مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإسلام»
ط
←عصر الرسول (ص)
imported>Bassam ط (←الخوارج) |
imported>Bassam ط (←عصر الرسول (ص)) |
||
سطر ١٧٣: | سطر ١٧٣: | ||
أوّل ما نزل من [[القرآن]] حسب النصوص هو مطلع [[سورة العلق]].<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل ،ج 20، ص 33.</ref> وكان أوّل من آمن به من الرجال [[الإمام عليّ]] (ع)، ومن النساء زوجته [[خديجة الكبرى عليها السلام|خديجة]] حتّى بلغ المسلمون أربعين شخصاً خلال ثلاث سنوات من [[النبوّة]].<ref>المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 9، ص 88.</ref> | أوّل ما نزل من [[القرآن]] حسب النصوص هو مطلع [[سورة العلق]].<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل ،ج 20، ص 33.</ref> وكان أوّل من آمن به من الرجال [[الإمام عليّ]] (ع)، ومن النساء زوجته [[خديجة الكبرى عليها السلام|خديجة]] حتّى بلغ المسلمون أربعين شخصاً خلال ثلاث سنوات من [[النبوّة]].<ref>المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 9، ص 88.</ref> | ||
أُمر النبيّّ (ص) بإعلان الدعوة بدءً بعشيرته الأقربين، وأسفر الإجتماع ببني عبد المطّلب و[[بني هاشم]] عن إعلان [[النبوّة]] [[الولاية|والولاية]] معاً، وأعلن [[أبو طالب]] حمايته للنبيّّ (ص) ودعوته بالرغم من وقوف [[أبو لهب|أبي لهب]] في الموقع الأوّل من المواجهة.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 206.</ref> | أُمر النبيّّ (ص) بإعلان الدعوة بدءً بعشيرته الأقربين، وأسفر الإجتماع ببني [[عبد المطلب بن هاشم|عبد المطّلب]] و[[بني هاشم]] عن إعلان [[النبوّة]] [[الولاية|والولاية]] معاً، وأعلن [[أبو طالب]] حمايته للنبيّّ (ص) ودعوته بالرغم من وقوف [[أبو لهب|أبي لهب]] في الموقع الأوّل من المواجهة.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 206.</ref> | ||
بعد مدة من الدعوة السرية، بدأت الدعوة العامّة والعلنيّة لرسول الله (ص)، فأخذ زعماء [[قريش]] يُخطِّطون لتحجيم الدعوة الإسلامية، وانتقلت المواجهة إلى حربٍ تمثّلت بالقتل والتهجير والحصار الشامل في "شعب أبي طالب".<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج 1،ص 163.</ref> | بعد مدة من الدعوة السرية، بدأت الدعوة العامّة والعلنيّة لرسول الله (ص)، فأخذ زعماء [[قريش]] يُخطِّطون لتحجيم الدعوة الإسلامية، وانتقلت المواجهة إلى حربٍ تمثّلت بالقتل والتهجير والحصار الشامل في "[[شعب أبي طالب]]".<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج 1،ص 163.</ref> | ||
وبعد انتهاء الحصار فقد النبي (ص) شخصيتين مهمتين في الدعوة هما: زوجته [[خديجة بنت خويلد|خديجة]]، وعمّه [[أبو طالب]]، وسمّى [[رسول الله]] (ص) ذلك العام [[عام الحزن|بعام الحزن]].<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ج 1، ص 129.</ref> | وبعد انتهاء الحصار فقد النبي (ص) شخصيتين مهمتين في الدعوة هما: زوجته [[خديجة بنت خويلد|خديجة]]، وعمّه [[أبو طالب]]، وسمّى [[رسول الله]] (ص) ذلك العام [[عام الحزن|بعام الحزن]].<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ج 1، ص 129.</ref> | ||
بعد تعرُّض النبيّّ (ص) وأصحابه للتعذيب الشديد والقتل والتشريد، أمر المسلمين ب[[الهجرة إلى الحبشة]]، نظراً لوجود ملك عادل فيها، فاحتضن " النجاشيّ" المسلمين المهاجرين ولم يُسلِّمهم إلى الوفد الذي أرسلته قريش لاستردادهم.<ref>الواقدي، المغازي، ص 21.</ref> | بعد تعرُّض النبيّّ (ص) وأصحابه للتعذيب الشديد والقتل والتشريد، أمر المسلمين ب[[الهجرة إلى الحبشة]]، نظراً لوجود ملك عادل فيها، فاحتضن " النجاشيّ" المسلمين [[المهاجرين]] ولم يُسلِّمهم إلى الوفد الذي أرسلته [[قريش]] لاستردادهم.<ref>الواقدي، المغازي، ص 21.</ref> | ||
إستطاع النبيّّ (ص) إقناع بعض أهل | إستطاع النبيّّ (ص) إقناع بعض أهل [[يثرب]]، واستمرّت دعوته إليهم حتّى أسلم جمعٌ من أهلها، وقدم عليه- في العام الثالث عشر من البعثة- سبعون رجلاً وامرأتان وبايعوه على الدفاع والنصرة، وسألوه أن يخرج إليهم فيمنعوه كما يمنعون أبناءهم ونساءهم، ويحاربوا معه وينصروه، وكان ذلك من نتائج [[بيعة العقبة]] الأولى والثانية.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 353.</ref> | ||
وفي مكّة المكرّمة وُلدت السيّدة فاطمة (ع)،<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 458.</ref> وحصلت معجزة [[الإسراء والمعراج]].<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 13، ص 30.</ref> | وفي [[مكة|مكّة المكرّمة]] وُلدت السيّدة [[فاطمة (ع)|فاطمة]] (ع)،<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 458.</ref> وحصلت [[المعجزة|معجزة]] [[الإسراء والمعراج]].<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 13، ص 30.</ref> | ||
====في المدينة المنورة==== | ====في المدينة المنورة==== | ||
من أهمّ الأحداث في تأريخ الإسلام السياسيّّ هو حدث | من أهمّ الأحداث في تأريخ الإسلام السياسيّّ هو حدث [[الهجرة النبوية|الهجرة]]، حيث تمّ بعدها إقامة الدولة الإسلاميّّة بزعامة رسول الله (ص).<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 4، ص 300.</ref> | ||
في البداية شرع الرسول (ص) ببناء [[مسجد قباء|مسجد قباء]]،<ref>الصديقي ،حسن البناء في فضل مسجد قبا، ص 34.</ref> ثمّ المسجد المعروف اليوم [[مسجد النبي|بمسجد النبي]] (ص) لجمع المسلمين فيه، وليكون مركزاً للدولة، وانطلاق الدعوة إلى أطراف العالم،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 246.</ref> ثمّ [[المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار|آخى بين المهاجرين والأنصار]]، واحتفظ بالإمام عليّ (ع) أخاً له من دون سائر المسلمين.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 504 - 505.</ref> | في البداية شرع الرسول (ص) ببناء [[مسجد قباء|مسجد قباء]]،<ref>الصديقي ،حسن البناء في فضل مسجد قبا، ص 34.</ref> ثمّ المسجد المعروف اليوم [[مسجد النبي|بمسجد النبي]] (ص) لجمع المسلمين فيه، وليكون مركزاً للدولة، وانطلاق الدعوة إلى أطراف العالم،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 246.</ref> ثمّ [[المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار|آخى بين المهاجرين والأنصار]]، واحتفظ بالإمام عليّ (ع) أخاً له من دون سائر المسلمين.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 504 - 505.</ref> | ||
نظراً للتنوُّع السكّانيّ في | نظراً للتنوُّع السكّانيّ في [[المدينة]]، والصراعات القبلية، كتب النبيّّ (ص) أوّل دستور وسند تاريخيّ في الإسلام من أجل تنظيم علاقات المسلمين فيما بينهم، وعلاقاتهم مع المتهوِّدين، ولضمان استقرار الحياة السياسيّّة والاجتماعيّّة في المدينة.<ref>السهيلي، الروض الأنف، ج 4، صص 240 - 243.</ref> | ||
طلب اليهود من الرسول (ص) توقيع هدنة معهم، فكتب لهم النبيّّ (ص) بذلك على أن لا يُعينوا عليه أحداً ولا يتعرّضوا بسوءٍ لأصحابه، وإلّا فهو في حلٍّ من أمره. | طلب [[اليهود]] من الرسول (ص) توقيع هدنة معهم، فكتب لهم النبيّّ (ص) بذلك على أن لا يُعينوا عليه أحداً ولا يتعرّضوا بسوءٍ لأصحابه، وإلّا فهو في حلٍّ من أمره. | ||
عمل النبيّّ (ص) على تقوية دعائم الدولة؛ من خلال الإعداد العسكريّّ وتدريب المسلمين على السلاح والرمي.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 503.</ref> | عمل النبيّّ (ص) على تقوية دعائم الدولة؛ من خلال الإعداد العسكريّّ وتدريب المسلمين على السلاح والرمي.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 503.</ref> | ||
كانت أهم سرايا | كانت أهم [[السرايا|سرايا]] و[[غزوات الرسول|غزوات]] النبيّّ(ص) عبارة عن: | ||
* [[معركة بدر|معركة بدر]] الكبرى ومن خلالها رُفعت من معنويّات المسلمين، وفتحت الأبواب أمام النبيّّ (ص) في الانطلاق بحريّة أكبر في نشر الدعوة.<ref>يماني، بدر الكبرى .. المدينة والغزوة، ص 25.</ref> | * [[معركة بدر|معركة بدر]] الكبرى ومن خلالها رُفعت من معنويّات المسلمين، وفتحت الأبواب أمام النبيّّ (ص) في الانطلاق بحريّة أكبر في نشر الدعوة.<ref>يماني، بدر الكبرى .. المدينة والغزوة، ص 25.</ref> | ||
*[[معركة أحد|معركة أُحد]] التي كان النصر حليف المسلمين في الجولة الأولى منها، ولكنّهم نتيجة لعدم التزامهم بأوامر النبيّّ (ص) وتوجيهاته خسروا المعركة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 6، ص 159.</ref> | *[[معركة أحد|معركة أُحد]] التي كان النصر حليف المسلمين في الجولة الأولى منها، ولكنّهم نتيجة لعدم التزامهم بأوامر النبيّّ (ص) وتوجيهاته خسروا المعركة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 6، ص 159.</ref> | ||
*[[معركة الخندق]] وهي إحدى غزوات الرسول الأكرم (ص) والتي وقعت في السنة الخامسة | *[[معركة الخندق]] وهي إحدى غزوات الرسول الأكرم (ص) والتي وقعت في [[السنة الخامسة للهجرة]]، بدأت هذه الغزوة بعد مؤامرة من قبل قبيلة [[بني النضير]]، وبعدها قد اتحدت [[قريش]] مع أغلب القبائل العربية لقطع شجرة الإسلام،<ref>الصالحي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 5، ص 415.</ref> والتي ساهمت عدة عناصر في تحقيق النصر فيها، وهي: التخطيط العسكريّ الذي تمثَّل بحفر الخندق،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص409 - 410.</ref> الدور المهم للإمام عليَّ (ع)،<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 5، ص 8.</ref> والتأييد الإلهيّ الغيبيّ.<ref>ابن النجار، الدرة الثمينة في تاريخ المدينة، ص 189.</ref> | ||
* انتصار النبي{{صل}} في المعارك التي خاضها ضد اليهود في غزوة [[بني قريظة|بني قُريظة]]،<ref>المفيد، الإرشاد، ج 1، ص105 - 106.</ref> وفي [[معركة خيبر]]، وفي [[فدك]] وغير ذلك.<ref>الصدوق، الخصال، ج 2، ص 369.</ref> | * انتصار النبي{{صل}} في المعارك التي خاضها ضد اليهود في غزوة [[بني قريظة|بني قُريظة]]،<ref>المفيد، الإرشاد، ج 1، ص105 - 106.</ref> وفي [[معركة خيبر]]، وفي [[فدك]] وغير ذلك.<ref>الصدوق، الخصال، ج 2، ص 369.</ref> | ||
* [[سرية مؤتة]] التي كان الدافع لها هو الانتقام لمقتل مبعوث الرسول (ص) إلى عامل [[هرقل]]، حيث أرسل (ص) سريّة وجعل القيادة فيها ل[[جعفر بن أبي طالب]]، وكان حشد النصارى كثيفاً مقارنة بالمسلمين، ولكنّهم صمّموا على القتال حتّى استشهد القادة الذين عيّنهم النبيّ (ص)، فأمر خالد بن الوليد الجندَ بالانسحاب.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 20 -21.</ref> | * [[سرية مؤتة]] التي كان الدافع لها هو الانتقام لمقتل مبعوث الرسول (ص) إلى عامل [[هرقل]]، حيث أرسل (ص) سريّة وجعل القيادة فيها ل[[جعفر بن أبي طالب]]، وكان حشد [[النصارى]] كثيفاً مقارنة بالمسلمين، ولكنّهم صمّموا على القتال حتّى استشهد القادة الذين عيّنهم النبيّ (ص)، فأمر [[خالد بن الوليد]] الجندَ بالانسحاب.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 20 -21.</ref> | ||
*[[معركة تبوك]]، وقد خرج الرسول (ص) مع المسلمين إليها بعدما ولّى عليّا (ع) على المدينة,<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 3.</ref> ولمّا وصل الرسول (ص) إلى تبوك واستقرّ فيها، آثر الروم الانسحاب بدل المواجهة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 108.</ref> | *[[معركة تبوك]]، وقد خرج الرسول (ص) مع المسلمين إليها بعدما ولّى عليّا (ع) على المدينة,<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 3.</ref> ولمّا وصل الرسول (ص) إلى [[تبوك]] واستقرّ فيها، آثر الروم الانسحاب بدل المواجهة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 108.</ref> | ||
وفي النهاية حصل [[صلح الحديبية|صلح الحديبيّة]] الذي مهّد لدخول كثير من الناس إلى الإسلام، وسهّل فتح مكّة وانتصار الإسلام على قريش.<ref>المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 318 - 319.</ref> | وفي النهاية حصل [[صلح الحديبية|صلح الحديبيّة]] الذي مهّد لدخول كثير من الناس إلى الإسلام، وسهّل [[فتح مكة|فتح مكّة]] وانتصار الإسلام على قريش.<ref>المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 318 - 319.</ref> | ||
توفي الرسول (ص) بين يدي وصيّه الإمام عليّ (ع) يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة 11 | توفي الرسول (ص) بين يدي وصيّه الإمام عليّ (ع) يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر [[سنة 11 للهجرة]]، وهو ابن ثلاث وستين سنة،<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغة، ص 320.</ref> ولم يحضر دفن رسول الله (ص) أكثر الناس، لما جرى بين [[المهاجرين]] [[الأنصار|والأنصار]] من التشاجر في أمر [[الخلافة]].<ref> المسعودي، التنبيه والإشراف، ص 247.</ref> | ||
===عصر الأئمة=== | ===عصر الأئمة=== |