انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام محمد الباقر عليه السلام»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
واعترف علماء [[أهل السنة]] بشهرة الإمام الباقر{{عليه السلام}} العلمية والدينية، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم، وجامعه، وشاهر علَمه وأنّه عمّر أوقاته بطاعة الله وكان يحظى بمراتب عالية في مقامات العارفين.
واعترف علماء [[أهل السنة]] بشهرة الإمام الباقر{{عليه السلام}} العلمية والدينية، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم، وجامعه، وشاهر علَمه وأنّه عمّر أوقاته بطاعة الله وكان يحظى بمراتب عالية في مقامات العارفين.


==نسبه وكنيته وألقابه==
==هويته الشخصية==
محمد بن [[علي بن الحسين(ع)|علي]] بن [[الحسين (ع)|الحسين]] بن [[علي بن أبي طالب]]، المشهور بالإمام الباقر{{عليه السلام}} هو [[الإمامة|الإمام]] الخامس [[الشيعة|للشيعة]]، أبوه [[الإمام علي السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]]{{عليه السلام}} رابع [[أئمة الشيعة]]. أمّه [[فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى]]{{عليه السلام}}، فهو أول [[بني هاشم|هاشمي]] ولد من أبوين هاشميين، وأول علوي ولد من علويين.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ص508.</ref>
محمد بن [[علي بن الحسين(ع)|علي]] بن [[الحسين (ع)|الحسين]] بن [[علي بن أبي طالب]]، المشهور بالإمام الباقر{{عليه السلام}} هو [[الإمامة|الإمام]] الخامس [[الشيعة|للشيعة]]، أبوه [[الإمام علي السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]]{{عليه السلام}} رابع [[أئمة الشيعة]]. أمّه [[فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى]]{{عليه السلام}}، فهو أول [[بني هاشم|هاشمي]] ولد من أبوين هاشميين، وأول علوي ولد من علويين.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ص508.</ref>


سطر ٣٠: سطر ٣٠:
كنيته المعروفة أبو جعفر،<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص216.</ref> وهي الكنية التي يذكر بها عادة في المصادر [[الروايات|الروائية]].
كنيته المعروفة أبو جعفر،<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص216.</ref> وهي الكنية التي يذكر بها عادة في المصادر [[الروايات|الروائية]].


==ولادته ووفاته==
===ولادته ووفاته===
ولد الإمام الباقر{{عليه السلام}} في [[المدينة]] في [[يوم الجمعة]] الموافق [[1 رجب|للأول من رجب]] سنة [[57 هـ]]، وذهب البعض إلى أنّ ولادته كانت في [[3 صفر|الثالث من صفر]] من نفس السنة.<ref>المجلسي، بحار الأنوار ج46، ص212.</ref>
ولد الإمام الباقر{{عليه السلام}} في [[المدينة]] في [[يوم الجمعة]] الموافق [[1 رجب|للأول من رجب]] سنة [[57 هـ]]، وذهب البعض إلى أنّ ولادته كانت في [[3 صفر|الثالث من صفر]] من نفس السنة.<ref>المجلسي، بحار الأنوار ج46، ص212.</ref>
===تسميته===
 
سمّاه جده [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]]{{صل}} بمحمد، ولقّبه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، ورواية [[جابر بن عبد الله الأنصاري]] وغيرها من [[الروايات]] تشير إلى هذه الحقيقة.<ref>القمي الرازي، كفاية الأثر، ص144-145.</ref>
سمّاه جده [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]]{{صل}} بمحمد، ولقّبه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، ورواية [[جابر بن عبد الله الأنصاري]] وغيرها من [[الروايات]] تشير إلى هذه الحقيقة.<ref>القمي الرازي، كفاية الأثر، ص144-145.</ref>
===استشهاده===
:استشهاده
ارتحل الإمام الباقر{{عليه السلام}} في اليوم [[7 ذي الحجة|السابع من شهر ذي الحجّة]] [[سنة 114 هـ]].<ref>النوبختي، فرق الشيعة ص61.</ref> وقيل [[117 هـ]]<ref>سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 306.</ref> وهناك آراء أخرى عن سنة وفاته وشهادته تختلف في مظانها، وقد دفن في [[المدينة المنورة]] في [[مقبرة البقيع]].<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص469. الشيخ المفيد، الإرشاد، ص508.</ref>
ارتحل الإمام الباقر{{عليه السلام}} في اليوم [[7 ذي الحجة|السابع من شهر ذي الحجّة]] [[سنة 114 هـ]].<ref>النوبختي، فرق الشيعة ص61.</ref> وقيل [[117 هـ]]<ref>سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 306.</ref> وهناك آراء أخرى عن سنة وفاته وشهادته تختلف في مظانها، وقد دفن في [[المدينة المنورة]] في [[مقبرة البقيع]].<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص469. الشيخ المفيد، الإرشاد، ص508.</ref>


سطر ٤٢: سطر ٤٢:
دُفن الإمام الباقر{{عليه السلام}} في [[مقبرة البقيع|البقيع]] إلى جوار مرقد أبيه [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]]{{عليه السلام}} وعمّه [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن بن علي]]{{عليه السلام}}.<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص61. الكليني، الكافي، ج2، ص372. المفيد، الإرشاد، ج2، ص156. الطبري، دلائل الإمامة، ص216. الطبرسي، أعلام الورى، ص259. الإربلي، كشف الغمة، ج2، ص327. ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص306. الكفعمي، المصباح، ص691.</ref>
دُفن الإمام الباقر{{عليه السلام}} في [[مقبرة البقيع|البقيع]] إلى جوار مرقد أبيه [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]]{{عليه السلام}} وعمّه [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن بن علي]]{{عليه السلام}}.<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص61. الكليني، الكافي، ج2، ص372. المفيد، الإرشاد، ج2، ص156. الطبري، دلائل الإمامة، ص216. الطبرسي، أعلام الورى، ص259. الإربلي، كشف الغمة، ج2، ص327. ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص306. الكفعمي، المصباح، ص691.</ref>


==زوجاته وأولاده==
===زوجاته وأولاده===
ذكرت المصادر التاريخية أن من زوجاته [[أم فروة أم الإمام الصادق عليه السلام|أم فروة]] وهي التي أنجبت [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]]{{عليه السلام}}، وله زوجة أخرى باسم [[أم حكيم]] بنت [[أسيد الثقفي]] التي أنجبت له ولدين، وزوجته الثالثة [[أم ولد]] أنجبت له ثلاثة أولاد.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ص524.</ref>
ذكرت المصادر التاريخية أن من زوجاته [[أم فروة أم الإمام الصادق عليه السلام|أم فروة]] وهي التي أنجبت [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]]{{عليه السلام}}، وله زوجة أخرى باسم [[أم حكيم]] بنت [[أسيد الثقفي]] التي أنجبت له ولدين، وزوجته الثالثة [[أم ولد]] أنجبت له ثلاثة أولاد.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ص524.</ref>


سطر ٧٩: سطر ٧٩:
وأورد [[الشيخ المفيد]] في [[الإرشاد]] ما يشير إلى إمامته بقوله: «وكان الباقر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين{{عليه السلام}} من بين إخوته خليفة أبيه [[علي بن الحسين]]{{عليه السلام}}  ووصيه والقائم بالإمامة من بعده، وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم و[[الزهد]] والسؤدد، وكان أنبههم ذكراً وأجلهم في العامة والخاصة وأعظمهم قدراً، ولم يظهر عن أحد من ولد [[الحسن]] و[[الحسين]]{{هما}} من علم الدين والآثار والسنة وعلم [[القرآن الكريم|القرآن]] والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر{{عليه السلام}}، وروى عنه معالم الدين بقايا [[الصحابة]] ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين وصار بالفضل به علَماً لأهله تضرب به الأمثال وتسير بوصفه الآثار والأشعار».<ref>المفيد، الإرشاد، ص509.</ref>
وأورد [[الشيخ المفيد]] في [[الإرشاد]] ما يشير إلى إمامته بقوله: «وكان الباقر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين{{عليه السلام}} من بين إخوته خليفة أبيه [[علي بن الحسين]]{{عليه السلام}}  ووصيه والقائم بالإمامة من بعده، وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم و[[الزهد]] والسؤدد، وكان أنبههم ذكراً وأجلهم في العامة والخاصة وأعظمهم قدراً، ولم يظهر عن أحد من ولد [[الحسن]] و[[الحسين]]{{هما}} من علم الدين والآثار والسنة وعلم [[القرآن الكريم|القرآن]] والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر{{عليه السلام}}، وروى عنه معالم الدين بقايا [[الصحابة]] ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين وصار بالفضل به علَماً لأهله تضرب به الأمثال وتسير بوصفه الآثار والأشعار».<ref>المفيد، الإرشاد، ص509.</ref>


==الخلفاء المعاصرون==
===الخلفاء المعاصرون===


لقد عاصر في مدة [[الإمامة|إمامته]] خمسة من خلفاء [[بني أمية]]، وهم:
لقد عاصر في مدة [[الإمامة|إمامته]] خمسة من خلفاء [[بني أمية]]، وهم:
سطر ١٠٤: سطر ١٠٤:


لقد ردّ الإمام الباقر{{عليه السلام}} استدلال أصحاب [[القياس]]،<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج18، ص39.</ref> كما اتّخذ موقفاً شديداً مقابل سائر الفرق الإسلامية المنحرفة، وحاول – جاهداً - بهذا الموقف أن يضع حدّاً فاصلاً بين عقائد [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]]{{عليه السلام}} الصحيحة في الأصعدة المختلفة، وبين عقائد سائر الفرق، فقد كان يقول{{عليه السلام}} عن [[الخوارج]] ما نصّه: «إن الخوارج ضيّقوا على أنفسهم بجهالتهم إن الدين أوسع من ذلك».<ref>الطوسي، التهذيب، ج1، ص241.</ref>
لقد ردّ الإمام الباقر{{عليه السلام}} استدلال أصحاب [[القياس]]،<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج18، ص39.</ref> كما اتّخذ موقفاً شديداً مقابل سائر الفرق الإسلامية المنحرفة، وحاول – جاهداً - بهذا الموقف أن يضع حدّاً فاصلاً بين عقائد [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]]{{عليه السلام}} الصحيحة في الأصعدة المختلفة، وبين عقائد سائر الفرق، فقد كان يقول{{عليه السلام}} عن [[الخوارج]] ما نصّه: «إن الخوارج ضيّقوا على أنفسهم بجهالتهم إن الدين أوسع من ذلك».<ref>الطوسي، التهذيب، ج1، ص241.</ref>


لقد كان ديدن العلماء الوقوف [[التواضع|بتواضع]] وخضوع قلّ نظيره حين طلبهم العلم والتتلمذ عند الإمام الباقر{{عليه السلام}}، فعن [[عبد الله بن عطاء المكي]] قال: "'''ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين{{عليه السلام}}، وقد رأيت [[الحكم بن عيينة]] مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلّمه.'''"<ref>المفيد، الإرشاد، ص510. الإربلي، كشف الغمة، ج2، ص117-118.</ref>
لقد كان ديدن العلماء الوقوف [[التواضع|بتواضع]] وخضوع قلّ نظيره حين طلبهم العلم والتتلمذ عند الإمام الباقر{{عليه السلام}}، فعن [[عبد الله بن عطاء المكي]] قال: "'''ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين{{عليه السلام}}، وقد رأيت [[الحكم بن عيينة]] مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلّمه.'''"<ref>المفيد، الإرشاد، ص510. الإربلي، كشف الغمة، ج2، ص117-118.</ref>


لم تكن شهرة الإمام الباقر{{عليه السلام}} العلمية مقتصرة على أهل [[الحجاز]]، بل عمّت [[العراق]] و[[خراسان]] بشكل واسع، حيث يقول الراوي: رأيت أهل [[خراسان الكبيرة|خراسان]] التفّوا حوله حلقات يسألونه عمّا أشكل عليهم.<ref>الكليني، الكافي، ج6، ص266. المجلسي، بحار الأنوار، ج46، ص357.</ref>
لم تكن شهرة الإمام الباقر{{عليه السلام}} العلمية مقتصرة على أهل [[الحجاز]]، بل عمّت [[العراق]] و[[خراسان]] بشكل واسع، حيث يقول الراوي: رأيت أهل [[خراسان الكبيرة|خراسان]] التفّوا حوله حلقات يسألونه عمّا أشكل عليهم.<ref>الكليني، الكافي، ج6، ص266. المجلسي، بحار الأنوار، ج46، ص357.</ref>
سطر ٢٢٠: سطر ٢١٨:
{{سبايا كربلاء}}
{{سبايا كربلاء}}
{{البقيع}}
{{البقيع}}
{{المعصومون}}
{{الإمامة}}
{{الإمامة}}
{{واقعة الطف}}
 


[[fa: امام محمد باقر عليه السلام]]
[[fa: امام محمد باقر عليه السلام]]
مستخدم مجهول