجهول