مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد محمد مهدي بحر العلوم»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٨٣: | سطر ٨٣: | ||
== السيرة الذاتية== | == السيرة الذاتية== | ||
'''السيد محمّد مهدي بن مرتضي بن محمد البروجردي الطباطبائي بحرالعلوم'''، من علماء [[الإمامية|الإمامية]] في القرن الثاني عشر، تخصص في علوم [[الفقه والأصول|الفقه والأصول،]] و[[الحديث]]، و[[علم الكلام|الكلام]]، و[[التفسير]] و[[علم الرجال|الرجال]]. ولد في [[عيد الفطر]] سنة 1155 هـ في [[كربلاء]]،<ref>بحر العلوم، فوائد الرجالية، ج1، ص31.</ref> كانت أسرته من الأسر العلمية ولها صلات - بالسبب والنسب - بالعوائل الشيعية المعروفة بالعلم كأسرة [[المجلسي الثاني|المجلسي]].<ref>القمي، ج 2، ص 62.</ref> | '''السيد محمّد مهدي بن مرتضي بن محمد البروجردي الطباطبائي بحرالعلوم'''، من علماء [[الإمامية|الإمامية]] في القرن الثاني عشر، تخصص في علوم [[الفقه والأصول|الفقه والأصول،]] و[[الحديث]]، و[[علم الكلام|الكلام]]، و[[التفسير]] و[[علم الرجال|الرجال]]. ولد في [[عيد الفطر]] سنة 1155 هـ في [[كربلاء]]،<ref>بحر العلوم، فوائد الرجالية، ج1، ص31.</ref> كانت أسرته من الأسر العلمية ولها صلات - بالسبب والنسب - بالعوائل الشيعية المعروفة بالعلم كأسرة [[المجلسي الثاني|المجلسي]].<ref>القمي، الكنى والألقاب، ج 2، ص 62.</ref> | ||
توفي السيد محمد مهدي بحر العلوم في شهر [[رجب]] سنة 1212 هـ وله من العمر 57 عاماً، وبناءاً على وصيته دفن في [[مسجد الطوسي]] - الذي هو بجوار [[العتبة العلوية]] في [[النجف]] - بجنب باب المسجد.<ref>القمي، الكنى والألقاب، ج2، ص70.</ref>. | توفي السيد محمد مهدي بحر العلوم في شهر [[رجب]] سنة 1212 هـ وله من العمر 57 عاماً، وبناءاً على وصيته دفن في [[مسجد الطوسي]] - الذي هو بجوار [[العتبة العلوية]] في [[النجف]] - بجنب باب المسجد.<ref>القمي، الكنى والألقاب، ج2، ص70.</ref>. | ||
== الدراسة == | == الدراسة == | ||
بدأ السيد بحر العلوم دراسته في كربلاء عند أبيه والشيخ [[يوسف البحراني]] (صاحب [[الحدائق الناضرة|الحدائق]])، ثم انتقل إلى النجف سنة 1669 الهجرية وعمره 15 سنة، فحضر درس الشيخ [[مهدي بن محمد الفتوني العاملي]] و الشيخ [[محمد تقي الدورقي]] و الشيخ [[محمد باقر الهزارجريبي]]، ثم رجع إلى [[كربلاء]]، وحضر درس [[وحيد البهبهاني]].<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج10، 158؛ مدرس التبريزي، ج 1، ص 234؛ حبيب الآبادي، ج 2، ص 416.</ref>والشيخ يوسف البحراني (صاحب الحدائق) ثم سافر إلى مشهد سنة 1186 هـ وبقي هناك سبع سنين كما درس الفلسفة آنذاك عند [[ميرزا محمد مهدي الخراساني]]، وكان السيد يشارك في المجالس العلمية والمباحثات، فظهرت علميته، حتى لقّبه الميرزا الخراساني ببحر العلوم، واشتهرت أسرته بآل بحر العلوم.<ref>بحرالعلوم، ج 1، المقدمة، ص 43؛ | بدأ السيد بحر العلوم دراسته في كربلاء عند أبيه والشيخ [[يوسف البحراني]] (صاحب [[الحدائق الناضرة|الحدائق]])، ثم انتقل إلى النجف سنة 1669 الهجرية وعمره 15 سنة، فحضر درس الشيخ [[مهدي بن محمد الفتوني العاملي]] و الشيخ [[محمد تقي الدورقي]] و الشيخ [[محمد باقر الهزارجريبي]]، ثم رجع إلى [[كربلاء]]، وحضر درس [[وحيد البهبهاني]].<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج10، 158؛ مدرس التبريزي، ج 1، ص 234؛ حبيب الآبادي، ج 2، ص 416.</ref>والشيخ يوسف البحراني (صاحب الحدائق) ثم سافر إلى مشهد سنة 1186 هـ وبقي هناك سبع سنين كما درس الفلسفة آنذاك عند [[ميرزا محمد مهدي الخراساني]]، وكان السيد يشارك في المجالس العلمية والمباحثات، فظهرت علميته، حتى لقّبه الميرزا الخراساني ببحر العلوم، واشتهرت أسرته بآل بحر العلوم.<ref>بحرالعلوم، الفوائد الرجالية، ج 1، المقدمة، ص 43؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 159.</ref> | ||
== التدريس والتلامذة == | == التدريس والتلامذة == | ||
سطر ١٠٥: | سطر ١٠٥: | ||
* الميرزا [[محمد النيسابوري]] المعروف بمسلكه [[الأخباريون|الأخباري]] | * الميرزا [[محمد النيسابوري]] المعروف بمسلكه [[الأخباريون|الأخباري]] | ||
* الشيخ محمد علي الأعسم | * الشيخ محمد علي الأعسم | ||
* [[محمد تقي بن حسين دلدار علي النقوي|السيد دلدار علي الهندي]]<ref>الخوانساري، ج 7، ص 204 ؛ | * [[محمد تقي بن حسين دلدار علي النقوي|السيد دلدار علي الهندي]]<ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 204 ؛ الأمين، ج 10، ص 159 ـ 160.</ref> | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
سطر ١١١: | سطر ١١١: | ||
انحصرت إدارة [[الحوزة العلمية]] والتدريس والبحث به، وقد ظل يدير المحاضرات - بمختلف العلوم الإسلامية - طيلة أكثر من عشرة أعوام حتى نشأ على يديه جمع غفير من رواد الفضيلة وطلاب العلوم والآداب، فكانوا - بعد وفاته - من عيون العلماء ومفاخر الأدباء.<ref>بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج1، ص67.</ref> | انحصرت إدارة [[الحوزة العلمية]] والتدريس والبحث به، وقد ظل يدير المحاضرات - بمختلف العلوم الإسلامية - طيلة أكثر من عشرة أعوام حتى نشأ على يديه جمع غفير من رواد الفضيلة وطلاب العلوم والآداب، فكانوا - بعد وفاته - من عيون العلماء ومفاخر الأدباء.<ref>بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج1، ص67.</ref> | ||
اعترف علماء المذاهب بفضله " في [[مكة]] " حينما كانوا يجلسون إلى محاضراته، وكذلك علماء [[اليهود]] في مناظرته لهم في " [[ذي الكفل]] ". <ref>بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج1، ص42.</ref> | اعترف علماء المذاهب بفضله " في [[مكة]] " حينما كانوا يجلسون إلى محاضراته، وكذلك علماء [[اليهود]] في مناظرته لهم في "[[ذي الكفل]]". <ref>بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج1، ص42.</ref> | ||
== الميزات الأخلاقية == | == الميزات الأخلاقية == | ||
[[ملف:مقبره علامه سید بحرالعلوم.JPG|240px|تصغير|يسار|مقبرة العلامة السيد محمد مهدي بحر العلوم في [[النجف الأشرف]]]] | [[ملف:مقبره علامه سید بحرالعلوم.JPG|240px|تصغير|يسار|مقبرة العلامة السيد محمد مهدي بحر العلوم في [[النجف الأشرف]]]]. | ||
كان السيد بحر العلوم يجتنب أي تشدد في الأمور السائدة في عيشه وكان شهيرا بسخائه وهمته العالية، حيث أن البعض عدوه ضمن [[العرفان|العرفاء]]، وعرفه بنزعة عرفانية. ولا يمكن إنكار أثر هذه النزعة على طلابه وبعض العلماء الذين أتوا بعده. واعترف كل الذين كانوا يعاصرونه بمقامه العلمي وتقواه. حيث أن أستاذه [[العلامة وحيد البهبهاني]] كان يستشيره في المسائل [[الفقه الإسلامي|الفقهية]] في السنوات الأخيرة من عمره لاحتمال زوال ملكة [[الاجتهاد|الإجتهاد]] عند نفسه.<ref>حبيب آبادي، ج 2، ص 416 .</ref> وتواتر خبر تشرفه بمحضر [[صاحب العصر]] {{عج}} ولم ينكره أحد من معاصريه أو متأخريه. | كان السيد بحر العلوم يجتنب أي تشدد في الأمور السائدة في عيشه وكان شهيرا بسخائه وهمته العالية، حيث أن البعض عدوه ضمن [[العرفان|العرفاء]]، وعرفه بنزعة عرفانية. ولا يمكن إنكار أثر هذه النزعة على طلابه وبعض العلماء الذين أتوا بعده. واعترف كل الذين كانوا يعاصرونه بمقامه العلمي وتقواه. حيث أن أستاذه [[العلامة وحيد البهبهاني]] كان يستشيره في المسائل [[الفقه الإسلامي|الفقهية]] في السنوات الأخيرة من عمره لاحتمال زوال ملكة [[الاجتهاد|الإجتهاد]] عند نفسه.<ref>حبيب آبادي، مكارم الآثار، ج 2، ص 416 .</ref> وتواتر خبر تشرفه بمحضر [[صاحب العصر]] {{عج}} ولم ينكره أحد من معاصريه أو متأخريه. | ||
===زهده=== | ===زهده=== | ||
كان لا يهتم بالقشور الاعتبارية وملاذ الدنيا - وان أغدقت عليه خيراتها - ولم يكن متقشفاً في ملبسه ومطعمه، بل على العكس، إذ كان مترف اللباس حسن المأكل والمشرب والمسكن ومن ذوي الشرف والحشمة، ولكنه إلى جانب ذلك كله كان متفانياً في ذات الله.<ref>بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج1، ص38.</ref> | كان لا يهتم بالقشور الاعتبارية وملاذ الدنيا - وان أغدقت عليه خيراتها - ولم يكن متقشفاً في ملبسه ومطعمه، بل على العكس، إذ كان مترف اللباس حسن المأكل والمشرب والمسكن ومن ذوي الشرف والحشمة، ولكنه إلى جانب ذلك كله كان متفانياً في ذات الله.<ref>بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج1، ص38.</ref> | ||
سطر ١٢٣: | سطر ١٢٣: | ||
أما بعض أعمال السيد بحر العلوم، فهي: | أما بعض أعمال السيد بحر العلوم، فهي: | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
*[[المصابيح]]، في العبادات و المعاملات | *[[المصابيح]]، في العبادات و المعاملات. | ||
*[[الدرة النجفية|الدرّة النجفية]]، الذي نظم بابي [[الطهارة]] و [[الصلاة]] في أكثر من 2000 بيت شعري | *[[الدرة النجفية|الدرّة النجفية]]، الذي نظم بابي [[الطهارة]] و [[الصلاة]] في أكثر من 2000 بيت شعري. | ||
*[[مشكاة الهداية]]، الرواية المنثورة للدرّة النجفية في باب الطهارة | *[[مشكاة الهداية]]، الرواية المنثورة للدرّة النجفية في باب الطهارة. | ||
*[[الفوائدالرجالية]]، في [[علم الرجال]] الذي يعرّف فيه الأسر العلمية والحديثية المشهورة للشيعية وكذلك يعرف العلماء الإمامية. | *[[الفوائدالرجالية]]، في [[علم الرجال]] الذي يعرّف فيه الأسر العلمية والحديثية المشهورة للشيعية وكذلك يعرف العلماء الإمامية. | ||
*[[تحفة الكرام في تاريخ مكة و البيت الحرام]]، حول وجه التسمية وحدود وخريطة وتاريخ بناء [[الكعبة]] في الروايات التاريخية وكذلك حول تأسيس و تجديد الأبنية المختلفة في [[مكة]] | *[[تحفة الكرام في تاريخ مكة و البيت الحرام]]، حول وجه التسمية وحدود وخريطة وتاريخ بناء [[الكعبة]] في الروايات التاريخية وكذلك حول تأسيس و تجديد الأبنية المختلفة في [[مكة]]. | ||
*ديوان الشعر، الذي فيه أكثر من 1000 بيت وأكثرها في مدح و رثاء [[أهل البيت]] {{هم}}.<ref>امين، ج 10، ص 160؛ آقابزرك طهراني، ج 21، ص 81؛ حبيب آبادي، ج 2، ص 419 - 421؛ زركلي، ج 7، ص 113.</ref> | *ديوان الشعر، الذي فيه أكثر من 1000 بيت وأكثرها في مدح و رثاء [[أهل البيت]] {{هم}}.<ref>امين، ج 10، ص 160؛ آقابزرك طهراني، ج 21، ص 81؛ حبيب آبادي، مكارم الآثار، ج 2، ص 419 - 421؛ زركلي، الأعلام، ج 7، ص 113.</ref> | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
سطر ١٣٧: | سطر ١٣٧: | ||
:من العلماء: الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، والشيخ حسين نجف، والسيد جواد العاملي، وابن عمه السيد حسين العاملي، والسيد مرتضى الطباطبائي، والسيد محسن الأعرجي، والشيخ محمد علي الأعسم، والشيخ حسن نصار، كل هؤلاء فصحاء بلغاء أدباء. | :من العلماء: الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، والشيخ حسين نجف، والسيد جواد العاملي، وابن عمه السيد حسين العاملي، والسيد مرتضى الطباطبائي، والسيد محسن الأعرجي، والشيخ محمد علي الأعسم، والشيخ حسن نصار، كل هؤلاء فصحاء بلغاء أدباء. | ||
:من الأدباء: آل الفحام، والنحوي، والأعسم، والأزري، وغيرهم.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج10، ص159.</ref> | :من الأدباء: آل الفحام، والنحوي، والأعسم، والأزري، وغيرهم.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج10، ص159.</ref> | ||
===العقود الاثني عشر=== | ===العقود الاثني عشر=== | ||
هي اثنتي عشرة قصيدة، كل منها في اثني عشر بيتاً، نظمها السيد في [[المراثي|رثاء]] الحسين عليه السلام، على غرار قصائد شاعر أهل البيت (ع) في اللغة الفارسية [[محتشم الكاشاني]] المسماة بـ"دوازده بند محتشم" فنقلها إلى العربية، فمن أبيات هذه العقود أو البنود: | هي اثنتي عشرة قصيدة، كل منها في اثني عشر بيتاً، نظمها السيد في [[المراثي|رثاء]] الحسين عليه السلام، على غرار قصائد شاعر أهل البيت (ع) في اللغة الفارسية [[محتشم الكاشاني]] المسماة بـ"دوازده بند محتشم" فنقلها إلى العربية، فمن أبيات هذه العقود أو البنود: |