انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصحابة»

أُضيف ٢٦٤ بايت ،  ٢٥ فبراير ٢٠١٨
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam
طلا ملخص تعديل
imported>Bassam
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''الصحابة'''، مصطلح يُراد به الأفراد الذين عاصروا وصاحبوا [[الرسول الأعظم|رسول الإسلام محمد]] {{صل}} حين حياته، ويُعتبر هذا المصطلح من المصطلحات المُستحدثة في لغة العرب، لأنّ الصحيح في جمع «الصاحب» عند العرب هو «[[أصحاب الرسول|أصحاب]]».
'''الصحابة'''، مصطلح يُراد به الأفراد الذين عاصروا وصاحبوا [[الرسول الأعظم|رسول الإسلام محمد]] {{صل}} حين حياته، ويُعتبر هذا المصطلح من المصطلحات المُستحدثة في لغة العرب، لأنّ الصحيح في جمع «الصاحب» عند العرب هو «[[أصحاب الرسول|أصحاب]]».


سطر ١٤: سطر ١٣:


=== التعريف الاصطلاحي ===
=== التعريف الاصطلاحي ===
وقع خلاف بين أعلام  [[المسلم|المسلمين]] في تعريف [[الصحابة]] وخاصة بين المدرستين [[الشيعة|الشّيعية]] و[[أهل السنة والجماعة |السنّية]]، وكذلك وقع خلاف بينهما في هل أنّ الصحيح لغةً هو استعمال لفظة «[[الصحابة]]» أم «الأصحاب»،فذهب أعلام أهل السنّة لاستعمال الأول، وقال الشيعة أنّ لفظة «الأصحاب» أصحّ لِوُرُودِهَا في [[القرآن الكريم]]،<ref>البقرة: 39 و 81 و 82؛ والواقعة: 8 و9 و 27 و 38 و 41.</ref> والسنّة الشريفة، وفي لغة العرب، عكس لفظة «الصحابة» التي لم تَرِد لا في قرآنٍ ولا في سنّةٍ، وأيضاً لا أصل لها في لغة العرب، ولكن بقيت لفظة «[[الصحابة]]» هي اللّفظة المستعمل عند أهل السنّة، وكذلك استعملتها الشيعة في بعض الموارد، تبعاً لاستعمال أهل السنّة لها.{{بحاجة لمصدر}}
وقع خلاف بين أعلام  [[المسلم|المسلمين]] في تعريف [[الصحابة]] وخاصة بين المدرستين [[الشيعة|الشّيعية]] و[[أهل السنة والجماعة |السنّية]]، وكذلك وقع خلاف بينهما في هل أنّ الصحيح لغةً هو استعمال لفظة «[[الصحابة]]» أم «الأصحاب»،فذهب أعلام أهل السنّة لاستعمال الأول، وقال الشيعة أنّ لفظة «الأصحاب» أصحّ لِوُرُودِهَا في [[القرآن الكريم]]،<ref>البقرة: 39 و 81 و 82؛ والواقعة: 8 و9 و 27 و 38 و 41.</ref> والسنّة الشريفة، وفي لغة العرب، عكس لفظة «الصحابة» التي لم تَرِد لا في قرآنٍ ولا في سنّةٍ، وأيضاً لا أصل لها في لغة العرب، ولكن بقيت لفظة «[[الصحابة]]» هي اللّفظة المستعمل عند أهل السنّة، وكذلك استعملتها الشيعة في بعض الموارد، تبعاً لاستعمال أهل السنّة لها.{{بحاجة إلى مصدر}}


==== عند الشيعة ====
==== عند الشيعة ====
سطر ٤٢: سطر ٤١:


== مفهوم الصحابة ==
== مفهوم الصحابة ==
وقع الخلاف بين [[الشيعة]] و مشهور أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة]] في تحديد دائرة مفهوم [[الصحابة]]، فذهب عموم أهل السنّة لتوسعة هذا [[المفهوم]] حتّى شَملَ من الناحية العملية المنافق والعاصي وكلّ من رأى [[النبي محمد]] {{صل}} ولو من بعيد وللحظات قليلة، بينما ضيّقت الشيعة مع بعض أعلام أهل السنّة دائرة هذا المفهوم ليشمل فقط مَن لازم  [[رسول الله]] {{صل}} وكان مؤمناً بما جاء به ومات على [[الإسلام]].{{بحاجة لمصدر}}
وقع الخلاف بين [[الشيعة]] و مشهور أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة]] في تحديد دائرة مفهوم [[الصحابة]]، فذهب عموم أهل السنّة لتوسعة هذا [[المفهوم]] حتّى شَملَ من الناحية العملية المنافق والعاصي وكلّ من رأى [[النبي محمد]] {{صل}} ولو من بعيد وللحظات قليلة، بينما ضيّقت الشيعة مع بعض أعلام أهل السنّة دائرة هذا المفهوم ليشمل فقط مَن لازم  [[رسول الله]] {{صل}} وكان مؤمناً بما جاء به ومات على [[الإسلام]].{{بحاجة إلى مصدر}}
=== عند الشيعة ===
=== عند الشيعة ===
ذهب الشيعة مع جُملة من أعلام أهل السنّة، طبقًا لما أفادته روايتي الصحابيان «سعيد بن المُسَيّب» و «وأنس بن مالك» في تحديد مفهوم الصُحبة إلى القول أنّها لا تَتَحقّقُ، إلاَّ إذا وقع بين الطرفين المتصاحبين مقدارٌ معتدٌ به من العِشْرَةِ والملازمة العُرِفِية، وعليه فقد أخرجوا من دائرة مفهوم «[[الصحابة]]»، الفرد الذي رأى [[رسول الله|رسول الله محمد]] (ص)، بدون أن يُعَاشِرَهُ ويُلاَزِمَهُ سواء رآه مرّة أو أكثر، وكذلك يخرجُ مَن روى عنه بدون ملازمته {{صل}} سواء [[الحديث|رواية]] واحدة أم عشرة، وأيضا يخرج من كان صغيرا في السِّن حين حياة [[النبي (ص)|النّبيّ]] {{صل}}.{{بحاجة لمصدر}}
ذهب الشيعة مع جُملة من أعلام أهل السنّة، طبقًا لما أفادته روايتي الصحابيان «سعيد بن المُسَيّب» و «وأنس بن مالك» في تحديد مفهوم الصُحبة إلى القول أنّها لا تَتَحقّقُ، إلاَّ إذا وقع بين الطرفين المتصاحبين مقدارٌ معتدٌ به من العِشْرَةِ والملازمة العُرِفِية، وعليه فقد أخرجوا من دائرة مفهوم «[[الصحابة]]»، الفرد الذي رأى [[رسول الله|رسول الله محمد]] (ص)، بدون أن يُعَاشِرَهُ ويُلاَزِمَهُ سواء رآه مرّة أو أكثر، وكذلك يخرجُ مَن روى عنه بدون ملازمته {{صل}} سواء [[الحديث|رواية]] واحدة أم عشرة، وأيضا يخرج من كان صغيرا في السِّن حين حياة [[النبي (ص)|النّبيّ]] {{صل}}.{{بحاجة إلى مصدر}}


واستدلّوا على ذالك [[القرآن الكريم|بالقرآن الكريم]]، حيث قالوا:
واستدلّوا على ذالك [[القرآن الكريم|بالقرآن الكريم]]، حيث قالوا:
سطر ٧٠: سطر ٦٩:


== دور الصحابة ==
== دور الصحابة ==
من أبرز الأسباب التي تجعل قضية [[الصحابة]] مسألة حسّاسة وخاصة عند [[أهل السنة|أهل السنّة والجماعة]]، هو ما كان للصحابة من دور في تأسيس مذاهبهم، وهذا ما جعل أيضًا مسألة البحث والتحقيق في [[الصحابة]] أمر ممنوع ومرفوض بالكلية عند مشهور أهل السنّة.{{بحاجة لمصدر}}
من أبرز الأسباب التي تجعل قضية [[الصحابة]] مسألة حسّاسة وخاصة عند [[أهل السنة|أهل السنّة والجماعة]]، هو ما كان للصحابة من دور في تأسيس مذاهبهم، وهذا ما جعل أيضًا مسألة البحث والتحقيق في [[الصحابة]] أمر ممنوع ومرفوض بالكلية عند مشهور أهل السنّة.{{بحاجة إلى مصدر}}


بل تطرّف بعض المحسوبين على أهل السنّة  [[الفسق|لتفسيق]] و [[الكفر|تكفير]] كلّ مَن حاول البحث عن حال [[الصحابة]]، ورَمَى بالزندقة كلّ مَن انتقد  وتكلّم في بعض [[الصحابة]] الذين أثبتت [[الحديث|الروايات]] المُعتبرة انحرافهم على خط الإسلام المحمّدي الأصيل، والذين بدّلوا وغيّروا بعد رحيل النّبيّ (ص) عنهم، حتى وصل ببعضهم درجة الردّة.{{بحاجة لمصدر}}
بل تطرّف بعض المحسوبين على أهل السنّة  [[الفسق|لتفسيق]] و [[الكفر|تكفير]] كلّ مَن حاول البحث عن حال [[الصحابة]]، ورَمَى بالزندقة كلّ مَن انتقد  وتكلّم في بعض [[الصحابة]] الذين أثبتت [[الحديث|الروايات]] المُعتبرة انحرافهم على خط الإسلام المحمّدي الأصيل، والذين بدّلوا وغيّروا بعد رحيل النّبيّ (ص) عنهم، حتى وصل ببعضهم درجة الردّة.{{بحاجة إلى مصدر}}
: قال [[ابن تيمية|ابن تيمية الحرّاني]]: «'''وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضا في كفره، لأنه مكذب لما نص القرآن في غير موضع، من الرضا عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متيقّن '''».<ref>ابن تيمية، تقريب الصارم المسلول، ص 325.</ref>
: قال [[ابن تيمية|ابن تيمية الحرّاني]]: «'''وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضا في كفره، لأنه مكذب لما نص القرآن في غير موضع، من الرضا عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متيقّن '''».<ref>ابن تيمية، تقريب الصارم المسلول، ص 325.</ref>


=== عند الشيعة ===
=== عند الشيعة ===
بعد أن كانت [[الشيعة]]  تعتقد بأنّ [[أئمة أهل البيت]] {{عليهم السلام}} هم  مَن عيّنهم الله {{عز وجل}} بعد [[النبي الأعظم|نبيّه الأعظم]] (ص) للقيام بِصَوْنِ [[الإسلام|الدين الإسلامي]] بصريح «[[آية الولاية]]» و «[[آية أهل الذكر]]» و «[[آية الإكمال]]» و «[[آية التبليغ]]»، وكذلك هم مَنْ أخبر [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص) بأنّهم المعنيين بِتِبْيَان ما أُجْمِلَ من الدين الإسلامي بصريح العبارة في «[[حديث الثقلين]]»، و «[[حديث السفينة]]»، و «[[حديث الولاية]]»  و «[[خطبة الغدير|حديث الغدير]]» و «[[حديث الوصاية]]» و «[[حديث مدينة العلم]]» و «[[حديث المنزلة]]».{{بحاجة لمصدر}}
بعد أن كانت [[الشيعة]]  تعتقد بأنّ [[أئمة أهل البيت]] {{عليهم السلام}} هم  مَن عيّنهم الله {{عز وجل}} بعد [[النبي الأعظم|نبيّه الأعظم]] (ص) للقيام بِصَوْنِ [[الإسلام|الدين الإسلامي]] بصريح «[[آية الولاية]]» و «[[آية أهل الذكر]]» و «[[آية الإكمال]]» و «[[آية التبليغ]]»، وكذلك هم مَنْ أخبر [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص) بأنّهم المعنيين بِتِبْيَان ما أُجْمِلَ من الدين الإسلامي بصريح العبارة في «[[حديث الثقلين]]»، و «[[حديث السفينة]]»، و «[[حديث الولاية]]»  و «[[خطبة الغدير|حديث الغدير]]» و «[[حديث الوصاية]]» و «[[حديث مدينة العلم]]» و «[[حديث المنزلة]]».{{بحاجة إلى مصدر}}




ذهبوا للأخذ من [[أئمة أهل البيت]] (ع) ما جاء به [[النبي محمد|نبيّ الإسلام محمد]] {{صل}}، وقدّموهم عن غيرهم من [[الصحابة]]، بحيث أنّهم لم يحتاجوا للأخذ بما نقله الصحابة من [[الحديث|روايات]] وأقوال عن [[النبي المصطفى|النّبيّ الكريم]] (ص)، ولذالك لا يوجد عندهم من روايات الصحابة إلا النّزر القليل، وكل ما عندهم مِن روايات وأحاديث هي ما نُقِلَت لهم عن طريق [[أهل بيت(ع)|أهل بيت النّبيّ محمد]] {{صل}} فقط.{{بحاجة لمصدر}}
ذهبوا للأخذ من [[أئمة أهل البيت]] (ع) ما جاء به [[النبي محمد|نبيّ الإسلام محمد]] {{صل}}، وقدّموهم عن غيرهم من [[الصحابة]]، بحيث أنّهم لم يحتاجوا للأخذ بما نقله الصحابة من [[الحديث|روايات]] وأقوال عن [[النبي المصطفى|النّبيّ الكريم]] (ص)، ولذالك لا يوجد عندهم من روايات الصحابة إلا النّزر القليل، وكل ما عندهم مِن روايات وأحاديث هي ما نُقِلَت لهم عن طريق [[أهل بيت(ع)|أهل بيت النّبيّ محمد]] {{صل}} فقط.{{بحاجة إلى مصدر}}




وعليه لم يكُن [[الصحابة|للصحابة]] ذاك الدور المُعتبر في أُسس الفقه والعقيدة الشيعية، فكل [[الأحكام الشرعية]] و[[أصول الدين|التصورات العقائدية]] الشيعية مبنية ومُستندة على [[الحديث|الروايات]] التي نقلها لهم [[أئمة أهل البيت]] (ع) عن [[الرسول الأكرم|الرسول الأكرم محمد]] {{صل}}.{{بحاجة لمصدر}}
وعليه لم يكُن [[الصحابة|للصحابة]] ذاك الدور المُعتبر في أُسس الفقه والعقيدة الشيعية، فكل [[الأحكام الشرعية]] و[[أصول الدين|التصورات العقائدية]] الشيعية مبنية ومُستندة على [[الحديث|الروايات]] التي نقلها لهم [[أئمة أهل البيت]] (ع) عن [[الرسول الأكرم|الرسول الأكرم محمد]] {{صل}}.{{بحاجة إلى مصدر}}


=== عند السنة ===
=== عند السنة ===
خلافًا لِمَا عليه باقي المذاهب الأخرى، فلقد كان [[الصحابة|للصحابة]] الدور الأساس في تأسس الفِرَق و المذاهب الأخرى كــــ «[[المالكية]]، و [[الشافعية]]، و [[الحنبلية]]، و [[الحنفية]]، و [[الأباضية]]، و [[الظاهرية]]، و [[الأوزاعية]]، و [[الأشاعرة ]]، و [[المعتزلة]] ...»، بل كان [[الصحابة]] يمثلون بالنسبة لهذه المذاهب والفِرَق المصدر الوحيد الذي هو واسطة بينهم وبين [[النبي محمد|النّبيّ الأكرم محمد]] {{صل}}.{{بحاجة لمصدر}}
خلافًا لِمَا عليه باقي المذاهب الأخرى، فلقد كان [[الصحابة|للصحابة]] الدور الأساس في تأسس الفِرَق و المذاهب الأخرى كــــ «[[المالكية]]، و [[الشافعية]]، و [[الحنبلية]]، و [[الحنفية]]، و [[الأباضية]]، و [[الظاهرية]]، و [[الأوزاعية]]، و [[الأشاعرة ]]، و [[المعتزلة]] ...»، بل كان [[الصحابة]] يمثلون بالنسبة لهذه المذاهب والفِرَق المصدر الوحيد الذي هو واسطة بينهم وبين [[النبي محمد|النّبيّ الأكرم محمد]] {{صل}}.{{بحاجة إلى مصدر}}


ولأجل ذالك كان لموضوع الصحابة حساسية خاصة عندهم، فقد حَسَمَ غالبية أئمة هذه المذاهب والفرق أمرهم في مسألة الصحابة، وحكموا بعدالهتم، ولزوم الأخذ منهم  بدون بحث ولا تحقيق،  وكذلك أغلقوا باب الجرح والتعديل في الصحابة تجنُّبًا للمخاطر التي يمكن أن تترتّب على فتحِ هذا الباب.{{بحاجة لمصدر}}
ولأجل ذالك كان لموضوع الصحابة حساسية خاصة عندهم، فقد حَسَمَ غالبية أئمة هذه المذاهب والفرق أمرهم في مسألة الصحابة، وحكموا بعدالهتم، ولزوم الأخذ منهم  بدون بحث ولا تحقيق،  وكذلك أغلقوا باب الجرح والتعديل في الصحابة تجنُّبًا للمخاطر التي يمكن أن تترتّب على فتحِ هذا الباب.{{بحاجة إلى مصدر}}


فالكلام والخوض في عدالة الصحابة، يترتّب عليه الخوض والنّقاش في المصادر التي بُنِيَت عليها المذاهب والفِرَقِ، وهذا بدوره يعرّض أُسس كل مذهب وفرقة منهم للنّقاش والتشكيك، وهذا ما صرّح به أكثر من واحد منهم.{{بحاجة لمصدر}}
فالكلام والخوض في عدالة الصحابة، يترتّب عليه الخوض والنّقاش في المصادر التي بُنِيَت عليها المذاهب والفِرَقِ، وهذا بدوره يعرّض أُسس كل مذهب وفرقة منهم للنّقاش والتشكيك، وهذا ما صرّح به أكثر من واحد منهم.{{بحاجة إلى مصدر}}


نقل [[الخطيب البغدادي]] عن أبي زرعة، فقال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمداني، حدثنا صالح بن أحمد الحافظ قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن عبدول يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سلمان التستري يقول: سمعت أبا زرعة يقول: «'''إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِنَ [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] (ص)، فاعلم أنّه [[الزندقة|زنديق]]، وذالك أنّ [[الرسول الأكرم|الرسول]] (ص) عندنا حقّ و [[القرآن الكريم|القرآن]] حقّ، وإنّما أدى إلينا هذا القرآن والسُنن، [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] (ص)، وإنّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى وهُم زنادقة'''».<ref>الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الروابة، ص 49.</ref>
نقل [[الخطيب البغدادي]] عن أبي زرعة، فقال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمداني، حدثنا صالح بن أحمد الحافظ قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن عبدول يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سلمان التستري يقول: سمعت أبا زرعة يقول: «'''إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِنَ [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] (ص)، فاعلم أنّه [[الزندقة|زنديق]]، وذالك أنّ [[الرسول الأكرم|الرسول]] (ص) عندنا حقّ و [[القرآن الكريم|القرآن]] حقّ، وإنّما أدى إلينا هذا القرآن والسُنن، [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] (ص)، وإنّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى وهُم زنادقة'''».<ref>الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الروابة، ص 49.</ref>


== الصحابة في القرآن ==
== الصحابة في القرآن ==
لم يرد في [[القرآن]] أيّ استعمال للفظة «[[الصحابة]]»، غير أنّ المولى تعالى في القرآن أوْرَدَ جُملة من الآيات التي كان المقصود بها بعض [[أصحاب الرسول|أصحاب]] [[رسول الله]] {{صل}}، وهذه الآيات فيها ما يُفهم منها الذمّ والقدح، وفيها ما يُفهم منها المدح والفضيلة.{{بحاجة لمصدر}}
لم يرد في [[القرآن]] أيّ استعمال للفظة «[[الصحابة]]»، غير أنّ المولى تعالى في القرآن أوْرَدَ جُملة من الآيات التي كان المقصود بها بعض [[أصحاب الرسول|أصحاب]] [[رسول الله]] {{صل}}، وهذه الآيات فيها ما يُفهم منها الذمّ والقدح، وفيها ما يُفهم منها المدح والفضيلة.{{بحاجة إلى مصدر}}


=== الآيات المادحة===
=== الآيات المادحة===
سطر ١٠١: سطر ١٠٠:
'''الآية الأولى:''' {{قرآن|مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}}.<ref>الفتح: 29.</ref>
'''الآية الأولى:''' {{قرآن|مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}}.<ref>الفتح: 29.</ref>


فهذه الآية واضحة الدلالة في أنّ المقصودين من قوله تعالى {{قرآن|وَالَّذِينَ مَعَهُ}} هم الذين كانوا بصُحْبَة [[النبي (ص)|النبيّ]] (ص) لا مطلق من رآه كما ذهب إليه عموم أهل السنّة، وأيضًا أنّ ذيل الآية {{قرآن|وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}} واضحة الدلالة بأنّ المغفرة والأجر العظيم اللّذان هما وعدٌ من المولى تعالى  لن ينالهما أحد من الذين هم مع [[النبي (ص)|النبيّ]](ص) إلاّ مع تحقّق الإيمان فيه وعمل في الدّنيا أعمالاً صالحة، أمَّا من انقلب منهم على عاقبيه فلن يحصل إلا على العذاب المبين.{{بحاجة لمصدر}}
فهذه الآية واضحة الدلالة في أنّ المقصودين من قوله تعالى {{قرآن|وَالَّذِينَ مَعَهُ}} هم الذين كانوا بصُحْبَة [[النبي (ص)|النبيّ]] (ص) لا مطلق من رآه كما ذهب إليه عموم أهل السنّة، وأيضًا أنّ ذيل الآية {{قرآن|وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}} واضحة الدلالة بأنّ المغفرة والأجر العظيم اللّذان هما وعدٌ من المولى تعالى  لن ينالهما أحد من الذين هم مع [[النبي (ص)|النبيّ]](ص) إلاّ مع تحقّق الإيمان فيه وعمل في الدّنيا أعمالاً صالحة، أمَّا من انقلب منهم على عاقبيه فلن يحصل إلا على العذاب المبين.{{بحاجة إلى مصدر}}


'''الآية الثانية:''' {{قرآن|لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}}.<ref>الفتح: 18.</ref>
'''الآية الثانية:''' {{قرآن|لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}}.<ref>الفتح: 18.</ref>
سطر ١١٠: سطر ١٠٩:
'''الآية الثالثة:''{{قرآن|وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}}.<ref>التوبة:  100.</ref>
'''الآية الثالثة:''{{قرآن|وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}}.<ref>التوبة:  100.</ref>


فهذه الآية لا تشمل كل مَن رأى [[النبي الأكرم]] (ص) أو رَوَى عنه [[الحديث|رواية]] واحدة، بل الرضاء  والجنّة التي وعد الله بها في الآية، خاصٌ بكلّ [[المهاجرون|المهاجرين]] و[[الأنصار]] ومن تبعهم، بل بالمهاجرين  والأنصار المحسنين، وكذلك الذين اتبعوهم في هذا الإحسان، لأنّ الاتباع في الآية مقيّد بالإحسان وعليه فمن باب أولى أن يكون هذا الإحسان في المهاجرين والأنصار.{{بحاجة لمصدر}}
فهذه الآية لا تشمل كل مَن رأى [[النبي الأكرم]] (ص) أو رَوَى عنه [[الحديث|رواية]] واحدة، بل الرضاء  والجنّة التي وعد الله بها في الآية، خاصٌ بكلّ [[المهاجرون|المهاجرين]] و[[الأنصار]] ومن تبعهم، بل بالمهاجرين  والأنصار المحسنين، وكذلك الذين اتبعوهم في هذا الإحسان، لأنّ الاتباع في الآية مقيّد بالإحسان وعليه فمن باب أولى أن يكون هذا الإحسان في المهاجرين والأنصار.{{بحاجة إلى مصدر}}


وإلاّ كيف يرضى الله على أفرادٍ ويَعِدَهُمْ كذلك بالجنّة، وهم قد تحاربوا فيما بينهم وقتلوا بعضهم البعض، [[الطلحة بن عبيد الله|فالطلحة بن عبيد الله]]، و [[الزبير بن العوام]] من المهاجرين الأوائل، وقد شكّلوا جيشا كاملا وحَارَبَا به [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) الذي هو من المهاجرين الأوائل، و كان مع [[الإمام علي]] (ع)  [[سهل بن حنيف|سَهل بن حنيف]] وأخوه [[عثمان بن حنيف]] وهما مِنَ الأنصار الأوائل، وفي هذه الحرب التي سمّيت بــــ «[[معركة الجمل]]» قُتِل فيها الطّلحة والزبير.{{بحاجة لمصدر}}
وإلاّ كيف يرضى الله على أفرادٍ ويَعِدَهُمْ كذلك بالجنّة، وهم قد تحاربوا فيما بينهم وقتلوا بعضهم البعض، [[الطلحة بن عبيد الله|فالطلحة بن عبيد الله]]، و [[الزبير بن العوام]] من المهاجرين الأوائل، وقد شكّلوا جيشا كاملا وحَارَبَا به [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) الذي هو من المهاجرين الأوائل، و كان مع [[الإمام علي]] (ع)  [[سهل بن حنيف|سَهل بن حنيف]] وأخوه [[عثمان بن حنيف]] وهما مِنَ الأنصار الأوائل، وفي هذه الحرب التي سمّيت بــــ «[[معركة الجمل]]» قُتِل فيها الطّلحة والزبير.{{بحاجة إلى مصدر}}


'''الآية الرابعة:''' {{قرآن|لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}}.<ref>الحشر: 8.</ref>
'''الآية الرابعة:''' {{قرآن|لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}}.<ref>الحشر: 8.</ref>


الآية الكريمة لا تشمل كلّ من رأى [[النبي (ص)|النبي]] (ص) أو روى عنه رواية، وأيضًا لا تَشْمَل كل المهاجرين، إنّما تتحدّث عن [[المهاجرون|المهاجرين]] الفقراء الذين فعلاً تركوا أموالهم وممتلكاتهم بُغية الحصول على فضلِ الله ورضوانه، ولنُصْرَة الله و رسوله(ص)، فهؤلاء المهاجرون الذين تحقّقت فيهم هذه الشروط هم الذين وصفهم المولى تعالى بأنّهم الصّادقون.{{بحاجة لمصدر}}
الآية الكريمة لا تشمل كلّ من رأى [[النبي (ص)|النبي]] (ص) أو روى عنه رواية، وأيضًا لا تَشْمَل كل المهاجرين، إنّما تتحدّث عن [[المهاجرون|المهاجرين]] الفقراء الذين فعلاً تركوا أموالهم وممتلكاتهم بُغية الحصول على فضلِ الله ورضوانه، ولنُصْرَة الله و رسوله(ص)، فهؤلاء المهاجرون الذين تحقّقت فيهم هذه الشروط هم الذين وصفهم المولى تعالى بأنّهم الصّادقون.{{بحاجة إلى مصدر}}


'''الآية الخامسة:''' {{قرآن|كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}}.<ref>آل عمران: 110.</ref>
'''الآية الخامسة:''' {{قرآن|كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}}.<ref>آل عمران: 110.</ref>


الآية غير متعلِّقة [[أصحاب النبي|بأصحاب النبي]] (ص) كما ذهب إليه بعض [[المسلم|المسلمين]]، إنّما هي متعلّقة بعنوان [[أمة محمد|الأمّة]] كلّ [[أمة محمد|أمّة محمد]] {{صل}} ومن ضمنهم الأفراد الذين عاصروا [[النبي محمد|نبي الإسلام محمد]] {{صل}}، كما أنّ المولى تعالى قد بيّن فيها سبب كَون هذه الأمّة أكثر خَيْرِيّة من باقي الأُمَم، وهو أنّها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]] هو الذي جعل أمّة [[النبي محمد|محمد]] (ص) أكثر عطاءًا للخير من غيرها.{{بحاجة لمصدر}}
الآية غير متعلِّقة [[أصحاب النبي|بأصحاب النبي]] (ص) كما ذهب إليه بعض [[المسلم|المسلمين]]، إنّما هي متعلّقة بعنوان [[أمة محمد|الأمّة]] كلّ [[أمة محمد|أمّة محمد]] {{صل}} ومن ضمنهم الأفراد الذين عاصروا [[النبي محمد|نبي الإسلام محمد]] {{صل}}، كما أنّ المولى تعالى قد بيّن فيها سبب كَون هذه الأمّة أكثر خَيْرِيّة من باقي الأُمَم، وهو أنّها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]] هو الذي جعل أمّة [[النبي محمد|محمد]] (ص) أكثر عطاءًا للخير من غيرها.{{بحاجة إلى مصدر}}




فهذه الآية غاية ما تدلّ عليه هو أنّ أمّة [[النبي محمد|محمد]] (ص) قد مُيّزت عن غيرها بأنّها أكثر عطاءا للخير، والسبب يعود أنّها أمّة  تأمر  بالمعروف وتنهى عن المُنْكر، فأيّ أمّة من الأمم تطبق هذا الفرض ستكون معطأةً للخير الوفير، وبالتالي ستكون خيرة أمّة تظهر للنّاس.{{بحاجة لمصدر}}
فهذه الآية غاية ما تدلّ عليه هو أنّ أمّة [[النبي محمد|محمد]] (ص) قد مُيّزت عن غيرها بأنّها أكثر عطاءا للخير، والسبب يعود أنّها أمّة  تأمر  بالمعروف وتنهى عن المُنْكر، فأيّ أمّة من الأمم تطبق هذا الفرض ستكون معطأةً للخير الوفير، وبالتالي ستكون خيرة أمّة تظهر للنّاس.{{بحاجة إلى مصدر}}


=== الآيات الذّامة===
=== الآيات الذّامة===
سطر ١٣٠: سطر ١٢٩:
'''الآية الأولى:'''{{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}}.<ref>النور: 11 - 18.</ref>
'''الآية الأولى:'''{{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}}.<ref>النور: 11 - 18.</ref>


هذه الآيات مُتعلّقة بحادثة خاصة وهي المسمّات بــــ«[[حادثة الإفك]]» حينما تكلّم بعض مَن يُعْتَبَرُون [[أصحاب النبي|أصحاب النبيّ]] (ص) في عِرضِ [[رسول الله]] (ص) بدون وجه حقٍّ، فأنزل الله هذه الآيات تبرئةً لإحدى [[زوجات النبي|زوجات النبيّ]] (ص) المُختلف في كونها «[[عائشة بنت أبي بكر]]» أم «[[مارية القبطية]]»، لوضوح أنّ هذا الإفك قد جاء به وصنعه بعض مِمَن هم منكم، لا أنّ [[اليهود]] أو [[النصارى]] أو كفّار [[قريش]] هم مَنْ جاؤوا به،ثمّ بدأ المولى تعالى يُقرّع في من جَرَت ألسنتهم بهذا الإفك ويتوعدهم العذاب العظيم، ناصحًا إياهم بعدم العودة لمثل هذا الفعل إن كانوا يرون أنفسهم من [[المؤمن|المؤمنين]]، لأنّ هذا الفعل ليس بهيّنٍ كما تصوره البعض منهم، بل هو عند الله عظيم.{{بحاجة لمصدر}}
هذه الآيات مُتعلّقة بحادثة خاصة وهي المسمّات بــــ«[[حادثة الإفك]]» حينما تكلّم بعض مَن يُعْتَبَرُون [[أصحاب النبي|أصحاب النبيّ]] (ص) في عِرضِ [[رسول الله]] (ص) بدون وجه حقٍّ، فأنزل الله هذه الآيات تبرئةً لإحدى [[زوجات النبي|زوجات النبيّ]] (ص) المُختلف في كونها «[[عائشة بنت أبي بكر]]» أم «[[مارية القبطية]]»، لوضوح أنّ هذا الإفك قد جاء به وصنعه بعض مِمَن هم منكم، لا أنّ [[اليهود]] أو [[النصارى]] أو كفّار [[قريش]] هم مَنْ جاؤوا به،ثمّ بدأ المولى تعالى يُقرّع في من جَرَت ألسنتهم بهذا الإفك ويتوعدهم العذاب العظيم، ناصحًا إياهم بعدم العودة لمثل هذا الفعل إن كانوا يرون أنفسهم من [[المؤمن|المؤمنين]]، لأنّ هذا الفعل ليس بهيّنٍ كما تصوره البعض منهم، بل هو عند الله عظيم.{{بحاجة إلى مصدر}}


'''الآية الثانية:'''{{قرآن|وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}}.<ref>التوبة: 101.</ref>
'''الآية الثانية:'''{{قرآن|وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}}.<ref>التوبة: 101.</ref>


تكشف لنا هذه الآية، أنّ هناك جُملة من أصحاب البوادي الذين عاصروا [[النبي الأكرم]] (ص)  هم [[المنافق|منافقون]]، وكذلك من أهل [[المدينة المنورة|المدينة]] مَن مرد وتعوّد على النفاق لا فقط هو منافق، والله  يعلم مَن هم ولكنّ النّاس لا يعلمون حقيقتهم ومن هؤلاء المنافقين، ثمّ يتوعّد هؤلاء المنافقين بالعذاب المضاعف.{{بحاجة لمصدر}}
تكشف لنا هذه الآية، أنّ هناك جُملة من أصحاب البوادي الذين عاصروا [[النبي الأكرم]] (ص)  هم [[المنافق|منافقون]]، وكذلك من أهل [[المدينة المنورة|المدينة]] مَن مرد وتعوّد على النفاق لا فقط هو منافق، والله  يعلم مَن هم ولكنّ النّاس لا يعلمون حقيقتهم ومن هؤلاء المنافقين، ثمّ يتوعّد هؤلاء المنافقين بالعذاب المضاعف.{{بحاجة إلى مصدر}}


فهؤلاء المنافقين الذين يعلمهم الله ولا يعلم بهم مَن كان مع [[الرسول الأكرم]] (ص)، هم ممن رأو [[النبي (ص)|النبي]] (ص) ومن المرجّح أنهم رَوُوا عنه (ص)، ولكن هم منافقون ملعونون.{{بحاجة لمصدر}}
فهؤلاء المنافقين الذين يعلمهم الله ولا يعلم بهم مَن كان مع [[الرسول الأكرم]] (ص)، هم ممن رأو [[النبي (ص)|النبي]] (ص) ومن المرجّح أنهم رَوُوا عنه (ص)، ولكن هم منافقون ملعونون.{{بحاجة إلى مصدر}}


'''الآية الثلاثة:''' {{قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}}.<ref>الحجرات: 2 - 3.</ref>
'''الآية الثلاثة:''' {{قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}}.<ref>الحجرات: 2 - 3.</ref>


نزلت هذه الآيات في [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] و [[عمر بن الخطاب]] عندما تجادلا ورفعا صوتهما فوق صوت النبيّ(ص) وتجاهرا له(ص) بالقول، <ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 171-172.</ref> فأنزل الله هذه الآيات التي ينهى فيها عن رفع الصوت بحضور [[النبي الأعظم|النبيّ]](ص) وعدم التكلّم معه بالطريقة التي يتكلم بها عادة  عموم المسلمين مع أقرانهم، وجعل هذا الفعل من الأفعال المُحبطة للأعمال، ثمّ وضّح أنّ المغفرة والأجر العظيم خاصٌ بالذين يغضّون أصواتهم عند [[النبي الأعظم|النبيّ]](ص) وهم الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى، لا أنّهما متعلّقين بالذين يرفعون أصواتهم فوق صوت [[النبي الأكرم|النبيّ]](ص).{{بحاجة لمصدر}}
نزلت هذه الآيات في [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] و [[عمر بن الخطاب]] عندما تجادلا ورفعا صوتهما فوق صوت النبيّ(ص) وتجاهرا له(ص) بالقول، <ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 171-172.</ref> فأنزل الله هذه الآيات التي ينهى فيها عن رفع الصوت بحضور [[النبي الأعظم|النبيّ]](ص) وعدم التكلّم معه بالطريقة التي يتكلم بها عادة  عموم المسلمين مع أقرانهم، وجعل هذا الفعل من الأفعال المُحبطة للأعمال، ثمّ وضّح أنّ المغفرة والأجر العظيم خاصٌ بالذين يغضّون أصواتهم عند [[النبي الأعظم|النبيّ]](ص) وهم الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى، لا أنّهما متعلّقين بالذين يرفعون أصواتهم فوق صوت [[النبي الأكرم|النبيّ]](ص).{{بحاجة إلى مصدر}}


فهذه الآيات دالّة على أنّ بعض [[أصحاب النبي|أصحاب النبيّ]] (ص) قد فعلوا أفعالاً تؤدّي إلى درجة إحباط عمل الفرد.{{بحاجة لمصدر}}
فهذه الآيات دالّة على أنّ بعض [[أصحاب النبي|أصحاب النبيّ]] (ص) قد فعلوا أفعالاً تؤدّي إلى درجة إحباط عمل الفرد.{{بحاجة إلى مصدر}}


'''الآية الرابعة:''' {{قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}}.<ref>الحجرات: 11.</ref>
'''الآية الرابعة:''' {{قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}}.<ref>الحجرات: 11.</ref>
سطر ١٥٦: سطر ١٥٥:
نزلت هذه الآية باتفاق [[الشيعة]] و [[أهل السنة والجماعة|السنّة]] في [[أصحاب النبي|أصحاب النبيّ]]  [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} من [[المهاجرون|المهاجرين]] و [[الأنصار]]، حيث أنّ [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) كان يخطب في [[صلاة الجمعة]] [[المسلم|بالمسلمين]] في [[المدينة]]، وجاءت قافلة تجارية لدحية بن خليفة الكلبي من [[الشام]] ودُقّة الطبول إعلانًا بقدومها، وحين سماع [[أصحاب النبي]] (ص) لأصوات قرع الطبول  ثار كل من في [[المسجد النبوي |المسجد]] وهاجت نفوسهم بحيث تركَ أكثرهم [[رسول الله]] (ص) قائمًا يخطب وانصرفوا نحو القافلة، وكما تخبر الروايات، لم يبق مع [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) إلاّ اثنى عشر نفرا.<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 189.؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 288-289.</ref>
نزلت هذه الآية باتفاق [[الشيعة]] و [[أهل السنة والجماعة|السنّة]] في [[أصحاب النبي|أصحاب النبيّ]]  [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} من [[المهاجرون|المهاجرين]] و [[الأنصار]]، حيث أنّ [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) كان يخطب في [[صلاة الجمعة]] [[المسلم|بالمسلمين]] في [[المدينة]]، وجاءت قافلة تجارية لدحية بن خليفة الكلبي من [[الشام]] ودُقّة الطبول إعلانًا بقدومها، وحين سماع [[أصحاب النبي]] (ص) لأصوات قرع الطبول  ثار كل من في [[المسجد النبوي |المسجد]] وهاجت نفوسهم بحيث تركَ أكثرهم [[رسول الله]] (ص) قائمًا يخطب وانصرفوا نحو القافلة، وكما تخبر الروايات، لم يبق مع [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) إلاّ اثنى عشر نفرا.<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 189.؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 19، ص 288-289.</ref>


فهذه الآية كاشفة عن حال جُملة كبيرة مِمَن يُعتبرون من [[أصحاب النبي|أصحاب النبيّ]](ص).{{بحاجة لمصدر}}
فهذه الآية كاشفة عن حال جُملة كبيرة مِمَن يُعتبرون من [[أصحاب النبي|أصحاب النبيّ]](ص).{{بحاجة إلى مصدر}}


== الصحابة في الروايات ==
== الصحابة في الروايات ==
سطر ١٩٥: سطر ١٩٤:
===منع النبيّ (ص) عن وصيته ===
===منع النبيّ (ص) عن وصيته ===


أخرج البخاري في صحيحه عن [[عبد الله بن عباس|ابن عبّاس]] ثلاث روايات عن [[رزية يوم الخميس |رزية يوم الخميس]]، ومفادها أنّ [[النبي الأكرم|النّبيّ]] (ص) وقبل رحيله عن الدنيا بأيّام، وعندما كان في فراش الموت طلب من أصحابه الحاضرين عنده، أن يناوِلونه كتَابًا  [ وَرَقَة ] ودواة [ قَلَم ] ليَكتُب لهم كتابًا لن يضلوا بعده أبدًا، غير أنّ [[عمر بن الخطاب]] والبعضُ مِمَن معه رفضوا ذالك وقالوا لدينا كتاب الله حسبنا كتاب الله، بل واتهموا [[رسول الله]] (ص) بأنّه ليس في كامل قواه العقلية بسبب  أنّ الوجع قد غلب عليه، وفي رواية أخرى قال [[عمر بن الخطاب|عمر]] ومن معه أنّ [[رسول الله]]  (ص) قد هَجَر أو يَهْجُر [ بمعنى يَهْذِي ]، وقال جَمَاعَةٌ أخرى قدّموا [[رسول الله|لرسول الله]] (ص) ما يريد، فتنازعوا في ما بينهم وتعالت الأصوت في محضر [[النبي الأعظم|النّبيّ]] (ص) وهو محرّم بل كبيرة يُحْبَطُ معها جميع أعمال [[المسلم]] بنصّ [[القرآن الكريم|القرآن]] {{قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ...}}<ref>الحجرات: 1 - 3.</ref>، ممّا دفع بالرسول(ص) إلى طردهم من عِنْدِه، قائلاً: أنّه لا يجوز التنازع والجِدال بمحضر [[النبي الأعظم|النبي]] (ص)، وقال (ص): أنّ مافيه أنا من وجع خير ممّا تصفونني به.{{بحاجة لمصدر}}
أخرج البخاري في صحيحه عن [[عبد الله بن عباس|ابن عبّاس]] ثلاث روايات عن [[رزية يوم الخميس |رزية يوم الخميس]]، ومفادها أنّ [[النبي الأكرم|النّبيّ]] (ص) وقبل رحيله عن الدنيا بأيّام، وعندما كان في فراش الموت طلب من أصحابه الحاضرين عنده، أن يناوِلونه كتَابًا  [ وَرَقَة ] ودواة [ قَلَم ] ليَكتُب لهم كتابًا لن يضلوا بعده أبدًا، غير أنّ [[عمر بن الخطاب]] والبعضُ مِمَن معه رفضوا ذالك وقالوا لدينا كتاب الله حسبنا كتاب الله، بل واتهموا [[رسول الله]] (ص) بأنّه ليس في كامل قواه العقلية بسبب  أنّ الوجع قد غلب عليه، وفي رواية أخرى قال [[عمر بن الخطاب|عمر]] ومن معه أنّ [[رسول الله]]  (ص) قد هَجَر أو يَهْجُر [ بمعنى يَهْذِي ]، وقال جَمَاعَةٌ أخرى قدّموا [[رسول الله|لرسول الله]] (ص) ما يريد، فتنازعوا في ما بينهم وتعالت الأصوت في محضر [[النبي الأعظم|النّبيّ]] (ص) وهو محرّم بل كبيرة يُحْبَطُ معها جميع أعمال [[المسلم]] بنصّ [[القرآن الكريم|القرآن]] {{قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ...}}<ref>الحجرات: 1 - 3.</ref>، ممّا دفع بالرسول(ص) إلى طردهم من عِنْدِه، قائلاً: أنّه لا يجوز التنازع والجِدال بمحضر [[النبي الأعظم|النبي]] (ص)، وقال (ص): أنّ مافيه أنا من وجع خير ممّا تصفونني به.{{بحاجة إلى مصدر}}
*«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: '''لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُومُوا، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ'''».<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 39.</ref>
*«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: '''لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُومُوا، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ'''».<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 39.</ref>


===خالد بن الوليد وقتله للأبرياء ===
===خالد بن الوليد وقتله للأبرياء ===


[[خالد بن الوليد]] ومن معه يعصون أمر [[رسول الله]](ص) فيغدرون [[بنو جذيمة|ببني جُذَيمة]] ثمّ يقتلون منهم خلقًا كثيرًا بغير وجه حق، لا لشيء إلاّ لأجل ثأرٍ قديم من زمن [[الجاهلية]]، وهو أنّ بني جُذيمة قتلوا في زمن الجاهلية عمّ خالد بن الوليد، وهذا الفعل هزّ فؤاد  [[النبي (ص)|النبيّ]](ص) حتّى رفع يده للسماء وأعْلن براءته للّه من فعل خالد ومن معه، ثمّ أرسل [[الإمام علي بن أبي طالب]] {{ع}} بالمال لبني جُذَيمة فدفع لهم دية الدماء التي سفكها خالد ومَن معه.{{بحاجة لمصدر}}
[[خالد بن الوليد]] ومن معه يعصون أمر [[رسول الله]](ص) فيغدرون [[بنو جذيمة|ببني جُذَيمة]] ثمّ يقتلون منهم خلقًا كثيرًا بغير وجه حق، لا لشيء إلاّ لأجل ثأرٍ قديم من زمن [[الجاهلية]]، وهو أنّ بني جُذيمة قتلوا في زمن الجاهلية عمّ خالد بن الوليد، وهذا الفعل هزّ فؤاد  [[النبي (ص)|النبيّ]](ص) حتّى رفع يده للسماء وأعْلن براءته للّه من فعل خالد ومن معه، ثمّ أرسل [[الإمام علي بن أبي طالب]] {{ع}} بالمال لبني جُذَيمة فدفع لهم دية الدماء التي سفكها خالد ومَن معه.{{بحاجة إلى مصدر}}
*«حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: '''بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ مَكَّةَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ دَاعِيًا وَلَمْ يَبْعَثْهُ مُقَاتِلا، وَمَعَهُ قَبَائِلُ مِنَ الْعَرَبِ سُلَيْمٌ وَمِدْلَجٌ وَقَبَائِلُ مِنْ غَيْرِهِمْ، فَلَمَّا نَزَلُوا عَلَى الْغُمَيْصَاءِ وَهِيَ مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِي جُذَيْمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ، وَكَانَتْ بَنُو جُذَيْمَةَ قَدْ أَصَابُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَوْفَ بْنَ عَوْفٍ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالْفَاكِهَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَا أَقْبَلا تَاجِرَيْنِ مِنَ الْيَمَنِ حَتَّى إِذَا نَزَلا بِهِمْ قَتَلُوهُمَا وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمَا. فَلَمَّا كَانَ الإِسْلامُ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، سَارَ حَتَّى نَزَلَ ذَلِكَ الْمَاءَ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ أَخَذُوا السِّلاحَ، فَقَالَ لَهُمْ خَالِدٌ: ضَعُوا السِّلاحَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَسْلَمُوا'''.{{بحاجة لمصدر}}
*«حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: '''بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ مَكَّةَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ دَاعِيًا وَلَمْ يَبْعَثْهُ مُقَاتِلا، وَمَعَهُ قَبَائِلُ مِنَ الْعَرَبِ سُلَيْمٌ وَمِدْلَجٌ وَقَبَائِلُ مِنْ غَيْرِهِمْ، فَلَمَّا نَزَلُوا عَلَى الْغُمَيْصَاءِ وَهِيَ مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِي جُذَيْمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ، وَكَانَتْ بَنُو جُذَيْمَةَ قَدْ أَصَابُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَوْفَ بْنَ عَوْفٍ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالْفَاكِهَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَا أَقْبَلا تَاجِرَيْنِ مِنَ الْيَمَنِ حَتَّى إِذَا نَزَلا بِهِمْ قَتَلُوهُمَا وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمَا. فَلَمَّا كَانَ الإِسْلامُ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، سَارَ حَتَّى نَزَلَ ذَلِكَ الْمَاءَ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ أَخَذُوا السِّلاحَ، فَقَالَ لَهُمْ خَالِدٌ: ضَعُوا السِّلاحَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَسْلَمُوا'''.{{بحاجة إلى مصدر}}




سطر ٢٠٧: سطر ٢٠٦:


=== حروب الصحابة في ما بينهم ===
=== حروب الصحابة في ما بينهم ===
كما أيضًا وقعت جُمْلَة من المواجهات بين الطبقة الأولى من [[المسلم|المسلمين]]، وخاصة مِمَن  يُعتبرون من [[صحابة]] [[رسول الله]] (ص)، فسبوا وشتموا بعضهم بعضًا، وكفّروا بعضهم بعضًا، وكذلك قتلوا بعضهم بعضًا، وسُبيت في هذه المواجهات النساء، وأحرقت البيوت والخيم، إلاّ أنّ [[الشيعة]] وفي قراءتها لهذه الحوادث، تتمسّك بحقيقة أنّه لابدَّ أن يكون أحد الأطراف المُتَوَاجِهَة والمُتَقَاتِلَة مع الحقّ، والأخرى مع الباطل وبالتالي حسابها عند الله سيكون عسيرًَا وشديدًا،{{بحاجة لمصدر}} ومن هذه المواجهات والحروب:
كما أيضًا وقعت جُمْلَة من المواجهات بين الطبقة الأولى من [[المسلم|المسلمين]]، وخاصة مِمَن  يُعتبرون من [[صحابة]] [[رسول الله]] (ص)، فسبوا وشتموا بعضهم بعضًا، وكفّروا بعضهم بعضًا، وكذلك قتلوا بعضهم بعضًا، وسُبيت في هذه المواجهات النساء، وأحرقت البيوت والخيم، إلاّ أنّ [[الشيعة]] وفي قراءتها لهذه الحوادث، تتمسّك بحقيقة أنّه لابدَّ أن يكون أحد الأطراف المُتَوَاجِهَة والمُتَقَاتِلَة مع الحقّ، والأخرى مع الباطل وبالتالي حسابها عند الله سيكون عسيرًَا وشديدًا،{{بحاجة إلى مصدر}} ومن هذه المواجهات والحروب:
====قتل مالك بن النويرة وقبيلته ====
====قتل مالك بن النويرة وقبيلته ====
{{مفصلة|خالد بن الوليد|مالك بن النويرة}}
{{مفصلة|خالد بن الوليد|مالك بن النويرة}}
سطر ٢١٨: سطر ٢١٧:
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}


مع العلم أن مالك بن النويرة هو مَنْ عَيَّنه [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) في حياته عاملاً له في جَمْعِ زَكَاةِ قَوْمِهِ، وعندما بلغ المسير بخالد بن الوليد ومَن معه إلى حيث يقيم مالك بن النويرة وقبيلته في البطحاء، غدر بهم بعد أن استأمنوه، ثم قطع رأس مالك وجعله مع حجرين ثمّ طبخ عليهم قدرًا وأكل منه ليُرْهِبَ بذالك غيره كما يبرّر بعضهم، واغتصب زوجته في نفس اليوم الذي قتله فيه، وهذا ما دفع بأبو قتادة الأنصاري أن يحلف بأن لا يقاتل بعد تلك الحادثة تحت راية خالد بن الوليد، وكذلك دفع عمر بن الخطاب بأن يطلب من أبوبكر أن يعزل خالد، غير أنّ أبو بكر برّر لخالد هذه الفعلة وقال أنّه اجتهد في ما فَعَلْ.{{بحاجة لمصدر}}  
مع العلم أن مالك بن النويرة هو مَنْ عَيَّنه [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) في حياته عاملاً له في جَمْعِ زَكَاةِ قَوْمِهِ، وعندما بلغ المسير بخالد بن الوليد ومَن معه إلى حيث يقيم مالك بن النويرة وقبيلته في البطحاء، غدر بهم بعد أن استأمنوه، ثم قطع رأس مالك وجعله مع حجرين ثمّ طبخ عليهم قدرًا وأكل منه ليُرْهِبَ بذالك غيره كما يبرّر بعضهم، واغتصب زوجته في نفس اليوم الذي قتله فيه، وهذا ما دفع بأبو قتادة الأنصاري أن يحلف بأن لا يقاتل بعد تلك الحادثة تحت راية خالد بن الوليد، وكذلك دفع عمر بن الخطاب بأن يطلب من أبوبكر أن يعزل خالد، غير أنّ أبو بكر برّر لخالد هذه الفعلة وقال أنّه اجتهد في ما فَعَلْ.{{بحاجة إلى مصدر}}  


: «'''ذكر ذالك ابن سعد عن الواقديّ بسند له منقطع، فقتله ضرارُ بن الأزورِ الأسديّ صَبْرًا بأمر من خالد بن الوليد بعد فراغه من قتال الرّدّة، ثم خلف خالد على زوجته، فقدم أخوه مُتمِّمُ  بن نُويرة على أبي بكر، فأنشده مرثية أخيه، وناشده في دمه وفي سَبيهم، فردّ أبو بكر السَّبْيَ'''.
: «'''ذكر ذالك ابن سعد عن الواقديّ بسند له منقطع، فقتله ضرارُ بن الأزورِ الأسديّ صَبْرًا بأمر من خالد بن الوليد بعد فراغه من قتال الرّدّة، ثم خلف خالد على زوجته، فقدم أخوه مُتمِّمُ  بن نُويرة على أبي بكر، فأنشده مرثية أخيه، وناشده في دمه وفي سَبيهم، فردّ أبو بكر السَّبْيَ'''.
سطر ٢٤٢: سطر ٢٤١:
فطلحة والزبير وبعد أن بايعا [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) طَمعًا في أن يمكّنهما مِنْ إحدى الولايات، نَكَثَا بيعتهما.<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 4، ص 509.؛ المسعودي، مروج الذهب، ، ج 2، ص 282.</ref>
فطلحة والزبير وبعد أن بايعا [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) طَمعًا في أن يمكّنهما مِنْ إحدى الولايات، نَكَثَا بيعتهما.<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 4، ص 509.؛ المسعودي، مروج الذهب، ، ج 2، ص 282.</ref>
                  
                  
بسبب أنّ [[الإمام علي]] (ع) لم يمكّنهما من أي منصبٍ، بل ما فعله معهما هو أنّه قطع عليهما ماكان يُقَدّمَه مَنْ سَبِقَهُ من خراج لهما، وأراد محاسبتهما في ما يملكان.{{بحاجة لمصدر}}
بسبب أنّ [[الإمام علي]] (ع) لم يمكّنهما من أي منصبٍ، بل ما فعله معهما هو أنّه قطع عليهما ماكان يُقَدّمَه مَنْ سَبِقَهُ من خراج لهما، وأراد محاسبتهما في ما يملكان.{{بحاجة إلى مصدر}}


وبعد أن نَكَثَا بيعتهما حرّضا [[عائشة بنت أبي بكر]] لتكون في صفهما، وجيَّشوا النّاس ضد [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع)، حتّى ضلّ معهم قوم كثير، ثمّ توجّهوا به إلى [[العراق]] لمحاربة [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع)،<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 297.</ref> وعند مرورهم [[البصرة|بالبصرة]] غدروا بوالي [[الإمام علي]] (ع) بالبصرة  الصحابي الجليل «[[عثمان بن حنيف]]»، فعذّبوه بِنَتْفِ شعر رأسه ولحيته وكذلك شعر جفونه وحاجبيه،<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص322، رقم الترجمة 61.</ref> وقتلوا أكثر من سبعين رجلٍ غير الجرحى من حرّاس [[بيت المال]]، ومن السبعين قتلوا خمسين رجلاً من خلال قطعِ رؤوسهم بعد أن أسروهم، منهم الصحابي «[[حكيم بن جبلة العبدي]]».<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 280.</ref>
وبعد أن نَكَثَا بيعتهما حرّضا [[عائشة بنت أبي بكر]] لتكون في صفهما، وجيَّشوا النّاس ضد [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع)، حتّى ضلّ معهم قوم كثير، ثمّ توجّهوا به إلى [[العراق]] لمحاربة [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع)،<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 297.</ref> وعند مرورهم [[البصرة|بالبصرة]] غدروا بوالي [[الإمام علي]] (ع) بالبصرة  الصحابي الجليل «[[عثمان بن حنيف]]»، فعذّبوه بِنَتْفِ شعر رأسه ولحيته وكذلك شعر جفونه وحاجبيه،<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص322، رقم الترجمة 61.</ref> وقتلوا أكثر من سبعين رجلٍ غير الجرحى من حرّاس [[بيت المال]]، ومن السبعين قتلوا خمسين رجلاً من خلال قطعِ رؤوسهم بعد أن أسروهم، منهم الصحابي «[[حكيم بن جبلة العبدي]]».<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 280.</ref>
سطر ٢٦٥: سطر ٢٦٤:
*[[حجر بن عدي|حجر بن عديّ]]
*[[حجر بن عدي|حجر بن عديّ]]
*[[سهل بن حنيف]]
*[[سهل بن حنيف]]
*[[محمد بن أبي بكر|محمّد بن أبي بكر]] أخو [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول]] (ص).{{بحاجة لمصدر}}
*[[محمد بن أبي بكر|محمّد بن أبي بكر]] أخو [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول]] (ص).{{بحاجة إلى مصدر}}
{{Div col end}}
{{Div col end}}


سطر ٢٧٤: سطر ٢٧٣:
*[[الزبير بن العوام]]
*[[الزبير بن العوام]]
*[[مروان بن الحكم]]
*[[مروان بن الحكم]]
*[[عبد الله بن الزبير بن العوام|عبد الله بن الزبير]]{{بحاجة لمصدر}}
*[[عبد الله بن الزبير بن العوام|عبد الله بن الزبير]]{{بحاجة إلى مصدر}}
{{Div col end}}
{{Div col end}}


سطر ٢٨٣: سطر ٢٨٢:
وسبب المعركة هو أنّه وبعد أن [[البيعة |بايع]] المسلمين [[الإمام علي]] (ع) [[الخلافة|خليفةً]] لهم، رفض معاوية الذي كان واليًا على [[الشام]] من زمن [[الخلافة|خلافة]] [[عثمان بن عفان]]، أن يبايع [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع)، بل ورفض أن يسلّمه بلاد الشام رافعًا قميص [[عثمان بن عفان]] المُلطَّخ بالدماء في المنابر لمدّة طويلة، طلبًا بدم عثمان بن عفّان من [[الإمام علي]] (ع) وأصحابه.<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 4، ص 561-563.</ref>
وسبب المعركة هو أنّه وبعد أن [[البيعة |بايع]] المسلمين [[الإمام علي]] (ع) [[الخلافة|خليفةً]] لهم، رفض معاوية الذي كان واليًا على [[الشام]] من زمن [[الخلافة|خلافة]] [[عثمان بن عفان]]، أن يبايع [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع)، بل ورفض أن يسلّمه بلاد الشام رافعًا قميص [[عثمان بن عفان]] المُلطَّخ بالدماء في المنابر لمدّة طويلة، طلبًا بدم عثمان بن عفّان من [[الإمام علي]] (ع) وأصحابه.<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 4، ص 561-563.</ref>


فبعد أن راسل [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع) معاوية بِكُتبٍ كثيرة، يَطلب فيها منه الدخول في [[البيعة]] مع [[المسلم|المسلمين]] وتسليم ولاية [[الشام]] [[عبد الله بن العباس|لعبد الله بن العبّاس]]، ومع تعنُّت معاوية وتمسّكه بولاية الشام<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 4، ص 573- 575.</ref>، قَادَ [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع) جيشًا من أهل [[العراق |العراق]] و [[مكة المكرمة|مكّة]] و [[المدينة المنورة|المدينة]] و [[مصر]] إلى [[الشام|الشّام]]، لعزل [[معاوية بن أبي سفيان]] وادخال الشام ضمن حكومته الإسلامية،<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 4، ص 563.؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، 65 - 89.</ref> وكذلك أعدّ معاوية بِمَعُونَةٍ من داهية العرب [[عمرو بن العاص]] جيشًا من أهل الشام،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 163.</ref> وتواجهَا في منطقة صفين حيث تقع اليوم مدينة الرّقة السورية على نهر الفرات، ووقعت مواجهة شرسة مات فيها الألوف من البشر.{{بحاجة لمصدر}}
فبعد أن راسل [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع) معاوية بِكُتبٍ كثيرة، يَطلب فيها منه الدخول في [[البيعة]] مع [[المسلم|المسلمين]] وتسليم ولاية [[الشام]] [[عبد الله بن العباس|لعبد الله بن العبّاس]]، ومع تعنُّت معاوية وتمسّكه بولاية الشام<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 4، ص 573- 575.</ref>، قَادَ [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع) جيشًا من أهل [[العراق |العراق]] و [[مكة المكرمة|مكّة]] و [[المدينة المنورة|المدينة]] و [[مصر]] إلى [[الشام|الشّام]]، لعزل [[معاوية بن أبي سفيان]] وادخال الشام ضمن حكومته الإسلامية،<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 4، ص 563.؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، 65 - 89.</ref> وكذلك أعدّ معاوية بِمَعُونَةٍ من داهية العرب [[عمرو بن العاص]] جيشًا من أهل الشام،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 163.</ref> وتواجهَا في منطقة صفين حيث تقع اليوم مدينة الرّقة السورية على نهر الفرات، ووقعت مواجهة شرسة مات فيها الألوف من البشر.{{بحاجة إلى مصدر}}


وعندما كادت الحرب أن تنتهي بنصر [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع)، قام [[عمرو بن العاص]] بِخُدعته التي عرفت بـــ «[[رفع المصاحف]]» ممّا سبّب ذالك بتراجع قسم كبير من جيش [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع)، ورفضوا أمر [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع) بمواصلة القتال مُنَبِّهًا إياهم أنّها خدعة ترمي لافشال الإنتصار.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 303- 304.؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ص 1149 - 1151.</ref>
وعندما كادت الحرب أن تنتهي بنصر [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع)، قام [[عمرو بن العاص]] بِخُدعته التي عرفت بـــ «[[رفع المصاحف]]» ممّا سبّب ذالك بتراجع قسم كبير من جيش [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع)، ورفضوا أمر [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع) بمواصلة القتال مُنَبِّهًا إياهم أنّها خدعة ترمي لافشال الإنتصار.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 303- 304.؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ص 1149 - 1151.</ref>


ومع رفض قسم كبير من جيش [[الإمام علي]] (ع) مواصلة القتال، وهم الذين عرفوا بعد ذالك [[الخوارج|بالخوارج]]، دعى [[معاوية بن أبي سفيان]] بإيعاز من [[عمرو بالعاص]] أن يتم انتخاب فرد من كلا الطرفين، وينزلوا عند ما يقرّرانه، فاختار معاوية عمرو بالعاص وفرض وجهاء أهل الكوفة الذين عرفوا بعد ذالك بالخوارج «[[أبو موسى الأشعري]]» على أن يمثّل جيش [[الإمام علي]] (ع)، وأطلق على تلك الحادثة بـــــ «[[التحكيم|حادثة التحكيم]]».{{بحاجة لمصدر}}
ومع رفض قسم كبير من جيش [[الإمام علي]] (ع) مواصلة القتال، وهم الذين عرفوا بعد ذالك [[الخوارج|بالخوارج]]، دعى [[معاوية بن أبي سفيان]] بإيعاز من [[عمرو بالعاص]] أن يتم انتخاب فرد من كلا الطرفين، وينزلوا عند ما يقرّرانه، فاختار معاوية عمرو بالعاص وفرض وجهاء أهل الكوفة الذين عرفوا بعد ذالك بالخوارج «[[أبو موسى الأشعري]]» على أن يمثّل جيش [[الإمام علي]] (ع)، وأطلق على تلك الحادثة بـــــ «[[التحكيم|حادثة التحكيم]]».{{بحاجة إلى مصدر}}


فخدع [[عمرو بن العاص]] [[أبو موسى الأشعري]]، وذالك تمّ بعد أن اتفقا الإثنان بأن يخرجا على النّاس ويقولا بأنّهما قرّرا خَلْعَ [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع) ومعاوية معًا، وبخُبثٍ ودهاء طلب عمرو من أبو موسى أن يتقدم في الكلام لكونه أكبر سنًّا وجاهًا، وبعد أن تحدّث أبو موسى بما اتّفقا عليه وهو خلع الإثنين، صعد عمرو المنبر وقال: إنني أخلع [[علي بن أبي طالب]] (ع) كما خلعه أبو موسى، ولكن أُثَبِّتُ معاوية بن أبي سفيان  على الخلافة، ووقعت الخديعة الكبرى.<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 5، ص 67 - 71.؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 2 ص 307- 311.؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 205 - 211.؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 117 -121.؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 90-91.</ref>
فخدع [[عمرو بن العاص]] [[أبو موسى الأشعري]]، وذالك تمّ بعد أن اتفقا الإثنان بأن يخرجا على النّاس ويقولا بأنّهما قرّرا خَلْعَ [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] (ع) ومعاوية معًا، وبخُبثٍ ودهاء طلب عمرو من أبو موسى أن يتقدم في الكلام لكونه أكبر سنًّا وجاهًا، وبعد أن تحدّث أبو موسى بما اتّفقا عليه وهو خلع الإثنين، صعد عمرو المنبر وقال: إنني أخلع [[علي بن أبي طالب]] (ع) كما خلعه أبو موسى، ولكن أُثَبِّتُ معاوية بن أبي سفيان  على الخلافة، ووقعت الخديعة الكبرى.<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 5، ص 67 - 71.؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 2 ص 307- 311.؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 205 - 211.؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 117 -121.؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 90-91.</ref>
سطر ٣٠٨: سطر ٣٠٧:
*[[يعلى بن أمية]]
*[[يعلى بن أمية]]
*[[جندب بن زهير الأزدي|جندب بن زهير الأزدي الغامدي]]
*[[جندب بن زهير الأزدي|جندب بن زهير الأزدي الغامدي]]
*[[حجر بن عدي]]{{بحاجة لمصدر}}
*[[حجر بن عدي]]{{بحاجة إلى مصدر}}
{{Div col end}}
{{Div col end}}


سطر ٣٢٢: سطر ٣٢١:
*[[حبيب بن مسلمة]]
*[[حبيب بن مسلمة]]
*[[ذو الكلاع الحميري]]
*[[ذو الكلاع الحميري]]
*[[بسر بن أرطاة|بسر بن أرطاة]] (هناك تردّد في صحبته){{بحاجة لمصدر}}
*[[بسر بن أرطاة|بسر بن أرطاة]] (هناك تردّد في صحبته){{بحاجة إلى مصدر}}
{{Div col end}}
{{Div col end}}


سطر ٣٣٢: سطر ٣٣١:


وبعد أن خَدَعَ عمرو بن العاص - الذي كان يمثل معاوية بن أبي سفيان - [[أبو موسى الأشعري]] - الذي فرضه الطالبون للتحكيم ليكون ممثلًا عن الجيش الذي يقوده [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي بن أبي طالب (ع)]]، الذي أراد أن يوكّل [[عبد الله بن عباس|عبد الله بن العبّاس]] -،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 205-206-207.؛
وبعد أن خَدَعَ عمرو بن العاص - الذي كان يمثل معاوية بن أبي سفيان - [[أبو موسى الأشعري]] - الذي فرضه الطالبون للتحكيم ليكون ممثلًا عن الجيش الذي يقوده [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي بن أبي طالب (ع)]]، الذي أراد أن يوكّل [[عبد الله بن عباس|عبد الله بن العبّاس]] -،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 205-206-207.؛
المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 304.؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ص 1151.</ref> خرج مجموعة كبيرة مِمَّن كان مع [[الإمام علي (ع)]] وأعلنوا البراء من معاوية بن أبي سفيان ومِن الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ورفعوا شعار «لا حُكْمَ إلاَّ لله»، وكان من هؤلاء صحابة [[حفاظ القرآن|حفاظ للقرآن]].{{بحاجة لمصدر}}
المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 304.؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ص 1151.</ref> خرج مجموعة كبيرة مِمَّن كان مع [[الإمام علي (ع)]] وأعلنوا البراء من معاوية بن أبي سفيان ومِن الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ورفعوا شعار «لا حُكْمَ إلاَّ لله»، وكان من هؤلاء صحابة [[حفاظ القرآن|حفاظ للقرآن]].{{بحاجة إلى مصدر}}


وبعد أن اعتزل وخرج هؤلاء القوم عن [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي بن أبي طالب (ع)]]، تركهم  ولم يمنعهم عن [[المسجد|المساجد]]، وعندما أعدموا الصحابي «[[عبد الله بن خباب بن الأرت]]» وبقروا بَطنَ زوجته الحامل،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ،  ج 3، ص 218.؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 2 ص 314.</ref> أَعَدَّ لهم [[الإمام علي (ع)]] جيشًا وتوجَّه به إليهم، ثمّ قامت الحرب فانتصر [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي بن أبي طالب (ع)]]، ولم ينجُ من الخوارج إلاّ قِلَّةٌ قَليلة قد تمكّنت مِنَ الهروب أثناء القتال، ومِنْ أشهرهم «[[عبد الرحمن بن ملجم المرادي|عبد الرحمان بن ملجم]]» الذي قتل [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع).{{بحاجة لمصدر}}
وبعد أن اعتزل وخرج هؤلاء القوم عن [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي بن أبي طالب (ع)]]، تركهم  ولم يمنعهم عن [[المسجد|المساجد]]، وعندما أعدموا الصحابي «[[عبد الله بن خباب بن الأرت]]» وبقروا بَطنَ زوجته الحامل،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ،  ج 3، ص 218.؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 2 ص 314.</ref> أَعَدَّ لهم [[الإمام علي (ع)]] جيشًا وتوجَّه به إليهم، ثمّ قامت الحرب فانتصر [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي بن أبي طالب (ع)]]، ولم ينجُ من الخوارج إلاّ قِلَّةٌ قَليلة قد تمكّنت مِنَ الهروب أثناء القتال، ومِنْ أشهرهم «[[عبد الرحمن بن ملجم المرادي|عبد الرحمان بن ملجم]]» الذي قتل [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع).{{بحاجة إلى مصدر}}


*'''أبرز الصحابة الذين شاركوا فيها:'''
*'''أبرز الصحابة الذين شاركوا فيها:'''
سطر ٣٥٩: سطر ٣٥٨:
== عدالة كل أصحاب النّبيّ (ص) ==
== عدالة كل أصحاب النّبيّ (ص) ==
{{مفصلة|عدالة الصحابة}}
{{مفصلة|عدالة الصحابة}}
وقع الخلاف بين أعلام [[أهل السنة|أهل السنّة]] أولا، وبين [[الشيعة]] وأهل السنّة ثانيا، في خصوص الحُكم بعدالة كل [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] [[النبي محمد|محمد]] {{صل}}، فذهب مشهور أعلام أهل السنّة إلى القول [[عدالة الصحابة|بعدالة كل أصحاب رسول الله]] (ص)، سواء كان هذا الصحابيّ مِمَن لازم وعاشر [[النبي الأكرم]] (ص) أو كان قد رآه ولو لمرّة واحدة أو فقط روى عنه رواية واحدة، بينما اتّفقت الشيعة وبعض أعلام أهل السنّة بعدم الحُكم [[العدالة|بعدالة]] كلّ [[أصحاب النبي]] (ص) مع تفاوةٍ في الأراء بين [[الشيعة]] والبعض من أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]].{{بحاجة لمصدر}}
وقع الخلاف بين أعلام [[أهل السنة|أهل السنّة]] أولا، وبين [[الشيعة]] وأهل السنّة ثانيا، في خصوص الحُكم بعدالة كل [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] [[النبي محمد|محمد]] {{صل}}، فذهب مشهور أعلام أهل السنّة إلى القول [[عدالة الصحابة|بعدالة كل أصحاب رسول الله]] (ص)، سواء كان هذا الصحابيّ مِمَن لازم وعاشر [[النبي الأكرم]] (ص) أو كان قد رآه ولو لمرّة واحدة أو فقط روى عنه رواية واحدة، بينما اتّفقت الشيعة وبعض أعلام أهل السنّة بعدم الحُكم [[العدالة|بعدالة]] كلّ [[أصحاب النبي]] (ص) مع تفاوةٍ في الأراء بين [[الشيعة]] والبعض من أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]].{{بحاجة إلى مصدر}}
===عند الشيعة ===
===عند الشيعة ===
ذهب [[الشيعة]] للقول بعدم عدالة كل [[الصحابة|الصحابة]]  سواء كانوا مِمَن رأو [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) لمرّة أو لازموه في الصُحبة، وذالك لأنّ الأفراد الذين عايشوا مرحلة حياة [[النبي محمد]] {{صل}} وعاصروه فيهم [[الشرك|المُشرك]] و [[الكفر|الكافر]] و [[النفاق|المنافق]] و [[الإسلام|المسلم]] و [[الإيمان|المؤمن]] و [[المعصية|العاصي]] ومرتكب الكبيرة وقاتل النّفس بغير وجه حقٍّ.{{بحاجة لمصدر}}
ذهب [[الشيعة]] للقول بعدم عدالة كل [[الصحابة|الصحابة]]  سواء كانوا مِمَن رأو [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) لمرّة أو لازموه في الصُحبة، وذالك لأنّ الأفراد الذين عايشوا مرحلة حياة [[النبي محمد]] {{صل}} وعاصروه فيهم [[الشرك|المُشرك]] و [[الكفر|الكافر]] و [[النفاق|المنافق]] و [[الإسلام|المسلم]] و [[الإيمان|المؤمن]] و [[المعصية|العاصي]] ومرتكب الكبيرة وقاتل النّفس بغير وجه حقٍّ.{{بحاجة إلى مصدر}}


وعليه قالوا: أنّ مجرّد معاصرة [[النبي الأعظم|النبي]] (ص) أو رُؤْيَته أو [[الحديث]] معه أو الرواية عنه أو حتى ملازمته لا فضل فيهم، بل الضابطة التي يترتب عليها الفضل والتبجيل هي [[الإيمان]] بالله {{عز وجل}} و [[رسول الله|رسوله]] (ص) وكل ماجاء به [[النبي الأكرم|النبيّ الأكرم]] (ص) وأخبر عنه، والسير طبق ما تقتضيه التقوى والعمل الصالح في الدنيا إلى أن يتوافاه الله {{عز وجل}} فينتقل من هذه الدّنيا وهو على طريق الهداية والصلاح، وبالتالي فكلّ مَنْ  آمن بالله {{عز وجل}} ورسوله (ص)  وعمل صالحًا، ثمّ في آخر عمره انقلب على عاقبيه فحاد عن الصراط المستقيم، وفضل دنياه على آخرته، وارتكب ماحرّم الله وحرّم ما حلّل الله، وفعل ما اعتبره الإسلام كبيرة فقتل النّفس المؤمنة بدون حقّ، واستباح حُرُمات وأعراض المسلمين، هو فردٌ لا [[العدالة|عدالة]] له، ولا فضل له على أحد بل هو أشد دُنُوًا من غيره لخصوصية أنّه كان مع [[النبي الأكرم|صاحب الوحي]] (ص)، وكانت [[المعجزة|المعاجز]] والآيات تحصل أمام ناظريه، و[[الشيعة|للشيعة]]  في هذا الموقف  أدلّة كثيرة من [[القرآن الكريم|كتاب الله]] أولا، ومِن [[السنة النبوية|سنّة]] [[النبي المصطفى|نبيّه]] {{صل}}، وكذلك ما يَحْكُمْ ويقتضيه العقل البشري الذي جعله الله {{عز وجل}} حجّة على خلقه.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 113.</ref>
وعليه قالوا: أنّ مجرّد معاصرة [[النبي الأعظم|النبي]] (ص) أو رُؤْيَته أو [[الحديث]] معه أو الرواية عنه أو حتى ملازمته لا فضل فيهم، بل الضابطة التي يترتب عليها الفضل والتبجيل هي [[الإيمان]] بالله {{عز وجل}} و [[رسول الله|رسوله]] (ص) وكل ماجاء به [[النبي الأكرم|النبيّ الأكرم]] (ص) وأخبر عنه، والسير طبق ما تقتضيه التقوى والعمل الصالح في الدنيا إلى أن يتوافاه الله {{عز وجل}} فينتقل من هذه الدّنيا وهو على طريق الهداية والصلاح، وبالتالي فكلّ مَنْ  آمن بالله {{عز وجل}} ورسوله (ص)  وعمل صالحًا، ثمّ في آخر عمره انقلب على عاقبيه فحاد عن الصراط المستقيم، وفضل دنياه على آخرته، وارتكب ماحرّم الله وحرّم ما حلّل الله، وفعل ما اعتبره الإسلام كبيرة فقتل النّفس المؤمنة بدون حقّ، واستباح حُرُمات وأعراض المسلمين، هو فردٌ لا [[العدالة|عدالة]] له، ولا فضل له على أحد بل هو أشد دُنُوًا من غيره لخصوصية أنّه كان مع [[النبي الأكرم|صاحب الوحي]] (ص)، وكانت [[المعجزة|المعاجز]] والآيات تحصل أمام ناظريه، و[[الشيعة|للشيعة]]  في هذا الموقف  أدلّة كثيرة من [[القرآن الكريم|كتاب الله]] أولا، ومِن [[السنة النبوية|سنّة]] [[النبي المصطفى|نبيّه]] {{صل}}، وكذلك ما يَحْكُمْ ويقتضيه العقل البشري الذي جعله الله {{عز وجل}} حجّة على خلقه.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 113.</ref>


=== عند السنّة ===
=== عند السنّة ===
ذهب مشهور أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] إلى الحُكم [[العدالة|بعدالة]] كلّّ من يصدق عليه كونه [[الصحابة|صاحب لرسول الله]] (ص)، غير أنّ هناك مَن مِن أعلامهم  مَن خالف  هذا المشهور، وكذلك وقع بينهم اختلاف  في تحديد مَن يَصحُّ إطلاق لفظة الصاحب عليه ؟{{بحاجة لمصدر}}
ذهب مشهور أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] إلى الحُكم [[العدالة|بعدالة]] كلّّ من يصدق عليه كونه [[الصحابة|صاحب لرسول الله]] (ص)، غير أنّ هناك مَن مِن أعلامهم  مَن خالف  هذا المشهور، وكذلك وقع بينهم اختلاف  في تحديد مَن يَصحُّ إطلاق لفظة الصاحب عليه ؟{{بحاجة إلى مصدر}}
: '''فقال أهل الحديث:''' أنّ [[الصحابة|الصحابيّ]] هو كل مَن رأى [[النبي (ص)|النبيّ]] (ص) أو حدّث عنه [[الحديث|برواية]]، وبالتالي قالوا: أنّ كل من رأى [[الرسول الأكرم]] (ص) أو روى عنه رواية واحدة هو [[العدالة|عادل]] [[الوثاقة|ثقة]] لا يجب البحث عن حاله حين أخذ الرواية منه.
: '''فقال أهل الحديث:''' أنّ [[الصحابة|الصحابيّ]] هو كل مَن رأى [[النبي (ص)|النبيّ]] (ص) أو حدّث عنه [[الحديث|برواية]]، وبالتالي قالوا: أنّ كل من رأى [[الرسول الأكرم]] (ص) أو روى عنه رواية واحدة هو [[العدالة|عادل]] [[الوثاقة|ثقة]] لا يجب البحث عن حاله حين أخذ الرواية منه.
: '''وقال الأصوليون:''' أنّ الصحابيّ هو مَن لازم وعاشر [[النبي محمد|النبيّ محمد]] {{صل}} وبعضهم أضاف قيد «وأخذ العلم منه»، وعليه قالوا: أنّ كل من صاحب ولازم  [[النبي (ص)|النّبي]] (ص)  هو عادل ثقة لا يجب التحقيق في عدالته عند أخذ الرواية منه.{{بحاجة لمصدر}}
: '''وقال الأصوليون:''' أنّ الصحابيّ هو مَن لازم وعاشر [[النبي محمد|النبيّ محمد]] {{صل}} وبعضهم أضاف قيد «وأخذ العلم منه»، وعليه قالوا: أنّ كل من صاحب ولازم  [[النبي (ص)|النّبي]] (ص)  هو عادل ثقة لا يجب التحقيق في عدالته عند أخذ الرواية منه.{{بحاجة إلى مصدر}}


ويترتّب على الحُكم [[العدالة|بالعدالة]] لكلّ [[الصحابة]]، جُملة من الأحكام الأخرى:
ويترتّب على الحُكم [[العدالة|بالعدالة]] لكلّ [[الصحابة]]، جُملة من الأحكام الأخرى:
سطر ٤١٦: سطر ٤١٥:
تَبَنَّى السواد الأعظم من [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] رأيًا وموقفًا  نحو [[الصحابة|أصحاب رسول الله]] (ص) تَصِفُه [[الشيعة]]  [[الغلو|بالغلو]] البالغ حدّ التناقض، فأهل السنّة والجماعة رغم كونهم من الناحية النظرية لا يقولون [[العصمة|بعصمة]] [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] (ص)، والتي أيضًا ينفونها عن [[النبي الأعظم|النّبيّ الأعظم]] (ص)، إلاّ أنّهم ومن الناحية العملية  يضعونهم في مقام المعصوم الذي لا يخطئ، وإن أخطأ فخطأه مبرّر وغير قادحٍ في [[عدالة الصحابة|عدالته]].<ref>ابن الصلاح، مقدمة ابن الصلاح، ص 491.</ref>
تَبَنَّى السواد الأعظم من [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] رأيًا وموقفًا  نحو [[الصحابة|أصحاب رسول الله]] (ص) تَصِفُه [[الشيعة]]  [[الغلو|بالغلو]] البالغ حدّ التناقض، فأهل السنّة والجماعة رغم كونهم من الناحية النظرية لا يقولون [[العصمة|بعصمة]] [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] (ص)، والتي أيضًا ينفونها عن [[النبي الأعظم|النّبيّ الأعظم]] (ص)، إلاّ أنّهم ومن الناحية العملية  يضعونهم في مقام المعصوم الذي لا يخطئ، وإن أخطأ فخطأه مبرّر وغير قادحٍ في [[عدالة الصحابة|عدالته]].<ref>ابن الصلاح، مقدمة ابن الصلاح، ص 491.</ref>


كما أيضًا يرون لزوم تفضيل [[الصحابة]] وتقديسهم لدرجة أنّهم يوجبون الأخذ بكل ما يَرْوُونَهُ عن [[النبي الأعظم|النّبيّ]] (ص) بدون البحث عن صدقهم في ذلك،<ref>العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1، ص 23- 30.</ref> كما أنّهم يحافظون ويدافعون عن هذه القداسة مهما كانت درجة شناعة فعل الصحابيّ، فتراهم  يقدّسون لدرجة التَرَضِّي على الإمام «[[علي بن أبي طالب]] (ع)» في الوقت الذي يترضون فيه على «[[معاوية بن أبي سفيان]]»، وقد قامت حرب طويلة بينهما مات فيها الألوف من [[المسلم|المسلمين]]، منهم الكثير من الصحابة كـــ «[[عمار بن ياسر|عمّار بن ياسر]]» رضي الله عنه، بل وصل الأمر أن يترضوا على «[[معاوية بن أبي سفيان]]» القاتل، في الوقت الذي يترضون فيه على «[[حجر بن عدي|حجر بن عُدي]]» الذي قتله معاوية بن أبي سفيان مع مجموعة من أصحابه وصلبهم في الممرّات، لأنّهم رفضوا سبّ ولعن وإعلان البراءة من [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) الذي يترضون عنه أيضًا.{{بحاجة لمصدر}}
كما أيضًا يرون لزوم تفضيل [[الصحابة]] وتقديسهم لدرجة أنّهم يوجبون الأخذ بكل ما يَرْوُونَهُ عن [[النبي الأعظم|النّبيّ]] (ص) بدون البحث عن صدقهم في ذلك،<ref>العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1، ص 23- 30.</ref> كما أنّهم يحافظون ويدافعون عن هذه القداسة مهما كانت درجة شناعة فعل الصحابيّ، فتراهم  يقدّسون لدرجة التَرَضِّي على الإمام «[[علي بن أبي طالب]] (ع)» في الوقت الذي يترضون فيه على «[[معاوية بن أبي سفيان]]»، وقد قامت حرب طويلة بينهما مات فيها الألوف من [[المسلم|المسلمين]]، منهم الكثير من الصحابة كـــ «[[عمار بن ياسر|عمّار بن ياسر]]» رضي الله عنه، بل وصل الأمر أن يترضوا على «[[معاوية بن أبي سفيان]]» القاتل، في الوقت الذي يترضون فيه على «[[حجر بن عدي|حجر بن عُدي]]» الذي قتله معاوية بن أبي سفيان مع مجموعة من أصحابه وصلبهم في الممرّات، لأنّهم رفضوا سبّ ولعن وإعلان البراءة من [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) الذي يترضون عنه أيضًا.{{بحاجة إلى مصدر}}


وكذلك، يدافعون ويحافظون على فضل ومكانة الصحابي حدّ الترضي عليه، ولو ارتكب الكبيرة التي حرّمها الإسلام وفسّق صاحبها، أو قَتَلَ النّفس المؤمنة بدون وجه حقّ،  فتجدهم يترضون على «الوليد بن عُقبة» الذي ولاّه [[عثمان بن عفان|عثمان بن عفّان]] على [[الكوفة]] زمن خلافته، رغم ثبوت أنّه صلّى [[المسلم|بالمسلمين]] [[صلاة الصبح|صلاة الصُبح]] أربعة ركعات وهو في حالة سُكْرٍ، وعندما أكمل ونَبَّهَهُ البعض لذالك التفت للنّاس وهو سكران وقال لهم: هل أزيدكم، وهذا نص الرواية.{{بحاجة لمصدر}}
وكذلك، يدافعون ويحافظون على فضل ومكانة الصحابي حدّ الترضي عليه، ولو ارتكب الكبيرة التي حرّمها الإسلام وفسّق صاحبها، أو قَتَلَ النّفس المؤمنة بدون وجه حقّ،  فتجدهم يترضون على «الوليد بن عُقبة» الذي ولاّه [[عثمان بن عفان|عثمان بن عفّان]] على [[الكوفة]] زمن خلافته، رغم ثبوت أنّه صلّى [[المسلم|بالمسلمين]] [[صلاة الصبح|صلاة الصُبح]] أربعة ركعات وهو في حالة سُكْرٍ، وعندما أكمل ونَبَّهَهُ البعض لذالك التفت للنّاس وهو سكران وقال لهم: هل أزيدكم، وهذا نص الرواية.{{بحاجة إلى مصدر}}
: أخرج [[أحمد بن حنبل]] في مسنده، قال: «'''حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أن الوليد بن عقبة صلى بالناس الصبح أربعا ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فرفع ذلك إلى عثمان فأمر به أن يجلد فقال علي للحسن بن علي قم يا حسن فاجلده قال وفيم أنت وذاك فقال علي بل عجزت ووهنت قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده فقام عبد الله بن جعفر فجلده وعلي يعد فلما بلغ أربعين قال له أمسك ثم قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين وضرب أبو بكر أربعين وعمر صدرا من خلافته ثم أتمها عمر ثمانين وكل سنة'''».<ref>ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ص136، رقم الحديث 1230.</ref>
: أخرج [[أحمد بن حنبل]] في مسنده، قال: «'''حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أن الوليد بن عقبة صلى بالناس الصبح أربعا ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فرفع ذلك إلى عثمان فأمر به أن يجلد فقال علي للحسن بن علي قم يا حسن فاجلده قال وفيم أنت وذاك فقال علي بل عجزت ووهنت قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده فقام عبد الله بن جعفر فجلده وعلي يعد فلما بلغ أربعين قال له أمسك ثم قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين وضرب أبو بكر أربعين وعمر صدرا من خلافته ثم أتمها عمر ثمانين وكل سنة'''».<ref>ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ص136، رقم الحديث 1230.</ref>


سطر ٤٣٤: سطر ٤٣٣:
أخرج منها  مسلم في [[صحيح مسلم (كتاب)|صحيحه]]،<ref>النيشابوري، صحيح مسلم، ص 159، رقم الحديث، 405 -406-407</ref> والبخاري في [[صحيح البخاري (كتاب)|صحيحه]]،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 151.</ref> وابن داود في [[سنن أبي داود (كتاب)|سننه]]،<ref>أبو داود، سنن ابي داود، ج 1، ص 257.</ref> والترمذي في [[سنن الترمذي (كتاب)|سننه]]،<ref>الترمذي، سنن الترمذي، ص 148، رقم الحديث 3220.</ref> وابن ماجه في [[سنن ابن ماجه (كتاب)|سننه]].<ref>ابن ماجه، سنن ابن ماجه، ص 157، رقم الحديث 903-904</ref>
أخرج منها  مسلم في [[صحيح مسلم (كتاب)|صحيحه]]،<ref>النيشابوري، صحيح مسلم، ص 159، رقم الحديث، 405 -406-407</ref> والبخاري في [[صحيح البخاري (كتاب)|صحيحه]]،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 151.</ref> وابن داود في [[سنن أبي داود (كتاب)|سننه]]،<ref>أبو داود، سنن ابي داود، ج 1، ص 257.</ref> والترمذي في [[سنن الترمذي (كتاب)|سننه]]،<ref>الترمذي، سنن الترمذي، ص 148، رقم الحديث 3220.</ref> وابن ماجه في [[سنن ابن ماجه (كتاب)|سننه]].<ref>ابن ماجه، سنن ابن ماجه، ص 157، رقم الحديث 903-904</ref>


ورغم عدم وجود أي نصٍّ في الترضي على الصحابة، وكذلك عدم وجود نصٍّ صريح في إدخال الصحابة ضِمن الصلاة على النبيّ (ص)،  فقد وقع خلاف بين الشيعة والسنّة في مسألة الترضي على الصحابة، وكذلك إدخالهم ضمن الصلاة على النّبيّ الأكرم محمد {{صل}}.{{بحاجة لمصدر}}
ورغم عدم وجود أي نصٍّ في الترضي على الصحابة، وكذلك عدم وجود نصٍّ صريح في إدخال الصحابة ضِمن الصلاة على النبيّ (ص)،  فقد وقع خلاف بين الشيعة والسنّة في مسألة الترضي على الصحابة، وكذلك إدخالهم ضمن الصلاة على النّبيّ الأكرم محمد {{صل}}.{{بحاجة إلى مصدر}}


=== رأي الشيعة ===
=== رأي الشيعة ===
فقالت [[الشيعة]] أنّ إدخال [[الصحابة]] في [[الصلاة على النبي|الصلاة على النّبيّ]] (ص)، لا دليل صريح عليه من حيث المبدأ لا من طُرُق السنّة فضلا على طُرق الشيعة، وبالتالي أجمعت الشيعة على توقيف الصلاة النبوية على [[النبي الأعظم|النّبي]] (ص) و [[أهل البيت|آله الطاهرين]] (ع) في [[التشهد]] الذي هو جزء من [[الصلاة|الصلاة اليومية]] كما بيّن ذالك [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص)،<ref>البهائي، الحبل المتين في إحكام أحكام الدين،  ج 2 ص 453.</ref> وقالوا: بعدم جواز إضافة غيرهم فيها، غير أنّ مشهورهم لم يحرّم ضمّ [[الصحابة]] في الصلاة التي هي في غير الصلاة اليومية، وإن كانت الشهرة العملية عندهم متوقّفة في [[الصلاة على النبي|الصلاة على النّبيّ]] (ص) بذكر [[أهل البيت|الآل]] بعد [[النبي (ص)|النّبي]] (ص) وجوبًا، وعدم ذكر غيرهم لعدم وجود دليل.{{بحاجة لمصدر}}
فقالت [[الشيعة]] أنّ إدخال [[الصحابة]] في [[الصلاة على النبي|الصلاة على النّبيّ]] (ص)، لا دليل صريح عليه من حيث المبدأ لا من طُرُق السنّة فضلا على طُرق الشيعة، وبالتالي أجمعت الشيعة على توقيف الصلاة النبوية على [[النبي الأعظم|النّبي]] (ص) و [[أهل البيت|آله الطاهرين]] (ع) في [[التشهد]] الذي هو جزء من [[الصلاة|الصلاة اليومية]] كما بيّن ذالك [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص)،<ref>البهائي، الحبل المتين في إحكام أحكام الدين،  ج 2 ص 453.</ref> وقالوا: بعدم جواز إضافة غيرهم فيها، غير أنّ مشهورهم لم يحرّم ضمّ [[الصحابة]] في الصلاة التي هي في غير الصلاة اليومية، وإن كانت الشهرة العملية عندهم متوقّفة في [[الصلاة على النبي|الصلاة على النّبيّ]] (ص) بذكر [[أهل البيت|الآل]] بعد [[النبي (ص)|النّبي]] (ص) وجوبًا، وعدم ذكر غيرهم لعدم وجود دليل.{{بحاجة إلى مصدر}}


أمّا في ما يتعلّق بالترضي الذي هو دعاء لا غير، فيرون أنّه غير متعلّق [[الصحابة|بالصحابة]] لوحدهم لعدم وجود أي دليل [[القرآن الكريم|قرآني]] أو [[الحديث|روائي]] يخصّهم بذالك، وإنّما الأدلّة التي وردت جاءت في استحباب مطلق الدعاء للمؤمنين الصالحين، وعليه فتخصيص دعاء الترضي [[الصحابة|بالصحابة]] دون غيرهم لا دليل عليه، وكذلك قالوا: أنّ تعميم الدعاء بالترضي على كل [[الصحابة]] فيه إشكال، لأنّ أدلّة استحباب الدعاء التي وردت متعلّقة فقط بالمؤمنين الصالحين، والبعض ممّن يصدق عليهم أنّهم [[أصحاب النبي|أصحاب النّبي]] (ص)، أثبتت الأدلة [[الحديث|الروائية]] أنّهم قد ارتكبوا أفعال تُخرجهم من دائرة الصلاح، وعليه فالدعاء بالتّرضي لابدّ أن يكون فقط في [[أصحاب النبي|أصحاب النّبيّ]] (ص) الذين صاروا على طِبْقِ هُداهُ (ص) حتّى وافتهم المَنِيَّةُ.{{بحاجة لمصدر}}
أمّا في ما يتعلّق بالترضي الذي هو دعاء لا غير، فيرون أنّه غير متعلّق [[الصحابة|بالصحابة]] لوحدهم لعدم وجود أي دليل [[القرآن الكريم|قرآني]] أو [[الحديث|روائي]] يخصّهم بذالك، وإنّما الأدلّة التي وردت جاءت في استحباب مطلق الدعاء للمؤمنين الصالحين، وعليه فتخصيص دعاء الترضي [[الصحابة|بالصحابة]] دون غيرهم لا دليل عليه، وكذلك قالوا: أنّ تعميم الدعاء بالترضي على كل [[الصحابة]] فيه إشكال، لأنّ أدلّة استحباب الدعاء التي وردت متعلّقة فقط بالمؤمنين الصالحين، والبعض ممّن يصدق عليهم أنّهم [[أصحاب النبي|أصحاب النّبي]] (ص)، أثبتت الأدلة [[الحديث|الروائية]] أنّهم قد ارتكبوا أفعال تُخرجهم من دائرة الصلاح، وعليه فالدعاء بالتّرضي لابدّ أن يكون فقط في [[أصحاب النبي|أصحاب النّبيّ]] (ص) الذين صاروا على طِبْقِ هُداهُ (ص) حتّى وافتهم المَنِيَّةُ.{{بحاجة إلى مصدر}}


وعليه فقالوا: أنّ عدم جواز الترضيّ على كل مَنْ صدق عليه أنّه صحابيّ [[رسول الله|لرسول اللّه]] (ص)،  راجع لتضافر الآيات و [[الحديث|الروايات]] التي تكشف أنّ فيهم مَن هو مِنْ أهل النّار، لكونهم منافقين أو مرتدّين أو مارقين أو قاسطين أو ناكثين، وكذلك فيهم مَن هو شارب للخمر مثل «[[الوليد بن عقبة]]»، أو مرتكب لفاحشة الزّنى وقتل النّفس المؤمنة بدون وجه حقّ مثل ما فعل «خالد بن الوليد» بــ «مالك بن النويرة»  وزوجته، ويرون أنّ الحروب الدموية التي قامت بينهم بعد رحيل الرسول (ص) كافية لتوضيح هذه الحقيقة، أمّا الصحابة الذين جاهدوا في الله حقّ جهاده، وأثبت لهم التاريخ أنّهم صاروا على الاستقامة حتى وافتهم المَنِيَّة، فيرون أنّ الدعاء لهم  بالترضّي وغيره، فيه مِنَ الأجر الكثير.{{بحاجة لمصدر}}
وعليه فقالوا: أنّ عدم جواز الترضيّ على كل مَنْ صدق عليه أنّه صحابيّ [[رسول الله|لرسول اللّه]] (ص)،  راجع لتضافر الآيات و [[الحديث|الروايات]] التي تكشف أنّ فيهم مَن هو مِنْ أهل النّار، لكونهم منافقين أو مرتدّين أو مارقين أو قاسطين أو ناكثين، وكذلك فيهم مَن هو شارب للخمر مثل «[[الوليد بن عقبة]]»، أو مرتكب لفاحشة الزّنى وقتل النّفس المؤمنة بدون وجه حقّ مثل ما فعل «خالد بن الوليد» بــ «مالك بن النويرة»  وزوجته، ويرون أنّ الحروب الدموية التي قامت بينهم بعد رحيل الرسول (ص) كافية لتوضيح هذه الحقيقة، أمّا الصحابة الذين جاهدوا في الله حقّ جهاده، وأثبت لهم التاريخ أنّهم صاروا على الاستقامة حتى وافتهم المَنِيَّة، فيرون أنّ الدعاء لهم  بالترضّي وغيره، فيه مِنَ الأجر الكثير.{{بحاجة إلى مصدر}}


*'''بعض الصحابة الذين تُرَضِي عليهم الشيعة:'''
*'''بعض الصحابة الذين تُرَضِي عليهم الشيعة:'''
لا يمكن حصر عدد [[الصحابة]] الذين تحترمهم [[الشيعة]] وترضي عنهم لكثرتهم و عدم ذكر أغلبهم في المصادر التارخية والرجالية، فمنهم الكثير الذين استشهدوا في الحروب التي خاضها [[النبي الأكرم (ص)|النّبيّ الأكرم]]{{صل}} في حياته، ومنهم من استشهد مع [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) في حروبه الثلاثة، وهم بالمئات والألوف.{{بحاجة لمصدر}}
لا يمكن حصر عدد [[الصحابة]] الذين تحترمهم [[الشيعة]] وترضي عنهم لكثرتهم و عدم ذكر أغلبهم في المصادر التارخية والرجالية، فمنهم الكثير الذين استشهدوا في الحروب التي خاضها [[النبي الأكرم (ص)|النّبيّ الأكرم]]{{صل}} في حياته، ومنهم من استشهد مع [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) في حروبه الثلاثة، وهم بالمئات والألوف.{{بحاجة إلى مصدر}}


وهؤلاء بعض من [[الصحابة]] المشهورين المعروفين، الذين تُجلّهم [[الشيعة]] وتحترمهم وترضي عليهم، وهم:
وهؤلاء بعض من [[الصحابة]] المشهورين المعروفين، الذين تُجلّهم [[الشيعة]] وتحترمهم وترضي عليهم، وهم:
سطر ٤٦٦: سطر ٤٦٥:
#[[المقداد بن الأسود]]  
#[[المقداد بن الأسود]]  
#[[محمد بن أبي بكر]]  
#[[محمد بن أبي بكر]]  
#[[زيد بن صوحان العبدي]]{{بحاجة لمصدر}}
#[[زيد بن صوحان العبدي]]{{بحاجة إلى مصدر}}
{{Div col end}}
{{Div col end}}


سطر ٤٧٦: سطر ٤٧٥:
== الشيعة وتهمة سبّ الصحابة ==
== الشيعة وتهمة سبّ الصحابة ==


يرى أعلام [[الشيعة]] أنّه وعبر التاريخ الإسلامي وقع اتهامهم كذبًا وزورًا بسبّ ولعن كل [[صحابة]] [[رسول الله]] (ص)، وكذلك يرون أنّ الحُكَّام هم مَنْ يقف وراء إلصاق مثل هذه التهم بهم، من خلال ما يُعْرَفُون بعلماء السلطان، وخاصة في الفترة التي حكمت فيها أُسْرَتَيْ [[بني أمية]] و [[بني العباس|بني العبّاس]] اللّتين كانتا تَرَيَانِ في [[الشيعة]] الخصم المعارض لسلطانهم.{{بحاجة لمصدر}}
يرى أعلام [[الشيعة]] أنّه وعبر التاريخ الإسلامي وقع اتهامهم كذبًا وزورًا بسبّ ولعن كل [[صحابة]] [[رسول الله]] (ص)، وكذلك يرون أنّ الحُكَّام هم مَنْ يقف وراء إلصاق مثل هذه التهم بهم، من خلال ما يُعْرَفُون بعلماء السلطان، وخاصة في الفترة التي حكمت فيها أُسْرَتَيْ [[بني أمية]] و [[بني العباس|بني العبّاس]] اللّتين كانتا تَرَيَانِ في [[الشيعة]] الخصم المعارض لسلطانهم.{{بحاجة إلى مصدر}}


والحقيقة هي خلاف ذالك، لأنّ جملة كبيرة من علماء وفقهاء [[الشيعة]] رغم تسليمهم بأنّ بعض [[الصحابة]] قد انقلبوا على أعقابهم بعد أن ارتحل [[الرسول الأكرم]] (ص) للرفيق الأعلى، ورغم إقرارهم بأنّ في [[الصحابة]] مَن ارتكب ما حرّم الله، وفيهم من ظلم [[أهل البيت]] (ع) وسلبهم حقّهم، إلا أنّهم يحرّمون ويمنعون التعرّض بالسبّ و [[اللعن|اللّعن]] لكل مَنْ يراهم غير الشيعة مقدسين لديهم.{{بحاجة لمصدر}}
والحقيقة هي خلاف ذالك، لأنّ جملة كبيرة من علماء وفقهاء [[الشيعة]] رغم تسليمهم بأنّ بعض [[الصحابة]] قد انقلبوا على أعقابهم بعد أن ارتحل [[الرسول الأكرم]] (ص) للرفيق الأعلى، ورغم إقرارهم بأنّ في [[الصحابة]] مَن ارتكب ما حرّم الله، وفيهم من ظلم [[أهل البيت]] (ع) وسلبهم حقّهم، إلا أنّهم يحرّمون ويمنعون التعرّض بالسبّ و [[اللعن|اللّعن]] لكل مَنْ يراهم غير الشيعة مقدسين لديهم.{{بحاجة إلى مصدر}}


واستدلوا في المنع [[القرآن الكريم|بالقرآن]] و [[السنة النبوية|السنّة]] الواردة عن طريق [[أهل البيت]] (ع):
واستدلوا في المنع [[القرآن الكريم|بالقرآن]] و [[السنة النبوية|السنّة]] الواردة عن طريق [[أهل البيت]] (ع):


=== الدليل القرآني على المنع ===
=== الدليل القرآني على المنع ===
:قوله تعالى: {{قرآن|وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}}،<ref>الأَنعام: 108.</ref> والتي تفيد النّهي عن سبّ المخالف في الدين، ومن باب الأولوية ينطبق ذالك النهي على المخالف في المذهب.{{بحاجة لمصدر}}
:قوله تعالى: {{قرآن|وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}}،<ref>الأَنعام: 108.</ref> والتي تفيد النّهي عن سبّ المخالف في الدين، ومن باب الأولوية ينطبق ذالك النهي على المخالف في المذهب.{{بحاجة إلى مصدر}}


=== الدليل الروائي على المنع ===
=== الدليل الروائي على المنع ===
مستخدم مجهول