انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام محمد الباقر عليه السلام»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110
طلا ملخص تعديل
imported>Ali110110
طلا ملخص تعديل
سطر ٢٩: سطر ٢٩:


==ولادته ووفاته==
==ولادته ووفاته==
ولد الإمام الباقر{{عليه السلام}} في [[المدينة]] في [[يوم الجمعة]] المصادف [[1 رجب|للأول من رجب]] سنة [[57 هـ]]، وذهب البعض إلى أنّ ولادته كانت في [[3 صفر|الثالث من صفر]] من نفس السنة.<ref>المجلسي، بحار الأنوار ج46، ص212.</ref>
ولد الإمام الباقر{{عليه السلام}} في [[المدينة]] في [[يوم الجمعة]] الموافق [[1 رجب|للأول من رجب]] سنة [[57 هـ]]، وذهب البعض إلى أنّ ولادته كانت في [[3 صفر|الثالث من صفر]] من نفس السنة.<ref>المجلسي، بحار الأنوار ج46، ص212.</ref>
===تسميته===
===تسميته===
سمّاه جده [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]]{{صل}} بمحمد، وكنّاه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، ورواية [[جابر بن عبد الله الأنصاري]] وغيرها من [[الروايات]] تشير إلى هذه الحقيقة.<ref>القمي الرازي، كفاية الأثر، ص144-145.</ref>
سمّاه جده [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]]{{صل}} بمحمد، وكنّاه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، ورواية [[جابر بن عبد الله الأنصاري]] وغيرها من [[الروايات]] تشير إلى هذه الحقيقة.<ref>القمي الرازي، كفاية الأثر، ص144-145.</ref>
سطر ٣٥: سطر ٣٥:
ارتحل الإمام الباقر{{عليه السلام}} في اليوم [[7 ذي الحجة|السابع من شهر ذي الحجّة]] [[سنة 114 هـ]].<ref>النوبختي، فرق الشيعة ص61.</ref> وقيل [[117 هـ]]<ref>سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 306.</ref> وهناك آراء أخرى عن سنة وفاته وشهادته تختلف في مظانها، وقد دفن في [[المدينة المنورة]] في [[مقبرة البقيع]].<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص469. الشيخ المفيد، الإرشاد، ص508.</ref>
ارتحل الإمام الباقر{{عليه السلام}} في اليوم [[7 ذي الحجة|السابع من شهر ذي الحجّة]] [[سنة 114 هـ]].<ref>النوبختي، فرق الشيعة ص61.</ref> وقيل [[117 هـ]]<ref>سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 306.</ref> وهناك آراء أخرى عن سنة وفاته وشهادته تختلف في مظانها، وقد دفن في [[المدينة المنورة]] في [[مقبرة البقيع]].<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص469. الشيخ المفيد، الإرشاد، ص508.</ref>


وقد اختلف المؤرخون في مَن باشر قتل الإمام{{عليه السلام}} أو ساهم فيه، فبعض المصادر ترى أن شهادته كانت على يد [[هشام بن عبد الملك]] نفسه.<ref>الكفعمي، المصباح، ص691.</ref> والبعض الآخر يرى أن [[إبراهيم بن الوليد]] هو المسؤول عن سمّ الإمام{{عليه السلام}}.<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص216. ابن شهر آشوب، المناقب، ج4، ص228.</ref> والبعض الآخر يرى أنّ [[زيد بن الحسن]] الذي كان يكنّ للإمام{{عليه السلام}} حقداً دفيناً هو الذي قام بهذه المؤامرة.<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص61.</ref> وعلى كل حال فإنّ [[الشهادة|شهادة]] الإمام الباقر{{عليه السلام}} كانت في فترة خلافة هشام بن عبد الملك،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص289. المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص219.</ref> لأنّ خلافته استمرّت من سنة 105 إلى سنة 125 هـ، ولا تتجاوز آخر سنة ذكرها المؤرخون في بيان وفاة الإمام الباقر{{عليه السلام}} سنة 118 هـ.
وقد اختلف المؤرخون في مَن باشر قتل الإمام{{عليه السلام}} أو ساهم فيه، فبعض المصادر ترى أن [[الشهادة|شهادته]] كانت على يد [[هشام بن عبد الملك]] نفسه.<ref>الكفعمي، المصباح، ص691.</ref> والبعض الآخر يرى أن [[إبراهيم بن الوليد]] هو المسؤول عن سمّ الإمام{{عليه السلام}}.<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص216. ابن شهر آشوب، المناقب، ج4، ص228.</ref> والبعض الآخر يرى أنّ [[زيد بن الحسن]] الذي كان يكنّ للإمام{{عليه السلام}} حقداً دفيناً هو الذي قام بهذه المؤامرة.<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص61.</ref> وعلى كل حال، فإنّ [[الشهادة|شهادة]] الإمام الباقر{{عليه السلام}} كانت في فترة [[الخلافة|خلافة]] هشام بن عبد الملك؛<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص289. المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص219.</ref> لأنّ خلافته استمرّت من [[سنة 105 للهجرة|سنة 105]] إلى [[سنة 125 هـ]]، ولا تتجاوز آخر سنة ذكرها المؤرخون في بيان وفاة الإمام الباقر{{عليه السلام}} سنة 118 هـ.
ومع اختلاف النصوص بحسب الظاهر في تحديد المسؤول عن شهادته{{عليه السلام}}، لكن لا يبعد أن تكون كلها صحيحة، إذ قد تكون هناك أيادٍ متعددة شاركت في قتل الإمام الباقر{{عليه السلام}} حيث تشير كل رواية إلى واحد منهم.
ومع اختلاف النصوص بحسب الظاهر في تحديد المسؤول عن شهادته{{عليه السلام}}، لكن لا يبعد أن تكون كلها صحيحة، إذ قد تكون هناك أيادٍ متعددة شاركت في قتل الإمام الباقر{{عليه السلام}} حيث تشير كل رواية إلى واحد منهم.


سطر ٤٩: سطر ٤٩:


==حضوره في كربلاء==
==حضوره في كربلاء==
لقد قضى الإمام طفولته في [[المدينة]] في أحضان والده وجده لمدة أربع سنين. وقد شهد [[واقعة عاشوراء]] في [[كربلاء]] حيث يشير الإمام{{عليه السلام}} نفسه في إحدى رواياته إلى هذا المعنى بقوله: «قتل جدي الحسين ولي أربع سنين وإني لأذكر مقتله، وما نالنا في ذلك الوقت».<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص289.</ref>
لقد قضى الإمام طفولته في [[المدينة]] في أحضان والده وجده لمدة أربع سنين. وقد شهد [[واقعة عاشوراء]] في [[كربلاء]] حيث يشير الإمام{{عليه السلام}} نفسه في إحدى [[الحديث|رواياته]] إلى هذا المعنى بقوله: «قتل جدي الحسين ولي أربع سنين وإني لأذكر مقتله، وما نالنا في ذلك الوقت».<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص289.</ref>


==سلام النبي{{صل}} عليه==
==سلام النبي{{صل}} عليه==
سطر ٩٥: سطر ٩٥:


==الثورة العلمية==
==الثورة العلمية==
لقد امتازت السنوات ما بين 94 إلى 114 هـ. بظهور كثير من المدارس [[الفقه|الفقهية]] وهي أكثر فترة اشتهر فيها نقل [[الحديث]] وانتشاره في [[التفسير]]، وكل ذلك بسبب ضعف الدولة [[بني أمية|الأموية]] والنزاع الحاصل بين زعماء الدولة للسيطرة على السلطة، وقد برز في تلك الفترة جمع من العلماء بذلوا جهداً واسعاً في رواية الحديث والإفتاء أمثال الزهري ومكحول وهشام بن عروة... وغيرهم، كما ظهرت في تلك الفترة بعض الفرق مثل [[الخوارج]] و[[المرجئة]] و[[الكيسانية]] و[[الغلاة]]، وبدأت بنشر وإشاعة عقائدها بين الناس.
لقد امتازت السنوات ما بين [[سنة 94 للهجرة|94]] إلى [[114 هـ]]. بظهور كثير من المدارس [[الفقه|الفقهية]] وهي أكثر فترة اشتهر فيها نقل [[الحديث]] وانتشاره في [[التفسير]]، وكل ذلك بسبب ضعف الدولة [[بني أمية|الأموية]] والنزاع الحاصل بين زعماء الدولة للسيطرة على السلطة، وقد برز في تلك الفترة جمع من العلماء بذلوا جهداً واسعاً في رواية الحديث والإفتاء أمثال الزهري ومكحول وهشام بن عروة... وغيرهم، كما ظهرت في تلك الفترة بعض الفرق مثل [[الخوارج]] و[[المرجئة]] و[[الكيسانية]] و[[الغلاة]]، وبدأت بنشر وإشاعة عقائدها بين الناس.




سطر ١٠٧: سطر ١٠٧:




لم تكن شهرة الإمام الباقر{{عليه السلام}} العلمية مقتصرة على أهل [[الحجاز]]، بل عمّت [[العراق]] و[[خراسان]] بشكل واسع، حيث يقول الراوي: رأيت أهل خراسان التفّوا حوله حلقات يسألونه عمّا أشكل عليهم.<ref>الكليني، الكافي، ج6، ص266. المجلسي، بحار الأنوار، ج46، ص357.</ref>
لم تكن شهرة الإمام الباقر{{عليه السلام}} العلمية مقتصرة على أهل [[الحجاز]]، بل عمّت [[العراق]] و[[خراسان]] بشكل واسع، حيث يقول الراوي: رأيت أهل [[خراسان الكبيرة|خراسان]] التفّوا حوله حلقات يسألونه عمّا أشكل عليهم.<ref>الكليني، الكافي، ج6، ص266. المجلسي، بحار الأنوار، ج46، ص357.</ref>


ونُشير تباعاً وباختصار إلى ميراث الإمام العلمي في الفروع المختلفة:
ونُشير تباعاً وباختصار إلى ميراث الإمام العلمي في الفروع المختلفة:
سطر ١٧٣: سطر ١٧٣:
==الإمام الباقر{{ع}} على لسان الفقهاء==
==الإمام الباقر{{ع}} على لسان الفقهاء==
إنّ شخصية الإمام الباقر{{عليه السلام}} لم تكن الفريدة من نوعها في رأي [[الشيعة]] [[الإمامية]] فحسب، بل إنّ علماء [[أهل السنة]] أيضاً يعتبرونه فريداً من نوعه. فيقول [[ابن حجر الهيتمي]]:
إنّ شخصية الإمام الباقر{{عليه السلام}} لم تكن الفريدة من نوعها في رأي [[الشيعة]] [[الإمامية]] فحسب، بل إنّ علماء [[أهل السنة]] أيضاً يعتبرونه فريداً من نوعه. فيقول [[ابن حجر الهيتمي]]:
::«أبو جعفر محمد الباقر{{عليه السلام}}، سمي بذلك من بقر الأرض أي شقّها، وأثار مخبآتها ومكامنها، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف، وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة، أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثمّ قيل فيه هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه، ورافعه ... عمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكل عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة ...».<ref>ابن حجر، الصواعق المحرقة، ص201.</ref>
::«أبو جعفر محمد الباقر{{عليه السلام}}، سمي بذلك من بقر الأرض أي شقّها، وأثار مخبآتها ومكامنها، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف، وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة، أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثمّ قيل فيه هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه، ورافعه ... عمرت أوقاته بطاعة [[الله]]، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكل عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة ...».<ref>ابن حجر، الصواعق المحرقة، ص201.</ref>


وتحدّث [[عبد الله بن عطاء]] عن إكبار العلماء وتعظيمهم للإمام الباقر{{عليه السلام}} وتواضعهم له، وهو من الشخصيات البارزة والعلماء العظام ما قوله: «ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي{{عليه السلام}} لتواضعهم له ...».<ref>سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص337. الإربلي، كشف الغمة، ج2، ص329.</ref>
وتحدّث [[عبد الله بن عطاء]] عن إكبار العلماء وتعظيمهم للإمام الباقر{{عليه السلام}} وتواضعهم له، وهو من الشخصيات البارزة والعلماء العظام ما قوله: «ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي{{عليه السلام}} لتواضعهم له ...».<ref>سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص337. الإربلي، كشف الغمة، ج2، ص329.</ref>
مستخدم مجهول