انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجاج بن يوسف الثقفي»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ٢١٠: سطر ٢١٠:
أهم النشاطات العامة هي: الإعمار والإصلاح، والاهتمام بالشعر والشعراء.
أهم النشاطات العامة هي: الإعمار والإصلاح، والاهتمام بالشعر والشعراء.
====الإعمار والإصلاح====
====الإعمار والإصلاح====
قام الحجاج بأعمال إصلاحية وعمرانية عدة، منها حفر بئر '''ياقوتة''' في [[مكة]]، وبناء سدود لتخزين المياه في [[الحجاز]]<ref>الأزرقي، أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ج2، ص224-281-282</ref> وإصلاح الأراضي الزراعية على نهر [[الفرات]]،<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص290</ref> كما وبنى الحجاج مدينة "النيل" شمالي [[الحلة]]، ولكن لم يبقى من هذه المدينة الآن سوى بعض الآثار.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص290</ref> وبنى الحجاج ما بين [[سنة 83 هـ]] و[[سنة 86 هـ]] مدينة [[واسط]]، وفرض عليها قوانين خاصة لنظافتها وجمالها، وأقام فيها حتى أدركه الموت.<ref>البلاذري، أنساب الشرف، ج6، ص481-507-613</ref>
قام الحجاج بأعمال إصلاحية وعمرانية عدة، منها حفر بئر '''ياقوتة''' في [[مكة]]، وبناء سدود لتخزين المياه في [[الحجاز]]<ref>الأزرقي، أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ج 2، ص 224-281-282.</ref> وإصلاح الأراضي الزراعية على نهر [[الفرات]]،<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 290.</ref> كما وبنى الحجاج مدينة "النيل" شمالي [[الحلة]]، ولكن لم يبقى من هذه المدينة الآن سوى بعض الآثار.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 290.</ref> وبنى الحجاج ما بين [[سنة 83 هـ]] و[[سنة 86 هـ]] مدينة [[واسط]]، وفرض عليها قوانين خاصة لنظافتها وجمالها، وأقام فيها حتى أدركه الموت.<ref>البلاذري، أنساب الشرف، ج 6، ص 481-507-613.</ref>


كما وسكّ الحجاج '''الدرهم''' و'''الدينار''' في سنة 75و76 بالكتابة العربية.<ref>الدينوري، المعارف، ص357</ref>
كما وسكّ الحجاج '''الدرهم''' و'''الدينار''' في سنة 75و76 بالكتابة العربية.<ref>الدينوري، المعارف، ص 357.</ref>


وتذكر بعض الأخبار أن الحجاج أمر [[نصر بن عاصم]] و[[يحيى بن يعمر]] ـ من تلامذة [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الأسود الدؤلي]] الذي تعلم النحو من [[الإمام علي (ع)]] ـ أن ينقّطوا [[القرآن]] منعاً لتحريف الكلمات والآيات،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج9، ص124</ref> كما وطلب من حفاظ القرآن أن يقسّموا القرآن إلى مجموعات خماسية وعشارية.<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج12، ص116</ref>
وتذكر بعض الأخبار أن الحجاج أمر [[نصر بن عاصم]] و[[يحيى بن يعمر]] ـ من تلامذة [[أبو الأسود الدؤلي|أبي الأسود الدؤلي]] الذي تعلم النحو من [[الإمام علي (ع)]] ـ أن ينقّطوا [[القرآن]] منعاً لتحريف الكلمات والآيات،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 9، ص 124.</ref> كما وطلب من حفاظ القرآن أن يقسّموا القرآن إلى مجموعات خماسية وعشارية.<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 12، ص 116.</ref>


ومن المعروف أن الحجاج هو أول من كسى الكعبة '''بالديباج'''،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص282</ref> وهو أول من دهن السفن بمادة '''القير'''، واستخدم في صناعتها المسامير.<ref>الجاحظ، البيان والتبيين، ج2، ص303</ref>
ومن المعروف أن الحجاج هو أول من كسى الكعبة '''بالديباج'''،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 282.</ref> وهو أول من دهن السفن بمادة '''القير'''، واستخدم في صناعتها المسامير.<ref>الجاحظ، البيان والتبيين، ج 2، ص 303.</ref>


وبسبب ملاحقة [[الأشاعرة]] من قبل الحجاج، لقد هاجر بعض كبار هذه العائلة إلى مدينة قم، حيث كان لهم الدور الأساس في تطويرها وتحولها ونشر التشيع فيها.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص383</ref>
وبسبب ملاحقة [[الأشاعرة]] من قبل الحجاج، لقد هاجر بعض كبار هذه العائلة إلى مدينة قم، حيث كان لهم الدور الأساس في تطويرها وتحولها ونشر التشيع فيها.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ص 383.</ref>


====الاهتمام بالشعر والشعراء====
====الاهتمام بالشعر والشعراء====
 
اشتهر الحجاج بالفصاحة والأدب والشعر؛ ولذا اهتم بالشعراء والأدباء أيضاً، فنجد كثيراً من الشعراء في بلاطه، وقد مدحه بعض كبار الشعراء '''كجرير'''،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 9، ص 292.</ref> وهذا لا يمنع من أن قد هجاه البعض الآخر.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 9، ص 34.</ref>
اشتهر الحجاج بالفصاحة والأدب والشعر؛ ولذا اهتم بالشعراء والأدباء أيضاً، فنجد كثيراً من الشعراء في بلاطه، وقد مدحه بعض كبار الشعراء '''كجرير'''،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج9، ص292</ref> وهذا لا يمنع من أن قد هجاه البعض الآخر.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج9، ص34</ref>


===النشاطات السلبية===
===النشاطات السلبية===
أهم نشاطات الحجاج السلبية هي ما تتعلق بالمجازر والمذابح من جهة وعلاقته بالشيعة من جهة أخرى.
أهم نشاطات الحجاج السلبية هي ما تتعلق بالمجازر والمذابح من جهة وعلاقته بالشيعة من جهة أخرى.
====المجازر والمذابح====
====المجازر والمذابح====
 
كان الحجاج سفاكا بطبعه، يقتل الناس حتى الشيوخ والصبيان، لا لشيء إلا حبا بالقتل وإراقة الدماء،<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 94.</ref> وكان يخبر عن نفسه أن أكثر لذاته سفك الدماء، وارتكاب أمور لا يقدم عليها غيره، ولا سبق إليها سواه،<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 106.</ref> فلقد قتل الحجاج الآلاف من الأسرى في '''دير الجماجم''' و'''الزاوية''' وبحسب المؤرخين وصلت إحصائية القتلى إلى أكثر من 130 ألف شخص.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، ص 381-382.</ref> حتى أن [[عبد الملك بن مروان]] لقد اعترض على هذا الإسراف في إراقة الدماء، وكتب للحجاج أن لا يستمر بمثل هذه المجازر.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 112.</ref>
كان الحجاج سفاكا بطبعه، يقتل الناس حتى الشيوخ والصبيان، لا لشيء إلا حبا بالقتل وإراقة الدماء،<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص94</ref> وكان يخبر عن نفسه أن أكثر لذاته سفك الدماء، وارتكاب أمور لا يقدم عليها غيره، ولا سبق إليها سواه،<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص106</ref> فلقد قتل الحجاج الآلاف من الأسرى في '''دير الجماجم''' و'''الزاوية''' وبحسب المؤرخين وصلت إحصائية القتلى إلى أكثر من 130 ألف شخص.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج6، ص381-382</ref> حتى أن [[عبد الملك بن مروان]] لقد اعترض على هذا الإسراف في إراقة الدماء، وكتب للحجاج أن لا يستمر بمثل هذه المجازر.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص112</ref>


====الحجاج والشيعة====
====الحجاج والشيعة====
كان الحجاج قد اتخذ منهج أسلافه في التحفيز على سب [[آل علي(ع)]] وقتل من لا يتبرأ منهم.<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 94-96.</ref> وكانت تهمة [[التشيع]] مبررا لضرب الأعناق من قبل الحجاج، فينقل [[إبن أبي الحديد]] عن [[الإمام الباقر (ع)]]: "... جاء الحجاج فقتلهم [الشيعة] كل قتلة، وأخذهم بكل ظنة وتهمة، حتى أن الرجل ليقال له: زنديق أو كافر، أحب إليه من أن يقال: شيعة علي".<ref>المعتزلي، شرح نهج البلاغة، ج 11، ص 29.</ref> فكان الحجاج يقرّب من يبغض علي (ع) ويوالي أعداءه، فكثُر الطعن فيه والشنآن له عليه السلام.<ref>المعتزلي، شرح نهج البلاغة، ج 11، ص 31.</ref>


كان الحجاج قد اتخذ منهج أسلافه في التحفيز على سب [[آل علي(ع)]] وقتل من لا يتبرأ منهم.<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 94-96</ref> وكانت تهمة [[التشيع]] مبررا لضرب الأعناق من قبل الحجاج، فينقل [[إبن أبي الحديد]] عن [[الإمام الباقر (ع)]]: "... جاء الحجاج فقتلهم [الشيعة] كل قتلة، وأخذهم بكل ظنة وتهمة، حتى أن الرجل ليقال له: زنديق أو كافر، أحب إليه من أن يقال: شيعة علي".<ref>المعتزلي، شرح نهج البلاغة، ج11، ص29</ref> فكان الحجاج يقرّب من يبغض علي (ع) ويوالي أعداءه، فكثُر الطعن فيه والشنآن له عليه السلام.<ref>المعتزلي، شرح نهج البلاغة، ج11، ص31</ref>
فيذكر المسعودي أن '''عبد الله بن هانئ''' ـ أحد المقربين من الحجاج وكان وحش المنظر ـ بدأ بذكر مناقب قومه عند الحجاج بعدما اعتبره الحجاج من قوم ليس لهم منقبة، وكان الحجاج يؤيده بعد كل أمر يذكره عبد الله ويقول له: "نعم! هذه منقبة"، حتى قال ابن هانئ: "ما منّا رجل عرض عليه شتم [[الإمام أمير المؤمنين|أبي تراب]] ولعنه إلا فعل، وقال وأزيدكم ابنيه [[الإمام الحسن المجتبى|الحسن]] و[[الحسين (ع)|الحسين]] وأمهما [[فاطمة الزهراء|فاطمة]]" فقال له الحجاج: "وهذه والله منقبة".<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 120.</ref>
 
فيذكر المسعودي أن '''عبد الله بن هانئ''' ـ أحد المقربين من الحجاج وكان وحش المنظر ـ بدأ بذكر مناقب قومه عند الحجاج بعدما اعتبره الحجاج من قوم ليس لهم منقبة، وكان الحجاج يؤيده بعد كل أمر يذكره عبد الله ويقول له: "نعم! هذه منقبة"، حتى قال ابن هانئ: "ما منّا رجل عرض عليه شتم [[الإمام أمير المؤمنين|أبي تراب]] ولعنه إلا فعل، وقال وأزيدكم ابنيه [[الإمام الحسن المجتبى|الحسن]] و[[الحسين (ع)|الحسين]] وأمهما [[فاطمة الزهراء|فاطمة]]" فقال له الحجاج: "وهذه والله منقبة".<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص120</ref>


====بعض ما يتعلق به====
====بعض ما يتعلق به====
بعض ما ذكره المؤرخون من أخبار الحجاج تستحق التأمل، منها إهانة مرقد ومنبر [[الرسول الأكرم]] و[[المدينة المنورة]] وتأخير [[الصلاة]] عمدا،<ref>الجاحظ، البيان والتبيين، ج2، ص298</ref> كما ووصف الحجاج [[نبي الله سليمان]] حسودا<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج12، ص161</ref> واعتبر الخليفة الأموي أعلى مكانة من الملائكة والأنبياء والرسول الأكرم (ص)،<ref>البلاذري، أنساب الشرف، ج6، ص481-507-613</ref> وكان يرى بأن طاعته أولى من طاعة الله.<ref>الجاحظ، الحيوان، ج3، ص15-16</ref>
بعض ما ذكره المؤرخون من أخبار الحجاج تستحق التأمل، منها إهانة مرقد ومنبر [[الرسول الأكرم]] و[[المدينة المنورة]] وتأخير [[الصلاة]] عمدا،<ref>الجاحظ، البيان والتبيين، ج 2، ص 298.</ref> كما ووصف الحجاج [[نبي الله سليمان]] حسودا<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج12، ص161</ref> واعتبر الخليفة الأموي أعلى مكانة من الملائكة والأنبياء والرسول الأكرم (ص)،<ref>البلاذري، أنساب الشرف، ج 6، ص 481-507-613.</ref> وكان يرى بأن طاعته أولى من طاعة الله.<ref>الجاحظ، الحيوان، ج 3، ص 15-16.</ref>


==وفاته==
==وفاته==
مستخدم مجهول