انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإسلام»

أُضيف ٦٦ بايت ،  ١٣ أكتوبر ٢٠١٨
ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ١١: سطر ١١:
[[الإسلام]] هو دين إلهي [[التوحيد في العبادة|توحيدي]] إبراهيمي، يعتقد أتباعه بإله واحد لا شريك له ومنزّه عن كل نقص، وبنبوة النبي [[محمد (ص)]] الذي أرسله [[الله]] بدين الإسلام، كما يعقد [[المسلم|المسلمون]] أنّ [[القرآن الكريم]] هو الكتاب الذي يضمّ ما أوحى به [[الله]] إلى رسوله محمد (ص).<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 193.</ref>
[[الإسلام]] هو دين إلهي [[التوحيد في العبادة|توحيدي]] إبراهيمي، يعتقد أتباعه بإله واحد لا شريك له ومنزّه عن كل نقص، وبنبوة النبي [[محمد (ص)]] الذي أرسله [[الله]] بدين الإسلام، كما يعقد [[المسلم|المسلمون]] أنّ [[القرآن الكريم]] هو الكتاب الذي يضمّ ما أوحى به [[الله]] إلى رسوله محمد (ص).<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 193.</ref>


أول ظهور للإسلام كان في [[مكة]] في شبه الجزيرة العربية، التي يتّجه [[المسلمون]] أثناء [[الصلاة|صلاتهم]] إلى جهتها وبالتحديد إلى [[الكعبة |الكعبة]] ، فهي [[القبلة|قِبلة]] المسلمين،<ref>الخوئي، منهاج الصالحين، ج‌ 1، ص 135.</ref> و[[الصلاة]] هي أهم عمل عبادي يمارسه المسلمون وقد نصت على ذلك الروايات الكثيرة.<ref>البرقي، المحاسن، ج 1، ص 286.</ref>
أول ظهور للإسلام كان في [[مكة]] في [[شبه الجزيرة العربية]]، التي يتّجه [[المسلمون]] أثناء [[الصلاة|صلاتهم]] إلى جهتها وبالتحديد إلى [[الكعبة |الكعبة]] ، فهي [[القبلة|قِبلة]] المسلمين،<ref>الخوئي، منهاج الصالحين، ج‌ 1، ص 135.</ref> و[[الصلاة]] هي أهم عمل عبادي يمارسه المسلمون وقد نصت على ذلك [[الروايات]] الكثيرة.<ref>البرقي، المحاسن، ج 1، ص 286.</ref>


===معنى الإسلام===
===معنى الإسلام===
سطر ١٩: سطر ١٩:
ويقول السيد [[العلامة الطباطبائي|الطباطبائي]] أنّ الإسلام يسمى إسلاماً، لما فيه من تسليم العبد [[الإرادة الإلهية|لإرادة الله]] سبحانه.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 193.</ref>
ويقول السيد [[العلامة الطباطبائي|الطباطبائي]] أنّ الإسلام يسمى إسلاماً، لما فيه من تسليم العبد [[الإرادة الإلهية|لإرادة الله]] سبحانه.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 193.</ref>


وقد استخدمت كلمة الإسلام في [[القرآن الكريم]]، فدلت بعضها على أنّ أيَّ دين غير الإسلام غير مقبول عند الله.<ref>آل عمران: 19 و 85.</ref>
وقد استخدمت كلمة الإسلام في [[القرآن الكريم]]، فدلت بعضها على أنّ أيَّ دين غير الإسلام غير مقبول عند [[الله]].<ref>آل عمران: 19 و 85.</ref>
كما أنّ [[الروايات|روايات]] كثيرة مروية عن [[الرسول]] (ص) مفادها أن الدين الذي بُعث به  هو الإسلام وأن أتباعه هم المسلمون.<ref>الريشهري، ميزان الحكمة، ج 3، صص 1338 - 1345.</ref>
كما أنّ [[الروايات|روايات]] كثيرة مروية عن [[الرسول(ص)|الرسول]] (ص) مفادها أن الدين الذي بُعث به  هو الإسلام وأن أتباعه هم المسلمون.<ref>الريشهري، ميزان الحكمة، ج 3، صص 1338 - 1345.</ref>


===المسلم والمؤمن===
===المسلم والمؤمن===
{{مفصلة|الإيمان}}
{{مفصلة|الإيمان}}
يصبح الإنسان مسلماً بمجرد نطقه [[الشهادتين|بالشهادتين]]، وهما "أشهد أن لا إله إلا الله" و"أشهد أن محمداً رسول الله"، وهاتان الشهادتان تعبران  عن [[التوحيد|توحيد]] الله وتصديق رسالة نبيّه. ومن دون التشهّد بالشهادتين يبقى الإنسان على دينه السابق فلا يعتبر مسلماً<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 1، صص 301 - 303.</ref>. والإسلام بهذه الحالة يكون في أدنى مراتبه، لأنه من الممكن أن يتفاوت تصديق القلب بما تم تلفطه عبر اللسان من شهادتين. أما عندما يكون القلب مصدقاً  للشهادتين فهنا -مضافاً إلى الإسلام- يكون الفرد قد أصبح "مؤمناً".<ref>[http://rafed.net/turathona/81-82/81-3.html تراثنا]</ref>
يصبح الإنسان مسلماً بمجرد نطقه [[الشهادتين|بالشهادتين]]، وهما "أشهد أن لا إله إلا الله" و"أشهد أن محمداً رسول الله"، وهاتان [[الشهادتان]] تعبران  عن [[التوحيد|توحيد]] الله وتصديق رسالة نبيّه. ومن دون التشهّد بالشهادتين يبقى الإنسان على دينه السابق فلا يعتبر مسلماً،<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 1، صص 301 - 303.</ref> والإسلام بهذه الحالة يكون في أدنى مراتبه، لأنه من الممكن أن يتفاوت تصديق القلب بما تم تلفطه عبر اللسان من شهادتين. أما عندما يكون القلب مصدقاً  للشهادتين فهنا -مضافاً إلى الإسلام- يكون الفرد قد أصبح "مؤمناً"،<ref>[http://rafed.net/turathona/81-82/81-3.html تراثنا]</ref> فالإيمان معنى قائم بالقلب من قبيل الاعتقاد، والإسلام أمر قائم باللسان والجوارح، فإنه الاستسلام والخضوع لساناً بالشهادة على [[التوحيد]] و[[النبوة]] وعملا بالمتابعة العملية ظاهراً، سواء قارن الاعتقاد بما شهد عليه وعمل به أو لم يقارن.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 18، ص 328.</ref>
فالإيمان معنى قائم بالقلب من قبيل
الاعتقاد، والإسلام أمر قائم باللسان والجوارح، فإنه الاستسلام والخضوع لساناً
بالشهادة على [[التوحيد]] و[[النبوة]] وعملا بالمتابعة العملية ظاهراً، سواء قارن الاعتقاد بما شهد عليه وعمل به أو لم يقارن.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 18، ص 328.</ref>


وقد رأى علماء الدين [[الشيعة]] وجمع من علماء [[أهل السنة|السنة]] أن التفاوت حاصل بين مفهومَي الإيمان والإسلام، وذلك استناداً إلى [[القرآن الكريم]]؛ فقد استنتج الباقلاني من [[الآية]] الرابع عشرة من [[سورة الحجرات]] أن ّمفهوم  الإسلام أعم من مفهوم الإيمان، وأن الإيمان هو التصديق  القلبي، أما الإسلام فهو عمل الجوارح؛<ref>الباقلاني، الإنصاف فيما يجب اعتقاده و لا يجوز الجهل به، ص 89 - 90.</ref> وبعبارة أخرى الإسلام أمر ظاهري، والإيمان أمر قلبي وباطني. وكذلك كان رأي [[العلامة الطباطبائي]] في الآية 35 من [[سورة الأحزاب]]، التي فرّق فيها ما بين وصف "المؤمنين والمؤمنات" ووصف "المسلمين والمسلمات"، وبرهن على تفكيكه بأدلة معتبرة.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 313- 314.</ref> أما [[الخوارج]] و[[المعتزلة]] فكانوا يرون أن الإسلام والإيمان لهما مفهوم واحد.<ref>الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، ج 1، ص 318؛ القرطبي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، ج 2، ص 134.</ref>
وقد رأى علماء الدين [[الشيعة]] وجمع من علماء [[أهل السنة|السنة]] أن التفاوت حاصل بين مفهومَي [[الإيمان]] و[[الإسلام]]، وذلك استناداً إلى [[القرآن الكريم]]؛ فقد استنتج الباقلاني من [[الآية]] الرابع عشرة من [[سورة الحجرات]] أن ّمفهوم  الإسلام أعم من مفهوم الإيمان، وأن الإيمان هو التصديق  القلبي، أما الإسلام فهو عمل الجوارح؛<ref>الباقلاني، الإنصاف فيما يجب اعتقاده و لا يجوز الجهل به، ص 89 - 90.</ref> وبعبارة أخرى الإسلام أمر ظاهري، والإيمان أمر قلبي وباطني، وكذلك كان رأي [[العلامة الطباطبائي]] في الآية 35 من [[سورة الأحزاب]]، التي فرّق فيها ما بين وصف "المؤمنين والمؤمنات" ووصف "المسلمين والمسلمات"، وبرهن على تفكيكه بأدلة معتبرة.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 313- 314.</ref> أما [[الخوارج]] و[[المعتزلة]] فكانوا يرون أن الإسلام والإيمان لهما مفهوم واحد.<ref>الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، ج 1، ص 318؛ القرطبي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، ج 2، ص 134.</ref>


وقد جاء في بعض [[الآيات]] القرآنية ما يدل على أنّ بين الإسلام والإيمان اتحاد نوعي، لكن بعض متكلمي [[الأشاعرة]]  قالوا بأن مضمون هذه الآيات دالٌ على أن مصداق الإسلام والإيمان واحد، وهذا لا يستلزم اتحاد مفهومهما.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 207.</ref>
وقد جاء في بعض [[الآيات]] القرآنية ما يدل على أنّ بين الإسلام والإيمان اتحاد نوعي، لكن بعض متكلمي [[الأشاعرة]]  قالوا بأن مضمون هذه الآيات دالٌ على أن مصداق الإسلام والإيمان واحد، وهذا لا يستلزم اتحاد مفهومهما.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 207.</ref>
سطر ٣٧: سطر ٣٤:
صاحب الدعوة الإسلامية هو الرسول [[محمد بن عبد الله|محمّد بن عبد الله]] بن [[عبد المطلب|عبد المطّلب]] (ص)، وطبقاً لما ورد في النصوص الإسلامية فهو آخر المرسلين و[[الخاتمية|خاتم]] الرسل أجمعين،<ref>الأحزاب: 40؛ المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 1، ص 628.</ref> كما أنّه أفضل الخلق قاطبةً، وأحسن أسوةٍ وقدوةٍ للناس على الإطلاق.<ref>الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج ‏4، ص 455.</ref>
صاحب الدعوة الإسلامية هو الرسول [[محمد بن عبد الله|محمّد بن عبد الله]] بن [[عبد المطلب|عبد المطّلب]] (ص)، وطبقاً لما ورد في النصوص الإسلامية فهو آخر المرسلين و[[الخاتمية|خاتم]] الرسل أجمعين،<ref>الأحزاب: 40؛ المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 1، ص 628.</ref> كما أنّه أفضل الخلق قاطبةً، وأحسن أسوةٍ وقدوةٍ للناس على الإطلاق.<ref>الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج ‏4، ص 455.</ref>


ينتسب النبي محمد (ص) إلى قبيلة عربية هي "[[قريش]]"؛ التي كانت تسكن [[مكة|مكةَ]] في شبه الجزيرة العربية، وفيها ولد النبي (ص) سنة 570م. فَقَدَ الرسول (ص) والداه في أوائل سِنِي عمره، فتولى رعايته جدّه [[عبد المطلب]]، ثم عمه [[أبو طالب]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، ص 369.</ref>
ينتسب النبي محمد (ص) إلى قبيلة عربية هي "[[قريش]]"؛ التي كانت تسكن [[مكة|مكةَ]] في [[شبه الجزيرة العربية]]، وفيها ولد النبي (ص) سنة 570 م. فَقَدَ الرسول (ص) والداه في أوائل سِنِي عمره، فتولى رعايته جدّه [[عبد المطلب]]، ثم عمه [[أبو طالب]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، ص 369.</ref>


لم يكن الرسول محمد (ص) من عداد أتباع الديانة الوثنية الرائجة في مكة. وعُرف عن الرسول (ص) حُسن أخلاقه حتى اشتهر بالصادق الأمين. وقد بعثه الله لتبليغ الرسالة الإسلامية وهو في الأربعين من عمره، وكان أول ما تلقاه من الوحي في [[غار حراء]] في مكة بواسطة ملاك الوحي "جبرائيل".<ref>ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 233.</ref>
لم يكن الرسول محمد (ص) من عداد أتباع الديانة الوثنية الرائجة في [[مكة]]، وعُرف عن الرسول (ص) حُسن أخلاقه حتى اشتهر بالصادق الأمين، وقد بعثه [[الله]] لتبليغ الرسالة الإسلامية وهو في الأربعين من عمره، وكان أول ما تلقاه من [[الوحي]] في [[غار حراء]] في مكة بواسطة ملاك الوحي "[[جبرائيل]]".<ref>ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 233.</ref>


===الكتاب السماوي للإسلام===
===الكتاب السماوي للإسلام===
{{مفصلة|القرآن الكريم}}
{{مفصلة|القرآن الكريم}}
القرآن هو الكتاب السماوي المقدّس، الذي نزل به "جبرائيل" على قلب الرسول محمد (ص)، الذي فيه مباني شريعته وآية باقية على صدق رسالته، وليكون تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة للعالمين،الذي لا يشوبه باطلٌ ولا خطأ، والذي سَلِمَ  من التحريف منذ نزوله إلى يومنا هذا.<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 13.</ref> ويتألّف القرآن الكريم من مئة وأربع عشرة [[السورة|سورة]]، في كل منها عدد من [[الآيات]].<ref>الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، ج 1، ص 285.</ref>
القرآن هو الكتاب السماوي المقدّس، الذي نزل به "جبرائيل" على قلب الرسول محمد (ص)، الذي فيه مباني شريعته وآية باقية على صدق رسالته، وليكون تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة للعالمين، الذي لا يشوبه باطلٌ ولا خطأ، والذي سَلِمَ  من التحريف منذ نزوله إلى يومنا هذا.<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 13.</ref> ويتألّف القرآن الكريم من مئة وأربع عشرة [[السورة|سورة]]، في كل منها عدد من [[الآيات]].<ref>الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، ج 1، ص 285.</ref>


==خصائص الرسالة الإسلاميّة==
==خصائص الرسالة الإسلاميّة==
مستخدم مجهول