مستخدم:W.yasin/الملعب 1
مشهد السقط أو مشهد محسن بن الحسين هو أحد مزارات الشيعة في حلب. يقع هذا البناء على بعد 300 متر من مشهد النقطة، وقد تم بناؤه لأول مرة عام 351 هجرية بأمر سيف الدولة الحمداني. وينسب هذا المقام إلى ولد للإمام الحسين اسمه محسن حيث أسقطته أمه في هذا المكان. لكن في المصادر التاريخية لم يُنسب طفل بهذا الاسم إلى الإمام الحسين.
صاحب المرقد
ينسب هذا البناء إلى المحسن بن الحسين. وبحسب ماقال ياقوت الحموي، عندما استقرت قافلة أسرى كربلاء في هذا المكان، سقط طفل إحدى زوجات الإمام الحسين، أو دفن في هذا المكان طفلاً رافقهم ومات في حلب، وسُمّي محسن السقط. وقال ابن عديم إن المولود المجهض كان اسمه محسن بن الحسين، ولكن لا يوجد مصدر تاريخي لهذا الاسم، ولم تنسب المصادر التاريخية طفلاً اسمه محسن إلى الإمام الحسين.
قصة اكتشاف القبر
كان هذا المكان في الأصل عبارة عن دكة خشبية يجلس عليها سيف الدولة الحمداني ويشاهد سباقات الخيل، وكان يسمى مشهد الدكة ومشهد الطرح. ويروي الغزي عن تاريخ ابن أبي طي: في سنة 351 هـ رأى سيف الدولة نوراً في بقعةٍ ما في المدينة، وبعد أن حفروا ذلك المكان وجدوا حجرا مكتوبا عليه: هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي عليه السلام، فجمع العلويين وسألهم هل كان للإمام الحسين (ع) ولد اسمه المحسن؟ فقال بعضهم: لا نعلم ولكن سمعنا أن فاطمةكانت حاملاً، وذكر النبي الجنين في بطنها بمحسن وأُجهِضَ في الهجوم على منزل علي. وقال آخرون أنه عندما مر من هناك أسرى كربلاء، طرح إحدى نساء الإمام الحسين. فقال سيف الدولة:هذا الموضع قد أذن الله بإعماره فأنا أعمره على أسم أهل البيت. وأمر ببناء قبر ومقام عليه والكتابة عليه بالخط الكوفي: «عَمَرَ هذا المَشهدَ المُبارکَ ابتِغاءً لِوَجهِ اللهِ و قُربَةً اِلی اللهِ، عَلی اسمِ مولانا المُحسنِ بنِ الحسینِ بن علي بن أبي طالب رَضي اللهُ عَنهم، الأمیرُ الأجل، سیف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان سنة ۳۵۱هـ.»
الموقع
وهذا الضريح الذي كان يقع في سفوح جبل الجوشن غربي حلب، يقع الآن في شارع المشهد بحلب ويعرف عند أهل هذه المدينة بالشيخ محسن. وبالقرب من هذا المقام يقع مشهد النقطة وقبور بعض علماء الشيعة كابن زهرة (585هـ) وابن شهر آشوب وأحمد بن منير الطرابلسي (548هـ). وقد ذكر بعض المؤرخين أن سبب تسمية جبل الجوشن هو أن شمر بن ذي الجوشن كان يقيم فيه مع الأسرى ورؤوس شهداء كربلاء. وبحسب ما نقل ياقوت، كان هناك منجم يُستخرج منه النحاس، ولسوء معاملة العمال مع الأسرى، دعوا عليهم ودُمّر المنجم.
تاريخ البناء
بني هذا المقام لأول مرة سنة 351 هجرية بأمر سيف الدولة الحمداني. ولما فتح فربخ حلب عام 518 ونبش هذا القبر ولما لم يجد فيه شيئا أشعل النار فيه. وفي القرن السابع أعاد بناءها برقرق بن رضي وعين لها متولياً ومؤذناً وإماماً. زار الشيخ عباس القمي مرقد الشيخ محسن عام 1342هـ وتحدث عن قوة بنائه في ذلك الوقت. وبحسب قوله في كتاب نفثة المصدور فإن هذا المبنى تهدم بسبب الحرب في حلب وكان في حالة خراب وقت تأليف هذا الكتاب. يتألف المبنى من صحن مركزي، تتوزع حوله أجزاء أقسام مختلفة من المبنى، منها الصحن والأروقة وضريح محسن بن الحسين. توجد قباب نصف كروية صغيرة في كل جزء من هذه الأجزاء. وفي الجهة الشمالية من الفناء يمكن رؤية لافتة كتب عليها صلوات على المعصومين الأربعة عشر من فترة الملوك الأيوبيين. تم تفجير هذا الضريح في هجوم إرهابي في 24 أغسطس 2012.